(البنا) مات ..!!!

(1)

أنهكه العمل , لم يجد متكأً له سوى الحائط مال إليه وأسند ظهره وأسلم روحه ..!!

كان صغيراً على هذا الموت الباكر , كان كثيراً علينا موت أحدهم في ميعة صباه داخل جدران بيتنا الذي

أردنا تحديثه وتعميره , ليس هنالك ثمة علاقة بين الموت والتعمير سوى هذه الحادثة التي بسببها

تصدرنا صفحات (الدار ) ...

جاءنا ذلك الفتي بحثاً عن عمل , لم يتجاوز العشرين عاماً من العمر , تزوج حديثاً , وخرج يبحث عن قوت

يومه , أراد أن يعمر بيتاً جديداً , فجاء مشاركاً أيضاً في تعمير بيتنا , خمس ساعات قضاها بيننا ..

ثم أسند كتفه على الجدار ... وماهي إلا لحظات حتى تصايح الصغار :

(البنا) مات ...!!

(2)


جاءنا (صديق) وهو مقاول الشركة التي تعمل على تعمير بيتنا مكفهر الوجه حاملاً نبأ وفاته , وماهي

إلا دقائق معدودات حتى أذدحم شارعنا وفناء بيتنا برجال الشرطة والمتتطفلين والنائحين والمعزين ..!!

جيراننا وأهل الحي أحالوا الأمر إلى عزاء , حتى أن المارة حملوا على الإعتقاد أن المتوفى أحد سكان

البيت ..!!

جاء أهل الفتى وهم من (البرقو الصليحاب ) , ولكنهم لم يستطيعوا أخذ جثمانه لأن الأمر صار أمرنا

والمتوفى أحدنا ..!!