هنا نتحاور و نتعرف على العضو علاء الدين محمد بابكر - بندق

ونحن نتشرف لكى نتعرف على هذا الهرم >
نشكر اليوم الحار و الذى من خلاله تعرفنا جزئيا عليه ...
وهنا سوف يكتمل التعارف به لنفرح به وهو يخط بقلمه الرائع
كل تجاربه وذكرياته وحياته الفائته هنا

اذا اهلا به و بكم فى هذا البوست

ولتكن ضربة البدايه سيرته الذاتيه وياريت ندعم هذا التوثيق ببعضا من الصور

مترغبين ،، ومتشوقين ،،
لنعرف أكتر عن (هولاء) الشخص ..

إنت يا كوشت ،،
هنا نتحاور و نتعرف على العضو علاء الدين محمد بابكر - بندق
ليه مافي (مرحبا بالجميع ...) ؟؟

مرحب حاج علاء
في إنتظار السرد الممتع.
إبراهيم

Quote: ليه مافي (مرحبا بالجميع ...) ؟؟

يا خي الجميع ديل في الحاله دي في جيب العضو علاء الدين.
إنت نسيت؟

صلاح ،،

Quote: يا خي الجميع ديل في الحاله دي في جيب العضو علاء الدين. إنت نسيت؟

بس ،،
حا نتحاور كيف بالطريقة دي ؟؟

Quote: حا نتحاور كيف بالطريقة دي ؟؟

الحل الوحيد علاء الدين يدخل معانا جيبه.

صلاح ،،

Quote: الحل الوحيد علاء الدين يدخل معانا جيبه.

أو العاوز يتحاور ..
علاء الدين يطلعو من جيبو ..
يتحاور معاه ..
وبعدين يرجعو تاني ..


علاء الدين ،،
ذكرتني ..
(المارد والجرة)

حاج علاء الدين ،،

طمئنا على المخروقة ..

ما تكون اتخلعت ،،
وحصل الحصل ...

منتظرنك بفارق الصبر
لتتحفنا بروائعك
وكمان عشان نتعرف على حياتك و اصدقائك
ونستفيد من تجاربك وتاريخك العريض




تخريمه

اظهر و بان ليك الامان

علاء ابقى مارق لبره

سلام يا شباب
تغمرني السعادة بذكر الأحباب
بندق...
رفيق دربي..
أخي..
سنوات وسنوات من الأخوة الصادقة
رباط فكري وشيج..
ورباط أخوى أمتن من نوائب الدهر..

بكفي أن ليلة وفاة والدي رحمه الله كان الموضع الذي أستكان فيه جسدي المنهك وعقلي المشتت وقلبي الحزين هو منزل بندق..

هو حبة لؤلؤ من عقد فريد نضيد ضم أصدقاء.. أخوان كأنما ولدوا من رحم واحدة: بندق، رشيد، وليد، طارق، عاصم، نادر. ووووو

..
لي عودة مفصلة عن بندق وما أدراك ما بندق..
فقط... (بعد حين)...

يا جماعة حاج علاء كان منتظرني لما اجي...
يلا يا حاج أنا جيت بالباب...
منتظرينك..

وه..
.
.
.
بالصدفة..لقيت اسمي مكتوب..قعدت اتلفت يمين وشمال (طبعا ما برأسي..بالكي بورد)
وأفتش..وأقول..
.
.
.
.
.
سبحان الله..تطابق أسماء غريب!!!

يا حاج علاء

( بالمناسبة اصغر ابنائي اسمو علاء الدين )

اين انت يا هؤلاء الزول
بالجد بالجد انا علاء الدين ده زي بعرفو لي سنين
داير ليهو قعده
واهو القعدة جات

ينساب فيك ببساطة كما ينساب الماء البارد في جوف العطشان

( ما الموية الباردة شديد معقولة كده )
ينتزع منك الدهشة
فلا تجد نفسك الا وانت مبتسما
يللا يا علاء
لماذا انت لم ظاهر ؟

Quote: لماذا انت لم ظاهر ؟

حلوة دي يا حمد؟ دا عربي دا يا مرسي؟؟؟
بندق أظهر بسرعة: لماذا أنت لم ظاهر؟
ننتظر حليب من مصنع الأطفال..
ودائرة من تلك الدوائر المسروقة من عمرنا..
أفصخ أبن با ود يا بندوق.

حسه نقوم نفت؟؟ (وش بهدد)

لو التهديد ماجاب نتيجه

يابمبو نبدأ مشروع التحنيس

ولو التحنيس ماجاب فائده نرجع للتجديد وهنا مطلوب مساعدة البرالمه

ولو ده ما نفع نطلع جبل عرفات

ولو الجبل ما اعطى نتيجه نفتش على العصير فى حوض السباحه



انتظروا من المرجح هذا الشخص الذى يدعى بندق خرج ولم يعد
وفى هذه الحاله مطلوب منه ان يتحفنا وهو فى زمن اللا عوده



اها شن بتقولوا للزول الرائح فى دنيا الخيال برائحة البرتقال

عود لينا يا ليل الفرح ...... داوى القليب الانجرح
خليهو يفرح يوم .............. طول عمرو ناسيهو الفرح

ربما خرج بندق ليبحث عن نفسه..
من قبل حدث هذا.. في سالف الأزمان
هي فضولية كما وصغها. ربما يجدها وسط زحام ما... تبحث عن شمار..
أنا أتذكرها يا بندق فهل تتذكر؟؟؟

بندق العسل ده جا مارى بهنا
لفتات نظرات احكى لى انا

بندق ،،

لماذا أنت لم ظاهر ؟

بندق،،،
ما تشابه اسماء ولا حاجة .... قاصدين انت زااااااااااااااتك
علييييييييييييك الله تعال ....(وش بحنس شدييييييييييييييييييد)

يا جماعه علاء الدين يحتاج لتشويق حتي يتواصل معكم
..
يا حاج بالله بعد التعارف عندي سؤال محيرني
و هو إرتباط الاحداث بالزمان و الاشخاص و المكان
مثلا انت ماشي في السوق و في واحد سرق واحد تاني
هل عدم وجودك في تلك اللحظه كان يمكن ان يلغي هذه الحادثه؟يعني انت السبب.
هل عدم وجود ذلك اللص يستوجب وجود آخر لإتمام الامر؟
يعني تقوم تكورك يا اخوانا في سرقه و الحرامي مافي و انا حأسرق !
...
..
تحكي لي واحد قصه تقول ليهو في زول كان بوزع قروش في السوق
يقول ليك يا الله حظي ما كويس ما جيت بهناك الليله
لا بالله...
تفتكر طلما قدره كده كان في قروش حتتوزع حتي لو جاء في نفس الزمان و المكان؟!

في بداية الستينات من القرن الماضي..في مدينة عطبرة ..بحي السوق
تحديدا في منزل (عاشور)..كانت هنالك حركة غير عادية..
مجموعة من النساء يدخلن فرادي وجماعات..
ويخرجن متهامسات..
اقترب منهن وحاول أن يسترق السمع..
قالت واحدة: مالكن الليلة الحاصل شنو؟
ردت أخري: يا دي..بت زينب فايد قالو دار تلدي..
- هي..سجمي..ياتا فيهن؟
- هو بناتا ما شاءالله مهم تسعة..
- أيوة..الإسمها ليلي..
إذن هذا هو الحدث..ليلي..بنت زينب حسين فايد في لحظة مخاض..
إنحشر بين الحضور هناك..
وصل الي غرفة دلته عليها صرخات المخاض..دخل..وتوقف مندهشا..
رأي رأسا خارجا من بوابة الحياة يتحاور (مع الداية) قائلا لها:
ما هذا المكان الذي ترغبون في ادخالي فيه؟
قالت انها الحياة..
ومن أنت؟
انا التي سأدخلك الي هذه الحياة..
قلت لها ولكنني كنت حيا وانا هناك..
قالت لي..انت لديح..أطلع عشان نعرفك ولد ولا بت
وخبطتني علي وجهي..فصار أنفي أفطحا..من خبطتتها..
تشبكت برجلي داخل مقري وقلت لها:
ما هذا اليوم؟
قالت لي انه يوم 11/11 سنة ثلاثة وستين..جرتني بقوة..وقلبتني رأسا علي عقب
وضربتني بقوة علي ظهري الي أن صرت أصرخ من ضربتها..
وعندها صرخت صرخات متقطعة بصوت عالي:
أيوووو يوووو يوووو يوووووي
أستاذ محمد بابكر جابو ليهو (ولد)..
قلت لها وأنا مالي ومال أستاذ محمد بابكر يجيبو ليهو ولد ولا بطيخة...ما تصرخي في أضاني..
رمتني علي سرير قرب جسد ضخم..منهك..تشبثت به..وتساءلت..ما هذا المكان الذي يسكنه عمالقة؟؟
مسكت علي طرف الجسد، فمد لي بحنان كيس ضخم ..أدخل طرفه في فمي..فبدأت أمتص ما فيه..
أستمتعت بطعمه فسألتها؟ ما هذا؟ قالت لي انه اللبن..والذي به ستصبح كبيرا..
قلت لها ومن أنت؟
قالت لي أنا أمك؟
قلت لها أنت (أمك؟؟)..
لا ..أمك أنت..أنا (والدتك)..ليلي عبدالعزيز موسي..
قلت لها (والدتك) ولا( أمك) ما تجنينا معاك...ياتا فيهم...
وأستاذ محمد بابكر دة منو؟
ده أبوك..
والولد الجابوهو ليهو دة منو؟
دة ما انت؟؟
أنا؟ كيف يعني؟؟؟ دي حياة شنوالملخبطة دي..كدي أدينا اللبن دة إمكن أكبر وأفهم حاجة..
رقدت علي ظهري أمتص في (لبن الكبر)، وكل دقيقة والثانية أنظر الي رجلي..هل وصلا الي
نهاية السرير..
صرت في حالتي هذه أنظر في سماء الغرفة في انتظار أن أكبر..
وفجأة وجدت نفسي في مدينة (أبوحمد)...........

وااااك > حلوه يا بندق

اذن جلسنا ذى الورد ومتابعين

في (أبوحمد) اكتشفت أن أستاذ محمد بابكر حسن..
كان مديرا لمدرسة ثانوي عام ..والثانوي العام هو مرحلة وسطي
ما بين الثانوي الذي لم يتعلم (العوم) والثانوي الذي قد ترك (العوم)..
المهم..والدي محمد بابكر كان مديرا لمدرسة أبوحمد الثانوية العامة..
وهو أصلا من تلكم المنطقة..منطقة أبوهشيم..بلاد الرباطاب..
ما أذكره من أبوحمد..الجبال والرمال والأعراب..أقرب الساكنين الينا..
كنا هناك حتي عمري خمس سنوات ارتحلنا بعدها الي مدينة (بربر)..

في مدينة (بربر)..موطن أمي الأصلي..قضينا سنة كاملة..كان حينها
والدي أستاذ محمد بابكر حسن مديرا لمدرسة بربر الثانوية العامة للبنات..
وفي بربر استقبلنا ضيفا جديدا هو أختي الصغري (سلمي) التي مارسنا معا (حجة الله علينا)
هذا العام..
وفي هذا العام استولي علي السلطة في الخرطوم العقيد جعفر محمد نميري..
بعدها انتقلنا الي مدينة عطبرة..

دا سرد 100%

علاء الدين ،،
أمتعنا ...

وواصل السرد ،،

ما تخلي القرفصاء تطول ...
عشان المخاريق وكده ...



مخاريق ناس حمد وكدة ،،،

لا اسكت الله لك سرداً يا شيخنا،،،
نجلس القرفصاء...

ومهما طالت فنحن في الانتظار...
المتعة لا تفوت وإن تعبت المخروقة....

قبل أن أدخل المدرسة الإبتدائية..كتبت هذه القصة...
....(وش كضـــــــــاب).


(ميكانيكا يا دنيا)

قد تختلف مفاهيم كثير من الناس في تفسير ظواهر معينة في هذه الدنيا ولكنهم جميعهم يتفقون حول مفهوم الحياة والموت لذا عندما سمعت بحاج أحمد وتفسيراته الميكانيكية لجميع الظواهر الطبيعية شعرت بفضول غريب لمعرفة مفهوم هذا الرجل وتفسيره الميكانيكي للحياة والموت فقررت أن أدردش معه قليلاً عن ما يدور في هذه الفانية فكان بيني وبينه هذا اللقاء الغريب تحت كبود عربة.
أنا: سلام عليكم .. حاج أحمد
هو: أهلاً يا ولدي.. اتفضل
أنا: كيف الدنيا معاك يا حاج؟
- والله أهو ياولدي .. مرة تقطع ومرة تحرق الواحد التقول بنزينه وسخان.
- غلاء المعيشة دي معاك كيف ياحاج؟
- تعرف يا ولدي.. الواحد بقي أول ما آخر الشهر يجئ بطاريته تنزل، يا دفرناها يا عملنا ليها وصلة كهرباء من أي واحد بطاريته مليانة،والواحد يا ولدي جيبه بقي زي التنك المقدود، القرش ما يقعد جواهو خالص.تبسمت وفكرت أن أدحرجه الي السياسة قبل أن أعرج الي موضوعي الأساسي فقلت له:
- التنك الصغير بيتلحم لكن تنك البلد دي البيلحمه شنو؟
أخرج من جيبه كيس صعوط وضع بفمه سفة بحجم كرة تنس الطاولة وقال لي:
ماهو الريس متقل دمه زي زيت التروس وكل يوم والثاني ناطي لدول البترول يشحد في لحام لامن وشه بقي زي اللستك المتآكل.. ضحكت وقلت له:
- كدي يا حاج خلينا في المهم، طبعاً انت عارف آراء كل الناس في موضوع الحياة والزواج وولادة الأطفال وغيره فانت رأيك شنو في القضية دي؟.. قال لي:
- أكان عندك يا ولدي مكنة داير تصنع ليها ترس من سبيكة بتعمل السبيكة كيفن؟
- بأجيب نحاس والحديد وأخلطهم سواء بنسب معينة داخل فرن لحدي ما تتكون السبيكة.
- أما النحاس ده البيجي من الولية، والحديد البيجي من الراجل والفرن بطن الولية والسبيكة الشافع بتاعك بعد كدي بتعمل تصميم معين للترس بتاعك علي حسب حاجتك ليهو، فبتمسك السبيكة وتطبق تصميك العملتو عشان يطلع ليك الترس العاوزو وتركبو في المكنة بتاعتك.
- لم أفهم بعض تشبيهاته، فسألته مستفسراً؟ قاصد شنو بالترس والمكنة؟
- بصق السفة وقال لي: يا ولدي انت بتشغل سوبر وأنا كابي ليك عادي؟!
- ضحكت باستغراب..
- أنا بتكلم عربي!! الترس ده الشافع بتاعك بعدما تربيهو زي ما انت عاوزو ويكبر، والمكنة دي الدنيا!!دي عليك النبي دايرة ليها خبيرأجنبي؟!
- أها ياحاج.. والموت؟!
- نظر الي نظرة استهزاء وقال لي:نان يا ولدي الترس بعد ما سنونة تتكسربينفع؟
- أنا: طبعاً لأ!!
- بتعمل ليهو شنو؟؟
- بأرميهو!
- أهو ده البيحصل، الواحد وكتين سنونه تتكسر أهله بيشلوه يرموه.
- لا ياحاج .. بيدفنوه؟!
- أكان خفت علي الشفع في الشارع يجرحهم الترس السنونة مكسرة دة بتعمل ليهو شنو؟.
- ممكن أحفر لي حفرة أدفنه جواها!!
- بس براك جيت لسبب الدفن!!
تحيرت من هذا الرجل الغريب فلم أعرف أبتسم أضحك.. وفجأة طرأ بخاطري سؤال أخير رغبت أن أعرف تفسيره فقلت له:
- رأيك شنو في انك تعرس أكثر من واحدة يا حاج؟
بصق مابقي في فمه من سفة وتنحنح .. فشعرت أنني ضربت علي وتر حساس فقال لي:
- عاد يا ولدي لمن عربيتك تقدم ويطلع موديل جديد، مابتغيرها؟؟
- بعد أن تألقمت علي تفسيراته يعني تتطلق القديمة وتعرس واحدة علي الموضة؟!
- بيني وبينك يا ولدي عشرة العربية القديمة ما بتنتهي عشان كده بتحتفظ بيها وتجيب ليك واحدة موديل جديد..
- يعني انت بتؤيد تعدد الزوجات؟
- والله يا ولدي أكان ألقي لي معرض عربات كامل ما باباهو.
ضحكت وتذكرت المعارضات الزواج بأربعة.. فقلت في سري خير لكم أن توافقوا بالأربعة ان كان هنالك من يرغبون في معارض سيارات.. وقفلنا (كبود) العربية.. وتحركت وأنا أفكر في حديثي مع هذا الرجل الميكانيكي..

1988م. المزاد بحري





...

في عطبرة..في يوليو 1970..إكتشف الجميع أنني قد أصبحت صالحا في أن تمارس عليي أقسي
أنواع العقوبات التي قد عرفتها الإنسانية..
.....عقوبة الدراسة..
تم إدخالي عنوة مع سبق الإصرار والترصد الي مدرسة (حي أم بكول) الإبتدائية..
في تلك السنة بدأت حكومة مايو فينا تجربة تغييرات في نظام التعليم:
.. المنهج الدراسي تم تغييره من كتاب (حسن البطل..وحسن ولد العرب) الي
كتابي الأول (أمل وبدر)..
الزي المدرسي تم تغييره من (الجلابية والعمة) الي (القميص والرداء)..
اسم المرحلة تم تغييره من (الكتاب..بضم الكاف) الي (الإبتدائي)
والسنين الدراسية من أربع سنوات الي ستة سنوات..
يعني بالعربي كدة..نحنا كنا (فيران) التجارب لحكومة النميري..

مدينة عطبرة..هي مدينة (أهل أبي وأهل أمي)..أعمامي..عماتي..خالاتي..وأخوالي وجدودي..
ونسبة لتنقل الوالد المستمر..كنا نغيب عنها ونرجع لها كما يقول المثل
(العرجاء لمراحها)..الشباب يفسروا للناس الما شباب..

قضينا بعطبرة ستة سنوات..يعني المرحلة الإبتدائية كلها..من أولي الي أن امتحنت للثانوي العام..

عطبرة حينها كانت آمنة (مش صاحبة سارة صاحبة سحر)..أم أن السودان كله كان آمنا؟؟!
كنا نتجول في عطبرة في الإجازات من بيتنا في حي أمبكول الي السكة حديد..ومنها الي السودنة
نصطاد الطيور..نمر بمدرسة عطبرة الثانوية..ونصل الي كبري عطبرة ونقطعه الي الدامر..
ونمشي الي نهر عطبرة الذي تعلمنا فيه السباحة..
وهذا كله ولانخاف ولا يقلق أهلنا علينا..
نلعب في ليالي رمضان (شليل وين راح..وسكج مكج..ولبود)..وكل من يلقاك يسلم عليك
ويعرف أنك ولد أستاذ محمد بابكر..واذا أخطأت وفقا لأعراف المجتمع..يضربك أي شخص
في الشارع..من دون أدني حرج ولا زعل من أبويك..
انه السودان في ذلك الزمان..
بعد أن امتحنا الشهادة الإبتدائية تم نقل والدي الي مدينة الفاشر..
وحينها السودان قد كان واحدا..ولا فرق ما بين أبوحمد ولا بربر ولا عطبرة ولا الفاشر..
فقط تغير مكان..أما المجتمع والعادات فهي واحدة

Quote: هو إرتباط الاحداث بالزمان و الاشخاص و المكان مثلا انت ماشي في السوق و في واحد سرق واحد تاني هل عدم وجودك في تلك اللحظه كان يمكن ان يلغي هذه الحادثه؟يعني انت السبب. هل عدم وجود ذلك اللص يستوجب وجود آخر لإتمام الامر؟

تعرف يا صلاح..من أجمل أنواع (الجنون)..هو فصل الإشياء عن بعضها البعض..
دراستها كوحدات منفصلة..ثم بعد ذلك تجميعها واعادة دراستها..
عندك هنا ثلاثة أشياء..
زمان..
أشخاص..
مكان..
يلا فرتقهم كل واحد براه..شوفهم.. وبعدين لمهم مع بعض..شوفهم تاني..وكل مرة طلع واحد ودخل التانين..
وشوف بعد كدة فضل كم في إيدك؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
لعبة حلوة مش كدة؟؟
أظن جوابي كدة واضح!!!

واصل الامتاع والابداع

حاج علاء ،،

Quote: نلعب في ليالي رمضان (شليل وين راح..وسكج مكج..ولبود)

إنت دحين هي إسمها سكج مكج ..
ولا سكج بكج ؟؟؟
(وش جاادي ،،،)

ابراهيم صباحاتك بيض

اسمحلى اجاوب

Quote: إنت دحين هي إسمها سكج مكج .. ولا سكج بكج ؟؟؟ (وش جاادي ،،،)

عندنا هناك فى مناطقنا بتسمى بالميم

وفى الخرطوم وما عارف تانى وين بالباء

Quote:

Quote: إنت دحين هي إسمها سكج مكج .. ولا سكج بكج ؟؟؟ (وش جاادي ،،،) عندنا هناك فى مناطقنا بتسمى بالميم وفى الخرطوم وما عارف تانى وين بالباء

الأخوة ابراهيم وهشام..
انتو عارفين..انو كلمة (المنبر) وكلمة (البنبر) هم كلمة واحدة؟؟؟

(وش جادي جدا)

Quote: انتو عارفين..انو كلمة (المنبر) وكلمة (البنبر) هم كلمة واحدة؟؟؟

كلام سليم
ما هو الأثر الحبشي على الإقلاب في اللغة العربية
سؤال: هل عرف المسلون المنبر قبل الهجرة للحبشة؟؟
وش جادي برضو...
دردقة للنقاش.. بس ما تسرح بعيد عن قصة حياة بندوق ياحاج

وهل كلمة منساته الوارده فى القران الكريم

فى قصة سيدنا سليمان لها علاقه بلغة الحبشه؟

Quote: هل عرف المسلون المنبر قبل الهجرة للحبشة؟؟

أخ طارق..وفقا لعلمي..
لمن المسلمين كتروا..بقو ما بيشوفو الرسول في خطبو..
قام اقترح عليهو المسلمين الأوائل الهاجروا الي الحبشة طريقة القادة الأحباش
في خطاباتهم وهي (عتبة) يسمونها (البنبر)..
فصنعو للرسول (ص) ثلاث عتبات ليقف عليهم وسموه نفس الإسم الحبشي مع قلب الباء الي ميم
فاصبح يسمي (المنبر)....دة كلو ما مشكلة..
المشكلة انو السلفيين مختلفين انو (المنبر) وفقا للسنة (ثلاث عتبات أم سبعة عتبات)!!!!!



أخ هشام:

Quote: وهل كلمة منساته الوارده فى القران الكريم فى قصة سيدنا سليمان لها علاقه بلغة الحبشه؟

وفقا لعلمي..أن المنسأة هنا هي من (نسأ) وهي العصا التي يهش بها علي البعير..
بالمناسبة (يهش) يعني شنو؟؟

في طريقنا الي مدينة الفاشر..قضينا اجازة المدرسة في منزل جدتي من أمي
بالمزاد..بحري..وذلك بعد رحولهم من مدينة الحصاحيصا الي بحري بعد وفاة جدي لأمي..
منزلنا بالمزاد هذا صار مشهورا وسط أصدقاء الجامعة..ببيت أولاد حاجة زينب...ولهذا قصة
سنحكيها في حينها..
صحوت يوما في المزاد علي صوت خالي يقول (شوفو دة نايم وما عارف الموت الجاييه)..
طار من عينيي النوم..وصرت أسمع أصوات انفجارات متكررة..وبعدها عرفت انها اصوات رصاص..
ودانات..
بعدها عرفنا أنها حركة (محمد نور سعد) التي اشتهرت في المصطلح السياسي بالمرتزقة..وهذه كانت
خلال اجازتنا سنة 76 ونحن في طريقنا الي الفاشر..
وقبل بداية العام الدراسي..ارتحلنا الي الفاشر..

عند نزولنا من الطائرة في مطار الفاشر وجدنا (أبي) الذي قد سبقنا الي هناك
ينتظرنا تحت سلم الطائرة..
عندها قلت لنفسي،اما أن يكون (أبي) في هذه المدينة شخصية مسؤولة جدا، أو أن
ادارة المطار غير مسؤولة نهائي..
انتظرنا (عفشنا) تحت سلم الطائرة ..استلمناه واتجهنا الي السلك الشائك الذي يحاط
به المطار..رفعنا السلك وخرجنا تباعا للعربة التي تنتظرنا..وعندها عرفت أن الإحتمال
الثاني هو الأرجح..

ان كانت الأبيض هي عروس الرمال..فان الفاشر هي (الرمال) نفسها...

الفاشر مدينة مركزها (النقعة) والنقعة هي (حفير) كبير تتجمع فيه مياه الأمطار
من المرتفعات حولها..تم بناء وتعميق لهذا (الحفير) وصار هو المخزن الرئيسي
لمياه الشرب خلال فترة الجفاف..
السوق حول النقعة..والبيوت من حولهم..
علي قمة أحد الهضاب تري منزل السلطان (علي دينار) والذي تحول الي متحف..
البيوت..بعضها مبني بالطوب..وأقلبها (قطاطي) من القش.
درسنا أولي ثانوي عام بمدرسة الأميرية..وهي عبارة عن فصول من القش..مشيدة داخل
حوش مدرسة دارفور الثانوية العليا( DSS )..
أرضية الفصول رملة..مش مفروشة رملة..انما أرض طبيعية..لأن البلد كلها رملة..
حول المدينة..جبال..ويزرع الناس في سفوح الجبال..
يأكلون هناك..الدامرقة والماريق والكول..والقزقزة بالجراد المحمر..
أشجار الهجليج(اللالوب) في كل مكان..
في ذلك الزمان..كانو يصرفون لكل طالب اسبوعيا معلبات من الساردين والجبنة الرومية وفقا
لماذا..لا أذكر..
في فصل الجفاف..تنقطع المياه من المواسير..ويكون حينها الإعتماد علي المياه المشتراة
عن طريق (الخرج)..
الخرج هذا عبارة عن جلد حيوان مدبوغ ويستعمل كوعاء للماء يحمل علي الحمير..

البئر الوحيدة التي يكون بها ماء (قريب) علي بعد ثلاثين او اربعين متر هي بئر السوق الكبير..

هذا الوصف أصفه لكم بصفتي مشاهد:

حول البئر..تجد الناس يتصارعون لحجز (الخرج)..
الماء يتم نشله من البئر بواسطة (خرج)..
يقف الرجل الذي ينشل الماء علي جدول يربط ما بين البئر وحوض كبير لتجميع
الماء..يفرغ الماء علي قدميه..ليتجمع في الحوض..
كل صاحب (خرج) يملأه من هذا الحوض..
الحوض يشرب منه الناس..والجمال ..والحمير..
صراع الناس حينها يكون حول (حجز) صاحب الحمار الذي قد ملأ (خرجه)..
كنت عندما أظفر بواحد..أرجع الي البيت سعيدا منتصرا..فنملأ الأزيار والبراميل..
شاربين (مرق الأرجل وأفواه الحمير)..

تسجيل حضور

واستمتاع....

علاء الدين ،،

على كده ،،
مفروض تُكِن نوع من التقدير للحمير
الشربتو مرق أفواهها..

واصل ،،
لنستمتع ،،،،

حاج علاء

وصف دقيق وممتع

رجاء ما تقطع السرد الى قطع متناثره

Quote: البئر الوحيدة التي يكون بها ماء (قريب) علي بعد ثلاثين او اربعين متر هي بئر السوق الكبير..

ياحاج انا كنت في الفاشر قبل خمسة شهور
ومكثت فيها ثمانية وعشرون يوما
ما زال الماء بالخرج ولكن للاحياء الطرفية
فاشر اب زكريا كما يحلو لهم تسميتها
او حجر قدو
هاي ترا
لسع الجراد يباع ويؤكل
والسعر حسب النوع ( الجودة )
اما المباني فالفاشر تطورت كثيرا
برج الفاشر امام بنك السودان
المستشفى العسكري
مبنى ابو حمرة
منشات كثيرة متعددة الطوابق
وبتصاميم جميلة
الجو هناك جميل
واذا نمت اربعة ساعات تقوم مرتاح
الاهالي هناك جميلين وبسيطين
لهم التحية

المصيبة ما في كدة..

Quote: مفروض تُكِن نوع من التقدير للحمير الشربتو مرق أفواهها..

المصيبة في:

Quote: علم الأنساب..عند البورداب

يبقي (الحمير) أخوانا من (الشراب) وأمنا (الحوض)!!

Quote: الاهالي هناك جميلين وبسيطين لهم التحية

الأخ حمد..لك أنت التحية..
سبقتني في وصف أهلنا في الفاشر..
البساطة والطيبة وتقدير الآخر..
.
.
قضينا سنة ونصف بمدينة الفاشر..لافرق بين الفاشر وعطبرة والخرطوم بحري..
.
نتجول في المدينة كأننا من مواليدها..
عندما تنزل الأمطار..تنتظر فقط انقطاعها من السماء..وتبحث عنها في الأرض..
ولاتدلك علي نزولها الا دابة الأرض..تخرج بحثا عن الغذاء..
تتحول الرمال الي خضار بنبات (السنمكة) الذي كان يصدر الي أوربا ليستعمل
في مكونات الأدوية..الي ان تمت زراعته في الخارج..مثله مثل الكركدي..
ما أذكره في أيام الأمطار..نوع من الحشرات حالك السواد..ضعف الخنفساء..
وفوق هذا كله..يطييييير!!! سبحان الله أحسن الخالقين..
أكان..كان بيعضي..ما كان فضل واحد ما معضوض..ولكنه مسالم جدا..ويتغذي علي
(روث) الأبقار..
ونحن في بداية السنة الثانية..تم إذاعة (أبي) في كشف ابتعاث الأساتذة الي السعودية..
وسافر (أبي) الي الخرطوم لتجهيز سفره..وبقينا نحن في الفاشر حتي جهزنا أوراقنا لإنتقالنا
الي الخرطوم بحري..

حاج علاء...

متابعة رغم الزرزرة...

سافرنا أنا وأخي عماد..وتركنا البقية بالفاشر وذلك لأن الفترة الثانية كانت قد بدأت بالخرطوم..

وفي الطائرة كتبت هذه القصة مهداة من صلاح ليون الي ابراهيم:
(وش برضو كضاب)


بين سطرين

يعشق شمارات وأقاويل الحب والغرام ويعلم جيداً أن هذه الكراسة تكتب عليها الخطابات الغرامية..
وتقطع الأوراق وترسل.. أراد أن يبل (شماره) وأن يكون أول من يعرف ..كيف؟!
لم يجد مكاناً أفضل من الكراسة نفسها.. فتح الكراسة وقرر أن ينحشر بين السطور!!
أمسك بأول سطرين بيديه ..أبعدهما عن بعضهما أدخل رأسه منحشراً، وبدأ يزحف علي ظهره
ورأسه إلي أعلي، إلي أن دخل كله بين السطرين وقبع منتظراً.
حس بخطوات تقترب.. إنفتحت الكراسة فإرتجف، خاف أن تهز رجفته
السطور
فينكشف.. فتضيع عنه فرصة ذهبية (للشمار).. صبر نفسه وإنتظر
رأى قلماً ضخماً
يتحرك من أول السطر.. حس بحركة الحروف علي جسمه.. لطف الكلمات أنعشه..
تحرك القلم من
طرف قدميه الي ساقيه ماراً الي فخذيه.. الي أن أحس بالكلمات علي سرته..
ثم صدره فإسترخي..
والكلمات تتساقط علي جسده اإلي أن وصلت رأسه ثم انتقلت الي السطر الأسفل..
بدأت الحروف علي بطن قدميه.. إقشعر جسده كتم ضحكة نتيجة لحركة القلم علي
بطن قدمه قربت أن تفضحه.. تحرك القلم ماراًعلي ساقه ومؤخرته وظهره..
واضعاً نقطة بقوة علي أسفل رقبته، وانغلقت الكراسة.. وابتعدت خطوات
الحبيب الولهان.
بدأ يلتقط في الحروف واحداً تلو الآخر بنظام خوفاً من أن تختلط الحروف..
فتختلط الكلمات فيتغير المعني..فتحدث كارثة غرامية.. إنتهي من السطر
الأول ثم الثاني ثم إنسل خارجاً من بين السطور مبتعداً.
عندها تذكر أنه قد نسي (النقطة).. غفل راجعاً.. أدخل يده بين مؤخرة السطريين..
أمسك بها واقتلعها.. ووضعها بعد آخر حرف وسار فرحاً !!


الشعبية جنوب
ديسمبر 2002

حاج علاء،،

Quote: وفي الطائرة كتبت هذه القصة مهداة من صلاح ليون الي ابراهيم: (وش برضو كضاب)

فليواصل الوش الكضاب

كضبك ممتع ياخ....

حاج علاء ،،

Quote: يعشق شمارات وأقاويل الحب والغرام...

اللي هو مين ده ؟
وش بتلفت ....

Quote: ويعلم جيداً أن هذه الكراسة تكتب عليها الخطابات الغرامية.. وتقطع الأوراق وترسل.. أراد أن يبل (شماره) وأن يكون أول من يعرف ..كيف؟!

بيني وبينك ،،
الليون ده إلا ينحشرو ليه بين السطور ..
عشان نعرف شماره ..

حاج علاء ، الله يديك العافية ضحكتنا والله
لكن لقيتك من غير مناسبة ممكن تخلق مناسبة
غايتو لولا لقب حاج دي كان عملتك سيناريست علاء

الليون ،،

غايتو تاني قبل ما تبدأ تكتب أي رسالة غرامية ،،

فتش بين السطور كويس ،،،

.........
....
..

Quote: أمسك بها واقتلعها.. ووضعها بعد آخر حرف وسار فرحاً !!

شعر بتأنيب الضمير
علي تجسسه و ما قام به
فقرر ان يقوم بإرجاع الحروف قبل ان يحضر صاحبها
و بخطوات متثاقله و متردده
رجع
فتح الكراس و انحشر بحذر بين السطور
امسك بالحروف وبدأ برصها في مواقعها
اكمل السطر الاول
و زحف للثاني
في تلك اللحظه حضر الولهان يحمل مظروفا
ارتعش صاحبنا المحشور بين السطور و إضطرب و خاف من الفضيحه
فأنسابت الحروف من بين يديه و احتلت موا قعا بين السطور
و عندما امتدت يد الولهان الي الورقه لطيها و وضعها داخل المظروف
كان هو قد غادر الكراس و الغرفه
و وقف عند الباب يتصبب عرقاو يتساءل عن المحتوي الجديد للخطاب
....
..
وصل الخطاب
و حدثت الكارثه
و جاءه رد واحد وانقطع كل شئ بعده
"انا غول و ما عندي ادب؟"
.
.
ارسل رسائل كثيره لم يأتيه رد عليها
..
الولهان الآن ورغم تخصصه الهندسي يحتل موقعا مرموقا بأحد التفاطعات يسير حركة المرور

ابداع

إبراهييييييييم:

Quote: الولهان الآن ورغم تخصصه الهندسي يحتل موقعا مرموقا بأحد التفاطعات يسير حركة المرور

الصواني في الخرطوم مليانة..ما تخلينا نعمل صينية باسم (اليوم الحار)..
عليك الله أطلع...

يا سلااااااااام يا بندق

لأول مرة أمر علي البوست الرائع

و ذاكرت كويس قبل الرد

حقيقي سرد أكثر من ممتع

وحاة الجمعة دي

حاج علاء دا فنان

خليل

Quote: وحاة الجمعة دي حاج علاء دا فنان

لا وانت الصادق الجمعه الجايه كمان


________


ياربى الحاج وين ؟

يا كوشت ،،

Quote: لا وانت الصادق الجمعه الجايه كمان

والجمعة البعدها من عندي .. كمان ..

حاج علاء ،،
أين أنت يا .. هولاء ؟؟

Quote: حاج علاء ،، أين أنت يا .. هولاء ؟؟

شكلو فى مكيفات ابت تدورليهو

احتمال تكون دايره منفله

هشام ،،

موضوع الرشوة نزل أرض الواقع ولا شنو ؟؟

نظريات

تابعها وهي تمشي ببطء الي ركن البيت..
فاجأها المخاض تحت الشجرة..
أخرجته..فخطفه من تحتها..وما زالت حرارة جسدها به..
جري به الي معمله..
خبطه علي رأسه..فإنشق..وأخرج سائلا لزجا مخاطيا..
أخرج الكراسة وبدأ كتابة النظرية..
أعاد التجربة..
رأي أخري تجري..فجري من ورائها..
أسقطت جنينها..فخطفه ودخل المعمل..
خبط به علي رأسه..فإنشق..وأخرج سائلا لزجا مخاطيا..
أضاف ملاحظته في الكراسة..
ثم أعاد التجربة مثني وثلاث ورباع..
ثم أعاد صياغة النظرية:
(إذا أخذت (جنة جدادة) حارة..وضربتها برأسك..فإنها ستصاب بالزكام)..

Quote: سافرنا أنا وأخي عماد..وتركنا البقية بالفاشر وذلك لأن الفترة الثانية كانت قد بدأت بالخرطوم..

استقرينا بالخرطوم بحري..المزاد شمال..بمنزل جدتي من أمي (حاجة زينب فايد)..وتم تسجيلنا بمدرسة
الأميرية 1 الثانوية العامة بالدناقلة شمال..
مدينة بحري حينها كان بها مدرستين حكوميتين للأولاد..الأميرية واحد والأميرية اتنين..

ابن خالتي (مهندس قرشي الشيخ عبدالغني) كان يدرس بالأميرية واحد ولكي لا نحس بالغربة في نصف
السنة فضلنا أن نرافقه..رغما عن أنها أبعد من الأميرية 2 بالنسبة لمنزلنا...
ومن حينها بدأ إرتباطي بمدينة بحري وأبناء مدينة بحري...

Quote: (إذا أخذت (جنة جدادة) حارة..وضربتها برأسك..فإنها ستصاب بالزكام).

منو هي الحا تصاب بالزكام ؟!!!
الجدادة ؟؟؟؟؟

لأنه المجاهيل 3
أنت (في أخذت)،،
والجدادة ،،،
وجنى الجدادة ،،،

والمؤنث الوحيد هو الجدادة ..

إلا إذا كان جناها بنت ...

أنا وماجد يوسف وعماد..
الغريب أن ماجد يوسف هو الوحيد من دفعتنا بمدرسة الفاشر الذي التحق بجامعة
الخرطوم..كلية القانون بعد ان فارقته في الفاشر سنة 77 التقيته بالخرطوم سنة
82

Quote: منو هي الحا تصاب بالزكام ؟!!!

دة سؤال مطروح وعليهو جائزة

علاء متابعين

Quote: أنا وماجد يوسف وعماد..

انت وين ؟

Quote: : منو هي الحا تصاب بالزكام ؟!!!

بعدين

Quote: دة سؤال مطروح وعليهو جائزة

طارق الكوتش بجاوب و بقول

الديك

حاج علاء

الشعر دا كان تحتفظ بى جزء منو ليوم كريهة وسداد صلعه

حاج علاء ،،

Quote: أنا وماجد يوسف وعماد..

إنت ياتو واحد؟؟
أنا ... ولا عماد ؟؟؟

هشام ،،

Quote: الشعر دا كان تحتفظ بى جزء منو ليوم كريهة وسداد صلعه

طبعا انت نجرتها بإعتبار انه (أنا .. وعماد) الإثنين شعرهم خنفس ..

بس ،،
أنا أعتقد إنه حاج علاء المتجنصص وغازي كوعو ،،،

الجائزة ،،
سريع ،، سريع



_______________________
بمناسبة سريع ،، سريع
هالة نفتقدك ،،
إنشاء الله الأمور تسير تمام ؟

يا ابراهيم

Quote: طبعا انت نجرتها بإعتبار انه (أنا .. وعماد) الإثنين شعرهم خنفس ..

ابدا" ما نجرتها

لكن لو ركزت شويه حتشوف الدهشه الفى عيونو لم تغادره حتى الان

علاء اين انت يا رجل

لعل مافى عوجه

علاء اين انت يا رجل

انشاءالله المانع خير

علاء الدين ،،

أين أنت يا .. هولاء ؟

إن شاء الله المانع خير ،،،،

إبراهيم
علاء الدين غير هدومو و مقلبنا!!

صلاح ،،

Quote: إبراهيم علاء الدين غير هدومو و مقلبنا!!

تعرف أنا يا دوبي فهمتك ،،

فعلا ،،
يا جماعة الظاهر علاء الدين غير هدومو ،،
ونسى ال DSL في جيب البنطلون ..
عشان كده ما قادر يتواصل ،،

المشكلة لو جاهم حرامي ،،
وسرق البنطلون ،،
ونحن في جيبه ،،،

مباااااااااااالغه

Quote: يا جماعة الظاهر علاء الدين غير هدومو ،، ونسى ال DSL في جيب البنطلون .. عشان كده ما قادر يتواصل ،، المشكلة لو جاهم حرامي ،، وسرق البنطلون ،، ونحن في جيبه ،،،

لاااا
والخوف يجيك وديدى ناطى ليهو فى كباية شاى يا صلاح مختار
وانت تقوم بزياره للمدعو بندق بمنزله الكائن , وده باعتبار
تبديل الهدوم بالعدة المنزليه

تحية لكل من خاف علي بنطالي من السرقة.........

Quote: ومن حينها بدأ إرتباطي بمدينة بحري وأبناء مدينة بحري

الأميرية واحد هي مرحلة انتقالية اما الي الخرطوم القديمة واما الي بحري
الحكومية..وفيها التقيت بالمهندس طارق محمد يوسف والمهندس هاشم حسن عبد القادر الذان التحقا
بالخرطوم القديمة..أما انا وصحبي انتقلنا الي بحري الحكومية..
أولي كانت ثلاثة فصول (علي وابوبكر وعثمان) انا كنت في عثمان..وكان في احد الفصلين الآخرين
شخص امتاز بتفوقه..فعرفته من بعيد..والتقيته مرة أخري في الثالث ابن حيان..وايضا
لم تكن تربطني به علاقة..
في اللغة الإنجليزية كانت هنالك قصة حوارية بين شخصين أحدهما طويل وذكي ويسمي (أمبو) أما
الآخر فقد كان قصير وغبي ويسمي في القصص (بمبو)..
الشخص المتميز أعلاه قد كان يشبه (بمبو) في شكله وتصرفاته ويخالفه بذكائه المعروف..
هذا البمبو كان يسمي طارق احمد خالد..
عندما صرنا (واحد في اثنين) خلال فترة الجامعة..اصبحت عنده هواية غريبة..وذلك بداخلية
تهراقا..وهي أن يوقظ صحابه من النوم برمي نفسه علي صدورهم الي ان ينكتم نفسهم فيصحو مذعورين..
عندما مارس معي هذه الهواية كتبت فيه قصة أسميتها (صديقي السمين) وعلقتها في بورد الكافتريا
تابعة لجريدة حائطية تخصنا ولكنها اختفت

علي ما أذكر هذه هي القصة:
صديقي السمين

صديقي السمين


ضرب حجرا أمامه..وهو يشق بقايا ظلام..تراءي له منظرها أمامه..معلقا علي حلقة في السماء..
الجسد متدلي أمامه..تحركه بقايا صراعها وهي تتشبث بالحياة..
تبسم..أخيرا تمكن منها..لم يتصور أنه في يوم ما سيشفي غليله منها..أخيرا تمكن من تعليقها..
وقذفها الي حتفها..يا الله..أخيرا..لن تسيئه ولن تنقص حياته مرة أخري..
رأي بعض الشجيرات وهو سائر..يفردن بتلاتهن بكسل به بقايا نعاس...صبح
عليهن وواصل مسيره..تراءت له مرة أخري..ومازالت تدور حول حلقة حبلها الذي يضغط علي
حلقها..التفت حول جسدها..فواجهته..نظر الي عينيها الجاحظتين بمتعة قدرها قدر الآلام التي أصابته
منها..
واصل مسيره..
فجأة تراءي له ما جعل دمه يفور ويغلي..
أعاد تركيزه في وجهها..يا لتفاهتها..حتي وهي ميتة تحاول إغاظته..ما هذه..ما أصلها..
رأي لسانها ممدودا خارج فمها..حتي آخر لحظة من حياتها..أخرجت له لسانها لتغيظه..
ولكن يقولون من مات مخنوقا..يتدلي لسانه..
لا..انها تقصد إغاظته..لو كان يملك القدرة لإعادة الحياة اليها..ليقتلها مرة أخري لفعل..
قذف حجرا أمامه بغيظ..
رفع رأسه فرأي هناك علي حائط مبني..رجلا يتسلق حائط المبني ليسرقه..
أخذ نصف طوبة وأراد أن يقذف بها الرجل ولكنه نظر أسفل الحائط فرأي ما جعله
يغير رأيه..
رأي كلبا ضخما يرقد تحت الحائط ويغط في نوم عميق..والحرامي من أعلي منه علي
الحائط..
فبدلا من أن يقذف الحرامي بالطوبة..قذف بها الكلب..وياليته لم يفعل..
استيقظ الكلب..نظر الي الحرامي علي الحائط..ثم نظر الي ناحيته..عوي..وهجم عليه..
تقهقر الي الخلف..قفز الكلب الي أعلي..هجم علي صدره..فوقع علي الأرض والكلب الضخم
من فوقه..
ما هذا..ما أصل هذا الكلب..يدع الحرامي علي أعلي حائط المنزل الذي يحرسه..
ويهجم عليه هو لأنه قد قطع عليه نومته..يا له من كلب عربي أصيل..
أغمض عينيه..وبدأ في انتظار نهايته عضا..
سكن الكلب فوق صدره..لم يعو..ولم يعضه..
وضع مقدمة يديه تحت اكتافه..وبقية جسمه علي صدره..
بدأ نفسه يتضايق..ينكتم..تململ..والكلب يضغط بشدة علي صدره..
حاول أن يزيحه..ولكن وزنه أثقل من أن يزيحه..
تمالك كل قوته..أدخل يديه من تحته..دفعه بقوة..وقفز واقفا..
سمع ضحكات أعادت اليه تركيزه..التفت يمنة ويسرة..فوجد نفسه
في منتصف الغرفة 56 بداخلية تهراقا ..ونظر
الي صديقه السمين علي السرير وهو يضحك بعد أن مارس هوايته اليومية في ايقاظه بالرقاد
علي صدره..

داخلية تهراقا..1987

علاء الدين ،،

ليون كيف؟
(ما صلاح)
الفي في فرنسا ....


سؤال برئ ،،،


يا ترى ،،
هل لتواجد علاء الدين في أوربا
علاقة بالزلازل الضاربة إيطاليا الأيام دي؟؟؟

Quote: ونظر الي صديقه السمين علي السرير وهو يضحك بعد أن مارس هوايته اليومية في ايقاظه بالرقاد علي صدره..

علاء الدين ،،

ذكرتني مغامرات (تختخ)

سكوت

اقعدوا وربعوا الايادى واقروا وبس

ما اروعه من حكى

نعم اخى ابوبكر

ما اروعه من حكى


واصل يا علاء يا مبدع

علاء الدين ،،

Quote: تحية لكل من خاف علي بنطالي من السرقة.........

لا وإنت الصادق ،،

ناس صلاح مختار ديل خافو على نفسهم ،،
وهم داخل جيب البنطال المسروق ،،

أو ،،
المستبدل بالعدة (حسب رأي الكوشت)

(1)

بحري الحكومية حينها قد كانت من أقوي المدارس الحكومية ومن أكثرهم عددا من الذين يلتحقون بجامعة الخرطوم..
في زماننا كان يحكمها (وكيلها) وهو أستاذ يسمي (عبدالله حامد) وهو حاليا بسكن بالكدرو..
ومن قوة سطوته وسيطرته علي الطلاب في ذلك الزمان الذي كان يغلي بمقاومة نظام النميري..صارت تسمي (مدرسة عبدالله حامد للبنات)..وذلك لأن طلاب هذه المدرسة لايستطيعون المشاركة في المظاهرات ..ووصل به الحد الي زرع زجاج مكسر في سور المدرسة ليمنع الطلاب من القفز أعلي السور..
قضينا ثلاث سنوات بالمدرسة..وكلما رأيت ميكرفون اليد الصغير يدخل بيتنا مساءا يحمله أخي (عماد)
الذي قد كان من النشطين في تنظيم الإتجاه الإسلامي..عندها أعرف أن يوم غد ستكون هنالك مشكلة
بالمدرسة ولن تكون هناك دراسة، والتي دوما يقودها هو وصحبه السابقين
(خالد حسن ابراهيم جردل وعصام الدين السيد وخضر رضوان والمرحوم محمد عبدالوهاب)..
وقد اختلف معهم وهو في الجامعة اختلاف هز البلاد حينها وسنتطرق له لاحقا..

دارت السنوات..وانتقلنا الي فصل (ابن حيان ..تخصص رياضيات) ومنه التحق بكلية الهندسة
جامعة الخرطوم:
طارق أحمد خالد
الوليد مصطفي محمد أحمد
حسام الدين نقدالله طيفور
علاء الدين محمد بابكر
الهادي مصطفي
...

(2)
فتحت الجامعة أبوابها في نوفمبر 1982..
في حينها قلت ما دامت الجامعة قد فتحت كل أبوابها لنا فلأحاول أن أدخل من جميع الأبواب
في ذات اللحظة..
دخلت من الباب الأول ..وعندما حاولت أن أدخل من الأبواب الأخري معه،اكتشفت أن هنالك سيكون زمن تأخير بين دخلة وأخري..حاولت أن أختصر هذا الزمن..
زدت من سرعتي في المحاولة الثانية..وذلك بأن أدخل من بابين في ذات اللحظة..
أيضا وجدت هنالك زمن تأخير..
صرت في كل محاولة أزيد من سرعتي..محاولا أن يكون زمن التأخير ما بين باب
وباب صفرا..كررت المحاولة مرة وأخري..ثم أخريات الي أن انقطع نفسي من الجري..
جلست علي الأرض وحاولت أن أفكر..
الإنسان يتكون من (جسد ونفس) ، إن فصلت جسدي عن نفسي سأكون
اثنين..جسدي يدخل من باب..ونفسي تدخل من الباب الثاني..
عندها يمكن أن أدخل عن طريق بابين في ذات اللحظة..
ولكن ماذا عن بقية الأبواب المفتوحة لنا؟؟
في حينها لم يكن الإستنساخ قد اكتشف ليحل لي معضلتي..
طرأت ببالي فكرة واقعية..
ما دمت أرغب في الدخول من كل الأبواب في ذات اللحظة..
فيمكنني أن أقتلعهم..وأضعهم كلهم في فتحة واحدة..حينها
عندما أدخل..سأدخل من خلال كل الأبواب في ذات اللحظة..
لم أستطع أن أنفذ فكرتي لأن الواقع السوداني دوما يقهر
محاولات الإبداع ويصف المبدعين بالجنون..فإضطررت أن
أدخل من البوابة الغربية لبرج الهندسة لأجد طابور المعاينة ينتظرني.

(3)

في ذلك الزمان كانت كل أساسيات الحياة يتم الحصول عليها بالطابور..ولأن الدراسة الجامعية كانت من أساسيات الحياة..صنعوا لها طابور..
المعاينة لطلاب الهندسة تخص الشكل العام (الجسد) و(الأمراض الوراثية)..لأن طاقم الهندسة حينها كان يظن أن إكتمال الجسد من أساسيات الدراسة الهندسية..فان كنت تنقص يدا أو رجلا أو حتي رأسا فإنهم لايسمحون لك بدراسة الهندسة..ويتم تحويلك الي الكليات النظرية وذلك لعدم إكتمال الأدلة..
لا أعرف من الذي قد دلهم علي هذه النظرية..ولكن ما أعرفه جيدا أنني قد أفشلت لهم نظريتهم هذه رضوا أم أبو..ليس لأنني أنقص يدا أو لسانا..ولكن لأنني مصاب بمرض (عمي الألوان الوراثي) والذي يصنفه حرس كلية الهندسة من الموانع الطبيعية لأن تدرس الهندسة..
وقفت في الطابور وبدأت أزحف الي مصيري..
في الداخل اثنين من حرس الهندسة..أحدهم هو الأخ والدكتور والغني عن الإشادة..دكتور معتصم..والآخر لا أذكره..كل دكتور أمامه كرسي يقعد عليه طالب..ويتحرك بينهم (قرص نيوتن) وما أدراك ما قرص نيوتن..انه السبع ألوان الأساسية مرسومة في قطاعات في شكل دائرة..هذا القرص قد كان يقف بيني وبين كلية الهندسة جامعة الخرطوم..
قلت لاحقا في كتابي: (الي صناع الحياة..كيف نحيي الموتي)..قلت (الله سبحانه وتعالي قد خلق الكون وضبطه بقوانين حتمية إن اكتشفت شروطها وطبقتها سيتحقق القانون حتما..هذه القوانين تتحق عن طريق مسارين..الأول عن طريق دراسة الواقع بالتجربة والإختبار لنصل الي الشروط المادية..أما الآخر فهو أيضا عن طريق التجربة يمكن معرفة شروطه..ولكنها ليست مادية..انما روحية..
بعض القراءات بنسق معين وبتكرار محدد تحقق القانون المادي..
... القانون المادي الذي يواجهني هو أن مرض عمي الألوان يمنع وفقا لقوانين حرس الهندسة دخولها..
وأنا في الطابور كانت أمامي ثلاث خيارات..
الأول أن أتعالج سريعا من المرض.. وهذا مستحيل..
الثاني أن أقنع (حراس الهندسة) بأن يغيروا قانونهم الوضعي المجحف..وهذا أيضا مستحيل.
الخيار الثالث هو أن أبعد من أمامي هذا القرص اللعين..
إبعاد القرص يتم عن طريقين:
إما أن أمد يدي وأبعده.. وإما أن أقرأ قراءات معينة تقود الي إبعاده عن طريقي الي الهندسة.
حينها لم يكن أمامي غير الخيار الثاني.
وبدأت أقرأ وكلي ثقة في الله وفي قوانينه الحتمية..
...الطابور يتحرك..والحاجز بيني وبين المستقبل يتراءي لي..
أمامي كرسيين..ومن خلف كل كرسي أحد حراس الهندسة..
دخل أحد الطلاب وقعد علي الكرسي علي اليسار..وجاء دوري وأنا
أنظر الي القرص اللعين
علي التربيزة التي أمام الكرسي الآخر الذي سأقعد عليه..اتجهت
اليه وأنا أقرأ بإصرار..وعندما وصلت وسحبت الكرسي لأقعد عليه..
مد الحرس الثاني يده وأخذ القرص من أمامي..ولم أمتحن في مقدرتي
علي معرفة الألوان..
تنهدت بقوة.. وقعدت....والقعاد في اللغة العربية حركة خلاف الجلوس..
إن كنت واقفا فإنك (تقعد)، ولذلك يسمي الكرسي بالمقعد، بفتح الميم،
أما الذي لم تتمكن قدماه من حمله يسمي (مقعد) بضم الميم وفتح العين..
أما إن كنت راقدا فإنك (تجلس)، يعني أنك عندما تصحو من النوم فإنك
تجلس علي طرف السرير.
الإنقلابات في دول العالم الثالث دوما تكون ليلا..
تصحو مجموعة من العساكر فجأة..ويكون بقية الناس نيام..يسيطروا علي
الوضع..
يذيعون بيانهم الأول ثم بعدها يشكلوا (مجلسا... لقيادة الثورة) وفي عيونهم
بقايا نعاس، يقود للتأثير علي قراراتهم، فتصبح الدولة (كالحلم) الكبير.

علا الدين ،،
حمدا لله على السلامة ،،
وبركة الفقت من الصدمة سريع ،،

ما تنسى تحكي لينا عن ليون (ما صلاح ،،،)
وأهم شئ ،،
الصور ،،


بالله عاوزين نسمع رأيكم في (منطقة نبتة)
راجع بوست البناء ،،،

متابعين السرد الممتع جداً

حاج علاء عليك الله تاني ما تختفي كتير كدا...

Quote: ما تنسى تحكي لينا عن ليون (ما صلاح ،،،) وأهم شئ ،، الصور ،،

صور ليون وباريس عاوزين بوست براهم

حا أسميهو (أنا أكره باريس)
تعرفو ليه؟
كدي نواصل....

(4)

دخلت الجامعة..وإكتشفت أني أكره باريس..ليس لأن باريس يوزعونها لكل من يدخل جامعة الخرطوم
في ذلك الزمان ولكن لأنني أكتب في هذه المذكرات وأنا في فندق نيو روبلن بباريس..
أما لماذا أكرهها؟؟ ..فلهذا قصة لضياع أمة:
كنت في جولة سياحية في باريس..وأنا في قمة الإندهاش بالإبداع الإنساني..أحسست
أن باريس قد عرتني..فبانت سوءتي..طفقت أخصف عليها من روعة المدينة..فبانت أكثر..
أحسست أن الجميع ينظرون الي مكان (السوءة) في جسدي..وفي باريس إكتشفت أن مكان سوءتي ليس (عورتي)
إنما مكان (عوارتي!!)..
من أسوأ الأحاسيس هي أن تكتشف أن الآخر قد كشف (سوءتك)..إما أن تهرب من أمامه..وإما أن تكرهه..
وأنا كرهت باريس..
قلت في كتابي (الحج..مسيرة الإنسان الأول) أن أصل الإنسانية ..مجموعة..وليس فرد كما تعلمنا من
التاريخ..هذه المجموعة أطلق الله تعالي عليها إسم (آدم)..وصفا لحالتها..
وفي باريس..حاولت أن أقنع نفسي..وفقا لتبرير إنهزامي بأن من صنع باريس من نسل آخر غير أصلنا..
وذلك لأحافظ علي ما بقي لي من سوءة مستورة..
وأعرف أنني أمنطق في هزيمتي..
أمام جامعة (السوربون) عرفت لماذا رجع (حسن الترابي) من هذا المكان وكله رغبة بتغيير واقع أمته..
نجح أم زادنا تخلفا..هذا ليس موضوعنا..ولكن باريس قد هزته من دواخله..فرجع وكله رغبة في التغيير.
.وكذلك فعلت باريس بمنصور خالد....
نحن ظلمنا أنفسنا يوم سلبناها الحرية التي وهبها الله تعالي لها..
آمنا بالله ربا وبمحمد بن عبدالله رسولا..
ونسينا أن الله تعالي قد بدأ رسالته لنا ب (إقرأ)..وأن محمد بن عبدالله قد بدأ دعوته لنا
ب(خلوا بيني وبين الناس)..(حرية المعرفة ..وحرية الدعوة)..
وبعد أن أن أكمل الله تعالي لنا ديننا وأتم نعمته علينا، رحل عنا محمد..بعد أن أشهدنا بأنه
قد بلغ الأمانة..
وحفاظا علي (الأمانة) من أن تضيع منا..صنعنا لها (عقولا) محكمة (القفـل)..و(كتبا) مقفلة (الحكم)..
بعد أن كانت (إقرأ) مطلقة..تقود الي حرية المعرفة..صارت مقيدة تقود الي محدودية المعرفة..
وبعد أن كانت (خلو بيني وبين الناس) مطلقة..تقود الي حرية التفكير وحرية الإختيار..
سلبنا الناس حريتهم..وأغلقنا تفكيرهم..فسقناهم الي ما إخترناه لهم مسبقا..
الأصل في الأشياء (الحــــــل)..
باريس..كانت تنظر الي (سوءتي).. عقلي المغلق..و معرفتي المقيدة..و حريتي المسلوبة..
ولأنني أعرف كل هذا عن نفسي..صرت أتواري منها خجلا..وعندما فشلت محاولاتي..
صرت أكرهها..
السنة الأولي في جامعة الخرطوم في زماننا..قد صنعوها أصلا لأعادة صياغة الطالب الجديد
وتهيئته الي جامعة الخرطوم ..أم الجامعات..وأم الحرية..وقبلة الباحثين عن المعرفة..سابقا..

(5)
التعليم في زماننا (من الإبتدائي الي الدكتوراة)..تمنعك منه فقط رغبتك..
أنا..أتيحت لي الفرصة أن أري المدارس الحكومية من الإبتدائي (الأساس) حتي الثانوي..
في الستينات في أبوحمد وبربر..وفي السبعينات في عطبرة والفاشر والخرطوم بحري..
الدولة ..عندما لم تكن (دينية)..كانت تعتبر تعليم الإنسان وصحته من واجباتها..لذا كانت المدارس
مجهزة بأساسيات التعليم..لا يلزم أن تكون المباني فاخرة..لأنني قد درست في فصول من القش في مدينة
الفاشر..ولكن كانت تصرف لنا كل أساسيات القراءة..الأقلام والكراسات كاملة..وكل الكتب..واذا امتلأ
الكراس خلال السنة يعطونك كراس جديد..
وفي المدن الطرفية (ابوحمد والفاشر) كانت هنالك داخليات بوجبات كاملة منظمة وفقا لبرنامج تغذية..
ومن لايسكن الداخلية (كما حدث معنا بالفاشر) تصرف له (كوتة) اسبوعية من المعلبات ..الساردين..الجبنة
الرومية.
المهمة المطلوبة من الوالدين هي فقط إرسال أبناءهم لأقرب مدرسة..والمهمة المطلوبة من الطالب هي فقط
القراءة..
المقررات تتم صياغتها من متخصصين تربويين..ويتم تجربتها في مدارس بخت الرضا بالدويم، والتي تتبع
لمعهد بخت الرضا التربوي (اتيحت لي الفرصة لزيارة هذا المعهد بعد تخرجي وهناك قمنا بتركيب طلمبة
غاطسة تعمل بالطاقة الشمسية..كنا أنا ومعي مهندس خالد نديم ومهندس فؤاد حكمت..ولا أعرف أين هم الآن)..
هذه المدارس فائدتها تجربة المقررات الجديدة..مدي استيعاب الطالب لها..مدي تحقق الغاية منها..وتتم
التجربة لمدة سنتين علي الأقل..وبعد إجازة المقرر الجديد..ينتدب أساتذة من وزارة التربية والتعليم
لتدريبهم علي المقررات الجديدة..ثم بعد ذلك يتم تعميم المواد علي مدارس السودان..وقد كان أبي خريج
معهد بخت الرضا التربوي..وزمان كان يسمي الأستاذ (مربي)..لأنه قد درس علم نفس تربوي قبل أن يسمح له
بممارسة مهنة (إقرأ)..أول كلمة نزلت من السماء..وأول كلمة أدخلناها الي المتحف..

( )
الدولة..أي دولة..يكون برنامجها المعلن هو القضاء علي الأمية..
أول الطرق للقضاء علي الأمية..هو مجانية التعليم..ثم بعد ذلك إلزام
الآباء علي ارسال أبنائهم للتعليم..هذا هو الطريق الذي نعرفه للقضاء
علي الأمية..إلا أن تكون هذه الأمية هي (محولات الكهرباء..التي تسمي الأمية!!)..
يوما ما..في مكان ما ..كان لي جار توقف عن العمل لكبر سنه..وله أبناء
ما يزالون علي سلم التعليم..اثنين منهم دخلو جامعة الخرطوم بنسب عالية..
وإثنين آخرين ما زالو في المدارس..
التقيته يوما فقال لي أنني اضطررت أن أوقف الإثنين الصغار من التعليم لأنني
لا أستطيع تحمل تكاليف دراستهم .. يكفي إثنين يقروا !!!!!
في باريس من لا يرسل أبناءه الي المدارس..تتدخل الدولة وتأخذهم بالقوة..
ويمكن أن ترسله الي المحكمة وتعتبره والد غير صالح..
هل عرفتم لماذا أكره باريس؟؟؟

(6)
أنا من مواليد 1963..وأقسم لكم أن كل من هو في عمري وأكبر مني .. قد درس كل مراحله الدراسية مجانا..
ومن تفوق ترسله الجامعة علي حساب الدولة لدراسات عليا..يعني كل من حمل دكتوراة من عمري الي أعلي قد
حملها من عرق هذا الشعب..ولأن التعليم في جامعة الخرطوم قد كان مجانيا..كان يلتحق بالجامعة صفوة
المتعلمين من جميع بقاع السودان..
عادي جدا تلتقي بنوابغ في الجامعة جاءوا من قري غير معروفة..يكونو قد رأو الكهرباء نفسها
داخل الخرطوم..
الله قد خلق الناس سواسية..
وفي جامعة الخرطوم كنا سواسية..
الغرفة 11 بداخلية النشر بالبركس سكن بها بالسنة الأولي في نوفمبر 1982 كل من:
علاء الدين محمد بابكر ..من مدينة بحري
إبراهيم جابر ..من مدينة الفاشر
الفاتح الصادق.. من مدينة الفاشر
حسان..من مدينة بربر
التاي عيسي التاي..من قري الجزيرة
موسي..من مدينة الدويم
جمال..من مدينة الدويم
وثلاثة أسقطتهم الذاكرة..
أنظروا الي السودان..في غرفة..

علاء عدت لامتاعنا

واصل

Quote: علاء عدت لامتاعنا

.
.
.
هشام..عدت...لأستمتع بوجودي بينكم

سلام عليكم طبين ان شاء الله

مرحب حاج علاء(كده صح ياخوانا اللقبب ده؟)

متابعين معاك

حمد لله على السلامة..

متابعين يا حاج علاء...





ويا سحر,,,

Quote: سلام عليكم طبين ان شاء الله مرحب حاج علاء(كده صح ياخوانا اللقبب ده؟) متابعين معاك

طيبييييييييييييين...

أيوة كدة صاح اللقب دا يا بتي...

Quote: (كده صح ياخوانا اللقبب ده؟

لا لقب ولا (جندر)..
كدة ممكن يكون احسن..ولا شنو؟؟

( )

الإنهيار في الداخلية قد بدأ في زماننا..
عند التسجيل طلبوا من كل طالب أن يحضر معه للداخلية ثلاث ملايات..
لأن الداخلية قد قررت تخفيضا لنفقات الداخلية..عدم صرف ملايات للطلاب..فقط سرير ومرتبة..
وعندها بدأت كرة الثلج في التدحرج..
هل رأيتم الإنهيار والمأساة التي عشنا فيها؟ مراتب من غير ملايات؟
وا أسفاه علينا وعلي مأساتنا..
هل يمكن أن تتخيلوا مأساتنا ونحن نقف في طوابير للدخول للسفرة..الأكل بالصف..
كان يقدمون لنا ثلاث وجبات..وشاي الصباح..بالصف..شفتو الذلة؟
وحدة الأغذية بجامعة الخرطوم تحدد حاجة جسم الطالب للطاقة خلال اليوم وتحولها
الي وجبات خلال الإسبوع..
وجبات الإفطار خلال الإسبوع تدور حول الفول..العدس..البيض المسلوق والبيض المفقوع
والسمك..وكباية لبن..
أما الغذا فيدور حول معظم الطبايخ بلحومها المعروفة..
والتحلية تكون اما موز أو حلو كستر أو حلو جلي مثلج أو باسطة ولبن..
المأساة التي كانت تواجهنا حينها هي أن الحلو لم تكن معه ملاعق..لذا نضطر أن نشربه
بالصحن..هل يمكن أن تتخيلو المأساة التي كنا نعيشها؟ نشرب حلو الجلي المثلج بالصحن..
العشاء يشبه الإفطار..
وهنالك وجبة يتناولها (السناير) بعد الساعة الثانية صباحا..وتكون عادة مشتركة
ما بيننا وبين (كدايس) السفرة..
يعني أنني قد شاركت الحمير في شرب الماء..وشاركت القطط في شرب اللبن..(طرزان بس)..
عندما كانت الجامعة علمانية..كان من يريدون صيام الإثنين والخميس يسجلون أسماءهم..
ويجهز لهم سحور وإفطار متكامل..
ألم أقل لكم أن الطالب مهمته فقط (التعلم)؟
التعلــــم وليس التعليـــم..
الدراسة الأكاديمية بجامعة الخرطوم قد كانت جزء من كل..
سياسة الجامعة حينها كانت غايتها صياغة مجموعة قادرة علي قيادة البلد من صفوة الطلاب..
ولهذا برنامج متكامل..يعتمد علي الحرية..

حاج علاء مساء الخير،،،

Quote: عند التسجيل طلبوا من كل طالب أن يحضر معه للداخلية ثلاث ملايات..

ما شفتنا ونحن جايبين مراتبنا،،،وكمان تجي السنة البعدها
يقولو ليك المراتب راحت ...

Quote: هل يمكن أن تتخيلوا مأساتنا ونحن نقف في طوابير للدخول للسفرة..الأكل بالصف..

هل لك ان تتخيل الهناء الكنا فيه ونحن شايليني قروشنا
وحايمين بالكافتريات لي نص الليل ما لاقين فول عشان نتعشى

Quote: عندما كانت الجامعة علمانية..كان من يريدون صيام الإثنين والخميس يسجلون أسماءهم.. ويجهز لهم سحور وإفطار متكامل..

وعندما اصبحت الجامعة دينية
بقى الصيام اسبوع كامل دون سحور

Quote: يا بتي

لاحظت انو سارة بتقول لسحر (يا بتي).. وسحر بتفتش لي علي (لقب) ووصلت (لحاج)..

...
..
.
سحر..عليك الله أقيفي علي حاج دي..
.
.
دي مشاكل شنو دي؟؟
.
.
أنا ماشي أشرب لبن..واتغطي من البرد..وارقد انوم عشان الواطة اتاخرت علي صحتي!

الساعة حسي عشرة بالليييييييل!

حاج علاء ،،

Quote: أنا ماشي أشرب لبن..

براك،،
ولا مع الكديسة ؟؟؟
واااااااااااااااااااااااااااااااااك ،،،،

Quote: واتغطي من البرد..

إنت لسة عائش دور باريس و(ليون) ؟

Quote: يعني أنني قد شاركت الحمير في شرب الماء..وشاركت القطط في شرب اللبن.

ده زمان و هسع شنو ؟

واصل مستمتعين بمزاااااااااج

فوووق

Quote: المأساة التي كانت تواجهنا حينها هي أن الحلو لم تكن معه ملاعق..لذا نضطر أن نشربه بالصحن..هل يمكن أن تتخيلو المأساة التي كنا نعيشها؟ نشرب حلو الجلي المثلج بالصحن..

من اليمين للشمين:
أنا أشرب في الحلو..(دة شعري الحقيقي لكن حاليا لابس باروكة)
دكتور فاروق محمد الحسن
يوسف حسن (سويتش)
الهادي مصطفي محمد احمد(امريكا)
ممدوح مجدي توفيق(في السودان لكن رايح مني..العندو ليهو تلفون يرسلو لي)
عادل(امريكا)
الوليد مصطفي (اتحاد المقاولين)

جميع الأسماء والأماكن في هذه القصة حقيقية..اما السرد فهو ذاتي ، يخرج من دواخل أفئدتي:
فعذرا لمن ذكر اسمه من دون رغبته..


Quote: هناك بعيدا..علي بعد آلاف الأقدام المكعبة من الهواء النقي..كنت أسير..
كلما استهلكت قدما مكعبا أحسست بأن المسار لازال طويلا..أشد الخطى..وأفتح صدري عاليا..
وأشرع خيشومتيي اللتان تصران أن تجراني بعنف الي غياهب إفريقيا السمراء..وأنظر الي المستقبل بحدقات صقر يحس بالأرض قد ارتفعت لتشقه علي أب رأسه,,يحلق هاربا من الأرض شاقا عنان السماء..أنظر اليه والي المستقبل..
أري دخانا صار يعكر نقاء الهواء..أسرع الخطي لأسبقه قبل أن يحيل الهواء الي سموم..أنظر الي الصقر في السماء فأفهم رسالته..ياااا الللللااااااه....!!!!!!!!!!!!!




صراع دائر في السماء، في أواخر يونيو..هناك..حيث كنت في الماضي..صراع ما بين أشعة الشمس ودخان الأمطار..تتسلل الأشعة ما بين السحابات الباهتة..واخذة أجسامنا الصغبرة العارية بأشعتها الإبرية المدببة وخذات نصرخ علي أثرها، وننادي السحابات الداكنة بأعلي أصواتنا ونشير اليها بأماكن الثغرات الموجودة علي صفحة السماء، تتدافع السحب استجابة لنداءاتنا وتبدأ في دق طبول الحرب، فتحاصر كل الثغرات والشقوق ويتغطي الميدان بظلمة خفيفة، يضيئه علينا الشرر المتطاير من آليات المعركة،
فنقز فرحين مغنين:(با مطيرة صبي لينا في ايدينا..)..يبدأ رذاذ المطر في التساقط..ويحيل كل تلكم الأقدام المكعبة من الهواء النقي الي رائحة (دعاش)..يا الللللااااه.....!!!!!!

الميدان كبير..أكبر من أحلامنا بكثير..حجمه الخرافي أعطاه له صغر ذاكرتنا..فقد كنا صغارنا..وسعة ذاكراتنا صغيرة..وعندما يتربع هذا الميدان بداخلها، لايدع إنشا مربعا إلا ملأه..لم نكن ندرك هذه الحقيقة حتي كبرنا..إنها النسبية..نسبية حجم الصورة الموضوعي مع سعة حافظاتنا في ذلك الزمان..
كنا كثر..أولاد وبنات، لم يدخل حينها بيننا شيطان الجندرية

لعب كرة القدم قد كان ومازال حكرا علي الذكور من الأطفال، ولكن أن يلعب اولاد وبنات معا في الشارع، وفي مدينة من مدن الأقاليم وفي السبعينات من القرن الماضي، فقد كان التمرد بعينه، لم نكن متمردين، لأننا أصلا لم نكن نعرف حينها ان هناك فرق ما بين الذكر والأنثي في الأفعال وفقا لأعراف المجتمع، لذا كنا نتعامل وفقا لفطرتنا، أما المجتمع حينها لم يجد صفة يصف بها أفعالنا المتمردة غير (الحلب)!!!
نحن لم نكن حلبا من مدينة حلب بسوريا ولم نكن حلبا من نسل الغجر، ولكننا عندما كبرنا اكتشفنا ان افعالنا الحرة قد كانت غريبة علي المجتمع حينها..
وهناك علي بعد مئات الأقدام المكعبة من الهواء النقي، هناك في قرية شمال بحري تسمي ام القري شمال كان أحفاد (الحلب) أيضا (حلبا)، كانتا تلعبان كرة القدم في الشارع مع الأولاد بنت الطبيب البروفيسور وبنت الدكتور امام الجامع..ولم يدرن أن آبائهم وامهاتهم قد لعبوها في الماضي امام منزل جدتهم بحي العمدة بمدينة الحصاحيصا..

(يمة) كما يحلو للجميع مناداتها بهذا الإسم، لم نعرف لها إسما إلا بعد أن كبرنا، هي جدتنا لأمنا، شخص يقع في المنتصف ما بين (أبي الهول) و (بناة الإهرامات)..شخص لا أذكر له صوتا..شحيحة الكلام..كلماتها كلسعات النحل..تقف من شاهق، لتدير عائلة قوامها اثني عشر ذكرا وانثي بمتوالياتهم الهندسية..لا أحد يتمكن من أن ينزاح عن المنظومة الهندسية التي قد اختطتها حتي من دون وعينا، نحبها بجنون، نهابها خوفا أم احتراما أم حبا، أم هي كانت من المقدسات لأولاد حسين فايد!! أثرها غير المنظور قاد زملاء الجامعة لتسميتنا اختصارا ب (أولاد حاجة زينب) وذلك بعد أن كبرنا واكتشفنا أن اسمها (زينب حسين فايد)..
عندما تقاوم الظلمة ضربات النهار المستمرة ليزيحه من قبة الكون، نسمع زغزغة لعصافير فرحة تعلن لنا هزيمة الظلمة وانبلاج الفجر..نبدأ في التسلل فرادي وجماعات نقف مصطفين اما الأدبخانة التي تحتوي علي جردل كبير عبارة عن حاوية تجمع فيها مخلفات الإنسان، ويقوم بحملها علي رؤوسهم عتاة من العمال يوميا الي مكبات تتبع للصحة..
عندما نصادفهم يؤدون في عملهم اليومي نقول لهم بصوت طفولة عالي (عييفوونة..شطة بليموونة)..وتبدأ المطاردة، ندخل المنزل ونختفي داخل الغرف تحت الأسرة..وتأتي (يمة) فتصطادنا واحدا تلو الآخر، وتهددنا بأنها ستسلمنا لهم في المرة القادمة ليغطسو رؤوسنا داخل الجرادل المليئة بمخلفاتنا..
نفرغ بطوننا استعدادا لملئها من جديد في يوم جديد يبدأ بتحلقنا حول الطبلية، انتظارا ل(يمة) لتوزع علينا شاي الصباح باللبن..

كنت أرقد هناك علي بعد ما يقارب الخمسة مليون قدم مكعب من الهواء النقي علي سرير في ظل الحائط الجنوبي لمنزل أختي بالشعبية ..بحري..وكنت حينها مصاب بمرض الملاريا..عندها مد رأسه عليي شقيقي غير الأخ (شوقي)..كان والده رحمه الله (ولي أمري)، وكانت والدته حفظها الله (أمي)، مد يده عليي مسالما..نظرت الي وجهه، وجدته (مائي الملامح)، لا لون فيه و لا طعم و لا رائحة، علي غير عادته عندما يلتقيني، نظرت الي يده، فرجفت، أحسست أن نصلها حادا، وأنه يتجه الي فؤادي، وليس الي يدي، وقد كان حدسي صادقا، قال لي:(البركة فيكم..يمة ماتت)..جفل طفيل الملاريا عند سماع الخبر، فإن للموت رهبة تهابه كل مخلوقات الله، ولو كانت هي المسببة له في أحايين كثيرة، كيف ومتي؟؟ سألته؟؟ قال لي قبل قليل، في مستشفى بحري!! يا اللاااه!!!! وقفت علي قدمي المرتجفتين، وتركت طفيل الملاريا علي طرف السرير..وصرت أفكر كيف سأنقل هذا الخبر لأختي بالداخل؟؟؟
أختي..خلال خطوات تفريغها من العواطف علي يد (السلفيين) من رجال الدين، لم يتمكنو من أن يسلبوها من عاطفتين: (عاطفة الصراخ عندما تسممع خبر موت عزيز لديها، وعاطفة الزغاريد عندما تسمع خبر سعيد عليها، فلها صرخة تجفل الشياطين من صدقها، ولها زغرودة تطرب الملائكة عند سماعها، ولا مجال لي إلا أن أنقل لها خبر (طي الصفحة التاريخية لحاجة زينب، أو (يمة) كما يحلو لنا جميعا أن نناديها..
وقفت أمامها داخل غرفتها، ووجهي مكفهر ومختلط ما بين بقايا الملاريا وما بين وقع الخبر..وقد كان حدسها قويا، أم كان وجهي فاضحا، لا أدري!! سألتني سؤال مباشر..مالك؟؟ ترددت..نظراتها جامدة وجادة: الحصل شنو؟ قلت لها ما قاله شقيقي (شوقي)..(يمة ماتت).. صرخت..ورأيت الشيطان يفتح الشباك ويقفز هاربا من صراخهها..انا لله وانا اليه راجعوووووووون...و..كانت مدة الواو طويلة بحيث تريح نساؤنا اشباه السلفيات عند تفريغهم لعاطفة الحزن..دينيا..إتكأت علي الحائط، وبدأت دموعي في غسل وجهي من بقايا الملاريا...يا اللاااه..
الطبلية قد كانت كبيرة..وكنا نتحلق حولها (ويمة) تصب علينا الشاي باللبن..هناك في بيت حي العمدة بالحصاحيصا!!!

الطبلية قد كانت كبيرة..لأنها قد كانت تسمح لنا كلنا بالتحلق حولها..مثلها مثل الطبليات التي نراها في المسلسلات المصرية التي تحكي قصص الفلاليح..وذلك لأن (يمة) من هناك..نزح أهلها جنوبا..حاملين معهم آثارهم..وتأثيراتهم..
وأنا كنا نقعد منها مقاعد للشرب..مقاعدها صغيرة..صغر أجسامنا..مصنوعة من الخشب..وتسمح لنا بأن نريح أرجلنا..ونرشف شاينا..تحلق الكبابي علي سطحها..وتوزع (يمة) علينا سندوتشات الجبنة..وليس أحلي من العيش بالجبنة مع شاي اللبن..إلا الفول ( المررو) المسحون في (الفندق) والمخلوط بالسكر..وذلك في العصريات عندما تأتي (الحاجة التكرونية) بصوتها المعهود (أمو أومر..أمو أومر ,,سلامات سلامات)..عندما تسلم علي خالنا (عمر)..نتقافز حولها وكل منا يشتري نصيبه من الفول السوداني الذي يسميه (التكارنة) بولاية الجزيرة بالفول (المررو)..نقوم (بدقه – سحنه) بالفندق، مخلوطا بالسكر، وبعد ذلك ناكله..أما البيض المفقوع بالعسل الأسود أو المربي فقد كان طعمه خاصا..

عندما استهلكت ما يكفي من الأقدام المكعبة من الهواء النقي لتصل (حافظة ذكرياتي..أو ألبابي) الي حجمها النهائي..إكتشفت أن(طبليةيمة)
‘ كانت صغيرة..صغر ألبابي..وقد حاولت أن أعلمن هذه الملاحظة (تغير الإحساس بأحجام الأشياء..مع تغير عمر الإنسان) فقلت في كتابي(نظرية الفجور والتقوي) ما يلي:


نسبية الإدخال عن طريق العين مع حجم لب العين:
الألباب مثلها مثل بقية أدوات الجهاز النفسي، جسدية النوع، ذرية المنشأ، يعني أنها تنمو وتكبر مع نمو الجسد، وجودتها وكفاءتها تعود الي الذرية (الجينات) التي انحدرت منها، وتأخذ تفردها من تأثرها بالبيئة لحظة نموءها.
كثيرا ما نتذكر أماكن رأيناها في صغرنا(مباني أو حوائط أو ميادين) وعندما نراها مرة أخري بعدما نكبر نكتشف أنها أصغر كثيرا من حجمها الذي حفظناه في ألبابنا، فما السبب؟
الذاكرة أو الألباب لها (وسع أو سعة) متغيرة تزداد مع نمو الجسد الي أن تكتمل سعتها القصوي عند الأربعين.
أداة الإدخال (العين) تدخل حجم المبني أو الميدان الذي رأيناه في صغرنا كما هو، تحجز له سعة مساوية لحجمه الطبيعي الموضوعي في لب العين، عندها تقارن النفس (برنامج تشغيل الإنسان)، ما بين السعة التي حجزتها الصورة المدخلة، وما بين سعة اللب في حينه، وتأمر (الفؤاد) بأن يختار له صفة السعة المناسبة ( كبير مثلا)، وعندما تكبر سعة اللب ويصل سعته النهائية، وندخل ذات الصورة السابقة وفقا لحجمها الموضوعي، وتقارن النفس ما بين السعة ذاتها التي حجزتها لهذه الصورة وما بين سعة اللب الكبيرة، نندهش حينها لأننا سنكتشف أنها صغيرة جدا مقارنة مع الصفة المخزونة عنها في ألبابنا سابقا.

نحاول أن نعيد هذا المثال رياضيا:
إذا إفترضنا أن سعة لب العين في صغرنا تساوي 1000 كيلو بايت، وأن سعة الصورة التي حجزتها داخل لب العين 250 كيلو بايت، حينها ستكون نسبة سعة الصورة الي سعة اللب 0.25 ، وستصفها النفس بأنها كبيرة لأنها حجزت ربع السعة الكاملة للب.
وإذا افترضنا مرة أخري أن اللب قد وصل سعته القصوى وقد كانت تساوى حينها مليون كيلو بايت، وأدخلنا ذات الصورة وحجزنا لها سعتها الموضوعية السابقة وهي 250 كيلو بايت، عندها ستكون نسبة سعة الصورة الي سعة اللب 0.00025 وحينها ستصفها النفس بأنها صغيرة جداً ونندهش حينها للمقارنة.
ولكن صحت هذه النظرية أم أبت فإن الطبلية قد كانت كبيرة....

نرتشف الشاي سريعا، وندع (يمة) من ورائنا لتنظف الطبلية، وتعيد ملء ( الكفتيرة ) بالشاي مرة أخري استعدادا لمجموعة أخري من أحفادها، لنخرج من المطبخ..لنجد أمامنا شجرة (السيسبانة) وقد رمت بالأرض أزهارها الصغيرة..
نتسلل فرادي..وبهدوء نفتح باب الشارع..ونجري..ونجري..ونجري..(كما الدجاج حين تفتح له باب القفص)..ونجد أنفسنا في منتصف الميدان الذي يفصل ما بين (حي العمدة) و(الفبارك)..والفبارك هذه تعريب لكلمة fabrication ..أخذت المنطقة اسمها منها ..

الميدان ..أيضا..قد كان كبيرا..كبيرا جدا..أكبر كثيرا من أحلامنا..في نهايته توجد (الترعة) المليئة بسمك (القرموط)..والترعة مجري متفرع من (الكنار) والكنار هو المجري الرئيسي الذي يسقي المرحوم مشروع الجزيرة..وهناك علي طرفه يقطن حي السرايات الذي تسكنه كبري بنات (يمة)..
ول(يمة) تسعة بنات..وثلاث أولاد..جاءوا متأخرين..بنتها البكر لم تكن تحب (عادة) أمها في ولادة البنات..فكانت كلما ولدت أمها بنتا..بكت وبكت وبكت..وعندما تزوجت هي..لم تلد غير (بنات)!!..ولكن..عندما كانت جامعة الخرطوم وحيدة..ويسمونها (جميلة ومستحيلة) علي اسم اغنية الموسيقار وردي..كانت مدرسة الحصاحيصا الثانوية بنات تدخل سنويا واحدة من بناتها الي الجامعة..وبعد الاف الأقدام المكعبة من الهواء النقي كانت احدي بناتها تسوق (عربة) في مدينة الحصاحيصا كأول انثي تقتلع احتكار الذكور لهذه الممارسة، ولم يمد الله في عمرها لتري بنتا أخري من بناتها (وزيرة) يأتمر بأمرها آلاف الرجال...

الميدان ..صباحا..تتجمع فيه مجموعة كبيرة من (الحمير) ..أغرب ما في (هولاء) الحمير..أنهم لا أهل لهم..بمعني أنها حمير من دون (أسياد)..تتجمع..جماعات..جماعات..وبأعمار مختلفة..من الصغار..(الدحش)..الي كبارهم..ذكورا وإناثا..!!ولم تنشأ بينهم (الجندرية) ..ولم ينزع عنهما لباسهما ليرو ما ووري عنهما من سؤاتهما..
وبيننا وبين الحمير جولات وصولات..تبدأ بالترويض ثم القفز فوق ظهره,,وتنتهي بسيكولجية الإنسان المقهور..
الإنسان..أي انسان..يصرخ لحظة دخوله الحياة الدنيا..ولم نجد أحد حتي الآن ليخبرنا لماذا صرخ لحظة دخوله الحياة..أما أتباع الأديان السماوية (اليهود والمسلمين)، فيضيفون صرخة أخري علي أطفال أتباعهم..ترجع..كما يقال الي النبي (ابراهيم)..ألا وهي (ختان الذكور)، والختان هو عملية قطع (غطاء) طبيعي، خلقه الله سبحانه وتعالي، ليغطي ويحمي (رأس عضو) الذكر الذي يحتوي علي قدر عالي جدا من الأعصاب الحسية، يقومون بقطعه، لينكشف رأس (الذكر) فتتلاشي حمايته، وكثير من فقائهم يربطون ربط كامل ما بين قطع الغطاء الرباني الحامي لرأس (الذكر)، وما بين صحة الإيمان بوحدانية الله ، مما يعني أن صحة دين الفرد لا تتم إلا بقطع غطاء ذكره!!! وفي أحيان كثيرة نتيجة لبدائية عملية ممارسة (الختان) يقومون سهوا بقطع رأس العضو الذكري ذاته، ولأننا مجتمع ذكوري، يقوم أساسا علي السطوة الذكورية، نقوم بتغطية هذه الأخطاء..
تمت تسمية هذه العملية ب (الطهارة) طهارة من ماذا؟؟ لا أدري!!، وأي ذكر..يتذكر يوم (طهارته)..وتظل في ذاكرته، وتستغل لتخويفه بها باستمرار، كلما ارتكب فعلا عير محبوب يقال له: (حا نجيب الموس ونطهرك)..ولأن (الحمير) في ذلك الميدان قد كانت (متوحشة) ولا أهل لها..افترضنا نحن (عصابة يمة)، أنها لم تجد وقتا (لطهارة) أولادها (الدحيشات)..فأرسلنا (القدر) لنقوم بهذه المهمة الإنسانية..

بعد أن استنشقت ما يكفي من الأقدام المكعبة من الهواء النقي، وجعلني أعي ما أفعل، حمدت الله كثيرا أننا هناك في الميدان كأطفال، لم نربط مابين عملية (الطهارة) واستعمال (الموس) لقطع(غطاءالذكر)، والا لأصبح (أندادنا من حمير الحصاحيصا) (مطهرين)!!!
شيطان طفولتنا دلانا علي طريقة أغرب لطهارة الحمير!!!!
كنا(عصبة)، نستفرد بأحد صغار الحمير، نحاصره، نقفز علي ظهره..نرميه علي الأرض، مجموعة تقبض (كراعو اليمين) ومجموعة تقبض (كراعو الشمال)..(نشتحو!!)..وندخل في فتحة (ذكره) (عرق) من فروع شجر (العوير المنتشر في تلك المنطقة ولا أعرف لماذا اصبح هذا النوع فقط من الأشجار - عوير- من دون بقية شجر ربنا)..المهم ندخل طرف الفرع في مقدمة فتحة ذكر الجحش المسكين، ثم نخرجها، وهكذا نكون قد (طهرنا) (الجحش)..فنضحك..ونجري..فرحين..ولم تكن (عصبة يمة) تمارس ممارسة أغرب من (طهارة) الحمير، إلا سباق (القعوي)..و(القعوي أو القعونج) هي مخلوقات ربانية تعمل (بالزنبرك)، فهي لاتمشي علي هذه الأرض، انما تقفز قفزا، ويشتهر هذا القعوي بإسم الضفادع، وينتشر بكثرة في الحصاحيصا في موسم الأمطار..

من كان مشهورا بهذا السباق من أولاد (يمة) حاليا من أشهر اخصائي سباق الموت..فهو..مسؤول عن غرف العناية المكثفة.
سباق (القعوي) يتم برص مجموعة من الضفادع في (صف)، وعند اشارة بداية السباق، تبدأ الضفادع في القفز باتجاه خط النهاية..
آخر (ضفدعة)..أي (القعوية الطيش)..يتم (سحلها – فجخها- بطوبة)..فتنتشر مكوناتها علي الأرض، ويتم القبض علي المجموعة الناجية لتدخل في السباق مرة أخري..وفي كل سباق لا محالة (طيش)!!
وفي (العصر) لم يكن هناك خسرا..لأننا لم نكن مكلفين أصلا..كنا فقط نلعب ونلعب ونلعب..وفي (العصر) نلعب كرة القدم في الشارع..ذكورا واناثا..فأولاد حاجة زينب لم تنشأ بينهم حينها لعنة الجندرية..وفي بعض الأحيان كنا نقطع النيل بالبنطون الي (رفاعة) لنمارس لعبة التزحلق علي الرمال..

(رفاعة)..مدينة تقع شرق الحصاحيصا..علي الضفة الشرقية من النيل الأزرق..يربط بينهما (بنطون) لأنه حينها لم يكن هنالك كبري..يحكي (كنكتة) أنه كان ب(رفاعة) امام مسجد، تم نقله اليها من دون رضاه..والأئمة عندما كان الإسلام دين للدنيا، كانت تفرزهم حركة المجتمع، وتقدمهم شعوبهم عليهم فيجعلونهم قادة لهم يؤمونهم في أمور دنياهم وفي صلواتهم، وذلك حين كان الإمام عالما في الفلك وفي الكيمياء وفي الطب لأن الدين الذي قد آمنو به، أصلا جاء ليعلمهم كيف يعيشون دنياهم ويصبحوا خلفاء لله عليها، ولكن عندما إنفصل الدين عن الدنيا..صار الأئمة تقوم بتعيينهم ونقلهم السلطة السياسية، أي أن الإمام صار ينزل من أعلي (السلطة السياسية) الي أسفل (الشعب)، وذلك بعد أن كان الإمام يترفع من أسفل (الشعب) الي أعلي (الإمامة) وذلك علي قدر اجتهاده وعلمه الدنيوي أو الديني، لا فرق، فقد كانوا سيان.
علمت لا حقا أن الإمام يصرف له راتب شهري..فخفت أن تكون هنالك حوافز و(زمن اضافي – اوفر تايم) في موسم التراويح وقيام الليل..هل عرفتم لماذا تخلفنا؟؟؟

إمام رفاعة، تم نقله مرة أخري لمدينته التي يحبها، فصلي بالناس آخر صلاة له معهم، وصار يدعو الله بأن يرفع (رفاعة)..فصار يقول (اللهم ارفع رفاعة..ويردد المصلون من ورائه..آمين..ويقول يا ربي رفاعة ترفعها لا فوق..ويردد أبناء رفاعة.آآآمين..ويرفع يده الي أعلي ويقول: رفاعة ترفعها لا فوق..ويردد أحبائها آآميين..وبعد أن صارت يده عالية..علو رفاعة..قال حينها: وتسوي ليها كدي..ثم قلب يده) ..
ورضي الإمام أم أبي فان رفاعة قد كانت بها أجمل الكثبان الرملية التي كنا نتزحلق عليها..

بعد أن نهبط من (البنطون) نتجه علي يمنانا..قريب من مرسي البنطون، هناك كانت الرمال تتجمع شامخة عالية..وأيضا علوها ناتج لصغر (ألبابنا)..نتسلقها حتي نصل قمتها، ثم نبدأ في التدحرج متقلبين الي أن نصل سفحها..ثم نعيد الكرة مرات ومرات..وفي الأسفل هناك تنتظرنا اللقيمات بالشاي باللبن، تجهزه لنا (أماتنا)..والتي لاتفرق بالنسبة لنا فإنهن كلهن بنات (يمة)..ونحن (أحفادها)..
الرمال كانت نظيفة..ليس أنظف منها إلا دواخلنا..نلعب ونلعب ونلعب..ومع اقتراب غوص الشمس داخل مياه النيل..ننفض ملابسنا ونرجع مرة أخري عن طريق البنطون الي الحصاحيصا ثم حي العمدة..حيث بيت (يمة)..

الليل هناك قد كان قصيرا..قصره نتج من أجسادنا النحيلة المهدودة من الجري من قبل شروق الشمس الي مغيبها، لا نكل ولا نمل..وكلما انتهت لعبة نقول هل من مزيد؟؟

فووق

لو كان الطفل مكلفا لكان أغلب أهل النار من الأطفال..فهناك علي ذات القدر المستنشق من الأقدام المكعبة من الهواء النقي، أو وفقا لمصطلحات (الشم)، هناك في (غرزة) أخري..كانت لنا أفعال (شيطانوية) أخري، والدي رحمه الله، قد كان (ناظرا) لمدرسة العمال الثانوية العامة بعطبرة، أما منزله فقد كان (منتظرا) لوحده هناك غرب (الخور) الرئيسي الذي يقذف بمياه الغسل السنوي لمدينة عطبرة الي النهر..وغرب المنزل هناك كان شارع الأسفلت الذي يربط الدامر وعطبرة عبر كبري متهالك صامد صمود العاملين بورش المدينة..وسيلة التواصل الأساسية في عطبرة هي (العجلة) ولا يوجد بيت لا توجد فيه أكثر من عجلة، هذا الشارع يخلو من الناس في فترة الظهيرة إلا من القليل، وذلك عندما تصاب الشمس بضعف في نظرها، مما يضطرها أن تقترب قليلا لتتأكد أن أشعتها قد أصابت أهدافها علي الأرض، عندها يغلي الأسفلت وتغلي أدمغة سائقي العجلات، أما نحن فنكون هناك داخل (الخور) نخطط للعبة أخري، أغرب من طهارة الحمير وسباق الضفادع..

الليل كما قلت لكم قد كان قصيرا، نلعب فيه اللعبات التي تسمي في المصطلح الجندري بألعاب البنات، لأننا حتي حينها لم تصبنا لعنة الجندرية ولم ينزع عنا الشيطان لباسنا ليرينا ما ووري عنا من سؤواتنا..(الحجلة) و(الصج) هما اللعبتان الأساسيتان لليلنا ببيت (يمة)..وعندما تنقطع الكهرباء، كانت احدي (أماتنا) تضيئ لأحد أبنائها كشاف (العجلة) بتدويرها بإستمرار، وذلك لينهي ما بدأه من مذاكرة أو واجبات..
أما هناك علي شارع الأسفلت تتوقف (عجلة)، ويهبط منها (رجل)، ونحن هناك داخل (الخور) لا تري منا غير رؤوسنا، ينحني (الرجل) علي الأرض قابضا علي غنيمته حامدا حظه، ونحن نتحفز في انتظار لحظة المرح!!!
يفتح (المحظوظ) (فتيل الريحة)، يشمه، ويفرغ قليلا علي يديه، وينشره علي ملابسه، ويركب عجلته، وقبل أن يتحرك نكون قد خرجنا من (الخور) هاتفين وضاحكين (يا هو..يا هو.. ياهو..)، عندها يستدرك (المحظوظ) بأن الرائحة التي التصقت بجسمه لم تكن عطرا، انما رائحة مألوفة لديه، تفوح منها رائحة النشادر النفاذة، وعندما يكتشف أن (الفتيل) قد كان مليئا (بالبول)، تبدأ المطاردة، ونجري لنختفي في أزقة الحي الساكن، وبعد أن يتعب نرجع مرة أخري لنعبئ (فتيلا) آخر (بالبول) وفي آخره بعض (العطر)، لنضعه في طرف الأسفلت في انتظار محظوظ آخر..

نرقد ليلا في بيت (يمة) بحي العمدة، علي ظهورنا علي سريرين لصيقين، (هو) يمسك بيدي (أخته) التي تصغره بخمس سنوات، ويضع قدميه علي بطنها ويرفعها، أما (أنا) فأرقد علي السرير اللصيق، ممسكا بيدي أختي التي تصغرني بخمس سنوات، وأضع قدمي علي بطنها وأرفعها، ثم أقذف بها علي (شوقي) مستقبلا أخته، ثم أقذف له أخته ويقذف لي أختي..الي أن ننهك فننوم ونحن في قمة السعادة..الإنسان..أي انسان يستهلك في المتوسط يوميا ما يعادل 500 قدم مكعب من الهواء، مما يعني انه يستهلك في الشهر 15000 قدم مكعب اما في السنة فاستهلاكه التقريبي ما يعادل 180000 قدم مكعب من الهواء.