نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج

نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج


12-07-2006, 00:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=38&msg=1190441372&rn=0


Post: #1
Title: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 00:40 AM


بمجهود فردي من الشاعر :
نصار الحاج

نشرت الحركة الشعرية في المكسيك في موقعهاالالكتروني ،
وفي عدد أكتوبر 2006 من النسخة الورقية،
مختارات من الشعر السوداني.

ويمكن الاطلاع على النماذج الشعرية من خلال الرابط التالي:
http://www.alharaka.net/latest/17.htm

وسنعود

المشاء

Post: #2
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 00:44 AM
Parent: #1

كلمة نصار الحاج:
أتمنى أن يكون هذا الملف وفياً للكتابة الشعرية الراهنة في السودان وقادراً على التعبير عن قصيدة جديدة مهتمة بقيمتها الفنية والجمالية وضرورتها الإبداعية ضمن حالة تحولات كبيرة وجذرية طالت تقنيات الكتابة ومفاهيم الأجناس الإبداعية المختلفة وحرية النص الإبداعي في إنجاز تجربته وصوته ومقولاته وفق ما تمليه جماليات الكتابة ومغامرتها للعبور دائماً نحو تجريب يطرح إضافاته الإبداعية· أحاول ان أرصد بعض أصوات هذه الكتابة الشعرية في السودان التي لها تجربتها الراسخة ومساهمتها الحيوية في كتابة قصائد تمتاز بالانفتاح وتبشر برؤية جديدة للشعر·

إنها نماذج لشعراء أنجزوا تجربتهم بحرص شديد ورغبة أكيدة في كتابة نص شعري زاخر بشعرية تستحق أن تُقرأ بشكل جيد وتتحرك في فضاء أوسع لتحقق مساهمتها وحضورها في مشروع شعري كبير لم يعد خاضعاً لمحابس وأسوار تخنق توغله وذهابه نحو إنتاج شعري ينتمي لتجربة كلية تحقق كل يوم تحولات لا نهائية من الفعل الإبداعي والإنجازات الجمالية·

لست أسعى عبر هذه النماذج نحو التأريخ للكتابة الشعرية السودانية، فهناك مراجع ومدونات كثيرة تغطي جانباً كبيراً من تاريخ وتطور ومسيرة الكتابة الشعرية في السودان منذ القرون الماضية وحتى الراهن وما زالوا يكتبون قصيدتهم وينتجون مساهمتهم في الكتابة الشعرية والحوار المعرفي حولها وحول خياراتها الإبداعية المستمرة·

من الإنصاف التأكيد على أن هذه النماذج لا تدعي أنها وحدها الجديرة بالبروز واختزال المشهد الشعري السوداني، بل هنالك الكثير من الشعر الجميل وهنالك أسماء شعرية بارزة في الخريطة الشعرية السودانية وتشكل حضوراً في المشهد الثقافي السوداني ولم تُمسك بتجربتها هذه المختارات لأسباب عديدة منها المساحة المتاحة في مجلة لملف كهذا، ومنها تاريخ الكتابة الشعرية الطويل والعميق والغزير في السودان الذي لا يمكن أن تستوعبه بأي حال من الأحوال مساحة محدودة في دورية ثقافية شهرية، لذلك كان لا بد من اختيارات معينة في سبيل محاولة إنجاز هذا الملف الذي يسعى لتقديم نماذج مضيئة من حركة جادة وواسعة في حقل الكتابة الشعرية·

للشعر في السودان قاموسه الغزير وتقنياته الجمالية التي أكتسبها وطورها من بيئة وتراث شعري وثقافي متعدد ومتنوع وتراكم وتنوع غزير تحفل به حياة المجتمع الثقافية، كما أن هنالك حالة تواصل ثقافي وتداخل وحراك اجتماعي ضخم في كل بقاع السودان جعلت هذه الثقافات المتعددة بمصادرها المتنوعة وأنماطها الوفيرة وأشكالها الإبداعية وإيقاعاتها الزاخرة بالتعبيرات وتعدد الأصوات تخرج من حدودها التقليدية الضيقة إلى مساحات اكثر اتساعاً وبالتالي خدمت وغدَْت البعد الثقافي والإنساني ورفدت أشكال التعبير الإبداعي الإبداعي المختلفة بخطاب ثقافي جديد وبرؤية جديدة، تدرك هذا التباين والتنوع الثر في ثقافاتنا المحلية وتوظفها في تجارب الإنتاج الإبداعي المختلفة وبالطبع كان الشعر مستجيباً مع وعي المبدع بالكثير من الأسئلة والمعادلات التي أفرزتها حالة الحرب وحالة الهجرة بالإضافة لكل ذلك حالة التواصل الثقافي والمعرفي مع المنتج الإبداعي العالمي عبر مصادره ووسائطه المتعددة والمختلفة في حدوده الإقليمية وأبعد من ذلك· كما أن حالة الشتات التي تعرض لها الإنسان السوداني في مختلف أنحاء العالم، وللشعراء لهم نصيب كبير في الانفتاح المباشر على تجارب أخرى وثقافات أخرى وأشكال تعبير مختلفة ساهمت بشكل إيجابي في تنوع شعري منفتح ومتطور وجميل·

أشير إلى انني بذلت جهداً كبيراً كي احصل على بعض نصوص لشعراء من جنوب السودان، مترجمة أو حتى غير مترجمة لتتمّ ترجمتها، حيث يكتب الكثيرون منهم نصوصهم باللغة الإنجليزية ولغات أخرى محلية، لكن لم أحصل على أي عناوين تقودني لأولئك الشعراء، وفق الوسائل المتاحة كما أن شعرهم ليس متداولاً بشكل كاف، وهذا لمعوقات عديدة منها اللغة ومنها ضعف آليات النشر ومنها الحرب الشرسة والطويلة التي أفرزت سلبيات عديدة تماماً مثلما أنتجت علامات عديدة في الوعي بحالة الحرب وضرورة معالجة مسبباتها والوعي بأهمية التنوع الثر في المجتمع السوداني، ومن أشهر شعراء جنوب السودان الشاعر الراحل السر اناي· أخيراً وعبر موقع سودانيز أون لاين الالكتروني حصلت على هذه القصائد للشعراء: ابولو سوورو، أدوين ماركهام وقرنق توماس ضل كنماذج لهذه التجارب من جنوب السودان·

نشكر مجلة (الحركة الشعرية) في المكسيك لتخصيص المساحة الكافية لهذه النماذج من الكتابة الشعرية الراهنة في السودان·

Post: #3
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 00:48 AM
Parent: #2

نجلاء عثمان التوم

أسْتدِلُّ على هيْئتِي بالِطُيور···



- 1 -

تلفتُّ إلى التي كُنْتُها،

وبدَلَ أن أراني··

تولَّدَتْ الفراشاتُ ونَبَعَتْ كهرمانة·

سلّمتُ عليّ؛

بالحفيفِ المزعورِ لفراشةٍ تنطفئ؛

ومن وجلَيَ·· استضاءت البُرهةُ،

سالتْ صورٌ بعيدة وتعاكست الأضواء·



- 2 -

حبيبي على بِسَاطِ السابلة،

مستندٌ إلى غيمةِ الظُهرْ

وشاردْ·



- 3 -

ليس بوسعي جسدْ···

استدِلُّ على هيئتي بالطيور؛

······ ····· وأُخَمِّنُ الباقي·

- 4 -

سلّمتُ عليكْ

بالحفيفِ المزعورِ لفراشةٍ تعرفكْ

زمان·········

كان ذلك يؤلمُني؛

كانت أسراري تنبحْ،

كأنهارِ ليلة خرساء·

كنتُ افتحُ الجُرحَ

·· لينجُوَ مني؛

لكنُّه يتشمًسُ في الذهولْ - وإليّ إليّ إليّ

كتَبةُ الماءِ الحيّ؛ مهندسو الألواح··· أكتبوني

·············· ويعود·



- 5 -

الآن

لي؛

أخذتُك ريث غفلةِ المعنى؛

ريث غِلالةِ المحو·

الآن أنتَ لي:

حريةُ النسيان؛

حتى سألَتْني أجْنحتي·· ما الأجنحة؟

وسألتْنِي يداك مَنْ تكونين؟

قلتُ أنا بيتي؛

قلتُ أبواب بيتي؛

وأنتَ لي·

أنا البعيدة··· لا يكفيني الذهاب إلى البعيدة·

أغمرُ وجهي في المتاهة··

لأضيّعَ وجهُكَ في النسيان؛

ومنِ···

كموجةٍ تغمُرها موجة؛

كجبلٍ يتنفسْ؛

تمددتُ على النوايا

واحصيتُ واجباتي:

غداً احتطِبُكْ / أبكي جروحَك الغالية؛

أمس أحْرَقتُكْ / تكوّمتُ عليك؛

الآن·· إلى الأحلام؛

سأُّضيُّعُكْ

- يا آآ لحبورى -

في العتمة: حجرةِ النومِ الغامضة·

Post: #4
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 00:55 AM
Parent: #3

عالم عباس

مواليد العام 1948، صدرت له: منك المعاني ومنا النشيد/ إيقاعات الزمن الجامح/ أشجار الأسئلة الكبرى/ ماريا وامبوي/ أوراق عاشق من الخرطوم·

عالم عباس

على دفتر من نسيج الغيوم


اكتبُ اسْمَك، أمْحُوهُ،

يكتُبني ثم يَمْحُو / ليرْسُمَني في نسيج الغيومْ·

وأعْرفُ كيف على اسمي / تَشَكَّلَ رَسمي

وكيف تَفرُّ / وتقفزُ من راحَتَيَّ النجومْ·

على غَيْمَة هوَّمَتْ بي مليّاً فَنمْتُ،

وها أنذا الآنَ مُسْتَسْلمٌ للهوى / غارقٌ

فوق حلمٍ جميلْ

وناديتُ باسمكَ / ذاك الهُتَافُ النبيلْ·

فَهَبَّتْ / ولَبثتْ / رياحٌ من الشوق / والعشق

رَفَّتْ / رياحُ الصَبَا والجنوب / وأرْيَاحُ نَجْدٍ

مُضَخَّمَةَ الطِّيب / رَيَّانَةْ بالعبيرْ·



وجاءتْ ليَ المُمْكناتُ فأعرضْتُ عنها،

وعلَّقْتُ قلبي بأجنحة المستحيلْ

تُرَفْرفُ بُعْداً / فأزداد قُرْباً

ونُذْري أقدَّمُهُ في صلاةٍ بتولْ·



مَضَى زمَنٌ يا أُهيْلَ الهوى، مُوغِلَ في النْوَى،

فاغْتَنَى / واكْتَوَى،

وجمَّرهُ الوَجْدُ حتى استوى،

فالهوى كلُّه لغةٌ / أفْصَحَتْ / في القناديل والنَّوْرِ /

وامْتَزَجَتْ بالتهاليل والذِّكْر / وازْدَحَمَتْ /

بالإشارات والرمْز / في جسد يتفجر بالعنفوان·

واضحى التزامن للحب والحزن / ومضا /

من الألق الجوهري / ووهجاً / من الطرب المزهري /

ومن لغة / ازدهرت لغة / أثمرت لغة / فازدهرت بالبيان·

وللوجد فتحت الزهر اكمامها / وصبت /

باقداحها جامها / من رحيق القبول وذوب الوصال·

وصارت تحدّثنا نحن خدامها / وترسخ بالعطر / أقدامها /

ثم تنظر قدامها / لتبني لأعشاش أحلامها /

بيدرا في مروج الخيال·

وها يشمخ الكوخ / حلما بناه التأمل والأمن /

بين السكينة والأبتهال·

ونمت،

وفيما أنا لا أزال، أراك كمستيقظ كنت / كان /

من الغيب يأتي هواك / وكالمد في العنفوان·

احس به كالهبوط المفاجئ / كالإنهيار المباغت /

حلما من الوهج والأنفجار،

يضيء لي الوجه / وجها تثور لي / في سراديب عمري

هو الوجه ينسل في ثقة / واقتدار·

يزيح الذي ران عني· ويدنو التماسك مني ويلتئم الإنشطار·

وإذ ذاك / في قمة الإنتصار

وفي ذروة الإنصهار،

عيانا جهارا / يدفعني الوجد للإنتحار!

حبيبي

وهل انت حقا حبيبي؟

وما بيننا / هل سيبقى، كما لوحة افلتت من إطار؟

كما لم يصوره لفظ، كما لم يشكله لون،

كما لم يطف في خيال·

حبيبي،

وينشرخ الحلم أصحو، أدون شيئا وأمحو

واكتب شيئا / يشبه رسما / على دفتر

من نسيج الغيوم

Post: #5
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:00 AM
Parent: #4


عاطف خيري

الأعمى الأعمق من ذلك

الأوّل

المسترسلُ في يابسة قد تَضرُ

المستعرضُ عاهةَ البيت أمام السّفر:

سيؤخذ بالتحليقة المباغتة ويذعن في أولِ العقل كمنقار·

الهربُ كذلك بحاجة إلى مُعلِّم

إلى مشورة الفضاء وما ارتُكِب من خيام·



الثاني

الصباحُ أغدق الأذى على المهل

تساقطتْ فوقنا يرقات مودِّعين

سرابُ الأخريات شرب ومدّ يدَ العون

طائرٌ

بالكاد يتعلّمك فتسير واحلاً فوق تلال العزيمة

منازلك تتقرّح بالوصف ولك رتبةٌ في الهلع·

الريشُ وما اقترفته من هياكل

الغصنُ وما تنكّبت من ظلال في قمامة اكتراثك: حظوظٌ

لم تُمسْس ملوثة بفضلات النجوم

الثمارُ الأبعد من اليد كونها في فمٍ نيئ

عرقُ ما حدث يتفصّد

وفي شقوق الفقد على آجر ما لم ينهدم ستفقس بيضةُ إهمال:

الثالث

في الحضيض ممالك· أُبهةٌ شاخصة منذ شظايا

رسائلٌ تُقضِ بالحراب

عصافيرٌ مصفّدة لسوءِ حُسن الطيور

أجنحةٌ عذبةٌ في الحضيض أقعدتها القواريرُ لا العطر

أقعدتها مقاديرٌ كالعطر

كلهم في عجلة من حزنهم استطردوا في ظلام وخميرة

آخرون ضربوا أمهاتهم كالخيام

في حضيض امرأة، أخريات

بقين في حجرة الدمع يجمعن روث الأمنيات البعيدة

قرب سرير الأصيل:

بعضهم يلحن بضوءٍ مريض· يتضور أحذيةَ وتخاريم غلال·

جبلٌ ذاهل عن تلال البنات· من إطراقة جاره كأسه امتلأت

في كلِّ رشفةٍ يحتسي ما يُضحك الأرض

تحت الثياب، ما تخلعه على أخريات من شحوبٍ وتاج

من وسائدِ مرّة واحدة على آرائك كل مرّة

في شواهقٍ من حضيض:

روائحٌ تمشي على أربع

الزقاق يعرج إثر طلقة القمر· أحدهم بدأ زورقاً ولاذ بالتراب·

Post: #6
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:01 AM
Parent: #4


عاطف خيري

الأعمى الأعمق من ذلك

الأوّل

المسترسلُ في يابسة قد تَضرُ

المستعرضُ عاهةَ البيت أمام السّفر:

سيؤخذ بالتحليقة المباغتة ويذعن في أولِ العقل كمنقار·

الهربُ كذلك بحاجة إلى مُعلِّم

إلى مشورة الفضاء وما ارتُكِب من خيام·



الثاني

الصباحُ أغدق الأذى على المهل

تساقطتْ فوقنا يرقات مودِّعين

سرابُ الأخريات شرب ومدّ يدَ العون

طائرٌ

بالكاد يتعلّمك فتسير واحلاً فوق تلال العزيمة

منازلك تتقرّح بالوصف ولك رتبةٌ في الهلع·

الريشُ وما اقترفته من هياكل

الغصنُ وما تنكّبت من ظلال في قمامة اكتراثك: حظوظٌ

لم تُمسْس ملوثة بفضلات النجوم

الثمارُ الأبعد من اليد كونها في فمٍ نيئ

عرقُ ما حدث يتفصّد

وفي شقوق الفقد على آجر ما لم ينهدم ستفقس بيضةُ إهمال:

الثالث

في الحضيض ممالك· أُبهةٌ شاخصة منذ شظايا

رسائلٌ تُقضِ بالحراب

عصافيرٌ مصفّدة لسوءِ حُسن الطيور

أجنحةٌ عذبةٌ في الحضيض أقعدتها القواريرُ لا العطر

أقعدتها مقاديرٌ كالعطر

كلهم في عجلة من حزنهم استطردوا في ظلام وخميرة

آخرون ضربوا أمهاتهم كالخيام

في حضيض امرأة، أخريات

بقين في حجرة الدمع يجمعن روث الأمنيات البعيدة

قرب سرير الأصيل:

بعضهم يلحن بضوءٍ مريض· يتضور أحذيةَ وتخاريم غلال·

جبلٌ ذاهل عن تلال البنات· من إطراقة جاره كأسه امتلأت

في كلِّ رشفةٍ يحتسي ما يُضحك الأرض

تحت الثياب، ما تخلعه على أخريات من شحوبٍ وتاج

من وسائدِ مرّة واحدة على آرائك كل مرّة

في شواهقٍ من حضيض:

روائحٌ تمشي على أربع

الزقاق يعرج إثر طلقة القمر· أحدهم بدأ زورقاً ولاذ بالتراب·

Post: #7
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:19 AM
Parent: #6



عالية عوض الكريم

ليكف الحنين عن بكائه
- 1 -

من دسّ بين يديك صلصال الحنين

ليتشرد دمي بين طرقات قلبك

تسرقني أزهار بلا رائحة تعشقني أشجار بلا ظلال·

تسير قوافل روحي الأسيرة لواحة نشيدك·

تعال بقربي،

تضاجع البلاد طمي دمي·
- 2 -

منذ ركضتْ

حوافر اسمك على تراب روحي

نقشت صهيل دمي على جسد القصيدة·

أفقت على آذان حلمي

تهيأت روحي لصلاة النشيد

فاجأني طمث الذكريات··

- 3 -

يعدون جسدي وليمة للمساء كل يوم

عمدا ينسون دعوة الحنين·

وكلما حاولت أن أوارب

حزن فرْجي

قادتني دروب النسيان لذكرى عالم بلا شفرين·
- 4 -

أفتش عن قلب يخصني

عنوة أغلقتُ نوافذ القصيدة

استراح الليل طويلاً على سرير الأبجدية

أطلقتْ ساعتي عقاربها تجاه القلب

أختل طائر الوقت

سقط على مستنقع الأوطان مذبوحاً من الألم····
- 5 -

كلما عض حنيني على شفة الذكرى

فاجأني طلق البعاد ليكف الحلم عن بكائه

غريبة سارت الروح على شارع المنفي

وغريب التقى غربتها على مشارف الأحزان

تم الفتك بما تبقى من سيرة الأوطان·
- 6 -

افرغ بندقية جسدي من رصاصها

أخبىء شمسك في جيب روحي

وامضي للقاء النهار عارية من كهولة الوقت

ومن عمر ناهز الأحزان·

تصدني لحظة الدفيء، اقف بمحاذاة فقدي

أعب كؤوس سنيني من نهر اخذ كل رنين منابعي،

إصعد إلى صهوة نخيلي وهزّ إلى بجذع المدينة

يكبر عمري قرب البلاد، ينسي حنيني طعم البعاد·

- 7 -

الغربة:

أن يجبرك فتي عمرك على رسم شتاء قلبك

وعند ما يصرخ اللون راعفاً

ينسج الشاه قماش فمي فيتوه عمري في غابة بلا ألوان·

*****

2005/05/29

Post: #9
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:29 AM
Parent: #7



طارق الطيب


هي والتفاحة

****
حائراً كنتُ

والفتاةُ راحَتْ تعرَّتْ

أمامي - لا تدري

أرسُمُ لها لوحتَها



نحيّت فرشاتي

مزجْتُ الألوانَ بيدي

حملتُ تفاحةً لها

بصمات أصابعي

لَوَّحَتْها



حين التفتُّ نحوّها

لأعودَ لرسمها

هي والتفاحة

كانت قد قضمَتْ

نصفَها الذي لها



قبل أن يفورَ غضبي

رأيتُ

إلى أصابعها

وإلى فمها

الألوان تسْري



مَدَّتْ جيدَها الملوّن

هزّتْ شعرها ليعودَ إليها

قوسَ قُزَح



بينما كنتُ أمْسَحُ

أصابعي الملوَّثة

عندَ صدري

Post: #8
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: Basheer abusalif
Date: 12-07-2006, 01:29 AM
Parent: #1

هكذا انت يا نصار ..محب لوطنك كشعرك.. و عامل لاجله في صمت.
لك الاشواق و المحبة.

Post: #10
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:37 AM
Parent: #8


محمد الصادق الحاج
وعَلَى يَدِيَ أيُّها المجهولُ أيضاً تَقَطَّر!*



- 1 -

الحمارُ المجنونُ الضَّالُّ لا زالَ يطوفُ أعلى الوديانِ، وحَمْلُهُ الرَّجْراجُ يَدْقُقُ من ثقوب كثيرةٍ على الكونِ المُوسَوِيِّ هذا· الحمارُ المجنونُ الضَّالُّ في الصُّورةِ الصَّدِئة، صورةِ الإنسجام الوطيدِ لعقل مُدَوِّن، يسافرُ باكياً داخلَ المادَّة ولا شىء يُلْهِيه عن أشِعَّتِهِ وهي تَنْحَلُّ وتتفسَّخ، فيبقَى حاضراً بحواسِّه كلِّها، شاعراً بإيقاعِ الهندسةِ الكليّ في لحمِهِ يتقوَّضُ من طولِهِ وينقَضُّ على ليلِ التراكم والملاحظة·



كأنَّ العَطَبَ الخالدَ الذي أصابَ المهدَ الجلدِيَّ الحيُّ،

مهدَ الرضيع،

كان سبباً في تسرُّبِ كلّ هذه الأسرارِ من داخل التلميذ في طريقه إلى اليومِ التَّالي·

آلةَ العماء الواحدة، فريدةُ جنسها محبوسةً داخلَ جِلدِها المُطلسمِ بالحياة تنثر - من خُرُومِ صغيرةٍ بهيكلها - حروفاً من اللَّحم النَّابض المُتفَتِّقِ طَيَّات طيَّاتٍ، أثناءَ تَطْوافِها الأعمى فوقَ المغاربِ الحائرةِ والحقولِ المستحيله· يسيلُ لُطفها الملغِزُ في فَلقَِ المكانِ، يُنَقِّطُ

تَفْ

تَفْ

تَفْ

على الأسْطُحِ الصَّمَّاءِ لحاسَّةِ المرعى ويتمزَّق·



- 2 -

الغالِيَة!،

أضعتكِ في الخريفِ الدَّنِس

في الصَّباحِ الدَّنس

صباحِ الإثنين الدَّنِسِ وأخِيهِ قطار الإثنينِ الدَّنِس·

أمطرت أوَّلاً - قبلَ رحيلي - مُزقاً من بهاءِ داخليِّ منْظورٍ له شْعْلَةٌ سقطَت على شعرِكِ الأْغَرِّ مِنْ أيْنٍ فاصلٍ وأشرقَت في أعالي فُيُوضِه·

أمعطَرَت بعدَها أطواراً من سالبٍ شمسيِّ خمير وزُمَراً من سادة الينابيعِ الصُّفيَا، دمِعتْ جُرُوحُهم أمكنةً فأقعوا منهكينَ، وأنَّوأ، فمالت من خلفهم المحاريثُ وأمسكت عن تقليبِ العقلِ بأسنانها الحادَّة·

أمْطَرتَ تالياً أدْوِيةً هبائيَّةً شَتَّى، جُملاً إسميَّة برائحةِ الكراويا والثلثاء وزهر الذُّهول، أخلاطاً من مجرّيات عّطاري جَنِة المسعى، والمصنَفَّاتِ الأزلِية الخالدة، فجَرعْتُ الزَّراعات كلَّها مغسولةً بمياه التباديل عن لوحِ الحجابِ المكتوبِ في غفلة من الواقع، وسَرتْ مِحَايَةُ القابلِيَّاتِ الرَّقمية في لَحْمي زهوراً من عواء التكوين والقَّصدِ المُمكن والآبار الطَّائرة·

أمْطرَت يَدُكِ الحَبْل واحداً، كالسِّراط المستقيم السِّراط الذَّيل، السراط الأفعى، السِّراط الرَّابط الشرّير المهتاجِ دوماً بين لحمي وميثاق قديم خَتَمْتُ عليه في الذَّرِّ، وكان للحبلِ وجهُ مَطِيرُ يتقدَّمُهُ، فَحَطَّ على وجهي سريعاً وطار· تَهَدَّل شيءٌ في الهواء كبرْزَخٍ أخطاء وِجّتههُ وأبْطَأ بيننا وتعطَّل·

آآآ······ ثِمَاً، آثِمَاً····، مزجتُ الممكن بالقطار في كأسٍ مشقوقة، لَعلَلِهي - قُلْتُ - أُجَبِّرُ كَسْراً في قيامةِ قِسمْتِنا المطوّلة· سَمِعْتُهُ واضحاً:

تَفْ

تَفْ

تَفْ

صوت الحقيقة·



2005



* مجتزأ من نص طويل بذات العنوان·

Post: #11
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:37 AM
Parent: #8


محمد الصادق الحاج
وعَلَى يَدِيَ أيُّها المجهولُ أيضاً تَقَطَّر!*



- 1 -

الحمارُ المجنونُ الضَّالُّ لا زالَ يطوفُ أعلى الوديانِ، وحَمْلُهُ الرَّجْراجُ يَدْقُقُ من ثقوب كثيرةٍ على الكونِ المُوسَوِيِّ هذا· الحمارُ المجنونُ الضَّالُّ في الصُّورةِ الصَّدِئة، صورةِ الإنسجام الوطيدِ لعقل مُدَوِّن، يسافرُ باكياً داخلَ المادَّة ولا شىء يُلْهِيه عن أشِعَّتِهِ وهي تَنْحَلُّ وتتفسَّخ، فيبقَى حاضراً بحواسِّه كلِّها، شاعراً بإيقاعِ الهندسةِ الكليّ في لحمِهِ يتقوَّضُ من طولِهِ وينقَضُّ على ليلِ التراكم والملاحظة·



كأنَّ العَطَبَ الخالدَ الذي أصابَ المهدَ الجلدِيَّ الحيُّ،

مهدَ الرضيع،

كان سبباً في تسرُّبِ كلّ هذه الأسرارِ من داخل التلميذ في طريقه إلى اليومِ التَّالي·

آلةَ العماء الواحدة، فريدةُ جنسها محبوسةً داخلَ جِلدِها المُطلسمِ بالحياة تنثر - من خُرُومِ صغيرةٍ بهيكلها - حروفاً من اللَّحم النَّابض المُتفَتِّقِ طَيَّات طيَّاتٍ، أثناءَ تَطْوافِها الأعمى فوقَ المغاربِ الحائرةِ والحقولِ المستحيله· يسيلُ لُطفها الملغِزُ في فَلقَِ المكانِ، يُنَقِّطُ

تَفْ

تَفْ

تَفْ

على الأسْطُحِ الصَّمَّاءِ لحاسَّةِ المرعى ويتمزَّق·



- 2 -

الغالِيَة!،

أضعتكِ في الخريفِ الدَّنِس

في الصَّباحِ الدَّنس

صباحِ الإثنين الدَّنِسِ وأخِيهِ قطار الإثنينِ الدَّنِس·

أمطرت أوَّلاً - قبلَ رحيلي - مُزقاً من بهاءِ داخليِّ منْظورٍ له شْعْلَةٌ سقطَت على شعرِكِ الأْغَرِّ مِنْ أيْنٍ فاصلٍ وأشرقَت في أعالي فُيُوضِه·

أمعطَرَت بعدَها أطواراً من سالبٍ شمسيِّ خمير وزُمَراً من سادة الينابيعِ الصُّفيَا، دمِعتْ جُرُوحُهم أمكنةً فأقعوا منهكينَ، وأنَّوأ، فمالت من خلفهم المحاريثُ وأمسكت عن تقليبِ العقلِ بأسنانها الحادَّة·

أمْطَرتَ تالياً أدْوِيةً هبائيَّةً شَتَّى، جُملاً إسميَّة برائحةِ الكراويا والثلثاء وزهر الذُّهول، أخلاطاً من مجرّيات عّطاري جَنِة المسعى، والمصنَفَّاتِ الأزلِية الخالدة، فجَرعْتُ الزَّراعات كلَّها مغسولةً بمياه التباديل عن لوحِ الحجابِ المكتوبِ في غفلة من الواقع، وسَرتْ مِحَايَةُ القابلِيَّاتِ الرَّقمية في لَحْمي زهوراً من عواء التكوين والقَّصدِ المُمكن والآبار الطَّائرة·

أمْطرَت يَدُكِ الحَبْل واحداً، كالسِّراط المستقيم السِّراط الذَّيل، السراط الأفعى، السِّراط الرَّابط الشرّير المهتاجِ دوماً بين لحمي وميثاق قديم خَتَمْتُ عليه في الذَّرِّ، وكان للحبلِ وجهُ مَطِيرُ يتقدَّمُهُ، فَحَطَّ على وجهي سريعاً وطار· تَهَدَّل شيءٌ في الهواء كبرْزَخٍ أخطاء وِجّتههُ وأبْطَأ بيننا وتعطَّل·

آآآ······ ثِمَاً، آثِمَاً····، مزجتُ الممكن بالقطار في كأسٍ مشقوقة، لَعلَلِهي - قُلْتُ - أُجَبِّرُ كَسْراً في قيامةِ قِسمْتِنا المطوّلة· سَمِعْتُهُ واضحاً:

تَفْ

تَفْ

تَفْ

صوت الحقيقة·



2005



* مجتزأ من نص طويل بذات العنوان·

Post: #12
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:43 AM
Parent: #11


عفيف إسماعيل

مواليد العام 1962 صدر له: فخاخ·· وثمة أثر - الخرطوم 2001/رهان الصلصال - القاهرة 2003

******
ظافرون



قبل أن تصحو الشمس

ربة البر حملت على كف الريح رائحة الطرائد

جدي في حلة الصيد يوقظ الطبل والنيران

يتلو تراتيل مهموسة يهتز معها خلخال رجله اليسري

تبين فراغات أسنانه المفقودة

ومن خلفه يهمهمون بصلوات الاحتمالات

والظفر

يضلع فيل مسنن يرسم على الأرض غزالة تركض

يحاصرها بالنوايا

وجوعهم

خفافاً

مع إشارته الأخيرة تفرقوا

في الجهات بخطواتهم الصامتة

·· ··

وعادوا بها كما رسمها

>جئنا بالجلد سليماً كما تريد يا ابانا<

>جئنا بالجلد سليماً كما تريد يا ابانا<

لكننا لم نستطع أن نمحو الحزن والخوف من عينيها!

2005/1/3



خذوا كل شيء



هذا الكون جزيرة موحشة مسبية بحواف زلقة

وأنا لست (ربنسون كروزو)

و(جمعة)

لم يعد من سكان القرن الحادي والعشرين

ملك بلا مملكة

أنعم بلذة الفقدان

بلا أجنحة

روحي تحلق في المدى المفعم برائحة بارود قديم

أحياناً تراقصها العواصف فتنفض عنها بعض رمادها

فأصرخ:

أيها القراصنة من كل العصور

خذوا كل شيء

كل شيء

فقط

اتركوا لي

(أن تعيش لتحكي)

لـ (غابرييل غارسيا ماركيز)

2005/4/9

Post: #13
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:51 AM
Parent: #12


[U]الصادق الرضي

مواليد 1969 - شاعر وصحافي يقيم ويعمل بالخرطوم - صدر له: غناء العزلة - متاهة السلطان - أقاصي شاشة الإصغاء·
*****
أثر
- 1 -

الطائرُ بالمثلثْ

المصائرُ بذاتها

·· ·· ·· ·· ··

أصقاعُ الليلِ ماثلةٌ للتكاثُرِ

يَنهبُ جدُّكَ

تحت ضوءِ شجرةٍ

خيطاً ماكراً

ويسألُ: كيف أقتلُ الوقتْ؟!

- 2 -

أنتسبُ لامرأةٍ من أليسْ

من أليس شجرةُ الدَمِ

خَزَّانُ الطوطمِ

حكايا ذوات زوارقَ وخياشيمْ

في أليس رطانةُ العشبِ والحصى

ولائمُ طيرٍ لسابلةِ الطيرْ

فاكهةٌ اسمها الظلمةْ

بصحنٍ وحيدة

قُربَ السكِّينْ

ما اسمها تينك اللوامعُ

ما اسمكِ سُكَّرة الرّوحِ - فنجانها المُشتهى؟!

- 3 -

العشيرةُ تشربُ من غديرِ الثأرِ

طلبُ الأبعد من اليدِ

أيقـظَ طبلُها بُعدَ المراقي

أيهام كلُّ ذبيحة بِكراً

دَمٌ

ورائحةُ الشواءِ البشري·
- 4 -

كان للجثَّة حين تُنزَعُ من أحشاء النّهرِ

لَمعهُ الحَمْدِ والتباهي


ببقيّة النبات الهجين - أغصانه الهشّة

بما أولمَ السمكُ الطفِلُ والمتطفّلُ

بما زَفرَتْ من دعاءٍ أخيرْ


أُسْكَبُ

من جَرَّةِ العمرِ

على منضدة الحكايات

بخيشومٍ نازفٍ وهيكلِ مُختلُ

الحقيقة بين زعانفي أكثرُ اتساخاً

أكذوبة بصقتها على أوجهِ العابرينْ

كلُّ هذا كثير

كانت البيضة رحماً

الرحمُ بيتاً

البيتُ مزاراً لمناماتي وظلالها
- 5 -

يرثُ الكنز ثعبانٌ ماله حكايةٌ ولا أثرْ

صبيَّية نفضت جسمها من الطفولة للتوِّ

إثرَ خسرانَكَ اللعبةَ

اليُتمُ ثمَّ الذهبْ



لستَ الأولُ الأقدَمُ لكنكَ السابقُ

على وشك المستشفى

بسيطاً ومخجِلاً



خارجَ الكلمةِ

خارجَ الجسمِ

شاخص الكينونةِ والزوالْ
*****
2005

Post: #14
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 01:57 AM
Parent: #13

فتحي البحيري
*******
وتقررين الحب

ها أنت تختارينني أيضاً وتقررين الحب· تختارين أن أبقى فوق هذي الأغنيات

ولا أموت معللا تاريخنا السفلي بالفجر الذي سيمر من شارع آخر

فوق هذي الأغنيات بدوت إبريلا مزاجيا وميقات ارتحالْ

بدوت···· حضارة عظمى··· وحسب

ويمر من شارعي الأطفال عاديون كالجنة· عاديون مثل قصيدتي المغبرّة الأخرى

تبيع الكون للأشياء، تستجدي الحضور من الظلالْ

بينما أنت تقايضين مذبحتي الأخيرة بالحقيقة وحدها، وتقررين الحب

أموت، وانت إبريلات البنات الغافلات الغائبة

أموت وتحشدين ملامحي هذي فوق الحياة وفوق تاريخ البلاد وفوق روحي

تنسابين لكن إلى أعلى، وتقررين معي نوعاً من الأشياء لا يذوي مع الأيام

تختارينني رجلك

البلاد هي التي تغيب على مرائي القلب يا بنت حياتي

ليس النهار الواضح المسؤول

البلادُ···

وهل إذا غربت حبيبات أخريات نستعر من الحياة··· ونستحي؟؟!!

البلادُ·····

وهل إذا ضاقت تفاصيل بالحياة لتستفّز الخارجي

يسارع العالون في الألم الغريب وينتهون إلى الأسى؟؟؟

البلادُ···

وليت من يبكي يغيب ولا تغيب الأغنيات!!

*****
2005

Post: #15
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 02:01 AM
Parent: #14

ابولو سوورو
***
U]مهد الطبيعة

كنت أقف في الصحراء

كانت السماء حالكة السواد والقمر بدراً

كنتُ أستمع إلى المخلوقات الليلية تتكلم

ومع أني لم أستطع فهمها، حلت بي سكينة عميقة

سكينة إدراك الفكرة، فكرة رائعة كشعاع القمر·

كنت أقف في الصحراء

وسمعت الريح تنادي قلبي إلى الحاضر السحري

شعرت بنفسي ابحر مع القمر

وبروحي متعلقة بالنجوم

شعوري أصبح صافي الوضوح

مغمضاً مومضاً في تناسق مع النجوم

كان حضور الطبيعية أقرب من قريب·

كانت الصحراء تعكس بوضوح

أمواج العاطفة فيّ، تتموج في أنماط منتقاة

من قبل قوى لا يستطيع أحد أن يراها

قلبي يسبر أغوار الظلام، بينما روحي تجوب سفح الرمال

ناشدة قبساً في السواد الملغز في السر الكبير المائل·

كنت أقف في الصحراء

في وسط مهد الطبيعة، محاطاً بعزلتي في هذه الصحراء

أحاول بكل ما لدي الامساك بتلك اللحظة:

لحظة يقف الزمان ساكناً!

كنت أقف في الصحراء، أرقب عرض إرادتي

في أفق الغروب!
******
هيّأ النص العربي/الوليد ابراهيم

Post: #16
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 02:07 AM
Parent: #15


الأصمعي باشري
**
U]أغنية العجوز (أقاو *)

بقوة الضوء وقدرة الخبز

كانت - في خلوة المساء - ترى ثور أبيها يسد رمق الظلام

يمنح جسد العالم أشلاءه

ضحكة طفل، عطر غيمه، وهديل حمام

تحزمت بالصبر والوجل

تمسحت بالدم الباقي - هو أغنيتي الوحيدة

المعلقة في تابوتي الوحيد

المصلوبة كما المسيح في صدر الجبل

باقية لك··

لصمت موتانا وأسماء موتانا

وحضور موتانا في تاريخنا السري

بين النهر والغابة· بين لحظة العبور وصلاة القيامة

إذ ليس في بيتنا (نخلة)· ليس في بيتنا (باباية)

(والعناقريب) هنا جمر والحيطان رماد

وطقس القهوة الذي هيّأته أمي لقديس نبيل مر من هنا قبل احتراق البن

لحظة اكتمال الحلم بعالم سعيد

يفتح الآن ألف نافذة للجرح في قلب البلاد

(قرنق) يا صديقي الجميل، (لا نجل الا إباك)

ها هنا سننتظرك· أو ها هناك

فيا لغياب المحبة، وعلي الوطن الهلاك·
****
* أقاو، صديقه من قبيلة الدينكا بجنوب السودان تقطن جنوب مدينة شندي

Post: #17
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 02:15 AM
Parent: #16


عصام عيسى رجب


مواليد العام 1963 له: الخروج قبل الأخير - القاهرة 1999 وله مخطوطات·

***
فَوَات


أتَخيَّلُكِ الآنَ،

مِثلَما قُلتِ لي قبلَ ألفَ عامٍ،

تتأبطينَ - هكذا - ذراعَ سواي

وتقودينَ بحنانٍ تامٍّ

طفلةً

هي طفلتي،

طفلُتكِ،

طفلتُنا نحنُ الثلاثةَ···

هي قَطْعاً لا تدري ما كانَ مني ومنك

ولا هو يعنيهِ أن يكتُبَ شاعِرٌ ما

أنَّه أحبَّكِ ذاتَ يومٍ

طَوتْهُ القصيدةُ في جوفِها الأبدي

لكنّنا، أنتِ وأنا، نضحكُ في سِرِّنا

أنا أضحكَ مِنْ نُبُؤتِكِ التي لمْ تَخِبْ كعادَتِها···

وأنتِ تقولينَ بصفائكِ ذاك/

لا عليك···· فقد سَميَّتُها كما كنتَ تشتهي

(أمَـــــــــــــــــــــــــلْ·····)


*****

2005/11/29

Post: #18
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 02:27 AM
Parent: #17

ناجي البدوي
***
هزيع المفازات*
****
وجهي المياهي

وجهي ذو النّدوب الزجاجية

وجهي المركون تحت قبضة الليل اللين

من هنا

من دمي المصاب بالريش، أرى ظلال صفعة تستريح بين حنايا صورةٍنقشتُ عليها زهرة وصالاتٍ خلابة·

في طيّاتٍ تشبه الهوى

وقفت - كأمير شريدٍ - فيما التوهان ذو المناديل، التي تقاسمتها انفاسي، يسيل من تحت يديّ الكفيفتين، ومن جنون النافذة الملقاة هناك - قُرب ليْلي·

ها أبوسُ برفقٍ غابةً ليّنةَ

مستطلعاً من تحت خجلي، خبب أبوابٍ مذعورةٍ، ستهرول بلعناتها جهتي - جهة الشوق ذي الشارب الليلي والحذاء الممزق· جهتي المصابة (بجاعارين) تملأ هيئة النوم بضلالةٍ برّاقة كلّما عوى بابٌ داخل قلب (آدم عرقي) المفخخ بالميثولوجيا وتوابل الحنين، جهتي المُلطخة بمعجون الحنان، اكوِّرها بين أصابعي - أصابع المياه - وارفعها إلى الندم·

ها اتوسّد بضعة ضلالاتٍ

رامياً النافذة التي تَتَرقرقُ بيني وبين العافية، بأعقاب الصباح والورق

إذ اتشظّى إلى خواءٍ سافرٍ وحقيبةٍ جلدية

أنظر إليّ أثناء مرآة ضريرةٍ إنزلقت من أصابع البحر فتهشمت على قلبي

أنظر لاقطاً بصاق ليالٍ ماكرة

كانت ترقد فوق سريرة العراء·



طعنات·

طعناتٌ عابرةٌ تجسُّ زهرة لوعتي، إذْ انا شارع ضاجٌّ بغفرانِ المسافة، شارغ مهجووووووور·



إيه

اكاد اتوه وسط ضلالةٍ برّاقةٍ

عندما لاحقتني النوايا برائحتها الغريبة

عندما رفرفة كتابٍ حميم

عندما بيت يضجٌ بنزقِ عائلاتٍ وفقر

عندما شجرٌ مثّقلٌ بعرفان صقيل

عندما الظهيرة ذات الشباك المتبرَّمة

عندما مياه كسولة

وقفتُ فيما الليل ينبتُ في دخيلتي·


*****

* مجتزأ من نص طويل بذات العنوان·

Post: #19
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 02:36 AM
Parent: #18


محمد جميل احمد
***
موت في المشرق

أشرقي أيتها الرؤوس المقطوعة

فالأصداء تيجان الموت التي تتساقط

عندما تفك السماءُ فصوصها·

أشرقي··

والبسي نسيجك المدبوغ من غابة الأبنوس·

ثم أصيخي السمع···

ثمة نواح في الدروب· ودواليب تجر عرباتها الميتة

وغبار يتعالى· لك وردك المعلق في أقواس الموت،

وتحت أفاعي الفردوس الضارية

يا إلهي···

إنني اسمع تلك الطحالب العالقة بين الفخاخ·

فيما تنجو الحشرات منها بعد أن قذفت سمومها في الأصداء الدموية

الطيور لم تقع بعد، ثمة سكون في أعشاشها الحمراء

والقطط تلفظ بريقها الناري بين آونه وأخرى

وبنات الشجر تساقطن وراء السلحفاة الغريبة بين الدخان

حيث الجثث طافية في العراء

فوق الاعشاب وتحت أعواد السرو اليابس·
**
2005

Post: #21
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 02:46 AM
Parent: #19


أمير شمعون

مواليد العام 1976 مقيم بأستراليا صدرت له مجموعة شعرية بعنوان(التي بعد البرجل، عن دار عزة للنشر، 2002).
****
سباقات *

غُيُوبٌ جَزِعةٌ تهرسُ النَّمنماتِ،

ومَوْتٌ رقيقٌ سيبكي،

والمساءُ تحتي فاتحاً سَدِيمَهُ الصائحَ بي:

- سَتَصْفَرُّ وتَقَعْ·

كدْمَةٌ مُرْتَبِكةٌ شَوَتْها الدَّلافينُ في الحادثة

فَأيُّكُما سَدَّدَ جَبَّانةً نَحْوٍ أمتارِهِ النائمة؟

أيُّكُما؟·

بَادِىَّيْنِ أشباحَ المَحْكيِة في الهرشةِ الطويلة

فلماذا مَلأَّ المَيْتُ يَدَيْهِ أيادٍ وصَعَدَ التُّفاح؟

هل سَلَبْتَ النَّارَ هذه الوقفةَ الفاجرة؟

أمِ العالقُ في أزلِ التيه الكاهنِ عَصَّرَ نَهْدَ المعادنِ حتّى حَفَّظَتْهُ خُطَّابَها؟!·

وهذه المَلهَاةُ الحَطَّابةُ تَدْقنُ الهُدْهُدَ تَحْتَ شَاي البَصرَ،

لأنَّ السمَّاء تعثَّرت بِكلمةٍ يابسة في خُرْجِ المعنى

وسقطت كَسنَةٍ تسقط مِنْ سِنِّ اللَّبَن·

فأيُّكُمَا مَصَّ السَّلِيقَ

أيُكُمَا هَتَفَ حين وَبَّختْهُ الأرضُ المَحكِيَّةُ:

- السُّلَّم، يا إلهي، السُّلَّم!·

الأرضُ خَرَجَتْ محكية من ربلّة الغيبِ طَرِيَّةً وخَضَّرَت

هكذا طَوَّحَ الحجر بالنكاتِ العَرْقانةِ قائلاً:

- الرَّكضُ درويشٌ، الرَّكضُ مَحَاكٍ، فاحكني يا بَدَد·

يطُولَ التيهِ···، هل أنتَ تَرْجَمَةُ الغُنَّة؟

أمِ البصيرُ كَوَى البدايةَ بزراقَتِهِ المسكينةِ فَصِحْتَ يا طولُ:

- أنا طولُ الضَّالّ

أنا حامل الدّلفين في هَرْشَةِ الغيب

أنا المَطْوِيُّ كوَاوِ الدّرويش·

الزنجيُّ - صُنَانُ الثّلجِ - أخرَةَ المَطَرَ من رَقَبَتِهِ وفَتَح،

هكذا حكى الغازُ للجَّنَّةِ مُطَرْقعاً باصبعيه:

- أخْرجَ المطرَ من رقبتهِ وفتح·

والطولُ محملقاً في الإفتراض السَّميِن:

(( - تُهْتُكَ

وكَأيِّ مسبوقٍ سأرمقُ الأرضَ بالمواعينِ كاتباً في الطَّفْو:

- النَّسيجُ الزَّمنيُّ فَتَّحني فَهَرَبَ ثَدْيُكِ الكبيرُ مِنِّ يا فضَّة، والملهاةُ غَشَّت السباق!))·



ولأنَّهُ خائفٌ شَرَدَ

ولأنَّكَ مَلْعبِي تعرف كيف تَلْحَسُ الخطوةَ قبلَ تأكُلها!·



لأنَّك السبّاق
****
2005
****
* مجتزأ من نص طويل بذات العنوان·

Post: #20
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: الصادق خليفة
Date: 12-07-2006, 02:38 AM
Parent: #12

نصار الحاج و ما ادراكم نصار الحاج
رجل بهامة الوطن
لك التحية و ان تعمل في صمت من اجل نشر ثقافة الشعر خارج الحدود.
و هكذا انت دوماً مهموم مهموم بقضايا وطنك .

بوسطت جدير بالمتابعة و الاطلاع
لك التحية الاديب الاريب اسامة خواض

Post: #22
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 03:01 AM
Parent: #20


صورة تجمع حافظ خير-يمين الصورة- مع الصادق الرضي
*******

حافظ خير
***
ليس انتحاراً

من تربة الطينِ - أو من إسفلت في الطريقِ السريع

من الماءِ، من ينابيعِهِ - أو من فضلةِ نبيذٍ أحمر في القناني

من حريقٍ هائلٍ يلتهمُ الغابةَ

أو من وهجة صغيرة خضراءَ تأكلُ ورقَ السِجائر

سأخرجُ الليلة ايتها النائمة قربَ فراشِ الصغيرة

سأخرجُ مثل بوذا يتحسسُ بعماه المطلقِ المطلقَ كلهْ

وهو يتمتمُ

>الحكمةُ لا يعوزها سوى أن تُمسِك بالحياة من قرنيها

وتمرِّغها على الوحل<

(ها قد أشرقتْ بصيرتُه!)

·· ·· ·· ·· ·· ··

سأخرجُ الليلة أيتها النائمة قربَ فراشِ الصغيرة

حين تفيقين من حُلمِ الأفاعي، سأكونُ قد دخلتُ بلاداً

وخرجتُ منها، ملدوغاً بترياق روحي

سأكونُ قد أدركتُ حكمة العاري في الفيافي

بين >الثلوج< و>بواكير الخريف< *

ولحِقتُ بركبِ >الراحلِ في الليلِ وحيداً<

>الحياةُ لا تستحقَ سوى أن تًمسِك بالحكمةِ من قرنيها

وتمرِّغها على الوحلِ أيضاً·

*****

2005/12/22
***
* تلويحات صامتة ناحية الشاعر السوداني الراحل عبد الرحيم أبو ذكرى

Post: #23
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: Alia awadelkareem
Date: 12-07-2006, 03:14 AM
Parent: #20

Quote: (1)

من دسّ
بين يديك
صلصال الحنين
ليتشرد دمي
بين طرقات قلبك
تسرقني
ازهار بلا رائحة
وتعشقني
اشجار بلا ظلال

(2)

احبك
فقف
تسير قوافل روحي
الاسيرة لواحة نشيدك
تعشقني نجاة

(3)

تعال
بقربي
تضاجع البلاد
طمي دمي

(4)

أفقت
علي آذان حلمي
تهيأت روحي
لصلاة النشيد
فاجئني طمث الذكريات..

(5)

منذ ركضت
حوافر اسمك
علي تراب روحي
نقشت صهيل دمي
علي جسد القصيدة

(6)

يعدون
جسدي وليمة
للمساء كل يوم
عمدا ينسون
دعوة الحنين

(7)

كلما حاولت ان اوارب
حزن فرجي
قادتني دروب النسيان
لذكري عالم بلا شفرين


8

أفتش بين
فوضي حواسك
عن قلب يخصني
عنوة اغلقت نوافذ القصيدة
استراح الليل طويلا علي سرير الابجدية

( 9)

أطلقت
ساعتي
عقاربها
تجاه القلب
اختل طائر الوقت
سقط علي مستنقع الاوطان
مذبوحا من الالم....

(10)

كلما عض ّحنيني
علي شفة الذكري
فاجئني طلق البعاد

(11)

ليكف الحلم
عن بكائة
غريبه
سارت الروح
علي شارع المنفي
وغريب
التقي غربتها
علي مشارف الاحزان
تم الفتك بما تبقي من سيرة الاوطان

(12)

افرغ
بندقية جسدي
من رصاصها
اخبئ
شمسك في جيب روحي
وامضي
للقاء النهار عارية
من كهولة الوقت
ومن عمر ناهز الاحزان

(13)

تصدني
لحظة الدفئ
اقف بمحاذاة فقدي
اعب كؤوس سنيني
من نهر اخذ كل رنين
منابعي
عند اكتمال حنيني

(14)

اصعد الي صهوة نخيلي
وهزّ الي بجذع المدينة
يكبر عمري قرب البلاد
ينسي حنيني
طعم البعاد

(15)

الغربة:
ان يجبرك فتي عمرك
علي رسم شتاء قلبك
وعند ما يصرخ اللون راعفا
ينسج الشاه قماش فمي
فيتوة عمري في غابة
بلا الوان

برلين 29.05.05


العزيز اسامه

صباحك ود

جميل ايرادك الخبر كنت بصدد نشره

نصار قام بمجهود يشكر عليه

في سبيل تعريف الوسط والجمهور العربي بالشعراء الشباب

انا شخصيا اكبر له هذا الدور والمجهود وكلمة شكرا اظنها اقل بكثير لما قدمه

تحفظي علي الملف والنص خاصتي الذي وللاسف نشر بتصرف من الناشر قيصر العفيف افسد فرحتي باول

محاولة نشر لنصوصي وافتض حلاوتها...

وعاليه مرفق النص الاصلي الذي ارسل وقاموا بالتصرف في جغرفته وحذف بعض اجزائه فالرجاء ان تضعه مكان الذي انزلته واكون شاكره ...

محبتي

عاليه

Post: #24
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 03:43 AM
Parent: #23

عزيزتي عالية
سلام
كنت اريد تأجيل الرد عليك ،
لاواصل نشر النصوص ،
ومن ثم ارد على المتداخلين،
ثم نتيح المجال للشاعر نصار كي يدلي بدلوه،
لكن طالما انك اثرت مسالةمهمة تتعلق بعدم الامانة في نشر النص،
والتصرف فيه ،بدون اذن الشاعر،
ولا اعتقد ان شاعرة يمكن ان يوافق على مثل ذلك الحذف الذي تم.
لكن اسمحي لي ان اقول انني لا استطيع تلبية رغبتك في حذف النص الذي نشر،
لكن يمكن ان اضيف ملحقا يتعلق بان النص المنشور هو نص مشوه.
سأحاول ان افعل ذلك عند فراغي من انزال بقية النصوص .
عالي المحبة
المشاء

Post: #25
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 03:56 AM
Parent: #24

أبو ذر بابكر
****
بلسان الليل

منذ أن درّ ثدي الكونِ حليبه النجمي

أخضر، أبيض، أزرق

بدأت طفلة الضوء تحبو

كما القصائد في شرايين الشعراء المتعبَين

نبتتْ

وسط حقول سناها الرحيب

بهيةً، شهيةً

مثل أسئلة الصغارِ أمام وجه أبيهم

حين يؤوب وهو يرتدي وجهَ الغيابَ

متلفعاً بالشوقِ وبالجراحِ

كانت تشرق كما ليلكِ صبي

فتغار منها حدائقُ الصباحِ

أغنياتُ الفصولِ

وحكاياتُ الصحابِ·



بلسان الصباح

أدمُكِ الضوءُ، أم هو ما تسلل منكِ إليكِ

من ضحاكتِ الأملاكِ؟

ابتسامكِ الشروقُ أم هي ملاءةٌ مدها الأفق عليكِ

من فضةٍ تغازل المدى، من على نافذةٍ وضيئةٍ تضج بالبهاء

بالهيامِ

ليهطل الغناء غامراً من غمامِ عطركِ الهطولِ

يا لقرب السماءِ، يا لبعد الغمامِ

في بحرِ عينيها الواسعتين مثل أمنيات العاشقين

رأيت سفينةً تغنى

كنت حينها مغمض القلبِ، مصغياً لهديل عذوبتها

يكتب في الهواء تذكاراً للعشقِ، يروى عن وعده الضنين

كنت مغمض القلبِ

حتى لا أرى، حتى لا يراني قدري الحزين

كي لا يدنس فرحتنا صخب العابرين فوق همسنا

أو يخدشُ رقةَ ذلك البحر

غبارٌ يُضمِرُ الحسد ويورث البعادَ والأنين



بلسان النهر

جسدُ الماء تجلى، انصرفتْ عنقاءُ الطينِ

تحلم بالخصبِ يغرسُ راياته عميقاً في صدرِ نومِها

يورثها بعضاً من اخضرار الآلهةِ

ثم الضوء تدلّى

يباركُ أعيادَ الترابِ

مدّ يديه جليلا مثل حزنِ الشعراءِ

جميلاً مثل رائحةِ الحلم

قلتُ عمّدنا يا ضوء بريقِ الشهبِ

فنحن عتمةٌ جرداءُ الطعم، طرّز لنا مأدبةً من جنسِ الثمرِ

من شاكلةِ الحبِ

لم يكن في الماءِ ماءٌ قبل شروق حكايتها

لم يعد بالطين حاجةٌ للشربِ بعد سكونها بين الروحِ والقلبِ·

****

* مجتزأ من نص طويل بذات العنوان·
****
2005






Post: #26
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:03 AM
Parent: #25



يحي فضل الله
**
حنين
*****
ستمر حسنى من هنا

من حيث للورد إشتهاء للشذى

من حيث تفتضح النسائم شفرة العشق الشفيف

وتقود اجنحة الفراش إلى التواصل واللقاح

ستمر حسنى من هنا

من حيث تقترح الانوثة بوحها

في شارع نعست ظلال نهاره

وتبرجت فيه بدايات المساء

ستمر حسنى من هنا في الشارع المنسي

من عين الفضول

من حيث أشتم خصوبتها معربدة على انحاء عاطفتي

بقدر من الهذيان واللوعة

ستمر حسنى من هنا

من شارع في القلب والذكرى

وتقول لي

هيئي شتاتك للتألف

وانتظرني كي اداري دمعتي

عن حزنها واعيد ترتيب الدواخل·
*

Post: #27
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:07 AM
Parent: #26

أدوين ماركهام
*****
بين الحرب والحب



الحب هو: أن تحس بصورةٍ ما، أن إحساساً ما،

لم تشعر به من قبل سينتابك

إذا دار بخلدك أن تتساءل: لماذا ندفع ثمناً باهظاً

من اجل حرب قميئة، >ما دام< السلام الجميل أرخص، فأنت رجل فقد عقله·

العالم يعج بالأزهار· الأزهار تعبق بالندى

والندى يفيض حباً من أجلك أنت، وأنت، أيضاً أنت

أرسل آهة لأولئك الذين يحبونني

واهدي ابتسامة لأولئك الذين يكرهونني

ومهما قيل ويقال، من أنني وأنني فهنا يوجد قلب لكل احتمال

لنفترض انك طيب كما ينبغي· وأنني سيئ كما شاء لي أن أكون

لكن

بما انك طيب كما أنت، وسيئ أنا كما أكون

فإنني طيب كما أنت بنفس قدر أنني

سيّىء كما شاء لي وكنت

للهزيمة نفس فعل الانتصار· كلاهما يبعث المجد من دواخل الإنسان

فعندما تشمخ السنديانة في الهواء تتمدد

تينع الأغصان ترتوي في جمال يتجدد

والساق هي الأخرى ترسل في أعماق التربة جذراً

يتخذ اتجاه الريح مساراً

فقط الروح التي تعرف معنى الحزن العميق

تستطيع إدراك النشوة الكبرى

فالأحزان تجيىء لتمط مساحات داخل القلب

تستوعب الفرح·
*****
هيّأ النص العربي: عبد القادر محمد ابراهيم

Post: #28
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:12 AM
Parent: #27

قرنق توماس ضل
**

تراتيل لذات الملامح الاسئلة

قراءة أولى:

وجهك أقرأه

كالذي يشرب من ماء البحر لا يرتوي·· ولا يرعوي···

ويحبك كثيراً···



التراتيل:


طوبى للوجه الذي كلما غنيته بكى واستدار

طوبى لوجهك المحراب الذي كلما صليته العذاب····

إحترق تماماً·· واستضاءْ

طوبى لوجهك السماء·· فكلما رفعت إليه أيادي الشوق داعياً··

إحتفى طويلاً واستجاب··

للحديقة·· للوز في خديك شيخ طريقة··

الذي كلما تعالى هسيس الروح بهتافٍ واجدٍ

ضمني شديداً واستطاب

طوبى لوجهك المشتاق، الذي كلما ناديته·· غفى قليلاً·· واستفاق

الاسئلة:

طوبى للنظرة الساجدة··· مجنونةَ··· وخاشعة··

مملوءة العناق··· زاجلة··

طوبى للاغماضةِ الواجدة

ذات الأسئلة··

تختصر الشوق في لعنةِ السابلة

ولا تفارق ليل الذاكرة··

طوبى لوجهك الربيع، يفاجئ الندى بالشروق

ويفضحني··

طوبى للأسئلة··

تبسم بالأمل في شرايين الاحتمال

طوبى لوجهك الجلال··

يفضح تقاطيبي العاتبة على بؤس بأطراف وطنٍ سؤال

طوبى لوجهك المثال·· الذي كلما ترنمت للأحلام··

عاد يهمس للأحلام·· بالمجد التليد··

طوبى لوجهك المجيد··

للجدائل تعتقلني في جنون الابتسام

يلاعب موتى·· على ثغرٍ مستهام



الهتاف:

طوبى لوجهك الطَقُوس

للاشتهاء يمشى الهوينى بين ثناياك

طوبى للعمر·· لا يغادر برق الثنايا الماجدات

سامرات بليل الحكايا··

طوبى للشفاه المتجمرات، بلسع القول حارقات

طوبى لجبينك··

صفحة تاريخ·· للحنين يشتعل هناك

طوبى للقبلات

طوبى للرعشة، تكتب في وجنتيك أسفاراً للقلب العاشق



الملامح:

طوبى لوجهك الفردوس

يظلل القوافي·· ويخرج في النهارات الشقية

بغناء أطفال صغار

طوبى لأمي تناديني·· من بين عينيك··

طوبى لعينيك تهدهداني عن وطني

طوبى لوطني عصير البؤس والنقاء

صفوة العذاب··

طوبى للعذاب·· للصبر الطويل على السراب

طوبى لوجهك يقرأني··

بحراً وعمراً وقصيدة

طوبى للقصيدة

تحتفل بعينيك كل صباح

طوبي للصباح

يلوح بالشمس وراء الخصلات

طوبى للخصلات

تفرد أساريري لليل

طوبى لليل والحكايا·· والمرايا الأصدقاء

طوبي للأصدقاء ينشدونك الثورة صباح مساء

طوبى لوجهك الغناء

وللآتين من بين ثناياك

رحمة وصفاء

طوبى لرعاياك الملائكة
**
أويل

Post: #29
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:19 AM
Parent: #28

الطيب برير يوسف
***
مرايا تمتص صورتها
***

تواطُؤ

هذا الضوّءُ··

قنوعٌ جداً

يرسم ظلاً··

إن لم يجدِ المفتاحْ

هذا الّيل··

كسولٌ حقاً

لا يصحو

إلا في كلّ صباحْ·

حُزن

تعِبَ الضّوءُ

فاسترخى قليلاً

ثُمّ نامْ

لكنّما الظلُّ

كئيباً··

راح يبحثُ عن وجودٍ

في الظّلامْ·

إذن

إنْ يكن للضّوءِ

صوتٌ

ضالعٌ في حكايات الصّراعْ

فالنّوافذ سوف تفتح

عندما··

تأتي الرياح

على مطايا

من شعاعْ·

نَومْ

هذا المطرُ الليلي··

جميلٌ،

يغسل··

يغسل كلّ الجُدران

لكنّ الأرضَ

تنوءُ

بنوم الشجر العريانْ

Post: #30
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:25 AM
Parent: #29


أسامة علي أحمد
***
في شارعٍ من دون لافتةٍ
*****
هذي القصيدة أتعبتني

أخرجتني من جنون الشعرِ للرسم المجاور

فاندلقتُ

ودون أن ادري

رسمت على هوامش صفحتي اليسرى حَمَامة

ونسيت أمر الرسم

حين رجعت دار الشعر

فجّرت المعاني

فاستفاقت ثم طارت

من على الصفحات في وجهي

الحمامَة

الطقس كان ملائماً لجموع أغنية

فقلت اجرب الكلمات في غير المعاني

الطقس كان ملائماً

فتفجرت تلك المعاني

حين ضاق قميص ألفاظي بها

فسترتها

وغفرت للشعر احتدامه

الطقس كان ملائماً للقائها

فتزينت بالحب أنثاي (القصيدة)

واعتمرت اللحن ثم خرجتْ مرتدية غمامة

الأفق مشغول بموعدنا

وخلف البدر كنا نغسل الأيام

نغزلها على ضوء ابتسامة

كنا وكان الأفق موقوفاً علينا

لم تثالثنا

- برغم وجودها في الصحة اليسرى - الحمامة

هذي القصائد أخرجتني

فاختلفت إلى حوانيت المواجع

لم أحاذر

كم نهلت من المعابثة الخفيفة

لست أدري

كيفما افتض المغامر من معانيه الصبية

لم يجد إلاي مرتسماً أمامه

هذي قصور الشعر

شىء بين أطراف الوسادة والنعاس

لحيظة نشوى

تخيط الريش ثوباً لي

وتطلقني حنيناً في مجرات السماع

تعيدني صوتاً ملوكياً

وترسمني على جدر الوسامة

وقد اعود فأرسم الأشجار

ظلاً للحمائم

لست املك غير هذي الصفحة البيضاء

والقلم النديم

ودفقة الحلم التي انكسرت على شط الحقيقة

كم جنحت غسلت وجهي بالغناء

وكم صدقت زحمت ليلى بالجنون وبالظنون

وبالكتابة والرتابة والكآبة والسآمة



داري قديم عند شط النيل

في وهم الخريطة ربما

في شارع من دون لافتة

ومكتوب على جدرانه بالفحم

- عفواً ربما اندثرتْ -
*****
أسامةْ·

Post: #31
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:31 AM
Parent: #30

بله محمد الفاضل
****
قبلُ أن يغادرْ

يحتفي كل ليلة بنجاته من الغدرِ المتربص في الطرقات

بالموت الذي لم ينل منه

بكؤوسه التي استطاع أن يبقيها معه ليلة أخرى

بزوجته التي يأكل السل من جسدها ولا تموت

بابنه البكر الذي أصابته شظية في طريق المدرسة

بمآسيه الجمة التي لا تفارق خطاه

فقط هذه الليلة لم يستطع الاختفاء

لم يكن يرتدي سترته الواقية

حين تنبهت الرصاصة المصوبة إلى صدره المكشوف

ولم ينسَ

أن يأخذ قطرة مما تبقى من كؤوسه قبل أن يغادر·

Post: #32
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:35 AM
Parent: #31

هبة عبده عثمان
****
إنتظرني عند منتصف القلب

إنتظرني عند منتصف القلب

سأكون حافية القدمين· مبللة بالشوق

واقفة داخل المساحة البيضاء

فارغة من كل شيئ، ممتلئة بك

حولي قناديل وشموع وقلب يحتويك·



إنتظرني عند ناصية العمر

حواسي شمعة تتوهج في ميعادنا الأول

تتلاعب بها الريح حين تغيب عني

يتقاذفها الشوق حين انبت عن رحم الإنتظار



أشتهيكْ



ادعوك لتنتظرني عند منتصف القلب

سأكون هناك في الموعد، اتزين بحبات الوجد

أتعطر باللهفة وردائي الأزرق

على انغام (الفالس) نشعل القلب بالشوق

نرقص خلف الكواليس وانت تضع نبضك فوق همسي

وصوتك فوق لوني

احبك وانت تغرقني في ضوء القمر،

كسحابة تائهة ترفعني من قمة الحزن إلى عمق الابحار فيك

تذوبني بين اناملك كقطعة ثلج

أحلم بلقائنا عند منتصف القلب

تتوحد دائرة الحزن بيني وبينك

يتحول الشوق إلى نار حمراء· يتحول الصبر إلى قرنفلة

والحلم بيني وبينك وجع مقيم··· وذاكرة كصفقة صفراء

عند منتصف القلب أكون أنا كدفقة ماء

بلا لون غير طيفك، بلا عطر غير انفاسك، بلا نكهة غير همسك

أحلم معك بامسية عذبة تنهل من ضياء الفجر أكسيره الشفيف

أكون حاضرة ومعي أشواقي واشياء اخبؤها في خزانة احزاني



انتظرني عند منتصف الحزن

فقلبي فجوة في كهف الأحلام

تسكنه الخفافيش

وبين شقوقه

هوام وبومة عرجاء مقيمة هناك من ألف عام

سأنتظرك بشوق تراب جاف

وأرتجيك ان تشعل عتمته بنبضك المضئ



انتظرني عند منتصف الشوق

سأفرد حنيني رداءً·· مراكشي

وألف حولك لهفتي كما تلف الريح وجه المطر

أضمك بين ضلوعي كما يضم الحقل حبة الثمر

انتظرني عند منتصف القلب

فما زلت احلم بك

واهفو إليك

كما تهفو ليلة شتوية للقمر

أحبك

ان جئتني اليوم

أو ظللت حلمي المنتظر

انتظرني يا عيوني ولو ليلة عند منتصف القلب

كما ينتظر الوادي عودة النهر·

Post: #33
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:47 AM
Parent: #32

إيمان أحمد
***
محاولةٌ للطفوِ على سطحِ الحياة

أترك جسدك، هكذا، بأقل توتر ممكن·

افرد ذراعيك، راحتيك بسعةِ الدنيا، قدر الإمكان، واسترح·

والآن، اغمض عيني عقلك، وطِفْ على سطح الحب·

هو درس في السباحة، والبقاء على سطح الحياة

وما الحياة؟!

الحياة أن نبقي سوياً·

·· ·· ·· ·· ·· ·· ·· ·· ··
هل سأراك بعد عامٍ من الآن؟!

ما لعقارب الساعة هذه بطيئة، تزحف كالسلاحف؟

ما لها، لا تركض لنلتقي؟

هي أيضاً تحتاجُ لدرسٍ في العدو، بخفةٍ وتهادٍ، ألم تعرف الحب من قبل؟!

سنحتاج لتعليمها معنى أن يصحو العاشق فلا يجد عاشقته على زنده·

شعرها لا يخاصر وجنتيه·

وألوانها الكثيرة الملوحة بالحب لا يراها تصبغ ساعديه، تلونهما بشقاوةٍ!

أيا عقارب الحب

أتسمعينني!

سنأخذ اليوم الدرس الأول في علم الحب،

هو اللهفة!

والدرس الخامس والعشرين،

هو راحتيكَ المبسوطتين لأمشي عليهِما بقدمي طفلةٍ صغيرةٍ تبدو كالأقزام!

هل أنت جلفر الأحلام لي؟

وهل ستبقى يا جلفر الأحلام الصباحيةِ معي؟

سأجلب لك ألفَ برتقالةٍ ووردة!

هل يكفيك ذلك؟

أخبرني ماذا تريد من بلاد الأقزام؟

نحن الأقزام نصنع الأشياء بمهارةٍ، تسمونها في عالمكم دِقةً،

نسميها نحن: كيف نتعامل مع الحياة·

إجلبْ لي من بلادكم قنينةً كبيرةٍ

مليئة بصندلك وحريرك، مترعةً بآمالك، واجلس هنا على الأرض· سأجلس بجانبك·

لكن، لا تُسائلْني إن بدأت بتسلق جسدك الجميل·

أحتاج دهراً من هذه المجرةِ لقراءةِ هذا الجسد·

هل ستمتزج بجسدك أم ستتركه لي عاطراً، ماطراً، خفيفاً كالأحلام وقانون الطفو؟!

حين امتزاجك بجسدك يبدأ قانون الجاذبية، يعرف طريقه إلى الأرض·

أحاول ألا أتحدث الآن عن الرائحة، فقد اتفقنا أن نترك حقائبنا خارج الغرفة·

أحاول نسيان أصابعي لأتذكرها معك!

ولك أن تُحَلِّف ما شئت بفضاء الغرفة؛ أن تترك رائحة في المكان؛ أن تُعَبَّئهُ بالذكريات···

أو تأخذها معك!
****
كندا 2004/11/25

Post: #34
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 04:58 AM
Parent: #33


نصار الصادق الحاج

مواليد نوفمبر 1964، مقيم بالسعودية، صدر له (يسقطون وراء الغبار ).
****
عشاء
بينما

كان الضوء منزوياً

كرائحة الطعام على بيوت الجوع

عبرتُ مسرعاً

دخانَ ذلكَ المقهى القديم

على آخر الطريق

طفلتان

وعابرٌ يسيرُ مثل سنجابٍ أليف

الرصيفُ فارغٌ

كأي شارعٍ حزين

والظـلامُ قادمٌ كثوبِ راهبةٍ عجوز

على حافةِ المكان / بلذةٍ لامعة

وجدتُ كومةً سوداء

من طعامِ حفلةٍ أقامها هواةُ الرّقصِ آخر الأسبوع


بخفّة الهارب من وكرِ الظلام

أسير مسرعاً

كأنما أطيرُ عالياً

أشطفُ الغبار من قطعة الخبز

وشرائح الموز التي بللتها المياه

أختبئ في زاويةٍ أنهكتها دموع الغرباء

أفض جوع يومي اللعين

أعود ذابلاً لسيرةِ الخراب والضياعٍ

لشارعِ يبيعُ وقته لصبيةِ الطريق

لعالَمٍ فقير

أسيرُ تحتَ حاجةٍ لرقعة

تسدُّ ليل حزنيَ الرّهيب


هكذا عشاء

وجبة واحدة كل يوم

تمنع الموت بالجوع الأكيد

تُدمي الروحَ والأمنيات برعشةِ الموت البطيء·
****
2005/09/26

Post: #36
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 05:25 AM
Parent: #34

أسامة الخواض
*******
حصافة الفرسة
المرأة التي جعلتني أحبّ امتطاء الطائرات، والــ Greyhound)1)

رغم ما حدث بعد الحادي عشر من سبتمبر،

ورغم الرنين الدمويّ الذي يصدره اسمي،

هي نفسها التي - عندما زرتها -،

دعتني بحصافة الفرسة إلى مطعمٍ ريفيٍ مسوِرٍ بأشجار السلوِ،

ورائحة الكمثرى،

وطعمِ الفانيليا،

وطلبت لي كأساً من مديحِ النبيذِ،

وشريحةَ شجو من الشِّواء المكسيكي،

هي ذاتها التي كانت تمسِِّّدأصابعَ روحي،

وتبكي

وتبكي

وتبكي

ونحنُ نشاهد (عازف البيانو)(2)
******

فيلاديلفيا في 2005/04/21

****
1 - شركة للنقل البري في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك·

2 - فيلم لرومان بولانسكي عن معاناة اليهود البولنديين

Post: #35
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: سمرية
Date: 12-07-2006, 05:08 AM
Parent: #1

Quote: من الإنصاف التأكيد على أن هذه النماذج لا تدعي أنها وحدها الجديرة بالبروز واختزال المشهد الشعري السوداني، بل هنالك الكثير من الشعر الجميل وهنالك أسماء شعرية بارزة في الخريطة الشعرية السودانية وتشكل حضوراً في المشهد الثقافي السوداني ولم تُمسك بتجربتها هذه المختارات لأسباب عديدة منها المساحة المتاحة في مجلة لملف كهذا، ومنها تاريخ الكتابة الشعرية الطويل والعميق والغزير في السودان الذي لا يمكن أن تستوعبه بأي حال من الأحوال مساحة محدودة في دورية ثقافية شهرية، لذلك كان لا بد من اختيارات معينة في سبيل محاولة إنجاز هذا الملف الذي يسعى لتقديم نماذج مضيئة من حركة جادة وواسعة في حقل الكتابة الشعرية
نصار الحاج



Quote: أتمنى أن يكون هذا الملف وفياً للكتابة الشعرية الراهنة في السودان وقادراً على التعبير عن قصيدة جديدة مهتمة بقيمتها الفنية والجمالية وضرورتها الإبداعية ضمن حالة تحولات كبيرة وجذرية طالت تقنيات الكتابة ومفاهيم الأجناس الإبداعية المختلفة وحرية النص الإبداعي في إنجاز تجربته وصوته ومقولاته وفق ما تمليه جماليات الكتابة ومغامرتها للعبور دائماً نحو تجريب يطرح إضافاته الإبداعية· أحاول ان أرصد بعض أصوات هذه الكتابة الشعرية في السودان التي لها تجربتها الراسخة ومساهمتها الحيوية في كتابة قصائد تمتاز بالانفتاح وتبشر برؤية جديدة للشعر·
نصار الحاج


شكرا الشاعر نصار الحاج على هذا الجهد العظيم ،، شكرا لشعراء بلادي .. واولى الخطوات نحو العالمية .. اتمنى ان يحظي جميعهم بفرصة تتيح لشعرهم الصعود للقمة التي يستحقها !!


شكرا استاذنا الخواص (المشاء) .. على هذا البوست الجميل !!

هبة عثمان

Post: #37
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-07-2006, 10:25 PM
Parent: #35

بشير ابو صالف
الصادق خليفة
سمرية
شكرا على الكلمات الطيبة
وفي انتظار شاعرنا نصار ليتحدث لنا قليلا عن تجربته في اعداد ذلك الملف
محبتي للجميع
المشاء

Post: #38
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-12-2006, 05:41 AM
Parent: #1

التحايا ليك يا مشاء

والإمتنان لشاعرنا الباهى نصار

ونصار زول هميم ومبادر دائما لصنع الجمال ونشر الإخضرار

وعدنى قبل فترة بنشر النصوص فى بلاد الأزتيك والمايا

وها هو يفى بما وعد

وليت القائمين على المجلة نشروا "سيرة الشمس" كلها

لأنه النص متكامل والمعانى مرتبطة مع بعض

وفى كل الأحوال ليهم الشكر الغزير ولى نصار الود والتقدير

وليك كمان يا خواض

Post: #39
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: Salah Musa
Date: 12-12-2006, 06:19 AM
Parent: #38

الأخ الشاعر الفحل أسامة
شكرا لك أجزله علي هذا الخيط والشكر لنصار والحق يقال لقد إنتشيت بإنتاج هذا الكم الهائل من الأدباء والشعراء الشباب بعضهم أري إنتاجه لأول مرة بل أسمع بأسماءهم أول مرة رما يعزي ذلك لخروجي المبكر من السودان بعيد إستلام عصابة الهوس الديني للسلطة في السودان بالتحديد شهر يوليو 1989 وماعقب ذلك من إنفصال وجداني عن السودان وكنت أحسب فيما أحسب أن الأدب والشر في السودان قد أصابهم طرف من الهوس ولكن هولاء الشباب بما فيهم أنت أعاد وا الأمل لذاتي بأن الفجر أمامنا لنهضة فكرية وأدبية كبيرة

Post: #40
Title: Re: نماذج من الشعر السوداني تنشر في "المكسيك" بمبادرة من الشاعر:نصار الحاج
Author: osama elkhawad
Date: 12-12-2006, 04:12 PM
Parent: #39

شكرا للصديقين:
ابو ذر بابكر
و
صلاح موسى
على عاطر الكلمات
المشاء