المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"

المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"


03-20-2007, 04:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=37&msg=1189229892&rn=0


Post: #1
Title: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: ابراهيم الكرسنى
Date: 03-20-2007, 04:13 AM

خواطر من زمن الانتفاضة (7)

المجاعة في غرب السودان عام 1984.... أزمة دارفور الراهنة... و" القفص الآيديولوجى" !!

د. إبراهيم الكرسني

لدى قناعة راسخة بأن معظم الأمراض الاقتصادية والاجتماعية التى يعانى منها السودان في الوقت الراهن قد بذر بذرتها الأولى جعفر نميرى منذ أن بدأ "قائدا لمجلس قيادة ثورة مايو" يسارية التوجه وإلى أن إنتهى بة المطاف "إماما للمسلمين " متحالفا مع مجموعات الهوس الديني . فقد أسست مايو، بشموليتها الخانقة وسياستها الاقتصادية الخرقاء، لنظام الحزب الواحد ولدولة الفساد المالي والإداري. لقد وجد رأس المال الطفيلي رحما خصبا في نظام مايو، الذى سن كل القوانين والتشريعات الكفيلة بحمايته إلى أن نما و ترعرع، مرويا بدماء شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة دفاعا عن مصالح الشعب، بدءا بشهداء ود نوباوى، مرورا بشهداء يوليو 71، شهداء حركة حسن حسين 75 ، وشهداء يوليو 76، وإنتهاءا بتعليق الفكر على أعواد المشانق فى الوقفة البطولية الأسطورية للشهيد الأستاذ محمود محمد طه.

لقد كان حاكما باطشا لايتورع عن زهق روح كل من يهدد كرسي حكمه أو مصالح الفئات الطفيلية التى يواليها بالرعاية. تقول الفرنجة"السلطة تفسد ولكن السلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقا "!! هذا ملخص مفيد لتجربة النظام المايوى .فقد إستغل جعفر النميرى سلطته المطلقة ليؤسس لدولة الفساد. بدأ ذلك عند تأسيسه لبنك فيصل الاسلامى السوداني بقانون خاص، متجاوزا بذلك قانون بنك السودان، وماتبعه من تأسيس لبقية "المؤسسات" المالية و الإقتصادية و التجارية " الإسلامية". لقد ركل هذا الرجل، بفعلته تلك، جميع القوانين التى صادق عليها بنفسه من جهة، ثم "بصق" على وجه دولة " المؤسسات"، التى كان يتشدق بها منظرو النظام المايوى من " النخبة السودانية" المدمنة للفشل، من جهة أخرى !!

تعتبر فترة الحكم المايوى بمثابة مرحلة التمكين بالنسبة للإخوان المسلمين، حيث فتح لهم جعفر نميرى الأبواب واسعة ، منذ ما عرف بالمصالحة الوطنية في عام 1977م ، التى أعقبت ما يسمى "بالغزو الليبي الرجعى" فى 2 يوليو 1976 ، للتحالف معه، إلى أن فرضوا سيطرتهم تماما على اذرعه النظام السياسية والتنفيذية. إستغل الإخوان المسلمون فترة "التمكين" هذه ليراكموا أموال السحت التى امتصوها من دماء الشعب السوداني، وبالأخص من خلال متاجرتهم فى قوت الشعب وضروريات حياته من السلع الأساسية، كالذرة على سبيل المثال. ادخل الأخوان المسلمون مفهوم السوق الأسود بصورة واسعة وملحوظة لأول مرة في تاريخ السودان أثناء هذه الفترة، حيث صار السوق الأسود فيما بعد بمثابة السوق الرسمي السائد في البلاد . من هنا أثمرت علاقة مؤسساتهم" الإسلامية"، وبالأخص بنك فيصل الاسلامى، عن المجاعة التى ضربت غرب السودان، وبالأخص إقليم دارفور في عام 1984 م.

حدثت المجاعة نتيجة للجفاف الذى ضرب دول الساحل الأفريقي وحزام شبة السافنا ، بما فى ذلك السودان ، فى العام 1984 م . وقد سبق ذلك زحف صحراوى أتى على المساحات المخضرة من تلك المناطق نتيجة للسياسات الزراعية الخاطئة التى لم تراعى التوازن البيئي الضروري أو المحافظة على البيئة، والتى قضت على حزام الغابات الذى كان يسجل حماية طبيعية للمساحات الخضراء . لقد كان من نتائج ذلك الجفاف فقدان أهلنا فى غرب السودان لمصادر رزقهم الأساسية ، الزراعة والثروة الحيوانية، وقد واجهوا ظروفا حياتيه صعبة جراء ذلك، حيث جف الزرع والضرع،، ثم تلي ذلك المأساة بعينها، وهو فقدان إنسان غرب السودان نفسه للحياة.
.
لقد قضى العديدين من سكان غرب السودان نحبهم جراء تلك المجاعة. وقد بدأ من بقى منهم على قيد الحياة فى الزحف نحو اقرب مدينة بحثا عن لقمة عيش تقيه شر الموت جوعا . بدأ النازحون من الغلابة والمساكين يضربون أحزمة حول تلك المدن بحثا عن سبل كسب العيش، حتى وصلت طلائعهم إلى مشارف مدينة أم درمان ، حيث تجمعوا فى معسكرات "المويلح" و "الشيخ ابوزيد" . ففى الوقت الذى بدأت فيه المنظمات الأهلية ، المحلية والأجنبية، مد يد العون لهؤلاء النازحين، لم يتورع بنك فيصل" الاسلامى" من استغلال تلك المأساة لمزيد من التراكم البدائي لرأس المال فى ممارسة منافية، ليس فقط لمبادئ الدين الاسلامى الحنيف، وإنما منافية لاى خلق إنساني سليم!! قام البنك المذكور بشراء كميات ضخمة من الذرة من مناطق إنتاجها بالدالي والمزموم، بأسعار زهيدة، ثم قام بتخزينها في مدينة كوستى، بواسطة فرعه فى تلك المدينة. و عندما حدثت المجاعة فى غرب السودان قام بترحيلها وبيعها لمواطني تلك المناطق،الذين يموتون أصلا من الجوع، بأسعار تقع خارج دائرة القوة الشرائية لمعظمهم ، مما أدى إلى وفاة العديدين منهم. هل لكم تخيل مثل هذه الفاجعة!! مؤسسات تعمل باسم الإسلام، دين الرحمة وإغاثة الملهوف، تستغل جوع البشر من المسلمين لتراكم عوائدها المالية!! إنه بالفعل تجسيد حي لتناقض الشعارات مع الواقع في أبهى صوره!! ألا يحتاج هذا السيناريو إلى فلم سينمائي، كان سيحتاج، من غير هذا المشهد، إلى خيال خصب وخلاق ليصور وقائعه، ولكن رسالة رأس المال الطفيلى، ومؤسساته المالية، قد جعلت من ذلك ممكنا، دون كبير عناء !!

حينما ضربت المجاعة معظم دول الساحل الأفريقي فى ذلك العام ، قام رؤساؤها ، وبالأخص الرئيس الاثيوبى ، بإعلان ذلك على العالم أجمع، وطلبوا من المجتمع الدولي مد يد العون والمساعدة لإغاثة مواطنيهم من الموت جوعا، ماعدى السودان، الذى ارتأى"إمامة المجاهد" وسدنته من "تجار الدين" عكس ذلك تماما، حيث وجدوا في موت مواطنيهم جوعا فرصة لتعظيم أرباحهم، ربما لن تتكرر قريبا !! وهذا ما قاموا به على أكمل وجه !! عندئذ تصدت نقابة أساتذة جامعة الخرطوم لهذه المهمة وقررت إطلاع العالم على حجم مأساة المجاعة التى ضربت غرب السودان بصورة عامة، وإقليم دارفورعلى الوجه الخصوص.

قررت النقابة القيام بهذا الدور من خلال ندوة جماهيرية كبرى تقام بنادي أساتذة جامعة الخرطوم ليصل صداها إلى جميع أنحاء العالم من خلال وكالات الأنباء المتواجدة فى العاصمة فى ذلك الوقت . ولا يسع المرء فى هذه السانحة الإ أن يتوجه بالتحية والإجلال والإكبار لأستاذة جامعة الخرطوم، ممثلين فى نقابتهم العظيمة التى لعبت دورا بطوليا فى قيادة مسيرة الإنتفاضة ، إلى أن أطاحت بحكم "الإمام" ، وبالأخص للأخوين العزيزين الدكتور عدلان احمد الحردلو- شيخ العرب- رئيس النقابة، والدكتور مروان حامد الرشيد – السكرتير العام للنقابة في ذلك الوقت .لقد لعب هذان الرجلان دورا مشهودا في قيام الإنتفاضة، بصمودهما في وجه قوى البغي والبطش من قيادات النظام على جميع المستويات. ولكنني أود أن أنوه وألفت نظر جيل الشباب الحالي من المهتمين بالشأن العام إلى ضرورة الإطلاع على بيانات نقابة الأستاذة التى أصدرتها في ذلك الوقت، والتى خط معظمها يراع الأخ الدكتور مروان حامد الرشيد، ليرووا غليلهم بما تضمنته من أدب سياسي رفيع ولغة عربية رصينة!! لقد أوتى الأخ مروان، بالفعل، مجامع الكلم !!

كلفتني النقابة، مشكورة، بالإعداد لتلك الندوة، بالتعاون مع الأخ د.مروان. وبالفعل قمت بالاتصال ببعض الإخوة للتحدث فيها .وافق علي الحديث الإخوة الأجلاء د.بشير عمر، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم فى ذلك الوقت والذى يعمل حاليا بالبنك الاسلامى للتنمية بجدة، ود.موسى آدم عبد الجليل، أستاذ علم الاجتماع والذى يعمل حاليا بجامعة الخرطوم، والأخ د.سليمان علي بلدو، أستاذ اللغة الفرنسية بجامعة الخرطوم في ذلك الوقت، والذى يعمل حاليا مديرا لبرنامج الشؤون الإفريقية التابع للمجموعة العالمية للأزمات ، و جميعهم من أبناء غرب السودان، بالإضافة إلى شخصي الضعيف. لهم جمعيا التحية والإعزاز.

عقدت الندوة أثناء شهر أكتوبر من عام 1984 م، على ما أذكر، بنادي أستاذة جامعة الخرطوم. لقد إمتلأت باحة النادي، على وسعها، بالحاضرين وكان عدد الذين حضروا وقوفا أكثر بكثير من الجالسين على الكراسي المخصصة لها. كنت أول المتحدثين فى تلك الندوة، التى قدم لها الأخ د. مروان، وكنت قد قررت التحدث عن دور البنك الدولي فى إحداث المجاعة في غرب السودان . حينما هممت بالحديث، فإذا بالتيار الكهربائي ينفصل فجأة عن دار الأساتذة، وإذا بالدار يكسوها ظلام دامس. هل كان ذلك مصادفة أم بفعل فاعل ؟! أعتقد إن توقيت فصل التيار الكهربائي، وفى مثل هذه المناسبة، لايمكن أن يكون قد تم إلا بإيعاز من جهاز أمن "الإمام"!! عندها قرر الأخ د.مروان إحضار" بطارية" عربته، التى أكل الدهر عليها وشرب ، لتشغيل المايكروفون وإستكمال المهمة. لكن، وقبل رجوع الأخ مروان إلى مسرح الندوة، فقد أمدنى أحد الإخوة الأفاضل، لا أذكر إسمه الآن، بـ"بطارية" يد عادية .أمسكت البطارية بيد و أوراقى الخاصة بالندوة باليد الأخرى، و بدأت حديثي كالآتى ، "رغما عن هذا الظلام الدامس، فإننا سنتمكن من توصيل الحقائق عن المجاعة فى غرب السودان إلى جماهير شعبنا". وقد كان. أتى د.مروان ب " بطارية" عربته، و من ثم تم إعادة "الحياة" إلى المايكروفون، فواصلنا الحديث، الواحد تلو الآخر، وقمنا بفضح دور النظام ومؤسساته فى خلق المجاعة والتستر عليها، وحملناه المسؤولية الكاملة عن المأساة الإنسانية التى تواجه جماهير شعبنا فى غرب السودان بصورة عامة، و إقليم دارفور على وجه الخصوص. حينما أحس جهاز أمن "الإمام" بأن لا فائدة من فصل التيار الكهربائي عن دار الأساتذة، وأننا قد نجحنا فى توصيل الحقائق إلى الجماهير ، على الرغم من ذلك الظلام الدامس،، كما وعدنا بذلك فى بداية الندوة ، قام بإرجاع التيار الكهربائي إلى الدار مرة أخرى.
.
كان أول المعلقون من الحضور سيدة تقدمت إلى المنصة بجرأة تحسد عليها. عندما وصلت إلى المنصة، بدأت حديثها كالتالي، "أنا أسمى لبابه الفضل ، حمريه من كردفان، قمت بزيارة أهلي بالمعسكرات هذا اليوم، و قد رجعت منهم قبل قليل. سألتهم دايرين شنو؟ قالوا والله مادايرين حاجة، إلا بس عايزين لينا زول يعلمنا أمور دينا "!! أشهد الله أن هذا هو بالضبط ما تفوهت به هذه السيدة !! حينها أبدى بعض الحاضرين امتعاضا واضحا وبدأوا بالصياح فى وجهها حتى أصبح صوتها غير مسموعا تماما. تطلب الأمر تدخلي فى تلك اللحظة، وقد طلبت بالفعل من الحضور أن يتيحوا لها فرصة الحديث ويتركوا لنا مهمة الرد على ما تقول، وقد كان.عاودت هذه السيدة الحديث مرة أخرى كالتالي ،"أنا عايزة أسال د.كرسني، انو هو شخصيا عمل شنو لمساعدة النازحين؟ ثم ماعلاقة البنك الدولي بالمجاعة فى غرب السودان ؟"!! ضجت الباحة مرة أخرى بالصياح، ولكنني شكرتها على السؤال، ثم أعدت على مسامعها مختصرا مفيدا لما قلته عن علاقة سياسات البنك بالمجاعة، آمل أن تكون قد استوعبته !! ومن بعد ذلك اقترحت على نقابة الأستاذة إقامة ندوة أخرى منفصلة عن علاقة روشتة صندوق النقد وسياسات البنك الدوليين بـ " حلة الملاح"، حيث أكدت لها وجود آلية معروفة لذلك، ولكن شرحها يتطلب إقامة ندوة منفصلة.

ما أود الوقوف عنده، فى هذه السانحة، هو ما يمكن لي تسميته بـظاهرة " القفص الآيدولوجى "، الذى شكل رؤية هذه السيدة ، ومن هم على شا كتلها، لترى واقعا مغايرا و مختلف كليا عن الواقع الماثل أمامها !! إن هذا هو ما حدث بالضبط عندما زعمت هذه السيدة بزيارة ضحايا المجاعة عند تخوم مدينة أم درمان .هل لكم أن تتصوروا منظر إنسان يأتي سيرا على الإقدام من إقليم كرفان إلى أن يصل إلى مشارف أم درمان، وهو فى حالة إعياء يكاد يصل إلى درجة الهلاك من الجوع والعطش ، بعد أن فقد كل ما يعينه على الحياة الكريمة فى بلده الأصلى، و يقطع كل هذه الفيافي بحثا عن لقمة عيش تقيه شر الموت جوعا، ثم يأتي من يقول لنا أن هؤلاء البشر لم ينزحوا عن قراهم إلا بحثا عن إنسان "ورع" ليعلمهم أمور دينهم !! هل يمكن لإنسان مثل هذا أن يكون فى كامل وعيه؟! أعتقد أن عقل مثل هذا لا يمكن له أن يكون سوى عقل واقع تحت تأثير مخدر " القفص الآيديولوجى" فى تلك اللحظة من الزمان؟!! يمكنني الآن القول باطمئنان إن دخول أى إنسان لهذا القفص،، سوف يكون تأثيره على قدراته العقلية، كتأثير من أصابه مس من الجنون !! بل إنه الجنون بعينه الذى أصاب تلك السيدة فى ذلك الوقت ، و حرم أعينها بالتالى من رؤية الواقع الماثل أمامها، أناس يتضورون جوعا، و ينجح فى تشكيله لها فى صورة مجموعة من" المجاهدين" ، لم يتكبدوا كل هذه المعاناة إلا بحثا عن من يعلمهم أمور دينهم!! فإذا كان هذا هو هدفهم الأساسي، أما كان من ألأفضل لهم التوجه إلى الزريبة، القريبة إليهم من حبل الوريد، ليستزيدوا علما وإيمانا من الرجل الورع، العارف بالله، الشيخ عبد الرحيم وقيع الله، "شيخ الزريبة" !! أم أن هؤلاء الناس من الغشامة بمكان بحيث لم يسمعوا بهذا الشيخ الذائع الصيت!!

إن هذا" القفص الايدولوجى " هو نفسه الذى صور، بعد ما يربو على العشرين عاما من مجاعة غرب السودان، للدكتور مصطفى إسماعيل "أزمة دارفور" الراهنة بأنها من صنع "الإعلام الغربي" و "قوى الاستكبار" !! أليس هذا هو الجنون بعينه ؟! ثم بعد أن أجبره الضغط المحلى، و كذلك ضغوط " الإعلام الغربي" ، على الخروج من "قفصه الآيديولوجى"، ليلامس أرض الواقع، ولو من طرف بعيد، صرح، لا فض فوه، بتصريحه اللعين زاعما بأن الإدعاء بموت مئات الآلالف من الغلابة والمساكين من أهل دارفور، ماهو سوى محض خيال من الإعلام الغربي، وان من توفوا بالفعل لايتجاوز عددهم العشرة آلاف !! لله درك ياإبن الخطاب، حينما أعلنتها داوية بأن تعثر بغلة بأرض الرافدين، وأنت قابع بأرض الحجاز، يعتبر فى مقام مسؤولياتك المباشرة، وسوف تسأل عنه يم القيامة. فما بال دعاة "التوجه الحضاري" ، و"أنبياء آخر الزمان" ،يستكثرون على أهالي دارفور حسن المعاملة، حتى وإن كانت فى مستوى معاملة البغال ، ناهيك عن معاملة الإنسان الذى كرمه الله سبحانه وتعالى أيما تكريم!! اى إسلام هذا، واى نوع من المسلمين أمثال "هؤلاء الناس " ؟!!

إذن فأزمة دارفور الراهنة لم تكن وليدة تمرد2003 م، بل إن لها جذورا تمتد لعشرات السنين من سوء التخطيط والإدارة والفساد الذى ميز حكام السودان، و كذلك حكام دارفور، عبر مختلف حقب الحكم الوطني، ولكن خصوصا فى عهد " الإنقاذ" الراهن، وبالأخص حينما تولى أمر إدارتها حتى بعضا من قيادات حركات التمرد الراهن من أبناء دارفور أنفسهم!! لذلك فإن صدري ينقبض بالفعل، و تعتريني حالة من الغثيان، حينما أقرأ بعض الكتابات السطحية عن دور"الجلابة" فى أزمة دارفور. لأمثال هؤلاء أود أن أقول بأن مفهوم الجلابة، وعند تجريده نظريا ، لا يعدو أن يكون سوى إشارة إلى الدور الذى يقوم به مصاصي دماء الغلابة والمساكين فى جميع أنحاء السودان، من جميع أعراق و أجناس و إثنيات السودان المختلفة، وإن إرتبط في أذهان الكثيرين بالتجار الشماليين الذين تواجدوا فى جنوب وغرب البلاد خلال حقب تاريخية محددة . إن استغلال الإنسان لأخيه الإنسان قد نتج عبر التاريخ من واقع علاقات الإنتاج السائدة فى المرحلة التاريخية المحددة، ولم يكن أبدا نتاج إختلافات عرقية أو قبلية أو مشابه ذلك. وقد دلت ندوة مجاعة غرب السودان في عام 1984 م ، على توحد المهمومين بحقوق وحياة الإنسان، غض النظر عن أعراقهم و قبائلهم أو إنتماءتهم الجهوية ومبادرتهم بالتصدى للدفاع عن أهلنا في إقليم دارفور من الظلم الذى وقع عليهم من بعض متعلمي وحكام السودان، بما في ذلك البعض من أبناء إقليم دارفور أنفسهم!! فما هى علاقة مفهوم " الجلابة" بذلك، إن لم يكن " القفص الآيديولوجى" بعينه !! لذلك فإنني أدعو الجميع إلى الابتعاد عن هذا الإسفاف وتوحيد الجهود لإنهاء أزمة دارفور الراهنة وإجبار جميع المسؤولين عنها على الخروج من هذا "القفص الايديولوجى". عندها، وحينما يتمكن كل من تسبب فى الأزمة الراهنة، من رؤية الواقع المعاش كما هو ، ربما انفطرت قلوبهم من الحسرة والندم على ما فعلوه، كحالة كل فطرة سليمة . اللهم أحمى دارفور من شرور حكام السودان، وعقوق بعض أبنائها ؟!!

سؤال أخير ما زلت أبحث له عن إجابة: ماذا فعل الله بأمر تلك السيدة العجيبة : " الشيخة" لبابه الفضل؟! آمل أن تكون مواصلة لرسالتها النبيلة فى توضيح أمور الدين لأهلها الحمر فى كردفان "الغره أم خيرا جوا وبره" ، أم يا ترى يكون قد جرفها تيار " الرسالة الدنيوية" وأسكنها أحد البنايات الشاهقة فى أحد الغابات الأسمنتية فى مدينة الخرطوم، مما أفقدها مجرد الصلة بأهلها الحمر، ناهيك عن تعليمهم أمور دينهم! لو حدث لها مثل هذا، ستكون هذه السيدة قد أثبتت بالفعل أنها " شيخة" حضارية التوجه بدرجة فارس ، بفضل " القفص الآيديولوجى" الذى أفرزته الدولة الرسالية؟؟!!

20/3/2007

Post: #2
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: wesamm
Date: 03-20-2007, 04:38 AM
Parent: #1

Quote: الشيخة" لبابه الفضل؟! آ


التحية لأستاذنا لهذه السلسلة السلسة من المقالات لتضع الكثير من النقاط علي الحروف
لبابة الفضل من الكوادر الكيزانية المعروفة في تلك الفترة في جامعة القاهرة الفرع

Post: #3
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: doma
Date: 03-20-2007, 05:10 AM
Parent: #2

Quote: كان أول المعلقون من الحضور سيدة تقدمت إلى المنصة بجرأة تحسد عليها. عندما وصلت إلى المنصة، بدأت حديثها كالتالي، "أنا أسمى لبابه الفضل ، حمريه من كردفان، قمت بزيارة أهلي بالمعسكرات هذا اليوم، و قد رجعت منهم قبل قليل. سألتهم دايرين شنو؟ قالوا والله مادايرين حاجة، إلا بس عايزين لينا زول يعلمنا أمور دينا "!! أشهد الله أن هذا هو بالضبط ما تفوهت به هذه السيدة !! حينها أبدى بعض الحاضرين امتعاضا واضحا وبدأوا بالصياح فى وجهها حتى أصبح صوتها غير مسموعا تماما. تطلب الأمر تدخلي فى تلك اللحظة، وقد طلبت بالفعل من الحضور أن يتيحوا لها فرصة الحديث ويتركوا لنا مهمة الرد على ما تقول، وقد كان.عاودت هذه السيدة الحديث مرة أخرى كالتالي ،"أنا عايزة أسال د.كرسني، انو هو شخصيا عمل شنو لمساعدة النازحين؟ ثم ماعلاقة البنك الدولي بالمجاعة فى غرب السودان ؟"!!

شكرا جزيلا د. ابراهيم الكرسني وانت توثق وتعيد الي الذاكره كل التفاصيل والتي افضت بنا الي الواقع المؤ لم الذي نعيشه الان ولابد ان يكون الكيزان وراء كل المكاره والكوارث
الم تسمع هذه اللبابه الغير لبيبه

بان الجوع كافر ؟؟!!!!
فكيف لجياع ان يسالوا عن من يعلمهم دينهم ؟؟!!!يا لها من مغيبه عقلا وضميرا

Post: #4
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: doma
Date: 03-21-2007, 05:41 AM
Parent: #3

توثيق هام جدا

Post: #5
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: A.Razek Althalib
Date: 03-21-2007, 10:36 AM
Parent: #4

د. الكرسني..
تحية طيبة.. وبعد،
Quote: بتعليق الفكر على أعواد المشانق فى الوقفة البطولية الأسطورية للشهيد الأستاذ محمود محمد طه.


كم كان يكون العالم سعيداً إذا كان الصمت أكثر من الكلام..
يعني كل بربوقندتكـ دي يا دكتور حقت المجاعة الولدت أزمة دار فور الراهنة عشان المشير أبو عاج علق زنديق الأخوان الجمهوريين أو طفل أنابيب كارل ماركس بعد إستتابته الأوردته مورد الهلاكـ..

يا دكتور..

المرة القالت دايرة تعرف أمور دينها إن شاء علمتوها حاجة..

يا دكتور الناس الشهدو المجاعة بتاعت 84م..
بيشهدوا بعفاف وطُهر الأستاذ/ أحمد إبراهيم دريج.. حاكم إقليم دار فور وقتها..
دفع الأستاذ دريج ليخرج مغاضباً نظام مايو بكل جلاديه وزبانيته والأسباب كانت معروفة ومتعلقة بشحنة باخرة القمح الكانت واقفة على قبالة ساحل بورتسودان..
ومن ثم توجيهها إلى جهة تعلمها جيداً يا دكتور..
يا دكتور عفص الحقائق بالشكل الغريب ده بيعري الفاجق..
وعج ولج المعطيات النحن شهودها بطريقة تضليل القراء لا تجعل من السم دسم..

هناكـ أخطاء حدثت..
يجب تحمل أوزارها..

Quote:

سؤال أخير ما زلت أبحث له عن إجابة: ماذا فعل الله بأمر تلك السيدة العجيبة : " الشيخة" لبابه الفضل؟! آمل أن تكون مواصلة لرسالتها النبيلة فى توضيح أمور الدين لأهلها الحمر فى كردفان "الغره أم خيرا جوا وبره" ، أم يا ترى يكون قد جرفها تيار " الرسالة الدنيوية" وأسكنها أحد البنايات الشاهقة فى أحد الغابات الأسمنتية فى مدينة الخرطوم، مما أفقدها مجرد الصلة بأهلها الحمر، ناهيك عن تعليمهم أمور دينهم! لو حدث لها مثل هذا، ستكون هذه السيدة قد أثبتت بالفعل أنها " شيخة" حضارية التوجه بدرجة فارس ، بفضل " القفص الآيديولوجى" الذى أفرزته الدولة الرسالية؟؟!!

20/3/2007



الحكيم يتساءل عن الأخطاء التي أرتكبها..
والجاهل يسأل عنها الآخرين..
رسالة خبيثة تحمل في طياتها إشعال المزيد من نيران الحقد والحسد والتباغض..

صحيح ما أضمر أحد في نفسه سراْ إلا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه..

اللهم لا تسلط علينا ما لا يخافكـ ولا يرحمنا..



اللهم أرحمنا..

تخريمة:
ما حدث في العام 84م لم تكن مجاعة من صناعة البيئة فحسب بل كان تجويع للأهالي صنعته عنجهية جهوية السياسة..

Post: #6
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: ابو خالد
Date: 03-21-2007, 12:40 PM
Parent: #1

نقطة نظام

د.الكرسني

أرجو .."أن لا يجرمنكم شنآن قوم....."الآية..أرجو الرد الهادئ لكي لا ينجرف البوست في إتجاه المهاترات والشخصانيات فكلنا أمل في الإستفادة القصوى بما يخطه قلمك الجميل وما تحمله آراء المعترضين دون المهاترات.

ولأخينا عبد الرازق
قرأت مقال الدكتور الكرسني مرة ومرتين لكي أتعقب ما تفضلت به في ردك عليه فلم أجد ما يدعمه.فلم أجد مثلا ما يفيد بأن الدكتور إدعى بأن ما أصاب دارفور كان محصلة إعدام المرحوم الأستاذ محمود أو أن الأستاذ دريج كان سببا في هذه الأزمة.إذن نأمل أن تقتطف بوضوح من مقال الدكتور هذه الإشارات لكي نبقى على بينة من أمرنا وأمرك.

ودمتم

Post: #7
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: wesamm
Date: 03-21-2007, 12:45 PM
Parent: #6

Quote: اللهم لا تسلط علينا ما لا يخافكـ ولا يرحمنا..


مفروض دعوتك دي تكون كلأتي اللهم ازعل عنا من لايخافك ولايرحمنا اعني أسال ربنا يزيل نظام الانقاذ فهم لايخافون الله ولايرحموا

Post: #8
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-21-2007, 03:09 PM
Parent: #1

الأخ العزيز الدكتور إبراهيم الكرسني

تحية طيبة

لقد قرأت مقالك هذا البارحة في سودانايل وأعجبني جدا كسائر كتاباتك.. لقد شجعني مقالك هذا لكتابة هذه المداخلة.. قولك:


Quote: لدى قناعة راسخة بأن معظم الأمراض الاقتصادية والاجتماعية التى يعانى منها السودان في الوقت الراهن قد بذر بذرتها الأولى جعفر نميرى منذ أن بدأ "قائدا لمجلس قيادة ثورة مايو" يسارية التوجه وإلى أن إنتهى بة المطاف "إماما للمسلمين " متحالفا مع مجموعات الهوس الديني .


نعم النميري طاغية ودكتاتور ومجرم ويجب إخضاعه هو وكل رموز نظامه للمحاسبة الدقيقة والمحاكمة.. ولكننا أيضا نخطئ عندما نظن بأنه هو الذي بذر بذرة الفساد الإقتصادي والإجتماعي.. أنا أعتبر النميري ضحية شارك في صناعتها عوامل داخلية تمثلت في فشل السودانيين في حكم أنفسهم حكما كريما وعوامل إقليمية تمثلت في تآمر كل من مصر والسعودية على السودان وعوامل عالمية تمثلت في ظروف الحرب الباردة ومشكلة الشرق الأوسط.. في تقديري المتواضع أن مشكلة السودان الآن صارت أكثر تعقيدا من مشكلة العراق ومشكلة فلسطين ولن يتمكن السودانيون من حلها بغير تدخل المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية..

كتبت اليوم بوستا في التعليق على مقال للأخ عوض الكريم موسى نشره في جريدة آخر لحظة أحب أن أضع وصلته هنا لمناسبة موضوعه خاصة ما جاء فيه عن بنك فيصل الإسلامي ودور السعودية في تمكين الأخوان المسلمين من إحتواء نظام مايو والإنحراف به..
مصلحة السودان في اقتلاع نظام الجبهة وفكرها وقوانينها!!!...ستاذ عوض الكريم موسى
قولك:


Quote: لقد كان حاكما باطشا لايتورع عن زهق روح كل من يهدد كرسي حكمه أو مصالح الفئات الطفيلية التى يواليها بالرعاية. تقول الفرنجة"السلطة تفسد ولكن السلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقا "!! هذا ملخص مفيد لتجربة النظام المايوى .فقد إستغل جعفر النميرى سلطته المطلقة ليؤسس لدولة الفساد. بدأ ذلك عند تأسيسه لبنك فيصل الاسلامى السوداني بقانون خاص، متجاوزا بذلك قانون بنك السودان، وماتبعه من تأسيس لبقية "المؤسسات" المالية و الإقتصادية و التجارية " الإسلامية". لقد ركل هذا الرجل، بفعلته تلك، جميع القوانين التى صادق عليها بنفسه من جهة، ثم "بصق" على وجه دولة " المؤسسات"، التى كان يتشدق بها منظرو النظام المايوى من " النخبة السودانية" المدمنة للفشل، من جهة أخرى !!


لقد حاول نظام مايو اقتفاء طريق جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو في مصر.. حتى إسم "الضباط الأحرار" أخذوه عنهم.. إذن هم نتاج طبيعي للفشل الذي أصاب السودانيين في حكم بلادهم بعد ثورة أكتوبر.. ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو استمر نظام حكم الأحزاب التي كانت على وشك تحويل السودان إلى نظام حكم إسلامي؛ ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو نجحت حركة الجزيرة أبا في هزيمة نظام مايو لأنها ستفرض دستورها "الإسلامي" المتخلف؛ ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو قُدِّر لحركة 1971 أن تنجح لأن النظام كان سيواجه نفس نوع الأعداء السلفيين المدعومين من السعودية وربما من أمريكا في ظروف الحرب الباردة تلك؛ أما حركة سبتمبر 1975 فقد كانت ستكون تكرارا لحركة الأخوان المسلمين المتحالفين مع الأحزاب الطائفية؛ ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو نجحت حركة 1976 المدعومة من ليبيا.. [كأني بالرب عز وجل يقول: أعمل معاكم شنو يا السودانيين؟]
في كل هذه الأثناء كان السلفيون يحاولون إحتواء نظام مايو وذلك عن طريق وزارة الشئون الدينية التي كانت مسئولة عن المساجد، ولكن تأثيرها لم يكن بعيدا عن المدارس، فقد تمكن المعلمون الأخوان المسلمون من التأثير على مئات الطلاب في مراحل الثانويات وهؤلاء هم الذين جاءوا إلى جامعة الخرطوم في منتصف السبعينات.. بينما كان المثقفون من إسلاميين ويساريين منهمكون في معارضة نظام مايو والعمل على إسقاطه بعد فشل حركة 1971، كان الجمهوريون منهمكون في محاولة إبعاد السلفيين عن التأثير على نظام مايو واحتوائه.. ربما لا يزال الوقت مبكرا على ظهور الحقيقة بشكل لا يقبل المغالطة في الحكم على الموقفين أيهما كان الأصوب، نظرة الأستاذ محمود التي رأت أن الخطورة المباشرة على السودان كانت تتمثل في الفكر الديني السلفي أم نظرة المثقفين التي رأت أن الخطورة هي في نظام مايو الشمولي..
المهم أن نظام مايو اكتشف بعد حركة 2 يوليو 1976 أن هناك مهددات حقيقية لا يستبعد أن تتكرر.. في تقديري أن نظام مايو عندما قام بالقبض على الأستاذ محمود ووضعه هو وثمانية من قياديي الجمهوريين في السجن لمدة شهر بين ديسمبر 1976 ويناير 1977، بعد كتابهم "إسمهم الوهابية وليس إسمهم أنصار السنة"، إنما كان يحاول شراء رضا السعودية، وقد أثمر هذا الرضا في توسطها للإتصالات بينه وبين السيد الصادق المهدي، أحد أهم زعماء الجبهة الوطنية التي قادت حركة 1976، وقد تمخضت عن هذه الاتصالات المصالحة الوطنية فيما بعد في العام 1977.. هذه المصالحة هي التي جاءت بالأخوان المسلمين إلى المشاركة في السلطة وتحركت خطة الإحتواء برعاية السعودية من وراء الكواليس وتم الضغط على النميري تحت وطأة الحاجة الإقتصادية للقبول بفكرة "بنك فيصل الإسلامي" منذ ذلك العام 1977.. وصحيح قولك أن الفترة التي أعقبت المصالحة كانت بمثابة التمكين للأخوان المسلمين والسلفيين.. وقد كان الجمهوريون هم الذين تمكنوا من قراءة هذه الحقيقة بصورة دقيقة وكانوا يدركون أن الصراع بينهم وبين الأخوان المسلمين قد دخل مرحلة حاسمة: فالأخوان المسلمون من جانب يحاولون إحتواء نظام مايو والجمهوريون من الجانب الآخر يحاولون منع هذا الإحتواء.. لقد لجأ الأخوان المسلمون إلى استغلال ما بيدهم من سلطة ومن تسخير الشئون الدينية والمبالغة في تشويه صورة الجمهوريين بتوزيع كتب مثل كتاب الشيخ الأمين داؤود المسمى "نقض مفتريات محمود محمد طه" وفيه يتهم الجمهوريين بتلقي الدعم الأجنبي من السفارات الأجنبية ومن القساوسة وأن منزل الأستاذ محمود يُستغل لممارسة المحرمات، وعندما لجأ الأستاذ محمود للقضاء لوقف هذه الحملة المسعورة في عام 1978 قام الأخوان المسلمون بتسخير ساحة القضاء لتكريس هذا التشويه.. وعندما احتج الأستاذ محمود على سلوك محامي الأمين داؤود وهو علي عثمان محمد طه رفض القاضي احتجاجه وعليه قرر الأستاذ عدم التعاون مع تلك المحكمة وخرج منها.. وقد قرر الجمهوريون تكثيف العمل بالكتابة والنشر لمقاومة هذا الإتجاه الماكر الخبيث، وقد يظهر لغير المدقق أن الجمهوريين كانوا فقط يدافعون عن نظام مايو بينما الحقيقة أنهم كانوا يدافعون عن حريتهم وعن حرية الشعب وذلك بدعوتهم للمنابر الحرة ونصيحة النظام بتبني فكرة المنابر الحرة وكانوا يحذرون من نجاح الأخوان المسلمين في فرض النظام الإسلامي على طريقتهم وبالفعل نجحوا في جعل النظام يكون لجنة لمراجعة القوانين لتتمشى مع الشريعة الإسلامية، ونجحوا في استغلال بنك فيصل الإسلام لإحكام قبضتهم الرأسمالية على النظام كما تفضلت أنت عندما قلت:


Quote: إستغل الإخوان المسلمون فترة "التمكين" هذه ليراكموا أموال السحت التى امتصوها من دماء الشعب السوداني، وبالأخص من خلال متاجرتهم فى قوت الشعب وضروريات حياته من السلع الأساسية، كالذرة على سبيل المثال. ادخل الأخوان المسلمون مفهوم السوق الأسود بصورة واسعة وملحوظة لأول مرة في تاريخ السودان أثناء هذه الفترة، حيث صار السوق الأسود فيما بعد بمثابة السوق الرسمي السائد في البلاد . من هنا أثمرت علاقة مؤسساتهم" الإسلامية"، وبالأخص بنك فيصل الاسلامى، عن المجاعة التى ضربت غرب السودان، وبالأخص إقليم دارفور في عام 1984 م.

في الفترة التي أعقبت المصالحة الوطنية أخرج الجمهوريون هذه الكتيبات:
الشريعة الاسلامية تتعارض مع الدستور الاسلامى.. سبتمبر 1977، وطبعا يقصدون بالدستور الإسلامي الدستور الإنساني..
أئمة بلا ايمان: عبد الرحمن عبد السلام آخر النماذج .. ديسمبر 1977.. وهو من نوع الأئمة الذين يسلطهم السلفيون للنيل من الجمهوريين..
الدكتور حسن الترابي يخرج عن الشريعة باسم تحكيم الشريعة يناير 1978 ، وفيه يسلطون الضوء على محاولة الأخوان المسلمين الإلتفاف على الشريعة بدل أن يعترفوا بضرورة تطوير الشريعة كما يدعو الأستاذ محمود..
لجنة تعديل القوانين لن تفلح الا فى خلق بلبلة.. يناير 1978 ، وفي هذا الكتاب يكشفون خطل عمل تلك اللجنة..
وقائع محاكمة الامين داؤد محمد - الكتاب الاول يناير 1978
الكتاب الثانى مارس 1978
الكتاب الثالث مارس 1978
الكتاب الرابع ابريل 1978
الكتاب الخامس ابريل 1978
هذا هو الشيخ الامين داؤد محمد : اقرأوا واحكموا ابريل 1978
وقائع محاكمة الامين داؤد محمد - الكتاب السادس مايو 1978
ثم هذا الكتاب عن رئيس القضاء: خلف الله الرشيد وقامة رئيس القضاة أبريل 1978..
الدين ونحن وعون الشريف.. يوليو 1978
الاخوان الجمهوريون فى مجلة صباح الخير مرة اخرى اغسطس 1978
هؤلاء هم الاخوان المسلمون - الجزء الأول أغسطس 1978
مخطط الصادق/الترابي/الهندى لاحتواء نظام مايو ديسمبر 1978
هؤلاء هم الاخوان المسلمون - الجزء الثانى ديسمبر 1978
لماذا وكيف خرجت المرأة الجمهورية للدعوة للدين ؟ ديسمبر 1978
هؤلاء هم الاخوان المسلمون - الجزء الثالث والاخير يناير 1979
مفارقة الاخوان المسلمين للشريعة والدين يناير 1979

بعض الناس كان يرى أن موقف الجمهوريين، كما قلت سابقا، إنما هو تأييد فقط لنظام مايو ولذلك أخرجوا كتيبا يتناول ذلك الموضوع عنوانه: " لماذا نؤيد سلطة مايو؟ .. مايو 1979 "

الأخوان المسلمون يلعبون على الحبلين يونيو 1979

الموقف السياسى الراهن يتطلب حكمة السلطة ووعي الشعب أغسطس 1979
لجنة تعديل القوانين بجعلها لحد الخمر تعزيرا تزيف الشريعة وتعوّق بعث الدين أغسطس 1979
مقترحات الازهر للدستور الاسلامى جهالة لا تمثل الدين اغسطس 1979
تآمر الأخوان المسلمين بحادث المسجد يجب ألا يجوز على الطلاب !! سبتمبر 1979
إتحاد الاخوان المسلمين استغلال للدين !! وإفساد للحياة الجامعية !! اكتوبر 1979
هكذا تحدثت الدكتورة سعاد الفاتح !! اكتوبر 1979
وقد كان لنشاط الجمهوريين في الجامعة أثره الكبير في سقوط الأخوان المسلمين في انتخابات إتحاد طلاب الجامعة وقد أصدر بها الجمهوريون هذه كتابين هما:
سقوط الاخوان المسلمين بجامعة الخرطوم اكتوبر 1979
بداية نهاية الاخوان المسلمين اكتوبر 1979
وابتداء من أكتوبر من تلك السنة 1979 أصدر الجمهوريون هذه الكتيبات:
لا !! يا رئيس القضاء !! اكتوبر 1979
لتكريم ذكرى اكتوبر اقيموا المنابر الحرة ومهدوا بها لنشر الفكر الرصين وبناء الخلق المتين.. اكتوبر 1979
الكذب وتحرى الكذب عند الاخوان المسلمين نوفمبر 1979
الخمينى يؤخر عقارب الساعة ديسمبر 1979
لجنة تعديل القوانين بقانون اصول الاحكام القضائية تتوه القضاء !! وتطفف العدالة !! يناير 1980
الى متى هذا العبث بعقول الناس وبدين الله ؟! يناير 1980
الجامعة الاسلامية تعتدى على الحريات باسم الدين !! يناير 1980
هذه ليست بجامعة !! مارس 1980
يكذبون على الشعب !! ويضللونه باسم الاسلام !! مارس 1980
غزو افغانستان النذير العريان مارس 1980
انقذوا الشباب من هذا التنظيم الدخيل مارس 1980
من هم الذين اغتالوه ؟! ابريل 1980
اسألوا المدير ابريل 1980
الكرسى الساخن !! ونائب المدير !! وحوادث الجامعة !! مايو 1980
انتهازية الاخوان المسلمين فى انتخابات مجلس الشعب مايو 1980
الهوس الدينى يهدد امن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الاسلام يونيو 1980
لاتفسدوا تربية النشء باسم الدين !! اغسطس 1980
اليأس من حكم القانون يفتح الطريق للفتنة اغسطس 1980
القضاء المدنى فى قفص الاتهام اكتوبر 1980
ماهو البديل عن نظام مايو ؟ اكتوبر 1980
ثورة اكتوبر عائدة !! ولكن كيف ؟ اكتوبر 1980
أبو زيد الوهابى ومحنة المساجد اكتوبر 1980
في تقديري، وبالنظر إلى كتاب النميري "النهج الإسلامي.. لماذا؟" [بغض النظر عمَّن هو الذي كتب ذلك الكتاب] إلا أنني أستطيع الآن أن أقول أنه كان يحاول به تبني بعض مقولات الفكرة الجمهورية، بدون إظهار ذلك صراحة، نسبة لعدة عوامل بينها أنه يريد أن يسحب البساط من تحت أقدام الأخوان المسلمين ثم محاولة ترضية بعض القوى الإقليمية مثل السعودية.. المهم أن الجمهوريين حاولوا تشجيع ذلك النهج بغرض تفويت فرصة السلفيين في التأثير على النظام فأخرجوا كتابهم:
نميري والنهج الاسلامى والدعاة السلفيين ديسمبر 1980
عودة المسيح ديسمبر 1980
وفي الشهور التالية لذلك التاريخ توالت هذه الكتيبات:
الاستقلال جسد روحه الحرية يناير 1981
احقا انتصر الاخوان المسلمون حين استعادو الاتحاد ؟! يناير 1981
ابعدوا رئيس القضاء !! فبراير 1981
هذا "المؤتمر العالمى للدعوة الاسلامية" الى ماذا يدعو العالم ؟! مارس 1981
قانون الآداب العامة مزيف للدين !! مفسد للاخلاق !! مبلبل للأفكار !! مارس 1981
الارهاب الدينى يهدد حرية الفكر مارس 1981
الشئون الدينية تحمى العلماء المؤتمرين من الافكار الجمهورية مارس 1981
ما يجرى فى ايران لا علاقة له بالاسلام ابريل 1981
المؤتمر العالمى للدعوة الاسلامية بلا دعوة اسلامية ابريل 1981
جامعة ام درمان الاسلامية و الهوس الديني سبتمبر 1981
الجبهة الداخلية و صمت الصحف و حديث الترابي اكتوبر 1981
الاخوان المسلمون و البطولات الزائفة و الطلاب الجدد اكتوبر 1981
اكتوبر الثانية و الكتلة الثالثة اكتوبر 1981
يلاحظ أن الجمهوريين دائما يحتفلون بثورة أكتوبر بإصدار كتيب.. المهم أن مخطط الأخوان المسلمين كان هو المتقدم في "الحفر" للنظام وقد حدثت بالفعل ضائقة إقتصادية كتب عنها الجمهوريون هذا الكتيب:
الضائقة الاقتصادية الراهنة ديسمبر 1981
وفي نفس الشهر صدر كتيب إسمه "المسيح" في ديسمبر 1981
وفي يناير 1982 احتفل الجمهوريون بالإستقلال كعادتهم أيضا بإخراج كتيب:
الاستقلال يناير 1982
وفي الشهور التالية أصدر الجمهوريون الكثير من الكتيبات منها:
أيدوا مدير الجامعة إلا تفعلوا تكن فتنة يناير 1982
نقابة الأساتذة و سيادة القانون يناير 1982
أطفئوا نار الفتنة يناير 1982
السادات يناير 1982 ،
وكان هذا الكتاب الأخير بعد مقتل السادات الذي حدث في أكتوبر 1981 والذي دبره ونفذه الأصوليون الإسلاميون.. في تقديري أن ما حدث للسادات هو الذي أدخل الخوف إلى النميري وظن أن المخرج هو بمصانعة الإسلاميين وفي نفس الوقت سحب بساط الإسلام من تحت أرجلهم.. لقد أصبح النميري في حالة لوثة وارتباك وضاعت من يده خيوط اللعب وصار الأمر بيد جهاز الأمن وعمر محمد الطيب من ناحية السيطرة الأمنية، وفي يد الإسلاميين من ناحية السيطرة المالية والهيمنة على مجلس الشعب.. وقد أصدر الجمهوريون ابتداء من فبراير 1982 وحتى مايو 1983 أصدر الجمهوريون هذه الكتيبات:
لتفتح الجامعة و المدارس وفق ضوابط التربية والقانون فبراير1982
جنوب السودان المشكلة والحل فبراير1982
مظاهرات الطلاب و التخريب لمصلحة من؟ فبراير1982
لا تسمحوا بتخريب الجامعة مارس 1982
انهيار القانون بالجامهة يسلم البلاد للفتنة مارس 1982
The Southern Sudan: Problem and Solution ابريل 1982
هذا هو الصادق المهدي ابريل 1982
ادب السالك في طريق محمد يوليو 1982
التقليد و الأصيل والاصلاء يوليو 1982
المفتي و الضحية وحكم الوقت سبتمبر 1982
الجمهوري و المهاجر و الاكتوبري اكتوبر 1982
التكامل نوفمبر 1982
الفكرة الجمهورية هي الاسلام ديسمبر 1982
الموالد الثلاث ديسمبر 1982
عقيدة المسلمين اليوم يناير 1983
أين أساتذة الجامعة من واقع شعبهم فبراير 1983
الشيعة فبراير 1983
قانون الطمأنينة العامة مارس 1983
بنك فيصل الاسلامي مارس 1983
من المسئول عن تردي جامعة الخرطوم ابريل 1983
الهوس الديني يثير الفتنة ليصل الى السلطة مايو 1983
الموقف السياسي الراهن 2 مارس 1984
منشورات لاحقة لكتاب الموقف السياسي في أغسطس عام 1984
الاستقلال والثورة الثقافية وبعث السنة يناير 1985
في تقديري أن بعض كتيبات الجمهوريين قد أبعد كثيرا من منتقدي نظام مايو ومعارضيه، خاصة في جامعة الخرطوم، عن التعاطف معهم إذ أظهرهم بمظهر المدافع عن نظام فاسد أسلم البلاد إلى التردي الإقتصادي وزيادة المعاناة والفساد مع أن معظم الفساد كان بسبب الإسلاميين، وقد كان الجمهوريون يدركون ذلك ويدركون أن فتق السلطة قد اتسع على مقدرتهم على الرتق.. وبعض هذه الكتيبات كان يغضب الأنصار وجماهير حزب الأمة لأنها تتناول مواقف السيد الصادق المهدي بالنقد وبخاصة تقاربه مع الأخوان المسلمين.. وبعض الكتيبات كان تنتقد ومواقف الإتحاديين مثل الشريف حسين الهندي وتحالفه مع بقية معارضي مايو.. وبعض الكتيبات كانت تنتقد مواقف الشيوعيين داخليا بمعارضتهم لنظام مايو وخارجيا عندما كان الجمهوريون يعارضون إحتلال الإتحاد السوفيتي لأفغانستان.. وبعض هذه الكتيبات قد أثار حفيظة السلفيين، وبخاصة في السعودية مثل كتاب "أدب السالك في طريق محمد" و "التقليد والأصيل والأصلاء" فاتخذوه ذريعة للكيد لهم لدى السلطة بتهمة الزندقة.. وبعض هذه الكتيبات لا بد أن تكون قد أغضبت الشيعة في إيران وفي غيرها من الدول الإسلامية والعربية مثل كتاب "الشيعة" وقبله كتبهم عن "فتنة إيران" و "الخميني يؤخر عقارب الساعة".. ولا بد أن كتابهم "التكامل" قد أغضب النظام المصري.. أما كتاب "بنك فيصل الإسلامي" فهو في تقديري الذي دفع كل المستفيدين من ذلك البنك سياسيا واقتصاديا لاستهداف الجمهوريين وقد كان عمر محمد الطيب يشكِّل مخلب القط في ذلك فهو الذي مهَّد لمجيء الواعظ المصري محمد نجيب المطيعي الذي ابتدر الحملة ضد الجمهوريين فأصدروا كتابهم "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" الذي نتج عنه اعتقال النظام للأستاذ محمود وأكثر من خمسين من الجمهوريين بينهم أربعة جمهوريات ابتداء من مايو 1983 وإلى ديسمبر 1984.. بعد ثلاثة أشهر من دخول الأستاذ محمود إلى المعتقل قام النميري بالتخلي عن كل ما صرح به سابقا في كتاب "النهج الإسلامي لماذا؟" وقام بإعلان القوانين التي أطلق عليها الجمهوريون إسم "قوانين سبتمبر" وبها بدأت القطيعة التامة بينهم وبين نظام مايو وبدأت معارضتهم له.. الشاهد أنه عندما قام النظام باعتقال الأستاذ محمود والجمهوريين لم يجدوا تعاطفا من كثير من المثقفين سواء كانوا حزبيين أو غير ذلك.. في الحقيقة كان الأستاذ محمود والجمهوريون يدركون هذا ويعرفون أن ثمن قول الحقيقة باهظ ولكنهم لم يكونوا يأبهون بل كان الأستاذ محمود دائما يردِّد بيت أبي فراس:
سيذكرني قومي إذا جدَّ جِدهم * وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر



ياسر

Post: #9
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: ابراهيم الكرسنى
Date: 03-26-2007, 03:42 AM
Parent: #1

أولا أود أن أعتذر لجميع الإخوة المتداخلين لعدم تمكنى من مشاركتهم النقاش، و الرد على مداخلاتهم فى حينها، وذلك لأسباب خارجة عن الإرادة.
الإخوة وسام ودوما
أشكر لكم إهتمامكم بالموضوع والمداخلة.
الأستاذ عبد الرازق
أشكرك كثيرا على إهتمامك بالموضوع وعلى المشاركة فى النقاش. كم كنت أتمنى أن تنظر الى الموضوع من زاوية موضوعية منصفة وليس من خلال "القفص الآيديولوجى" الذى نظرت من خلاله، و الذى للأسف قد حرمك من رؤية محتوى الموضوع كما تمت صياغته فى متن المقال، مما كان حتما سيثرى النقاش حوله، وحرمنا بالتالى من الإستفادة بما يدور بخلدك من معلومات، ربما تكون مفيدة للغاية، حول الموضوع. أخى عبد الرازق، ارجو منك محاولة إخراج نفسك من هذا "القفص"، ثو أعد قراءة المقال مرة أخرى، حينها سوف تكتشف بأنك قد تكبدت مشاق الرد على مقال هو فى مخيلتك فقط وليس له أدنى علاقة بما كتب فى متن المقال الذى قمت بكتابته سوى جزء من عنوانه فقط!! و أننى بالفعل أجد لك العذر كله فيما سقته فى حقى لأن المقدمات الآيديولوجية التى إنطلقت منهاكان لابد لها أن تقودك لمثل هذه النتائج!! وبعد كل الذى قلته فى حقى تجدنى "عافى منك لوجه الله تعالى" وبهدف تكاتف جميع الخيرين من أبناء وبنات الشعب السودانى من أجل إنقاذ الغلابة و المساكين ،ليس فى دارفور وحدها، و إنما فى جميع أنحاء السودان.
على العموم أشكرك مرة أخرى على المشاركة.
الأخ أبو خالد
أشكر لك المداخلة و النصح الذى جاء فى مكانه. فقط وددت أن أذكر لك بأننى قد أخذت على نفسى عدم الرد على أى مداخلة تتصف بالمهاتره أو التجريح أو الإسفاف أو الإساءة الشخصية من أى شخص كان أو من أى جهة أتت. أرجو من الله أن يعيننا جميعا على الإلتزام بذلك.
الأخ ياسر
ما حبب لى الإخوة الجمهوريين وقربهم إلى قلبى هو إلتزامهم الصارم بالموضوعية عند مناقشتهم للآخرين، وبالأخص من يخالفونهم الرأى، وإبتعادهم عن الإسفاف و التهريج و التجريح الشخصى الذى لا يخدم مسار المناقشة، بل فى الحقيقة ينحرف به إلى دروب أخرى لا يستفيد منها سوى ضيقى الأفق من مدعى المعرفة أو من لا يزالوا يمارسون السياسة فى مستوياتها البدائية و المتدنية!! أشكر لك المساهمة القيمة والتى سوف أشاركك مناقشتها قريبا بإذن الله.

Post: #10
Title: Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى"
Author: A.Razek Althalib
Date: 03-26-2007, 08:17 AM
Parent: #9

أبو خالد..
شكراً لإبداء ملاحظاتكـ..

د. ابراهيم الكرسنى
شكراً جزيلاً على الرد والعفو عند المقدرة..
ولتسليط المزيد من الضوء على زوايا القفص الإيدولوجي..
سأعود بعد الإنتهاء من بعض الواجبات..

ومعاً..

لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيداً..
سؤال لا أود تأخيره:
بنكـ فيصل..
هل هو بنك تجاري ولا بنك خيري..؟