محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط

محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط


02-26-2009, 03:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=359&msg=1239992362&rn=0


Post: #1
Title: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 02-26-2009, 03:46 PM

وتستمر المقالات عن رحيل الطيب صالح عبقري الروايه العربيه
اليوم تتواصل خطوات الشرق الاوسط بمقالين في ذات الاتجاه احداهما لمحمد عبده يماني وزير الماليه
والنفط السعودي السابق, والمثقف المعروف

الي المقال .


___________________________________________________________

ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور

Post: #2
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: سمية الحسن طلحة
Date: 02-26-2009, 03:52 PM
Parent: #1

د شهـاب الفاتح
السلام عليك
وعليهم
السلام ورحمة الله وبركاته
في الأولين والأخرين

...

Post: #3
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 02-26-2009, 03:53 PM
Parent: #1



Quote:
رحيل الطيب صالح
محمد عبده يماني
الخميـس 02 ربيـع الاول 1430 هـ 26 فبراير 2009 العدد 11048
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

ورحل الأديب الفذ والرجل الصادق الأديب والروائي الرائع والرجل الذي تعدت بصماته الأدب السوداني والعربي وأوصلت أصواتنا إلى
العالم الغربي والشرقي حتى قلت يوماً وأنا أتحدث إلى مجموعة من الأدباء في فندق الدوشستر في لندن إن هذا الرجل حملنا قلمه وتخطى
بنا الإطار العربي حتى قرأ له بعض الأدباء في الغرب بعضاً من إنتاجه الأصيل وخاصة (موسم الهجرة إلى الشمال). ولقد جلست إلى هذا
الرجل الإنسان كثيراً وفرحت بخلقه وأدبه وقدرته على العطاء وعمقه حتى شعرت في وقت من الأوقات – وقلت هذا لمجموعة من الأدباء
حضروا معنا – أن الطيب صالح كان يستحق لو أننا خدمناه وروجنا لعطائه لينال جائزة نوبل للآداب التي فاز بها أديبنا المبدع الأستاذ نجيب محفوظ،
فكلاهما فارس هذا الفن، ولكن الطيب صالح لم يعبر عن الرواية السودانية كما فعل الأستاذ نجيب محفوظ في إبداعه في مجال القصة والرواية المصرية،
ولكنه نقل صوراً عميقة وعبر عنها في لغة أدبية سامية ومعالجة روائية بديعة أعجب بها الناس كما أعجبوا بكتابات الروائي الكبير الأستاذ نجيب محفوظ
ورفاقه. لكن أحداً لا ينكر أن الطيب صالح كان هو نافذة من هذه النوافذ الواسعة والمضيئة والتي أطل بها أدبنا فيما بيننا وبين بعضنا وفيما بيننا وبين الغرب،
والطيب صالح الذي ولد في كرمكول على ضفاف النيل وكانت ثقافته قرآنية ثم صار حتى درس وتخرج في كلية العلوم بجامعة الخرطوم،
وعاش جوانب من قسوة الاستعمار الإنجليزي وعنفه وكانت ميوله كما يقول عنه أساتذته ومعاصروه هي ميول أدبية جريئة، وكان يتابع بكل
إصرار جهوده للتعبير عن مكنونات نفسه، وعمل بالقسم العربي بالإذاعة البريطانية، وكان قد عمل بالإذاعة السودانية والتحق بهيئة اليونسكو بباريس،
ولست هنا في مجال استعراض لتاريخه ولكني أوافق على أن هذا الرجل الطيب صالح كان أمة أدب وأدب أمة وكاتباً عبّر عن الأمة بصدق
ورحل إلى نهاية رحلة الشمال فغادر بعد أن أدى واجبه كاملاً واحترمه كل من تعامل معه. وقد شكرت للأخ الرئيس عمر البشير ورجالات السودان
عنايتهم بتكريمه ونقله ليدفن حيث كان يتوق دائماً إلى مسقط رأسه، فجزاهم الله خير الجزاء.

وأحسب أن الطيب صالح بلا شك هامة من هامات أدبنا العربي ورجل مبدع حتى تم اختيار روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) ضمن أفضل مائة
عمل روائي في تاريخ الإنسانية، وكنا نستغرب ونحن نجلس إليه عدم اكتراثه بكل تلك الجوائز والمقولات فقد كان دائماً يعبر في تواضع
(أنا لا أعتبر نفسي مهماً وأرجو أن لا تنظروا إلى هذا كتواضع ولكنها الحقيقة) وعندما أقول إن الطيب صالح كان نافذة مضيئة للأدب العربي
على الغرب، قصدت أن نتذكر أن بعض إنتاجه وخاصة (موسم الهجرة إلى الشمال) قد ترجم إلى عشرين لغة وحتى أقدم أدباء في إسرائيل على
ترجمة هذا العمل إلى اللغة العبرية وربما لا يعرف ذلك إلا قلة من الناس المتابعين لقضية انتشار الأدب العربي في العالم. وهو رجل كله خير
وبركة ومن حسن حظه أن اختارت له أمه اسم الطيب فهم يتفاءلون هناك بأن هذا الاسم يعني أنه رجل بركة ووالده محمد صالح صحبه ابنه كمزارع،
وقد أثّرت فيه حياته؛ حياة القرية وبيئتها، ونقل طيبته وأصالته عن أبيه.

رحم الله الطيب الإنسان فقد كان يملأ قلبه وعقله هاجس الأدب وحرص في مراحله الأولى على أن يصارع لدخول كلية الآداب ولم تساعده الظروف
ولم يتمكن من ذلك ولكنه عبر عن هذه الرغبة بطرق أخرى، وعندما كنت ألتقي بالحبيب الطيب صالح في لندن أشعر بعدم راحته ولا رغبته في الاستقرار
بها وأنه دوماً يحن ويتوق إلى ضفاف النيل، وكنت أشعر بارتباط هذا الإنسان ببلده ووطنه وهذا الوطن العربي الكبير، وكنت كلما أجلس إليه أفاجأ
بكمية القراءة التي يقرأها وبحثه الدائب عن الإنتاج الجديد في الأدب والرواية، وقد ذكر لي أنه في بداياته كان يرتبط بالمسرح.

رحمه الله فقد خلف زينب وسارة وسميرة وكان الطيب قد تزوج من زوجته السيدة جولي وأنجب منها البنات.

ومن ظواهر بروزه المبكر أنه كتب قصته (نخلة على الجدول) ولم ينشرها ثم كتب (حفنه تمر) و(دومة ود حامد)، وكما يقول الأستاذ طلحة جبريل
في حديثه عنه أن هذه كانت بمثابة الميلاد الحقيقي لأديب عالمي، ثم (عرس الزين) التي ظهرت عام 1966م. وفعلاً اتفق مع كل الذين نظروا إلى
رواية موسم الهجرة إلى الشمال بأن البطل فيه ملامح الطيب وكأنه لجأ إلى صور حقيقية عبر فيها عن التيه الذي كان يعيش فيه.

ونحن هنا في السعودية كما يقول صفوة من الأدباء عن هذا الإنسان أنه كانت له عناية بالأدب والأدباء في السعودية وكان يأنس لهم وله بصمات
ولقاءات جادة في الخليج في الاحتفالات الثقافية وقد ضحكت وأنا أقرأ تعابير الأخ الدكتور تركي الحمد وهو يشاغب كعادته ولكنه يقول الحق في
أننا لا نكرم أدباءنا ولا مفكرينا إلا بعد أن يموتوا. وأكرر أن هذا الرجل كان ممن يستحق فعلاً أن ندفعه ونقدمه للعالم، ولا يزال في عالمنا العربي
رجال يستحقون التكريم قبل فوات الأوان.

رحم الله الصديق الأديب الطيب صالح وتغمده برحمته وأسكنه فسيح جناته وأنا أشهد أنه كان رجلاً يحب الله ورسوله ويحترم الناس ويحترم الحوار،
وقد كانت لقاءاتي في الأشهر الأخيرة معه في لندن والتي أدركت فيها جوانب مما يعانيه وكأنّ المنية قد أنشبت فيه أظفارها، ورغم معاناته فقد كان
صابراً على مرضه ومحتسباً الأجر عند الله تعالى.

وختاماً فرحمك الله أيها الإنسان الطيب والأديب الطيب على كل ما قدمت من عمل طيب وأشهد أنك كنت أديباً صادقاً وروائياً فذاً، وأسال الله أن
يخلفك خيراً في أهلك وبناتك وكل من تحب، وخالص تعازينا لأسرتك وبناتك زينب وسارة وسميرة، وعزاؤنا في كل ذلك أنها سُنة الله في عباده
وأن كل إنسان إلى فناء وقد حدد ربنا هذا المنهج يوم علّمنا في الآية الكريمة «كل نفس ذائقة الموت»..

«إنا لله وإنا إليه راجعون».


Post: #4
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 02-26-2009, 04:21 PM
Parent: #3

Quote: د شهـاب الفاتح
السلام عليك
وعليهم

العزيزه سمية الحسن طلحة

احسن الله عزاء الجميع في فقد الوطن
واهتمام الصحافه العربيه بالطيب صلاح بعض ضياء ..


___________________________________________________________

ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور

Post: #5
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 02-26-2009, 04:46 PM
Parent: #4

المقال الاخر في ذات اليوم حب واحترام من غرب القاره.



Quote:
الطيب صالح.. وطوارق الحدثان
أحمدو ولد المختار بزيد
الخميـس 02 ربيـع الاول 1430 هـ 26 فبراير 2009 العدد 11048
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

ما هي المرة الأولى التي تفجعني فيها طوارق الحدثان بأحبة عليّ يعز على قلبي فراقهم، ولكنه قضاء الله وقدره.

قبل أيام كنت أحاول الاتصال بالمرحوم الطيب صالح طيب الله ثراه لأطمئن على صحته، إذ كنت على علم بحرج حالته الصحية من خلال آخر مكالمة
جرت بيننا وما كنت أظنها آخر مكالمة! واليوم وأنا في صنعاء علمت بنبأ نعيه من قناة الجزيرة.

رحم الله الطيب صالح، كان بيني وإياه ودٌ وددت لو امتد زمانا..! كثيرا ما أنست به وبحديثه، وعزائي اليوم في المصاب به أنه كان دائما يشد المئزر في
رمضان وفى غيره لإعداد عدة يومه هذا. ولكن مهما صفي الوداد بين الألّاف، فلا بد من يوم الزوال وذاك ديدن دارنا هذه. رحم الله الأستاذ إذا يقول:
ويعلم الطيب صالح في مرقده اليوم من أعني بالأستاذ

ومن صحب الدنيـــــا طويلا تقلبت

على عينه حتى يرى صدقها كذبا وكيف التذاذي بالأصائل والضحى

إذا لم يعــد ذاك النـــسيم الذي هبا

لا أجد غضاضة في القول إن علاقتي بالطيب صالح رحمه الله كانت قبل أن تكون! وكنت أطلبها وأُغِذّ مطيي بحثا عنه قبل أن ألتقي به، وكانت الأيام
كعادتها تخيب ظني في الظفر بلقائه إلى أن كان اللقاء، فتطلبته في المغرب أيام كان يرتاد الرباط وأصيلة... ولم أفلح...

وفي طبعي – كما يقول أصحاب عشرتي، وكما أعرف من نفسي – جرأة، وربما عنّ لي جدٌ كدر صفو عبثي المعتاد. فقد تعاونت جرأتي الجبلّية مع
الجِد الذي يرتاد طبعي لماما، وأصرا على أن أكون صديقا للطيب صالح «وما أجرأني» فاتصلت به أكثر من مرة في لندن بعد أن زودني الأخ طلحة
جبريل «كاتب سيرة الطيب» بعنوانه، ولكن كالعادة ما أفلحت في ذلك، إلى أن كان مهرجان الرباط للثقافة الذي تنظمه عمالة الرباط، وجد لقاؤنا الإذن،
وكما يقول القوم: «للملاقاة أوقات». كان ذلك لقاء الطيب الصالح عيانا، أما هو فقد تعرفت عليه أيام كنت مستغرقا في قراءة الروايات الأدبية، وكنت في
ذلك الوقت في خلوة مع الترجمات العربية لبعض روايات غابرييل غارثيا ماركيز، فأعارني أخ لي مجموعة أعمال الطيب صالح وكانت أول قراءة لي
لموسم الهجرة إلى الشمال، وأنا حين ذاك لما أبلغ العشرين. ما أحلى الأيام قبل البحث عن لقمة العيش، ورق ذمة الوظائف. تلك أيام من الأزمان الوضيئة!

وجدت الطيب صالح، كما قال من سبقنا:

كانت محادثة الركبان تخبرنا

عن أحمد ابن فـلاح أطيب الخبر

حتى التقينا فو الله ما سمـعت

أذني بأحسن مما قد رأى بصري

وأوقن، ويعرف كل من يعلم ضآلة زادي من المعرفة أن عطف الطيب صالح وحنوه عليّ كان فاعله ودّه القديم كما يقول بأهل موريتانيا، فهو يحبهم ونحن
كذلك نحبه.

لو كنت اليوم في موريتانيا لندبت صفوة القوم لتأبينه، ولكن البعد حؤول بين المآرب وطلابها

فيا ليت ما بيني وبين أحبتي

من البعد ما بيني وبين المصائب

عرفت الطيب صالح مسلما طيبا صالحا، سلم المسلمون منه لا يغتاب أحدا ولا ينال منه والعجب الذي أعجب منه غير قليل أن الطيب صالح لا يعلم أنه
مشهور، وإذا علم ذلك فأمر ليس من مطامحه ولا يغير في شأنه شيئا، الطيب صالح محبٌ، كله تدفق روحاني وتأمل في هذا الكون العجيب، قِطّه من
طريق القوم عظيم، وحبه لله لله...

عرفته لينا كيّسا تهواه القلوب وتألفه ويألفها، كان من الذين يمشون على الأرض هونا...

كما قال هو عن منسي إنه إنسان نادر على طريقته أقول أنا: - وشتان بين القولين - إن الطيب صالح إنسان نادر في علمه وأخلاقه. كثيرا ما كان يقول
إنه جنوبي المنشأ والهوى. وللجنوب رقته ولطافته.

مكارم أخلاق الطيب صالح وأدبه شيء جبلي ما كان يتكلف ذلك أبدا. ويكفيك برهانا – يا رعاك الله - أنه يثني علي خيرا! ولعمري ما الثناء على
مثلي من طود مثل الطيب صالح إلا من ثمار زورة الكرام! أو هو من بركات علية القوم منا أهل موريتانيا الذين عرفهم الطيب صالح، فقد كان من أحب
أحبائه إليه ومن أودّ سمّاره المرحوم عبد الله ولد أربيه، فقد حدثني الطيب صالح عنه كثيرا، وقد عرفت من أخبار عبد الله ولد أربيه عن طريق الطيب
صالح أكثر مما عرفته من أخباره من أهلنا في موريتانيا. يروي عنه رحمهما الله من النكت والقصص الشيء الطريف، وكيف لا؟ وهما أديبان من
الطراز الأول، وحديث الطيب صالح لا يمل سماعه وله نكهة هي طابعه وبها يُماز عن غيره. للطيب صالح كذلك صلة ومعرفة وإعجاب بالمرابط
محمد سالم ولد عدود، يقول رحمه الله: إنه شرح له بيت الأستاذ:

لقيت بدرب القلة الفجر لقية

شفت كبدي والليل فيه قتيل

كان كذلك محبا للضيوف الوافدين من أدبائنا على منتديات المربد وأصيلة والجنادرية ومؤتمرات اتحاد أدباء العرب، دائما يحدثني صديقي أحمدو
ولد عبد القادر بملاطفاته لهم. وقد أهدى الطيب صالح رحمه الله مقالاته حول غيلان ذي الرمة إلى روح صديقه المرحوم عبد الله ولد أربيه، وكان
يقول إن بادية بوتلميت بينها وربى نجد شبه.

ومن حرصه على صحبة أهل موريتانيا وحفظ آصرة الود معهم، أنه ألح عليّ رحمه الله في شهر يوليو الماضي إذ كنت أتحدث معه عبر الهاتف،
أن أبلغ سلامه لمحمد محمود ولد ودادي، وقد حرصت على الوفاء له بذلك واتصلت بمحمد محمود مرات ومرات، ولكن ما كان يرد على الهاتف
– لعله مشغول – وحدثني أخي الدكتور أحمدو ولد حبيب الله أنه في إحدى مؤتمرات الجنادرية، حدث أن أحد شعراء موريتانيا كان يلقي قصيدة و
قد أكثر من اللحن فيها، وكان الطيب صالح يشمئز من ذلك، ولما طال الأمر وقف الطيب صالح وخاطبه قائلا: يا هذا ما هكذا يقول الشناقطة الشعر.

كل ذلك وغيره يحمدُ للطيب صالح

كما كان الطيب صالح يحب الناس، كان الناس يحبونه. حدثني الروائي العربي الكبير صنع الله إبراهيم أنه لما امتنع من قبول جائزة الدولة المصرية التي
منحت له في مصر قبل أعوام ما كان شيء في الأمر يخلق أمامه حرجا مثل ما أحرجه أن الطيب صالح كان رئيس لجنة التحكيم! قال لي رحمه الله إن ا
لمرض أتاه على حين غرة من أمره، وعلمت أنا كذلك بمرضه دون سابق علم عندما اتصلت به أنا وزميلي الدبلوماسي السوداني محمود تميم ولم نلتق
بالطيب صالح في تلك المكالمة، وقد أخبرتنا زوجته أنه بالمستشفى. وأيام ذلك الاتصال كنت أحزم أمتعتي لمغادرة دولة الإمارات للعمل في لبنان.

وعندما وصلت لبنان اتصلت بالمرحوم أنا وزميلي وليد نوح، وبعد أيام اتصلت به وكان إعياء المرض واضحا من سماع صوته، وأخبرني أنه عائد قبل
لحظات من المستشفى حيث كان يجري تصفية الدم وأنه يعملها في الأسبوع ثلاث مرات، وأن العجز الكلوي الذي أصيب به في مراحل متقدمة، كان مؤمنا
بالله يقابل المرض بالرضا بما قضى الله. تأثرت كثيرا من ذلك الاتصال وطلب مني رحمه الله أن أتصل به الأسبوع الموالي في اليوم الذي لا يجري فيه التصفية،
ويكون الاتصال التاسعة مساء بتوقيت بيروت، وقد اتصلت به وظلت اتصالاتنا مستمرة إلى أن عرفت أن كلامه معي يرهقه جدا، وكلامي معه يحزنني
ضعف ذلك، وكنت في تلك الفترة أحس أن البين بينا يزداد بونا، وأن القدر ينيخ مطي الرحيل! يا سبحان الله قبل أيام في مكة المكرمة كنت ألح على الشيخ
علي السماني – وهو من عباد الله الصالحين من أهل السودان – أن لا ينسى الطيب صالح من صالح دعائه، وكان يفعل ذلك.

دعيني يا أم مالك، فأنت خير من يعلم أني عاجز عن تأبين الطيب صالح، وأنا على جناح سفر، وسطور هذه العجالة مبعثرة.

سقى الله تلك الروح غوادي الرحمات وشآبيب الرضوان. وسلام على الجنادرية وأصيلة، وعليّ وعلى الأستاذ ألف سلام.

*كاتب وباحث موريتاني


Post: #6
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: abdulhalim altilib
Date: 02-26-2009, 06:41 PM
Parent: #5

أخي / شهاب
تحياتي وتقديري ،

Quote: ويكون الاتصال التاسعة مساء بتوقيت بيروت، وقد اتصلت به وظلت اتصالاتنا مستمرة إلى أن عرفت أن كلامه معي يرهقه جدا، وكلامي معه يحزنني
ضعف ذلك، وكنت في تلك الفترة أحس أن البين بينا يزداد بونا، وأن القدر ينيخ مطي الرحيل! يا سبحان الله قبل أيام في مكة المكرمة كنت ألح على الشيخ
علي السماني – وهو من عباد الله الصالحين من أهل السودان – أن لا ينسى الطيب صالح من صالح دعائه، وكان يفعل ذلك.

دعيني يا أم مالك، فأنت خير من يعلم أني عاجز عن تأبين الطيب صالح، وأنا على جناح سفر، وسطور هذه العجالة مبعثرة.

سقى الله تلك الروح غوادي الرحمات وشآبيب الرضوان. وسلام على الجنادرية وأصيلة، وعليّ وعلى الأستاذ ألف سلام.

*كاتب وباحث موريتاني



لك جزيل الشكر على إيراد هذين
الرثائين العميقين من دكتور
يماني و الكاتب والباحث الموريتاني
أحمدو .

فلطالما قرأت للأديب الدكتور محمد عبده يماني
وهو قطعاً معروف للكل .. لكن هذا الأديب
الموريتاني والذي نقرأ له لأول مرة ، فقد تجلى
تماماً وهو يرثي قامتنا السامقة ، الراحل المقيم
الطيب صالح بمثل هذه الكلمات المؤثرة والعميقة
والصادقة . لقدجذبني رثاءه بحق ، فله مني عميق
التحاياوالتقدير على صدق عواطفه ونبل إخائه
وشفيف حرفه في صديقه صاحب (موسم الهجرة) وأخواتها .


شكراً مرةً أخرى
أخي شهاب الفاتح ،

مودتي ،


( ليمو )

Post: #7
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 02-27-2009, 05:34 PM
Parent: #6

Quote:
شكراً مرةً أخرى
أخي شهاب الفاتح ،

مودتي ،

عزيزي عبدالحليم
كتابه الاديب أحمدو ولد المختار بزيد شديده الصدق
ومقالات الصحافه العربيه عن الراحل متنوعه
الموريتانيين ومحبه كبيره للغه العربيه واسرارها
وهي بلاد كما تعلم تنبت جيد الشعراء.

حباب طلتك واحسن الله عزائك.

___________________________________________________________

ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور

Post: #8
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 02-28-2009, 01:33 PM
Parent: #7

Quote: وأوقن، ويعرف كل من يعلم ضآلة زادي من المعرفة أن عطف الطيب صالح وحنوه عليّ كان
فاعله ودّه القديم كما يقول بأهل موريتانيا، فهو يحبهم ونحن كذلك نحبه.


الود المتبادل ودلاله رقي

Post: #9
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: كمال ادريس
Date: 02-28-2009, 04:20 PM
Parent: #8

احي الدكتور شهاب ... ليس فقط الدكتور يماني فمعظم الناس من مختلف الجنسيات كانوا يعزون السودانيين في الفقد الكبير.

Post: #10
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 03-01-2009, 04:53 AM
Parent: #9

Quote: ليس فقط الدكتور يماني فمعظم الناس من مختلف الجنسيات كانوا
يعزون السودانيين في الفقد الكبير..

B] نعم اخي رحيله احدث حاله وهاله يستحقها
وتناوله الاعلام بشكل مكثف ,
اعلاه غيض من فيض,

احسن الله عزاء الجميع في الطيب صالح.


___________________________________________________________

ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور

Post: #11
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 03-02-2009, 05:08 AM
Parent: #10

Quote: ورحل الأديب الفذ والرجل الصادق الأديب والروائي الرائع والرجل الذي تعدت بصماته الأدب السوداني والعربي
وأوصلت أصواتنا إلى العالم الغربي والشرقي



Post: #12
Title: Re: محمد عبده يماني يرثي العملاق الطيب صالح في الشرق الاوسط
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 03-03-2009, 00:39 AM
Parent: #11

وتستمر المقالات عن رحيل الطيب صالح عبقري الروايه العربيه