من أقوال الأب فيليب عباس غبوش

من أقوال الأب فيليب عباس غبوش


11-10-2010, 05:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=331&msg=1291496173&rn=0


Post: #1
Title: من أقوال الأب فيليب عباس غبوش
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-10-2010, 05:00 AM



((السيد فيليب عباس غبوش: أود أن أسأل ياسيدي الرئيس، فهل من الممكن للرجل غير المسلم أن يكون في نفس المستوى فيختار ليكون رئيسا للدولة؟))
((الدكتور حسن الترابي: الجواب واضح ياسيدي الرئيس فهناك شروط أهلية أخرى كالعمر والعدالة مثلا، وأن يكون غير مرتكب جريمة، والجنسية، وما إلى مثل هذه الشروط القانونية.))
((السيد الرئيس: السيد فيليب عباس غبوش يكرر السؤال مرة أخرى.))
((السيد فيليب عباس غبوش: سؤالي يا سيدي الرئيس هو نفس السؤال الذي سأله زميلي قبل حين – فقط هذا الكلام بالعكس – فهل من الممكن أن يختار في الدولة – في إطار الدولة بالذات – رجل غير مسلم ليكون رئيسا للدولة؟))
((الدكتور حسن الترابي: لا يا سيدي الرئيس.))



نقلا عن كتاب
الدستور الإسلامى؟ نعم .. ولا !!

محمود محمد طه
أول طبعة - يناير 1968

Post: #2
Title: Re: من أقوال الأب فيليب عباس غبوش
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-10-2010, 07:45 AM
Parent: #1





: الأب فيليب عباس غبوش..باعث نهضة الجبال














إعداد عبدالله إسماعيل


لا يذكر الجدل إلا ويذكر معه من احترف إثارته بفن وجدارة ويعود ذلك الى الطرائق والأساليب العديدة التي استطاع أن يخرج بها عن مألوف السياسي السوداني، ففجر النكتة السياسية (الحكيمة والساخرة) التي ما زالت أصداؤها تتردد في زوايا الردهات وتسير بها الركبان باختلافاتها التي ما زالت تترى أوصافها، فمنها ما وصفته بالعنصري المتعصب ومنها ما وصفته بالمسامح والكريم..


في أخر لقاءاته قال:


إن السودان الذي ننشده ونتمناه يجب أن يقوم على أساس واقعنا الموضوعي، وذلك باندماج (افريقيته في عروبته وإسلامه في مسيحيته)، ولا مجال للتملص من الواقع السياسي ولا مجال لركل الواقع الاجتماعي، ولا مجال لعدم الاعتراف بالتعدد الديني. ومن هنا يمكنني أن اقول حتى تجد كل قومية مكانها على أرض السودان الشاسعة، يجب علينا الاعتراف بكل تفاصيل أنفسنا نحن السودانيين.


إنه (الأب فيليب عباس غبوش) الذي ينتمي الى قبيلة (النيمانج) أو (حجرالسلطان)، وهي أحد أفرع قومية النوبة الأساسية التي تقطن الأجزاء الشمالية من جبال النوبة،غرب مدينة الدلنج، لتلك القبيلة اسهامات فعالة في مناهضة المستعمر الإنجليزي في المنطقة وغيرها خلال العقود الثلاثة الأولى التي أعقبت سقوط الدولة المهدية (1899)، الشيء الذي أدى الى ان يصفهم الإنجليز بالقبائل الجبلية المشاكسة، وتعتبر ثورة السلطان عجبنا التي نشبت في عام 1913م من أهم وأشهر تلك النضالات ومن قوة واحتشاد البطولات خرج الى الدنيا الأب فيليب عباس غبوش آدم)  فهو سلسل ذلك الزخم التاريخي والتراثي الباهر حسب إفادات الكثير من أبناء تلك القبيلة وتلك المناطق بأن هناك صلة قرابة بينه والسلطان عجبنا، وتقول الوثائق والإفادات إن اسمه الحقيقي (عباس غبوش آدم )وترجع  تسميته بـ(فيليب) الى الكنيسة وتم تعميده وهو في التاسعة من عمره على يد مبشرة انجليزية تعرف باسم (وينثروب) (winthrope، وهو من اب وأم يدينان بالإسلام.  


كان ميلاده في الأول من يناير1922م بحي بانت في أم درمان عن والد كان جندياً برتبة جاويش في قوة دفاع السودان، وكان مشاركاً ضمن كتيبة النوبة في ثورة اللواء 1924م، تلقي تعليمه الأولي في مدرسة سلارا - ريفي الدلنج - والوسطى في مدرسة (كاتشا)ريفي كادوقلي ثم كلية (اللاهوت) في جوبا، سمي راعياً  للكنيسة الأسقفية في  الفترة ما بين 1957 ــ1962م ، ثم اسقفاً للكنائس في غرب السودان في الفترة بين 1963 ـ 1964م ، انضم للكتلة السوداء التي أسسها (أدم أدهم) في العام 1946م.


انتخب نائباً في البرلمان عن جبال النوبة في دورتي 1965 ـ 1968م.


انتخب عضوًا  لمجلس الشعب في فترة الرئيس جعفر نميري في الثمانينيات، وانتخب عضواً في الجمعيَّة التأسيسيَّة العام 1986م، تمَّ تعيينه عضواً بمجلس الشعب القومي العام 1978م، وأخيراً صار عضواً في البرلمان ضمن مجموعة التجمع الوطني الديمقراطي ممثلاً للحزب القومي السُّوداني المتحد في ظل حكومة الانقاذ، ترأس اتحاد عام جبال النوبة الذي تأسس في العام 1964، انضم للمعارضة الخارجية في العام 1970م ولم يعد الى حضن الوطن إلا بعد المصالحة الوطنية عام 1977م ، ليؤسس من بعد ذلك حزب السودان الحر، اعتقله جهاز أمن الدولة في عهد حكومة نميري وحكم عليه بالإعدام في أعقاب تداعيات اشتراكه في عملية انقلابية، ترأس حزب السودان الموحد الوطني، أسس الحزب القومي السوداني في 17/مايو /1985م ، وكان رئيساً له حتى  وفاته التي حدثت في العاصمة البريطانية لندن في العام 2008م. ولم يكن تمرد الأب فيليب غبوش على ما يتعارض حسب رؤيته والعدالة وليد صدفة لا بل ذلك كان جزءًا لا يتجزأ من تكوينه، والدليل على ذلك تمرده الباكر على المفتش البريطاني (مستر ويلسن) في جوبا حين رفض الانصياع إلى أوامره، إذ طلب منهما هو وزميله (أبيل ألير) أن يقوما بدفع عربته التي استقرَّت في الوحل، ولم يستطع إخراجها بمفرده.  إذ اتَّصف أسلوب تعامل المفتش مع الطالبين بشيء من الكبرياء والصلف الشديد، وحين علم(مستر ويلسن) أنَّ هذا الشاب المشاكس من منطقة جبال النُّوبة همهم في نفسه وانفجر فيهما صائحاً: إنَّنا قلنا لهم لا تجلبوا أبناء النُّوبة إلى هنا، لأنَّهم سيؤثِّرون في أبناء الجنوب سياسيَّاً.  وحينما سأل المفتش التلميذ فيليب عباس لماذا أتيت إلى هنا ولديكم مدارس في جبال النُّوبة؟


 فكانت إجابته جاهزة، إذ رد بالقول: ( إننا لا نملك مثل هذا النوع من المدارس هناك ).  ففي بواكير عمله السياسي في الستينيَّات من القرن المنقضي كتب الأب غبوش عدة مقالات في صحيفة "كردفان"، وأقام بعض الندوات السياسية في مدينة الأبيض، حيث كانت الأبيض هي المحطة الثانية له بعد الانتهاء من الدراسة في جنوب السودان.  وفي الأبيض سكن في حي (البان جديد)، هذا حسب إفادات الوثائق الانجليزية والسودانية  التي عنيت بتوثيق مسيرة الراحل المعروفة بالمواقف السياسية والأدوار الحياتية المحتشدة، وما زالت الوثائق تقول إنه في إحدى جلسات البرلمان في الفترة 1967 – 1968 وقف العضو فيليب عباس غبوش وهدد بمقولته الشهيرة: إذا لم يتم إلغاء ضريبة الدقنية  المفروضة على النوبة فسيعترف النوبة بدولة إسرائيل الشيء الذي أقام الدنيا، وكان يريد من خلال ذلك التهديد أن يلمس على ذلك العصب الحساس في الوجدان القومي ليستدر عطف الحكومة والفاعلين فيها أو لإثارتهم وتنبيههم بأهمية الأمر حتى تلغى ضريبة الدقنية على النوبة (كرهاً أو طوعاً) خاصة وأنها تمثل البند الأول في أجندة اتحاد عام جبال النوبة والداعم الأساسي لشرعيته أمام جماهيره خاصة وهو القادم الجديد لأول مشاركة سياسية في البرلمان بعد عشر سنوات من الاستقلال، بعد حوالي اثنتي عشر عاماً من تصريح الأب فيليب غبوش هبط أنور السادات رئيس الدولة (ذات الفعالية السياسية والدولية الأعظم في المنطقة) في تل أبيب عام78 19م ضيفاً عزيزاً على حكومة إسرائيل وبارك الرئيس السوداني حينها – النميري – الزيارة علناً لتترى من بعد ذلك الاتفاقيات والصفقات السرية واحدة تلو الآخرى مع دولة إسرائيل لتتبرع الحكومة السودانية آنذاك بالدعم البشري وتقوم بترحيل الفلاشا الإثيوبيين إلى إسرائيل.


وكان خصومه في البرلمان في الديمقراطية الثالثة يعتبرونه سياسياً بارعاً وذلك نسبة لأنه يحترف إجادة اللعب على تناقضات الممارسة السياسية وألاعيبها الحزبية ومناوراتها الجماهيرية في الليالي السياسية,


كان الراحل جون قرنق يخص الأب فيليب غبوش بمكانة خاصة جدًا وذلك لكونه رفد الحركة الشعبية بأبناء النوبة الذين لعبوا أدواراً ضخمة وعظيمة في ثبات وانتصارات الحركة الشعبية ومن نواحٍ أخرى لأن الأب فيليب غبوش يتمتع بعلاقات قوية بالفاتيكان والكثير من الدول الأجنبية التي حتماً ستدعم أنشطة الحركة الشعبية لتحريرالسودان، ولا يخفى دعمه الواضح للحركة الشعبية. وأرجعت بعض الكتابات حميمية العلاقة الى كون السيد قرنق وفيليب ينتميان الى الافريقانية بينما ترى أخرى أن سر متانة العلاقة بينهما يعود الى كونهما ينتميان الى الديانة المسيحية.


وفي مقال للدكتور( عمر مصطفى شركيان) يبدأ الحديث عنه ببيت شعر يقول،


مات قوم وما ماتت مآثرهم   وعاش قوم وهم في الناس أموات


ليتواصل الحديث عنه حسب المقال: يكفي أبناء النوبة فخرًا أن الأب (غبوش)هو باعث نهضة الجبال بكل ما تعني الكلمة من معنى فهو الذي أضاء لنا طريقًا للبحث عن حقوقنا التي لم نصل اليها بعد، فالأب (غبوش) كان متسامحاً وكريماً يحب الناس بصورة لا عادية وهو دوماً ما ينشد الخير لكل أمة السودان، ولم يكن عنصرياً، لا بل كان صاحب رسالة واضحة ظل يتحدث ويناضل من أجلها دون لف ولا دوران، ولأننا لم نعتد على مثل هذا النوع من الوضوح نعت بتلك الصفة المبغوضة سماء  وأرضاً ولا مشلكلة للأب فيليب سوى انه وقف صامدًا متحدياً كل الصعاب التي حاولت ان تلجمه وتسد طريقه وظل كذلك حتى وفاته.


* يقول عنه تيه كوكو: على الناس ان ينظروا إليه كقيادي بارز في السياسة السودانية وباعتباره رجلاً صاحب تاريخ ناصع بإثارته قضايا جوهرية مهمة في حياة المجتمع السوداني، وتلك القضايا التي أثارها إذا لم يثرها هو من الذي ننتظره ليثيرها انابة عنا فهو قدم الكثير من الاطروحات والأفكار السياسية القيمة التي أخذ سياسيو اليوم يتبنونها مثل الفدرالية وحقوق المواطنة ورفع الظلم عن من يعرفون بـ(الاقليات) هذه نادى بها الأب فيليب غبوش منذ زمن بعيد لكنها ما ألفت آذاناً صاغية وليس لدي ما أقوله سوى انه مناضل من طراز فريد يعشق الناس وإلا ما سر وسحر هذا الرجل الذي ملك قلوب كل الناس وخاصة النوبة الذين امتلك ناصية نضالهم خلال نصف قرن من الزمان، إن بعض الرجال يصنعون تاريخ النضال في بلدانهم وأحيانا أخرى تمتد بصماتهم الى خارج الحدود وبعضهم يصنعهم التاريخ النضالي لبلادهم، فالذين  يصنعون التاريخ يشاركون في أحداثه، بعضهم في دور البطل والبعض الآخر في دور (الكمبارس)وزعيمنا هذا ولد بطلاً ليحيا بطلاً ويموت بطلاً.


وتحرك د. حامد البشير إبراهيم على مستويات مختلفة  وهو يتحدث عنه ويقول:  تعرفت لأول مرة على الزعيم فيليب عباس غبوش في  العام 1985م  عندما كنت طالباً للدراسات العليا بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك ما جعلني انهمك بإعداد بحث تحت عنوان: (التنمية والتطور السياسي في جبال النوبة ) وذلك ما حتم علي  أن أولي وجهي شطر الوطن  جئت وكانت أول خطواتي على ارض الوطن قادتني الى منزل السيد فيليب غبوش بحي البوستة في ام درمان وما ان وصلته حتى رحب بي ترحيباً حارًا وفاض فمه بعبارات الإطراء والإعجاب بموضوع البحث الذي قررت أن أدون أول بياناته من إفادات الأب غبوش لأنه شاهد على عصر التحولات بمجمل اختلافاتها فغمرته سعادة عارمة ليس لكونه واحدًا من اهم الذين لعبوا أدوارًا فاعلة في ذلك الجزء من الوطن لا بل لأهمية التوثيق والتاريخ لحراك سياسي ووطني ضخم له أثره الواضح على مجمل التداعيات  السياسية في السودان كما أثبتت الأيام بعد ذلك وخاصة خلال حقب الثمانينيات والتسعينيات وحتى هذه اللحظات التي ما زالت تتكشف فيها الأحداث وتتوالد التطورات.


كان الأب فيليب عباس غبوش ذا نظرة عميقة ودقيقة وبعيدة تحيط بكل زوايا المستقبل وبالطبع كان كثيراً ما يسترشد بالتاريخ أيضاً في اغلب مواقفه السياسية. من خلال  ثوثيقي لتجاربه في دراساتي-  اكتشفت أنه دوماً ما يقتفي أثر الزعيم ( مارتن لوثر كنج) قائد ودينمو حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية وكان  الأب غبوش يرى ضرورة انشاء اتحاد عام جبال النوبة، تنظيم مطلبي غايته تحقيق المشاركة الفاعلة والاقتسام العادل لموارد البلاد السياسية والاقتصادية مع تثبيت حق (الأقليات) في قضايا الهوية واستيعاب التنوع واحترامه إن كان مالياً أو إثنياً والخطأ الكبير الذي اقترفه بعض ساستنا في حق الأب فيليب غبوش هو الترويج لكونه عنصرياً وتلك كانت اتهامات رمادية لا تشبه الزعيم غبوش وكانت محض صراعات
حول السلطة من المركز الذي أدمن ممارسة الرفض وظل  يأبى على أطرافه بالعدل حتى إن ثارت عليه الأطراف ولو تمت الاستجابة الدستورية للحركات المطلبية التي ظهرت في الستينيات مثل اتحاد عام جبال النوبة ومؤتمر البجا وجبهة نهضة دارفور لكنا قد جنبنا الوطن نزيف الدم الغالي الذي سال أنهاراً في جبال النوبة وفي دارفور وفي الشرق وفي النيل الأزرق. لكن..؟؟


لقد كثر ترددي على منزل السيد فيليب غبوش خلال تلك الحقبة الزمنية بين (1985م – 86) بقصد جمع البيانات خاصة عن فترة الستينيات التي لمع فيها نجمه كأحد القادة التاريخيين الذين أسسوا اتحاد عام جبال النوبة بعد ثورة اكتوبر 1964م.
هنالك عدة صور نحتت في ذاكرتي بشدة حينما كنت أتردد على منزل السيد فيليب غبوش وأنا أتعرف عليه عن قرب أيضاً، ان السيد غبوش وبالرغم من انه زعيم سياسي لامع وذائع الصيت وعضو برلماني سابق ومتهم (كبير) ولمرات عديدة بمحاولات إنقلابية وصفت في حينها بالعنصرية رغم كل ذلك فإن هذا الزعيم  (الأسطوري) يقيم في منزل مشيد من الجالوص الا انه عتيق برغم (جالوصيته) لأن البساطة فيه تغلبت على التواضع في الحين الذي يستطيع فيه السيد فيليب غبوش ان يقطن ما تتمناه نفسه لكن ذاك هو حال اصحاب القضايا العظيمة  وكانت الاندهاشة الكبرى تمخضت لاحقاً عندما عرفت انه (حتى ذلك المنزل الجالوصي كان يسكنه بالإيجار) وأغلب الظن انه لم يمتلك منزلاً قط حتى مماته،  ومن كثافة التواضع  واحتشاد البساطة يمكنني أن اقول إنه واحد من النماذج السياسية السودانية القليلة الذين اتسمت حيواتهم بالعفة والعصامية  وذلك ما يقودنا دوما الى ان نقول إن الأب فيليب دوماً يعشق الانحياز الى جماهيره لذلك دوماً ما نتناسى تفاصيل حاتهم فهو يأكل كما يأكلون ويلبس كما يلبسون ..الخ.
و كان محبوباً للحد الذي ظللت اجد فيه المنزل  كلما حضرت  يعج بالضيوف والزوار فضلاً عن الطلاب المقيمين معه بصورة مستديمة وبعد عدة زيارات نمت بيننا درجة عالية من الصداقة والإلفة والتقدير المشترك مما جعله يغمرني في كثير من الأحيان بقفشاته الجميلة والتي تعبر عن ذكاء (نقدي) حاد وقدر كبير من الدعابة, كما كان عاطفياً لدرجة عالية اذ كثيراً ما غلبت عليه الدموع امام جماهيره التي كان يحسن دغدغة عواطفها. ذكرت له يوماً بأنني  حقاً منبهر بالكرم الشديد الذي شاهدته في منزله! فضحك ضحكة خفيفة وقال مازحاً: ( انه الكرم العربي يا ابني كما تقولون)  فضحكنا طويلاًً وما ظننت ان تلك (القفشة) تمر عبرها عقود لتجد نفسها تستقر في صفحات توثق وتعزي في الراحل القسيس فيليب عباس غبوش، ودعاني الراحل فيليب غبوش ذات يوم من ايام  رمضان العام 1986م لتناول الإفطار في منزله  ذلك العام وقد كانت دهشتي عظيمة في بادئ الأمر خاصة أن تكون الدعوة الرمضانية من قس كبير وفي منزله وبعيداً عن الرتوش السياسية التي تقتضي ذلك في اطار العلاقات الرسمية احياناً بين الكنيسة والدولة.
وانتابني شعور لبعض الوقت أن الدعوة ربما تكون معدة لي خصيصاً ولكن سرعان ما استدركت بأن التركيبة الديمغرافية في حوش الأب فيليب يغلب عليها المسلمون أكثر من المسيحيين. في الحقيقة أن بعض أبناء عمومته وأبناء وبنات أهله الذين يشرف عليهم في التعليم ويدعمهم وضيوفه اغلبهم مسلمون وان المسيحيين فقط هو وزوجته وأولاده اسحاق ويوسف وابنته سارة, ذهبت إلى المنزل ووجدت الافطار الرمضاني معداً بكل ما لذ وطاب وجلسنا حول المائدة مع الراحل فيليب غبوش وكذلك اقاربه المسلمون وغير المسلمين.لقد كانت لحظة نادرة في تفعيل التنوع وتشكلت في الذاكرة كلوحة فنية رائعة تعبر عن قبول الاختلاف في الحياة اليومية في أروع صوره.
الأب فيليب غبوش كان رجلاًً كبير القلب والعقل وكان مستوعباً للتنوع والاختلاف بصورة حضارية ناضجة  ولم يكن الأب فيليب غبوش عنصرياً كما أشيع  وتلك شهادتي للتاريخ.


 




صحيفة الحقيقة السودانية

Post: #3
Title: Re: من أقوال الأب فيليب عباس غبوش
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-10-2010, 07:55 AM
Parent: #2

حوار مع سِّيادة الأبَّ الأسقف فيليب عباس غبوش
الخميس, 27 تشرين2/نوفمبر 2008 11:30
عادل التجانى حسون
- سِّيادة الأبَّ يعنى بعد مرور عام على إتفاق السلام في 9/ يناير . أين يقف السودان الآن من الحرب والسلام ؟ .
.. بسم الله وبأسم الوطن . الحقيقة دولياً السودان ما زال يعانى من مشكلة رغم المعاناة الكبيرة . والسودان بأفتكر أنو العالم ، نحن بأفتكر على أنو السودان في خطواته قطع شوط كبير حداً بالمعاناة دا . بمعنى أنو يعنى المناداة بالتساوى ، والمناداة بالإخلاص . والمناداة بنفس الوقت أنو بينشر المقاومة على أنو يمشو طوالى فى الخط بتاعو ، خط وصل البيتش أب ( القمة ) . لذلك الناس يعنى فعلاً إهتمو بالسلام ، وهذا السلام ، إن كان سلام إجتماعى أو سلام بتاعت رياء . وأنا أتمنى إنو ما يكون رياء وأنو يكون مُخلص . أبناء السودان يتجمعو كلهم في بوتقة واحدة عشان يخلصو من الصراع المُدمر ، كفانا جداً على أنو نحن صارعنا وأنا ما بقول أنو فى واحد من الطرفين كسب الحرب . نو ( لاَ ) . أنو الناس كلهم بالتحفظ الشديد قبلو السلام . واللثابت وقف الحرب ، ويعنى رضو ، ما فيه أنو دا البداية . والبداية لذلك الحزب القومى السودانى أيَّدنا الكلام دا وقلنا نكون سوا ونرفع الحِمِّل الثقيل من يعنى الحزب ، االحقيقة اللهو اللواقف فى الحرب . ونحن قبلنا عشان نشارك فى الحكومة بكل المعانى وخاصةً بتشكيلة جديدة مثمرة مع الحزب بتاعنا عشان نبقى نخفف عنهم الحمل الثقيل . دا أنا بأقولو بكل إخلاص . وإتلاقينا ببعض الأطراف وسرنا مسار بتاعت السلام . عشان ما يكون السلام دا طُعم بل إجتماع قومى ونقدرعشان نظهرعلى الطرفية . ونرجو الحزب الحاكم اللبقى بك ( كبير ) وبقى عمود ، نشاركو يعنى في مصايبو وإنشاء الله يكون في سلام وفى وئام ... مقاطعة ..

- طيب طيب يعنى في رأى سماحتك ، ما هى المخاطر والصعوبات التى قد تواجه هذا السلام في السودان ؟ .

.. أيوه ، إذا عدل الحكومة ، كُل الأحزاب اللواقف معاها ، وحاصرهم في نطاق ضيق ويفكهم من المشاكل اللحاصلة في البلد كُله . ووضعهم الإنسان الكويس في المكان الكويس ، البيليق بشنو ؟ ، بمكانه . أفتكر أنو الحكومة بتاعتنا ينجح نجاح باهر . وإذا كمان تخاذلَ وعايز أنو الناس يجَّمعو بشكل دائرى ، ما بوصلو الحبل ووضعو يعنى ساهل أنو يعنى بيحصل . بعشان كدا أنا بأشدد الجانب على أنو يشددو ويختو كل إنسان مناسب فى المكان المناسب .
- طيب...
.. السؤال الجاي ..

- السؤال الجاى . شَّكلت شَّكلت شَّكل إتفاق السلام الخاص بجبال النوبة في سويسرا في 2001م بداية لعملية السلام التى عمت أنقسنا والجنوب . طيب كيف تُقِّيم إتفاق السلام الخاص بجبال النوبة الآن بعد مرور أربع أعوام على توقيعه ؟.
.. ( ضحكَ وقال ).. الموجود صحِّى ؟ . مافى . يعنى أنا آسف يعنى . الناس يعنى وضعو خطوط عريضة ومسحوه بالهناى يعنى . وما حصل أنوغيرالإتفاقية دا ، يدو جبال النوبة حقهم ، نحن قلنا تقرير المصير ، تقرير المصير، إذا مافى تقرير المصير مافى حتى الإشتراك فى الحكومة . وووعلقوه في مشنقه ، علقو تقرير المصير فى مشنقة ، وقالو لناسنا على أنكم تكونوا كدا وحيتم الحق . ولهسه ما شايفين حق . عايزين نحن نشوف جبال النوبة يكون قادر جداً جداً . إذا ما مرادنا ما يتم نحن نادينا بالسلام . ويبقى السلام دا يبقى يتم والكلام يتم . لكن ما على حسنا ما علينا ، على الحكومة على أنو يتبنى كل أدوات السلام دا وينادى بأهل الناس النادو بالسلام والإستقرارعشان يجَّمعو ويقدر يتكلمو . دا نحن نرجو من الحكومة دا أن يبقا . وإذا أبا كمان دا على كيفهم . دا على كيفهم. نحن على الإطلاق إذا ما نادونا ونحن إشتركنا، أهَّلنا ذاتم ما حيرضو . دا فتنة كبيرة جداً جداً . ودا جزءُ فى الإتفاقية عشان لازم نحن نعمل جادين مع بعض وإنشاء الله يكون فرج . إنشاء الله . إن غداً لناظره قريب .

- هناك من يصف الأبَّ الأسقف فيليب عباس غبوش بأنه أحد مُهندسى وصُناع إتفاق نيفاشا الشهير..
..جداً
- هل الوصف صحيح ؟.
.. صحيح . الوصف عشان كدا أنا لازم أكون موجود ودفاع من شبابى البره ، الخارج هم اللقدمونى وكترالله خيرهم . أنا ما عايز أجيب أسماء ، لكن كتر الله خيرهم ، لانوهم فاهمنى وختونى ، إذا أنا ما عندى مشورة ما فى فايدة لجبال النوبة . لانو أنا في نيفاشا عصرت عصر تمام إلاَ أن جاء الفرج من ألله . وهكذا ، وهو كذلك يعنى . أنا أرجو على أنو نحنُ نكون سبب ، معنى من الداخل ، لإجلاء يعنى ، العمل المتعصب . نحن ضد التعصب نحن بنحب على أنو الجماعة يكونو مرنين شوية ، خصوصاً وأنا بنادى بصوت ، وبأسم جماهير جبال النوبة في الخارج وفي الداخل على أنو عمر ( الرئيس المشير البشير ) يكون مُنصف ويكون يعنى ، يمشى على حسب الأهداف اللهو قالو ، عشان يتم السلام الأخير يتم إنشاء الله...
- إنشاء الله.. كيف تصف سيادة الأبَّ علاقة الحزب القومى السودانى المتُحد بالحركة الشعبية لتحرير السودان . قبل رحيل فقيد السودان وأفريقيا دكتور جون قرنق . وبعد الرحيل المُر للقائد الشهيد قرنق ؟؟.
.. نحن الفرد التانى الما متنا ( ضَحِكَ ) نحن روحين في جسد واحد زىِّ ما أنا قلت لمولانا ( السِّيد الميرغنى ) أنو نحن دلوقت بقينا روحين في جسد ، كما أنو نحن كان الحركة ، ما كان يمكن أن يكون الأخوة بأنو كانو شركاء حقيقيين . تبع الأرض . ونحن معاهم وإشتغلنا شغل تمام بالحق . وحتى أنو أنا لمن مفروض الناس يشتغلو عشان يتحقق السلام . ولذا كان من السهل على أنو كل الديموقراطيين يقيفو مع بعض عشان يتحقق السلام . وولقد كان . فعشان كدا نحن بنشد من أذر الحكومة . عمُر ( الرئيس البشير ) ذاتو أنو يكون ، هو راجى لقاء معاى . أنا ماشى أقول ليه نفس الكلام . فلحت نجحت . وإذا ما فلحت ، فأهو الناس حيستمرو وتانى يرجعو إلى الغابة . نحن ما عاوزين دى . ما عاوزين دى عايزين سلام يتم . الكلام الأخير اللنحن بنقولو . أنو نشد من أذره ونساندو . إنو يطبق الديموقراطية الحقيقية . الحقيقى .

- طيب..؟؟..
..أيوا
-هل ستتواصل علاقة الحزب بالحركة الشعبية؟.
..جداً..
-حتى بعد رحيل الدكتور جون قرنق؟.
..إنشاء الله . لاَلاَ ما دا إنسان بيموت ، ونحن مع التنظيم ، نحن ما مع الشخصية . الشخصية قام وخلاص ربَّنا أخدو . عمل الدور بتاعو . الأحياء يسو شنو؟؟ . لا زم يشتغلوا . لازم يحرثو وراهو . حتى لو هو مات ، نحن مثال وفى الصفة . هو حكم ، يعنى المدة كانت 21سنة . وهو حَّكم 21يوم (ضِحكَ) دا العلاقة بتاعنا معاه بيتفرع فى الخط دا ، إنشاء الله إنحن حنقيف مع الحكومة مهما كانت الحالة . نحن حنقيف معاهم ومع زملاءنا التانين . اللهو أنا من أسه أصرح به ، مع الإتحادي الديموقراطي والتجمع أنحن حنقيف معاهم . عشان نعمل الأكثرية القوية . عشان نقدرنطلع الحكومة من الوحل .

- ما هو إنطباعك عن لقاءك بالسِّيد محمد عثمان الميرغنى فى زيارتك لمصر؟؟.
.. هو زميل . هو زميل قديم يعنى . ونحن فى الحزب القومى السودانى المتحد يعنى حلفاء طبيعيين . ما بنفتكر على أنو نحن بعيدين منهم . ما بنفتكر كدا . لأنو الحزب القومى كان بيشتغل معاهم بشدة ، بخلاف الأحزاب التانية . ولذلك نحن تكاملنا . تكاملنا ونبقى يد ، ساعد قوى حداً عشان أنو نفُّش الإشكال الموجود ده ، البيعانى منو الحكومة دا إنشاء الله . وننسى القديم ، وحنتابع معاهم حتى أنو نوصل للقمة فى السلام إنشاء الله .

-طيب. أُنتخبت سيادة الأبَّ لعضوية البرلمان فى الخمسينيات ، وتم أختياركم مؤخراً فى البرلمان الحالى . ما الذى يُميز هذا البرلمان عن كافة المجالس التشريعية فى الخمسين سنة الماضية ؟.
.. إذا طبق الديموقراطية والحرية والعدالة . التلاتة ديل مهمات جداُ جداً . عشان أنو يودو الغُبن الموجود فى الناس البيعانو والأطراف أحالت الحادبين على كل الوطن والناس حيستمرو وإلاّ أنا بحذرهم . زمانك ما بيسمعو لىّ . أنا كت بتكلم كلام كتير ، كنت بجعجع.. الببلبلغوبوب (ضحك) وأنا قالو سيبو المجنون دى خلوه يكورك. مشو معانا قدام شوية ، عرفو أنو الصوت دا ، محمد أحمد، المرحوم الله يرحمه يعنى..

- المحجوب ؟؟- رئيس الوزراء ووزير خارجية السودان الأسبق
.. المحجوب . قال دا صوت نشاز . وما كان عاوز يسمع كلامى لكن لما درسو عرف أنو دا حقيقة . طيب...
- ما هى أحلامكم وطموحاتكم التى تتمناها لأبناء جبال النوبة ؟ وولشعب السودانى عموماً ؟؟.
.. أنا عايز أقولك ، لجبال النوبة مطلب حقيقى . زىِّ السودانيين الآخرين . أنهم يدوهم ، يدوهم شنو ؟ . يدوهم ، الإستقلال الذاتى . الإستقلال الذاتى . لازم . لازم يسمعو ليهو ، تسمع لهم . ويعطوهم زى ما قاعدين يطلبو . ومن حقهم أنو يطلبو لانو دا حق ، حق لأبناء جبال النوبة. نحن عاوزين نكون ممثلين فى كل المنظمات العادية ، العالمية ، سواءً كان منظمة وحدة الأفريقية ، خصوصاً الخارجية . أنا زمان كنت أحتجيت حتى أدو الجنوبيين الخارجية . ما كانو عاوزين يجيبوم . أنا قلت ليه؟ ، إذا كان فى عوض فى إبراهيم فى علي ، ديل براهم فى القصة دى . أين جون ؟ ، إلى متى ؟(يضحك) الأعلام ما كان مُصر على ده . وفى الأّخِر قامو قدمو واحد سكند كلاس (درجة ثانية) فى الخارجية وبقى ليهم إسم . والناس كانو بيوصفون بأشياء غير معقولة ، عملوه وزير خارجية اللهو السجين التانى طوالى اللكانو بزيادة من ذلك وأعطوه وزير الخارجية اللهو( د. لام أكول) دا زينا عنصرى ، طبق الأصل كان عنصرى زينا . إذا أنت طلبت لشعبك بالحق ونادوك عنصرية إنبسط . قول والله دا وصف صَّحى . النهاردة هو وزير خارجية قوى ونسى كل الكلام دا ، الإتهام بالعنصرية . مافى زول عنصرى فى السودان اللَّهم فعلاً. فهو النهاردة وزير خارجية بيتكلم وبيهتم بالقومية ودا صاح . أنحن كلو لو سألونا وجينا بعدين ، التقسيم الديموقراطى القومى. أنا بأفتكر كلو دا بينتهى .

- طيب . يعنى سماحة الأبَّ سيرتك الذاتية تحتاج إلى مجلدات ، وشرائط كاسيت كتيرة..
.. ضَحِكَ وقال أوووووووو
- لكن في سطور لو سمحت تدينا بروفايل عن الميلاد ، مكان الميلاد ، التعليم ؟؟
.. أنا عارف الكلام دا أنا قلتو عدة مرات فى الخرطوم . وفى واحد صحفى سجلو وقال أنو دا من الضرورة أنو يكون فى الفايل. أنا إتولدت فى سنة 1922م . فى أمدرمان . كل العالم والضباط الإنجليز بيعرف أنو دا محل ميلادى أنا يعنى رجل قاد الحرب ، وإمكن دا أول عسكرى قاطبةً من جبال النوبة يقيف مع "برنجى أورطة" . أمشى أكتب الكلام دا ، قول أنو فيليب عباس غبوش وُلد سنة 22 يعنى فى محل أنا لغاية أسه أنا بعرف بيتنا تحت طوالى قدام تمشى جمب "خمسة بيوت" وكان تابع ل"برنجى أورطة" -( فرقة عسكرية تابعة لقوة دفاع السودان) . أنا أتولدت هناك ، ونُقلت إلى جبال النوبة حيث أنو ترعرت هناك . دا محل ميلادى . يمكن انا أتولدت قبل ناس مولانا قبل ميلاده . كان الوقت داك الدايات نادر . الوقت دا أمُىِّ قالت الكلام ده . كان الوكت داك أمدرمان شريحة ضغيرة ، عرفتَ ، شريحة صغير كدا ، محلنا يمين " برنجى أورطة" ، السودانيين كلهم حيعرفو الكلام دا . والتعليم أنا طبعاً إتعلمت فى الجبال ما بنكرو . فى "الدلنج" أولاً وبعدين ذهبتُ إلى "صبارة الأولية" وهكذا نُقلت إلى"كاجا الأوسط" ، ونُقلت إلى معهد فى "جنوب السودان" ورجعت تانى درست فى "أوغندا" و"كينيا" ، دا تعليمى أنا .

- طيب إلتحقت بالجيش فى حياتك ؟
.. أيوه لكن دا بدرى خلاص .
- غير الجيش الثورى ؟؟
.. ايوه تمام ، غير الجيش الثورى . أنا إتصلت يعنى كنت ، من عادة الإنجليز أنهم كانو بيجندو اللذينا . عادةً يعنى ، فإتجندت وأنا مُشير يعنى فى أس.بى.أل.أيه ( الحركة الشعبية لتحرير السودان) يعنى تقدير الوقت داك أدونى مشير، مافى مشير تانى قدامى ، أنا الوحيد وقام الرئيس (د. قرنق) أدانى تحية وأنا أديتو تحية وخلاص أعلى منى مافى ..
- فيلد مارشال ؟؟
.. يا يا ، ده لقبى هسه الجديد ، فيلد مارشال .

- الكلام دا فى سنة كم ؟

.. فى 2004 ، آآآ 2003 فى رمبيك . أيوه الترقية كان فى رمبيك 2003 ونحن جايين بالعرات أيوه.

- يعنى سؤال أخير سيادة الأبَّ ؟
.. إتفضل
- هل تفتقد الدكتور جون قرنق. وماذا تقول عن الرحيل المُر لزميلك وصديقك ورفيق دربك؟؟ .
.. هو لا رفيقى ولا هناى . دا ولدى . أنا عديته ولدى الكبير . لانو دا الكلام اللقالو هو بعد أدانى الترقية ، قال دا أبوي وأدانى تعظيم . هو صفته عندى معروفة عندى أنا . أنا كنت بأّيد من داخل السودان ، فى أمدرمان والخرطوم أنا أعلنت إنو أنا معاهو وما حانسلخ منو إلا إذا كان فّرق بيننا الله بموتى . ولذلك أنا بأعدو دا ولدى بارد ، بِكرِّى . ودا الكلام الأنا قلتُ فى رمبيك ، وقلتليهو ما تخاف أنا أديت قَّسم قدامك وولائى ليك إلى الأبد مت حىّ ، يعنى التنظيم دا أنا ما بطلع منو ، لانو دا وُلد من قلبى أنا . آآآى يعنى لو زول قال فازر فيليب ماشى يخلى ، دا مكتوب فى عهد جلاله ، دا إستامب (مُلصق) أبدى فى الأسزبى.أل.أيه ، في الأس.بى.أل.أيه ، ستامب إستامب عديل كدا وحيستمر النضال ، ده وصفو فى جريدة كينية قال الكلام دا ، جاء صاحبه أجرى لقاء زى دا وقال الكلام دا . إيه يعنى؟؟ ما هو ناس أولاد ثوريين وكدا فى دول العربية والدول الأوربية ويعنى أمريكية فى ناس فيلد مارشالس قُدام أنا شفتم زمان ، وأنا أول واحد فى أس.بى.أل.أيه يدوه فيلد مارشال ، وأنا مشكور للمرحوم بأنو قدرنى وأدانى الترقية مع أنو أنا ما قاعد ألبس اللبس بتاعم . مافىِّ الجنوب أول ما يجيبوك زى دا يودوك تلبس البرنيطة الحُمُر وشكراً كتير جداً وربَّنا يسكنه فسيح جناته وو..

- يعنى أِّخر مرة تحدثت معاه فيها كان متين وماذا دار ب...
..لاَ ، دا بس محدود، أنا فى رمبيك الغريبة مشيت ليهو ، نحن كان عندنا لقاء سياسى فى رمبيك ، أنا بس سلمت عليه وقلتلو أنا يا ولدى إنشاء الله يحفظك وما يصيبك الضرر . لأنو أنا عارف النية ، يعنى إنت بالنسبة للمنظمات التانية أنا عارف نيتك شنو وحيبقى شنو . وقلتليو شِد حيلك وأنا أول زول بأفتكر قلتليو أنك حتموت ، لكن موتك دا كيف أنا ما بعرف ، موتك دا كيف أنا ما بعرفه ، يا ولدى الأعداء كُتار حوالينا وإنت ماشى تموت ومع السلامة ، بس . ومِنو أنا قمت أمريكا وحصل اللحصل ، حصل اللحصل ، حصل اللحصل أنا كنت بتنبأ بيهو ، حصل ورَّبنا يغفر ليهو .

- أنشاء الله
..إنشاء الله

- طيب وأنت فى طريقك إلى الوطن السودان . ما هى الرسالة التى توجهها إلى الشعب السودانى ؟؟.
.. والله أنا داير ليهم النجاح . الشعب السودانى كلو رغم أنو أنا ذاتى ما ضامنو (يضحك) بتمنى للشعب السودانى السلام . ولازم يقيفوا وقفة تمام أمام شر ، شر الحزبية . يقيفو وقفة تمام يعنى قوية مع السلام . وده فرصة أخيرة للسلام . الشعب لو وقف حقيقة أما ، يعنى عمر البشير بيمشى ، إذا زاغ منو بيقع 0يضحك) ودا أنا بأتمنى أنو ينجح معانا ونحن نقيف من وراه ونآذر . بس يعنى ، فى حاجات شوية جوه ، يعنى هم لسه جبهجية ، هو الشعب السودانى دا بيعلمو الدين (يضحك) . سواءً إن كان إسلام أو مسيحية . الإثنين كانو سوا سوا . وفى السودان ما كان فى تعصب في القديم ، اليوم الأنحن نعيد عيد الميلاد همن يعيدو نحن كمان نمشى ليهم وطبعاً الصلوات ما ممكن سوا ، لكن نكون فى عِزَّ بعض..
- كان فى تسامح ديني ؟؟
.. كان فى تسامح ديني كبير كبير ن شفت كيف ، أيوه لكن هسه ماف
- سيادة الأبَّ ، أين تتمنى أن تُقيم ، أخِّر سؤال؟؟
.. أنا عايش فى أمدرمان
- في أمدرمان ولا الخرطوم أم الدلنج أم كادوقلى ؟
..لاَ لاَ في أمدرمان أمدرمان في أمدرمان لانو عندى رسالة ، عندى رسالة لناس أمدرمان
- أمدمان المكان ولا أمدرمان مقر للبرلمان ؟؟
..( يضحك) مكاناً(يضحك) عندى بيت قديم جداً جداً نقوم أنضفه ونصلحه . وبعدين فى أمبدة عندى بيت بتاع إستقبال واسع نضفته وبس مع الجماعة ، لانى أحبه جداً ، عندى حوش كبييييير ، يجو يرقصو على كيفهم ، أجيب ليهم بيبسى ، اجيب ليهم الحاجات ، نحن النوبة ( ضحك ) نحن نوبة .
- شكراً سيادة الأبَّ ..
.. شكراً ، ثانك يو ، الله يباركك ولدى شكراً.
أجرى الحوار (نصف ساعة تسجيل) فى مقر إقامة الأبَّ بضاحية المعادى جنوب القاهرة ـ أمسية الأربعاء 28/ ديسمبر،


sudanile

Post: #4
Title: Re: من أقوال الأب فيليب عباس غبوش
Author: بكرى ابوبكر
Date: 11-10-2010, 08:05 AM
Parent: #3

المفاوضون السودانيون يبدأون مناقشة قضايا "المناطق المهمشة"
اسمرا، الخرطوم - فائز الشيخ السليك، النور أحمد النور الحياة 2003/03/05
بدأ مفاوضو الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق في كينيا أمس جولة جديدة من المفاوضات في شأن مناطق النيل الأزرق وأبيي وجبال النوبة (المناطق المهمشة)، وسط حضور كبير من الوفدين يفوق مئة ممثل، ولم تخف حركة قرنق مخاوفها من الوفد الحكومي الكبير و"تضييع الوقت في مسائل اجرائية". وأفادت مصادر مطلعة ان الوسيط الكيني الجنرال لازراس سيمبويا الذي تتم المفاوضات تحت اشرافه، شدد خلال الجلسة الافتتاحية على ضرورة "الحل الشامل والكامل للأزمة السودانية"، مشيراً الى "ان ذلك يحتاج الى تكاتف جميع المهتمين بشؤون السودان".

ويضم الوفد الحكومي 33 ممثلاً من المناطق الثلاث و48 مستشاراً للوفد، فيما يضم وفد "الحركة الشعبية" 24 شخصاً بينهم قائد الحركة في جبال النوبة عبدالعزيز آدم الحلو، وقائد النيل الأزرق مالك عطار والقائد دنيق الور من منطقة ابيي. واصطحب وفد قرنق رئيس "الحزب القومي السوداني المتحد" الأب فيليب عباس غبوش ممثلاً أبناء النوبة من خارج الحركة. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان، ان المفاوضات ستكون "شائكة ومعقدة". وشددت حركة قرنق على عدم وجود "حل نهائي من دون حل قضايا المناطق الثلاث". وابدت الحركة مخاوفها من "تركيز الوفد الحكومي على مسائل اجرائية تعيق المفاوضات من دون الدخول في القضايا الجوهرية". وعلق عرمان على الوفد الحكومي قائلاً: "نتمنى ألا يكون هذا الوفد الكبير للعلاقات العامة".

من جهة اخرى، أفادت مصادر رسمية في الخرطوم ان نحو خمسة آلاف شخص تظاهروا في مدن يامبيو ومريدي وطمبرة في ولاية غرب الاستوائية في جنوب البلاد احتجاجاً على ممارسات في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي تسيطر على هذه المدن.

وأبلغت المصادر "الحياة" ان المتظاهرين المنتمين الى قبيلة الزائدي التي تشكل غالبية سكان غرب الاستوائية، احتجوا على ممارسات ابناء قبيلة الدنيكا التي يتحدر منها جون قرنق، وطالبوا بإبعادهم من المنطقة، وأعلنوا رفضهم مشاركة أبناء الزائدي في أي أعمال عسكرية خارج مناطقهم. ولم يكن ممكناً التأكد من هذه الأنباء من مصادر اخرى.

وأضافت ان المتظاهرين في يامبيو طالبوا بإلغاء قرار الحركة الشعبية اقالة محافظ يامبيو ميري بيبا في كانون الثاني (يناير) الماضي. وتحدثت المصادر ذاتها عن توتر في مدينة يي أدى الى مقتل عدد من عناصر الحركة ينتمون الى قبيلة الدينكا وان سلطات الحركة اعتقلت 18 ضابطاً في الحركة بتهمة قيادة تمرد من الزائدي ونقل 15 قيادياً عسكرياً.

Post: #5
Title: Re: من أقوال الأب فيليب عباس غبوش
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-10-2010, 04:06 PM
Parent: #4

الأب فيليب عباس غبوش... ذكريات و مذاكرات


(1)



د. حامد البشير إبراهيم


[email protected]
إسمه بالكامل فيليب عباس غبوش آدم والده كان جندياً برتبة جاويش في قوة دفاع السودان، وهو مولود لام واب مسلمين، وقد تم تعميد الأب فيليب عباس غبوش وهو عند التاسعة من عمره على يد مبشرة إنجليزية في منطقة سلارا بجال النوبة تعرف باسم وينثروب (winthrope).. او هكذا تقول الوثائق والتقارير عن حياة الرجل.


الأب فيليب عباس غبوش ينتمي الى قومية النوبة والى أحد فروعها الأساسية والكبرى التي تعرف بالنيمانج وهي التي تقطن في الأجزاء الشمالية من جبال النوبة، جنوب كردفان غرب مدينة الدلنج التي احتضنت يوماً ما معهد التربية بالدلنج الذي تأسس عام 1948م صنواً لمعهد التربية ببخت الرضا ومعهد التربية بشندي وغيرها الى ان أصبح جامعة الدلنج بداية التسعينيات.

قبيلة النيمانج - كغيرها من قبائل النوبة الاخرى- أسهمت إسهاماً فاعلاً في مناهضة الاستعمار الانجليزي في المنطقة خلال الثلاثة عقود الاولى التي اعقبت سقوط الدولة المهدية (1899)، ولقد استمرت مقاومة النوبة (والعرب) في جبال النوبة حتى عام 1930م حتى وصفهم الإنجليز بالقبائل الجبلية

المشاكسة.

كانت ثورات النيمانج- بالإضافة لثورة الفكي علي الميراوي وغيرها – تعتبر من اهم حلقات المقاومة في جبال النوبة. و قد كان من اهمها على الاطلاق في الجبال الشمالية ثورة السلطان عجبنا الشهيرة (1913) والتي أبلت فيها قبيلة النيمانج تحت قيادة قائدها البطل السلطان عجبنا بلاءاً حسناً الى ان تم القبض عليه وحوكم بالاعدام شنقاً حتى الموت في عام 1917.
ومن القصص الخالدة التي تحكي عن السلطان عجبنا كما تقول الوثائق الانجليزية في جبال النوبة: بأن سأله من اوكل اليه اعدامه أمام جمع كبير من قبائل النوبة والعرب أحضروا (عنوة) لمشاهدة الإعدام (علّ ذلك يطفئ جزوة الثورة المتقدة فيهم جميعاً) وذلك عملاً بنظرية (دُق القُراف خلَّلي الجمل يخاف) كما يقال في كردفان، فسأله قائلاً: ما هي أمنيتك الأخيرة قبل الموت؟، قال له امنيتي ان أموت رمياً بالرصاص لا شنقاً بالحبل لأننا هنا نقتل الكلاب (السعرانة) بالحبل اما الرجال فيقتلون بالرصاص، وليتهم لم يقتلوه اذ حالما تولت قيادة الجيوش من الشباب النوبي المتمرد والثائر ابنته المعروفة باسم مندي، والتي وثق نضالها في شعر رصين الاستاذ محمد عثمان الحلاج الكاتب والصحفي والمسرحي المشهور في كردفا ن.
ومندي قد مجدها التراث الشفاهي في المنطقة بانها المراة الحديدية التي قادت جيوش والدها القتيل وحاربت الانجليز ببسالة نادرة الى ان قطعت عن جنودها امدادات الطعام وهم محصنون في الجبال. وقد ابتدعت مندي الموسيقى الحماسية (والجلالات) التي شكلت فيما بعد المارش الأساسي للجيش السوداني بعد الاستقلال كما وثق لذلك الموسيقار والباحث الراحل جمعة جابر (من المسيرية). الراحل فيليب عباس غبوش ينتمي لحجر السلطان (عجبنا) وهو سليل ذلك الزخم الزاخر من التاريخ والتراث البطولي في منطقة جبال النوبة عامة ووسط قبيلة النيمانج خاصة.
قبيلة النيمانج التي ينتمي اليها الأب فيليب غبوش من القبائل التي قدمت الكثيرين من نخب وصفوة النوبة الذين أسهموا في شتى المجالات الحياتية الحديثة في جبال النوبة (الوطن الصغير) وفي وطنهم الكبير ومنهم على سبيل المثال للحصر – المك كنده كربوس مك قبيلة النيمانج ووالد المك حسن كنده كربوس (خريج الآداب جامعة الخرطوم) والذي أصبح لاحقاً محافظاً لمحافظة جنوب كردفان في حقبة الثمانينات، ومن القصص المؤثرة والخالدة التي تحكي عن الناظر كنده كربوس انه في خلال الفترة الاستعمارية وبعد تخليه عن العمل العسكري وتعيينه مكاً على أهله اظهر المك كنده كربوس (خلال الاربعينيات) قدراً كبيراً من التعاطف والدعم للعمل الدعوي الإسلامي ولاحقاً قد أستضاف الداعية الاسلامي المشهور الشيخ محمد الأمين القرشي في جبال النوبة. والتي تقول الوثائق انه قد اقام بعض الوقت في قرية كرمتي واقام فيها مسجداً ومسيداً وقد تتلمذ على يديه كثير من الاطفال الذين أصبح لهم شان عظيم في جبال النوبة وفي السودان . ومن هؤلاء المرحوم الدكتور عباس شاشا موسى المحاضر بشعبة الجغرافيا جامعة الخرطوم والذي اصبح لاحقاً مسؤولاً عن وحدة التعريب بجامعة الخرطوم. والقصة الخالدة التي تحكي عن المك كنده كربوس مك قبيلة النيمانج مفادها:
انه في يوم من الأيام استدعى المفتش الانجليزي لمركز الدلنج المك كنده كربوس ونقل له عدم ارتياح السلطات المحلية لدعم المك للتبشير للاسلام اذ ان منصبه كمك وكرجل إداري – أهلي يحتِّم عليه لزوم الحياد فكان رد المك كنده كربوس: ولكني لم الاحظ ذلك الحياد في الإداريين الانجليز وهم يدعمون الكنيسة والتبشير الكنسي في الجبال. وقد أصر على ذلك حتى لو ادى ذلك الى الاطاحة بمنصبه الرفيع كمك لقبيلة النيمانج، حينما ذكرت تلك القصة للأب فيليب ضحك وقال معلقاً: "نحن النوبة ان مسكنا الاسلام بنجّوده وان مسكنا المسيحية بنجودها برضو".

ومن الشخصيات والنخب الفاعلة من ابناء النيمانج البرلماني المشهور (في أول برلمان سوداني) السيد نصر الله صارمين (عن حزب الامة) والد الاستاذ عبد الله نصر الله الشرطي والباحث الاجتماعي الذي احيل للمعاش وهو في العقد الرابع من العمر (وذلك لصالح الوطن العام). والامير الحالي للنيمانج (لقد تم تحويل اللقب من مك الى أمير لضرورات التأصيل الإداري فيما يبدو) السيد رمضان طيارة، والبروفيسور الاكاديمي اللامع المهندس الامين حمودة رئيس اتحاد عام جبال النوبة ونائب رئيس الحزب القومي السوداني والوزير السابق للسياحة السيد امين بشير فلين والسيد ابراهيم نايل إيدام عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ سابقاً والبروفيسور هنود أبيا كدوف (بالجامعة الاسلامية بماليزيا) والإقتصادي الكبير الاستاذ محمد شاشا موسى والفريق شرطة عوض سلاطين والاقتصادي اسماعيل الراحل وغيرهم الكثير مما لا يسع المجال لذكرهم. وكذلك جمع غفير من الأساتذة الأجلاء ومعلمي الاجيال حيث تحضرني الذاكرة باستاذي النبيل اندل النوبي والاستاذ جولي أرقوف وعدد كبير من النخب والصفوة التي لا يسع المجال لذكرها, وقد اسهموا في شتى مجالات الحياة الحضرية والريفية على المستوى المحلي والقومي. فالعزاء لكل اهلنا النيمانج والنوبة والعرب في فقدهم الكبير و في فقد المنطقة وجنوب كردفان والسودان.
ربما قارب عمر الأب فيليب التسعين عاماً او أقل من ذلك بقليل عند وفاته.



ونواصل.. في حلقة قادمة جزء من حديث الذكريات مع وعن الراحل القس فيليب عباس غبوش.





نقلا عن صحيفة السوداني













قولوا حسنا

جبال النوبة.. ولاّدة

محجوب عروة


شكراً لدكتور حامد البشير أبراهيم الذي كتب مقالاً الأحد الماضي في السوداني يذاكر فيه سيرة الراحل المقيم المرحوم بإذن الله فيليب عباس غبوش – لقد كان المقال مذاكرة ليس للمرحوم فيليب غبوش وحده بل كان سرداً لملحمة أبناء جبال النوبة الاشاوس منذ القرن التاسع عشر الذين أثروا الحياة السياسية والإجتماعية والعلمية والإقتصادية منذ الدولة المهدية ثم إسهام زعامات وأبناء الجبال في الحركة الوطنية ومقاومة الإستعمار مروراً بثورة السلطان عجبنا الشهيرة عام 1913م والتي أبلت فيها قبيلة النيمانج (قبيلة المرحوم فيليب) بلاءاً حسناً حتى حوكم السلطان عجبنا شنقاً حتى الموت عام 1917م ولكنه طلب في شجاعة نادرة أن يعدم بالرصاص فتولت إبنته (مندي) قيادة المقاومة والتي كانت أساس الجلالات العسكرية



(الموسيقى الحماسية) للجيش السوداني الذي يهتز له كل سوداني كلما دقت تلك الموسيقى. حقيقة لقد أثرى أبناء جبال النوبة ساحات الوطن وشاركوا في البناء القومي السوداني خاصة في القوات المسلحة والشرطة والأمن بكل الكفاءة والشجاعة النادرة وكانوا وما زالوا مثالاً للإنضباط من جهة والتسامح الإجتماعي والديني من جهة أخرى.. نعم أثروا كل الساحات ومناحي الحياة السياسية والإجتماعية والقانونية والمالية والاقتصادية والتعليمية والدينية ومن المؤكد لا يسع هذا العمود ذكرهم جميعاً وقد كفاني د. حامد البشير ذكر بعض قياداتهم وأضيف هنا زميلنا وإبن دفعتنا المراجع القانوني النابه عز الدين جبال ذلك الرجل العصامي الذي يشهد له الجميع بالكفاءة والأمانة وطهارة اليد واللسان وخفة الدم.
عندما قرأت مقال د.حامد أحسست بقشعريرة وكادت الدموع تجري من أعيني فقد تذكرت زميلي وإبن دفعتي في كلية الإقتصاد جامعة الخرطوم من أبناء جبال النوبة ذلكم هو الشاب عباس برشم.. ذلك البطل الذي لم يكن يعرف الخوف وأخشى أن ينساه أبناء الوطن.. كان مناضلاً جسوراً منذ أن تعارفنا في كلية الإقتصاد وبعد تخرجنا في عام 1972م شارك بفاعلية في حركة المرحوم الشهيد المقدم: حسن حسين عام 1975 مع زملائه مقاوماً للديكتاتورية المايوية وقبلها كنا معتقلين في أحداث شعبان عام 1973م في سجن كوبر وكانت لنا مذاكرات ومواقف لاتنسى وأذكر أننا كتبنا سيرة المقاومة وأحداث شعبان داخل المعتقل وكنا نكتبها في ورق الكلينكس ونحتفظ به للتاريخ – ألا رحم الله الشهيد عباس برشم فهو درة من درر جبال النوبة العظماء عطر الله ذكراه وجعل قبره روضة من رياض الجنة وإلى كل أبناء جبال النوبة الشهداء منذ الثورة المهدية وعهد الإستعمار وعقب الإستقلال – ولاشك أن جبال النوبة تلد كل حين بطلاً من أبطال السودان يؤكدون قومية ووحدة السودان العظيم .




نقلا عن صحيفة السوداني




http://www.sudaneseonline.com/ar/article_17519.shtml

Post: #6
Title: Re: من أقوال الأب فيليب عباس غبوش
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-10-2010, 04:15 PM
Parent: #5

وعلّ مثقفي السودان قد رأوا ما يمكن أن يقود إليه الهوس الديني، وشهدوا ما يمكن أن يؤدي إليه صمت الشياطين الخرس عن الحق. ويا ليت أهلي يعلمون! يعلمون أن الطاغية الذي لا يقتصد في محاسبته رجلاً مسالماً، هو أول الناس إجفالاً عندما يُلَوَّح له بالعصا. فما سلّ الإمام سيفه إلا أمام أعزل. وما طلب الطعن والنزال إلا في ساحة خلاء. ودون الناس توسله وتضرعه أمام الصنديد جون قرنق في أدغال الجنوب. ودون الناس انكساره أمام الأب فيليب عباس غبوش ...
د. منصور خالد

http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1000&page_id=4

Post: #7
Title: Re: من أقوال الأب فيليب عباس غبوش
Author: عبدالله عثمان
Date: 11-10-2010, 04:35 PM
Parent: #6

هنا توجد بقية الحلقات لدكتور حامد البشير عن الأب فيليب عباس غبوش

http://sacdo.com/web/forum/forum_topics_author.asp?fid=1&sacdoname=حامد البشير&sacdoid=hamid.elbashir