ما هى اسباب انهيار الاتحاد السوفيتى ؟

الاسباب والعوامل التى قادت الى انهيار الاتحاد السوفيتى و دول المعسكر الاشتراكي كثيرة و متعددة.لا اود الخوض فى هذه العجالة الى الاسباب و المبررات النظرية التى اسست لذلك لانها فى تقديرى قابلة للاخذ والرد وبالتالى فهى مختلف عليها اختلافات عميقة و بينة.لكن ما اهدف له هو محاولة تحديد العوامل الداخلية و الخارجية التى ساهمت فى هذا الانهيار.اود من الاخوة و الاخوات الذين عايشوا التجربة معايشة حية من خلال الدراسة او الاقامة القصيرة او الزيارات المتكررة ان يساهموا فى تحديد تلك العوامل من خلال النظرة النقدية لتجاربهم الشخصية فى التعامل مع تلك المجتمعات بكل موضوعية.اما بالنسبة للعوال الخارجية
فاعتقد ان المملكة العربية قد لعبت دورا اساسيا فى ذلك الانهيار ولكن المدهش

حقا هو هذه الصداقة الجديدة بين موسكو والرياض.
ما هى مبررات هذا التقارب و هل ياترىرمش لهم اى جفن وهم يسترجعون سجل علاقتهم السابقة مع هذه البلدان؟
وهل ياترى فكروا من قبل فى حالة الفوضى التى يعيشها العالم حاليا نتيجة لاختفاء الاتحاد السوفيتى و التي كانوا هم اول ضحاياها؟

اخر الكلام:من اين اتى الاخوة فى المملكة بهذا المترجم الذى ظهر فى الصورة بين الامير و بوتين؟!

مرحب للمرة الثانية بالدكتور ابراهيم الكرسني
سؤال مهم وكبير
فبالرغم من مرور نحو عشرين سنة علي الانهيار الا ان ما حدث لم يلقي للاسف البحث والدراسة والشفافية في التناول من الشيوعيين والاشتراكيين في السودان
اذكر عندما وقع انقلاب الشيوعيين المضاد علي يلسن سنة19991
كنا نجلس في بيت الاخ الصديق عبدالله بولا بسبها بليبيا
كانت المرة الاولي التي اتشرف فيها بالجلوس معك
تحدثنا عن الانقلاب،لم تخفيا انت وبولا تفاؤلكما بالانقلاب
ولكني تحدثت عن عدم توفر الفرص لنجاح مثل هذا الانقلاب
ولم يدم الانقلاب طويلا كما هو معروف

من مفارقات التي صاحبت هذا الانقلاب،ان الانقاذيين في السودان كانوامن اوائل من هلل وكبر للانقلاب فرحا منهم بعودة
الشيوعية.وقد كان البشير ثاني واحد بعد القذافي يبعث ببرقية تاييد لقادة الانقلاب
و الكثير من الانظمة المحافظة التي كانت في السابق من اعدي اعداء الاتحاد السوفيتي رحبت بالانقلاب.حتي الحركات الاسلامية بدات تتباكي وتتحدث عن الاتحاد السوفيتي واهميته لحفظ التوازن والاستقرار السلمي في العلم

البعض يتحدث عن الاسباب الخارجية والتامر الامبريالي،ولكن اعتقد يجب التركيز علي العوامل الداخلية لهذا الانهيار،ونقد التجربة كلها بلا هوادة لمعرفة الاسباب الحقيقية للفشل،حتي يتم تفاديها في اي تجربة في المستقبل اذا امكن لمثل هذه التجربة ان تري النور في المستوي المنظور

عزيزى عبد المنعم
اشكر لك المداخلة القيمة واتفق معك تماما بان العوامل الداخلية هى السبب الرئيسى لانهيار الاتحاد السوفيتى لكن يبق السؤال المهم هو اية عوامل و كيف يمكن ترتيبها من حيث الاولوية؟ الا تتفق معى بان غياب الديمقراطية ربما يكون احد اهم تلك العوامل؟
الاخ الازهرى2
لهذه الاسباب التى ذكرتها رجوت من الاخوه والاخوات الذين عايشوا
التجربة عن قرب الادلاء بدلوهم2

عزيزي دكتور ابراهيم

الاتحاد السوفيتي دولة او امبراطورية قامت على الظلم والبطش وقهر شعوب الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي
قامت نهضتها الصناعية على اشلاء ودماء ملايين البشر الذين استعبدوا في اعمال السخرة في مناجم سيبريا
اعتقد ان السبب الرئيس والاساس لانهيار هذه الامبراطورية هي عوامل داخلية ادت الى تفتت الدولة اضافة الى العوامل الخارجية فسباق التسلح مع امريكا المذدهرة اقتصاديا قد انهك ميزاينة الدولة حتى قاربت على الافلاس

رغم كل هذه السيئات فان الاتحاد السوفيتي قدم تجربة جديرة بالدراسة


صدقني يادكتور الكثير من الناس يترحمون على ايام الاتحاد السوفيتي وانا واحد منهم فبانهيار الاتحاد السوفيتي اختلت النواميس واصبحنا بحاجة الى قوة يتحقق بها دفع الله الناس بعضهم لبعض كيلا تتهدم صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر اسم الله فيها في كل مكان تطاله صواريخ كروز توماهوك

دا المجننه بوبي

كنت اود مواصلة النقاش يا دكتور لكني متعبا الان
واعاني من الام الظهر
ساعود انشاالله

الشكر الجزيل للدكتور الكرسني و التحية و الاحترام اولا لا اعرف من في الصورة. و لكن اود ان اقول الاتي ان قرار حل الاتحاد السوفيتي و فك الارتباط بين دول منظومة الدول الاشتراكية كان قرارا لقيادات غاية في العلو مثل مجلس السوفيت الاعلي و و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي و قيادة حلف وارسو ...الخ من الهيئات المناط بها انجاز مثل هذه الرؤي و التصورات الكبيرة. وانا اعلم ان هنالك جملة من العوامل الداخلية و الموضوعية اسهمت بشكل او اخر في جعل هذا ممكنا. و الناس الان يدركون معني الجلاسنوست و البيرستوريكا و هذه المصطلحات قد دخلت المعجم السياسي و تبوبت في قمته و الجلاسنوست قد صارت مفردة ( الشفافية) المتداولة حاليا بين المهتمين بقضية ديمقراطية الدولة. لقد ابتدا الامر عندما و ضع استالين يده مع الحلفاء لدحر النازي في الصراع الاوربي المعروف بين الناس بالحرب العالمية الثانية و هذه الحرب عالمية عالمية موسيقي بتهوفن و ليست محلية محلية موسيقي ابو داؤود.و معروف الذي صار بين القوي العظمي حينهامن اقتسام للدورالاقليمي في الحيز الاوربي ( الانصبة الامريكية في هذه الكعكة كانت معروفة سلفا للبريطانيين) . لا اود الخوض في التفاصيل و لكن هل الدول العربية التي نالت سندا من الاتحاد السوفيتي كانت تستحقه الاجابة لا وذلك فقط بالتامل لمالات هذه الانظمة التاريخية و نهاياتها المفجعة و المخيبة للامال في احسن الفروض. اعتقد ان مفتاح فهم هذه الامور لا يمكن ان يوجد في الجهد الدعائي الاعمي الذي تقوده دول ذات مصلحة في اعدام نموذج الاتحاد السوفيتي حتي تتمكن من الهيمنة المطلقة علي الشعوب و مصائرها بل يوجد في المبررات التي كتبها ميخائيل غورباتشوف في سفره القيم ( العلانية و اعادة البناء). من ناحية اخري ان مستمتع جدا بهذا التيه الذي يعيشه اصحاب الايدولوجيات الرخيصة و البائسة بين الخيارات المريرة التي يطرحها برنامج عمل و طني و الارتماء في احضان غرب لا يعرف غير الشراكات الاضهادية التي لا تكترث لاحد.
طه

الاخ العزيز طه
اشكر لك المساهمة المقدرة ولكنى لازلت ارى بان العوامل الداخلية تعتبر العامل الاساسى لبروز اوزوال اى ظاهرة طبيعية او منظومة اجتماعية مهما كان حجم او ضخامة العوامل الخارجية المحيطة بها.لذلك امل ان يتواصل نقاشنا مركزين على العوامل الداخلية باعتبارها هى العناصر الحاسمة فى انهيار الاتحاد السوفيتى وان لا نركز على العوامل الخارجية الا فى معرض تحليلنا للعوامل الداخلية.كما اطمح فى هذا الخصوص فى مساهمة الاخوات والاخوة الذين توفرت لهم فرصة الاحتكاك المباشر و اللصيق بتلك التجارب لاثراء هذا النقاش.والشكر موصول لك مرة اخرى.

أستاذي الفاضل دكتور ابراهيم كرسني
الاخوان الأعزاء
تحية طيبة وسلاما زاكيا
أعتقد أن السبب الأساسي لإنهيار الإتحاد السوفيتي هو الخلل في الفكرة والفلسفة التي قام عليها أنموذجه .. وقد تنبأ الأستاذ محمود محمد طه بهذا الفشل في محاضرته بعنوان "الماركسية في الميزان" والتي ألقيت بدار الجمهوريين ، بمدينة أم درمان ـ حي الموردة ، و ذلك في مساء يوم الأربعاء ، الثاني والعشرين من شهر مايو سنة 1968 .. وخرجت بعد ذلك في كتيب يحمل نفس العنوان وهو يصلح للقراءة اليوم كما صلح بالأمس ويمكن الإطلاع عليه بمتابعة الوصلة التالية:
http://www.alfikra.org/books/bk030.htm
وأعتقد أن نقاش محتواه سيضيف بعدا جيدا للأسئلة الجيدة والملحة التي افترعت بها هذا الخيط الشيق والمفيد
عمر هواري

الأخ الدكتور إبراهيم كرسني
لك التحية
في رأيي الشخصي أنه انهيار الاتحاد السوفيتي جاء لعدة عوامل داخلية وخارجية أهما :

أولا : غياب الديمقراطية ومشاركة الجماهير في أمورها ، رغم التنظيمات الجماهيرية الكثيرة المعلنة والتي تحولت في النهاية إلى واجهات للسلطة مثل تنظيمات الاتحاد الاشتراكي في عهد نميري .
ثانيا :السلطات المطلقة التي كان يتمتع بها السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي والتي لا يتمتع بها أي إمبراطور أو ملك في العالم كما أورد أحد الشيوعيين اللبنانيين في لقاء تلفزيوني.
ثالثا : تجاهل الجانب الروحي عند الناس بمختلف أديانهم ، وفي رأيي أنه النظام السوفيتي كان من الممكن أن يستوعب تلك الموروثات الدينية المختلفة ويستفيد منها في تطوير منهجه وأساليب حكمه .
رابعا : إغفال الاختلافات العرقية والثقافية لمختلف بلدان الاتحاد السوفيتي ومحاولات فرض الثقافة الروسية وهيمنة القومية الروسية على بقية القوميات في جمهوريات آسيا الوسطى . مع انه في رأيي ان الاعتراف بثقافة وموروث تلك القوميات ومحاولة النهوض بها واستيعابها كان من الممكن أن يساعد في التوحد والتوجه نحو الأممية أكثر من قمعها .
خامسا : نجاح الدول الرأسمالية في جر قادة الاتحاد السوفيتي إلى معركة غير متكافئة من حيث الامكانات المادية هي معركة سباق التسلح ، وهنا يدخلنا الحديث إلى نقطة خارجية مهمة وهي أن الدول الغربية تتحصل فواتير بيع أسلحتها من الدول الحليفة لها أول بأول في حين أن الدول التي كان يدعمها الاتحاد السوفيتي في معظمها بلدان فقيرة لا تستطيع سداد قيمة السلاح أو حركات تحرر وطني ليس لديها امكانات الشراء ومثال بسيط من منطقتنا يقف شاهد على ذلك وهو أن أمريكا تحصلت فواتير حربها في الخليج أول بأول ومن بلدان الخليج العربي في حين أنه ديون الاتحاد السوفيتي على مصر وسوريا فقط تفوق الأربعين مليار ولم يسدد منها أي قسط حتى الآن كما أوردت إحدى المجلات العربية .
المهم الموضوع طويل ويحتاج لسنين حتى يصل الناس إلى التقييم الصحيح للتجربة السوفيتية وأسباب انهيارها وحتى ذاك الحين يديك ألف عافية يا دكتور كرسني

الاخ العزيز عمر عبد الله
الشكر الكثير على المداخله و الشكر الاكثر على موقع الكتيب القيم جدا الذى اعادنى الى ايام الصبا الباكر عندما كنا طلابا فى جامعة الخرطوم نقود نقاشا,يكاد يكون يوميا,مع الاخوة الجمهوريين حول الفكرة الجمهورية من جميع ابعادها و مكوناتها-الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية و السياسية.وقد كان فى الحقيقة نقاشا ممتعا و شيقا و مفيدا استفدت منه ايما فائدة,اقلها هو بعدى عن المغالاة و التطرف فى مستوييها النظرى و العملى فجزى الله الاخوة الجمهريين,وعلى راسهم شهيد الفكر, عنى خير الجزاء.تصور,اخى عمر,ونحن فى بداية العشرينات من اعمارنا كنا نقرا لماركس,انجلز,هيغل,سمث,ريكاردو,ديكارت وغيرهم من كبار الفلاسفة والمفكرين لياتى علينا حين من الدهر و نحن فى الخمسينات بالكاد نذكر تلك الاسماء الجليلة.يا للحسرة!!اشكرك مرة .

اخرى,اخى عمر,بان اعدتنى نيفا وثلاثين عاما الى الوراء
اكثر ما اعجبنى فى الكتيب,فوق اسلوب عرضه البسيط والعميق فى نفس الوقت,هذه الفقرة"..هسع انت يمكنك ان تقول ان الانسان المفكر فى دقة اذا كان اتبرهن ليه ان الاشتراكية,او الشيوعية,فاشلة فى روسيا,او فاشلة فى الصين,ما حقو يحكم من فشلها فى التطبيق على فشل الغكرة.. الانسان الدقيق فى فكره يعرف انو التطبيق قد يكون خطا,مع ان الفكرة صحيحة..لكن نحن,ومن اجل دا,نحن ما مشينا لنخطئ الشيوعية من قصور من قصروا فى تطبيقها,وانما مشينا ليها من اصل فلسفتها..فهى خاطئة فى اصل فلسفتها ومن اجل هذا فشلت فى التطبيق.."" صفحة14 و كذلك"..اخطاء كثيرة, لكن فى حاجة يجب ان تكون واضحة عندنا,هى انو الماركسية, كما طبقت فى روسيا,وفى الصين,مرحلة من مراحل التاريخ البشرى, وقد كانت ضرورية تماما, وخدمت الغرض تماما..اذا كان نحن عاوزنها تنسحب للمستقبل يبقى الخطا خطانا نحن..لكن اذا اخذنا العبرة من تطبيقها,فى نجاحها وفى فشلها,...هى ,نشاط بشرى جم الفائدة وعنده قيمته العظيمة
وعلينا ان نستفيد مما ليهو من صواب, وان نصحح ما عليه من اخطاء,لنمشى لى قدام بتطبيق النظام الاشتراكى المصحوب بالنظام


الديمقراطى.."صفحتى 14و15يا له من تحليل رائع ودقيق وينضح بعدا للنظر.رحم الله الاستاذ محمود.لايكاد المرء ان يصدق اغتيال مثل هذا العقل من قبل اخر ينضح بدائية,بل ربما كان بسبب ذلك!! و هذا بالضبط ما عنيته باقتصار النقاش على تناول الموضوع من جانب التجربة التطبيقية عسى و لعل,"ان ناخذ العبرة من تطبيقها" على حد قول شهيد الفكر.
الشكر موصول مرة اخرى لك ولجميع الاخوة والاخوات الجمهوريين

د.ابراهيم الكرسنى

سلام واحترام

تجربة انهيار الاتحاد السوفيتي تحتاج الى التقييم اى تجربة اربعة وسبعون عاما هنالك انجازات واخفاقات وعلاقة انسانية
هنالك بعض الاسئله علها تساعد فى النقاش اى اخفاقات العوامل الداخليه
اولا
تصورات ماركس وانجلز عن النظام الاشتراكى وفى ارتباط وثيق مع راسمالية غرب اوربا وامريكا فى النصف الثانى للقرن التاسع عشر وفى ارتباط اوثق انتصار الاشتراكية فى وقت واحد فى تلك البلدان والواقع عكس ذلك انتصرت الاشتراكية فى بلد متخلف روسيا
ثانيا
جهد لينين فى علاجه للمشكلة بالصياغة العامة وهو على فراش الموت ويطلق عليها بمؤلفاته الاخيره . وقد اشتهر منها خطاب لمؤتمر الحزب يحذر من اختيار ستالين سكرتيرا عاما ومن مخاطر الصراع بين ستالين وتروتسكى
ثالثا
الصراعات السياسية والفكرية فى الثورة والحزب حتى انتصر اتجاه ستالين وتشويه للاشتراكية ليفرز النظام الاشتراكى البيروقراطيه الحزبيه الفاسده والانغلاق ودكتاتورية الحزب الواحد والشمولية وقيادة الحزب للمجتمع والدولة المادة السادسة من دستور الاتحاد السوفيتي
رابعا
سقوط الاقتصاد الاشتراكي مع الراسمالى وانغلاقه فى وجه الثورة العلمية والتقنيه

سلامات يا شباب
شكلو كل الجماعة اللى كتبوا هنا شيوعيين سابقين و عالمين ببواطن الامور.
ممكن اكون ببسط الامور جدا . بس السبب الرئيسى لانهيار كان الاقتصاد
"الملكية الجماعية " كانت مشكلة الاتحاد السوفيتى و كل الانظمة الاشتركية
ببساطة " الملكية الفردية " و" السوق الحر" هم الى بيعطوا السوق روح
اى شخص يهتم بملكه يحاول تطويره و يحافظ عليه لانه فى منافسة دائمة من اخرين قد يقدروا على تقديم خدمات افضل و باسعار اقل
يحسب صاحب الملك الربح و الخسارة بدقة و يهتم بعدم استهلاك مزرعتة اومصنعه و يبحث عن الطرق المثلى للحصول على افضل نتائج باقل تكاليف.
اما ملك الدولة ذى ما بيقولوا " ما ليه وجيع ". ماذا يستفيد المدير اذا كانت الارباح عالية او لم تكن ؟ " ما لم يكن له فيها نصيب
و هذه هى طبيعةالبشر !
و الفرق بين العام و الاص واضح . بس شوفوا سوداتل الان

الدكتور الكرسنى
تحياتي موصولة لك من البعد وأرجو أن نراك في المستقبل القريب

في البداية أشكرك على طرحك لهذا الموضوع الحيوي والضروري جدا، لاسيماأن الكوكب الذي نعيش به تحكمه البربرية والعنف السافر. طبعاً العديد من الناس والأنظمة تتباكى على إنتهاء عهد الحرب الباردة والصنم الاستاليني الذي كان يشكل حماية وغطاء تفرخ تحته الأنظمة الشمولية المستبدة التي تغتات على اجترار الأفكار الاستالينية غير الديقراطية.
في عام 1917 حدثت ثورة حقيقية سيطرت فيها الطبقة العاملة بقيادة الحزب البلشفي الثوري الذي كان يحمل أفكاراً واضحة تجاه التفيير والثورة وعلاقته بالطبقة العاملة. العمال تولوا زمام الأمور في ذلك الوقت بفضل مجالسهم المنتخبة على كافة مستويات المجمتع ابتداءا بالحي حتي المصنع. وكان المبدأ هو أن يكون يكون ممثلو العمال في هذه السوفيتات من العمال أنفسهم وليس قادة مستوردون من الخارج سواء كانوا شيوعيين أو غيرهم، تماماكما حدث في كميونة باريس. يعني أن ممثل العمال في المصنع أو الحي عامل عادي يعيش وسط العمال بحيث يمكنهم عزله في الحال إذا رأوا أنه قد حاد عن تمثيل مصالحهم. الجيش بشكله البيروقراطي لم يعد موجوداً حيث كون الجنود سوفيتات بدلاً عن الضباط (راجع كتاب جون ريد - عشر أيام هزت العالم).
لا أريد أن أخوض في تفاصيل كيفية صعود طبقة بيرواقراطية والاستيلاء على سلطة العمال والبطش بهم وسحلهم واستغلالهم بصورة فاقت الاستغلال الذي مارسته الراسمالية في صباها. الجميع يعلم أن الدولة الاستالينية كانت تعتمد على كثافة العمل وليس رأس المال - نظراً لانخفاض انتاجية العمل في ذلك الوقت بسبب تخلف وسائل الانتاج أنذاك. ولكي تنافس الغرب (كان اللحاق بالغرب هو الهدف الرئيسي لاستالين). وهذا لم يكن له أن يتم إلا بتراكم رأس المال البدائي. د. الكرسني كاقتصادي يعلم تماماً أن رأس المال هو تراكم لفائض القيمة المسروقة من العمال.وفائض قيمة العمل لا تحدث إلا في ظل علاقات طبقية عدائية، أي في ظل مجتمع طبقي (علاقات رأسمالية بالتحديد).
إذن بالمنظق البسيط جدا، تلك الأنظمة لم تكن أنظمة اشتراكية، بل أنظمة رأسمالية من نوع خاص خلقته ظروف روسيا في ذلك الوقت والتطور التاريخي الذي مرت به. 90% من العمال ممن لديهم تقاليد ثورية ماتوا دفاعاً عن ثورتهم التي هجم عليها أكثر من 18 من جيوش الدول الرأسمالية في ذلك الوقت، والباقي قضى عليه استالين في معسكرات العمل القسري التي يحرم فيها كل من تقل انتاجيته عن المعدل الذي تحدده الدولة، من وجبة ساخنة في جو مثل جول سيبيريا!! فكان العشرات مثل هؤلاء يدفنون نصف أحياء.
العمال في روسيا فقدوا ثورتهم في النصف الأول من عشرينيات القرن الماضي وتحولت إلى أيدي طبقة أخرى هي الطبقة البيروقراطية الاستالينيةالتي ظلت تمارس استغلال واضهاد العمال من أجل مصالحها الطبقية بحجة بناء المجتمع الاشتراكي والحرب الباردة، إلى أن ثار عليها العمال في في نهاية تسعينيات القرن الماضي. بالطبع الشعار الوحيد الذي يمكن أن يطرح في المظاهرات العنيفة تلك هو الديمقراطية وليس الاشتراكية، هذه المفهوم الذي يعني بالنسبة لهم القمع والاستغلال والذل والاستبداد الذي دام أكثر من سبعين عاماً.
د. الكرسني- في ضوء هذه العجالة يمكن القول بأن السبب الرئيسي لانهيار الإله الاستاليني هو العلاقات الطبقيةالعدائية التي كانت عرضة للأزمات الملازمة لأي نظام طبقي تستفل فيه الطبقة المنتجة.
حسب معرفتي لما ادعاه الفكر الاشتراكي أنه يقول ببساطة أن تحرير الطبعة العاملة هو عمل يقوم به العمال أنفسهم. وأن الثورة ليس عملاً فوقياُ تقوم به الأحزاب الشيوعية التي لا تملك النظرية الثورية الضرورية للإعداد لدفع الثورات التي تقوم بها الطبقات المسحوقة بين الحين والآخر إلى الأمام. ومالم تجلس هذه الآحزاب وتعيد دراسة التاريخ من منطلق ثوري فسوف لن نجني غير بربرية النظام الرأسمالي والهزائم المتكررة التي تتحملها الطبقة العاملة.
أظن يا دكتور الكرسني أن ليون تروتسكي قد شخص داء الثورة الروسية وتوصل إلى أن الاستالينية ثورة مضادة. ولكنه لم يحمل نظريته إلى مستوى يتطلب ثورة جديدة في روسيا، بل اكتفى بالمناداة بثورة سياسية فوقية فقط.
من يرون أن الاشتراكية هي الحل فل يبدأو حيث انتهي هذا العملاق ويطوروا ما توصل إليه من نظريات واستنتاجات من الواقع الثوري الذي شارك فيه بقدر كبير. يقال أن (القزم يمكنه أن يري أبعد إذا وقف على كتف عملاق)
شكراً على وقتكم،،