ملك الرحيل

ملك الرحيل


02-19-2009, 09:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=359&msg=1239992790&rn=0


Post: #1
Title: ملك الرحيل
Author: حامد بدوي بشير
Date: 02-19-2009, 09:49 AM

كيف يهجر ملك الرحيل الرحيل؟

كيف يدخل ملك الحضور الغياب؟

وكيف أضاع رفيق الرحيل، قبره، في نفس مساء الإياب؟

لا يهم .. أنت ضيفي الليلة..

أعيرك النيل قبرا،
بكلتا رجليك إركض على صفحة مائه،
فهو (مغتسل بارد وشراب).

عليه تمدد،
حتى حصولك على القبر الذي حلمت به،

دسسته بين طيات الكتابة،

بخلت به على البوح حتى رأيناه يفضح صبرك بالموت.

فتمدد على صفحة النيل،

أرح من عصف توقداتك الورق،

أرح الحرف من مكابدات اشتعالاتك،

وفض من حيث أفاض النيل،
روعة وبشارة.

فيا راحلا ....

إسقط على صفحة النيل حملك،

أرح كتفيك قليلا من ثقله.

كنت تقول خفيفا خفيفا خفيفا، جميلا ... جميلا .. جميلا،
حتى رأينا الموت يفضح فداحة وزنه.

فماذا أيا راحلا ..

ماذا لو اشتهى النيل الحديث إليك!

ماذا لو أعوزت النخلة تعويذة من شفيك!

ماذا لو أردنا رؤية الموت جميلا في رواية!

ها هو العمر يهزم،

ها هو العمر أقصر من مدى الإنتظار العنيد.

فتوقف قليلا.

بلل هذى المآقي.

ها هو الصبر يميد.

اسدي الحروف، كما عودتها، حللها الجديدة.

يا صالحا عبر الزمان،

لا زالت جذور الكلام عطشى بمساحة مليون ميل.

لا تزال في بداياتك،

لم ترو سوى تخوم البلاد.

لا نزال نكتب معك روايتك الحلم التي لن تضل الحروف بعدها أبدا،

فمن يعين على كتابتها وقد قررت الرحيل!

أيا صالحا،

ذهبت إلى حيث لا يصل النداء بالرجوع ..

وحدك تنادي ..

وحدك تلتفت،

وحدك تزور ولا تزار

تواضعت حتى أجلسك الموت قسرا على العرش.

ابترد الآن في نقائك الصوفي الذي ادخرت لنفسك،

لن نشاركك ...

فنحن ادخرنا لك ما لم يكن هما لك ... المجد والخلود ...







حامد بدوي

Post: #2
Title: Re: ملك الرحيل
Author: كمال علي الزين
Date: 02-19-2009, 10:16 AM
Parent: #1

(*)

Post: #4
Title: Re: ملك الرحيل
Author: حامد بدوي بشير
Date: 02-19-2009, 10:34 AM
Parent: #2

كمال على الزين .... شكرا

Post: #3
Title:
Author: كمال ادريس
Date: 02-19-2009, 10:21 AM
Parent: #1

http://www.asharqalawsat.com/sections.asp?section=19&ep...ture=1&issueno=11041

Post: #5
Title: Re:
Author: حامد بدوي بشير
Date: 02-19-2009, 10:49 AM
Parent: #3

كمال إدريس،

نعم ...

لقد أفتقده عالم الأدب بكل لغات الأرض الحية

كان أعظم سفارة لبلادنا التي شوهوا سمعتها التي كانت نقية عطرة

Post: #6
Title: Re:
Author: Elham abdelkhalig
Date: 02-19-2009, 11:48 AM
Parent: #5

الصديق حامد ..
يحزن الحزن عليه ..
وتبكيه القلوب ...
هذا المسافر الشامخ ...
رحل دونما ان تكتمل الامنيات بوطن شامخ ...
بل رحل في ايام بهت فيها الحلم واصبح لاطعم له ولا رائحة ..
كانماقرر ان ينفض اطراف ثوبه من رهق الانتظار ...

ابكيه وانا مازلت احلم ان التقيه ..يبكيه الوطن النيل والنخيل وهو مازال يحلم ان يكتبه .

لك كل الود
الهام

Post: #7
Title: Re:
Author: حامد بدوي بشير
Date: 02-20-2009, 08:56 AM
Parent: #6

Quote: رحل دونما ان تكتمل الامنيات بوطن شامخ ...
بل رحل في ايام بهت فيها الحلم واصبح لاطعم له ولا رائحة ..
كانماقرر ان ينفض اطراف ثوبه من رهق الانتظار ...


الأستاذة الفنانة إلهام عبد الخالق،

لو جود كل سوداني عمله وقام بواجبه كما فعل الراحل، لصرنا دولة عظمى.

ومصيبتنا أن كل شيء عندنا نصف شيء.

أنصاف مثقفين
أنصاف فقهاء
أنصاف سياسيين

نصف ديموقراطية
نصف دكتاتورية

نصف حرب
نصف سلام

نصف .. نصف .. نصف

إلا الراحل،
فقد أعطى شيئا كاملا. وجود عمله حتى شهد له العالم أجمع.

Post: #8
Title: Re:
Author: Adil Osman
Date: 02-20-2009, 10:58 AM
Parent: #7

Quote: أعيرك النيل قبرا،
بكلتا رجليك إركض على صفحة مائه،
فهو (مغتسل بارد وشراب).

عليه تمدد،
حتى حصولك على القبر الذي حلمت به،

دسسته بين طيات الكتابة،

بخلت به على البوح حتى رأيناه يفضح صبرك بالموت.

يا سلام
كتابة عجيبة وحزن جميل يا حامد بدوى بشير
عاد الطيب صالح، الذى اتقن عمله، إلى الأرض التى جاء منها
وكتبها وكتبته وكتب عنها. عاد إلى النيل والنخلات وحفنة تمر وأعراس الدميرة.
عاد إلى وطن سهر عليه بالحلم والتفاؤل، رغم التقلبات وسيطرة الاشرار.
وستبقى أعماله الصالحات، أبد الدهر مثل الكتابة على الاهرامات.


Post: #9
Title: Re:
Author: حامد بدوي بشير
Date: 02-22-2009, 06:55 AM
Parent: #8

Quote: عاد الطيب صالح، الذى اتقن عمله، إلى الأرض التى جاء منها
وكتبها وكتبته وكتب عنها. عاد إلى النيل والنخلات وحفنة تمر وأعراس الدميرة.
عاد إلى وطن سهر عليه بالحلم والتفاؤل، رغم التقلبات وسيطرة الاشرار.
وستبقى أعماله الصالحات، أبد الدهر مثل الكتابة على الاهرامات.



الفنان عادل عثمان

استطاع الطيب صالح أن يسلك الحياة العادية لمجتمع قرية صغيرة في شمال السودان، ضمن شمولية كونية، محولا الخاص إلى عام والمحلي إلى عالمي، فدخل باب العالمية واجتاز عتبة الخلود.