بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان

بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان


07-19-2011, 05:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1311093225&rn=0


Post: #1
Title: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 07-19-2011, 05:33 PM

بقلم البروفيسور عبدالله عووضة حمور

بدءاً أقول: بدأ لي أن يكون عنوان هذا المقال (مين بسمع ومين يقرأ؟!)
وهو مأخوذ من أسطورة سودانية تقول: رأى ثعلب ديكاً على شجرة، فقال له: إن السلطان أصدر أمراً بوقف العداء
بين الثعلب والدجاج، والفأر والقط، والذئب والخراف. فأنزل لنتبادل الأنس. في هذه اللحظة ظهر كـلب فهرب الثعلب.
فصاح به الديك: إقرأ له الأمر السلطاني. فقال الثعلب: (الآن مين بسمع ومين يقرأ؟!). فأصبح قوله مثلاً يضرب عندما
يتغلب الواقع على الحق والقانون والخير.
وأبدأ أن يكون: (الميدوب يتحدثون الألمانية، والإنجليز الدنقلاوية، والجزائريون الحلفاوية). ثم عدلت الى هذا
العنوان الماثل (حفريات لغوية...) آمل أن يكون أمثل الثلاث، وبعد.
قرأت بجريدة (الصحافة) بالخرطوم بتاريخ الأثنين 9/5/2011م ص 16 الأخيرة بعمود بـ / المنطق الراتب
لكاتبه صلاح الدين عووضة عويس. قبل أن ينتقل بذات عموده الى جريدة (أجراس الحرية)، قرأت كلمة
بعنوان (بل هم ألمان...!!!) علامات التعجب والنقاط من النص. بقلم د/ أحمد الشريف (طبيب بالخرطوم).
جاء فيها:
(السيد والسن عالم ألماني متخصص في الأجناس واللهجات الألمانية القديمة. ذهب الى قبيلة الميدوب بالسودان
وبقى معهم شهوراً يتكلم معهم فلا يفهمونه. وهو يفهمهم إذا تكلموا معه. لأنهم يتحدثون لغة ألمانية قديمة)
أ.هـ مكان الشاهد من قوله في الكلمة.
إليه أضيف: كتب دكتور حسن عوض ساتي طبيب أيضاً إلا أنه دنقلاوي قح من جزيرة لبب أو الأشراف والمعنى واحد.
منها كان الإمام المهدي. كتب مقالاً بعنوان (المشترك بين الإنجليزية والدنقلاوية) بجريدة الرأي العام بالخرطوم
عام 2001م بالتقريب. يعني بالإنجليزية إنجليزية شكسبير (ت 1616م) القديمة. لا إنجليزية اليوم الحديثة.
ذكر بمقاله كلمات كثيرة مشتركة. نذكر منها للتوضيح لا الحصر كلمة (آسِّى) في اللغتين. المعنى الماء.
وكلمة (جانبو) المعنى الفأس الكبيرة. ومنها كان إسم جامبو لطائرة الجامبو الكبيرة.
وقبل السيد والسن ودكتور حسن كتبت أنا عدة مقالات تحت عنوان (حفريات لغوية) أوضحت فيها أن أهل الجزائر
يتكلمون لغة السكوت أو الحلفاوية والمعنى واحد لا لغة المحس ولا الدناقلة المختلفتا عنها تماماً.
مثال السكوت يقولون للماء (أمنق، والدناقلة يقولون (آسِّى).

Post: #2
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 07-19-2011, 05:38 PM
Parent: #1

وقد لاحظ هذا التطابق قبلي الجنود الجزائريون المشاركون بحرب 1967م بالسويس. وأكده لي حلفاوي كان يعمل
بالسفارة السودانية بالجزائر العاصمة عام 1984م بقوله إنه يفهم معظم كلام البربر (يعني الجزائريين)
بالسوق والشارع.
أضف لهذا في باريس إستمع أحد أبناء مالي المجاورة للجزائر الى أغنية لوردي بلغة السكوت مسجلة بشريط كاسيت.
فقال لصاحبه: أنا أفهم كل ما جاء بهذه الأغنية. فطلب السوداني لدهشته ولجهله بالحلفاوية أن يترجم ما فهم
الى الفرنسية، فترجم فعرضها على أبناء حلفا. فقالوا: الترجمة صحيحة 100% ودهشوا كما دهش.
وتساءلوا: من أين لهم هذا؟؟!!.
وأهم مما كتبت نقلاً عن غيري كانت كتابتي لعدة مقالات بجريدة (الرائد) بعهد دكتور ياسر محجوب الحسين
رئيس تحريرها الآنف. أوضحت فيها أن أصول الدينكا، والنوير، والشلك عربية (أقول هذا ونحن عن السياسة بمنأى)
بدليل أنهم ينطقون حرف الضاد المتفردة بها اللغة العربية. وقد عرفت بلغة الضاد لهذا التفرد.
وأنهم يقدمون الموصوف على الصفة، والمضاف على المضاف إليه. وقد ذكر لي ثلاثتهم عدة أمثلة لا أتذكرها الآن.
ولقارئي الكريم أن يسأل إن وجد واحداً من ثلاثة القبائل هذه بالدنيا الجديدة (أمريكا) والقديمة (أوربة).
واللغة الإنجليزية وغيرها حتى الحلفاوية تعكس الوضع بتقديم الصفة على الموصوف، مثال:
(White House)

والمضاف إليه على المضاف، مثال:
.(Your House) و( Football)

وأهم من هذين اللغة المشتركة لكل قبائل الجنوب البالغ عددها 55 قبيلة هي عربي جوبا. وهم في هذا كاللغة
الفرنسية والإيطالية والبرتغالية ذات الأصل اللاتيني مع الفارق هو أن صلتهم باللغة اللاتينية قد إنقطعت،
وأن صلتهم بالعربية لم تنقطع رغم إنقسامهم الى 55 لغة واللاتينية الى ثلاث لغات فقط.

Post: #3
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 07-19-2011, 05:40 PM
Parent: #2

بقى أن أقول:
إن الحفريات اللغوية والبشرية كحفريات الآثار التأريخية، دليل قاطع على وجود الصالات الإجتماعية ولا فارق
إلا أن الأثار مادية واللغوية معنوية. كم يكون مفيداً أن تكون هنالك دراسات جادة توضح العلاقات التاريخية
التي جعلت قبيلة الميدوب تتحدث الألمانية القديمة. والجزائر ومالي الحلفاوية. والإنجليز الدنقلاوية.
فهل الألمان أصلهم من الميدوب؟! إحتمال على بعده لا يستبعد في مجال الفروض العلمية حتى يثبت البحث نفيه.
وجعلت الدينكا، والنوير، والشلك لسانهم يماثل اللغة العربية بنطق الضاد وبناء الجملة كالعرب. بل أنوفهم
مستقيمة لافطساء كالزنوج.
قلت وكتبت كل هذا ولكن (مين بسمع ومين بقرأ؟!) في العالم الثالث.
وعزائي وعزاء أمثالي (زامر الحي لا يطرب) كما قالت العرب قديما. وحديثاً كما قال أحمد فارس الشدياق عن مصر:
(ومن صفاتها أن الحمار يستأسد بشرط أن يكون مجلوبًا من بلاد بعيدة). وإلا كيف تعلل ما قاله الألماني عن الميدوب
رغم البعد. وجوبا من الخرطوم مرمى حجر؟!. لا تعليل سوى إنشغال السودانيين بفارغ السياسة ومقدوها.
وبالزبد عما ينفع الناس، ويمكث في الأرض.

اللهم أهدِ كل ضالٍ. وعلى الأرض السلام. آمين.

والله من وراء القصد.

Post: #4
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 07-19-2011, 05:42 PM
Parent: #3

سيرة ذاتية عن الأستاذ الدكتور عبدالله عووضة حمور
فقرات عن الكاتب:
المولد والنشأة قبل الجامعة كان بالسودان
المولد: ولد الكاتب بجزيرة حمور مركز مروي المديرية الشمالية جنوب دنقلا العجوز مرأى عين عام 1935م.
والجامعة وما بعد الجامعة بمصر.
المؤهلات:
ليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية. جامعة القاهرة، كلية دار العلوم.
دبلوم في التربية وعلم النفس والطرق الخاصة، جامعة الإسكندرية.
دبلوم الدراسات العليا جامعة القاهرة.
ماجستير في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن، جامعة القاهرة. الموضوع (الصورة الشعرية عند المعري).
دكتوارة في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن. جامعة القاهرة. الموضوع (جوهرية الفن وماهية الصورة).
الخبرات:
عمل بالمدارس الثانوية ومعهد التربية شندي عميداً لثانوي المعلمين. وبالمناهج والكتب بالخرطوم
وبكلية المعلمين بخت الرضا. وبالدامر كبير الموجهين الفنيين. وباليونسكو العربي بالصومال.
وبجامعة جوبا وبجامعة باتنة بالجزائر وسبها والمزاوية بليبيا. وجامعة أفريقيا العالمية بالسودان على التوالي.
المؤلفات:
له من المؤلفات (ماهية الجمال والفن) الفائز بجائزة الزبير في الأدب عام 2006م.
نشر طبعة ثانية عام 2005م الطابع الخرطوم عاصمة الثقافة العربية.
(الصورة الشعرية عند الأعشى)
(الصورة الشعرية عند المعري)
(المعري من المهد الى اللحد)
(الشرح الأمثل للمعلقات) أنجز منه معلقة الأعشى وعنترة .
(رسالة سيدنا عمر القضائية).
دراسة شاملة: قانونية، تأريخية، أدبية، وكلها جاهزة للطبع عدا المقالات بالصحف والدوريات.
من هذه المقالات:
لا وثنية في الجنوب، بل إسلام ومسلمون بالفطرة (نشر بجريدة الرأي الآخر بتاريخ 8/7/2005م
الجنوبيون يتحدثون العربية بطلاقة والإنجليزية بلسان معقود. لماذا؟
نشر بجريدة الخرطوم بتأريخ 7/11/2005م
شذور الوحدة في الجنوب: شول، وماجوك، ودينق ينطقون الضاد كالمسيرية. لماذا؟
نشر بجريدة الرأي العام بتاريخ الأحد 22/12/2007م.
الإجابة في هذا المقال – بعيداً عن السياسة: حفريات لغوية -

Post: #5
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 07-19-2011, 05:58 PM
Parent: #4

بروفيسور دكتور عبدالله عووضة حمور يقوم هذه الأيام بزيارة لإبنته
الدكتورة إقبال التي تعمل كباحثة أكاديمة لدى جامعة تكساس آى أند إم
بمدينة كولج إستيشن ولاية تكساس.
وقد إلتقيت به عند زيارته لنا في مدينة هيوستن.

سيقوم الدكتور حمور بالرد على مداخلاتكم تباعاً.

Post: #6
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 07-19-2011, 08:30 PM
Parent: #4

حذف نسبة للتكرار

Post: #7
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: النذير حجازي
Date: 07-20-2011, 01:55 PM
Parent: #6

شكراً يا عزيز على إشراكنا هذه المتعة
ساعود لاحقاً عندما أخلص المقال وآتي
بالتعليف.

تحياتي ليك يا ملك

Post: #8
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 07-29-2011, 03:23 PM
Parent: #7

شكراً لك أخي العزيز النذير حجازي على المرور وإعجابك
بهذا المقال التوثيقي الهام الذي وضعه بين أيدينا البروفيسور حمور
ليقودنا للتأمل حول وجه التشابه والتقارب الملحوظ بين اللهجات
التي تتحدثها بعض القبائل في السودان وقوميات أخرى في كل من
أفريقيا وأوروبا والذي يبرز لنا جلياً أن هنالك ثمة علاقة قوية تربط
بين هذه الشعوب لم نكن ندري عنها.

ولكن كما قال البروفيسور حمور:

(مين بسمع ومين يقرأ؟!)

وفي إنتظار عودتك بالتعليق.

Post: #9
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 08-08-2011, 08:49 PM
Parent: #8

*

Post: #10
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 08-14-2011, 08:02 PM
Parent: #9

تعليقات وردود حول الموضوع من الصفحة الرئيسية - صفحة (المقالات والتحليلات):

Quote: تعليقات (8 منشور)

الزبير ود رحمه 10/08/2011 21:21:34
مقال رائع يستحق ان يقرأ اكثر من مره 00بالنسبه للجزائريين والحلفاويين ما مستغربه حكاية تشابه لغتهم الاتنين
سلالات حاميه الامازيغ والكوشيين وايضا القبط والامهرا لكن الغريبه حكاية اللغه الالمانيه مع لغة الميدوب والانجليزيه
الش****بيريه القديمه مع اللغه الدنقلاويه 00ياسبحان الله يخلق ما لا تعلمون وفي النهايه كلنا من نسل ادمتسلم يدك
يابروف عووضه علي المقال الجميل ده

رد
0
بروفيسور عبدالله عووضه حمور منذ 13 دقيقة
نشر لي موقع (سودانيز أونلاين) مشكوراً كلمة بالعنوان عاليه. إليه أضفت (مرة أخرى) للرد على مساهمات من تفضلوا
بالتعليق لإثراء الموضوع. وبعد:
أول المعلقين (الزبير ود رحمة). أول ما لفت نظري التوقيع بإسم (الزبير ود رحمة) الذي فتح دارفور قبل ظهور
الإمام المهدي (1881م) والذي قال للملكة فكتوريا الجدة عند مقابلته لها بجبل طارق، رداً على قولها (السودانييون
ناس عقلاء كيف يتبعون رجلاً درويشا؟!)، تعني الإمام المهدي. رد عليها قائلاً:(الإنجليز تبعوك وأنت إمرأة بشق، فما
علينا أن نتبع رجلاً درويشاً؟!).
لولا الزبير لنقصت مساحة السودان بقدر مازادت بمساحة دارفور. ولكانت دارفور أفريقيا وسطى أخرى يحكمها
أمبراطور بوكاسا آخر. أعدت قراءة توقيع الإسم أهو كذلك (الزبير ود رحمة؟) فكان كذلك.
بدأ تعليقه بقوله: (مقال رائع يستحق القراءة أكثر من مرة) وختمه بقوله: (تسلم إيدك يا بروف عووضه
على المقال الجميل ده). وبينهما أفاد أن التشابه بين الأمازيغ بالجزائر والكوشيين عندنا في السودان
والأمهرة بالحبشة في اللغة، يرجح الى أنها لغات حامية، لكن الغريب تحدث الميدوب الألمانية؟!
سؤال موضوعي ويحتاج الى دراسة جادة. فهل من مجيب بعيداً عن السياسة؟!. آمل.
سعدت بتعليقه لموضوعيته التي تقود الى ذكر السودان بالخير قبل ذكر المقال ضمنا.
له عظيم الشكر وأجزله.
ملحوظة: المقال مكتوباً باللغة الإنجليزية في موقع سودانيزأونلاين بالإنجليزي.
والله من وراء القصد.

Post: #11
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 08-14-2011, 08:05 PM
Parent: #10

Quote: المحسى 10/08/2011 22:00:11
مقال رائع وربط اروع, اود فقط ان انوه ان لغة المحس والسكوت والحلفاويين تكاد تكون متشابهة اما الدنقلاوية
فهى مختلفة عنهم تماما الا من الاشتراكات البسيطة
رد
0

بروفيسور عبدالله عووضه حمور منذ 6 دقيقة
ثاني المعلقين (المحسي) لفت نظري أنه آثر إسم القبيلة على ذكر إسمه ليوضح صلته الوثيقة بالموضوع ومرجعيته
الأوثق. ومن ناحية أخرى فأن لم يقصد ذكر القبيلة أوغل في الموضوعية، وأبعد عن الأنا واللغو. ودعى الى الإلتزام
باللياقة، وبأدب الحوار في قوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن).
بدأ تعليقه بقوله (مقال رائع وربط أروع). هذا القول يذكرني بمقولة تقول: الكاتب يسعد إذا إستوعب القاريء مقاله.
ويسعد أكثر إن وافقه في الرأي إذا كان الموضوع مكان رأي. والمحسي جمع بين حسنة الإستيعاب، وحسنة الموافقة،
وزاد حسنة حديث الرسول (إن أحب الأعمال الى الله كلمة تدخل بها السرور على قلب مسلم)، أنابه الله وأكثر من أمثاله.
بعدها قال: (إن لغة المحس والسكوت والحلفاوية تكاد تتشابه) يعني أنها واحدة إلا أن اللهجة تختلف. كالعربية بالجاهلية
واليوم. بعدها قال: (أما الدنقلاوية فهي مختلفة عنهم تماماً)، هذا الرأي له علاقة سابقة بمقالي هذا ومكان تباين يحسن
توضيحه اليوم ليحسم بالمعاصرين قبل فوات الأوان على الأحفاد غداً، وعليه أقول:
لم أحظ بتعلم اللغة الدنقلاوية (القرنج كما يقولون بضم القاف والراء وسكون النون) ولا أقول "الحمد لله الذي عفانا منها"
كما قال الأستاذ عبدالحي يوسف في لقاء صحفي معه نشر بالمجلة العلمية لجائزة الزبير. ورغم هذا صلتي بثلاث اللغات
وثيقة بحكم صلات زمالة الدراسة والعمل والتداخل بالمجاورة. لذا قلت بمقالي هذا: (لغة السكوت والحلفاوية واحدة.
ولغة المحسن غير الدناقلة وكلاهما غير السكوت المختلفة عنهما تماماً). وصلاح الدين عووضه عويس الدنقلاوي عندما
رفعت له هذا المقال نشره بعموده بجريدة الحرية لم ير كلمة (تماماً) وبعد تبادل الرأي إتفقنا على (الى حد كبير)
وبها نشر المقال يوم الجمعة 20 مايو 2011م.
والخلاصة: هو يرى أن الثلاثة واحدة. وأنا أرى أن الثلاثة مختلفة. والمحسي يوافقني في إختلاف الدنقلاوية تماماً لا المحسية.
وعلى المتحدثين بواحدة من الثلاث حسم الإختلاف لا الخلاف وشكرا.
والله من وراء القصد.

Post: #12
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 08-14-2011, 08:11 PM
Parent: #11

Quote: منيب ابراهيم سيد فقير 11/08/2011 02:41:27
لست أدري ما القصد من وراء هذا الموضوع ولو اخذته بظاهره فهو يتحسس التداخل اللغوي جنوب الصحراء حتى خط الاستواء..
لكني استسمح الكاتب في توضيح النقاط التالية:
ليست هناك لغة تسمي حلفاوية ومحسية ودنقلاوية والصحيح ان هناك لغة نوبية وتنقسم الى قسمين نوبين (nobeen)
وهو المتحدث في كل من وادي حلفا والسكوت والمحس، والنوبة المصرية، و اشكرين (oshkreen )وهو المتحدث في دنقلا
والكنوز بالنوبة المصرية.
بالنسبة للالماني في جبل الميدوب - وبالمناسبة هم نوبيون في الاصل ولغتهم فرع آخر من النوبية - هذا الألماني
عالم متخصص في اللغات النوبية فيما يبدو وله1ا كان يفهم لغة الميدوبين النوبية بينما لايفهم نوبيو الميدوب
اللغة الألمانية لانهم ليسوا المان.
بالنسبة قصة الأخ المالي فيزول عجبك اذا عرفت أن التاريخ يؤكد هجرة نوبية من وادي النيل الى غرب افريقيا.
وقد تأكدت من ذلك عن طريق أحد طلابي وهو من تلك الجهات وكان مصرا على انه نوبي وأن اجداده من بلاد النوبة وأن
الروايات الشفهية المتداولة بينهم تؤكد ذلك.
اما موضوع الصفة والموصوف والمضاف والمضاف اليه فيؤسفني أن اقول أن اللغة النوبية التى اشرت اليها الحلفاوية -
وقد عرفت أن ليست هناك لغة حلفاوية - لا تجيز تقدم الصفة على الموصوف باي حال من الأحوال مثلا: مُـق نـُلـُو = ****** أبيض.
ولا تستطيع باي حال من الأحوال أن تع**** الجملة ... اما بالنسبة للمضاف والمضاف إاليه فإن الشائع في النوبية تقدم
المضاف اليه على المضاف – عكس اللغة العربية - ويرتبط المضاف اليه في الغالب بنون ساكنة نحو: دهب نْ مــق = ****** دهب.
فدهب مضاف اليه، والنون للإضافة. ومـق مضاف. هذا وتجيز اللغة النوبية تقدم المضاف وذلك في سياقات التأكيد.
اما علاقة اللغة النوبية بالأمزيقية فإن أكثر الباحثين _ لاغراض معروفة _ يصرون على ربط النوبيين بافريقيا وابعاد
النوبة عن شمالي افريقيا علما بان الامزيقية متكلمة في صحراء سيناء حتى اليوم والامازيقيون يمتدون من جنوبي ليبيا
حتي الصحراء المغربية فاين الأمازيقيون في وادي النيل!!؟ ولهذا السبب كنت أظن أن سكان ممكلة نوباتيا هم في الواقع
من الامازيق الذين اتي بهم الامبراطور الروماني ديوكليشان من الصحراء الكبرى وذلك لتأمين حدود مصر من هجمات البليميين..
مما يوحي لي أن الأمازيق ونوبة الشمال من اصل واحد.. لمزيد من المعلومات راجع كتابي ( صفحات من تاريخ وادي حلفا )
منيب ابراهيم سيد فقير
0
رد
0

بروفيسور عبدالله عووضه حمور منذ 1 دقيقة
ثالث المعلقين (منيب إبراهيم سيد فقير) لفت نظري إسم جده الثاني (فقير) لأن هذا الإسم دنقلاوي. وإسم كتابه
(صفحات من تأريخ وادي حلفا) حلفاوي تباين. لكن تذكري لإسم سيبويه الفارسي مؤلف كتاب (الكتاب) في النحو
العربي رفع التباين.
بدأ تعليقه بقوله (ما القصد من وراء هذا الموضوع) إستفهام حقيقي لم يخرج الى معنى آخر كما يبدو. غايته العلم.
وقد إتضح هذا لقوله بعدها (لكنني إستميح الكاتب في توضيح النقاط التالية). وهذا هو المتوقع من كاتب له كتاب
عنده ما يقوله عن دراية وموضوعية.
بعد هذا نأتي الى ما قاله بمساهمته عما قلت مشكوراً.
أولاً: جاء (أن الشائع في الحلفاوية تقديم المضاف إليه على المضاف. وقد يعكس الوضع لغرض بلاغي كالتأكيد في العربية).
وهذا ما قلته بمقالي فلا خلاف.
ثانياً: وجاء (أكثر الباحثين يصرون على ربط النوبيين بأفريقيا لإبعادهم عن شمال إفريقيا لأغراض معروفة)، يعني لقطع
صلتهم بالعرب والمسلمين.. والحال (إن التأريخ يؤكد هجرة نوبية الى غرب أفريقيا وقد أكد لي هذا بإصرار أحد طلابي
من غرب أفريقيا).
إليه أضيف في تونس العاصمة توجد حارة (الحلفاوية) بالغة القدم. المرجع د. صالح المعياري تونسي بجامعة كولج إستيشن
بولاية تكساس الإمريكية. وباليمن بلدة (عبري). وقبيلة تتحدث الأمازيغية.
ثالثاً: وجاء (لاتوجد لغة دنقلاوية، ومحسية، وحلفاوية. الصحيح توجد لغة نوبية). ومعذرة أخ فقيري. كما قلت بمقالي
(المحس، والسكوت، وحلفا لغتهم واحدة. والدناقلة لغتهم تختلف تماماً. كانت واحدة ثم إستقلت كالفرنسية لاتينية الأصل
كالإيطالية والبرتغالية. الآن لا أحد يفهم الآخر بل كاللغات السابقة.
وشكراً لإثرائه الموضوع بما أفاد.
والله من وراء القصد.

Post: #13
Title: Re: بعيداً عن السياسة.. حفريات لغوية من السودان
Author: عزيز عيسى
Date: 08-14-2011, 08:15 PM
Parent: #12

Quote: هشام 11/08/2011 11:06:18
من المحير أن تصدر آراء فطيرة و نتائج مت******ة كهذه من شخص يسبق أسمه لقب بروفيسور، ثم أن روايات و مشاهدات
أحدهم لا يمكن اعتمادها كمرجع أو دليل لإثبات شئ ما لم يقم عليها بحث أكثر توسع كذلك فأن التشابه في بعض التراكيب
و القواعد لا يمكن الذهاب به إلى درجة أن الدينكا مثلاً عرب و إن صح إستدلالك فلماذا لا يكون العرب دينكا أو نوير بنفس المنطق.
هذه الخفة ليست فقط غير محمودة بل هي خطيرة في مآلاتها و ما يمكن أن تحدثه بسبب إرتباطها بشخص ينتسب لمثل هذا اللقب العلمي الرفيع.

رد
-1

بروفيسور عبدالله عووضه حمور منذ 18 دقيقة
رابع المعلقين (هشام....) لفت نظري أنه لم يذكر إسم أبيه. ولفت نظري أكثر أن تعليقه كله خارج عن الموضوع عدا نقطة واحدة
سيأتي الحديث عنها آجلاً.
خارج لإنشغاله بالتعبير عن مشاعره الخاصة عن الكاتب لا المكتوب بإسلوب وألفاظ أربأ به أن يعود إليها. لأنها تدل على العجز
والإفلاس. وعزائي قول الرسول (أللهم أهد قومي إنهم لا يعلمون). وما روى عن هشام بن عبدالملك وأعرابي آخر: روى كان هشام الخليفة
أمير الحج أساء الى إعرابي. فقال له: أتسيء الىَّ في الحج وأنت خليفة المسلمين؟! قال هشام بخلقه الأشبه بسيدنا عمر: خذ هذا
المبلغ عوضاً. قال: ما كنت لأبيع عرضي بثمن. قال: رد علىَّ الإساءة بمثلها. قال: إذن أكون سفيهاً مثلك. قال: هبها لي. قال: وهبتها لله لا لك.

تذكر يا هشام إبن أببيه هذا. معذرة أقول إبن أبيه لجهلي به لا لتجاهلي. كل ما جاء بالتعليق ماخرج عن الجانب الشخصي
كما قلت عدا سؤال واحد موضوعي. جاء رداً على إستدلالي على عروبة أصل الدينكا والنوير والشلك. بملاحظة نطقهم للضاد وبناء
الجملة بتقديم الموصوف على الصفة.... إلخ.
ما قلت. السؤال هو: لماذا لا يكون أصل العرب دينكا؟ سؤال موضوعي. الإجابة هذا مستحيل لأن النبي مولود في مكة لا في بدر.
وإسمه محمد بن عبدالله لا دينق ألور. ومعركة اليرموك كانت بين العرب والروم العلوج لا أحفادهم الدينكا ناطقي الضاد.
هذه لجاجة سياسية كقول عقار لايصلي لأن السجود ينبت له قرون بجبينه.. وإدعائهم أن دولة كوش المتحدثة باللسان النوبي جنوبية الأصل؟!
وما لنا نذهب بعيداً: إن القاريء لتعليق الزبير ود رحمة، وفقيري يخرج بفائدة إما بلغت النظر لأهمية المقال أو بإضافة
معلومات تأريخية لغوية. ولا يخرج من تعليقك بشيء سوى كراهيتك لإكتشاف جذور الوحدة بين الشمال والجنوب.
ختاماً لكل المعلقين حتى رابعهم هشام الذي أتاح فرصة الإجابة على سؤال لماذا لا يكون العكس العرب أصلهم دينكا.
قلت حتى رابعهم لأن نسبته فيهم الرابع. لهم شكري.
والله من وراء القصد.