في عشق الخرطوم .. رائعة الشاعر العماني علي بن سهيل حاردان

سمراء
(قصيدة في عشق الخرطوم)
للشاعر العماني الراحل علي بن سهيل حاردان



علي حاردان

*************
أسرى بي الشوق واستأنست بالأرقِ

أراقب النجم حتى ذاب في الغسقِ

أراقب النجم والليل الطويل مضى

بكل ما فيه من بوح ومن قلق..

سمراء عيناك أسباب الهوى وكفى

بسحر عينيك إجهاز على الحذق

كفى بعينيك يا سمراء أنهما

في المستحيلات درب غير منغلق

يفضي إلى الجدر التي كانت ممنعة

من قبل ..لا بعد .. يا فتانة الحدق

النجمتان اللتان أضاءت ليلنا كشفت

سر النهارات في إغماءة الشفق

تبث في الخد نورا لا شبيه له

سوى احتقان السنا في زرقة الأفق

*****
سمراء.. أدري هواك كان مشكلتي

وكان أسري ولكن كان منطلقي

وكان خارطتي طرا وأشرعتي

منجى من التيه والذوبان والغرق

وكان بأسي ذا المزروع في جسدي

حقلا من الصبر بل نهرا من الدفق

حتى توحدت بالنيلين .. مثلهما

غسلت أقدامك الطهراء بالعرق

أنا ونيلاك ، والعشاق ما تعبوا

سعيا إلى الوصل، خضنا كل مفترق

يجتاحنا الشّوق حتى تستحيل لنا

كلّ الصّعوبات ضربا من ندى عبق

فما اختلفنا وإلا ّكنت وجهتنا

إذا افترقنا فأنت ملتقى الطرق

فأنت أنت هوى نزهو بجذوته

في الخافقين وحتى آخر الرّمق

نرقى إذا الألم الوهّاب أوقدها

نارا على ثغرك البسام فأتلقي

كوني الحياة وكوني كلّ سابحة

في الرّوح في الدّم في الوجدان والخفق

كوني كما أنت يا سمراء أنّ لك

عمرا نغذيّه بالأعمار فانطلقي

زيدي احتراقاتنا .. احتلي الصّبا أبدا

زيدي احتراقاتنا نزداَد في الألق

نزداد كبرا إذا أشرقت سافرة

زهوا بقاماتنا ..هزءا بمرتزق

طالي السّماء بنا في كل مئذنة

في كل أغنية في كل معتنق.

*************
محبتي
عبد المنعم خليفة

يتبع..

عن القصيدة:
( سمراء - قصيدة في عشق الخرطوم) هو عنوان القصيدة التي شارك بها الشاعر والأديب العماني الراحل علي بن سهيل حاردان في مهرجان عيد استقلال السودان الرابع والأربعين، والذي أقيم بالنادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط - سلطنة عمان في السادس والعشرين من يناير 2000م. وكان قد شارك في ذلك المهرجان، إلى جانب الشعراء السودانيين بعض الشعراء العمانيين الذين قدموا قصائد تفيض حباً أصيلاً ووفاء نادراً للسودان وللسودانيين.

عند تقديمه لقصيدته في عشق الخرطوم بدأ الشاعر علي الحاردان بالقول: "أرجو أن أستميحكم عذراً أيها الأصدقاء بأن أكتفي بهذه القصيدة ولا أزيد عليها.. وذلك حتى لا أثير غيرة الخرطوم!" ..يا له من شاعر مبدع وحساس!

القصيدة كنز زاخر من الكلمات الشاعرية العذبة والساحرة، والمصاغة في إطار من الأوزان الحديثة والمموسقة والآسرة... ولعل ما يهزنا ويطربنا نحن السودانيين بشكل خاص هذا الوفاء والحب العظيم لعاصمة بلادنا العزيزة الخرطوم، والذي نلمسه في كل حرف من حروفه الصادقة.

فهو شاعر أسرى به الشوق للخرطوم حتى استأنس بالأرق..

شاعر كانت الخرطوم أسره ومنطلقه وخارطته وأشرعته حينما ينشد النجاة من التيه والذوبان والغرق.

شاعر بلغ به العشق للخرطوم بأن شارك نيليها الأزرق والأبيض في غسل أقدامها الطاهرة بالعرق.. يا لروعة هذه الصورة.. النيلان يغسلان أقدام الخرطوم .. والشاعر يشاركهما في طقس الوفاء هذا!

شاعر يعز الخرطوم ويقدر مكانتها حق قدرها ، ويثمن دورها الوطني والقومي عندما يوصفها بأنها وجهة الجميع عندما يختلفون، وملتقى طرقهم حينما يفترقون.. ولعله هنا يشير إلى الخرطوم عاصمة الصمود التي احتضنت مؤتمر القمة العربي الذي عرف بمؤتمر اللاءات الثلاث بعد نكسة حرب 1967م.

**********
بعد هذه النبذة الموجزة عن القصيدة، آمل أن أواصل للتعريف بالشاعر ..
محبتي
عبد المنعم خليفة
يتبع..

أخي وأستاذي عبدالمنعم خليفة
أحسنت ووفيت وكفيت حق هذا الشاعر المرهف العماني الأصيل وهو يستحق منا كل تقدير واحترام وجزاك الله ألف خير على هذه اللفتة البارعة والكريمة ودمت في حفظ الله ورعايته

ألأخ الأستاذ عمار زكي
لك التحية والمودة والإعزاز

Quote: أحسنت ووفيت وكفيت حق هذا الشاعر المرهف العماني الأصيل وهو يستحق منا كل تقدير

لك الشكر على كلماتك الطيبة في حق الشاعر الراحل علي حاردان، وتذوق قصيدته الرائعة التي مهر بها الصداقة السودانية العمانية.
اتصل بي اليوم شقيقه الصحفي محمد حاردان معبراً عن شكره لاهتمام السودانيين بالشاعر الراحل.. ووعد بأن يوافيني بقصيدة أخرى له يعبر فيها عن حبه للخرطوم.
محبتي
عبد المنعم خليفة

Quote: أسرى بي الشوق واستأنست بالأرقِ أراقب النجم حتى ذاب في الغسقِ أراقب النجم والليل الطويل مضى بكل ما فيه من بوح ومن قلق.. سمراء عيناك أسباب الهوى وكفى بسحر عينيك إجهاز على الحذق كفى بعينيك يا سمراء أنهما في المستحيلات درب غير منغلق يفضي إلى الجدر التي كانت ممنعة من قبل ..لا بعد .. يا فتانة الحدق النجمتان اللتان أضاءت ليلنا كشفت سر النهارات في إغماءة الشفق تبث في الخد نورا لا شبيه له سوى احتقان السنا في زرقة الأفق ***** سمراء.. أدري هواك كان مشكلتي وكان أسري ولكن كان منطلقي وكان خارطتي طرا وأشرعتي منجى من التيه والذوبان والغرق وكان بأسي ذا المزروع في جسدي حقلا من الصبر بل نهرا من الدفق حتى توحدت بالنيلين .. مثلهما غسلت أقدامك الطهراء بالعرق أنا ونيلاك ، والعشاق ما تعبوا سعيا إلى الوصل، خضنا كل مفترق يجتاحنا الشّوق حتى تستحيل لنا كلّ الصّعوبات ضربا من ندى عبق فما اختلفنا وإلا ّكنت وجهتنا إذا افترقنا فأنت ملتقى الطرق فأنت أنت هوى نزهو بجذوته في الخافقين وحتى آخر الرّمق نرقى إذا الألم الوهّاب أوقدها نارا على ثغرك البسام فأتلقي كوني الحياة وكوني كلّ سابحة في الرّوح في الدّم في الوجدان والخفق كوني كما أنت يا سمراء أنّ لك عمرا نغذيّه بالأعمار فانطلقي زيدي احتراقاتنا .. احتلي الصّبا أبدا زيدي احتراقاتنا نزداَد في الألق نزداد كبرا إذا أشرقت سافرة زهوا بقاماتنا ..هزءا بمرتزق طالي السّماء بنا في كل مئذنة في كل أغنية في كل معتنق. *************

قصيدة في منتهى الرقة والجمال ، غاية في الإبداع والصور الجمالية الفريدة، احترت وأنا أحاول أن اقتبس منها بعض الأبيات فاخترتها كلها ...


التحية لك أخي عبد المنعم، والتجلة لهذا الشاعر العماني الفذ ... وعليه شآبيب الرحمة أرجو أن تتنزل بقدر ما أحب هذه الخرطوم.. وبحجم إبداعه المتمكن الجميل ...

شكراً كثيفاً مرة أخرى ... مع خالص الحب والمودة ؛؛؛

إنها رائعة تؤكد عمق احساس نادر لشاعر ملك ناصية الكلمة
قبيلة حاردان من قبائل منطقة صلالة
والمعروف عن عموم قبائل اهل الجنوب الاعتزاز بالارض والوطن
اناس متميزون فى علاقاتهم بالغير وتتشابه صفاتهم لحد كبير بصفات اهل السودان من الناحية الاجتماعية
لذ فهناك رابط وثيق بين اهل الجنوب وافراد الجالية السودانية المقيمة بصلالة
اقول ذلك من واقع تجربة ثريه جدا معهم تميزت بعلاقات لم تنقطع رغم الغياب الطويل وبُعد المسافة

رحم الله الشاعر على سهيل حردان
ولك التحية دكتور عبد المنعم على ايراد هذذا النص البديع
فالوفاء من شيم الاصالة
ومتابعون باذن الله

متعك الله بالصحة والعافية يا دكتور

والف حمد الله على السلامة بعودة الابن الاديب عمار

الأعزاء الأساتذة
إدريس محمد إبراهيم
الفاتح الجنيد
الطيب شيقوق

تحياتي ومودتي وشكري على إطلالتكم البهية

Quote: قصيدة في منتهى الرقة والجمال ، غاية في الإبداع والصور الجمالية الفريدة، احترت وأنا أحاول أن اقتبس منها بعض الأبيات فاخترتها كلها ...

أشاركك ياأخ إدريس هذا الإعجاب العالي بالقصيدة .. فهي حقاً تمتاز بصدق العاطفة، وباكتمال الموسيقى، وبعذوبة ورقة العبارة.

Quote: قبيلة حاردان من قبائل منطقة صلالة والمعروف عن عموم قبائل أهل الجنوب الاعتزاز بالأرض والوطن أناس متميزون في علاقاتهم بالغير وتتشابه صفاتهم لحد كبير بصفات أهل السودان من الناحية الاجتماعية

لك التقدير عزيزنا الفاتح الجنيد على هذه الإضاءة القيمة عن أهل ظفار الأوفياء.

Quote: وألف حمد الله على السلامة بعودة الابن الأديب عمار

أما أنت يا ريحانة المنبر الأخ الطيب شيقوق، فلك مني كل الشكر على الأمنيات الطيبة التي وجهتها لي .. وأنا جد فخور بتشجيعك المستمر ورعايتك لابنك عمار .

محبتي
عبد المنعم خليفة

عن الشاعر:



هذا الإنسان النقي النبيل علي بن سهيل حاردان رمز ثقافي شامخ في الساحة الثقافية العمانية العامرة، حيث ظل ساطعاً ومتألقاً في سماء الصحافة والأدب على مدى العقدين الماضيين.

 عمل صحافياً في جريدة (عمان) ؛ وكان من كتابها البارزين، حيث أثرى الحياة الثقافية بمئات المقالات في الأدب والسياسة والذكريات والخواطر. وتعكس كتاباته دائماً إحساساً عالياً بهموم الوطن العربي وقضاياه المصيرية.

 أصدر ديوان شعره الأول (الإبحار إلى ضلكوت) في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. و(ضلكوت) هي مدينته الساحرة التي أحبها وعشق أرضها وترابها، وظل مقيماً بها ولا يبرحها إلا لفترات قصيرة. وقد كتب عنها شعراً رقيقاً. وكديدنه المعهود فهو يمزج في قصائده بين حب مدينته (والمدن الأخرى، مثل الخرطوم، التي أحبها) وبين حب الوطن الكبير.

 توفي بنوبة قلبية في يونيو 2008م.

محبتي
عبد المنعم خليفة

يتبع..

بهذه الكلمات المنثورة والشاعرية كتب علي حاردان عن الوطن:

"يسافر الشوق بعيدا بعيدا .يخفق بأجنحة من هوى إلى مكان ما له رائحة ما ..يسمى الوطن .. ما أجمل أن يكون لك وطن تسافر إليه كلما عبث الحنين بأعناقك .."

وهذه أبيات له عن مدينته ضلكوت:

ضلكوت يا قلقي ويا عشقي الذي يقتات نار

لا تسأليني .. الآن لا يجدي الحوار

إني أحبك هكذا..

جرحا يلازمني ووعدا واصطبار

الآن أنت عشيرتي وقبيلتي

هل تعرفين قبيلتي؟

بالأمس كانت هاهنا وكنت لها مزار

كانت تجوب الأرض تشرق كالنهار

أين القبيلة يا ترى؟

من طال هيبتها؟

من علم الغضب المجلجل في السيوف الاعتذار


وهذه أبيات من قصيدة رائعة له عن بيروت وصمود ومقاومة اللبنانيين للعدوان الإسرائيلي عام 2006م:

سلامٌ سلامٌ..سلام على الشوفِ والرابيةْ

على العمقِ والضاحيةْ

على كل بابٍ وبيتْ

على كل حيٍ،على كلِ وادٍ عصيٍ وسهلٍ مُحالْ

صمودٌ..صمود،وبشرتهم بالزوالْ

على كل ثغرٍ وشِبرٍ رجال

عليهم وميضُ الضياءْ

وكل الجمالِ

وكل الجلالِ وكل الصفاءْ..

فهيهات من ذِلةٍ هيهاتْ

هذا النداءْ وهذا الفِداء وهذا الثباتْ..
*******

أما أنت يا ريحانة المنبر الأخ الطيب شيقوق، فلك مني كل الشكر على الأمنيات الطيبة التي وجهتها لي .. وأنا جد فخور بتشجيعك المستمر ورعايتك لابنك عمار .

شكرا يا دكتور ولابد من زيارتكم والتعرف عليه شخصيا عوضا عن التواصل الاسفيري

اطيب امنياتي

Quote: ضلكوت يا قلقي ويا عشقي الذي يقتات نار لا تسأليني .. الآن لا يجدي الحوار إني أحبك هكذا.. جرحا يلازمني ووعدا واصطبار الآن أنت عشيرتي وقبيلتي هل تعرفين قبيلتي؟ بالأمس كانت هاهنا وكنت لها مزار كانت تجوب الأرض تشرق كالنهار أين القبيلة يا ترى؟ من طال هيبتها؟ من علم الغضب المجلجل في السيوف الاعتذار

الفاضل الاستاذ عبد المنعم خليفة خوجلي 000

كلماكان الحديث عن ظفار واهلها اذن هو الحديث عن الجمال 000

ظفار بطبيعتها الجميلة الخلابة ((الخضرة والعيون الطبيعية وسط الجبال لها صوت موسيقي يهدهد الغيم الحاني على رؤوس جبالها الشامخة ))

كان من حسن حظي ان عشت في صلالة زمن طويل جدا وزرت كل المناطق الجبلية الجميلة برفقة الوالدمن ضلكوت وسدح وطوي اعتير000امتزاج لجنة ربانية عجيبة فسبحان الخالق 000

فليس غريب ان ياتي من رحم ارض كهذه شاعر مثل علي بن سهيل حاردان 000

اذكر عندما كنا في المدرسة الاعدادية كانت طالبات الفصل ينتظرن حصة النصوص الشعرية بكل لهفة
لديهم تذوق غير عادي للشعر وكل ما له علاقة بالجمال 00 اذكر كانت معلمتنا الاستاذة القديرة رجاء محمود ابو بكر ((ابنة الشاعر القدير ))فكانت الحصة لها مذاق خاص وتجانس راقي بين معلمة شاعرة وطالبات ان لم يكن شاعرات فكن غااااوووون000

لي عودة للشاعر المرحوم علي بن سهيل حاردان 00واهل صلالة الكرام 000

ولك مني حبل ود ممدود يصل لصديقتي ياسمين بت سعاد

الأخ العزيز الأستاذ / عبدالمنعم خليفة خوجلي
لك التحية والود
ما زلت أذكر ذلك اليوم وأنت تقرأ لي هذه القصيدة الرائعة عن طريق الهاتف وكان يستمع معي الأخ ياسر حسن حمد وأنت دائما ما توفر لي الوقت والمسافة وتكرمني بالروائع عن طريق الهاتف ، ولقد أعجبتنا وأدهشتنا كثيرا لروعتها وصدقها وتميزها وخاصة أن شاعرها الأديب على بن سهيل حردان عماني ولكنه أحس بالسودان وبروعته فكانت هذه القصيدة الفريدة ، والحقيقة إن الكثير من شعراء وأدباء عمان يحملون هذه المشاعر الجياشة تجاه السودان ، ولا أشك أن الجيل الأول من الإداريين والمعلمين هم الذين عكسوا تلك الصورة الجميلة والوردية عن السودان ، الكثير من العمانيين لم يزوروا السودان ولكنهم كونوا عنه فكرة وصورة رائعة من خلال معاشرتهم للسودانيين المقيمين فى عمان وأخاف أن تكون قد اهتزت هذه الصورة في أذهانهم بعد الأخبار المحزنة عن هذا الوطن والتي أصبحت تتصدر نشرات الأخبار من قتل ومجاعة وحروب .

أشكرك أستاذي عبد المنعم خليفة خوجلي على إتحافنا بهذه القصيدة الجميلة في موسيقاها وكلماتها ومعناها .

مودتي

سلام استاذ عبد المنعم وشكراً على إهدائنا هذه القصيدة، وتعريفنا على أحد الشعراء العمانيين الأماجد ويا ريت لو تواصل في التعريف بآخرين من أدباء السلطنة، حيث لا يعرف الكثير منا شيئاً عن شعراء وأدباء عمان، ولا حتى مغنيهم.
،
لي ملاحظة صغيرة وهي عدم توافق تاريخ الوفاة الذي أوردته أعلاه حيث جاء فيه:

Quote: توفي بنوبة قلبية في يونيو 1986م.

وهذا لا يتوافق مع تاريخ مشاركته لكم في احتفالات العام 2000 ولا مع قصيدته في تمجيد بيروت 2006.
فأرجو التعديل حتى لا يشوش ذلك على قرائك الكرام.

لك ولضيوفك كامل التقدير..

Quote: لي ملاحظة صغيرة وهي عدم توافق تاريخ الوفاة الذي أوردته أعلاه حيث جاء فيه: Quote: توفي بنوبة قلبية في يونيو 1986م. وهذا لا يتوافق مع تاريخ مشاركته لكم في احتفالات العام 2000 ولا مع قصيدته في تمجيد بيروت 2006. فأرجو التعديل حتى لا يشوش ذلك على قرائك الكرام

الابن بدري الياس
تحياتي ومودتي

كم أنا شاكر لك مشاركتك وإعجابك بالقصيدة والشاعر بل والشعراء العمانيين ورغبتك في أن تعرف أكثر عنهم.
كما أشكر لك ملاحظتك الحصيفة والدقيقة والمتعلقة بالخطأ في تاريخ وفاة الشاعر علي حاردان، وحرصك على أن أقوم بمراجعته وتصحيحه. أود أن أعتذر عن هذا الخطأ إذ أن تاريخ وفاة الشاعر هو السادس من يونيو 2008م وليس 1986م.
اعتذاري للقراء وشكري مجدداً للابن بدري الياس.. لكن هذا هو عقلنا الباطن الذي يبدو أنه شطب العقدين الماضيين من ذاكرتنا تماماً!!

سوف أقوم بالتصحيح في المكان الذي ورد فيه ذلك الخطأ.

محبتي
عبد المنعم خليفة

Quote: ظفار بطبيعتها الجميلة الخلابة ((الخضرة والعيون الطبيعية وسط الجبال لها صوت موسيقي يهدهد الغيم الحاني على رؤوس جبالها الشامخة )) كان من حسن حظي ان عشت في صلالة زمن طويل جدا وزرت كل المناطق الجبلية الجميلة برفقة الوالدمن ضلكوت وسدح وطوي اعتير000امتزاج لجنة ربانية عجيبة فسبحان الخالق 000

الابنة عفاف علي ميرغني
شكراً لك على الإطلالة التي أضافت لنا الكثير عن جمال الطبيعة في محافظة ظفار.. ولمشاركتك لنا في الذكريات العذبة عن الفترة التي عشتم فيها هناك.

ألشكر موصول للأخ والصديق د. أحمد القرشي الذي يدخل الفرح والمسرة إلى قلوبنا دائما من خلال تناوله البديع لفن الغناء وكل مواطن الجمال والروعة فيه.

محبتي
عبد المنعم خليفة

جمال الطبيعة في (ضلكوت) مدينة الشاعر

طبيعة مشتركة ووجدان مشترك




شجرة عملاقة من ظفار - موطن الشاعر- (لعلها تبلدية!)




تبلدية من كردفان بالسودان

محبتي
عبد المنعم خليفة

قال أستاذي عبدالمنعم خليفة :

Quote: لكن هذا هو عقلنا الباطن الذي يبدو أنه شطب العقدين الماضيين من ذاكرتنا تماماً!!

وهو يشير إلى الفترة من 1986 إلى 2008

رسالة ذكية من كاتب الأكتوبريات وهو يشير إلى عقدي الإنقاذ بل إنه شطب معهما فترة الثلاث سنوات من 1986 إلى 1989 وهي فترة الديمقراطية الثالثة بعد إنتفاضة أبريل المجيدة وحيث أننا جيل إنتفاضة أبريل فإننا نرجو من حملة مشعل أكتوبر 1964م ألا يشطبوا من ذاكرتهم إنتفاضة جيلنا ونريدكم أن ترددوا معنا
إلتقى جيل البطولات
بجيل التضحيات
ألتقى كل شهيد قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور ........

مرة أخرى لك أستاذي الكريم عبدالمنعم خليفة كل التحايا على هذا البوست والذي يمثل لمسة وفاء لأبناء الشعب العماني الرائع ودمت في حفظ الله ورعايته

Quote: والحقيقة إن الكثير من شعراء وأدباء عمان يحملون هذه المشاعر الجياشة تجاه السودان

Quote: ويا ريت لو تواصل في التعريف بآخرين من أدباء السلطنة، حيث لا يعرف الكثير منا شيئاً عن شعراء وأدباء عمان

كل

Quote: التحايا على هذا البوست والذي يمثل لمسة وفاء لأبناء الشعب العماني الرائع

الأعزاء
د. أحمد القرشي
بدري الياس
عمار زكي

تحياتي ومودتي وشكري الجزيل على ما تفضلتم به من تعليقات ومقترحات


شارك الشاعر العماني الكبير سعيد الصقلاوي أيضاً في مهرجان عيد استقلال السودان الرابع والأربعين المقام بالنادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط – سلطنة عمان، والذي قدم فيه الشاعر الراحل علي حاردان قصيدته في عشق الخرطوم.. فكان أن طربنا وانتشينا ونحن نستمع إلى فحول الشعراء العمانيين يغمروننا بدفء مشاعرهم وبكل هذا الفيض الزاخر من الحب والوفاء.
استهل الشاعر سعيد الصقلاوي مشاركته بهذه الكلمات:

"أهنئكم على هذا الأسبوع الثقافي الذي جاء :
تواصلاً مع من نحبهم ويحبوننا
من نودهم ويودوننا
تواصلاً مع الثقافة العربية من السودان إلى عمان
تواصلاً مع التاريخ والجذور
وتواصلاً مع العطاء الإنساني"

من بين القصائد العديدة الرائعة التي قرأها، وقوبلت باستحسان كبير، قصيدة تجسد ذلك التواصل، وهي درة تنتمي إلى المراقي العالية في شعر الإخوانيات؛ أروي هنا مناسبتها.
للشاعر صديق سوداني اسمه المهدي محمد فرح ، كان زميلاً له في وزارة الإسكان بمسقط، حيث كان يعمل خبيراً بالوزارة، بينما كان الشاعر (المهندس) سعيد الصقلاوي يعمل مديراً للتخطيط في ذلك الوقت. والقصيدة التي نحن بصددها كتبها الشاعر الصقلاوي مجاراة لقصيدة سبق أن كتبها المهدي محمد فرح. تبادل الشاعران من خلال قصيدتيهما المودة وللمشاعر الأخوية الفياضة.

جاءت قصيدة المهدي محمد فرح التي خاطب فيها صديقه الشاعر الصقلاوي، نموذجا مثالياً في صدق العاطفة والتعبير عن ما يكنه من ود لصديقه، وللإخوة العمانيين الذين عشق المجد في أوطانهم، والمعاني والحجا والشرفا.
فكانت هذه الأبيات:
*****
يا صفيا لي إذا العيش صفا وأخاً حقاً إذ الدهر جفا

لا تلم قلبي على بعد المدى أو تعاتبني إذا جفني غفا

فالخطايا موكلات بالخطا تلزم الإنسان حتى تؤلفا

والأماني خلب خادعة والمنايا ليس منها مختفى

ليس ينجينا طبيب بارع ما تداوينا وهل يجدي الشفا

غير أنا صفوة مؤمنة خصها الله بحب المصطفى

فاسألوا الله لنا عوناً وأن يغفر الله لنا ما سلفا

صفوة الصحب وما أغلاكم من محبين لهم قلبي هفا

إذ عشقت المجد في أوطانكم والمعاني والحجا والشرفا
*****
حركت هذه الأبيات الرائعة مشاعر الشاعر سعيد الصقلاوي فأجابه بمودة تمتزج بمودته بأبيات كتبها مجاراة بنفس القافية والروي .. معبراً فيها عن حبه للسودان، وتقديره للسودانيين لعلمهم وأخلاقهم، أقتبس منها:

هذه الأرض التي قد أنجبت سدة العلم وأعلام الوفا
تزهر الأخلاق فيها مثلما يزهر النسرين في روض الصفا
صفوة الصحب وأنتم بيننا كالخزامى والخزامى تصطفى

وهاهي الأبيات الكاملة التي كتبها الشاعر العماني الكبير سعيد الصقلاوي، والتي قدم لها بأنها وإن كان فيها تبادل للمودة والمشاعر الفياضة بين شخصين، إلا أنها تجسيد لمشاعر شعبين وأمتين في أمة واحدة:
*****
يا جنى الخير ويا نبع الوفا في ثناك النفس هامت شغفا

هذه الأرض التي قد أنبتت سدة العلم وأعلام الوفا

تزهر الأخلاق فيها مثلما يزهر النسرين في روض الصفا

كنت فينا مثل طيف ساحر تبهج العمر وتمحو التلفا

تسكر القلب المعنى فرحاً وتناجي الروح لحنا دنفا

قد جرى الإخلاص منكم غدقاً كلنا منه ارتوى أو رشفا

حسبي الله على يوم بدا في مداه الحزن وحشاً صلفا

لن يمس العهد دهر كدر نحن للعهد وصال لا جفا

كلنا يمضي إلى غايته يمتطي العزم ويلغي السجفا

صفوة الصحب وأنتم بيننا كالخزامى والخزامى تصطفى

ما عسانا غير صبر نرتجي ربما يأتي الذي قد سلفا

فاحملوا الذكرى ربيعاً مونقاً حسبنا الذكرى ربيعاً وكفى

تشرق الأحلام في ساحاته ويفيض الشوق فيها رهفا

*****
- الشاعر سعيد الصقلاوي من مواليد مدينة صور (العفية) بالمنطقة الشرقية في عمان.
- من أعماله الشعرية: ترنيمة الأمل – أنت لي قدر – صحوة القمر – أجنحة النهار.
*****
محبتي
عبد المنعم خليفة

الأخ عبد المنعم

التحية لك وللأسرة الكريمة

ألف رحمة ونور على روح الشاعر حاردان

والحمد لله فالشاعر لم ير الخرطوم فى هذا الزمان الردئ!

Quote: "أرجو أن أستميحكم عذراً أيها الأصدقاء بأن أكتفي بهذه القصيدة ولا أزيد عليها.. وذلك حتى لا أثير غيرة الخرطوم!" ..يا له من شاعر مبدع وحساس!

أستاذنا وقامتنا السامقة عبدالمنعم خليفة لم أستغرب في هذه القصيدة التي أتت نظما رائعا وجرسا وقعه في النفس بديعا. ولما لا والشاعر سليل الفراهيدي الذي شذب لنا النظم والإيقاع الشعري فاصبحت قلوبنا ذات قابلية عالية ذواقة للطرب.إن الذي ينقب في مثل هذه الجماليات فلا بد أن يكون بنفسه شيء من جمال يوسف وشفافية إبن الملوًح.

لك تقديري وإحترامي

الأخ الأستاذ/ عبدالمنعم خليفة خوجلي
لك التحية والود
أعرف أنك تبذل مجهودا كبيرا لتفريغ أشرطة الفيديو والكاسيت والتي تذخر بها مكتبتك العامرة ،فالمواد التي تحتويها هذه الأشرطة نادرة وجميلة فهي تحتوى على معظم النشاط الثقافي الذي كان يقام بالنادي السوداني بمسقط في السنوات الماضية ، وهذه القصائد للشعراء العمانيين خير مثال لقيمة هذه المواد ، ونحن في انتظار تفريغ الندوة الكبيرة والمهمة والنادرة والتي قدم فيها شخصك الكريم الفنان محمد وردي وكانت في شكل حوار رائع وثقت فيه لهذا الفنان الكبير، أتمنى أن تتحف بها القاري في القريب العاجل.
أعجبتني المساجلة الجميلة التي كانت بين الشاعر السوداني المهدي محمد فرح والعماني سعيد الصقلاوي ، ولقد ذكرتني بمساجلات حدباي وقاسم عثمان وسيد عبدالعزيز ، حيث التزم الشاعر سعيد الصقلاوي نفس الوزن والقافية والموضوع مما يدل على شاعريته وقاموسه اللغوي الثر والملئ بالألفاظ والمفردات .
أشكرك كثيرا أستاذي عبدالمنعم لإتحافنا بهذه الروائع
مودتي

الأخ العميد محمد أحمد الريح
الابن الدكتور عبد المجيد المقابل
الأخ الدكتور أحمد القرشي

لكم التحية والمودة والتقدير
أهديكم والأصدقاء هذه الصور الجميلة للخرطوم (معشوقة الشاعر علي بن سهيل حاردان، والتي هي في شوق للقياكم).. إلى حين عودتي للتعليق على مداخلاتكم.. ويا حبذا يا أخ قرشي لو أهديتنا بدورك نسايم عطبرة الحلوة!

محبتي
عبد المنعم خليفة