عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"

عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"


05-13-2004, 09:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=38&msg=1110314423&rn=0


Post: #1
Title: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-13-2004, 09:19 AM

هذا البوست يتعلق بما اشرنا اليه مرات عديدة حول اثر الخطاب

الانثروبولوجيا ا لكولونيالي على الفكر المحمودي.

وما نقوله لا يتعلق بالنوايا الشخصية للمفكر او الكاتب ,

وانما بسلطة الخطاب الطاغي في الفترة التي كتب فيها نصه.

فمثلا مفهوم البدائية كان من المصطلحات المتداولة عندما كتب المفكر

محمود محمد طه كتابه "اسس دستور السودان "

وكان للمصطلح معان عديدة ومن ضمنها انه يعادل النقيض لمفهوم الحضارة

او المدنية مثلما تم تبنيه في الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي.

وبطريقة لا شعورية , انطلاقا من طغيان سلطة الخطاب,

تبنى الفكر المحمودي المصطلح

وبدا التبني بالصيغة الاتية:

"ويجب أن نعلم أنه مهما كان شعبنا السوداني متأخرا في بعض جهات البلاد

، فانه ليس لدينا سبيل لتربيته الا باعطائه فرصة التجربة كاملة ، حتي

يتعلم بالممارسة المباشرة لادارة شؤونه ، فيجب أن نعترف له بكامل حقه في

الرقابة علي أعمال الحكام والنواب"

بدا تبني مصطلح " البدائية" بالكلام عن التاخر في بعض جهات البلاد ,

وسنكتشف لاحقا ان الامر يتعلق ب" الاقاليم"

وسنرى ما توصلنا اليه في العبارة التالية التي تصم الشعب السوداني ب"

البدائية" وتشير الى مكمن الداء وهو " الاقاليم "

يقول المفكر محمود محمد طه:

ا ن هذه الحقوق قد تبدو كثيرة علي شعب بدائي كالشعب السوداني ،

وخاصة في اقاليمه ،

ولكن ليس هناك علي الإطلاق سبيل صحيح لترقية أي شعب الا بوضعه أمام

مشاكله واعطائه الفرصة ليتعلم من أخطائه ،

علي أن تنظم جميع أجهزة الحكومة بشكل يعينه في هذا الاتجاه ، فالمشرع ،

والقاضي ، والاداري والبوليس ، جميعهم يجب أن يعملوا في العلن"

ثم يمضي في حديثه عن كيفية تربية الشعب " البدائي" حين يقول:

"هذا ، وهناك حق ، كثيرا ما أريد به باطل ، وهو أن الشعب البدائي

يحتاج الي تربية قبل أن يستحق ممارسة السيادة ، وهذا تسويغ للحكم

المطلق ، ووجه الحق أن الشعوب تحتاج الي تربية ، بيد أن الحكم المطلق لا

يربيها تربية الأحرار، وهذا تسويغ للحكم المطلق ، وانما يربيها تربية

العبيد ، وهو بذلك لا يعدها للديمقراطية ، وانما يعدها للاذعان

والانقياد ، ونحب أن ننبه الي الخطر الماحق المترتب علي هذا الاتجاه ، ونحب

أيضا أن نؤكد أنه ليس هناك طريق لتربية أي شعب تربية حرة الا بوضعه

أمام مشاكله ، ومحاولة أعانته علي تفهمها ، والتفطن الي طرائق حلها

بنفسه ، حتي يطرد تقدمه الي تحقيق الديمقراطية المباشرة."

المشكلة انه في فترة لاحقة وصف الفكر المحمودي الشعب السوداني البدائي

بانه " شعب عملاق يتقدمه اقزام"

وتلك العبارة ظل يرددها دوما الجمهوريون بدون ربطها بمفهوم "

البدائية" المتبنى من قبل الفكر المحمودي في اوقات سابقة ,

ودون تبرير ما حدث من نقلة على مستوى المصطلح اي من " البدائية" الى "

العملقة"

وتلك حلقة مفقودة تحتاج الى تدبر ,

ومن هنا نفتح باب الحديث

ارقدوا عافية

المشاء


Post: #2
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-13-2004, 09:19 PM
Parent: #1

نرفع البوست مرة اخرى لكل من كان يشكك في حقيقة ما اوجزناه سابقا حول طغيان الخطاب الانثروبولوجي على الفكر المحمودي في تبنيه لمفهوم البدائية
وكيف لم تملا الفجوة بين ان الشعب السوداني بدائي وبين ان يصبح فجاة عملاقا ؟؟؟

Post: #3
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: TahaElham
Date: 05-13-2004, 10:44 PM
Parent: #1

الاستاذ الخواض . ليس عندي الان احصائيات و لكن من التجربة الاسرية الخاصة جد اعلم ان هذه النظرة الاستعلائية تجاه الشعب السوداني كانت سائدة عند معظم الخريجين في فترة الخمسينات و الاربعينات وعلي حسب التعليم الذي تلقاه المتعلمين في تلك الفترة و علي حسب البني الثقافية التي كانت سائدة في تلك الفترة كان من الاعتيادي جدا ان يحمل المثقفون مثل هذه الرؤي (بدائية السودانيين في اقاليم السودان البعيدة عن المركز) خاصة عند الاكلام عن الجنوب و جبال النوبة و جنوب النيل الازرق و الغرب و ربما الشرق.
وهو امتدادلنظرة الحبوبات عن العبيد و اولاد العرب و اولاد البلد و اولاد الغرب الخ من الترهات
لكن تجريد الكلام حول الاستاذمحمود محمد طه بهذه الطريقة النافية للبعد التاريخي للتصريح تجعله ضحية لنظرات و تقديرات استقصائية الان و معلوم ان فكر الاستاذ محمود قد توسع و اقترح مجموعة من المعالجات لمازق الاسلام السياسي كفكرة الرجوع لايات الاصول(القران المكي)
ابعاد العامل التاريخي يعطي النقد طابعا استقصائيا . كأن ياتي احد الناس و يقول ان النبي صلي الله عليه سلم و العياذ بالله ان النبي (ص) قد اساء معاملة الاطفال بالزواج من قاصر(طفلة التسع سنوات) ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها . لا يمكن ان نحاسب الناس الذين كانو في التاريج شموسا بنور معرفتنا الان .
طه جعفر

Post: #4
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-14-2004, 06:06 AM
Parent: #1

العزيز الهام طه

انت الوحيد العلق على البوست , مع انو في ناس كان عايزين البوست دا

ومن ضمنهم عمر عبدالله وهو قال :

فأرجو أن تشرح فهمك لموقف الأستاذ محمود من القضية المطروحة ويا حبذا

لو أعنتنا ببعض النصوص التي ربما تكون ساهمت في تكريس فهمك وتقييمك

لفكر ومواقف الأستاذ محمود محمد طه بهذه الطريقة المبتسرة

ثم قام الدكتور النور حمد بالتعليق الاتي:

ارجو أن تفرد بوستا منفصلا توضح لنا فيه الدعائم التي بنيت عليها أنت إشارتك للأستاذ محمود محمد طه. فإن ما أشرت إليه، لا تفيد في تأسيسه، إلا الدراسة الممنهجة، الموثقة، الممحصة، المتأنية، المدعومة بالإثباتات من نصوص الأستاذ محمود محمد طه، ومن نصوص غيره، مما يمكن أن يعينك علي موضعة فكر الأستاذ محمود، في الناحية التي أشرت إليه

اما عن تعليقك لتبرير ما سميته انت النزعة الاستعلائية للمفكر محمود محمد طه حين قلت الاتي:

ارجو اعلم ان هذه النظرة الاستعلائية تجاه الشعب السوداني كانت سائدة عند معظم الخريجين في فترة الخمسينات و الاربعينات وعلي حسب التعليم الذي تلقاه المتعلمين في تلك الفترة و علي حسب البني الثقافية التي كانت سائدة في تلك الفترة كان من الاعتيادي جدا ان يحمل المثقفون مثل هذه الرؤي (بدائية السودانيين في اقاليم السودان البعيدة عن المركز) خاصة عند الاكلام عن الجنوب و جبال النوبة و جنوب النيل الازرق و الغرب و ربما الشرق.

وهو امتدادلنظرة الحبوبات عن العبيد و اولاد العرب و اولاد البلد و اولاد الغرب الخ من الترهات
لكن تجريد الكلام حول الاستاذمحمود محمد طه بهذه الطريقة النافية للبعد التاريخي للتصريح تجعله ضحية لنظرات و تقديرات استقصائية الان و معلوم ان فكر الاستاذ محمود قد توسع و اقترح مجموعة من المعالجات لمازق الاسلام السياسي

فهل تعتقد ان استعلاء محمود ناتج من انه خريج كلية غردون ام لانه ود

عرب ام الاثنين معا؟؟

ولو سلمنا بما تقول لم لم يتاسف للشعب السوداني حول تلك النظرة

الاستعلائية؟؟؟

وساعود

المشاء

Post: #5
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla
Date: 05-14-2004, 07:09 AM
Parent: #1


الأخ الاستاذ أسامة الخواض
كنت بالفعل أنتظر منك الوفاء بوعدك الذي قطعته في خيط الأخ عجب الفيا لشرح عبارتك التي رددتها هناك مرارا وتكرارا عن أن
Quote: تيار الغابة والصحراء وقع ضحية لسلطة الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي –ذي التمركز الاوروبي- في تبنيه لمفهوم "البدائية". ولم ينج من تاثير ذلك الخطاب مفكر انساني مثل الاستاذ محمود محمد طه وسنبين ذلك في حينه.

فما هو مفهوم "البدائية" الذي تبناه الخطاب "الانثروبولوجي الكولونيالي" على حد تعبيرك وما الفرق بينه وبين مفهوم "البدائية" المنزه ، ان كان هنالك ثمة مفهوم .. أم أنه ليس هنالك شعب أو جماعة تعيش حياة بدائية وانما هذا المفهوم نسجه خيال المستعمر وتأثر به المثقفون السودانيون كما حاولت أن توحي بذلك ..
وقد ذكرت أنت حسب فهمك للمصطلح أن له "معان عديدة ومن ضمنها انه يعادل النقيض لمفهوم الحضارة او المدنية مثلما تم تبنيه في الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي." .. فما هي الحضارة في تقديرك ؟ وما هي المدنية ؟ وأين هو موقع السودان في الخمسينات والآن من ذلك؟
لقد جاء كتاب "أسس دستور السودان" والذي كتب قبيل الأستقلال ، جاء قبل وقته بكثير وتكلم عن مفهوم الدستور وسيادة الشعب بصورة يقصر عنها تطاول كل متطاول وهو قد كتب في الأساس بغرض كرامة ورقي الشعب السوداني ولايمكن أن يفهم منه أي شخص مهما تعسف في فهمه أنه كتب ليجارى نظرة المستعمر للشعب السوداني وهو في ذلك لم يناقض رأي الأستاذ محمود وقولته الثابتة في أن الشعب السوداني "شعب عملاق يتقدمه أقزام" .. ويظهر هذا جليا في جميع صفحات الكتاب والذي أوصى قرآء هذا الخيط بالإطلاع عليه من هذه الوصلة لنرى هل سيخرجون بما خرجت به أنت من اطلاعك عليه .. وسأقتطف بعض ما جاء فيه ، ابتداءا من الأهداء:

أسس دستور السودان
لقيام حكومة جمهورية فدرالية ديمقراطية اشتراكية

الأهداء
الي الشعب السوداني الكريم
هذا دستور ((الكتاب)) .. نقدمه اليك ، لتقيم عليه حكومة القانون ، فتخلق بذلك الأنموذج الذي علي هداه تقيم الانسانية ، علي هذا الكوكب ، حكومة القانون .. فانها الا تقم لا يحل في الأرض السلام ، وليس من السلام بد

فهو من البداية يرشح الشعب السوداني لريادة جميع شعوب العالم بتقديم "الأنموذج الذي علي هداه تقيم الانسانية ، علي هذا الكوكب ، حكومة القانون" ..
وقد وضع الكتاب الأسس الدستورية التي على أساسها يمكن أن يقوم هذا الأنموذج ، وأجملها في النقاط التالية التي وردت تحت عنوان "ديباجة":

((1)) المشاكل الراهنة لأي بلد من البلاد هي ، في حقيقتها ، صورة لمشاكل الجنس البشري برمته ، وهي ، في أسها ، مشكلة السلام علي هذا الكوكب الذي نعيش فيه ، ولذلك فقد وجب ان يتجه كل بلد الي حل مشاكله علي نحو يسير في نفس الاتجاه الذي بمواصلته تحقق الانسانية الحكومة العالمية ، التي توحد ادارة كوكبنا هذا وتقيم علائق الأمم فيه علي القانون ، بدل الدبلوماسية ، والمعاهدات ، فتحل فيه بذلك النظام والسلام ..
((2)) المسألة الاساسية التي يجب أن يعالجها دستور أي أمة من الأمم هي حل التعارض البادي بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة ، فان حاجة الفرد الحقيقية هي الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة هي العدالة الاجتماعية الشاملة: فالفرد – كل فرد- هو غاية في ذاته ولا يصح أن يتخذ وسيلة لأي غاية سواه ، والجماعة هي أبلغ وسيلة الي انجاب الفرد الحر حرية فردية مطلقة ، فوجب أذن أن ننظمها علي أسس من الحرية والاسماح تجعل ذلك ممكنا.
((3)) اننا نعتبر الدستور في جملته عبارة عن المثل الأعلي للامة ، موضوعا في صياغة قانونية ، تحاول تلك الامة أن تحققه في واقعها بجهازها الحكومي ، بالتطوير الواعي من امكانياتها الراهنة ، علي خطوط عملية يقوم برسمها التشريع والتعليم ، وبتنفيذها الادارة والقضاء والرأي العام.
((4)) ليس هنالك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن علي حريات الآخرين ، فثمن الحرية الفردية المطلقة هو دوام سهر كل فرد علي حراستها واستعداده لتحمل نتائج تصرفه فيها
((5)) ليحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر ، فانا نتخذه من ((القرآن)) وحده: لا سيما وأن ((القرآن)) لكونه في آن معا ، دستورا للفرد ودستورا للجماعة قد تفرد بالمقدرة الفائقة علي تنسيق حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة الي العدالة الاجتماعية الشاملة ، تنسيقا يطوع الوسيلة لتؤدي الغاية منها أكمل أداء

لقد تحدث الأستاذ محمود عن مفهوم "الجمهورية" في الوقت الذي كان قصارى حلم السياسيين في ذلك الوقت الانضواء تحت النظم الملكية القائمة وقتها .. واقترح الجمع بين الديمقراطية والاشتراكية في نظام حكومي واحد يراعي المساواة بين كل أفراد القطر رجالا ونساء بغض النظر عن دينهم أو عنصرهم أو جنسهم ..
أما حديثه عن "بدائية" الشعب السوداني فهو يخاطب به واقعا لا نزال نعايشه وتتفاوت أقاليم السودان ومناطقه المختلفة في ذلك كل حسب حظه من التنمية والتعليم .. وهذا الواقع ليس بضربة لازب على الشعب السوداني ولا هو بسبة وانما حالة يرجى له أن يتجاوزهابفضل الله وبفضل الوعي والتنمية والتعليم ليتبوأ مكان الأستاذية الذي رشح له .. وكثيرا ما تحدث الأستاذ محمود عن أن الأسلام دين "الأميين" وأن نبيه "أمي" وأمته "أمية" ومع ذلك فقد أقام حضارة طغت على حضارات ذلك الوقت "الرومانية" و "الفارسية" وصفتها ..

أرجو مخلصا ، عزيزي أسامة ، أن يكون لك نقد متعمق لمحتوى الفكرة الجمهورية ومواقفها بدل عن الجدل اللغوي حول مدلول بعض الكلمات .. اقرأ تاريخ الأستاذ محمود وستعلم أنه أصلب من قاوم الأستعمار الأنجليزي وأول من دخل سجونه فأشعل ثورة الحماس الوطني ضده ثم كرس بقية حياته لنشر الوعي الذي به وحده يستطيع هذا الشعب أن ينهض من رقدته التي طالت ليتصدر قيادة القافلة البشرية .. وهو في هذا السبيل لم يبخل حتى بروحه وكأنما لسان حاله يقول "فيا سودان اذا ما النفس هانت أقدم للفداء روحي بنفسي"

عمر

Post: #6
Title: Re: ولا يزال الشعب السوداني شعب بدائي !
Author: Agab Alfaya
Date: 05-14-2004, 07:19 AM
Parent: #1

لا يمكن الحديث عن البدائية بمعزل عن الحديث عن الثنائيات:

تقدم/ تخلف

تقدم / رجعية

تطور / تخلف

تقدم / بدائية

بدائي/ متقدم

القياس هنا الي درجة التقدم في الارتفاق بوسائل الحضارة العصرية المادية،والتي هي ملك لكل الانسانية وليس ملكا لامريكا او اوربا

فرق الاستاذ محمود بين الحضارة والمدنية.الحضارة عنده هي الارتفاق بوسائل الحياة المادية المعروفة كالتطور الصناعي والتقني .المدنية ارقي من الحضارة ،وهي مرتبطة عنده بالقيم والاخلاق الانسانية!

بهذا المعني الشعب السوداني بمقايسس الحضارة شعب بدائي،
فهو علي مستوي مؤسسسات الحكم لا يزال تتحكم فيه القبلية والعشائرية والطائفية ،
علي مستوي التطور الزراعي والصناعي والمواصلات والخدمات الصحية والتعلمية لا يزال بدائي،

اما بمقاييس المدنية ، حسب تعريف الاستاذ محمود ،اي علي مستوي القيم والاخلاق والطباع ،فالشعب السوداني شعب عملاق!

وبالتالي لا يوجد اي تنافض بين البدائية والعملقة في وصف الاستاذ محمود للشعب السودني يااسامة،

لا ادري يا اسامة دائما احس بان هنالك ضرورة لتذكيرك بابجديات المنهج البنيوي في القراءة،
اعتقد بتوظيفك لهذا المنهج توظيفا سليما يمكن ان تقدم دراسات قيمة عن الفكر الجمهوري واكثر عمقا من هذه الخاطرة

Post: #9
Title: Re: ولا يزال الشعب السوداني شعب بدائي !
Author: Bakry Eljack
Date: 05-14-2004, 08:44 AM
Parent: #6

الاخ اسامة الخواض و ضيوفك الكرام

صباح الخير بتوقيت افريقيا المشمس جدا فى بدايات منذرة لصيف غائظ


اولا انا فى انتظار الاجابة على سؤالى,

ما المقصود بالخطاب الانثربولوجى الكولونيالى, وما علاقة ذلك بمنهج التحيليل الماركسى, وما هى اليات عمل هذا الخطاب وما هى تجلياته, وما هى الاستشهادات من الكتابات والدراسات المقدمة محليا فى السودان حول تاثرها بهذا الخطاب, وما علاقة هذا الخطاب بالخطاب الاستشراقى؟؟؟


شكرا على سعة صدرك فى سؤالى المطول الذى يمكنك ان تجيب عليه باختصار حتى لا تطيل



اخوك بكري الجاك

Post: #7
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-14-2004, 08:00 AM
Parent: #1

الناقد الكبير الفيا

شكرا لنصائحك لي حول ابجديات المنهج البنيوي

لكنني للاسف لم اعد في مربعها

بل انت المطالب بتلك المراجعة

فانت في قراءتك الخاطئة للغابة والصحراء تبنيت المنهج البنيوي المكروه

لديك من خلا ل كلامك عن المقاربات والتصنيفات

وفشلت فشلا كاملا

لان من يكره المنهج لايمكن ان يبدع فيه

كما انك تشترك في بوستنا في انك تجهل مفهوم البدائي النبيل

لانك تقراه قراءة قاموسية

وما قاله عمر عبدالله يشبه كلامك تماما

فهو لم يتحدث عن المصطلح

وانما تحدث عن مدلول بعض الكلمات

نحن نتكلم عن سلطة خطاب

وكان محمود محكوما بالخطاب الكولونيالي

ولم يتاسف للشعب السوداني عن اهانته له

المهم ارجو ان يستمر النقاش في غيابي

فانا متحرك غدا لبوستن للاشتراك في برنامج التخرج

ساحاول المشاركة لو تمكنت

وقطعا ساشارك ابتداء من ظهر الاثنين القادم

ارقدوا عافية

المشاء

Post: #8
Title: Re: اخيرا يعترف اسامة بتخليه عن البنيوية!
Author: Agab Alfaya
Date: 05-14-2004, 08:40 AM
Parent: #1

Quote: الناقد الكبير الفيا

شكرا لنصائحك لي حول ابجديات المنهج البنيوي

لكنني للاسف لم اعد في مربعها

يقول اسامة الخواض في هذا الاقتباس انه لم يعد في مربع البنيوية!!

يعني خلاص هجر البنيوية التي بني عليها مجده،

يعني اخيرا اقر اسامة الخواض بصحة قراءتنا له في دراستنا :
من البنيوية الي السيسيلوجيا- قراءة في شهادة اسامة الخواض التي نشرناه في جريدة الخرطوم في ثلاثة حلقات في اكتوبر 1999 ثم اعيد نشرها في هذا المنبر ،ودار حولها نقاش استمر حوالي تلاتة اشهر غاب عنه اسامة الخواض متعللا ببعض الواجبات الاكاديمية واعدا بالعودة ولم يعد للمشاركة في الحوار ،

وكان منطلقنا في تلك الدراسة هو ان هنالك تحول في خطاب اسامة عن البنيوية ،وها هو يعترف بتخليه عنها وبالتالي يؤكد صحة تكهناتنا،

شكرا يا اسامة بوصفك لي بالناقد الكبير ،وانت كمان ما ساهل

ونواصل

Post: #10
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla
Date: 05-14-2004, 08:55 AM
Parent: #1


شكرا عبد المنعم على التذكير بالبديهيات
والحق أنني كنت أريد أن يجيب الأخ أسامة على سؤالي عن ماهية الحضارة وما هية المدنية وموقع السودان من كليهما لأنني لا أعتقد أن اتهامه كان سيصمد كثيرا بعد تحديد المعاني ولكن حسنا فعلت باختصارك المشوار ..
الأخ أسامة .. يبدو أن ديدنك سيظل هو المغالطة التي لا تنفذ للجوهر .. انظر مثلا اتهامك لقراءة الأخ عجب الفيا بأنها "قراءة قاموسية" وفي نفس الوقت عبت على عدم الحديث عن "مدلول بعض الكلمات" فماذا تبغى اذا بتجاوزك شرح الكلمة ومدلول استعمالها .. هذا بالرغم من أنني شرحت لك محتوى الكتاب الذي استخرجت أنت منه هذه الكلمة وأعطيتك شيئا من سيرة الأستاذ ومواقفه ورأيه في الشعب السوداني فلم تعبأ بكل ذلك .. فأنت تريدناأن نسلم ونذعن لفرضيتك القائمة على أن الأستاذ محمود كان "محكوما بالخطاب الكولونيالي" .. هكذا بلا أدلة من سيرة ومواقف الأستاذ وبلا شرح للكلمة التي اقتبستها من كتابه وزججت بها زجا في فرضيتك المعوجة .. ثم أنك لم تحاول رؤية وجه الصحة في استعمالها حتى بعد شرحها .. وما ذاك الا لأنك مبيت النية على دمغ الأستاذ بتهمة إهانة الشعب السوداني ولومه على عدم تأسفه على ذلك!! فهل شاهد الناس لغطا مثل هذا ؟؟
أرجو أن تعود وتنفذ الى جوهر الموضوع - موضوع فكر ومواقف الأستاذ محمود من الأستعمار ومن الشعب السوداني
عمر

Post: #11
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: TahaElham
Date: 05-14-2004, 09:10 AM
Parent: #1

ليس ردا علي سؤال الاستاذ بكري الجاك لان السؤال موجه. عندما يطلق النقاد كلمة خطاب فهم يعنون الاتجاه العام للجهد الثقافي في مرحلة مايعني ما كتب من اشعار و مسرح وسينماالخ من الاجناس الادبيةبالاضافة الي الفكر السياسي و الفلسفي و الرؤي الدينية . الاتجاه العام عند النظر الي المنطلقات و الثوابت البدهية التي تشكل خلفية الكتاب(من يكتبون). لدراسة مرحلة ما يقوم النقاد بحملات قراءة واسعة تبحث عن الثوابت و المنطلقات او القوسم المشتركة مع وضع التميزات الدقيقة بين الكتاب المتجايلين و نصوصهم في الاعتبار.
كتابات الكشاف الجغرافيين او السواح الاوائل المنطلقين من الغرب الناهض صناعيا او الطامع اقتصاديا كانت هي البهار الذي الهب شهية المستعمرين !!!!!
و جاءت الكتابات التي بررت و روجت للاستعمار من مختلف المنطلقات الخغرافية و الاثنية لتقول في مجملهاان الاستعمار ضرورة لاحداث التقدم في تلك المستعمرات و للكلمة دلالاتها ايضا لماذا لم يكتب المترجم كلمة محتل و غازي بدلا من مسثعمر. اتجهت بعض الكتابات لتبرير الحالة الاقتصادية الاجتماعية في ما كان يعرف بالمستعمرات
و استخدموا عبارات رابطة لانعدام النمو بالمعيار الاحتلالي عبارات دالة علي الجنس. السود بدائيون و دياناتهم بدائية و الصفر جائعون الخ
طه

Post: #12
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Anwar Elhaj
Date: 05-14-2004, 09:36 AM
Parent: #1

الأخ أسامة الخواض وبقية الأخوة المتداخلين
أنه حقآ لموضوع شيق ربما ساعدنا فى التحول من مناقشة ظاهر المعانى الى مدلولات مفرداتها.
أقول أن كلمة بدائية (محور النقاش) هى أداة وصفية فيها مرونة غير محددة بأطر لتشكيلات اجتماعية، أقتصادية و ساسية لأى مجموعات بشرية بعينها. أستعملت هذه الكمة أساسآ فى الخظاب الأكاديمى الأنثروبيولجى الكلونيالى و الكلونيالى الجديد الغربى للتأسيس لل
Western Paradigm
لدراسة وفهم المستعمرات وأستعمالها أيضآ لتبرير دخول التبشير المسيحى لقود المستعمرات للتحضر بالمفهوم الغربى. من الناحية الأبستمولوجية فان الكلمة فيها حكم قيمى أستعلائى عند أستعمالها لوصف أى تجمعات كانت، سواء داخل السودان أو على أى بقعة من بقاع الأرض و بغض النظر ان كان المستعمل الأستاذ محمود محمد طه أو أيفنز بردشارد الأنثربلوجى السودانى المعروف ( أعنى
Sudanist not Sudanese)
و أعتقد أن هذا ماعناه الأخ أسامة تحديدآ .
ولفهم مدلولات كلمة بدائية عندما تعاطاها الأستاذ محمود لتوصيف حالة بذاتها، يكون من اللازم علينا أن نعى فهمه لكلمتى حضارة ومدنية، لأننى أعتقد أن هناك رباط قائم لا ينفصل بين هذه المفردات الثلاث. و الحضاره عنده هى المنتوج الثقافى لأى تجعات بشريه كاللغه مثلآ كأحد مكونات الثقافة. والمدنية عنده هى المنوجات المادية التى تساعد الناس فى تسهيل وتسيير حياتهم اليومية كالطرق و المبانى و وسائل الأتصال. وأكاد أجزم أن الأستاذ حينما وصف الأقاليم بالبدائية كان يقصد المدنية وليس الحضارة كما أردت أن تقول بذلك. فالمقصود عنده التعليم، بناء المدارس، التوعيه السياسية، أدراك الناس لحقوقهم النقابية و مشاركتهم فى جميع القرارات التى تهم حياتهم ولعمرى أن الأقاليم بدائية فى ذلك حتى اليوم، وليس المقصود أن يتركوا دينهم و عقائدهم و عاداتهم و تقايدهم.
و بناءآ على ما أورت آنفآ، فأننى لا أرى أن أستعمال كلمة بدائية عند توصيف الأستاذ محمود للحالة المدنية للأقاليم فيها ما يعيبها أو يلصق بها أى حكم قيمى استعلائى من جانبه.


أنور م أ الحاج
فرجينيا

Post: #13
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-14-2004, 09:43 AM
Parent: #1

شكرا للأخ أسامة على البوست.. وأنا متابع بكثير من الاستمتاع لكل المداخلات.. .. فوقتي لا يسمح بالمشاركة الآن ولكني حتما سأعود..
وتوقيت أفريقيا دي جميلة يا بكري.. كيف حالك يا أخي الحبيب؟؟ أدونا معاكم شوية حر.. نحن الآن في مايو ويرفض الدفء أن يبدأ..

Post: #14
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Agab Alfaya
Date: 05-14-2004, 10:18 AM
Parent: #1

يقول اسامة:
Quote: لان من يكره المنهج لايمكن ان يبدع فيه

كما انك تشترك في بوستنا في انك تجهل مفهوم البدائي النبيل

لانك تقراه قراءة قاموسية

يقصد اسامة انني اكره المنهج البنيوي،
طبعا هو يستنتج ذلك من قراءتي النقدية لفهمه هو للمنهج البنيوي
فاي نقد بالنسبة لاسامة هو عداء وكراهية، وهذه هي طبيعة العقل غير الجدلي ،العقل الايديلوجي الدوغمائي. انا طالبت بالحرف الواحد ان نتعامل مع المنهج البنيوي تعامل جدلي وليس تعامل ايديلوجي عقائدي،
ولا زالت كلماتي موجودة لمن اراد مراجعتها،
ومن هذا المنطلق اتعامل مع منجزات المنهج البنيوي وقف هذا المنظور
الجدلي وبالتالي لا افهم ان يقول احد انه تخلي عن المنهج البنيوي الا اذا كان يعتنقه كايدلوجيا وهذا بالظبط هو ماخذي علي البنيويين عندنا ،
وما اعلان اسامة بانه تخلي عن هذا المنهج سوي دليل علي انه كان يعتنق البنيوية كمذهب ايديلوجي وليس كادة تحليل
او منهج اجرائي في القراءة.

اما عن البدائي النبيل فقد تحدتث عنه ما فيه الكفاية في بوست الافروعربية ،وتحدثت عن جذوره عند ماركس وجان جاك روسو ،ولكنك لم تواجه ما قلته يا اسامة وتهربت من النقاش بلا سبب،وها انت تعود لنفس
الاسطوانة ،لان الخطاب الكولونيالي مغبش عليك الرؤية وما قادر تتخلص من سلطته .

ونواصل

Post: #16
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Bakry Eljack
Date: 05-14-2004, 12:05 PM
Parent: #14

الاخ الدكتور ياسر الشريف:

كيفك يا صديقى, اشتاقك ايضا, افتقدت مشاركاتك القصيرة الناجعة, بالفعل التوقيت الافريقى فى مجمله صيفى الا بعض المدن المرتفعة نسبيا, واهو لو بتتحملو تكاليف الشحن انا عندي ملايين الاطنان من السخانة و اشعة الشمس.

لكن يا ياسر انا من ما قمت بسمع بالربيع والتفاح فى المدرسة, ولمن سافرت على الهلال الخصيب , اخوك بياكل تفاح ثلاثة يوم على التوالى لمن دخل فى غيبوبة تفاحية, هس اليومين ديل عندي جن اسمو الربيع , نفس اشوفو كيف ما ترسل لينا شوية ربيع يخففو عننا الحر ده ياخى


الاخ طه جعفر

شكرا على المقاربة التى اعطتنى فكرة اوليه عن مضمون الخطاب الانثربولوجى الكولونيالى, وان كنت فى انتظار تعليق اسامة لاننى اعتقد ان هذا المجال نافذة لقول الكثير,


بكري الجاك

Post: #15
Title: Re:مفهوم البدائية النبيلة بين ماركس ومحمود محمد طه
Author: Agab Alfaya
Date: 05-14-2004, 11:29 AM
Parent: #1

كما سبق القول في بوست الافروعربية ان البدائية ليست وصفا استعماريا استعلائيا كما يحاول اسامة الخواض الايهام بذلك ،وانما هي مصطلح في علم الاجتماع والدراسات المتعلقة،

وقد استخدمت الادبيات الماركسية هذا المصطلح،اعني الاصول تحديدا - كتابات ماركس وانجلز- اخشي ان يرد علي اسامة بانه لم يعد في هذا المربع،
الشيوعية البدائية عند ماركس هي النموذج الاول للاشتراكية في طورها الشيوعي،
فالمجتمع عند ماركس ،بدأ شيوعيا ثم تحول الي ملكية فردية ثم الي اقطاعي ثم الي راسمالي وسيعود الي الشيوعية كما بدا او ما يسميه ماركس event of Eden او تحقيق جنة الارض!
كانما تطور المجتمع عند ماركس يسير في خط شبه دائري ،فهو بدا بالشيوعية البدائية ويتنهي بالشيوعية العلمية حسب مفهوم ماركس،
البدائية/ الجنة هي البداية وهي النهاية!

وهذا ما يصفه الاستاذ محمود بقوله :"البداية تشبه النهاية ولا تشبهها"
عنده ايضا ان التطور يسير في خط لولبي او حلزوني، يعني شبه دائري،
بدا تاريخ الانسان في الجنة وسينتهي الي الجنة،حيث الشيوعية في قمتها!!

لذا يمكن القول ان البدائية في معناها القريب هي ما توحي به معطيات التقدم التكنولوجي ،
اما في معناها البعيد هي الغاية من التقدم البشري،حسب تصور كل من ماركس والاستاذ محمود، لانها تجسيد لاصل الوجود الانساني ،حيث البراءة الاولي !!
ومن هنا كانت دعوة جان جاك روسو بهجر المجتمع المدني والعودة الي الطبيعة وكانت بدايات الرومانسية،وهل الرومانسية سوي الحلم بتحقيق تلك البراءة الاولي ؟!

Post: #17
Title: خطاب من الأستاذ محمود
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-14-2004, 03:35 PM
Parent: #1

في أواخر أيام سجن الأستاذ محمود كان قد طلب من الجمهوريين بسجن كوبر أن يكتبوا عن الدستور، وكانت تصله كتاباتهم، وكان قبلها بقليل قد بدأ بكتابة مقدمة أو "ديباجة" لكتاب "أسس دستور السودان" الذي تكرم الأخ أسامة بإيراد بعض عبارات الأستاذ فيه وعلق عليها، وتكرم الأخ عمر عبد الله بإيراد بعض فقراته مع الإشارة لوصلة الكتاب في موقع الفكرة.. هذه الديباجة التي كتبها الأستاذ في أكتوبر عام 1984 موجودة في منبر موقع الفكرة، وفيها كثير من التوضيح لما جاء في الكتاب الأصلي.. وقد كانت قيد المراجعة المتسمرة من طرف الأستاذ، وقد نشرت بعد التنفيذ كما تركها الأستاذ بآخر شكل..

فيما يلي خطاب من الأستاذ محمود لأبنائه بسجن كوبر يعلق فيه على مسألة وردت في كتاباتهم، وفي هذه الرسالة سوف نلاحظ أن فكر الأستاذ محمود كان فكرا "ثابتا" بمعنى أصيلا، ولكنه كان أيضا فكرا "ديناميكيا" بمعنى مقدرته على التعبير عن نفسه بطريقة أحسن كل مرة، فإلى الخطاب:


أبنائي المحبوبين سعيد، وجلال، وإخوانهما في القسمين..
لكم جميعاً تحيتي وإعزازي وعظيم محبتي..
تصلني أعمالكم فتسرني كثيرا.. عملكم في الدستور عظيم.. بيد أن ديباجة 1955 م حيث يجيء القول: "المشاكل الراهنة لأي بلد من البلاد، هي، في حقيقتها، صورة لمشاكل الجنس برمته، وهي، في أسها مشكلة السلام على هذا الكوكب الذي نعيش فيه إلخ إلخ" تحتاج إلى تفصيل، وإلا فإنها تكون أشبه بالإنشاء، منها بالكلام ذي المحتوى العلمي المفصل.. إن المشكلة التي أعجزت الفلسفات الاجتماعيات، في الماضي، والحاضر، إنما هي مشكلة علاقة الفرد بالمجتمع، وعلاقة الفرد بالكون، وذلك بأن الفرد إذا لم يتحرر من الخوف الذي رسبه في صدره الجهل بهاتين العلاقتين، فلن يكون في سلام، لا مع نفسه، ولا مع الآخرين.. ونحن بصدد كتابة الدستور الإسلامي ـ الإنساني ـ وهاتان العلاقتان عتيدتان في القرآن.. وليس لهما وجود في غيره، ولذلك فإن علينا استخراجهما وتفصيلهما للبشرية.. هذه محاولة أرسلها لكم لتدارسوها وتفيدوني برأيكم من صفحة 1 إلى صفحة 26، وهناك بقية سأواليكم بها إن شاء الله.

حفظكم الله وحفظ عليكم
والدكم محمود
8/12/1984



انتهى.. والمحاولة التي أشار إليها الأستاذ محمود هي الديباجة الموجودة في هذه الوصلة:
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=19
وسوف أعود لمحاولة التعليق على كتابة الأخ الكريم أسامة..

ياسر


Post: #18
Title: نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-14-2004, 03:47 PM
Parent: #1

لقد نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر، لقيمة البوست وقيمة النقاش الذي جاء فيه..
http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3932#3932

Post: #19
Title: Re: نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر
Author: Abureesh
Date: 05-14-2004, 06:13 PM
Parent: #18

قـرأت نقـد ومعارضـة كثيـرة للفكـر الجمهـورى، ولكنى وللحقيقـة، لم أرى أحـدا يتهـم الأستاذ محمـود بالإستعلاء والتكبـر!
فالأستاذ محمـود لم تكن لـه سيــارة خاصـة حتى يوم إغتيالـه، إلا فى فتـرة عملـه فى المشــاريـع كمهنـدس، فلما ترك العمل الهندسـى وإستقـر فى مدينـة المهـديـة فى الستينـات، أهـدى تلك السيارة اللندروفـر لإبن أختـه، أحمـد البـدوى، ومنـذ ذلك الوقت إستعمل المواصلات العامـة كبقيـة الشعب.. بل كان يسـافـر على الدرجـة الرابعـة فى القطارات حتى الغيت، فصـار يســافـر على الثالثـة.. وكان يسكن منزل جالوص من غرفتين فقـط فى الحارة الأولى المهـديـة..
كان معظـم الوجبات يأكل الفضلـة.. ينـزل إلى الصينيـة فى (الدفعـة) الثانيـة أو الثالثـة، حسب عـدد الضيـوف! ويلملم الكســرة ثم يعيـدهـا فى صحن الويكـة بدون لحمـة، ويضيف عليهـا الماء والملـح.. وكان يمسك الأبريق ويغسـل لنا أيدينـا بعـد الأكل، ويصب لنا القهـوة بنفســه.
فإذا كان هـذا سـلوكـه، وهـذه حياتـه اليوميـة العاديـة، التى لا تكلف أو ريـاء فيهـا، فكيف يتهـم بأنـه مستعلى على الناس.

يستطيــع الشخص أن ينافق فى الكلام بأنـه متواضــع، فى حين أنـه يسكن فى القصــور ويعيش البذخ. ولكن قل لى بربك، كيف (ينافق) إنسـان بأنـه مستعلى ومتكبـر، فى حين أنـه يعيش متواضعـا وفقيـرا بإختيـاره؟

الشعب الســودانى فيـه البـدائيـة حتى الأن، بكل معانيهـا الإجتماعيـة (ولا أقول السـوسـيولوجيــة!!).. ومشكلـة هـذا المفهـوم هى أن الإستعماريـون أرادوا أن يستغلـوا واقعنا البـدائى ليبرروا أستمرارهـم فى إستعمارنا.. وهـذا ما عارضـه الأستاذ محمــود ووظف لـه كل مناسبـة، بما فيهـا مناسبـة خفاض بنت رفاعــة.
أما ما قالـه الأستـاذ محمـود من أن الشـعب الســودانى شعب عملاق يتقـدمـه أقـزام، فقـد إستعمل فى هـذه العبارة كل أدوات البلاغـة للتشبيــه.. وكانت المقارنـة بزعمائـه الطائفيين، وأن الشعب دائمـا أذكى منهـم وأطهـر وأعـف، وذو قيـم أكبـر، ولكن هـؤلاء القادة، لم يقوموا بتعليمـه.. والتعليـم هـو الوسيـلة الوحيـدة الفعالـة لتوظيف الذكاء. ولذلك قال فى مناسبـة أخــرى:
"الشعب الســودانى لا تنقصــه الأصـالـة، وإنما تنقصـه المعلـومات الوافيــة، وقـد تضـافـرت شتـى العـوامل لتحجبـه عنهــا"


الخواض يقول:
"هذا البوست يتعلق بما اشرنا اليه مرات عديدة حول اثر الخطاب
الانثروبولوجيا ا لكولونيالي على الفكر المحمودي."

أعتقـد إنك تقصــد بالكولونيالي "الإستعمارى"، لكن ما عرفت معنى "الانثروبولوجيا"
بالعـربيـة، ويبـدو أنهـا ما عنـدهـا مقابل بالعـربيـة..
زمان فى عهـد النبلاء فى المانيا، الطبقات العليـا كانت بتتكلم الفـرنسيـة، عشــان يقولـوا عليهـم مثقفين! (نوع من الإستعلاء، أو التعويض بالكلمات عن التفكيـر الدقيق والوصـول إلى المعانى)

Post: #22
Title: Re: نقلت وصلة البوست إلى منبر الفكرة الحر
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 05-15-2004, 00:04 AM
Parent: #19

أورد الأخ أسامة الخواض بعضا مما سبق أن قلته له في بوست "الأفروعروبية"، فقال:

Quote: ثم قام الدكتور النور حمد بالتعليق الاتي:

أرجو أن تفرد بوستا منفصلا توضح لنا فيه الدعائم التي بنيت عليها أنت إشارتك للأستاذ محمود محمد طه. فإن ما أشرت إليه، لا تفيد في تأسيسه، إلا الدراسة الممنهجة، الموثقة، الممحصة، المتأنية، المدعومة بالإثباتات من نصوص الأستاذ محمود محمد طه، ومن نصوص غيره، مما يمكن أن يعينك علي موضعة فكر الأستاذ محمود، في الناحية التي أشرت إليها.


ومع ذلك، فإلأخ أسامة الخواض، لم يفعل، فيما أرى، شيئا أكثر من مجرد فتح بوست جديد!! أما بقية ما ذكرته له، من ضرورة الدراسة الممنهجة، الموثقة، الممحصة، المتأنية، فلا أرى أن الأخ اسامة قد بشيء من ذلك، على الإطلاق! والنصوص الثلاثة، القصيرة، التي تفضل الأخ أسامة بإيرادها من كتاب أسس دستور السودان، الذي كتبه الأستاذ محمود محمد طه عام 1954، لا تدعم من قريب ولا من بعيد، ما ذهب إليه. وقد جرت تلك النصوص، كما يلي:

Quote: يجب أن نعلم أنه مهما كان شعبنا السوداني متأخرا في بعض جهات البلاد، فانه ليس لدينا سبيل لتربيته إلا باعطائه فرصة التجربة كاملة، حتي يتعلم بالممارسة المباشرة لادارة شؤونه، فيجب أن نعترف له بكامل حقه في الرقابة علي أعمال الحكام والنواب


Quote: إن هذه الحقوق قد تبدو كثيرة علي شعب بدائي كالشعب السوداني، وخاصة في أقاليمه، ولكن ليس هناك علي الإطلاق سبيل صحيح لترقية أي شعب الا بوضعه أمام مشاكله واعطائه الفرصة ليتعلم من أخطائه، علي أن تنظم جميع أجهزة الحكومة بشكل يعينه في هذا الاتجاه، فالمشرع، والقاضي، والاداري والبوليس، جميعهم يجب أن يعملوا في العلن..


Quote: هذا، وهناك حق، كثيرا ما أريد به باطل، وهو أن الشعب البدائي يحتاج الي تربية قبل أن يستحق ممارسة السيادة، وهذا تسويغ للحكم المطلق، ووجه الحق أن الشعوب تحتاج الي تربية، بيد أن الحكم المطلق لا يربيها تربية الأحرار، وإنما يربيها تربية العبيد، وهو بذلك لا يعدها للديمقراطية، وانما يعدها للاذعان والانقياد، ونحب أن ننبه الي الخطر الماحق المترتب علي هذا الاتجاه، ونحب أيضا أن نؤكد أنه ليس هناك طريق لتربية أي شعب تربية حرة الا بوضعه أمام مشاكله، ومحاولة أعانته علي تفهمها، والتفطن الي طرائق حلها بنفسه، حتي يطرد تقدمه الي تحقيق الديمقراطية المباشرة.


وأول ما أحب الإشارة إليه في شأن هذه النصوص، أنها كتبت في مواجهة ما كان يعتقده غالبية السياسيين السودانيين، من أن دعوة الحزب الجمهوري، إلى إقامة جمهورية سودانية ـ وقد كانت الدعوة الوحيدة من نوعها، وقتها ـ دعوة سابقة لوقتها، وغير عملية. فجماعة الأشقاء، كما هو معروف، قد كانت تدعو للوحدة مع مصر تحت التاج المصري، في حين كان جماعة الأمة يرفعون شعار "السودان للسودانيين" ليقيموا حكما ملكيا، يكون تاجه على رأس السيد عبد الرحمن، تحت الرعاية البريطانية. وقد كانت دفوع كل من جماعة الأشقاء، وجماعة حزب الأمة أن السودانيين شعب بدائي، وليسوا في مستوى النظام الجمهوري. ولذلك، فإن الذين يدعون لـ "جمهورية سودانية"، ليسوا سوى مجرد مثاليين، حالمين.

معرفة المناخ السياسي الذي كتبت فيه هذه النصوص، وهي السنوات القليلة، التي سبقت نيل الإستقلال، إضافة إلى معرفة نوع الحجج التي كانت تساق، وقتها، من جانب الأشقاء، وحزب الأمة، من أجل استبعاد الخيار الجمهوري، وأقامة نظام ملكي، أو شبه ملكي، في السودان، تمثل في مجموعها، أمورا ضرورية جدا، لابد من أستصحابهما، عند مقاربة هذه النصوص.

في كتابه "أسس دستور السودان"، الذي خرج في النصف الأول من الخمسينات، وقبل خروج الإنجليز، بسنتين، دعا الأستاذ محمود إلى إقامة جمهورية، سودانية، ديمقراطية فيدرالية. والنصوص التي أوردها الأخ اسامة، فصدت إلى تفنيد حجج "بدائية" الشعب السوداني، التي كانت مرفوعة، من جانب النخب المتعلمة في حزبي الأمة والأشقاء، في وجه الجمهوريين، الذي كانوا يدعون لكي يصبح السودان جمهورية، يمارس شعبها نظاما ديمقراطيا تعدديا. وكل الحجج التي ساقها الأستاذ محمود في النصوص التي أوردها، الأخ اسامة الخواض، تؤكد على ضرورة أعطاء الشعب حق الممارسة، ليتعلم منها بالتجربة العملية. وألا يكون هناك وصي عليه، يخبره بقدوم اللحظة، وتحقق الشروط التي بها يستحق إقامة نظام جمهوري. فالأستاذ محمود كان يرى أن يوضع الشعب أمام مشاكله، رغم حالة التخلف، التي تحيط به، ليتعلم بالممارسة.

نعم، لا أجادل في أن الأستاذ محمود قد تبني وصف الشعب السوداني بالبدائية من سياق ردوده على ما كان يروج له خصومه السياسيون وقتها. غير أن ذلك التبني، لم يكن تبنيا استعلائيا، كما حاول أن يشير الأخ اسامة، وإنما تبني لحقيقة واقعية، وهي أن البلاد بلاد متخلفة، في عموم حالها. وهي بلاد، كلما بعد فيها الإقليم عن المركز، كلما كان حظه من التخلف أكثر. والتخلف المعني هنا، هو ضعف الأخذ بأساليب الحداثة، في الإقتصاد، وفي البنيات التحتية، وفي الخدمات، بكل اشكالها، وعلى رأس الخدمات، التعليم، وأهم ما في التعليم، معرفة مجرد القراءة والكتابة. ولا ينتظر، بطبيعة الحال، أن يمارس شعب، تبلغ فيه نسبة الأمية تسعين في المائة، النهج الديمقراطي، بشكل فعال. ولذلك فإن وصف الشعب بـ "التخلف"، و"البدائية" ليس وصفا استعلائيا، متأثرا بالخطاب الكولونيالي، كما يزعم الأخ أسامة الخواض، وإنما هو وصف لواقع متخلف فعلا. وهذا ما من أجله قال الأستاذ، لخصومه في حزبي الأشقاء، والأمة، أن وصف الشعب السوداني بالتخلف، كلمة حق أريد بها باطل. وحقيقة الأمر، أن واقع الحياة في السودان، وخاصة أريافه البعيدة، لا يزال واقعا متخلفا عن نبض العصر، حتى بعد مرور خمسين عام على صدور كتاب "أسس دستور السودان"!!

فهل القول أن أقاليم السودان قد كانت ـ ولا تزال ـ بقاع متخلفة مقارنة بمركزه، قول منكر؟ ولو كان قولا منكرا، فلماذا إذن، هذه الحرب الدائرة في كل بقاع السودان الآن؟ والتي هي، فبي بعض صورها، بعمر الإستقلال، إلا قليلا؟ ولماذا الحديث عن مظالم المناطق المهمشة. ثم لماذا كانت هذه الهجرة الماساوية، التي طوقت خواصر المدن، بمدن الصفيح، والكرتون، التي تنعدم فيها أبسط الخدمات، وأبسط صور العيش الكريم. ألم تكن تلك الأقاليم طاردة لبنيها، بسبب تخلف أساليب العيش فيها؟ لم يقل الأستاذ محمود، ولا غيره، فيما أعلم، أن التخلف، في حياة الأقاليم، ناتج بسبب صفات جينية مشرجة في سكان الأقاليم، تمنعهم من التقدم. وإنما التخلف حالة ناتجة عن ملابسات تاريخية، عمقتها كثير من الممارسات السياسية الخاطئة.

تبنينا نحن، مثقفي العالم الثالث، لصرعات ما بعد الحداثة، ومحاولة محو المقابلات من شاكلة متخلف، ومتقدم، لن تفيدنا في النهوض بأحوالنا. بل بالعكس، فإن تبنينا لخطاب بعض تيارات ما بعد الحداثة، العامدة إلى تحطيم التراتبية hierarchy ، وتفكيكها، وتبطيح الأشياء فوق بساط أفقي، حتى تصبح بلا رأس، ولا قعر، يخلط الأمور، خلطا ذريعا، ويعشي عن الرؤية، ويجعل الأشياء كلها سواء. ويصعب، من ثم، التمييز، بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين الأمام والخلف، وبين التقدم والتأخر. وهذا في تقديري، هو تنبي الخطاب الكولونيالي في أبهى صوره. أعني الخطاب الكولونيالي، أو قل النيوكلونيالي، المندس في أقنعة "إنسانوية" جديدة، وصرعات خرج بها علينا منظرو ما بعد الحداثة، وتكنوقراط الرأسمال، من مسوقي العولمة بمعنى تكريس الهيمنة الرأسمالية. في هذه الأقنعة يظهر بعض مفكري ما بعد الحداثة، الإشفاق على وصفنا بالبدائية، والتخلف، في حين أن ما يقومون بعمله كل يوم، هو الذي يجعل البدائية والتخلف، هما مصيرنا الذي لا فكاك لنا منه. نحن نموت كل يوم، وبمئات الآلاف، بسبب جشع الرأسمال الغربي، وعدم اكتراثه بحيواتنا، وبمصيرنا كبشر. فماذا يضرنا إن جرى وصفنا بالبدائية، منهم أو من غيرهم؟؟!!ا وسأعود إلى لمس هذه النقطة لاحقا.

أما النقطة الثانية، فهي نقطة قد كان للأستاذ عبد المنعم عجب الفيا، فضل السبق إليهاز وتتخلص في أن الأستاذ محمود قد فرق بين "الحضارة" و"المدنية". وأعتقد أن تفريق الأستاذ محمود محمد طه، بين الحضارة والمدنية، من أكثر ما يميز فكرته، وهو يرسم معالم المدنية الجديدة التي حلم بها. وأحب أن أرود ما ورد على قلم الأستاذ محمود محمد طه، في أمر هذا التفريق، في كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام"، الذي صدرت طبعته الأولى، في عام 1967:

Quote: المدنية غير الحضارة، وهما لا يختلفان اختلاف نوع، وإنما يختلفان اختلاف مقدار .. فالمدنية هي قمة الهرم الاجتماعي والحضارة قاعدته.

ويمكن تعريف المدنية بأنها المقدرة على التمييز بين قيم الأشياء، والتزام هذه القيم في السلوك اليومي، فالرجل المتمدن لا تلتبس عليه الوسائل مع الغاية، ولا هو يضحي بالغاية في سبيل الوسيلة. فهو ذو قيم وذو خلق

ويمضي الأستاذ محمود قائلا:

Quote: على هذا الفهم الدقيق، فإن المدنية الغربية الحاضرة ليست مدنية، وإنما هي حضارة، وهي ليست مدنية لأن موازين القيم فيها قد اختلت، فتقدمت الوسيلة وتأخرت الغاية. ولقد ورد في "رسالة الصلاة" قولنا ((إن المدنية الغربية الآلية الحاضرة عملة ذات وجهين: وجه حسن مشرق الحسن، ووجه دميم .. فأما وجهها الحسن فهو اقتدارها في ميدان الكشوف العلمية، حيث أخذت تطوع القوى المادية لإخصاب الحياة البشرية، وتستخدم الآلة لعون الإنسان: وأما وجهها الدميم، فهو عجزها عن السعي الرشيد إلى تحقيق السلام، وقد جعلها هذا العجز تعمل للحرب، وتنفق على وسايل الدمار أضعاف ما تعمل للسلام، وأضعاف ما تنفق على مرافق التعمير.

فالوجه الدميم من المدنية الغربية الآلية الحاضرة هو فكرتها الاجتماعية، وقصور هذه الفكرة عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة .. حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، وفي الحق إن العجز عن التوفيق بين هاتين الحاجتين: حاجة الفرد، وحاجة الجماعة ظل آفة التفكير الاجتماعي في جميع عصور الفكر البشري.

وهذا التوفيق هو، إلى اليوم، القمة التي بالقياس إليها يظهر العجز الفاضح، في فلسفة الفلاسفة، وفكر المفكرين، ويمكن القول بأن فضيلة الإسلام لا تظهر، بصورة يقصر عنها تطاول كل متطاول، إلا حين ترتفع المقارنة بينه وبين المذاهب الأخرى إلى هذه القمة الشماء.)).. هذا ما قلناه في "رسالة الصلاة" يومئذ، ونقول اليوم إن من آيات اختلال موازين القيم في هذه المدنية الغربية المادية، أن الشيوعية الروسية أعطت اعتبارا للمجتمع، وهو وسيلة، فوق ما أعطت للفرد، وهو غاية. وأن الاشتراكية فيها تقوم على حساب الحرية الجماعية، وعلى حساب الحرية الفردية، وليست الرأسمالية في الغرب بأحسن حالا، في هذا الباب، من الشيوعية الروسية


فالأستاذ محمود يرى الشعب السوداني شعبا متمدنا، وهو عملاق، بهذا المعنى "التَّمَدْيُنِي". غير أن ذلك، لا ينفي تخلفه "حضاريا". والتخلف الحضاري كما أشار، الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا، يعني ممارسة أنماط الإقتصاد البسيطة، كما يعني تبعا لذلك، ضعف البنيات الأساسية، وقلة استخدام التقنية، وضعف الخدمات. وللتخلف انعاكاساته العملية، الواقعية، التي تتجسد، على سبيل المثال، لا الحصر، في الأمية، وفي البطالة، وفي انعدام كافة صور الخدمات، وفي ما يتبع ذلك من تفشي الأمراض، ومن تدني في معدلات الأعمار. ولو كانت هناك أمة تقف على النقيض من كل هذه الصور من العجز، فهي أمة متقدمة حضاريا. ولابد من قيام المقابلة بين نقيضين حتى يصبح في وسعنا أن نفهم الأمور فهما يعيننا على النهضة. ولا تكون الحركة ـ أي حركة ـ إلا بين طرفين!! وقد قيل قديما: ((وبضدها تتميز الأشياء)).

المفكر الجاد، هو الذي يسمي الأشياء بأسمائها. بل هو الذي لا يحفل كثيرا بالصرعات، من شاكلة، "أن تكون صحيحا سياسيا". أي أن تقول ما يرضي ما جرى التواضع عليه سياسيا، لا أن تقول الحقيقة!! وصرعة أن تقول ما يرضي المتفق عليه سياسيا، ولا تقول حقيقة ما تعتقد، ظاهرة شائعة في الولايات المتحدة، وهي ما يسميه الأمريكيون: political correctness . وأخشى أن يكون الأخ أسامة قد اشترى بعضا من بضاعة مروجي صرعات الـ political correctness

التقدم، والتخلف حقائق قائمة، وهي حقائق أوضح من أن نقيم عليها البراهين. وقديما قيل: ((وليس يصح في الأذهان شيءٌ، إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ!)). فأكثر من تسعين في المائة من مراحيض عاصمة بلادنا، لا تزال حفرا تغص فوهاتها بالذباب. فهل تقف عاصمتنا، بهذا المعنى، ندا للعواصم، أو الأقطار التي خلفت هذه الأوضاع الصحية البائسة، قبل قرون؟ والغريب أن الأخ أسامة يؤكد، دوما، على التراكم المعرفي! فهل التراكم المعرفي حصر على الشعر، والنقد، والفلسفة، وحدها، أم هو شيء يمكن أن يشمل أساليب العيش، واساليب إدارة الحياة، وتحسين شروط العيش، مما يجسده مبلغ قدرة الجماعة البشرية، المعينة، على ترويض البيئة، واستئناسها، والتحصن ضد غوائلها، وكوارثها، واوبئتها المختلفة. عجزنا في كل هذه المناحي يضعنا، من الناحية الحضارية، في أسفل السلم، رضينا أم أبينا.

ولقد يحلو لي هنا، أن أحاجج بأن ما سمي بتفكيك الخطاب الكولونيالي، وما روجت له، بعض تيارات ما بعد الحداثة، لا يمثل في حقيقة الأمر، سوى حيلة غربية، جديدة، للخروج من عقدة الذنب، الغربية، نتيجة للنهب الكولونيالي لشعوب القارات الأخرى، والعمل الدؤوب للإبقاء على تلك الشعوب، في داخل الحلقة الجهنمية، التي صنعها الرأسمال الغربي. أعني تلك الحلقة الجهنمية، التي تفننت في صنعها البيوت والمؤسسات المالية الغربية، والتي جعلت من المستحيل على شعوب العالم الثالث، إحداث أي نهضة كانت. فكأنهم يريدون أن يقولوا لنا بهذه البدعة الجديدة: أنتم لستم متخلفين، ويجب ألا تقارنوا أنفسكم بالفضاء الغربي! فلكل ثقافة وضعها الخاص بها، ولا سبب لكي تقارنوا، بين أنفسكم، وبيننا، لكي تخلصوا إلى أحكام من شاكلة: هذا متقدم، وهذا متخلف!! فمتقدم ومتخلف لا وجود لها، في حقيقة الأمر!! يريدون أنم يقولوا لنا أن موت الأيفاع، وتفشي أمراض البيئات المتخلفة صحيا، من شاكلة الدوسنطاريا، والتفويد، والغارديا، والبلهارسيا، والملاريا، والسل، وسوء التغذية، إضافة إلى انعدام أنظمة، المياه النظيفة، الجارية، في المنازل، وانعدام الكهرباء، وكل أنواع الخدمات لا تجعل منكم قوما متخلفين، أبدا. وما ذا نفيد من وصفنا بالتقدم، إن كنا نموت كل يوم، بسبب أمراض تمكن الناس من قهرها الناس في البلدان الأخرى، وأصبحت في ذمة التاريخ؟ أخشى أن نكون قد استبطنا الرسالة الرأسمالية الغربية، النيوكولونيالية، لنا، التي ما عدمت في يوم من الأيام، من حجة تلقنها لمثقفينا، فيتلهون بها، في حين يزداد الغربيون غنى، ونزداد نحن فقرا، وموتا!

تنهبنا المؤسسات المالية الغربية كل صبح جديد. وتسبب كل صبح جديد، في موت الأطفال، وفي موت الكبار، في حروب بلا مبرر، وتتسبب في موجات من النزوح الجماعي، لم تعرفها القارة في كل تاريخها، وفي بلاوي أخرى، يخطئها العد. ثم تجيئنا نخبهم الأكاديمية، الباحثة، بكل طريف، وجديد ومبتكر، من شاكلة، "كل ثقافة قائمة بذاتها"، و"لا مقارنة بين ثقافة وأخرى"، و"ليس هناك تقدم، أو تأخر". وان وصف مكان ما، وشعب ما بالتأخر، أمر ينطوي على استعلاء. نشترى نحن هذه الأمور، وندخل في دوامة من الجدل البيزنطي حولها. أما هم، فيتمتعون بكل أفانين الحياة الحديثة، ويبقون في بحبوحات الطلاوة، والدعة، والرفاهية، والأمن، مما جميعه. وحين يصابون بالملل، مما هم فيه، يأتون إلينا بعد أن تصرعهم نبوات النوستالجيا، والرومانسية، لزيارتنا في بؤر تخلفنا، ليمتعوا أعينهم بشيء من الـ EXOTIC ومن الغرائبي المنقرض. يأتون إلى مالي ليروا قبائل "الدوقون"، و"البامانا" وهم يؤدون رقصات الحصاد، وعلى رؤوسهم منحوتات "التشي وارا". ويعرجون على كينيا للصيد، في رحلات السفاري، وفيها يغشون الماساي. ثم يذهبون إلى الكميرون فيشهدون تنصيب الـ "فون" عند قبائل "البومون" و"البمليكي". ويعرجون على السودان، ليروا تنصيب "رث" الشلك في السودان، وربما الوقوف لساعة، في نقع دراويش حمد النيل، الذي تثيره ارجل الدراويش. يشاركوننا الجوانب الإحتفالية، المهرجانية، في ثقافتنا، ولكنهم لا يشاركوننا شظف عيشنا وقسوته، ومخاطره الجمة، إلا في حدود ما تسمح به، وفي حدود ضيقة جدا، عطلة للترفيه، يموضونها، في حدائق إفريقيا التي أصبحت حديقتهم الخلفية، ومتحفهم لصور عيش ما قبل التاريخ!

أخي اسامة، أرجو ألا تنطلي عليك، خدع ما بعد الحداثة، والنزعات "الإنسانوية" الكاذبة التي أخذت تروج لها، وترفعها في مواجهة الأفكار الداعية لنزع الخوذة الفكرية الغربية، التي أُلبست لنا قسرا حينا، أو لبسناها تطوعا، عن غفلة، في أحيان أخرى.. صدقني، إنك تروج لـ POLITICAL CORRECTNESS وهذا لا يخدم محاولات النهوض عندنا، بقدر ما يخدم الإبقاء على الأوضاع، البائسة، الراهنة، و(بفلسفة عالية كمان). هذا يا أخي مجرد طعم جديد!

كتب الأستاذ محمود محمد طه، في السفر الأول الذي صدر عام 1945:

Quote: إن الحزب الجمهوري لا يسعى إلى الإستقلال كغاية في ذاته، وإنما يطلبه لأنه وسيلة إلى الحرية .. وهي التي ستكفل للفرد الجو الحر الذي يساعده عل إظهار المواهب الكمينة في صدره وراسه. يؤمن الحزب الجمهوري، إيماناً لا حد له، بالسودان .. ويعتقد أنه سيصبح من الروافد التي تضيف إلى ذخر الإنسانية ألواناً شهية من غذاء الروح، وغذاء الفكر، إذا آمن به أبناؤه، فلم يضيعوا خصائصه الأصيلة، ومقوماته، بالإهطاع نحو الغرب، ونحو المدنية الغربية، في غير روية، ولا تفكير .. ورأي هذا الحزب في المدنية الغربية، هو أنها محاولة إنسانية نحو الكمال .. وهي ككل عمل إنساني خطير، مزاج بين الهدى والضلال .. وهي لهذا، جمة الخير، جمة الشر .. وشرها أكبر من خيرها .. وهي كذلك بوجه خاص على الشرقي الذي يصرفه بهرجها، و بريقها، وزيفها، عن مجال الخير فيها، ومظان الرشد منها .. ويرى هذا الحزب: أننا ما ينبغي أن نتقي هذه المدنية، بكل سبيل، كما يريد المتزمتون من أبناء الشرق .. ولا ينبغي أن نروج لها، بكل سبيل، ونعتنقها، كما يريد بعض المفتونين، المتطرفين، من أبناء الشرق .. وإنما ينبغي أن نتدبرها، وأن ندرسها، وأن نتمثل الصالح منها .. هذه المدنية تضل و تخطئ، من حيث تنعدم فيها معايير القيم، وتنحط فيها إعتبارات الأفكار المجردة .. فليس شئ لديها ببالغ فتيلاً إذا لم يكن ذا نفع مادي، يخضع لنظام العدد، والرصد.. فهي مدنية مادية، صناعية، آلية، وقد أعلنت إفلاسها، وعجزها، عن إسعاد الإنسان، لأنها كفرت بالله، وبالإنسان .. ويعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق، عامة، والسودان، خاصة ، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه، و ذلك هو العنصر الروحي .


وليقرأ معي الأخ أسامة، والأخ أنور الحاج، هذه الجملة، التي ختم بها الأستاذ محمود محمد طه، حديثه، عاليه:

Quote: ويعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق، عامة، والسودان، خاصة، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه، وذلك هو العنصر الروحي.


فكيف يضيف الشرق، ويضيف السودان عنصرا للمدنية الغربية، إن كان الأستاذ محمود، يعتقد حقا، أنهما متخلفين، وبدائيين، في كل شيء؟

وليقرأ معي أيضا قوله الوارد في كتاب السفر الأول أيضا، حيث قال:

Quote: من ألزم واجباتنا أن نهيئ لأخلافنا حياة ترتفع عن حياة السوائم والأنعام. فإن هذه الحياة التي نحياها نحن اليوم ـ هذه الحياة التي تستغرق مطالب المعدات والأجساد كل جهادها، وكل كدها، لهي حياة لا يغبط عليها حيٌ حياً .. فإن نحن رضيناها لإخلافنا من بعدنا إنا إذن لخاسرون


هذه النظرة متفوقة على النظرة الرأسمالية الغربية. فهي نظرة تسعى لتحرير الإنسان من عبودية العمل، التي تمثل المعقل الأخير للعبودية. فالحياة التي يستغرق العمل كل كدها وجهادها، حسب منطوق، عبارة الأستاذ محمود: ((حياة لا يغبط عليها حيٌ حيا)). الشاهد أن نقد الأستاذ للنظرة الرأسمالية الغربية، نقد مبكر جدا. وهو نقد تفوق به على كل معاصرية في الثقافات الكاتبة بالعربية. ولسوف تكون هذه النقطة واحدة من نقاط بحثي الذي أعده عن فكر وحياة الأستاذ محمود محمد طه. وأرجو من الأخ اسامة تأمل هذا النص الذي ورد في كتاب "رسالة الصلاة" الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1966:

Quote: إن عصرنا الحاضر يمكن أن يوصف بأنه عصر الذرة، ويمكن أن يوصف بأنه عصر استكشاف الفضاء الخارجي، ولكن ينطبق عليه أكثر، كونه عصر رجل الشارع.. عصر الرجل العادي المغمور، الذي استحرت على مضجعه شمس الحياة الحديثة، فنهض وحمل عصاه على عاتقه وانطلق يسير في الشعاب، يبحث عن حياته وعن حريته وعن نفسه، بعد أن أذهل عن كل أولئك طوال الحقب السوالف من تاريخه المكتوب وغير المكتوب.. ذلك التاريخ الذي أخذ يراجع اليوم، ويكتب على هدى قيم جديدة.. وهذه القيم الجديدة هي التي ستوجه المدنية الغربية الآلية الحاضرة وجهتها الجديدة، وتبني بذلك المدنية الجديدة..


إقرأ معي هذا الجزء، مرة أخرى، واستصحب في قراءته "مصرع الإنسان الممتاز" لعبد الله بولا:

Quote: ولكن ينطبق عليه أكثر، كونه عصر رجل الشارع.. عصر الرجل العادي المغمور، الذي استحرت على مضجعه شمس الحياة الحديثة، فنهض وحمل عصاه على عاتقه وانطلق يسير في الشعاب، يبحث عن حياته وعن حريته وعن نفسه، بعد أن أذهل عن كل أولئك طوال الحقب السوالف، من تاريخه المكتوب، وغير المكتوب..


هذه مجرد ملاحظات سريعة على نقطة الأخ اسامة الخواض، والتي أيده فيها الأخ أنور الحاج.
وختاما أؤكد أن الأخ اسامة، لم يكتب لنا عملا مدروسا، حتى هذه اللحظة. كل ما يأتي به الأخ اسامة الخواض لم يتعد الإشارات المبتسرة، التي لا ترقى، بحال إلى المقاربات البحثية. فالكتابة المؤثرة، لا تتأتي للمرء وهو على هينته. لابد أن يكون للكاتب جهد تنقيبي، وطول نفس، وصبر، لكي يكتب شيئا، يحتفل به الآخرون. خاصة إن كانت الكتابة عن عالم، ورائد، ورؤيوي عظيم، في قامة الأستاذ محمود محمد طه. وأحب للأخ اسامة أن يعيد قراءة ما كتبه عبد الله بولا، عن الأستاذ محمود في مجلة "رواق عربي"، ليرى مبلغ الخشية، والتأدب، اللذين أبداهما، بولا، وهو يعالج طروحات هذا العارف الجليل.

وأخيرا، لم استسغ تأثر الأخ أسامة بنزعات المطاعنة عند الإخوان المسلمين، وغيرهم من قبائل السلفيين، وذلك حين وصف فكر الأستاذ محمود محمد طه بـ "الفكر المحمودي"!!! ألم يكن في وسع الأخ اسامة، مثلا، أن يجعل عنوان البوست، "أثر مفهوم البدائية على الفكر الجمهوري" بدلا من قوله: "على الفكر المحمودي"؟ وهل غاب على الأخ اسامة أن عبارة "الفكر الجمهوري" هي الإسم الشائع لفكر الأستاذ محمود محمد طه، بين سائر السودانيين؟

Post: #20
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-14-2004, 10:53 PM
Parent: #1



التحية لكل المتداخلين

انا الان في مكتبة كلية بوسطن التي يعمل فيها صديقي الفنان خالد كودي محاضرافيها
واكتب الان بتلقيط الحروف بالماوس

بالنسبة لبكري الجاك فلي حديث مطول وبالتفاصيل المسهبة عن نشاة وتطور مصطلح "البدائي" في الفكر الغربي

وعمومايابكري المصطلح مر باطوار كثيرة تبعا لتطور الهجمة الكولونيالية
وانحصر ختصارا في البدائي النبيل والبدائي الوضيع

ولان الفيا يفهم المصطلحات قاموسيا فهو كان يعتقد ان مصطلح البدائي النبيل هو من ابتكارات الغابة والصحراء لاعادة الاعتبار للمكون الافريقي
وان وراء نحت هذا المصطلح مقاصد "نبيلة"!!!

كما قلنا الفيا يقرا المصطلحات قراءة قاموسية ولا يهمه الاصل المعرفي وانما يكتفي بالدلالة اللغوية فقط
فهو لا يعرف الجذور التاريخية لنشاة المصطلح ,
واهتم فقط بان النبيل هي مجرد صفة نحتها محمد عبدالحي,

والذي -بعكس الفيا- كان مدركا تماما للجذور الكولونيالية لنشاة مصطلح البدائي النبيل

وهذا سبب من الاسباب التي جعلتنا نقول ان قراءة الفيا قراءة خاطئة لانها ببساطة تسيئ فهم المصطلحات

وفي بوستنا القادم الذي سيكون شحمانا جدا سنجعل القارئ يلم بجذور مصطلح البدائي في الفكر الغربي وتطوراته والذى لم نستطع توضيحه

وساعود بعد قليل رغم اني القط الحروف بالماوس

Post: #21
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-14-2004, 11:50 PM
Parent: #1

نعتقد ان اية قراءة نقدية معرفية للخطاب المحمودي ان تخلصه اولا من قراءتين متناقضتين:

القراءة الاولى يمكن ان نسميها القراءة الاجترارية الاتباعية. وما راينا من كلام للاخ عمر عبدالله هو نموذج لتلك القراءة التي تكتفي بترديد بعض مقولات معروفة لابسط الملمين بالخطاب الجمهوري, وهي اقرب الى الكلام الدعوي الذيي يهدف الى الحشدوالاستقطاب والتجنيد.

اما القراءةbالثانية فيمكن ان نسميها القراءة التكفيرية الاستبعادية والتي تختزل الخطاب المحمودي باعتبارها خارجا عن الملة وينتمي الى مفهوم الردة.

المفهوم الاول ينظر الى الخطاب المحمودي باعتباره معرفة مطلقة الصواب, بعكس القراءة الثانية التي تراه ضلالا مطلقا.

بالتاكيد بعد ذلك التخليص المزدوج,فاننا لن نتجاهل ان الخطاب االمحمودي هو خطاب ديني. لكن ذلك لن يخلق منه خطابا محايثا للتاريخ,

بل اننا نحاول ان نموقعه في التاريخ, ومن هنا تبنيه لمفهوم البدائي الوضيع في فهمه للشعب السوداني. وهذه ليست مسالة لغوية

بحتة كما يحاول البعض لمخارجة المسالة,

لكنها في نفس الوقت لا تنم عن نية مسبقة لاهانة الشعب السوداني, ولكنه اي الاستاذ محمود
تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت.

ولم يكن هناك اي شك في صحته. ولذلك تبناه محمود لانه اي ذلك المصطلح لم يتم نقده بعد.

ولذلك دهش الكثيرون ان محمودا تبنى ذلك المصطلح الذي اصبح منبوذا الان ولا يجرؤ اي انسان على تبنيه الان,

لكن حدود المعرفة في ذلك الوقت جعلت محمود يقع اسيرا لذلك المصطلح

ومن هنا فهمه الانثربولجي الكولونيالي للشعب السوداني وكان مقتنعا اشد الاقتناع به لان المصطلح في ذلك الزمان يمثل افضل وصف للشعوب المختلفة عن المستعمرين الغربيين

ولذلك وقع محمود تحت التاثير الكامل للخطاب الكولونيالي في توصيفه للسكان الاصليين-بدون اي اسف,لان هذى حقائق التاريخ المؤلمة

وساعود يوم الاثنين
اوارجو المواصلة
لمشاء

Post: #23
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-15-2004, 01:15 AM
Parent: #1

لم يترك لي الأخ النور وقبله الأخ أبو الريش شيئا لأقوله، ولذا أكتفي بما كتباه..

وأحب أن ألفت نظر القراء الكرام إلى بوست أسميته كنز الباحثين في منبر الفكرة الحر..

http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=299

باللغة الانجليزية..

Post: #24
Title: Re: الاعتراف بالبدائية والتخلف شرط التقدم
Author: Agab Alfaya
Date: 05-15-2004, 04:53 AM
Parent: #1

لقد وضع الاستاذ النور يده علي مكمن الداء
Quote: أخي اسامة، أرجو ألا تنطلي عليك، خدع ما بعد الحداثة، والنزعات "الإنسانوية" الكاذبة التي أخذت تروج لها، وترفعها في مواجهة الأفكار الداعية لنزع الخوذة الفكرية الغربية، التي ألبست لنا قسرا حينا، أو لبسناها غفلة، أحيانا أخرى.. صدقني، إنك تروج لـ POLITICAL CORRECTNESS لا يخدم محاولات النهوض عندنا، بغير ما يخدم الإبقاء على الأوضاع، البائسة، الراهنة، و(بفلسفة عالية كمان). هذا يا أخي مجرد طعم جديد!

يبدو فعلا ان اسامة مفتون هذه الايام بسمادير ما بعد الحداثة،
فقد اعلن في هذا البوست لاول مرة انه تجاوز البنيوية ،
في عالم ما بعد الحداثة، لا تقدم ولا تخلف ولا بدائية ولا قيم او معايير او مبدا يمكن القياس عليه
لا يوجد مركز، ولا يوجد هامش.لقد حطم ادورد سعيد نظرية المركز الغربي هكذا يقولون ،بالكلام طبعا. وهم جديد يروجون له ليتركونا نتخبط في مزيد من الاوهام بعد ان اشبعونا وشبعوا اوهاما.
فطالما لا يوجد نقطة يقاس عليها،فمن اين والي اين يكون التقدم ، والتخلف بالنسبة الي من والي ماذا؟؟؟!!!

ثم بعد كل ذلك ياتون ليحدثونا عن انتهاكات حقوق الانسان وعن فساد الانظمة وعن الديكتاتوريات وعن النضال والكفاح ضد الانظمة القمعية
وعن تدني الخدمات وغياب البنية التحية وما شابه !

كيف لانسان ينكر وجود شي اسمه تقدم او تخلف يمكن ان يتحدث عن اي تغيير في المجتمع دعك من ان يكون هذا الانسان بكل ما يتبجح به اسامة الخواض؟!

الشكر والتحية لكل المشاركين
وشكرا يا دكتور ياسر علي نقل النقاش ي منبر الفكر الحر

Post: #25
Title: Re: ما هذا يا اسامة؟؟؟
Author: Agab Alfaya
Date: 05-15-2004, 05:46 AM
Parent: #1

بعد ان ادان الاستاذ محمود بالاعتذار لاهانة الشعب السوداني لوصفه بالبدائية،عاد اسامة الخواض وقال :
Quote:
لكنها في نفس الوقت لا تنم عن نية مسبقة لاهانة الشعب السوداني, ولكنه اي الاستاذ محمود
تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت.

ولم يكن هناك اي شك في صحته. ولذلك تبناه محمود لانه اي ذلك المصطلح لم يتم نقده بعد.
ولذلك دهش الكثيرون ان محمودا تبنى ذلك المصطلح الذي اصبح منبوذا الان ولا يجرؤ اي انسان على تبنيه الان,
لكن حدود المعرفة في ذلك الوقت جعلت محمود يقع اسيرا لذلك المصطلح

ارجو من الاخوة المشاركين والمتابعين التامل في هذا الاقتباس وما وضعت عليه خطوط ،وان نسمع حوله بعض التعليقات،لاني اعتقد انه يكشف عن الطريقة التي يفكر بها اسامة الخواض،
وسوف اعود لان مواعيد العمل قد حانت

Post: #26
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Anwar Elhaj
Date: 05-15-2004, 05:56 AM
Parent: #1

الأخ النور حمد
الرجاء العودة الى مداخلتى السابقة و أعادة قراءتها ببعض التأنى. مارميت اليه هو
أن الأستاذ محمود عندما أستعمل كلمة بدائية لتوصيف حالة الأقاليم لم يقصد الأذلال لها و الأستعلاء
القيمى من جانبه. و أن أستعمال الأستاذ لها هو غير ذلك الأستعمال الكلونيالى القديم و الحديث لها.

فى نفس الوقت أتفق مع أسامة فى أن الكلمة لها مدلولاتها ذات الحكم القيمى الأستعلائى بحكم نشأتها و أستحداثها لأسباغ صبغة دونية على المجتمعات الأخرى.

هذا مالزم توضيحه

أنور

Post: #28
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 05-17-2004, 08:03 AM
Parent: #26

الأخ الكريم أنور
إليك عاطر التحايا، ولكل من حولك، من الأعزاء في الإسكندرية/فرجينيا

لقد حدث من جانبي شيء من سوء الفهم لما كتبت. ولعل استبدالك لكلمتي "حضارة" و"مدنية" بعكس ما شرحه بهما الأستاذ محمود محمد طه، في مؤلفاته، هو الذي قادني إلى سوء الفهم. فأنت قد استخدمت كلمة حضارة في محل كلمة مدنية. اي على عكس ما عرفهما به الأستاذ محمود. غير أنك أبنت عن نفسك اكثر في ختام حديثك. وحين كتبت ردي، كان العالق بذهني، من حديثك، هذا الجزء:


Quote: والحضاره عنده هى المنتوج الثقافى لأى تجعات بشريه كاللغه مثلآ كأحد مكونات الثقافة. والمدنية عنده هى المنتوجات المادية التى تساعد الناس فى تسهيل وتسيير حياتهم اليومية كالطرق و المبانى و وسائل الأتصال. وأكاد أجزم أن الأستاذ حينما وصف الأقاليم بالبدائية كان يقصد المدنية وليس الحضارة

فالحضارة عند الأستاذ محمود تعني مبلغ ما حققه أي مجتمع من رفاه مادي. ولا يعني تحقيق المجتمع المعين، للرفاه المادي، أن ذلك المجتمع مجتمع متمدن. فالمدنية تعني عند الأستاذ محمود، القيم، والأخلاق التي تعلي من قدر الإنسان، وتحفظ له حقي الحياة، والحرية. وقولك تحديدا: ((وأكاد أجزم أن الأستاذ حينما وصف الأقاليم بالبدائية كان يقصد المدنية وليس الحضارة))، هو الذي جعل الأمر ملتبسا عندي.

عموما أعتذر عن سوء الفهم. فآخر حديثك واضح فيه خلافك مع ما رمى إليه الأخ اسامة الخواض. وآسف لتأخير الرد، إذ أنني لم استطع دخول المنبر منذ الأمس بسبب مشلكة في السيرفبر كما يبدو. ولك عاطر التحايا، مرة أخرى.

Post: #27
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Bashasha
Date: 05-15-2004, 08:33 AM
Parent: #1

اولا احي روح اخوانا الجمهوريين، المشبعة بالتسامح وتقبل الرأي الاخر، او دي المحرية فيهم، باعتبارهم نموذج مشروع البديل الوحيد "من الشمال"، للسودان القديم.

اتمني القارئ ينتبه ويقارن مابين رحابة صدر الجمهوريين، وضيق وتزمت اخوانا الشيوعيين، متي ما اختلف الناس معاهم!

من سخرية الاقدار، كيف الجمهوريين عمرهم ما اعتبروا كبديل في اوساط تيارات اليسار، المناط به انجاز مشروع البديل، بزعامة الشيوعيين، استنادا الي الماركسية كاداة تحليل.

لكي لا ننسي، ولكي نستثمر فشل زعيم اليسار المريع والباهظ الثمن، علينا ان نعقد المقارنات، مستلهمين، ومستخلصين للدروس والعبر، وفي نفس الوقت نمنع اعادة انتاج نفس الفشل.

انشاء الله ياني الصادي، وللزمن داك يا اسامة، تذكر انك لاتزال تراوح مكانك منطلقا من مركزية اوربية، حتي في نقدك لي طرح الاستاذ محمود، فيما يتصل بي مفهوم البدائية.

مع احترامي الشديد لشخصك، فطرحك هنا ذي ساقية جحا، يشيل من بحر المركزية الاوربية، فقط ليودي لي بحر ذات المركزية، مرة اخري!

حاجيك مفصلا ما اوجزت.

Post: #29
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Yaho_Zato
Date: 05-17-2004, 05:10 PM
Parent: #27

up

Post: #30
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-17-2004, 09:58 PM
Parent: #1

الاخوة المتداخلين

عدت قبل قليل من بوسطن مرهقا

وساعلق على بعض النقاط السريعة على ان اعود لاحقا للتعليق المفصل

اولا اتهمنا الدكتور النور بالمطاعنة مقتفين اثر سيئي الذكر الاخوان المسلمين

وذلك حين تحدثنا عن الفكر المحمودي وليس الفكر الجمهوري كما يري الدكتور

ويبدو ان ذاكرة الدكتور لم تسعفه فاستعجل في اتهامنا بالاخونة , والعجلة من الشيطان

اولا انا لا احب المطاعنة

وطريقتي في الحوار واضحة لدرجة افتقاد اللباقة والدبلوماسية احيانا فانا صريح لحد الاحتداد احيانا

ولو يذكر الدكتور انني بررت في بوست" تجسير الهوة بين الاسلام والحداثة: الفكر الجمهوري مثالا" بررت تسميتي تلك

ولان الدكتور ترك البوست بعد ان طلبنا منه نشر مقالته عن عبد الجبار المبارك , لم يتابع ما قلنا
فارجو ان يذهب لذلك البوست

تعريف الحضارة والمدنية ليس تعريفا من اكتشاف الاستاذ محمود,

ولكن لان الاستاذ يخفي نصوصه الغائبة يبدو كانه صاحب تلك التعريفات والمصطلحات

وحتى تفريقه بين الحضارة والمدثية ليس تفريقا خاصا به ,

وانما اجتره من الانثروبولوجيا الغربية بدون الاشارة الى ذلك

وحتى ذلك الاجتر ار يرجح فرضيثنا حول الظلال الاستعلائية التي بدت في استعمال الاستاذ لمصطلح البدائية

فالبضبط مصطلحي الحضارة والمدنية يقابلان مصطلح البدائية بظلاله الكولونيالية الاستعلائية

ولم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من امثال يونج وفرويد,

فما بالك من الاستاذ محمود؟؟

وساعود
ارقدوا عاقية

المشاء


Post: #31
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Abureesh
Date: 05-17-2004, 10:34 PM
Parent: #30

"ولم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من امثال يونج وفرويد,
فما بالك من الاستاذ محمود؟؟"

الأخ الكـريــم أسـامـة الخـواض،

كنت أعتقــد أنك كبـرت على مثل هـذه (الحـركـات) منذ زمن الثانوى العـام.

ولم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من امثال يونج وفرويد,
فما بالك من الاستاذ محمود..
لم ينج منهـا غيــر الســادة المفكــرون أســامـة الخـواض.

أنا الأن فى معهـد نيو جيرزى للتكنولوجيـا، فى معمل الفيزيـاء الصلبـة، أسـاعـد بعض الطلبـة فى مشـاريع تخرجهـم.. ولكنى تركت السكرتيـرة الجـديـدة لوحدهـا فى المكتب، ولذلك لابـد أن أعـود فورا.. وسـأواصـل من هناك على واحـد من كمبيـوتـرات شبكتنـا.

Post: #32
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Dr.Elnour Hamad
Date: 05-17-2004, 10:57 PM
Parent: #30

الأخ اسامة

عودا حميدا.

كونك استخدمت عبارة ((محمودي)) واعطيتها تبريرا من عندك، لا يجعل من استخدام تلك العبارة استخداما مبررا، ومقبولا، وخاليا من غرض النيل من الآخر. وعموما فقد سبقك إلى استخدام تلك العبارة، الإخوان المسلمون في جامعة الخرطوم، منذ السبعينات. وسؤالي هو: لماذا لا تستخدم ما أسمى به الأستاذ محمود فكره، وما تواضع عليه الناس، في الإشارة إلى ذلك الفكر؟ فهل يا ترى تظن بنفسك مرجعية نهائية مخول لها تغيير كل ما تواضع عليه الناس؟أخشي والحالة هذه، أن يجيء يوما تعطيني فيه إسما غير الذي أعطاه لي ابواي، وتتبع ذلك بشرح، مطول، في تبرير ذلك التغيير!!

لقد استغربت كثيرا في قولتك هذه:

Quote: ولم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من أمثال يونج وفرويد، فما بالك من الاستاذ محمود؟؟


ويبدو أنك مفتون بالفكر الغربي لدرجة جعلتك ترى أن وضع فرويد ويونج فوق الأستاذ محمود طه، أمر طبيعي!! فمن منا الغارق، يا ترى، حتى أذنيه، في الإشار بـ "البدائية"، من شاكلة ما تضمنه قولك هذا، الواثق من صحة التقليل، من شأن كل فكر ليس غربي المنشأ! من منا ياترى، الغارق حتى إذنيه، بل والعابد في صمامة، لأوهام المركزية ألأوروبية؟؟

ولي عودة موسعة إلى هذه النقطة، متى ما سمح الوقت

Post: #33
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-17-2004, 11:54 PM
Parent: #1

الاعزاء ابو الريش والدكتور النور حمد

كلامي لم يكن من اجل التقليل من شان الاستاذ محمود

ولكنه اشارة الى ان حتى المفكرين المنسغلين بامور البحث الاكاديمي وقعوا اسرى لذلك المصطلح ليس لسوء نية ,
وانما لان سلطة الخطاب هي التي تفرض ذلك على اي مفكر او باحث ,

والاستاذ محمود باي حال ليس استثناء من ذلك القانون المعرفي

الاستاذ محمود غير منسغل بالطريقة الاكاديمية في البحث ,
ولذلك لا يشير الى مصادره الغائبة

وهي طريقة قد توقع الباحث في شراك الاعتقاد بانه صاحب تلك المصطلحات

ومفهوم العلم اللدني بالتاكيد يساعد في اخفاء النصوص الغائبة ,
والاحساس بالامتلاك الكامل لها , مع انها في الاصل مهاجرة الى فكر الاستاذ محمود

اما عن حديثي عن الفكر المحمودي

فينطلق من فهم مختلف عما يعتقده الاخوان المسلمون

فنحن نعتقد انه ليس هنالك فكر جمهوري ,

وانما هنالك حزب جمهوري

ولاسباب دينية كثيرة اكتفى اتباع الفكرة اما بالاجترار كما راينا في حالة الاخ عمر عبدالله ,

وهذا للاسف هو الغالب وسط الاخوة الجمهوريين ,

او في حالات نادرة , كما في حالة الدكتور النور, الاكتفاء بدور المبرر او الشارح في احسن الاحوال

اما عن المركزية الاوروبية ,
فاعتقد انه ليس هنالك من يدافع عنها,
بنفس القدر الذي ينطبق على مصطلح " البدائية"

وارجو الا يحول الدكتور النقاش عن المحور الاساسي وهو مصطلح " البدائية"
ليجلب لنا خيطية اخرى تحرف النقاش عن مساره,

وهو ما يشبة تكتيكات الاخوان المسلمين " لفرزعة " النقاش

وارجو ان اكون مخطئا في هذا التشبيه

وساعود

المشاء

Post: #34
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: ودرملية
Date: 05-18-2004, 03:33 AM
Parent: #33

سلامات
وعوافي
Quote: ومفهوم العلم اللدني بالتاكيد يساعد في اخفاء النصوص الغائبة ,

Post: #35
Title: Reوماركس كمان!
Author: Agab Alfaya
Date: 05-18-2004, 03:34 AM
Parent: #1

يقول اسامة الخواض:
Quote: فالبضبط مصطلحي الحضارة والمدنية يقابلان مصطلح البدائية بظلاله الكولونيالية الاستعلائية

ولم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من امثال يونج وفرويد,

فما بالك من الاستاذ محمود؟؟

سبق ان نبهت اسامة الخواض الي ان ماركس وانجلز استخدما مصطلح بدائية
لكن عمل اضان الحامل طرشة وما اشتغل بي الشغلة،
وكم كنت اتمني ان يكون امينا ويضيف الي هؤلاء ماركس وانجلز،

لاحظ ان اسامة لا يعترض هنا علي لفظ بدائي فقط بل يعترض ايضا علي كلمات مثل حضارة ومدنية!!
الم اقل لكم ان اسامة مفتون هذه الايام بغشاوة ما بعد الحداثة،
كما قلت في عالم مابعد الحداثة لا مكان لاي حكم قيمة،لانه لا شي سوي العماء العدم ،لقد تم تحطيم سلطة العقل الذي يحكم علي الاشياءreason والي الابد . فلا عقل ولا حقيقة ،لا غاية، لا هذف يمكن الوصول اليه
وبتحطيم سلطة العقل تم تحطيم كل الثنائيات التي يفكر بها العقل :صاح خطا ،حق باطل ،اول اخر،بداية نهاية،تاخر تقدم ،الخ ..

لذلك اسامة لا يريد ان يسمع كلمات مثل حضارة ،مدنية ،تقدم ،بدائية
لانها تعطيه الاحساس بحكم القيمة وبان العقل لا يزال يمارس سلطته.

لقد احسن الدكتور النور حمد الظن بالاستاذ اسامة عندما قال انه متاثر بمفاهيم
political correctness في امريكا والتي تدعو الي محاربة استعمال العبارات والاوصاف التي توحي بالشعور بالاستعلاء العرقي والطبقي مثل كلمة niger ،لكن لا يا دكتور النور لانو اسامة عنده راي اصلا حتي في كلمة correctness لانه لا يوجد صاح اصلا في تصور ما بعد الحداثة ،فالصاح حكم قيمة ،وحيث انه تم الانقلاب علي العقل وازاحته من عرشه فمن يقرر في ما هو الصاح وما هو الغلط ؟

لذلك لا حضارة ولا مدنية ولا بدائية او كما قال اسامة الخواض

ونواصل

Post: #36
Title: Re:ما بعد الحداثة ليست معرفة بل خطاب ايديلوجي؟
Author: Agab Alfaya
Date: 05-18-2004, 04:29 AM
Parent: #1

الوهم الذي يقع فيه مثقفونا للا سف هو انهم ينظرون الي اطروحات الحداثة وما بعد الحداثة في مجال العلوم الانسانية واكرر العلوم الانسانية،باعتيار انها science وبالتالي ان ما تقوله حق لا يايته الباطل من خلفه وما بين يديه ولا حيلة لك الا ان تسلم به ،والا فانك تقف ضد العلم والمعرفة!
لذلك اعتنقوا كل اطروحات الحداثة من بنيويه وخلافه - بضبابينها - دون خلق اي نوع من الحوار معها،ثم ما لبثوا ان تركوها الي ما بعد الحداثة ظنا منهم ان هنالك معرفة جديدة ،وما علموا ان كل مقولات ما بعد الحداثة ما هي الا خطابات ايديلوجية،تعبر عن حالات من الياس اصابت بعض مثقفي الغرب وجعلتهم يتشككون في العقلانية الغربية
التي يزعم مثقفونا تحطيم مركزيتها وفي نفس الوقت يجترون كل ما تقذف به من ازمات !!
يقول اسامة الخواض:
Quote: ولكنه اي الاستاذ محمود
تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت.

ولم يكن هناك اي شك في صحته. ولذلك تبناه محمود لانه اي ذلك المصطلح لم يتم نقده بعد.
ولذلك دهش الكثيرون ان محمودا تبنى ذلك المصطلح الذي اصبح منبوذا الان ولا يجرؤ اي انسان على تبنيه الان,
لكن حدود المعرفة في ذلك الوقت جعلت محمود يقع اسيرا لذلك المصطلح

:" حدود المعرفة في ذلك الوقت " عن اي معرفة تتحدث الان يا اسامة ؟!
هل لك ان تحدثنا عن مصدر هذه المعرفة التي تستنكر استخدام مصطلحات مثل : بدائية وحضارة ومدنية ؟؟!

ثم الا تخجل يا اسامة من قولك :
Quote: ولكنه اي الاستاذ محمود
تبنى ذلك المصطلح الذي كان مقبولا جدا في ذلك الوقت.
ولم يكن هناك اي شك في صحته

ولا تعليق !!!

Post: #37
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-18-2004, 05:14 AM
Parent: #1

سلام عجب الفيا

وان شا الله عافية

كنت اظن ان اولوياتك البوستية ستتغير,

بعد ان اشرت الى انك لم تفهم مصطلح " البدائي النبيل " كما فهمه عبدالحي وعبدالله علي ابراهيم ,

وكل من له علاقة بهذا المصطلح الذي تاريخه يعود الى اكثر من 300 عاما وبالتحديد عام 1672.

وكنت اعتقد انك سوف تعتذر للبورداب عن وقوعك في ذلك الخطا القاتل,

حيث اعتقدت ان مصطلح البدائي النبيل من ابتكار محمد عبد الحي ,
وذلك استنادا الى كلام عبدالله على ابراهيم,

حين اشار ان محمد عبدالحي جاء " بمصطلح " البدائي النبيل" الى حلبة نقاش العلاقات الثقافية"

ففهمت يا الفيا كلام عبدالله ب"ضبانتو",

واعتقدت لذلك ان عبدالحي هو مبتكر المصطلح,

وان له نيه "نبيلة",

تتمثل في اعادة الاعتبار للمكون الافريقي!!

اعتقد انه يلزمك القضاء والكفارة معا ,

وارجو ان تعتذر للقراء

وساعود للحديث عن بقية قراءتك الخاطئة لتعقيبي حول البدائية والحضارة والمدنية

المشاء

Post: #38
Title: Re: انت المطالب بالاعتذار !
Author: Agab Alfaya
Date: 05-18-2004, 06:47 AM
Parent: #37

الاخ الاستاذ اسامة الخواض

ارجو الاعتذار عن اتهامك للاستاذ محمود باهانة الشعب السوداني
لانك عجزت عن اثبات هذا الاتهام بل تراجعت عنه،

كما ارجو ان تعتذر للاعضاء والقراء عن مواصلة النقاش في هذا البوست

Post: #39
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-18-2004, 03:21 PM
Parent: #1

i will be back
but still ,Abaab, u have to appologize for the fatal mistake u did about ur misunderstanding to that term
i will be back to talk fruther about Mahmood use of the terminology
almashaa

Post: #40
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Yaho_Zato
Date: 05-18-2004, 05:21 PM
Parent: #39

i would appreciate it if Austaz Ausama, or anyone else, kindly refers us to any source that used the terms (madania and Hadara) before Austaz Mahmoud, in the same way he used them

just to add something to my limited knowledge

with all thanks

Post: #41
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: degna
Date: 05-19-2004, 03:45 AM
Parent: #40

up up

ali

Post: #42
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-19-2004, 05:04 AM
Parent: #1

brother hamrour
the confusion between the two terms: civilization and culture is one of the classical dispute in Anthropology

below is a religious website about that


http://www.catholicculture.org/docs/doc_view.cfm?recnum=5077


i will be back

Post: #43
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Agab Alfaya
Date: 05-19-2004, 05:35 AM
Parent: #1

في دي اتفق معاك يا اسامة
صحيح التمييز بين الحضارة والثقافة قديم في العلوم الانسانية،
ولا اظن ان الاستاذ محمود قال ان التمييز بين الحضارة والمدنية من ابتكاره هو .

Post: #44
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-19-2004, 06:08 AM
Parent: #1

يا عجب

اقدر انك اعلنت اتفاقك معي

ولكنك لم تنتبه الى ما قلته انا سابقا

ان محمود غير معني بالمنهج الاكاديمي في البحث

وهو يستلف المصطلحات من الفكر الغربي

ولا يشير الى ذلك

وقد استند الدكتور الجمهوري النور حمد اليك في ما اعتبره كشفا لم يتوفر عليه هو ,

وانت قلت ذلك من قبيل المنطق فقط ,

لكن محمود غير معني بما استنتجته انت ,

وصدقك فيه بوارا الدكتور

وساعود الى اثبات ذلك

المشاء

Post: #45
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-19-2004, 06:31 AM
Parent: #1

دعونا نر كيف ينظر الاستاذ محمود الى المرض النفسي؟ وذلك ورد في

كتابه "اسئلة واجوبة:

وقد كتب الاتي:

أم درمان ص. ب. 1151 20/3/1970

حضرة السيد الفاضل عمر

تحية طيبة ، و بعد ،

فقد ورد جوابك بالسؤال الآتي: ـ

(هل يدخل الجن ، أو أي من الأرواح ، في بدن الإنسان ؟؟ فإذا كان كذلك

فما هي العلة ؟؟ و ما هو العلاج لوجود روحين في جسد الإنسان الواحد ؟؟

وكان جوابه الاتي:

إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون" ..

و هم يعيشون في أماكن الأوساخ و النتانات ، مثل المراحيض ، والحمامات ، و في أماكن أخرى

كثيرة .. و قد يخالطون الإنسان ، و يشاركونه في ماله ، و في أولاده ، و في

زوجه .. و قد يخالطونه في نفسه .. فتتغير حاله ، و يصاب عقله ، ويصبح

يتصرف تصرفاً شاذاً ، فيسميه الناس "مجنوناً" .. . و أنت تسأل: (فما هي

العلة ؟؟) فإن كنت تريد بالسؤال: (فما هو المرض ؟؟) فإن الجواب: إن

المرض قد يكون عقلياً ، و قد يكون جسدياً ، و في الغالب يكون في العقل و

الجسد كليهما .. في العقل بالتصرف الشاذ ، و الميل إلى العنف الجسدي ،

أو اللفظي .. و في الجسد بالتحول ، للعزوف عن الغذاء ، ولقلة

الراحة .. و أما علة الإصابة بالمرض فهي الغفلة عن ذكر الله .. و أما

العلاج فهو بتقوية الروح على النفس .. و قد يكون ذلك (بالعزيمة) من

رجل صالح ، قوي الروح .. أو من طبيب نفساني قد يستعين بالعقاقير ، أو

بصعقة الكهرباء .. أو من رجل ذاكر ، بإستعمال بعض الرقي أو بتلاوة

الآيات .. وأصبح ، في الوقت الحاضر ، الجانب المأمون في العلاج هو الطبيب

النفساني .. أو طبيب الأعصاب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

Post: #46
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla
Date: 05-19-2004, 06:46 AM
Parent: #1


الأخ أسامة
كنت قد صنفتني في احدى مداخلاتك كنموذج لأصحاب ما سميته "القراءة الاجترارية الاتباعية" وهي قراءة حسب زعمك "تكتفي بترديد بعض مقولات معروفة لابسط الملمين بالخطاب الجمهوري" .. والحق أنك لم تسع لأن تقنعني أو تقنع قراء هذا الخيط بأنك فهمت ما قرأته من مقولات الفكر الجمهوري .. بل أكثر من ذلك أشك في أنك قرأت شيئا ذي بال للفكر الجمهوري وانما توقفت عند عبارة وردت في بداية كتاب "أسس دستور السودان" وحسبت أنك عثرت على مفتاح مغاليق نقد الفكر الجمهوري فجئتنا بذلك التقرير الفج الذي تزعم فيه أن الأستاذ محمود أهان الشعب السوداني للحد الذي يتطلب اعلان تأسفه حسب زعمك .. وعندما استخرجنا لك نصوص من نفس الكتاب الذي ادعيت الاطلاع عليه بما يفند دعواك وفهمك لعبارة "شعب بدائي" اصريت على الوقوف مع نفسك ووصفتني بما وصفت .. لكن أحب أن أؤكد لك أن ذلك لن يثنيني عن اثبات النصوص التي تثبت سوء فهمك لكتابات الأستاذ ومحاولاتك تخريجها لتوافق الصورة التي وضعتها في ذهنك مسبقا .. ومن مثل ذلك ما أثرته مؤخرا عن تعريف الأستاذ للحضارة والمدنية ، فقد قلت:
Quote: تعريف الحضارة والمدنية ليس تعريفا من اكتشاف الاستاذ محمود,
ولكن لان الاستاذ يخفي نصوصه الغائبة يبدو كانه صاحب تلك التعريفات والمصطلحات
وحتى تفريقه بين الحضارة والمدثية ليس تفريقا خاصا به ,
وانما اجتره من الانثروبولوجيا الغربية بدون الاشارة الى ذلك

وقد سألك الأخ قصي سؤالا ، أعيده عليك بالعربي:
"سأكون شاكرا للأخ اسامة أو أي أحد آخر اذا أرجعنا لأي مصدر استخدم كلمتي المدنية والحضارة قبل الأستاذ محمود وبنفس الطريقة التي استخدمهما فيها الأستاذ"
وبدلا من الاجابة المباشرة على هذا السؤال ذهبت لتقول أن:
the confusion between the two terms: civilization and culture is one of the classical dispute in Anthropology
ثم أعطيت وصلة لموقع يتحدث عن ال civilization and culture بصورة لا تقارب تعريف الأستاذ وتمييزه للكلمتين .. وحتى يكون الحديث عن بصيرة دعني أوفر عنك مشقة البحث عن تعريفات الأستاذ للمدنية والحضارة وأثبتهما لك هنا (من كتاب الرسالة الثانية من الأسلام):

"المدنية غير الحضارة، وهما لا يختلفان اختلاف نوع، وإنما يختلفان اختلاف مقدار.. فالمدنية هي قمة الهرم الاجتماعي والحضارة قاعدته.
ويمكن تعريف المدنية بأنها المقدرة على التمييز بين قيم الأشياء، والتزام هذه القيم في السلوك اليومي، فالرجل المتمدن لا تلتبس عليه الوسائل مع الغاية، ولا هو يضحي بالغاية في سبيل الوسيلة. فهو ذو قيم وذو خلق. وبعبارة موجزة، فالرجل المتمدن هو الذي حقق حياة الفكر وحياة الشعور."

"وأما الحضارة فهي ارتفاق الحي بالوسائل التي تزيد من طلاوة الحياة، ومن طراوتها.. فكأن الحضارة هي التقدم المادي، فإذا كان الرجل يملك عربة فارهة، ومنزلا جميلا، وأثاثا أنيقا، فهو رجل متحضر، فإذا كان قد حصل على هذه الوسائل بتفريط في حريته فهو ليس متمدنا، وان كان متحضرا، وانه لمن دقائق التمييز أن نتفطن إلى أن الرجل قد يكون متحضرا، وهو ليس متمدنا، وهذا كثير، وأنه قد يكون متمدنا، وهو ليس بمتحضر، وهذا قليل، والكمال في أن يكون الرجل متحضرا متمدنا في آن. وهو ما نتطلع إليه منذ اليوم."

فقل لي بربك اذا كنت قد سمعت بمثل هذا التمييز من قبل حتى يصح تقريرك:
Quote: وحتى تفريقه بين الحضارة والمدثية ليس تفريقا خاصا به ,
وانما اجتره من الانثروبولوجيا الغربية بدون الاشارة الى ذلك ..


ولن يسعفك في ذلك الويبسايت الذي أرجعتنا له فهو قد عرف "المدنية" بمثل تعريف الأستاذ "للحضارة" ، فأرجو أن تسعفنا بغيره من مراجع الانثروبولوجيا .. والحق أن كلمة حضارة حسب تعريف الأستاذ لا تقابلها كلمة civilization في اللغة الانجليزية كما هو شائع عند عامة الناس وانما تقابلها عبارة Material Progress .. وكلمة مدنية هي التي تقابل civilization .. يلاحظ أيضا أن كلمتي حضارة ومدنية تستخدمان في اللغة العربية بالتبادل بل قد تجد بعض من يعرف المدنية بأنها "الجانِبُ المَادِّيُّ مِنَ الحَضَارَة" .. أما كلمة Culture فلا اعتقد أنها تقابل حضارة أو مدنية بصورة مباشرة والترجمة الحرفية لها "ثقافة" كما هو معروف .. وصحيح أن الثقافة في سبحاتها العليا تعني "التقويم" و"التهذيب" وهي بذلك تلتقي مع تعريف الأستاذ للمدنية ، الا أن التعريف العام لها يحصرها في الالمام بالمعارف والعلوم المختلفة ، حتى وان لم يؤثر ذلك في أخلاق المثقف ..

الأخ أسامة أنت للأسف الشديد الى الآن لم تبرح مكانك في القاء النعوت التلغرافية والاتهامات الجزافية بدل تقديم دراسة متعمقة يمكن أن يطلق عليها الواحد نقد .. آمل أن تتمكن من ذلك قريبا

عمر

Post: #49
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Agab Alfaya
Date: 05-19-2004, 07:15 AM
Parent: #46

الترجمة الحرفية civilisation هي مدنية
والترجمة الحرفية culture هي حضارة
وسوف اعود

Post: #47
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla
Date: 05-19-2004, 07:01 AM
Parent: #1


الأخ أسامة
لقد كتبت الآتي:
Quote: دعونا نر كيف ينظر الاستاذ محمود الى المرض النفسي؟ وذلك ورد في

كتابه "اسئلة واجوبة:

ثم أوردت أحد ردود الأستاذ من كتاب أسئلة وأجوابة ثم ألحقته بسيل من علامات التعجب .. فهل هذا كلما جادت به قريحتك من نقد ؟ لماذ لا تتحفنا بتعريفك أنت ونظرتك للمرض النفسي حتى نقارن ونحكم !
عمر

Post: #48
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-19-2004, 07:04 AM
Parent: #1

الاخ عمر

لم تفهم مقالتي حول ان الاستاذ لا يلتزم باصول البحث الاكاديمي

وهي سمة اساسية في الخطاب المحمودي

وهل لك ان ترد لنا على مفهوم الفكر المحمودي للمرض النفسي؟؟؟

وساعود للكلام حول مسالة المدنية والحضارة
و
ستكتشف ان الاستاذ لا يعبا بما قاله سابقا

بل انه يستلف المصطلحات الغربية ,

ولا يشير اليها

وكانه قد اكتشفها

وساعود

المشاء

Post: #50
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Yaho_Zato
Date: 05-19-2004, 03:42 PM
Parent: #48


as a matter of fact .. the use of the terms (cvilization and culture) haven't been used exactly the same way austaz mahmoud used them in the fields of humanity

for the simple fact that these two terms existed before him doesn't mean they have been used the same way he used them, the historians and anthropoligists alike use the term (civilization) to refer to a certain "culture" in history or even the present ... there is no distinguishing between "culture and civilazation" in the field of humanities when we talk about a group of people at a certain point of time .. and also "culture" usually means the ceremonies and religious outlines of the people ,not exactly the human essence that austaz mahmoud refers to .. usually culture comes when there is no civilization (in anthropology) .. and there is no need to mention culture when there is a civilization (in history) .. that does not sound like austaz mahmoud definition at all

the westerns today distinguish between civilization and culture in the "micro" level, but not the "macro" level ... they can say (this person is civilized) but he can be a person without a sense of culture( as it is defined in the western termininology) .. while austaz mahmoud did not use the term (civilization) this way at all .... and he did not even use the term (culture) this way

i will try to find a way that i can elaborate more in Arabic .. ibecause idon't have access to an arabic keyboard these days.. is obvious that these two term existed before austaz Mahmoud, but it is obvious too that they haven't been used the same way before him ... and not even till this day by someone else but him


Post: #51
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: aymen
Date: 05-19-2004, 04:15 PM
Parent: #50

الاخ اسامة
كتبت
Quote: الاخ عمر

لم تفهم مقالتي حول ان الاستاذ لا يلتزم باصول البحث الاكاديمي

وهي سمة اساسية في الخطاب المحمودي

وهل لك ان ترد لنا على مفهوم الفكر المحمودي للمرض النفسي؟؟؟

وساعود للكلام حول مسالة المدنية والحضارة
و
ستكتشف ان الاستاذ لا يعبا بما قاله سابقا

بل انه يستلف المصطلحات الغربية ,

ولا يشير اليها

وكانه قد اكتشفها

وساعود

المشاء


وقلت ان الناس لم تفهم مقصدك.. وان احد هؤلاء الناس
هل لك ان توضح لماذا تعتقد ان الاستاذ محمود لا يلتزم باصول البحث الاكاديمي ؟

Post: #52
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Yaho_Zato
Date: 05-19-2004, 05:31 PM
Parent: #51

Austaz Omer Abdalla

i agree with you in your translation of the definitions of civilization and culture, and am sorry i haven't read your post before i sent mine .. it is clear that in english (anthropologically) they never match what austaz mahmoud meant by them .. and in arabic they have never been used the same way in english at all

arabs translate (civilization) to "hadara" in their books,speeches and researches
and they translate (culture) to "thagafa" in their books,speeches and researches
and by "arabs" here i mean everyone who writes or researches in Arabic, whether it was in anthropology, history, or any other field of humanities

the ironic thing is that even in history and anthropology, there is no rigid definition to both terms (civilization and culture) , but yet there are no definitions that match austaz Mahmoud's, neither in Arabic nor in English

Post: #53
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Ash
Date: 05-19-2004, 07:33 PM
Parent: #52

Salam,
I guess all what he "Mahmoud" wants to say is: that the Sudanese are POTENTIALLY OKEY, but their lack of experience could stop them from going further unless WE step up to push forward !!!!
!!!...I guess

Post: #54
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla
Date: 05-19-2004, 08:31 PM
Parent: #1


Dear Ash
You are right that Ustaz Mahmoud was not happy with the status quo of the Sudanese people, and all the Muslim/Arab people for that matter. He blamed the detrioration of our situation to the slack in our moral values in the first place but also to our lagging behind in material progress (education, infrastructure, technology). He said that we live on the perimeter of the western civilization (al-hadhara al-gharbiya) as well as the perimeter of Islam, and that we can reclaim our place in history if we lived the core of both .. He mostly blamed our political and intellectual leaders for misleading the people but he did not execuse the general public from falling victim to these politicians time and again specially the sectarians and the religous fanatics. But that's not the end of the story as Ustaz Mahmoud saw a potential, in Islam, and specifically in the Sudansese people to play a leading role in pulling the whole humanity out of the current chaos situation. I would like to refer you to what he has written in 1951 about this potential role (you can read it from here http://alfikra.org/jan18/jan18_13.htm ). This indicates clearly that he did not see the bad situation as an inevitable desitny despite the fact that we have seen how accurate his reading has come to be fifty years after independence (as we still live the dark ages where religion is being used to suppress the Sudanese people and to enrich the ingnorant few who appointed themselves guardians over it). I remember a statement that Ustaz Mahmoud said before the independence (which he faught hard to secure), that says "The English might leave today or tomorrow, but we still find ourselves no more free but rather caught in an endless circle choas. We would only be replacing the colonialists whith others in Sudanese skin" ..
I hope this explains Ustaz Mahmoud's position in a brief yet non-distroting manner.
I apologize to the readers for writing in English as I do not have access to Arabic at this time.
Omer

Post: #55
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: kh_abboud
Date: 05-19-2004, 10:34 PM
Parent: #54

الأخوة الاعزاء
كان من الممكن أن يتنهى الحوار بمداخلة الأخ الاستاذ عجب الفيا والتى أجمل فيها ما ظهر للأخ الخواض أنه تناقض بين أن يكون الشعب السودانى بدائى وعملاق فى نفس الوقت وذلك حين قال :


فرق الاستاذ محمود بين الحضارة والمدنية.الحضارة عنده هي الارتفاق بوسائل الحياة المادية المعروفة كالتطور الصناعي والتقني .المدنية ارقي من الحضارة ،وهي مرتبطة عنده بالقيم والاخلاق الانسانية!

بهذا المعني الشعب السوداني بمقايسس الحضارة شعب بدائي،
فهو علي مستوي مؤسسسات الحكم لا يزال تتحكم فيه القبلية والعشائرية والطائفية ،
علي مستوي التطور الزراعي والصناعي والمواصلات والخدمات الصحية والتعلمية لا يزال بدائي،
اما بمقاييس المدنية ، حسب تعريف الاستاذ محمود ،اي علي مستوي القيم والاخلاق والطباع ،فالشعب السوداني شعب عملاق!


وهذايوضح أن الشعب السودانى عملاق فى قيمه والتى تؤهله للنمو والتعلم والتقدم فى مستقبل الايام ... وقد كانت إجابات الاخوان عمر هوارى ود.النور ود. ياسر واضحة ، إلا أن الأخ اسامة الخواض يريد غير ذلك . .. وقد لاحظت ، كما لاحظ غيرى أنه لا يسعى إلأ للأختلاف ، لمجرد الأختلاف ...

Post: #56
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-20-2004, 02:57 AM
Parent: #1

الاخ الكريم عمر عبد الله

ما اوردته حول مفهوم الاستاذ محمود للمرض النفسي يعكس بعضا من خلفيته

الفكرية في ذلك الزمان حين امتزج العلم الحديث بالخرافة

وساعطي القراء مثلا اخر يعكس كيف اصبح الخنزير المسكين ضحية

يقول الاستاذ الاتي نصه حول تحريم اكل لحم الخنزير :

"إنما حرم لحم الخنزير لأمرين ، إثنين: أمر في عينه ، وأمر ملابس النفس البشرية ، في طورها الحاضر

.. فأما أمر العين فهو أن الخنزير حيوان تتجسد فيه صفات النفس الحيوانية الدنيا ، من شح ، و شره ، وحرص .. و أكل لحمه يكسب نفس آكله هذه المذام ، و يجعلها مستعصية على الإصلاح ، و غير مستجيبة لنداء الروح ..

و أما الأمر الملابس للنفس البشرية في طورها الحاضر فهو أنها لا تزال بحاجة ماسة إلى الرياضة التي تضعف فيها نوازع الحيوانية البدائية ، وتقوى فيها نوازع الروح.. و على هذين الأمرين قام تحريم لحم الخنزير .. فأنت ترى إذن أن هذا التحريم قائم و سيظل قائماً إلى حين"

ارجو ان يدلي الاخوة الاطباء البيطريون بارائهم حول ما قاله الاستاذ

محمود بخصوص الخنزير.

اما ما ذكرته -انت اخي الفاضل عمر عبد الله- بخصوص مفهوم الاستاذ محمود

للمدنية فلا اعتقد ان هذا هو القول الفيصل حول مصطلح " المدنية"

وساعود بالتفصيل للتعليق على هذه النقطة

واعتقد ان البوست قد فتح افقا جديدا يتمثل في استكناه استخدام

الاستاذ محمود للمصطلحات

وسبق ان قلت ان مقاربة التناص في الخطاب المحمودي هي المفتاح لاعادة

قراءته بشكل اكثر معرفة مما سينتج عنه قراءة نقدية لذلك الخطاب.

لذا نرى ان من المهم جدا معرفة الكيفية التي تعامل بها ذلك الخطاب مع

المصطلحات المهاجرة اليه وخاصة من الخطابات الغربية . وهل تم ذلك

التعامل على مستوى الاجترار او الامتصاص او التجاوز. والصعوبة في هذا

الامر ان الاستاذ لا يتبع الطريقة الاكاديمية في توثيق المصادر والمراجع

وتعريف القراء على الطريقة التي يستخدم بها المصطلحات الشائعة.

وساعود بعد قليل للتعليق على ما اثاره الاخ الكريم خلف الله عبود

وارقدوا عافية

المشاء

Post: #57
Title: Re:الاستاذ داعية وليس باحث اكاديمي
Author: Agab Alfaya
Date: 05-20-2004, 04:41 AM
Parent: #1

ليس هنالك اي ضرورة تجعل الاستاذ محمود يشير الي مراجع في كتبه :

اولا : هو داعية صاحب تجديد في الفكر الاسلامي وليس باحث اكاديمي .

ثانيا :رغم ان التفريق بين الحضارة والثقافة قائم قبل الاستاذ الا ان ذلك من المعارف العامة التي صارت ملك الكل وليست معلومة خاصة بمصدر بعينه حتي يشار اليه بهوامش.بالاضافة الي ان استخدام الاستاذ لهذين المصطلحين فيه خصوصية من عنده.

ثالثا: الاستاذ محمود قاري ومطلع جيد لكنه هضم معارف عصره ولم ينقل نقلا مباشرا من اي مصدر حتي نطالبه باتباع طريقة البحث الاكاديمي.
ووضع بصماته الخاصة علي كل فكرة تحدث عنها.اضافة الي انه اصيل في موضوع تطوير التشريع الاسلامي القائم علي الاصول والفروع.

كلمة اخيرة :

هذا البوست يا اسامة صار ما عنده اي موضوع وانا افتكر كان من المفروض يكون النقاش محصور في موضوع البدائية .
واي كلام تاني بكون جقلبة ساكت .

Post: #58
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-20-2004, 05:04 AM
Parent: #1

الاستاذ الفنان خلف الله عبوذ

لا ادري من اين جاءتك فكرة ان ما قاله الفيا هو المرجع النهائي حول

استخدام الاستاذ محمود لمصطلح " البدائية"

وهل تعتقد ان مفهوم "الحضارة " ينفصل عن مفهوم " البدائية"؟؟

كنت اتوقع منك ومن النور حمد كفنانين ان تضيئا مثلا مفهوم " الفن

البدائي "

فمثلا الفن الافريقي القديم يعتبر فنا بدائيا

ولكن حينما وظفه الفنان الاسباني بيكاسو ,

اعتبر ذلك فنا معاصرا وقمة في الحداثة

فهل انتما موافقان على فكرة " البريميتيف ارت" ؟؟؟؟؟؟

وساعود

المشاء

Post: #59
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-20-2004, 05:15 AM
Parent: #1

الاخ عجب الفيا

تحدثت عن كلمتك الاخيرة

ولا ادري هل ستترك البوست ؟؟؟

نحن مع ان تبقى

لان كثيرين يستشهدون باجتهاداتك حول مفهوم " البدائية " عند الاستاذ

محمود

ارجو ان تبقى
المشاء

Post: #60
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-21-2004, 06:11 AM
Parent: #1

حينما تحدثنا عن ان الاستاذ محمود لا يعبا بالطريقة الاكاديمية في البحث,

كنا نقصد ان ذلك من المصاعب التي تصادف الباحث ,

اذ ان الاستاذ لا يشير الى مصادره ,

وفي نفس الوقت لا يتيح للباحث معرفة علاقتة المعرفية بالمصطلحات

فمثلا الاستاذ تحدث عن دور اكل لحم الخنزير في تشكيل نفسية الانسان,

وذلك استنادا الى صفات يعتقد انها تمثل الخنزير ,

ولم يقل لنا من اين جاء بهذ ا الكلام عن الخنزير وصفاته

وعندما اتى للحديث عن موضوعه الاساس الا وهو المدنية الغربية ,

لم ينتبه الى ما قاله سابقا

فكان يمكن ان يقول ببساطة ا ن المدنية الغربية فشلت لان الغربيين

يحبون اكل لحم الخنزير

وبما ان الخنزير له صفا ت سالبه كثيرة ,

فان الغربيين احتذوا خط سيدهم الخنزير ,

وقاموا بافساد الحضارة الغربية

فهو يعتقد ان الحيوان له صفات محددة تنتقل بدورها تلقائيا الى الانسان

وتشكل شخصيته

لكنه نسى ما قاله سابقا في كتابه "اسئلة واجوبة" عن الخنزير

وسبق ان برر الفيا عدم اشارة الاستاذ لمراجعه بان الاستاذ مجدد ,

ونرى عكس ذلك ,

ولانه مجدد كان عليه ان يوضح كيف يختلف مع الفكر الغربي السائد ,

لان الاستاذ يتبنى مصطلحات الحضارة الغربية ,

ولا يشير اليها ,

لانه لا يتبع الطريقة الاكاديمية في البحبث

وساعود

المشاء

Post: #61
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla Omer
Date: 05-21-2004, 03:21 PM
Parent: #60

Dear Khawad, I wish you well
You seem like you are really lost and mixed up. Every time you start an issue, instead of continuing on that issue you jump to another and you promise us you will be back. When you come back, you again come with a new issue with no proof and so on. I felt you are lost and not so coherent. It will be very useful to all of us if you kindly go back and regroup yourself and come with a full well presented critique about Autaz Mahmoud and his work instead of this rapid arbitrary jumping and querulous rhetoric. Will you do that

By the way I am Omer Abdalla Omer, not Omer Abdalla Hawari. I have followed your post and,with all due respect, I felt to some extent you wasted your and our time and I felt to let you know by this contribution

Post: #62
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: ودرملية
Date: 05-22-2004, 03:50 AM
Parent: #61

سلامات
وعوافي
فوق
..
نتمني مواصلة الاستاذ منعم هنا كم نتمني مواصلة الاستاذ الخواض هناك في بوست الافروعربية
ولكم الشكر
نتتبع
...

Post: #63
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-22-2004, 04:28 AM
Parent: #1

شكرا اخي الاستاذ ود رملية على دعوتك لي

المهم سافرد بوستا خاصا بي حولت تلك المسالة ,

اي مسالة الهوية

وارجو ان يعود الاخ الاستاذ عجب الفيا

مع خالص احترامي وتقديري

المشاء

Post: #64
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-22-2004, 04:49 AM
Parent: #1

اخي الكريم عمر عبد الله عمر

انا في غاية الاسف كوني قد اخطات في اسمك

فارجو مسامحتي على هذا الخطا

وارجو كذلك اخي عمر ,

ان اشير الى شيئ مهم

وهو ان هذا البوست لا يهدف الى الانتقاص من الدرس الذي علمنا له

الاستاذ محمود محمد طه كاول شهيد للفكر في تاريخنا السوداني

كما ارجو الا يتحول الى مساجلة بيني وبين الاخوان الجمهوريين – وان كنت لن

اعترض على ذلك لو فرض علي هذا الامر-

فانا اعتقد ان الاستاذ محمود صار ملكا لكل البشرية

وذلك باعتباره مفكرا وكاتبا ومناضلا دافع عن افكاره

ووهب حياته ثمنا لذلك

وكان حتى اخر لحظة من حياته متوافقا بين فكره وعمله

ومع اعترافنا بذلك ,

الا ان كل ذلك لن يمنع ان نتناول فكر الاستاذ بطريقة نقدية

وان نخلصه من قراءة اعدائه له ,

وكذلك من قراءة حواريه له ,

والتي في غباشتها الاتباعية الاجترارية تلك ,

تاتي بغباشة جديدة تتردد في اوساط بعضهم ,

في انهم اي الجمهوريين غير معنيين بما سوف يحدث بعد استشهاد الاستاذ ,

والذي يسمونه " صاحب الشان"

فهم يرون ان " صاحب الشان" سيعود ,

لاكمال رسالته
لا ادري مدى صحة ما يقوله هؤلاء,

ولكن مثل هذه القناعات –لو صحت-,

لن تؤدي الى تطوير الخطاب المحمودي

ومن هنا نحب ان ننوه الى ان الارث الفكري و الاستشهادي للاستاذ محمود,

هو ملك لكل البشرية ,

ونحن كسودانيين اول المعنيين بذلك

لذا ارى ان من حق اي قارئ حصيف لفكر الاستاذ ان يدلي برايه,

او ان يسال عما استعصى عليه من فكر الاستاذ

فارجو كما قلت الا يتحول الحوار الى مساجلة بيني وبين الاخوان الجمهوريين

وواضح من اقبال الناس على قراءة البوست رغم حداثته النسبية ,

ان اناسا كثر مهتمون بهذا الشان

ودعونا نبدا خطوة عملية تتعلق بمساهمة الاخ الكريم عمر عبدالله عمر

فهو –سامحه الله- كان قد اتهمنا باننا نجهل الفكر المحمودي ,

ولم نطلع على درره,

وبما انه مطلع –حسب زعمه -على افكار الاستاذ محمود محمد طه ,

فارجو منه ان يحدثنا عن استخدام الاستاذ لمصطلح " المدنية" ,

وهل يعتقد الاخ الكريم عمر عبدالله عمر ان الاستاذ متسق في استخدامه لذلك

المصطلح ؟؟؟

واذا لم يكن متسقا ,

فما السبب او الاسباب وراء عدم الاتساق؟؟؟؟

ارجو ان اسمع من الاخ الكريم عمر ,

وساعلق عليه بعد تقديم مداخلته ,

باعتبار ان الاخ عمر ملم بفكر الاستاذ خير المام

ومنه سنتعلم ان شاء الله ,

سواء اكان ذلك ايجابا او سلبا

ولك التقدير اخي الكريم عمر

وارجو ان تغفرلي ان احسست انني كنت فظا غليظ الفلب تجاهك

وارقد عافية

المشاء

Post: #65
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla Omer
Date: 05-22-2004, 05:47 AM
Parent: #64

Dear Khawad, I wish you well.
In my quest to get your attention not to mix between me and the Omer Abdalla (with the photo) I mentioned my full name but obviously I added to your confusion instead. I apologize. Let me try again: I am not omer Abdalla (AlGumhuri). I am another one (not officially Gumhuri though I wish I was).
The contribution in English was my only one in your post. So, you have been calling the other Omer with his right name and so you did with my name. We are,however, two different individuals.
By the way, you have been extremely polite with every body, I just wish if you present all what you have in a well studied critique instead of throwing some allegations with no proof about Ustaz Mahmoud and his fikr.
I hope I clear the confusion.

Post: #66
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: elfaki
Date: 05-22-2004, 06:57 AM
Parent: #65

الأخ أسامة لقد أثرت نقطة جدالية غاية في الاهمية وهي
أن مفكرين أو مؤلفين كبار ربما يقعون في شبكة الخطاب
السائد عصر تفكيرهم وتأليفهم .. وهو وقوع لا يكشف عن
سقوط هذا المؤلف الكبير بقدر مايكشف عن سطوة ذلك الخطاب
وخطورته .. وهو يشايه ما اكتشفه ادوارد سعيد
في كارل ماركس يقع ضحية خطاب استشراقي جعل المفكر
اللبناني الماركسي مهدي عامل أن يرد بحمية في كتابه
على ماأذكر (كارل ماركس في استشراق ادوارد سعيد)..
ولكن دعنا من هذا لأنني أود أن اشير الي نقطتين ربما
توجهان النقاش وجهة أكثر خصوبة من دائرة الانفعال..

النقطة الأولى : في المحكمة التي رفع دعوتها الأستاذ
محمود محمد طه ضد الدكتور الامين داؤد أستاذ الشريعة
الاسلامية بجامعة أم درمان الاسلامية في منتصف السبعينات
وكان محامي الدكتور داؤد هو علي عثمان محمد طه سأل
القاضي الأستاذ محمود (مامهنتك؟؟) فرد الأستاذ (مؤلف
كتب).. ان هذه الاجابة تجعلنا أن نتحقق من شيئين
هما: أن الأستاذ ليس بداعية لأن الداعية لايكتب وانما
يعتمد على الخطابة التي تضاد الكتابة في هذه الحال..

وقبل أن أدخل في النقطة الثانية دعوني أن أعمل مقارنة
وجيزة .. ففي محكمة الفلاشا حين سأل القاضي الدكتور
حسن الترابي (مامهنتك؟) رد الدكتور قائلا (سياسي)..
فشتان بين مؤلف الكتب والسياسي... [أعود]...

النقطة الثانية هي أن (التأليف) أو (الكتابة) ليست شيئا
سوي تمثل representation ... وهذا التمثل لايمكن أن يغرف
فيه المؤلف من الواقع مباشرة.. فأي كتاب هو تمثل لتمثل
اخر...

هاتان حقيقتان ودتهما ل(اصلاح) النقاش .. ودمتم..

Post: #67
Title: Re: الاستاذ محمود كمؤلف كتب أو كمتناص مع كتب اخرى
Author: osama elkhawad
Date: 05-22-2004, 07:11 PM
Parent: #1

اخي الكريم عمر عبدالله عمر

عموما حصل خير

وشكرا لاشاراتك

ونرجو ان يرجع الينا الاخ عمر عبدالله صاحب الصورة لمواصلة النقاش

واذا تعذر ذلك ,

فساواصل وحدي استجابة لمطلب كثير من المتابعين

ولا ادري لماذا خلا هذا البوست من المساهمات النسائية

مع ان الاستاذ محمود ازال كيثرا من الغبن الذي تعرضت له المراة نتيجة

للتاويلات السلفية للنص القراني

وخالص الشكر اجزيه للصديق الكاتب عبداللطيف على اشارته اللماحة حول

ما قاله ادروارد سعيد عن ماركس


ومسالة هيمنة الخطاب من المصطلحات المفاتيح عند ميشيل فوكو


واشكر ايضا اشاراته اللماحة حول الطريقة التي عرف بها الاستاذ نفسه

كمؤلف كتب

والكتب هي تمثلات لكتب اخرى ,

وهذا ما تم تسميته بالتناص

والذي افردنا له مساحة كبيرة في بوستنا " من عادل عبدالرحمن الى مصطفى

سيد احمد"

ومن اراد الاستزادة ,

يمكنه مراجعة ذلك البوست ,

حيث حاولنا بقدر الامكان شرح المصطلح وتاريخة ,

مستهدين في احايين كثيرة بالامثلة التطبيقية ,

وليس من حالة انسانية خارج التناص كما يرى باختين ,

الا حالة سيدنا ادم في الفهم المسيحي

مع انه في القران اي سيدنا ادم تناص مع كلام الله

حين علمه " الاسماء كلها "



وفي انتظار الاخ الكريم عمر عبد الله

ونرجو ان يكون بخير

المشاء

Post: #68
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-23-2004, 08:20 AM
Parent: #1

iam waitng for Ustaz Omar Abdellah
i hope he is ok
Almashaa

Post: #69
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla
Date: 05-23-2004, 07:49 PM
Parent: #1


الأخ الفاضل أسامة
الأخوان والاخوات الكرام والكريمات
الحق ان حماسي لمتابعة هذا الخيط فتر بعض الشيء لما رأيته فيه من قفز من موضوع لآخر بدل استجلاء صحة أو خطل ما ورد في صدره من اتهام وكأنما الغاية فيه أصبحت اثارة الغبار والجدل من أجل الجدل وقد أشار لذلك الأخوان العزيزان عجب الفيا وعمر عبد الله عمر .. ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن هنالك حجر على تناول أي من مواقف وأفكار الأستاذ محمود بالنقد والتعليق فهي قد نشرت على الملء لهذا الغرض ولكنك هنا طرحت آراء معينة استقرأتها من نصوص محددة ثم لم تعبأ بعد ذلك بالرد على النقاط التي قيلت لتثبت لك خطأ قراءتك وفهمك لهذه النصوص فطفقت تثير الموضوع تلو الموضوع وهذا للأسف الشديد منهج أقرب للتهريج منه للنقد المستبصر ..
فأنت مثلا افتتحت هذا الخيط لتدلل على أن رأي الأستاذ محمود في الشعب السوداني رأي استعلائي ومساير لآراء الفكر الاستعماري (أو ما أسميته أنت بخطاب الانثروبولوجيا ا لكولونيالي) وقررت من ثم أنه يستوجب تأسفا للشعب السوداني "عن اهانته له" .. وقبل أن تثبت صحة زعمك هذا أو تظهر اقتناعا بما وردك من آراء وردود تدلل بالمواقف والنصوص عكس ما ذهبت اليه ، تركت الموضوع جانبا وأثرت مواضيع أخرى مثل اجترار الأستاذ لتعريف الحضارة والمدنية "من الانثروبولوجيا الغربية بدون الاشارة الى ذلك" .. ثم لما ظهر لك عدم جدوى هذه المغالطة الجديدة قفزت الى موضوع آخر وهو أن "الاستاذ محمود غير منسغل بالطريقة الاكاديمية في البحث" وكأنما الإستاذ أو المدافعين عن آرائه ادعوا ذلك .. قلت ذلك لتدفع عن نفسك تهمة افتنانك بالمفكرين الغربيين حينما قررت أنه "لم ينج من شراك مصطلح البدائية حتى مفكرين من أمثال يونج وفرويد، فما بالك من الاستاذ محمود؟؟" .. وعدت لتكرر نفس التهم في موقع آخر حين قلت "ان محمود غير معني بالمنهج الاكاديمي في البحث وهو يستلف المصطلحات من الفكر الغربي ولا يشير الى ذلك" .. وحين قدمنا لك نصوص بها تعريفات الأستاذ لمفهومي "الحضارة" و"المدنية" مما يفند دعواك باستلاف الأستاذ لهما بدون الإشارة لمصادرها ، وطالبناك بأن تشير لنا لهذه المصادر المزعومة ، تركت الموضوع جانبا ، وامعانا في القفز بالزانة من موضوع الى آخر متى ماشعرت بأن حجتك فيه قد تآكلت ، جئتنا بموضوع آخر عن "كيف ينظر الاستاذ محمود الى المرض النفسي؟"!!!!!
ولم تكتف بذلك بل طلبت منى الرد على "مفهوم الفكر المحمودي للمرض النفسي؟؟؟" وكأني أنا الذي أثرته هنا في هذا الخيط .. وطبعا تركت المواضيع الأخرى والتي تم الرد عليها مسبقا معلقة في الهواء وعدت بالعودة لها حينما قلت "وساعود للكلام حول مسالة المدنية والحضارة وستكتشف ان الاستاذ لا يعبا بما قاله سابقا بل انه يستلف المصطلحات الغربية , ولا يشير اليها وكانه قد اكتشفها"
وواضح هنا أنك خالفت وصيتك للأخ الدكتور النور حمد - بعد أن عاب عليك اطلاق صفة الفكر "المحمودي" على الفكر الذي أسماه صاحبه الفكر "الجمهوري" - وذلك حينما قلت له:
Quote: وارجو الا يحول الدكتور النقاش عن المحور الاساسي وهو مصطلح " البدائية"
ليجلب لنا خيطية اخرى تحرف النقاش عن مساره,
وهو ما يشبة تكتيكات الاخوان المسلمين " لفرزعة " النقاش

مع أنه كان يتحدث عن عنوان ومحتوى هذا الخيط بالتحديد ..
فمن ذا الذي يحول النقاش (عن المحور الاساسي وهو مصطلح "البدائية" ليجلب لنا خيطية اخرى تحرف النقاش عن مساره, وهو ما يشبة تكتيكات الاخوان المسلمين " لفرزعة " النقاش) ، إن لم يكن أسامة الخواض نفسه؟!!!
عموما وحتى يرجع الحوار الى محوره الأساسي فسوف أرد على النقاط الأخيرة التي أثرتها أنت وهي حديث الأستاذ عن "العلاج النفسي" وحديثه الآخر عن "حرمة لحم الخنزير" حينما أجد متسعا من الوقت ..
عمر

Post: #70
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-24-2004, 08:00 AM
Parent: #1

عزيزي عمر عبد الله

كنت قد اتهمتنا بالجهل بالفكر المحمودي

وكنت اريدك ا ن تتحدث عن المدنية ,

باعتبارك قارئا جيدا

كما انك لم تتحدث عن كلامي عما يدور حول عودة" صاحب الشان"

ساعود للحديث عن البدائية

وعن النخبوية في فهم الخطاب المحمودي لنشر دعوته ,

وايضا عن التقييدات التي ارتاها الاستاذ محمود للشعب السوداني

باعتباره " بدائيا "

وارجو ان اسمع منك كعارف بحقائق الخطاب المحمودي ,

وايضا بحقائق الدين,

عن مفهومك للمدنية في الخطاب المحمودي

واذا لم تعد ,

سنعود

ارقد عافية

المشاء

Post: #71
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: Omer Abdalla
Date: 05-25-2004, 05:25 AM
Parent: #1


اخي الفاضل أسامة
أجدني في البدء مضطرا للتعليق على بعض النقاط التي أثرتها في رسالتك الأخيرة قبل الولوج الى الموضوعين الذين كنت قد وعدت بالرجوع اليهما وهما موضوعاالعلاج النفسي وحرمة لحم الخنزير ..
فبعد أن قدم لك الأخ دكتور النور حمد حديثا مدعما بالنصوص من كتب الأستاذ محمود حول مفهومي الحضارة والمدنية بالصورة التي تعكس أن الشعب السوداني شعب متمدن وإن لم يكن متحضر .. وبعد أن أعدت اليك أنا بعض هذا النصوص ودعمتها بأخرى تؤكد أن الأستاذ لم يجتر تعريفات الغربيين لهذين المفهومين كما أدعيت أنت وطالبتك بالإدلة التي تثبت عكس ذلك .. أعلنت رفضك لما ذكرناه لك ووعدت "بالعودة" للتفصيل ، حيث قلت وبالحرف الواحد:
Quote: اما ما ذكرته -انت اخي الفاضل عمر عبد الله- بخصوص مفهوم الاستاذ محمود

للمدنية فلا اعتقد ان هذا هو القول الفيصل حول مصطلح " المدنية"

وساعود بالتفصيل للتعليق على هذه النقطة

وكنت ومازلت في انتظار عودتك تلك .. ولذلك استغربت رسالتك هذه الأخيرة ، والتي عكست فيها الآية وأظهرت نفسك بمظهر المنتظر حيث قلت:
Quote: كنت قد اتهمتنا بالجهل بالفكر المحمودي

وكنت اريدك ا ن تتحدث عن المدنية ,

باعتبارك قارئا جيدا

أنا أنكرت عليك عدم الإطلاع على الفكرة الجمهورية بالصورة التي تؤهلك لنقدها بدليل ما قدمناه لك من نصوصها ومواقفها التي تظهر عكس ما ذهبت أنت اليه في أحكامك التي أطلقتها .. وأنت الى الآن مازلت تحوم حول بعض العبارات التي أشكل عليك فهمها .. وليس هنالك أدل على سطحية تناولك لفكر الأستاذ محمود الذي فصل في عديد الكتب والمحاضرات المسجلة مثل تركك كل ذلك جانبا لتنبي نقدك على تقريرات وافتراضات لا تقوى على اثباتها حيث قلت:
Quote: في انهم اي الجمهوريين غير معنيين بما سوف يحدث بعد استشهاد الاستاذ ,

والذي يسمونه " صاحب الشان"

فهم يرون ان " صاحب الشان" سيعود ,

لاكمال رسالته
لا ادري مدى صحة ما يقوله هؤلاء,

من أين أتيت بهذا الحديث المزعوم عن "صاحب الشأن" ولماذا تطالبني أن أتحدث عنه وكأني أنا الذي طرحته لك بالرغم من اقرارك بعدم ادراكك لمدى صحته .. أما كان الأجدر بك أن تركز على ماهو مطروح ومثبت ، خاصة وأنك كنت قد ذكرت بأنك ستتناول "فكر الاستاذ بطريقة نقدية" تخلصه "من قراءة اعدائه له وكذلك من قراءة حواريه له" فهل هذا هو قصارى تناولك النقدي ..
أن هذا هو منطق العجز وهو يذكرني بأسلوب السلفيين في مواجهة الفكرة الجمهورية حينما كانوا يتركونها جانبا ويبنون اعتراضاتهم على أقوال من صنع خيالهم ، و وقد وصل بهم الأمر الى محاكمة الأستاذ محمود أكثر من مرة بحيثيات اعتمدت في الأساس على هذه التخريجات .. وإنه لمما يحز في النفس أن تأتي هذه الأقوال من شخص يدعي الحرص على اتباع "المنهج الأكاديمي" ويعيب على الآخرين عدم تمسكهم به ..

الآن نعود الى حديث الأستاذ محمود عن المرض النفسي والذي طابت لك نفسك بأن تعلق عليه قائلا:
Quote: ما اوردته حول مفهوم الاستاذ محمود للمرض النفسي يعكس بعضا من خلفيته

الفكرية في ذلك الزمان حين امتزج العلم الحديث بالخرافة

وقبل أن أعلق على تقريرك هذا أورد خطاب الأستاذ كاملا كما ورد في كتاب أسئلة وأجوبة "الكتاب الثاني":

أم درمان ص. ب. 1151 20/3/1970
حضرة السيد الفاضل عمر
تحية طيبة ، و بعد ،

فقد ورد جوابك بالسؤال الآتي: ـ
(هل يدخل الجن ، أو أي من الأرواح ، في بدن الإنسان ؟؟ فإذا كان كذلك فما هي العلة ؟؟ و ما هو العلاج لوجود روحين في جسد الإنسان الواحد ؟؟)
و للإجابة على هذا السؤال نبادر فنقرر أن جسد الإنسان بطبيعته به روحان: نسمى أحد هذين الروحين "نفساً" و نسمي الثاني: "روحاً" .. و النفس ظلمانية سفلية ، و الروح نورانية علوية .. فالنفس نبتت من الأرض نباتاً ، و الروح هبطت من السماء هبوطاً .. و رسالة الروح سوق النفس ، من عالمها الأرضي ، إلى عالم سماوي .. أو قل: إن رسالتها هي إخراج النفس من ظلام الجبلة ، إلى نور المعرفة بالله .. و الروح تسمى حافظاً للنفس ، و هي ، هي ، المعنية بقوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) و هذا الحافظ "ملائكي" .. و لكل نفس قرين .. وهذا القرين "شيطاني" أو "جني" .. (هم درجات عند الله ..) ..
فالشيطان لا يكون مسلماً ، و لا يأمر بالخير .. و لكن الجن قد يكون مسلماً .. فبعض النفوس قرينها يأمرها بالخير تارة ، ويأمر بالشر أخرى .. و بعض النفوس قرينها لا يأمر إلا بالشر .. و عمل العبادة كله هو أن تستجيب النفس للحافظ ، فتتسامى بالذكر ، و تسوق معها قرينها .. فكأن الإنسان وسط بين قرين من أسفل ، و حافظ من أعلى .. فمن عمل بالطاعات ، نصر الحافظ "الملائكي" ، و عصى القرين "الشيطاني" ، أو "الجني" .. و هو ، بهذا العصيان ، يسوق هذا القرين معه من الظلام إلى النور .. و من عمل بالمعاصي نصر القرين ، و خذل الحافظ "الملائكي" .. و لذلك فقد قال تعالى: (ومن يعرض عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ..) هذه هي الصورة على العموم .. .
و الجن أحفاد إبليس .. وهم يعيشون معنا على الأرض .. و لكننا لا نراهم .. هم يروننا ، ونحن لا نراهم .. (إنه يراكم ، هو و قبيله ، من حيث لا ترونهم .. إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) .. و هم يعيشون في أماكن الأوساخ و النتانات ، مثل المراحيض ، والحمامات ، و في أماكن أخرى كثيرة .. و قد يخالطون الإنسان ، و يشاركونه في ماله ، و في أولاده ، و في زوجه .. و قد يخالطونه في نفسه .. فتتغير حاله ، و يصاب عقله ، ويصبح يتصرف تصرفاً
شاذاً ، فيسميه الناس "مجنوناً" .. . و أنت تسأل: (فما هي العلة ؟؟) فإن كنت تريد بالسؤال: (فما هو المرض ؟؟) فإن الجواب: إن المرض قد يكون عقلياً ، و قد يكون جسدياً ، و في الغالب يكون في العقل و الجسد كليهما .. في العقل بالتصرف الشاذ ، و الميل إلى العنف الجسدي ، أو اللفظي .. و في الجسد بالتحول ، للعزوف عن الغذاء ، ولقلة الراحة .. و أما علة الإصابة بالمرض فهي الغفلة عن ذكر الله .. و أما العلاج فهو بتقوية الروح على النفس .. و قد يكون ذلك (بالعزيمة) من رجل صالح ، قوي الروح .. أو من طبيب نفساني قد يستعين بالعقاقير ، أو بصعقة الكهرباء .. أو من رجل ذاكر ، بإستعمال بعض الرقي أو بتلاوة الآيات .. وأصبح ، في الوقت الحاضر ، الجانب المأمون في العلاج هو الطبيب النفساني .. أو طبيب الأعصاب ..
و في الحقيقة هذا الموضوع يحتاج لمجال أوسع من هذا المجال لبيانه .. و لكنك أنت مستعجل ، فيما يبدو لي .. فهل نكتفي بهذه الإجابة القصيرة ؟؟ فإن كنت تريد توسعاً أكثر فأمهلني .. وإن إكتفيت بهذا فذاك ..
و يجب أن أذكرك أن هناك مخالطة (ملائكية) ـ (رحمانية) ـ تشبه في ظاهر الأمر المخالطة (الشياطانية) ، و لكن لا يعرفها إلا العارفون .. و قد رمى الجاهلون الأنبياء ، و الأولياء ، بالجنون جهلاً .. و ما ذاك إلا لأن حالة العشق الإلهي ، التي تصيب الخيرين ، تجعل تصرفهم ، بإزاء الناس ، فيما يقولون و يعملون في بعض الحالات ، أشبه بالجنون .. و لقد قيل لسيد الأنبياء: "إنك مجنون" فنفى عنه ربه ذلك ، فقال: (ن ، و القلم و ما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون) وما أرى داعياً للتفصيل هنا ، و ذلك لإستعجالك .. فإن رأيت الحاجة للزيادة من الشرح فأكتب لي في مهلة أوسع .. و أرجو لك التوفيق ..

المخلص
محمود محمد طه


فما هو وجه "الخرافة" في هذا الحديث وما هي الخلفية الفكرية التي تعيب استناده عليها .. هل هو الكلام عن "الروح" وتقويتها .. أم الحديث عن مخالطة "الشيطان" و "الجن" للأنسان .. باختصار ، هل الحديث عن المفاهيم الدينية في تقديرك هو الخرافة .. أتمنى أن تبين عن نفسك أكثر في هذا المجال حتى يكون الرد عليك أكثر تحديدا .. عموما هذه النظرة الاستعلائية من أنصار الفهم المادي لكل ما خرج من ادراكهم ومقابلته بالانكار والاستخفاف لهي نظرة قاصرة وتحتاج لمراجعة حيث أن العلماء بحق لا ينكرون ما لا يعلمون وهم بطبيعة الحال لايسلمون لكل شيء .. وعلى أي حال فأن حديث الأستاذ أعلاه ليس بالقدم الذي حاولت أن تصوره لتربطه بقلة الإدراك وقلة العلم في الخمسينات ومسايرة الخطاب السائد وقتها كما أشرت في حديثك عن "البدائية" وقد قصدت أن أورد الرسالة كاملة حتى ير الجميع معك تاريخ كتابتها وهي سنة 1970 .. وقبل أن ترد على أحب أن أهديك والقراء الكرام هذا الحديث الموجز عن الروح والمادة حتى يعطي بعض التصور لما يرمي اليه الأستاذ ، وهو مقتطف من (أسئلة وأجوبة) "الكتاب الأول":

الإسلام لا يفصل بين الأشياء الظاهرة ، المغايرة لبعضها البعض ، لأنه دين التوحيد للمظاهر المختلفة في كلٍ واحد متناسق ، و عنده أن الإختلاف بين الجسد و الروح ، هو الإختلاف الذي يكون بين القاعدة و القمة للشئ الواحد ـ إنما هو إختلاف مقدار، لا إختلاف نوع ـ فالجسد روح في حالة من الإهتزاز تتأثر بها حواسنا ـ و الروح مادة في حالة من الإهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ، وعمل العبادة ، في العابد هو أن يرفع ذبذبة جسده الغليظ ، من كونها بطيئة ، ثقيلة ، لتصبح سريعة ، خفيفة .. ويصبح ، بذلك ، الجسد روحانياً .. و تصير الظلمة نوراً ، و الجهل علماً ، و القيد حرية .


أما الموضوع الآخر الذي أثرته في هذا الخيط العجيب فهو موضوع "حرمة لحم الخنزير" حيث اقتطفت منه جزء قدمت له بقولك:
Quote: وساعطي القراء مثلا اخر يعكس كيف اصبح الخنزير المسكين ضحية

يقول الاستاذ الاتي نصه حول تحريم اكل لحم الخنزير :


مرة أخرى سأورد نص حديث الأستاذ كاملا كما نشر في الكتاب ومن قبل ذلك في جريدة أنباء السودان حتى يوضع في ال context الذي ورد فيه:


(أنباء السودان) الأربعاء 4 نوفمبر 1959
لحم الخنزير بين التحريم و التحليل
بقلم الأستاذ محمود محمد طه

حضرة الأخ الكريم السيد إبراهيم: تحية طيبة .
أما بعد فقد إطلعت في صحيفة (أنباء السودان) الغراء ، عدد 21 إكتوبر ، على سؤالك الذي تقول فيه: "في حديث جرى بين المواطنين في الخرطوم جنوب تعرض شاب تقدمي إلى لحم الخنزير و قال إنه الآن أصبح حلالاً بعد أن زالت الأسباب الوقتية التي دعت إلى تحريمه" و أنت تريدني أن أحدثك "عن وجه الصحة في هذا الموضوع" ..
إنه مما لا شك فيه أن الأصل في كل شئ الحل ، و الحرمة عرض طارئ ، سببه جهلنا بمنعم النعم ، و قصورنا عن القيام بحق الشكر ، و لذلك جاء في حق بني إسرائيل: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ، و بصدهم عن سبيل الله كثيراً ، وأخذهم الربا ، و قد نهو عنه ، و أكلهم أموال الناس بالباطل .. و إعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليما) ..
و لو أن الناس عرفوا منعم النعم ، و قاموا بحق الشكر عليها ، لكانوا في سعة من أمرهم ، غير معنتين ، ولا مشقوق عليهم ، بل ولا معذبين ، في الدنيا ، ولا في الآخرة .. أقرأ ، إن شئت ، قول الله تعالى: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم ، وكان الله شاكراً عليماً ؟؟) ..
و كلما إرتقى الناس ، وعرفوا ، وأرهف حسهم ، وتيقظت ضمائرهم ، كلما إتسعت حرياتهم ، وقلت الحدود عليهم ، وضاقت دائرة المحرمات ، وإتسعت دائراة المباحات .. و هذا أمر يطالعنا بجلاء حين نقارن بين ما حرم على اليهود ، و ما حرم على المسلمين .. فأما ما حرم على اليهود فإن الآية التي إفترعت بها هذا الحديث تشير إلى طرف منه .. و أما ما حرم على المسلمين فأقرأ بشأنه قوله تعالى: (قل لا أجد ، فيما أوحى إلى ، محرماً على طاعم يطعمه ، إلا أن يكون ميتة ، أو دماً مسفوحاً ، أو لحم خنزير ، فإنه رجس ، أو فسقاً أهل لغير الله به .. فمن أضطر ، غير باغ ولا عاد ، فإن ربك غفور رحيم) .. فأنت تراه حصر المحرمات من المأكولات في هذه الأربعة ، ثم قال (فمن أضطر ، غير باغٍ ولا عاد ، فإن ربك غفور رحيم) .. فكأنه تجاوز للمضطر حتى عن هذه الأربعة ، و ذلك لأن الإضطرار ينفي هوى النفس ، فتنتفي بذلك علة التحريم ، وترجع الأمور إلى أصولها.. وهي الحل ، كما قلنا في صدر هذا الحديث ، وينفي هوى النفس أمر آخر غير الإضطرار ، و هو المعرفة التامة بالله ..
فمن عرف الله ، حق معرفته ، لم يأثم ، بمطعم طعمه ، ولا مشرب شربه ، و ما بلغ ذلك أحد .. أقرأ قوله تعالى: (ليس على الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما إتقوا ، وآمنوا ، وعملوا الصالحات ، ثم إتقوا وآمنوا ، ثم إتقوا و أحسنوا .. و الله يحب المحسنين) ..
و المعرفة بالله عمل متصل في تزكية النفس ، وتطهيرها ، والإحتيال عليها لتستجيب لنداء الأعالي ، وتتجافى عن وهاد الحيوانية الوضيعة ، ولذلك فقد وجب على العارف أن يتوخى كل أمر يعين نفسه على أن تتخلص من نقائص طبعها الحيواني ، لتدخل في صفات الله تعالى ، ويكتمل حظها من المعرفة ..
و إنما حرم لحم الخنزير لأمرين ، إثنين: أمر في عينه ، وأمر ملابس للنفس البشرية ، في طورها الحاضر .. فأما أمر العين فهو أن الخنزير حيوان تتجسد فيه صفات النفس الحيوانية الدنيا ، من شح ، و شره ، وحرص .. و أكل لحمه يكسب نفس آكله هذه المذام ، و يجعلها مستعصية على الإصلاح ، و غير مستجيبة لنداء الروح ..
و أما الأمر الملابس للنفس البشرية في طورها الحاضر فهو أنها لا تزال بحاجة ماسة إلى الرياضة التي تضعف فيها نوازع الحيوانية البدائية ، وتقوى فيها نوازع الروح.. و على هذين الأمرين قام تحريم لحم الخنزير .. فأنت ترى إذن أن هذا التحريم قائم و سيظل قائماً إلى حين ..

محمود محمد طه

فحديث الأستاذ أعلاه تناول مبدأ التحريم من حيث هو وحكمته ثم دلف للحديث عن كيف أن أكل لحم الخنزير يقوي من النزعة الحيوانية عند الانسان ويكسبه بعض هذه الصفات التي يتصف بها الخنزير .. ومعروف أن لحم الخنزير محرم في الأسلام وفي اليهودية وقد أبان الأستاذ حكمة التحريم .. فالصفات الحيوانية "من شح وشره وحرص" هي موجودة عند الكثير من البشر أساسا في مستويات مختلفة ولكنها مجسدة في الحيوانات بصورة عامة وعند الخنزير بصورة أخص ويمكن لأي مراقب أن يلاحظها ولا يحتاج ذلك الى الاستجداء ب"الاخوة الاطباء البيطريون" .. ولكن هنالك سبل للتخلص من هذه الصفات بعضها رسمها الدين والبعض الآخر رسمته الأعراف والتقاليد ولو ترك الإنسان على هينته لما كان هنالك حد لنزعاته الحيوانية .. وبالمناسة فإن أكل اللحوم من حيث هو من موروثات عهد الغابة وسيأتي يوم يتخلص منه الأنسان فهو سائر من الكثافة الى اللطافة ..
الشيء الثاني من هو الذي يجعل "الخنزير المسكين ضحية" .. أهو الذي يدعو الى الترفع عن "أكله" وتحريمه .. أم الذي يرى عكس ذلك ..
أكتفي بهذا القدر الآن
عمر

Post: #72
Title: Re: عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
Author: osama elkhawad
Date: 05-25-2004, 07:14 AM
Parent: #1

عزيزي عمر

هنالك مناطق لم يتم التعرض اليها في فكر الاستاذ

مثل كلامه عن لحم الخنزير وامتلاء العالم بالشياطين في الكوش والادبخانات
فهل تعتقد عزيزي عمر ان الادبخانات الامريكية ,
والاستاذ يستخدم هذه الكلمة , مليئة بالشياطين؟؟؟

وايضا انا اصر على سماع ر اي الاطباء البيطريين في ان لحم الحيوان له دور في تشكيل نفسية الانسان
ولذلك قلت لك ان الخنزير ضحية ,

فهل هو فعلا يمتلك تلك الصفات التي قالها الاستاذ؟؟؟
وهل هذا قانون عام في ان اللحم الذي ياكله الانسان يورثه صفات ذلك الحيوان ؟؟

اذن ما هي صفا ت الحيوانات الاتية ومدى تاثيرها كما يرى الاستاذ محمود ويوافقه على ذلك الاستاذ عمر عبدالله:
1- الديك
2- الدجاجة
3- الخروف
4- النعجة
5- التيس
6- الغنماية
7- البقرة
8- الثور
9- الخنزيرة
10- الخنزير
11- الناقة
12- الجمل
13- السمكاية
14- السمك

كنت اريدك "للحارة ",
وهي فهمك للمدنية كما استخدمها الاستاذ,
باعتبارها مصطلحا رئيسا في فكر الاستاذ

وبما انك اخترت ان تجيب عن سايكلوجيا الحيوان المذبوح واثرها في الانسان

الحي فارجو ان تجيب عن اسئلتنا

وبعد ذلك ساعود

المشاء

Post: #73
Title: الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-26-2004, 01:01 PM
Parent: #1

لقد استوقفتني في هذا البوست مداخلة الأخ الفكي التالية..

Quote: النقطة الأولى : في المحكمة التي رفع دعوتها الأستاذ
محمود محمد طه ضد الدكتور الامين داؤد أستاذ الشريعة
الاسلامية بجامعة أم درمان الاسلامية في منتصف السبعينات
وكان محامي الدكتور داؤد هو علي عثمان محمد طه سأل
القاضي الأستاذ محمود (مامهنتك؟؟) فرد الأستاذ (مؤلف
كتب).. ان هذه الاجابة تجعلنا أن نتحقق من شيئين
هما: أن الأستاذ ليس بداعية لأن الداعية لايكتب وانما
يعتمد على الخطابة التي تضاد الكتابة في هذه الحال..



من قال أن الداعية لا يكتب؟؟ ومن قال أن الكتابة ليست من أساليب الدعوة؟؟ بل من قال أن الخطابة "أو الدعوة بالكلام" يضاد الكتابة؟؟
عندما بدأ الأستاذ محمود دعوته كانت وسيلته الأولى هي الحديث للناس الذين حوله في المجالس الخاصة والعامة، ثم المحاضرات في الأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية، لأن الحديث يكون مفهوما للمتعلمين وللأميين، إضافة إلى أنه يعطي الفرصة في الإجابة على التساؤلات التي تنشأ.. وقد لا يعرف الكثيرون أن الأستاذ محمود كان رئيس الحزب الوحيد الذي يقيم محاضرات ويفتح فيها الفرصة للنقاش والأسئلة، خلافا لبقية السياسيين الذي يقيمون الليالي السياسية المليئة بالخطب، أو الوعاظ الذي يكتفون بخطب الوعظ والإرشاد الديني في المساجد ويتجنبون المسائل الفكرية والسياسية والفلسفية في الأندية والمحافل الشعبية لأن مثل هذه الأسئلة محرجة لهم.. وفي نفس الوقت الذي بدأ فيه الأستاذ بالحديث كان يهتم أيضا بالكتابة والنشر عن طريق الكتب أو الصحف اليومية كوسيلة لنقل الأفكار وإثارة الإهتمام بها، وكان يهتم كثيرا بكتابة الرسائل والخطابات لبعض الناس الذين يتساءلون عما يجيء في أحاديث الأستاذ أو كتاباته.. ولذا نجد أن بعض الكتب التي نشرت كانت في الحقيقة عبارة عن تجميع لهذه الرسائل والخطابات والمقالات التي أرسلت لأشخاص أو نشرت في الصحف في وقت سابق..

والآن آتي إلى مسألة رد الأستاذ محمود على قاضي المحكمة التي كان فيها الأستاذ شاكيا للشيخ الأمين داؤود محمد، رحمة الله عليه.. لقد كان محامي الدفاع عن الشيخ الأمين داؤود وقتها هو علي عثمان محمد طه "نائب الرئيس الحالي".. وكان الشيخ الأمين داؤود قد أخرج كتابا مسفا بحق الجمهوريين وبحق الأستاذ محمود محمد طه.. وقد أخرج الجمهوريون كتابا عنوانه: "الدين ورجال الدين عبر السنين" جاء فيه رد على بعض ما جاء في كتاب الشيخ الأمين داؤود أورد منه:

Quote:
5- ويكفي عارا للجامعة الاسلامية ان يكون أحد أساتذتها الشيخ الامين داود محمد. ففي كتابه في نقد الجمهوريين الصفحات 84/85. كشف عن المؤامرة السياسية وراء محكمة الردة. وكشف عن اتفاقه مع قاضي قضاة السودان وقاضي محكمة الردة علي الحكم قبل صدوره، وقبل رفع الدعوي! فقد ورد فيه:-
((ولما رأينا استعدادا طيبا وروحا عالية من حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبدالماجد أبوقصيصة قاضي قضاة السودان لقبول دعوي الحسبة. وأنها كما قال فضيلته من صميم أعمال المحاكم الشرعية – وكذلك ما لمسناه من الهمة العالية والوقوف مع الحق من صاحب الفضيلة الشيخ توفيق أحمد الصديق، عضو محكمة الاستئناف الشرعية العليا، رفعنا الدعوي))!! اتصل بقاضي قضاة السودان، وبالقاضي الذي سيحكم القضية، واستصدر منهما حكما مسبقا .. هل هذا مستوي رجل يحترم القانون، أو يحترم الدين والأخلاق أو يحترم حتي نفسه؟! وهل هذا موقف قضاة يمكن أن يؤتمنوا علي العدالة والحق؟!! اللهم انها الضّعة والصّغار.. ولقد أمتلأ كتاب الأمين داؤد في نقد الجمهوريين بفاحش من القول، وبذيء من الكلمات، اقرأ الصفحات 33،43،46،48،63، التي هبط فيها الكاتب الي دركات سحيقة من الاسفاف.
ونورد علي سبيل المثال قوله في صفحة 33: ((ومن الغباء والجهل بأحكام الاسلام ادعاء أنّ المرأة تساوي الرجل 100% وعلي هؤلاء الأغبياء ان كانوا جادين في تحقيق ادعائهم، ما عليهم الاّ يأخذوا من المرأة ..... ويستبدلونها ..... عند ذلك تحصل المساواة المطلقة التي ينشدونها)) (هذه النقط من عندنا، ولاتوجد في الكتاب) .. هذا هو خلاق أستاذ في ((الشريعة)) في ((جامعة)) و((اسلامية))! ولا يتصور أحد أية مؤسسة للتعليم مهما اتضع شأنها تقبل بين صفوف معلميها مثل هذا الرجل البذيء..

رد الأستاذ محمود على قاضي المحكمة عندما سأله عن عمله بقوله: "مؤلف كتب"، في تقديري الشخصي، لا يتناقض مع كونه داعية.. وفي محكمة أخرى، قضية بورتسودان الشهيرة وكان الشاكي فيها السيد إبراهيم جاد الله بصفته قاضيا شرعيا، سأل قاضي المحكمة المدنية الأستاذ محمود عن وظيفته فأجاب بأنه "متفرغ للدعوة الإسلامية الجديدة".. وقد كانت قضية بورتسودان سابقة لقضية الشيخ الأمين داؤود.. والأستاذ محمود، في الحقيقة، ليس فقط داعية يختلف عن غيره من الدعاة الذين تعج بهم الساحة، وإنما هو مفكر صاحب فكر جديد على المسلمين عندما دعا إلى تطوير التشريع.. بل إن الأستاذ محمود صاحب فكر سياسي اجتماعي جديد على مستوى العالم كله؛ يكفي أنه أول من دعا إلى الجمع بين الإشتراكية والديمقراطية في جهاز حكومي واحد، وذلك منذ بداية دعوته في الخمسينات..
وفي هذا المقام أود أن أشكر الأخ أسامة الخواض على فتح هذا البوست الذي أرجو أن يستفيد منه القراء.. وهذه أعظم ميزة لهذا البورد..
والسلام
ياسر

Post: #74
Title: Re: الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد
Author: elfaki
Date: 05-26-2004, 07:08 PM
Parent: #73

أخي الأستاذ ياسر الشريق

حين أطلقت كلمة (داعية) كنت قد ربطتها بالعبارة (الخطابة) وبهذا
الربط تفهم هذه الكلمة (داعية) مرادفة لكلمة مستعملة هي (واعظ)..
وهي المهمة الدينية التي كان يقوم بها نفر من الناس موفودين من
وزارة الشؤون الدينية.. هؤلاء خارج مجال التأليف والكتابة..

بالطبع كل كاتب هو (داعية) بالمعنى العام الذي يجعلك أن تقول كل
كاتب له قضية مهما كانت كتابته .. انما هناك قضايا تنتظر كتابا..

علي أي حال الذي جعلني أن أدقق في مقولة اجابة الأستاذ محمود شيئّان
أن الكلام قيل من الأستاذ نفسه في موقف رسمي هو التقاضي. والثاني
ألاّ نقلل من كتابات الأستاذ في كونها (دعوة) لرسالة جديدة وانما كتابة
وتأليف في رسالة جديدة.. والاخيرة لها صفتان . الصفة الاولي في كون
التأليف والكتابة غير المحصورتين في (الدعوة) هما لايموتان بموت
صاحبهما. وهو عكس (الدعوة) من أجل (الدعوة) اذ لا كتابة ولا تأليف فيها.
والصفة الثانية هي أن صاحب التأليف والكتابة قد يتأثر بالخطاب
الذي كان مهيمنا في زمانه ساعة تأليفه وكتابته. وفوق ذلك أن تأليفه
كان قابلا للتطوير بتطوير نظرته في الأشياء..

وحينما يراد الكشف عن هيمنة خطاب معين ويوجد منعكسا عند مؤلفين كبار
هو كشف عن الدرجة العليا في الهيمنة التي بسطها ذلك الخطاب عصرئذٍ. ولا يعني ذلك في قليل أو كثير أنه طعن في الكتابة نفسها أو التأليف
نفسه أو مشروع الكاتب نفسه.. أو ان أردت في (دعوته)..

فمثلا حين اكتشف ادوارد سعيد الي أي مدى هيمن الخطاب الاستشراقي
على كارل ماركس لم يكن طعنا في مشروع ماركس الاشتراكي الشيوعي. وانما
في الكشف الي أي درجة يصبح ذلك الخطاب متداولا ورائجا (ليس بمعنى التسويق)
يقال بلا وعي ...

فحين أقرأ مايكتبه الأستاذ محمود بوصفه (كاتبا) وليس (داعيا) أو (سياسيا)
انما أقرأه وعيا و عمقا وليس شيئا طارئا لا يتعدى حدود الدعوة في زمنها
الراهن ... فهذا مايوده الأستاذ اسامة الخواض اذ يرى فقط جانب هيمنة خطاب
معين وليس الجانب الخاص بالمشروع في كونه (تجديداً للدين)..
ودمت ياأخي الشريف..

Post: #76
Title: Re: الأستاذ محمود داعية ومفكر ومجدد
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-27-2004, 10:08 AM
Parent: #74

أشكرك يا أخي عبد اللطيف على توضيح مرماك من كلمة "داعية" بمعنى واعظ.. فالأستاذ بهذا المعنى ليس بواعظ..

ولك كثير مودتي واحترامي.. في فرصة أخرى سأنقل جزءا من كتاب قضايا بورتسودان.. فهي تعكس كثيرا مما أود قوله عن الوعاظ وممتهني الوظائف الدينية والقضاة الشرعيين ومعلمي الدين..

ياسر

Post: #75
Title: عن ماركس في استشراق " ادوارد سعيد"
Author: osama elkhawad
Date: 05-27-2004, 07:57 AM
Parent: #1

اخي ياسر الشريف
لعلك من القلائل الذين اختلف معهم واشادوا بالبوست
وانا اعتقد ان مهمة الباحث هي الكشف عن المجهول في الخطاب محور البحث
وفي هذا المثال هو الخطاب المحمودي
وهذا ما غاب عن اخينا الكريم عمر عبدالله الذي كان يعتقد اننا نريد مساجلة مع ذلك الخطاب
وقد اشار الاستاذ عبداللطيف الى نقطة مهمة تتعلق بهيمنة الخطاب وتاثير ذلك على انتاج المعرفة كما هو الحال مع مصطلح "البدائية" واثره في الانتاج المعرفي للخطاب المحمودي وهذا ما يخالف راي الاخ عمر عبدالله الذي يرى ان المسالة كلها هي خلاف حول مدلول بعض الكلمات ,
وكان المسالة ليست معرفية وانما ببساطة تنحصر في الدلالات القاموسية للكلمات , ولا تتعلق ببنى معرفية ترتبط ارتباطا وثيقا بتاسيس خطاب له مصطلحات ومفاهيم محددة
ولو قرا اخونا عمر عبدالله كتاب "الاستشراق" لادوارد سعيد او ايا من كتب ميشيل فوكو الذي يحيل اليه دائما ادوارد سعيد , لكان كفانا كثيرا من العنت وسوء الفهم ,
والذي للاسف يتعلق به ,
و بالرغم من اتهامه لنا – سامحه الله – بجهلنا بالدرر المحمودية في الكتابة
وهو قد حاول الدفاع عن منع اكل لحم الخنزير ,
ولم يمدد هذا المنطق الى فكر الاستاذ محمود ,
فلو كان امر اكل لحم الحيوانات هو الحاسم في التطور البشري ,
فان الاستاذ حين انتقد المدنية الغربية في اول كتاب له الا وهو " السفر الاول" لكان يمكن ان يقول ان تلك المدنية الغربية فاسدة لان اهلها – ببساطة – يحبون اكل لحم الخنزير ,
وهو الذي اورثهم تلك الصفات ,
وفي المقابل كان يمكن ان يقول ان اكلة لحم الضان لهم صفات كذا وكذا ,
وان اكلة لحم النعجة لهم صفات كذا وكذا ,
وقس على ذلك اكلة لحوم التركي , والبقر و الغنم والسمك و الساردين والبولطي والعتوت والجمل والكلاب والقطط و والحصين والحمير وغيرها من الحيوانات

وساعود للحديث عن ماركس في استشراق " ادوارد سعيد" وعلاقة ذلك باثر بمفهوم البدائية على الخطاب المحمودي
وارقدوا عافية
المشاء