في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم / نصار

في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم / نصار


05-13-2004, 12:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=321&msg=1297123535&rn=0


Post: #1
Title: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم / نصار
Author: خالد الحاج
Date: 05-13-2004, 12:47 PM


حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب

أجري الحوار :
عبد المنعم حسن محمود
نصار الصادق الحاج

قد نتفق أن الشاعر لم يعد هو الوعاء الحامل لجينات الموهبة فقط ، بل صار طاقة إبداعية تتواصل وتحفز بأناة وصبر في مجمل القضايا الإنسانية وعناصر المعرفة لتأسيس تجربته الإبداعية. كما أن القصيدة لم تعد نشيدآ للرقص و المديح أو طقسا حزينآ للمراثي والإستجداء والهجاء، بل صارت الأسئلة والرؤيا والكشف. لذلك يجيئ
هذا الحوار مع الشاعر عصام عيسي رجب متحركآ في بؤر عديدة، محاولة تستنطق علاقة الشاعر بمجمل القضايا التي تنطوي عليها المساءلة الواردة بطيات هذا الحوار الذي نعترف أنه جاء إحتفاء وفرحآ بإصدار الشاعر لمجموعته الشعرية الأولي (الخروج قبل الأخير) إحتفاء بقصيدة تخرج من غار الصمت وغبار الأدراج إلي فضاء تسائله ويسائلها في حوارية تنتج معرفتها اللازمة، وأيضا ميلاد كتاب جديد يعني خروج صوت يضيف إلي التجربة الإنسانية بعدآ آخر وأملآ جديدآ بأن العطاء ممكن.

• إهداء مجموعة (الخروج قبل الأخير) الموجه إلي مريم جودات وعيسي رجب ينؤ بأسئلة ثقيلة :
ماالذي تستطيع أن تفعله القصيدة بين يدي أمها غير أن تحسن الصمت...؟! أما وقد سميتني خليفتك في الأرض/ الشعر. أفتراني أخذت ببعض ثأرك من الأغنيات...؟! ويرتد إليك السؤال مرة أخري ، كيف تفك هذا الإهداء؟

لعله مما يحمد للشعر والأدب عمومآ هو محاولتهما الإحتفاء بالناس العاديين والبسطاء..بعيدآ عن التأريخ الرسمي الذي يكاد يكرس جل سجلاته لأخبار الحكام وأنصاف الحكام....
ربما من هنا جاءت إيمائاتي ل "مريم جودات" أمي ولأبي.. كما تسللت إيماءات أخري للقصيدة نفسها لا الإهداء فحسب:

أذكر كيف تدندن أمي
حين تساورها رغبة في البكاء
ربما..رغبة في الغناء
من قصيدة "كتاب" مجموعة (غارقآ في مياه الذهول)

أو إرتماني أبي
قال لي :
"خلف هذا الجبل
نخلة هذها ما تشاء
تصعد الأغنيات"
أين ذاك الجبل؟!
من قصيدة "إرتماءات لا تسر النشيد" ، (ربما يكتب الرمل سيرته).

...أمي كانت تترجم بعضآ من مما يعتريها في هدهدات نغمية،أما أبي فقد حاول أن يفئ إلي سدرة النشيد ذات نهار ما فراغ ظلها عن مشتاه..ولعلي أومأت إلي ذاك المشتهي في قصيدة "سرابية" من مجموعة (غارقآ في مياه الذهول).

"كل شيئ
ينتقي الآن دور السراب
وجهك
والشعر..
حلم أبي بإنتصار خليفته
آخذآ ثأره من دم الأغنيات"



* لقد سلم الكثير منا بأن الشكل التقليدي للقصيدة لم يعد يحتمل كل هذا الزخم المتسارع في مناحي الحياة العديدة ومع ذلك لم تسعفنا الأطر بطوق نجاتها الفني الموازي للهم الجماعي،وفي ذات مسار التحول الجديدة،إذآ كان للشعر الحر موسيقاه الداخلية إلا أن خلوه من الإيقاع المسموع جعله شعرآ للقراءة وربما للقراءة الصامتة فقط (كما يري العض) أي أنه ليس للإنشاد أو الحفظ، الشيئ الذي أعاق من تسربه إلي وجدان الناس إلا عبر الأوراق
أو هذا ما توحي به هذه الرمزية والذهنية الباردة السائدة خاصة لدي بعض الشعراء الشباب، لإاين نحن شعريآ من تلك الواقعية ذات المنحي الإجتماعي (المجذوب،صلاح،جيلي ) غيرهم؟ أم أن التراكمات المتلاحقة هي الكفيلة بإعادة صياغة النص الجديد وتحديد رؤيته ؟


فالنتفق أولآ أن قضية شكل الكتابة الشعرية "قصيدة عمودية أو تفعيلية أو نثر" ليست هي المحك..ذلكم هو الزبد!! ما ينفع الناس هو ما يكتبه الكاتب لا شكل تلك الكتابة.. أعتقد أن الشكل تابع وأن المعني هو الذي يحدد المبني وإن كنت بيني وبيني لا أؤمن بهذه الثنائية التي أشك تمامآ أن الكاتب يشغل باله بها حين يتورط في فعل الكتابة .. هذه مسألة، والأخري هي شكل الكتابة لا يضمن لك إنتماء الكتابة للحداثة أو التقليد...ومعروف أن نصوص غير قليلة تتزيأ زي قصيدة النثر مثلآ ، بإعتبار أنها تطرح نفسها الآن كأحدث أشكال كتابة القصيدة إن جاز مثل هذا القول "رغم أن شعراء كأنسي الحاج وتوفيق صائغ ومحمد الماغوط وسواهم كتبوا قصيدة النثر منذ ما يقلرب نصف قرن من الزمان !!" لكننا نجدها- أعني النماذج من قصيدة النثر- غارقة في تقليديتها إلي تخوم ما قبل القصيدة العامودية..وفي المقابل هنالك قصائد عامودية –البردوني نموذجآ- بائنة الحداثة الفنية...بل وأبعد من ذلك أن الناس –مبدعين وقراء- ما يزالون يقفون مبهورين أمام روعة قصائد المتنبئ رغم أن قرون وقرون تفصلنا عن بيئة وأجواء المتنبئ.. إلا أنها بيئة وأجواء جغرافية فحسب أما البيئة والأجواء النفسية فتكاد في مطافها الأخير أن تكون هي هي من حيث طموح النفس وخيباتها وانكساراتها...
ولعل هذا ما يفسر شيئآ من إنصراف الكثيرين عن متابعة وقراءة القصيدة الجديدة لإنغماس هذه الأخيرة في همومها الذاتية – لا الإنسانية- الضيقة جدآ جدآ..؟! فكأن المبدع يكتب لذاته فحسب،رغم إعترافه البائن بحضور القارئ في لا وعيه الإبداعي،والدليل علي ذلك سعي المبدع لنشر أعماله وعدم إكتفائه بكتابتها والسلام...ليس معني ذلك بالطبع أن تتحول القصيدة إلي دعوة إصلاحية أو منفستو للتغير الإجتماعي، ولكن القصيدة الجيدة تعرف كيف تلامس الإنسان من حيث هو إنسان حتي ولو إتكأت علي عصا الذات.. ألهذا تميزت كتابات كبار الشعراء أمثال درويش وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل والبياتي والنواب وحجازي وعندنا في السودان كما ذكرتما المجذوب وجيلي ومحمد عبد الحي وآخرين بمنجزاتها الشعرية الكبيرة.. فيما نقرأ قصائد كثيرة لشعراْ شباب فلا نكاد نقف عندها إلا قليلآ...

نواصل:

Post: #2
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: almohndis
Date: 05-13-2004, 12:53 PM
Parent: #1

كلم زى العسل
بس لو صفرتا
الخط حبه
تسلم انت وعصام عيسي
كمان

Post: #3
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-13-2004, 02:42 PM
Parent: #2


ألف شكر يا مهندس...

بقية الحوار :

* لا شك أن الأنظمة الطفيلية تنتج ثقافة بذات السمة،في لإطار محاولاتها لإخضاع وإخفاء الصراع القائم علي كافة الصعد ، لذا يأتي الهجوم علي أركان الثقافة الحقيقة شرسآ،ألا تري أن هنالك عجزآ ماثلآ وفشلآ في مواجهة هذا الهجوم والتصدي له ؟

تلك مصيبة المبدعين أينما كانوا متمثلة في ضعف ثقة المبدع تجاه ما يمكن أن يحدثه إبداعه من مساهمة ولو علي المدي القريب في خلخلة مفاصل الركون للسائد..أهو إعتراف (الأبنودي) أم إستشهاد (ناجي العلي) "الكلام ما يشيلش جثة" ولكن يرجح ذاك الإعتراف تماسك آخر من (حميد) هذه المرة "أغني لشعبي ومين يمنعني" ..يكسب الإبداع كثيرآ،فيما أظن، حين ينجح في تحويل أحزانه إلي غضب.كان "مالكلوم إكس" ينادي في الأفرو أميركان أن يتحولوا من خانة الحزن علي أوضاعهم إلي خانة الغضب،فالغضب جمرة كما نعلم، فيما الحزن، وخاصة في عهود الجبروت، إنكسار وتراجع يوشك أن ينتمي للتواطوء.


* تظل أبدآ فرحتنا بكل فتح شعري جديد،ناقصة ما دمنا نمارس عادة النقد السري،إلي ماذا تعزي هذا الفقر في المضمون والكم في الناتج النقدي خاصة في مجال الشعر؟

..لعلها أزمة قديمة وشاملة إذ لا تقتصر علي الشعر دون سواه من أجناس الإبداع..الدراسة النقدية في تقديري هي محاولة لقراءة واستنطاق النص الإبداعي علي أكثر من مستوي..من هنا فهي عمل وجداني وذهني يحتاج بالطبع إلي أدوات معرفية وتحليلية لا مناص من توفرها في الناقد..ومن هنا أيضآ فهي جهد يبذله الناقد فلا غرابة إذن أن يتردد من يهم بالنقد عن همه شيئآ ما إذ لا بد أن يكون النص الإبداعي في حد ذاته يستاهل جهد القراءة والإستنطاق،هذه مسألة أولي..فإذا تراجع قارئ النص الإبداعي كما نري الآن، فلا غرو أن يتراجع علي نحو أكثر قارئ قراءة النص الإبداعي-أعني النقد- وهذي مسألة أخري لا تغري همة النقد بالنقد..نتساءل كم عدد النسخ التي تنشر وتوزع من كتب الدراسات النقدية...؟!
كم عدد الذين يتابعون قراءة مقال نقدي علي صفحات المجلات والصحف؟! ولا ننسي أن كثيرآ من النقد-والنحصره هنا علي النقد الأدبي-يتمترس خلف ترسانة من اللغة الإصطلاحية المعقدة خاصة حينما يلجأ الناقد لإستخدام مصطلحات علم النفس والفلسفة أو المنطق دون توظيف دقيق لها لتجئ عباراته الإصطلاحية مثل النتوءات البارزة علي سطح غير مستو أصلآ.. هل تسرب غموض النص علي النقد فصار هذا الشبل من ذاك الأسد..أو ربما هذا الأسد من ذلكم الشبل..؟ لست أدري.


• بدء في (الخروج قبل الأخير) أن المرأة بوصلة تتحرك في غالبية نصوص المجموعة ببهاء غريب وإفادات رمزية عميقة والأبرز من ذلك حضورها في صيغة السؤال :

أيكم هجرته صبيته عند منعطف العمر؟
هل تخرج النساء حينها يندبن قسمة العيون؟
أيكم علمته النساء أن يتقافز فوق الجراح؟

أضف إلي ذلك حضورها الآخر المنسؤب في النصوص :

حيث تتقن هذه الصبية حرفتها الأنوثة/
إمرأء في شهرها الشاعري الأخير/
تضجر الحسان من قصيدة تنوء بالذي يجيئ غائمآ.
إذن كيف تفسر هذا الحضور الطاغي؟

بدءآ أعود وأتكئ رابعآ وسابعآ علي بوح "البياتي" (شاعر بلا إمراءة عرّاف أعمي!!) الحب عاطفة إنسانية كبري لا تستطيع قصيدتي مراوغة إغرائها..ورغم زماننا –العالم ثالثي- الموبوء بطغاته وجلاديه يوشك أن يبحر عكس تيار هذي العاطفة النبيلة..إلا أننا كتابآ وغير كتاب نتوكأ علي عصا الحب مثلما نتوكأ علي عصي الكتابة والغناء والتشكيل وسائر الآداب والفنون.
إحساس دافئ يشب إليك من بين السطور حين تطالع قصيدة وتتذكر وجه صبية أضاءك حينآ من الوجد..ثم راغت عنك وقد أودعت ذاكرتك وشمآ بلون الحنين إلي أبد الحنين... ومن يدري لعل القصيدة أنثي...أو.
نواصل:

Post: #4
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-13-2004, 05:11 PM
Parent: #3


* صورة( مالكلوم إكس) تحتل زاوية بائنة في دارك،كما لك جهود مثابرة في رصد منتج (اليس وكر) و(العباس بن الأحنف) إستحوذ علي القصيدة التي صادرت عنوان كتابك الشعري الأول،إذن كيف يتحرك هؤلاء،في الرؤية الإبداعية والحبال السرية لقصيدة عصام عيسي . أم هي تقاطعات أخري لها مقولاتها الخاصة ؟ ماذايمكن أن يقال ؟

عصي علي القصيدة أن تسير مسيرتها وحدها تستند علي كتف الشعر فحسب..ربما عليها أن تصطحب بعضآ من إبداعات أخري..رواية..لوحة..قطعة موسيقية ..مسرحية..حتي لا تحس وحشة المسير وعزلة الخاطرة..ألهذا تراني آنس لصحبة الجميلين في الأرض –علي ظهرها كانوا أو تحتها حتي- عرفت (مالكلوم إكس) باكرآ كنت في مرحلة الدراسية المتوسطة حين قرأت الترجمة العربية لسيرته..ثم أتيح لي أن أحصل في بداية التسعنات علي تلك السيرة في في لغتها الأصلية أعني الإنجليزية كما رواها عنه (ألكس هيلي) صاحب الرواية (الجزور) فشدني الرجل وفكره ونضاله وصدقه و لاأدل علي ذلك من أنه دفع حياته ثمنآ لذلك..ثم تتبعت بعد ذلك كل الكتب التي تجاوزت عشرآ والتي إحتوت أحاديثه ومحاضراته الجماهيرية..ولقد شرعت في ترجمة أحد هذه الكتب وهو (قراءة في التأريخ الأفرو أميركي) عام 95 أرجو أن أتمكن من إصدار هذه الترجمة قريبآ. ولقد إنسرب إحتفائي ب (مالكلوم إكس) إلي القصيدة علي نحو أو آخر كإحتفائي باللون الأسود والخضرة والسمرة.

"بياض هو الصوت
أين يخبئ هذا السواد سطوع أبيه
فلا يستبين سوي شارة للسكوت ؟!"
أو
"كم مرة
راق بن الغناء بفنجانها
وهي ترنو لصورتها في السواد البهي"
أو
"آه يا شجر العمر
البنات...
من إتخذن إخضرارك هذا الجسد
يتكئن علي شارعي"

كما أن (مالكلوم إكس) هو الذي دس في لا وعي أن الإ أنحاز هكذا ضد السواد كإستخدامه لوصف الأشياء والمواقف التي لا نحب كقولنا "قلب أسود" أو "أيام سوداء" أو "أيلول الأسود" أو ما شابه ذاك مقابل صبغ البياض علي ما نحب...
ولعل (مالكلوم إكس) هو الذي أوحي لي بقراءة كتابات الأفرو أميكيين والأفروأميركيات ومنهن (ألس وكر) والتي عرفتها قبل نحو سنتين أو تذيد قليلآ...قرأـ لها في البدء روايتها الأكثر شهرة "اللون القرمذي" والتي نالت عليها جائزة "بوليتزر" عام 1984 والتي قام المخرج الأمريكي المعروف (إستيفن سبلبيرج) بتحويلها إلي فلم وإخراجها عام 1985 وقد رشح ذاك الفلم للكثير من جوائز الأوسكار حينها..كما قرأت كتابها "النهر ذاته تارة أخري" الصادر 1996 والذي كرست (أليس) كل صفحاته (306 صفحة) لتحكي عن تجربة تحويل روايتها "اللون القرمذي" إلي فلم وما صاحب ذلك من متاعب وصعاب وهجوم نقدي رهيب وخاصة من الرجال الأفروأميركيين بدعوي أنها أساءت تصوير الرجل الأسود..ثم قرأت لها بعد ذلك روايتها "معبد أليفي" والتي قمت بترجمة أحد فصولها..كما قرأت روايتها الأخيرة "علي ضوء إبتسامة أبي" الصادرة في أكتوبر 1998 وأرجو صادقآ أن أتمكن يومآ قريبآ من ترجمة كاملة لأحد أعمالها..
يبقي(العباس بن الأحنف) والذي وسمت مجموعتي الشعرية الأولي ذي باسم قصيدتي له، أعني قصيدة "الخروج قبل الأخير للعباس بن الأحنف" وكما عرفت (مالكلوم إكس) باكرآ فكذلك (العباس بن الأحنف) الذي تعرفت إليه من قرائتي لكتاب د.زكي مبارك "العشاق الثلاثة" –جميل بثينة وكثير عزة والعباس بن الأحنف- فملت إلي العباس واستوقفتني رحلته الأخيرة من مكة إلي موطنه البصرة حيث أسلم الروح في تلك الرحلة..وقد أومأت للعباس في أكثر من قصيدة منها "سرابية" :

"وحدثني
عودآ علي الحزن...
ما قالت الطير للعاشق المستباح
حين تفيأ ظل حرازته..
والجراح جراح.."

أو :

"إبتسمي..
لا شيئ يجمل بالعاشقين
الزائلين عن الوقت والذاكرة
حين تراخي أكفهم عن سلال الغناء
غير إمتشاق إبتساماتهم
والقوف طويلآ بباب النداء.."

ثم توجت كل ذلك رؤية "الخروج قبل الأخير للعباس بن الأحنف" .

نواصل :


Post: #5
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-13-2004, 10:24 PM
Parent: #4



• يري القاص عبد الستار ناصر ( أن الإبداعي يمكنه الإستفادة من السياسي حتي إذا أراد الثاني قيادته، لكن السياسي لا يريد الإستفادة من المبدع فهو لا يفهم كيف يجلس هذا علي مائدته وهو يملك القرار بإعدامه فورآ ؟إذا أراد ذلك طبعآ) إذن إلي هذا الحد العلاقة ملتبسة وشائكة بين السياسي والثقافي والثقة ترزح في تعقيد قاهر والأمل منهار بين الثقافي والسياسي كيف تري الحدود الممكنة لفض هذا الإشتباك؟


قديمآ قال أبو الطيب المتنبئ مخاطبآ سيف الدولة الحمداني :
(إذا كان بعض الناس سيف لدولة *** ففي الناس بوقات لها وطبول)
مربكة هي ثنائية السيف والطبول ذي وما ينبقي لها ولعل أبا الطيب نفسه –مع عظمته الشعرية- أحد مربكيها بين مدحه وهجائه للسلطة..وكم يجمل بالمبدع أن يلتزم صدقه الإبداعي وأن يمتنع بتاتآ أن يتحول لأداة في يد السلطة تحركه كيف تشأ..حتي المبدع الملتزم يجمل به أن لا يتحول إلتزامه إلي منظار لا يري الأشياء إلا من خلاله.. أما أن يميل المبدع إلي التماهي في السلطة إلي درجة تبرير أفعالها أو تمجيد شخوصها فهذا ما نربي المبدع منه. ولنا في بعض مبدعينا السودانيين نماذج غير مشرفة إن لم نقل شائنة..فكيف نبرر موقف شعراء "كبار" من السلطة الحاكمة في السودان...؟! كيف ننظر إلي مشاركة بعضهم في المؤسسات الثقافية لسلطة لا تعترف بالآخر...؟! كيف يمكننا أن نقرأ الآن ما كتبوا ويكتبون دون أن تهتز إلي درجة السقوط قصائدهم وتصاويرهم...؟ ألهذا كتبت في قصيدتي "كتاب" :
" أكتب أن الكتابة لما تعد
تضئ السبيل
ها يسقط الشعراء في وحل الضوء
يخلعون سراويلهم
علي ملء من فضاء القصيدة
يرقصون عراة من الشعر..إلا قليلا
ألأن الكتابة سر القداسة في الأرض
سر الثبات
يسقط الساقطون كثيبآ مهيلا..؟"

إن من شأن مثل هذه المواقف التي لا تليق بالمبدع كائن من يكون أن تساهم في حالة اللاتواصل التي نراها الآن ماثلة بين المبدعين الشباب وبين جيل الكبار فمع ضعف هذا التواصل وخاصة من جانب كبار المبدعيين إلا أن من شأن مثل هذا التهافت من قبل بعضهم علي موائد السلطة أن يطوح بهم بعيدآ عن تقدير الجيل اللاحق من المبدعيين..
وكم أرجو،علي صعيد شخصي ربما، أن يكون موقفي من السياسي ما حييت هو أبدآ موقف ذلك الصغير الذي أنشدته أو أنشدني ذات تماسك ما :

" قيل أن حاكمآ
إرتدي العري مرة وسار
فصفق الكبار
وأصدق الصغير نطقه
ففارت البحار
كم صبية تريد يا وطن...؟! "

أم ترانا الآن في بر العمر وبعد لا ندري هل تركض بنا السنون فإذا بنا وقد شارفت شمس العمر علي الإنكفاء الأخير،نتدحرج نحو سفح السلطة كما تدحرج بعض "كبارنا" اللهم فلا...!! .

نواصل :

Post: #6
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: الطيب بشير
Date: 05-13-2004, 11:14 PM
Parent: #1

خالد الحاج و نصار الحاج و عبد المنعم و عصام عيسى رجب

Quote: * صورة( مالكلوم إكس) تحتل زاوية بائنة في دارك


*جميل أن نتخطى المحلي للعالمي حيث فضاءات أرحب نتساءل فيها عن

لوممباو مالكلوم إكس و غاندي, إذن نتسامى حيث الإنسان بلا شرط

للزمان أو محدودية المكان أو حتى تسلط {مفسري} الأديان.

Post: #7
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-13-2004, 11:31 PM
Parent: #6


ألف سلام ليك يا طيب
ويا ريت ترفع صوتك معانا تشجع
المبدعين عصام عيسي رجب وعبد المنعم
لينضموا لهذا الصرح فوجود مثل هؤلاء (العمالقة) هبة ونعمة من الله
وتابع بقية الحوار ...

Post: #8
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: sympatico
Date: 05-14-2004, 00:21 AM
Parent: #7

الاخ خالد

شكرا
وتحية للصديق الشاعر عصام
والصديقين ااديبين نصار ومنعم
واضم صوتي للداعين لانضمام عصام و عبدالمنعم للمنبر

الاخ عصام كان وعدني بترتيب لقاء معه في البالتوك ولا ازال انتظر ان يفرغ من مشاغله الكثيرة

Post: #9
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: Solara_sabah
Date: 05-14-2004, 01:55 AM
Parent: #8

الاخ الكريم خالد الحاج
شكرا لك كثيرا على نشر هذا الحوار مع الشاعر الجميل جدا عصام عيسى رجب الذى ادهشتنى لغته حد الثمالة فى نصوص "الخروج قبل الأخير" وقد كان اول شاعر سودانى اقرا له حتى تعرفت عليه عن طريق نصار الحاج وها هو هنا فى هذا اللقاء لا يقل روعة من نصوصه.
اتمنى لو ينشر نصوصه هنا

شكرا لك

محبة
سولو

Post: #10
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: عشة بت فاطنة
Date: 05-14-2004, 02:48 PM
Parent: #9

شكرا ليك يا منوراتي على هذا الجمل

Post: #11
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: جورج بنيوتي
Date: 05-14-2004, 08:18 PM
Parent: #10

العزيز خالد

رائقة هذي السكنى وهذا المزززززاج المزيج ...

وليتهما ينضما: عبد المنعم وعصام حتى تكتمل

مناخات الربيع.

ومن بيتك هذا دعوه لنصار ليكاتبنا..

ودمت

Post: #12
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-14-2004, 09:20 PM
Parent: #11

العزيز سمبتيكو
أشكرك للمرور هنا وكلي أمل أشوف نصار منزل بوست ترحيب للناس الجميلة دي

سولارا صباح
تسلمي يا بت العم..

عشة أختي..
الجماعة ديل قراب منكم أبقي عشرة.

جورج بنيوتي العزيز..
أشكر وجودك هنا وحقيقي وجودك في أي بوست علامة للجودة
سأكمل اليوم بقية الحوار ويدك معانا نحفذ الجماعة ديل
إتخيل معاي بوست يجمع.شتات، جورج، المطر،أمير تاج السر،عبد الله جعفر،وعصام عيسي رجب، ونصار
ده يبقي لوحة والله.
محبتي لك.

Post: #13
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: شتات
Date: 05-15-2004, 08:36 AM
Parent: #12

العزيز الغالي خالد الحاج ..

تشرفت بضيافة عصام عيسى رجب في داره العامرة ..
عصام .. رجل تسعد بالجلوس معه .. رحيب المجال .. لطيف المعشر .. قبل أن يكون عصام الشاعر ..
وعصام يمتطي فرسا فريدا في ميدان القوافي ..
وكما تراه يقول :
يسبح الشعراء في وحل الضوء ..
الكتابة سر القداسة ..
سر الثبات ..
يسقط الساقطون كثيبا مهيلا ..
..
قافية مختلفة ولحن فريد ..
نأمل أن نرى عصام في المنبر قامة سامقة .. تجمل المكان .. وتضيء الطريق ..
التحية لعصام بين الحروف والقوافي ..
والتحية لك حبيبنا خالد ..
التحية لنصار وعبدالمنعم

وكل الشكر ..

صلاح / شتات

Post: #15
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-15-2004, 09:32 AM
Parent: #13


ألأف مرحب بشتات الجميل في رحاب الجمال
وأشكر لك مرورك هنا ورفع عقيرتك بالنداء الحبيب لضم المبدعين.

الحوار :

* الهجرة والمنفي إختيارآ أم إجبارآ والرغبة في الرحيل لمن بالداخل صارت هذه المعطيات تظلل وجود المبدع السوداني،إلي أي مدي تري تأثير هذه الأجواء سلبآ وإيجابآ في التجربة الإبداعية؟

"عن بلدة بيننا
منتصف الدرب والأسئلة
هل خانها العاشقون..؟!
أم كانت الطير تحملها والجناح كسير..؟
فلماذا إذا يتسلل صبياتها في النهارات
واحدآ..واثنتين
يقيمون مملكة في عراءات أهوائهم
...وينشطرون
هل يدخل الشيخ قبته..مساء جليل
أم النيل غاض؟
هل من يعيد الدموع إلي حزنها
والسنين إلي دورة في البعيد البعيد..؟"

هذا كان بعض من نشيدي وأنا ألامس حافة الخروج للمرة البكر سنة93..وتختزن قصائد "الخروج" إشارات كثيرة لما يعتري المرء –كاتبآ كان أو غير كاتب- من أن يعيش في بلده حيث نشأ وعاش أحلامه وانكساراته و...وبالمقابل ليس أقسي علي النفس من أن تضطر للعيش حينا من الدهر يطول او يقصر في بلاد أخري تمنحك راتبك الشهري وشيئآ من خدر العيش وتأخذ منك ثمنآ لذلك دفء الإحساس بالوطن وأنفاس أهلك وأحبابك في الأرض.. ولعل الكاتب أكثر الناس تأثرآ بل تضررآ من مثل هذه الهجرات القسريات..حيث تهئ
شيئآفشيئآ-وربما دون أن نعي- خيوط ذلك التواصل اللا مرئي مع نبض الوطن الذي يغذيه التماس اليومي مع الناس هناك وتفاعلك المباشر مع الأحداث من حولك..
بل ربما نجح بعض الكتاب في تعويض ذاك الغياب ولو جزئيآ من خلال مد جسور التواصل مع الداخل علي نو أو آخر..أو إغتنام فرصة التواجد في الخارج وإشهار هذا الصوت الأسمر في فضاءات الآخرين..ولكن من يعوضك عن "لاشئ يعدل الوطن" وطن..؟! أجل.

* بينك وجلابي مرحلة هامة،حسب ما أطلعنا عليه في كتابك علي مستوي الذكري أو بعض ملامح السيرة والتجربة الإبداعية، إذن ، هل لنا بإضاءة ممكنة في هذا الحيز ؟

كان الصديق الراحل "معتصم الفاضل جلابي" طاقة إبداعية شديدة الحيوية وشاهد علي ذلك إتساع تجربته الكتابية التي طالت القصيدة والقصة القصيرة والدراسة النقدية..رحل وترك وراءه أعمال كثيرة متناثرة بعضها تم نشره علي صفحات مجلات وصحف متفرقة وبعضها مايزال يحتفظ به أصدقاؤه هنا وهناك..تعرفت جلابي أول عهدي بالتشرد في فضاءات الآخرين سنة 93 ونشأت بيننا مودة الكتابة فتواصل الإنسان بالإنسان..كنت أقرأه ويقرأني ونقرأ سويآ آثار غيرنا من الكتّاب مثل قراءتنا لقصيدتي عاطف خيري "شهيق وإقتراح" واللتين مزجهما مصطفي سيد أحمد في نص غنائي واحد..ثم كان أن حاورني جلابي علي صفحات "ثقافة الخرطوم" سنة 94 أو نحوها..إضافة إلي كتابته لمقدمة مجموعتي الشعرية الأولي "الخروج قبل الأخير" .
وكان في بالينا مشاريع أخري مثل إجراء حوارات مع أدباء الشتات حولنا هنا / أبراهيم إسحق وعالم عباس وبشري الفاضل وآخرين بالطبع وغير ذلك من من مشاريع للنشر والإنتشار وإيصال الصوت الأسمر لمنابر الآخرين الذين ماانفكوا يتساءلون عن إبداعاتنا وقد كادت معرفتهم بالأدب السوداني تتوقف عند "موسم الهجرة للشمال" مع عظمتها وأهمية الطيب صالح في مسيرة الأدب السوداني..تمامآ مثل ما إنتهت معرفتهم بالغناء السوداني مثلآ "المامبو سوداني" ولعل هذا ما نسعي الآن وفي جماعة "شرفات الثقافية" للنهوض ببعض منه..والتي نأمل منها –أي جماعة "شرفات" – أن تلتفت فيما تلتفت إلي إبداعات جلابي لنشرها وإصدارها.

نواصل :


Post: #21
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-18-2004, 12:21 PM
Parent: #15


* هنالك أصوات تنادي بالإستثمار في الثقافة بواسطة المبدعين،بمعني خلق الوسائل والوسائل اللازمة لتطوير ونشر العمل الإبداعي (صحافة ،كتاب،دور نشر،قنوات إعلامية إلخ) للخروج به من دائرة التهميش والرقابة الحادة ماهي رؤيتك لأسباب تطوير العمل الإبداعي في السودان وكإشارة علي هامش هذا السؤال نجد أنه لك العديد من المجموعات الشعرية (ربما يكتب الرمل سيرته ،عليك الغناء ستوغر صدر الغزالة، غارقآ في مياه الذهول) هذه المجموعات ظلت حبيسة الأدراج لمدة طويلة جدآ وأخيرآ حينما صدرت مجموعة (الخروج قبل الأخير) تشير المقدمة إلي أنها جاهزة للطبع منذ العام 1995 لتخرج كتابآ في العام 1999 يا تري هل هي أسئلة النشر المتراكمة، وإن كان كذلك ما هو تقييمك للتجربة بعد إنجاز طباعة مجموعتك الأولي، هل أن أمر النشر فعلآ عسيرآ بمقدار الأزمة؟

تنتمي قصائد "الخروج" للفترة من 1985 إلي 1994 كما أشرت لذلك في آخر المجموعة..وكنت أسعي لخروجها في الناس سنة 95 عن طريق دار نشر سودانية ولكن تعثر ذلك المشروع..فكرت وقتها أن يخرج "الخروج" من دار أخري فكاتبت "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" ولكن إرتفاع تكلفة النشر "ألفي دولار لألف نسخة" أرخي شيئآ من عزمي علي النشر..ثم كان أن إتصلت بعد ذلك ب"مركز الدراسات السودانية" الذي أبدي موافقته علي نشر المجموعة وبتكلفة أقل بكثير عن عرض "المجموعة العربية" ثم توالت الشهور فالسنون قبل أن أشرع عمليآ في أكتوبر 99 في نشر وإصدار "الخروج" عن "مركز الدراسات السودانية" وأستطيع أن أقول بعد تجربتي الأولي في النشر مع "مركز الدراسات السودانية" أن تجربة النشر ليست بتلك الصعوبة التي كنت أحسبها.. لا بد أن يكسر الكاتب مهابة التواصل مع دور النشر..أن يكون تعامل الكاتب مع أي دار نشر مبنيآ علي تجربته الشخصية مع تلك الدار أو غيرها لا من خلال تصوراته أو ما تناهي إليه من الآخرين.
أعتقد أنه لا مناص من الإعتقاد أن للكاتب رسالة يريد وصولها للآخرين أيآ كانو..ومن هنا تجئ أهمية النشر، ليس كافيآ أ، تكتب فحسب،فالعملية الإبداعية لا تكتمل بفعل الكتابة فقط لا بد من لأن يخرج النص من قبضة كاتبه لينداح في فضاءات قارئية.
أما عن تجربة امتلاك المبدعين لدور النشر فمما لا شك عندي أنها تجربة جيدة طرح نماذج لها نزار قباني وآخرون ..ولعل من أبرز حسناتها تعامل المبدع مع ناشر مبدع يعرف وجع الكتابة ووجع النشر..ولعل مثل هذا الناشر يساهم شيئآ ما في خفض شكوي المبدعين الذين كثيرآ ما اشتكوا من تغول دور النشر علي حقوقهم..إضافة بالطبع للتعامل مع ناشر يقدر تمامآ –أو بإفتراض ذلك – قيمة العمل الإبداعي...

:::إنتهي:::


كتابات سودانية
العدد الحادي عشر – مارس 2000


Post: #14
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: THE RAIN
Date: 05-15-2004, 08:47 AM
Parent: #1

العزيز خالد

أولا الكلمات حتما لا تسع غزارة الشكر، على هذا الدفق النمير والحوار المحتشد بكل أنواع الجمال
فلك الإمتنان وللعزيزين عبد المنعم ونصار، أن أخذانا الى حيث تسكن هذه الروعة

وثانيا، أندب الحظ والله يا خالد أنه لم يتح لنا من قبل أن نقرأ هذا الشاعر البديع شاهق المعانى والصور، وكيف أنه لم تواتينا الفرصة للقيا حروفه المدهشة حقا، وهذا جزاء من يعيش مثلنا فى مثل هذه البلاقع المجدبة الممعنة فى حرمانها وصدها لأى جميل

ومجددا الشكر والتقدير، وليتنا نظفر بالكثير من الشعر، وليت هذا الإنسان البهى، يشاركنا هنا أنخاب حضوره بيننا، لتكتمل لوحة زهو هذا المنبر والذى حقا أصبح شمسا تهب الضوء والنور والحياة، وتجتذب اليها كل فراشات الجمال وكل قناديل العطاء

أبوذر

Post: #16
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: nassar elhaj
Date: 05-17-2004, 08:58 PM
Parent: #14

حقا تلعثمت كثيرا جدا
وانا أرى كل هذه المحبة
وكل هذا الجهد الذي بذله الصديفق الفنان
والمبدع جدا / خالد الحاج وهو اولا يحتفظ بهذا الحوار
ويستطيع ان يمسكه بيديه وينحته من جديد حرفا حرفا
ليضيئنا به نحن ايضا
فاختيارات خالد الحاج تعني شهادة ناصعة جدا
وها هو هنا يمنحنا هذا الشرف ببهائه المعهود
وكان قد نشر هذا الحوار بمجلة كتابات سودانية ربما في العام 1999
فتصورا كم هو هذا الخالد الحاج مهتم ومدهش الى هذا الحد المقدس
فلك تلويحة المحبة دائما يا صديقي الرائع .
ولكم أنتم ايضا
أصدقاء الصوت والمحبة والمكان والجمال
ولن نفرط فيكم ابدا

المهندس
الطيب بشير
سولارا الصباح
عشة بت فاطنة
جورج بنيوتي
شتات
أبوذر
سمبتيكو، واشكرك جدا يا صديقي الرائع
فقد وصلني كتاب " الأدب الاسباني المعاصر " الذي ارسلته لي مع صديقنا المشترك الذي نحتفل به هنا الشاعر عصام عيسى رجب
وكم أنا كل هذه المده أحتفي وأغرق في هذا الكتاب المختلف والرائع، وأنت الذي زرعت الكثير من الخضرة دائما في هذه الصحراء التي تطوقنا.
ولكم جميعاتلويحة المحبة والشوق والنقاء .
وبالطبع أصدقائي / عصام عيسى الشاعر والكاتب الجميل
وعبدالمنعم حسن محمود القاص والناقد الرائع
هما كائنات جديرة بان نناديها الى هنا
لنغني كلنا ونرقص بصوت عال .

أشكركم جدا
وانا سعيد هذا المساء .

Post: #17
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: sympatico
Date: 05-18-2004, 00:55 AM
Parent: #16

العزيز نصار

لك ولكل الرائعين هناك وردتان من شوق وحب
بل انت من زرعت في صحرائنا الخضرة
هلا ضممت اليك عصاما ومنعما ونجما واقمتم لنا مساء بالتوكيا ؟
عصام موافق على الفكرة ولكنه بعيد عن تكنولوجيا الانترنيت لكن نجم يستطيع ايصالكم لذلك الفضاء او فلتستعينوا ب\اي من الشباب البوردابي معكم
المهم عايزين جلسة حلوة
بهذه المناسبة ما خبر التوأم محمد؟

Post: #18
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: معتصم دفع الله
Date: 05-18-2004, 01:01 AM
Parent: #16

الخال خالد الحاج

لك التحية والتقدير ..
لقد فاتني شرف تلك الجلسة مع الأخ عصام عيسى رجب في داره العامرة وقد حدثني شتات عنها كثيراً وندمت لأنني لم أكن فيها ومعك ندعو لأن يكون الأخ عصام معنا وبيننا في المنير الحر ليساهم فيه بابداعته وكتاباته الرائعة ..
والتحية أيضاً للأخ عبد المنعم وللأخ الغالي نصار الحاج ..

تسلم

Post: #19
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: AlRa7mabi
Date: 05-18-2004, 07:34 AM
Parent: #1

خالد الجميل

انتا جووواك حاجة جميلة وباهرة تحتاج الناس يتوقفوا عندها .. ويتاملوها .. شكرا يا قريبي ..

عصام عيسى رجب ...

لن أقول فيه الكثير .. صديقي نصار يدرك .. وعصام يدرك
كم من محبة نبتت وازدهرت داخل قلبي .. فصار موجوعا ويعيش رهبا بموعد اللقيا ..

كم تحتاج من الوقت ، فقط كي تفيق من سكرة ودهشة عنوان القصيدة قبل أن تخطو خطوك على مرمر عبورها الذي يفضى بك الي حقل مزدان بإحتشاد الصور الفريدة وشهقة كلمة لما تجف من مخاض أرهاقها ..

ألا يلفت عنوان الديوان ، فيهيأك لخروج سرعان ما تحار أهو خروج أم دخول لمغارات الحرف وتنزيه المفردة من الإبتزل والإستهانة .. فيكسوها مجدا ويعيد لها قيمتها حقا .. ( الخروج قبل الأخير ) .. (وقبل) هذه وقفت عليها مثل تلة .. ولم أزل ..

نعم يا خالد .. كان عنوان كل قصيدة يمسك بيدي ويجرني قسرا وعَجِلاً أهرول لأحضانها .. أنظر يا خالد ( غناء المواجع للظلال البعيدة )

ألا ترأف وتتوجع لهذا ( الأنين ) ولا أقول الصراخ .. فحبا في عصام

ولكن يا خالد .. أن أردت أن تسعد فعليك بهذا النصار ، رجلٍ من زمن تعجل حضوره ..

يا سولارا .. أتعهد بأن أنزل بعض قصائده

وبعد .. أربكتني مقدمة الحوار .. وعالى لغته .. دا يا خالد يحتاج قزقزة .. برجع ليك ، أخوك شويه متووك ..

بعتذر مقدما لأي أخطاء اكتب في سباق مع الزمن المتاح لي ..

شكرا للحضور

رحمابي

Post: #20
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: الجندرية
Date: 05-18-2004, 09:46 AM
Parent: #1

Quote: وبعد .. أربكتني مقدمة الحوار .. وعالى لغته .. دا يا خالد يحتاج قزقزة .. برجع ليك ، أخوك شويه متووك ..
اختك زاتها معاك يا عبد الرحمن

خالد ونصار شكراً ليكم
اما هذا المدهش عصام رجب
فلا نملك الا الانحاء لجلال مقامه
وراجعين كان الله هون

Post: #22
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-18-2004, 12:39 PM
Parent: #20


الأعزاء الأفاضل..
أبوذر الحبيب..
سمبتيكو..
معتصم دفع الله..
رحمابي..
جندرية..
أشكر وجودكم وكلماتكم الطيبة جميلين في رحاب الجمال.

نصار الحاج.. الشهادة لله عليك أن تكرمنا بهذا العصام عيسي الجميل

وهذه مجموعة له إهداء مني لكم جميعآ


**
حكاية القمرية والصائد

"
صاد صائد قمرية وسر بالحديث
تخلدين دهرك السعيد ها هنا
وتنعمين بالرغد
فغردت
موطني..
ولا موائد الشهد ".

**
حكاية الفارس والنهار.

" قيل أن فارسآ قد صار في الإسار
فخيروه،
ميتة بليلنا،
أم صرعة النهار؟!
فحدث السماء
في موطني يباركون من يموت
وطرفه يغازل الشموس" .

**
حكاية الفقير والغني.

صباح جمعة
جاء جارنا الفقير ساعة حكي
مرة..
تشبث يدي وقد تعثر الطريق
بجبة الغني فاتسخ
فرفع الأكف يصفع
ركلته
فصاح بي الولاة : سارق لئيم!!

**
حكاية الديك والأمير.

" شكوت للأمير قلة الدجاج في حظيرتي
فصاح بي حسن!!
ليستريح أهل حيكم
من صياح ديكك اللعين!!
حمدت ظرف رده
وعدت في اليدين حكمة الأمير
خير زاد."


Post: #23
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: ملكة سبأ
Date: 05-18-2004, 04:19 PM
Parent: #22

ياخال
(الديوان) دا بتاع ناس (كبارات)
عشان كدا كل يوم بنجى نعاين (بالطاقة) ونمشي
اها الليلة قلنا نرد السلام
وعواااافي

Post: #24
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-19-2004, 02:20 AM
Parent: #23

عوافي يا ملكي..
نان خالك ياهو سيد الديوان؟؟
نسقي في العطاشة يا ملكة وزي إبل الرحيل كاتلنا العطش
ولو إنتي بتقولي كده ويشهد ليكي الحرف المطوّع
خالك شن يقول؟؟
أياهو ده (بكانك) مع العمالقة وأنا في جاه الملوك (ألوك)..
التشبه بالفالحين فلاح..

Post: #25
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: Rawia
Date: 05-19-2004, 02:25 AM
Parent: #24


انا زاتى بتاوق وبقول سلام لى الكبارات الهنا كلهم بعافيتهم

ويا بلقيس انت بالذات انا مشتاقه ليك شديد

Post: #26
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: Ehab Eltayeb
Date: 05-19-2004, 04:05 AM
Parent: #1

Quote: أذكر كيف تدندن أمي
حين تساورها رغبة في البكاء
ربما..رغبة في الغناء

الخال:
دا كلام جميل فالتحية لعصام عيسى رجب..
والتحية لك وانت تنشر هذا الابداع..
ودمتم,,,,,,

Post: #27
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: AlRa7mabi
Date: 05-19-2004, 08:27 AM
Parent: #1




وجهُك … أم مطرٌ في الظهيرة ؟!

* الشاعر ..عصام عيسى رجب


وتأخذني في منام الطفولة
قبل إكتهال السنين …
الي إمرأة …
تحدثني في الطريق الي وجهها
عن صوتها حين يراوغه الوجد ،
يجهرُ في الطرقات بصوته – هكذا –
أو يغني قليل ..
عن حلوة رسمَتها يداك
كنتَ قديما تحاول تجمع ما بعثرته الرياح
من الحب الدفءِ والأغنيات
فترسمُ .. قمرية .. نخلة ،
صبية يلعبون
وإمرأة في شهرها الشاعري
قبل الأخير ..

عن رهَق الليل .. والليل
وشئُ يراوح بيني وبين السرير
وخيطٌ من الحب يوشك يمرق
من إبرة في فضاءات قلبي
ليَدخُلني من جديد

عن بلدة بيننا
منتصف الدّرب والأسئلة
هل خانها العاشقون ؟!
أم كانت الطير تحملها والجناح كسير؟
فلماذا إذا يتسللُ صبيتُها في النهارات
واحداً .. واثنين
يقيمون مملكة في عراءات أهوائهم .. وينشطرون
هل يدخل الشيخ قبته .. مساءا جليل
أم النيل غاض ؟!
هل من يعيد الدموع الى حزنها
والسنين الى دورة في البعيد .. البعيــد ..




Post: #28
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: AlRa7mabi
Date: 05-19-2004, 08:31 AM
Parent: #1





* الشاعر ..عصام عيسى رجب

أقصوصة الوطن

عصام عيسى رجب *

لو صام شاعر عن حرفه
- لنفترض –
قد نام كي يرى الوطن
حديقة نهودها تفور بالرغائب
وخصرها اشتهاء
.. فجاء الصباح نطفة
حرازة عرجاء
أو أن ليلى سفّهت أحلامه الغبية
أو أنّ جاره المحال للمعاش سبّه
لأنه أتى عليه دونما تحية
.. أو
- لنفترض –
هل تخرج النساء حينها
يندب قسمة العيون
تشتهى ترى مواجع القصائد
هل يلفظ التراب حزنه .. عظام من أحجار
وتسقط من ذاكرة المهاجرين
أقصوصة الوطن؟؟






Post: #29
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: nassar elhaj
Date: 05-22-2004, 10:04 PM
Parent: #28

أصدقـــــــائي
لا شئ يعدل هذا البهاء
الذي تشكل بحضوركم جميعا
سمبتيكو
معتصم دفع الله
عبدالرحمن عبدالله " الرحمابي "
" أماني " الجندرية
خالد الحاج
ملكة سبأ
راوية
ايهاب الطيب

لكم محبتي دائما .

وهنا قراءة كنت قد كتبتها قبل صدور المجموعة في كتاب ، تقريبا في العام 1997 أو 1998 واشكر الجميل سمبتيكو فقد نشرها هنا في هذا المنبر في العام الماضي وايضا نشرت بجريدة الخرطوم حينما كانت تصدر بالقاهرة وأخيرا نشرها الصديق الشاعر والناقد د.هاشم ميرغني بجريدة الصحافة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثمة قارئ متخيل يحضر دائما عند كل كتابة ويتدخل فيها، هكذا يخوض الشاعر، خلال الكتابة حربا سرية ضد قارئه المتخيل كي يتحرر منه، ان مأساة الشاعر تكمن في انه يعجز عن ان يطأ ارض قصيدته الا من خلال تلك الحرب التي تجعل (القارئ المتخيل) شريكه الحتمي في الكتابة ولعل هذا ما يجعل الشاعر احيانا يحس بالغربة عن قصيدته، فهي لا تحمل ملامحه وحده بل تحمل ايضا ملامح ذلك المؤلف السري الذي يسعى دائما لعبادة المتلقي والامتثال لتعاليمه المقدسة.
.....(زهير ابو شايب)

(.................)
(يا وحيدي
انت من امكنت هذا الصوت من جرح الغناء
فتأمل ...
...............)

مجموعة (الخروج قبل الاخير) للشاعر عصام عيسى رجب بدأتها لاكتشف دهشة الدخول الاولى.. معاندا دلالة الخروج التي تشى بها بنية عنوان المجموعة ربما هي رسالة البحث عن ابدية تستوعب قلق الترحال بوصاية صوفية لا تعرف غير العزلة مكانا يهدي مجاهل الروح الى وعيها المحايد او انكسارها الحاد امام سلطة عادية الاشياء، تجتر سيرة الضياع بذهول بائن:

يكتبني هذا البحر السادر غياً في خاطرتي
يكتبني لكن من غير بكاء
فخذيني
اخذك
حين يراودك الاعياد قليلاً عن لغتى
اني الآن سرابي آخر
ها غلقت عليك فتوق هروبك
فارتكبي الخطأ الفادح
ان تتجهي ناحية القلب مباشرة
خلي قافلة الشعراء وراءك
هذا التاريخ ملئ بالحسرات الليليات
وبالفتح السري
اتساءل احيانا
اين الخيط الابيض من فجر الاشياء
اين مقام العارف من اسئلتي

لا ادعي البراءة تجاه هذه النصوص وفي ذات الوقت .. لا ادعي ممارسة القراءة الناقدة. فقط احاول كسر حشمتها ممارسا انزال اسقاطاتي.. ربما الخاصة عليها، ادعي الفة الانصات والاحتفاء بنصوص الشاعر عصام عيسى منذ كنا طلابا بالجامعة ـ ذاك الفضاء الداخل في فواصل الزمن يراقب الارتباكات العديدة وايضا الاستقامات المدركة في هيكلة الارض ـ الوطن ، الفردوس المشتهي، وهو يسرد (ست حكايات كي ينام الوطن)، فاتحا حوارية اللغة الفكرية، الباحثة عن مواجهة الصراع الكائن بين ابجديات تتقافز لصدام اضداد تتقاطع ضد بناء الحلم والثورة : الصغير ـ الفقير ـ الديك ـ الشاعر ـ القمرية ـ الفارس في مواجهة الحاكم ـ الغني ـ الامير ـ القبيلة ـ الصائد ـ الليل:

وشاعر شكى
في القبيلة ـ القبيلة
يولمون حين تورق القصائد
وها انا اهز جذع نخلتي
تساقط الغناء
فيأكلون احرفي على امتلاء.

وكبرياء القمرية سيدة التحليق في الغناء وهي تسكت مساءلة الصائد تفسد ظنه بسطوة الاغراء كرسالة كافية لاسكات النداء بشرف الحرية وقيمة الوطن كسعادة ابدية ورغد لا متناهي تصده بكبرياء الفضاء المتمرد على سياج القفص السجن:

صاد صائد قمرية وسر بالحديث
تخلدين دهرك السعيد هاهنا
وتنغمين بالرغد
فغردت
موطني ولا موائد الشهد.

تماما، توازي قامة الفارس وهو يزرع الربع ضد ابواب الزنازين واستجداءات الاجهزة الخائبة، يؤكد انتماؤه للوطن كقيمة لا يمشي الانكسار بين دروبها:

في موطني يباركون
من يموت
وطرفه يغازل الشموس
حيث التحولات الكبيرة:
فات زمان
طلاب البلاد
التي تمنح العاشقين استدارة نهديها

انها نصوص مغايرة غارقة في تحريك اللغة لبناء عالم من الوعي الشعري والمفردة الهاربة من جحيم الصياغات العادية، الداخلة في معالجة عوالم من الكتابة تقترح مساءلة الاشياء عن ارادتها المخفية في غيب فضائها الاسطوري:

ايكم خانه البحر في صبوته
فخبر حورية الماء
ان عاشقها حين يأوى الى الشط
قلما
يلتقي اختها في العراء ..
ابكم علمته النساء
ان يتقافز فوق الجراح غزالا رشيقا
كان يأتي الى الموعد العاطفي
مستظلا بحيطته،
فما يعتريه البلل.

صورة تسعى لتقريب هوة الخيال الغارق في الاسورة الى حوارية تلامس سطح البصر كأمكنة مشاهدة (البحر ـ الحورية) (العاشق / المرأة) فالبحر المسرح اللامتناهي تبصره حارسا يفي بالتزامه تجاه الحورية قديسة الجمال الابدية وجراح العاشق تبدو كعراء مكشوف يستودع قلق العالم، تأمل ما يفضي اليه الصمود اعلى او الانكسار ادنى بين ثنائىات الدلالة المتوافقة. لتسمو قدرة النظر ابعد، تفكيك سياجات الما وراء (الارض / الحرية)، (الشعب / الحياة) ليأتي نداء البلدة:

حين ابحرنا وراء البحر
قالت بلدة طيبة
....................
وقديماً صار في الناس الوطن.

انها ازلية الوطن كبؤرة ناصعة بالداخل، لا تنمحي بفعل الرحيل، الغربة، المنفى والابحار في اللا حدود، بل يظل النداء وهاجا تجاه الارض/ الهوية، ضد المهاجر .

هذي المنافي
نداء
يجف
قليلاً قليلاً.

المفردة الشعرية المغموسة في قلق (الخروج قبل الأخير) تعلن اضاءة مساحات اعمق وادوات تجريب مأئزة في مسار التجربة الشعرية لـ عصام عيسى. كتابة القصيدة كمنجز ابداعي يهتم بتأسيس رؤيا تلامس معطيات الكون في خطاب يسعى لمعرفة علاقة التأمل الواعي في ما يهب الاشياء استمراريتها، مفردة خارجة من سراديب الرؤيا المنصتة لرنين الكلمات/ جنين اللغة. عاملة على تحريك السائد في اتجاه اشتهاءات جديدة تكسر رتابة المستهلك لانتاج علاقة مفتوحة.

مسافرون ريثما يكف عن دواره المكان
ستنتهي حكاية المساء حينها
ستضجر الحسان من قصيدة
تنوء بالذي يجئ غائماً
مثل بردة الدخان
ويهرب الاطفال من هدهدة الانشودة المعادة
وترفض النساء ان يلدن
ويخرس الكمان.

حتى الاطفال يستشعرون قدر الخروج من اجترار الانشودة كحكاية ساكنة استنفدت قدرتها على ملامسة الاهتمام المتنامي لديهم، هم يحتفون بالانشودة، الغناء، الاحاجي، وترانيم الهدهدة، هي مساحة انفتاح تصورهم ورؤيتهم للعالم، لكنهم يبتغون ترانيم تعيد صياغة الاشياء بما يبني القادم من الزمن.
ليأتي صاعدا لمساءلة الشاعر حول بهاء الغناء الموهوب له:
بأي القداسات امتلكت رسالة اللغة البهية/ حنجرة القصيدة، كي تنسج هذا النشيد ماشياً على تضاريس الاشياء جميعها؟

هل كنت
بدءاً
سيد الاشياء
حين اخذت ناصية النشيد..؟ هكذا تبدو حالة السؤال الذي يسعى لتأكيد اجابته بذات البنية الخارج بها، بذات الصرامة المؤسس بها لعنصر تكونه كضرورة ملحة لانتاج اجابة كافية لتحديد شغف السؤال بإيضاح المعرفة. ..............

ونكتب اشعارنا
بالسكاكين
فوق الجدار.

بائن أن مفردة (النشيد) تشكل حضورا كثيفا في نصوص المجموعة بارادة ترفع من دلالتها لمصاف يؤكد شراهة الشعر كرؤيا تكشف عن الخباء في ازمنة العالم ، حتى الرثاء يأتي حاملاً شهوة النشيد بقامة الوطن/ بقامة صوت شعري هائل في الابداعية السودانية، ذلك محمد عبد الحي، حين يرثيه الشاعر عصام عيسى يحرص على توطين النشيد كعلامة بائنة في ممارسة ذلك الراحل.

كنت الذي سيقت له بحذافيرها الارض
فاشتهي ما اشتهى
وطنا للنشيد
أو وطنا للنشيد

اذن هي سلطة الخروج عن عادية الاشياء واجتراح امكنة جديدة لمسرح القصيدة الباحثة عن وجود مدرك لفضاء تتحرك فيه اللغة الشعرية كمدى لا متناهٍ ينسجم مع رهانات عديدة تسعى الكتابة لتجذيرها في بنية اللغة كحركة قادرة على كشف الساكن واستنطاق الصامت في كائنية الاشياء.

ويضحك وجهك.....
تشهق كل البنايات
او يفرك الضوء جبته
من شهوة الامس
آه ... يعتريني المقام ...
ويصحو النشيد.

ليمتد انفلات النشيد من رهق الصالات المغلقة سائحاً في البعيد كمن يكسر دورة الفصول ، متداخلاً مع المواسم في إلفة تزيل عن اقاليمها الحضور الركيك.
فات النشيد الى البعيد
ورثت لهاتك اغنيات الريح
وانعقد الرهان.

هكذا تتنزه قصيدة عصام عيسى في بناء رؤى من السحر الشفيف المتأمل بارتكازات واعية لمساحات اشتغاله الرامية لتأكيد مشروع شعري يؤدي طقس خروجه: كلغة، فكرة، رؤيا لا يعني حالة صمت تالية واندثار على ذيل الريح بل يعني حالة رهان تسعى كثيفا الى كتابة القصيدة كضياء يهدم كوى الصمت والركون والتقوقع في كهوف العادي، يفتح مدارات من اللغة المتحركة اماماً حيث الخروج لا ينتهي.

ماذا اخرج هذا الشاعر عن بلدته ذاك الفجر ؟
بدءاً يتسلل اصحاب المهن الصفراء
ارباب الرتب الوسطى في الجيش
والاجراء الليليون
فزوجات الفقراء
اما ان يطأ الحافر جلباب الشعراء
هذا والله أوان القعقعة الكبرى
فقوموا،
لا يبقى هذا الشاعر مرتحلاً حتى الشط ـ الزيف
ان وراء رحيل الصوت الراعف فينا
زمن التيه ...
قوموا يرحمكم ربي..

هي الكتابة حين تأتي بزمن الغرابة الممكنة والاناشيد الهاربة من التعاطي العادي مع المشاهدات اليومية، تمشي نحو مدارج الغنائىة الماسكة على جمر الرسالة الابداعية كروح تلمس خبايا الدم الماهر في نسيج اللغة، مسائلة الاشياء عن دور افعالها في تحريك البيئة الحاملة لوجودها.

Post: #30
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: zumrawi
Date: 05-22-2004, 10:29 PM
Parent: #1

لقاء جميل ابان فيه عصام
علاقة الذات والقصيدة وحركيتهما
كذلك اثر والده فى نشاته/قصيدته
شكرا خالد الحاج

Post: #31
Title: Re: في أسبوع الحب والشوق (حوار مع الشاعر عصام عيسي رجب) أجراه عبد المنعم /
Author: خالد الحاج
Date: 05-25-2004, 08:37 AM
Parent: #30


أمسِكوا عليكم سُلافَكم ..... لا طاقةَ لي بكأسٍ أخرى، فروحي توشِكُ أنْ تَثْمَل ....
أحبتي،

سلاماً سلاما ....

..... وثانيةً تدروشون خاصرتي بدفءِ احتفائكم .... لكأنكم تجهلون، مع سبقِ العلم والمعرفة، ما تفعله كلماتكم، والكلمةُ قد تفعل مثلما قال صلاح عبد الصبور، بنا نحن دراويش الكلمات ....

حسناً، تريدونني أن أحاكي سيرةِ ذلكم الخليفة الذي كان إن استبد به الطرب، جعل نعليه على أُذُنيهِ وأخذ يزحف من مجلسه حتى يقع عند قدمي المغني .... أو .... هو إذاً حالي وقد أنشدت ذات وَجدٍ ما/

"ماذا عليَّ إذاً،

وقد مَسَّني الوجدُ، لو أنني

عَلَّقتُ نَعْلي على أُذُنيّْ

ويمَمتُ شَطْرَ الغناء ..."

شكراً جميلاً لكم أيها الجميلون والجميلات، وغاية ما أرجوه أن تكون وهوهاتي المتناثرات هنا وهناك، قصيدةً أو حواراً أو أيما كتابة، عند حسن ظنكم فيها....

ما تراك تقول في حضرت من يحتفي بك فوق الإحتفاء، لا لشيء سوى أن جرأتك على النشيد آنَستْهُ حيناً من النشوة أو ....

محظوظة هي إذاً أناشيدي تلك التي تجد فيكم من يدفع عنها وحشة الصمت والسكوت .... ويا كم سكتَ ويسكت عنا الكاتبون .... ربما لم يصل الصوت بعد، ولكن أصواتكم الحميمة تشيء أنْ سيصل عاجلاً أو عاجلا ....

يكفيني تماماً سيداتي وسادتي، أن تهزوا نخلكم (والشجر أقلام أو ...) مثلما تكتبونَ الآن، حتى يساقط في الناس رُطَب ما أكتبُ (أتراه جنياً، أم تنصحون من يقرِّبُه إلى فيهِ أن يهرول إلى أقرب طبيب أسنان !!!!) .....

يكفيني أن أعبر خواطركم الرهيفات وترفَّ أطيافكم و طيفي عبر فضاء الإنترنت ....

أمد يدي فأصافح الجندرية وكأني الشاعر القديم مَنْ قال / لابد من صنعاءْ وإنْ طال السفر ....

أنادي على سولارا من وراء بلاد العم (وياله عم!!!) سام ....

أناجي خالداً وأحمد الملك وكأنَّ هولندا (فركة كعب) مني لا أكثر .... شكراً جميلاً أيهذا الجميل خالد وأنت تتكبد مشقة طبع هذا الحوار ونشره في الموقع ....

وأهتف / وينك يا رحمابي، فمسقط أقرب البلاد إلى صحرائنا هنا ....

أو فأقربُ منها الأمارات و سمبتيكو ولك العتبى في تأخيري تلبية دعوتك للقاء البالتوك، بس حيحصل ....

ويمتد بِسَاط النداء إلى رين

والمهندس أمدرمان

وشتات ومعتصم دفع الله في الرياض (رياض غير الصالحين) أو كما أدعوها كلما سخطت عليها وما أكثر ما أفعل ....

وإيهاب الطيب

وجورج بنيوتي

و وعشة بت فاطمة

وزمرواي

وملكة سبا

وراوية

والطيب بشير

و ......

أما نصار، صنو الخاطر والقصيدة، فتلك سيرة أخرى .... فهو كثير حسنِِ الظن بوهوهاتي .... ودونكم هذا الحوار (وتحيتي ومحبتي هنا لعبد المنعم، أين هو يا نصار؟!) ودونكم كتابته الحميمة عن "الخروج" حتى قبل أن يخرج في الناس .... أبداً يذكرني نصار وهو يربط على قلبي كل آنٍ وآن بصديقي الأثير الراحل معتصم جلابي الذي نشر علي غيمات محبته مذ أن لقيته منتصف 1993 وحتى رحيله المباغت في أكتوبر 1996، سنوات تعدها على أصابع يدك ولكنها لدي عمرٌ من "الحب والدفءِ والأغنيات" .....

أعدكم ألا أُكثر عليكم تدللي، وقد دعوتموني مرةً ورباعاً أن أضم صوتي المبحوح لجوقتكم، في حضرة هذا المنبر الجميل (سودانيز أون لاين)، أعدكم أن أفعل قريباً .....

مع محبتي،

عصام عيسى رجب