عندما السلام يدعوا الى الحرب

عندماالسلام يدعو الى الحرب
دعوة للسلام تسعر الحرب؛ ليت شعري ما الخطب؟
لان المقال يخالف الحال، فالسلام بلسان المقال، ولسان الحال دعوى الى الحرب
اين السلام؟
السلام الذي يعنون لمن ومن من؟
ان الذي يدور من سلام ان صحت تسميته بذلك فهو لحماية النظام من انتقام الشعب الغاضب وليس سلام للشعب، واما السلام الحقيقي هو ان يأمن الشعب الاعزل على نفسه من قمع الطقمة الحاكمة المدججة بالسلاح، وليس ان يأمن النظام من الشعب البريئ، ام يريدون ان يتصرف النظام وحلفاءه المتصالحون بحرية في قمع الشعب واقتسام السلطة دون ان يعترض عليهم احد، والا فاين حسابات الشعب عند الوسطاء او النظام او المتصالحين المستسلمين.
لا سلام ما لم يسلم الشعب من اعتداءات مليشيات النظام المسماة بالجنجاويد واجهزة امنه والشرطة الشعبية والزبانية في بيوت الاشباح، وشبابه المزودين بالسلاح في الاحياء لارهاب الناس، كيف تكون مغالطة السلام والعالم كله يشهد بانتهاكات حقوق الانسان والتصفيات العرقية والابادة الجماعية والاغالات عن العمل لآلاف العاملين والموظفين والظباط والجنود.
اين السلام والامان والشعب لايأمن على نفسه داخل بيته بسبب جاره المتصنط من طرف النظام؟ والنبي صلى الله عليه وسلم ينفي الايمان عن : من لم يأمن جاره بوائقه، فكيف يكون ذلك باسم الاسلام؟
وتلك البوائق هي السمة السائدة عند عناصر النظام حيث جندهم رقيب وعتيد لكل شخص من عامة الشعب يلفظ بكلمة ولو مداعبة مع زوجته يسال عنها صغيرة ام كبيرة، الى جانب الاعتداءات على الحرمات والاعتقالات والجلد والتهديد حيث يؤخذوا الى خارج المدينة وبعد الضرب والتعذيب يتركوا ليرجعوا مشيا على الاقدام من مسافة عشر كيلوا مترات اي سلام هذا ثم ما هو العائد منه على الشعب المسلوب، وقد اشترطت قيادات الاحزاب التقليدية المتصالحة تعويضهم ورد ممتلكاتهم المصادرة قي السكوت على جرائم النظام وعدم التعرض لمساءلة ومحاسبة النظام وما ذكر من المحاسبة في الاتفاق يراد به للمستقبل ولكن لا محاسبة على ماسبق لانه ابتزهم بان المحاسبة اذا حدثت تشمل الجميع لانهم اجرموا من قبله لذا لا يريدون النحاسبى حتى لا تطالهم حتى محلس راس الدولة.
كيف يكون السلام؟ وديمقراطيتهم المزعومة لم تعطي الشعب سواء عمال او موظفين او زراع اي عائد او حصة من الاتفاق، كيف يكون سلام ؟ اذا لم تكن هناك مساواة وحصرت الخيرات للنخبة من القيادات ، وكيف يصمت هؤلاء المحرومين وليس لهم سهم في الاقتسام، كيف يكون اتفاق وطني في حين ان العمال اعتبرهم اجراء لا شركاء، كيف يكون السلام ولسان حالهم يقول للشعب انتم العبيد ونحن الاسياد نحن الامرون وعليك الانقياد، وليس لك معنا حق او نصيب، كما ان نصوص الاتفاق تشهد بذلك اذ انه لم يقل الاتفاق بين الشمال والجنوب ولكنه قال: بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، والمؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم وحده ومن دخله كان امنا، والمعنى : اركب معنا ولا تكن مع الكافرين، او المغضوب عليهم والضالين حسب نظرت العصابات ادعياء الدين، ويرمى بالفتات على الارض ليتصارع عليه عامة الشعب وبه يفتنهم وهو يتفرج، فالاتفاق عبارة عن دعوة للاثارة بل بسبب تغيبها واهمالها للشعب دفعته للمخالفة والحرب لتاخذ حقها وترد اعتبارها وتحمي نفسها.
وكيف يكون السلام اذا كانت الاطراف التي حملت السلاح في الشمال لم تفاوض ولم تحضر ولم تستشر ولم تعطى حصة في القسم، بم يطلبون منها التنازل هل هي كانت تقاتل لاجل ان ترد حدائق المرغني المصادرة ام ليعطى مقعدا الى جنب النظام، الم يكن هذا التجاهل دعوة لها لتتمرد وترفض، واي سلام ولم يسمح النظام للشعب بحرية التعبير فضلا عن التغيير ولا عدالة في الحكم، ولا مساواة في القسم، سواء السلطة او الثروة او حتى فرص العمل المحصورة لعناصر النظام، اما التجارة في للمقربين وعصام الترابي الذي يسيطر على سكر كنانة واسمنت عطبرة ، وحتى اراضي الاوقاف قسموها سابقا لعناصرهم، ان القوى الحقيقية التي تقود وتنمي وتعمر وترث لم تشارك ولم تمثل فانها اذا تثور يكون قد لوح لها النظام بالثوب الاحمر واستفزها واثارها واليوم يحصد ثمارها، ثورة وانتفاضة تجعل سلامهم حرب وامنهم رعب، اليوم بورتسودان وغدا الخرطوم وبعدها مدني وخاتمتها عطبرة التي تنهي الجولة بالضربة القاضية.

ما ذكرنا منذ يومين بان السلام المزعوم بمثابة دعوة الشعب للحرب فان الاحداث الحالية تؤكد ان العديد من المعترضين المغيبين في الاتفاقيات خرجوا للنضال لاجل اخذ حقوقهم ومن جانب النظام يصعد في حملة القمع فاي سلام؟ ربما سلمت جيوب البعض من الصرف على المعارضة وسيصرفونها فيما بعد عند المحاسبة

منذ ان اعلن السلام المزعوم هل وجدتم سلام ام حرب؟ وذلك مصداق ما نقول

حتى يساير النظام الموجة العالمية تجاه محاسبة مجرمي الحرب اصبح النظام يقول بذلك اعترافا منه انه امرا لا يمكن السكوت عليه لكنه يعمل على الهروب من جانب قانون الاجراءات وعدم التمكن بسهولة من اثبات ذلك حسب ظنه النظام الذي يدعي السلام حربين من الداخل والخارج وذلك حصاد السلام الوهمي

وما ذكرناه من الحرب ليست هي كل الحرب ولكن هناك من الحروب ما اوشك على الاندلاع وستكون قريبا

كيف يكون السلام في كل اسبوع نسمع عن فصيل جديد يعلن الحرب على النظام او معارضته فاذا كان النعني هوالسلام فانه حقيقة اصبح دار حرب وليس سلام وان كان المعني به قيادات الاحزاب التقليدية فسلامهم لانفسهم ورد مزارعمهم في صفقة استسلام للنظام لادخل للشعب بها فانه يعد نفسه لحرب واسعة