دكتور ابراهيم الامين .. الطيب مصطفى ... الصادق المهدي

دكتور ابراهيم الامين .. الطيب مصطفى ... الصادق المهدي


03-31-2011, 11:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1301567732&rn=0


Post: #1
Title: دكتور ابراهيم الامين .. الطيب مصطفى ... الصادق المهدي
Author: محمد امين مبروك
Date: 03-31-2011, 11:35 AM

Quote: أزمة القيادة في المجتمع الأبوي (5)
دكتور ابراهيم الامين
قبل إعلان تفاؤله المصحوب بالقسم أفادنا المهندس الطيب مصطفي بأنه وفي محاولة منه للجمع بين الرئيس والسيد الصادق سأل الأخير.. أيهما أقرب إليك المؤتمر الوطني أم الحركة الشعبية..فأجاب أن الحركة الشعبية أقرب إليه سياسيا والمؤتمر الوطني أقرب إليه ثقافيا.. سؤال غريب في عالم السياسة وفي بلد مواجهة بتحديات لا مجال للتعامل معها... إلا بالصراحة ووضوح الرؤية...وفي نفس العمود شن الكاتب هجوماً كاسحاً علي مبارك الفاضل.. إذ قال:لا شك أن مبارك الفاضل جاء مدفوعاً بأجندة الحركة ومعلوم تماماً العلاقة التجارية التي تربط الرجل بجنوب السودان بل والمشروع التجاري المشترك الذي كتبت الانتباهة عنه بين الرجل وعرمان والعمل الذي يزاوله أبناءه في الجنوب.
وفي عموده بالانتباهة عدد يوم 24/3/2011م عبر الطيب مصطفي عن سعادته بأن حزب الأمة بدأ ينهي حالة السيولة التي تقلب في رمضائها لبعض الوقت وأخذ يرجع إلي أصوله وجذوره وركز علي العلاقة بين المؤتمر الوطني كحزب.. وأفراد في حزب الأمة إذ اختزل الحزب في عدد من الأشخاص... الصادق المهدي، مبارك المهدي، مريم الصادق.. واللاعبين الجدد الفريق صديق وياسر جلال.. وتساءل بعد أن أشاد بالفريق وبياسر وبإدراك مريم الصادق المتأخر للمخطط اللئيم الذي كان عرمان وأبو عيسي يسعيان إليه لجذبها بعيداً عن مرجعية حزبها بل وعن والدها بحيث تشكل هي ومبارك ثنائياً خطيراً يمكن إذا تتطابقت رؤيتهما أن يجرا الحزب بعيداً عن مرجعيته الفكرية بل ويخطفانه تماما إلي غير رجعة.. وكالعادة حذر من مبارك..وتساءل:- هل يتخذ حزب الأمة قراراً كالذي أتخذه قديماً حين خرج من التجمع الوطني؟ وهل يدرك أن مستقبله يكمن في الابتعاد عن معسكر السفهاء أبو عيسي وعرمان ورهطهما..!! بهذه الصورة البائسة وصف الطيب مصطفي حزب الأمة.. حزب الأمة بكل تاريخه وتضحياته.. وأراد من باب النصيحة والشفقة عليه وعلي مستقبله أن يحدد له مسار جديد يختاره وهو اللحاق بالفرقة الناجية بالمؤتمر الوطني.
بداية أود أن أرد بموضوعية بعيداً عن الألفاظ الجارحة والبعيدة عن روح وقيم الإسلام وعن ما هو سائد في أدبنا السياسي من حوارات فيها الكثير من التطرف والتشدد وشخصنة القضايا.. أما الجزء الخاص بحاله الحزب الراهنة فالأخ الفريق أكثر معرفة مني بها وهو الأكثر قدرة مني علي الدفاع عنها بحكم أنه المسؤول التنفيذي الأول في هذه المرحلة.
الانتباهة والجدل حولها:
للانتباهة موقف معروف ومعلن عن فصل الشمال عن الجنوب وقد تم لها ذلك.. أما الجديد بالنسبة لها كما ورد علي لسان الطيب مصطفي هو الدعوة إلي توحيد أهل القبلة وتكوين قوي إجماع أخري بديلة لقوى الإجماع العلمانية الهلامية التي لا وزن لها بحيث تكون مرجعية قوي الإجماع الجديدة الإسلام.. هذا عمل جيد ومرغوب فيه.. أن تم في إطار المجتمع وبعيداً عن نطاق الإنقاذ.. بمراحلها المختلفة.. فالإنقاذ الإنقلاب امتداد لمشروع الشيخ حسن الترابي، والانقلاب العسكري لم تقم به الجبهة الإسلامية وإنما قام به المكتب الخاص وبعد نجاحه في 30 يونيو 1989م كانت الحركة الإسلامية أول ضحاياه.. إذ تم حل مجلس شوري الحركة الإسلامية في حفل مشهود وزعت فيه المصاحف اعترافا بدورهم في ماضي الحركة وإيذانا بإنزالهم إلي المعاش الإجباري وكانت النتيجة عند دكتور عمر محي الدين ذهاب المؤسسة وتفويض الأمين العام لرعاية مرحلة التمكين وتوسيع مواعين التنظيم الجديد"المؤتمر الوطني" الذي أصبح الشيخ في مقدمة ضحياه.. فقد ظن الشيخ الترابي والذين أشرفوا علي الإنقلاب أن مهمة الحركة الإسلامية قد انتهت وأن دولة المدينة قد قامت ومكة قد فتحت ودخل الناس في دين الله أفواجاً لذلك لا داعي للتمييز.. فتم حل التنظيم واستبداله بجسم هلامي.. وأضاف د.عبد الرحيم لقد فات علي الترابي أن دولة المدينة قد قامت بقيادة النبي صلي الله عليه وسلم.. الذي يتنزل عليه الوحي ورغم ذلك لم يقم دولته بطلقاء الإتحاد الاشتراكي وإنما أقامها بالعشرة المبشرين بالجنة وبالبدريين من أنصاره وأهل البيعات وقد فات أيضا علي الشيخ أنه علي الرغم من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي مدحه القرآن.. فقد حدثت في عهده رده كادت أن تشمل معظم الجزيرة العربية، ولم تكن الحركة الإسلامية علي عجلة من أمرها حتى تحقق إستراتيجيتها عبر إنقلاب عسكري.
وعلي الإسلاميين السعي وليس إدراك النجاح فالمجتمع السوداني ما زال يعاني من الجهويات والقبليات ودعاوي الجاهلية.. وما زال يحتاج إلي الإعداد الديني والتربوي والثقافي حتى يرقي ويرتفع تلقائياً إلي مستوي الدولة الإسلامية. سيما وأن الدولة يبدأ بناءها بالقاعدة ولا تأتي من فوق فالدولة الإسلامية وليد شرعي للمجتمع تأتي منه ولا تفرض عليه وهي عملية طويلة Long Process من الإعداد والاستعداد والسعي عبر النفير الاجتماعي لبناء الدولة الإسلامية... بقيام الإنقاذ دخلت البلاد في مرحلة أهم ما يميزها ارتفاع صوت التيار المتشدد ففي 11/1/1991م جاء في صحيفة الإنقاذ الآتي: أنه من الحقائق والمسلمات أن كل الذين وقفوا ضد الشريعة الإسلامية سواء عن طريق القول أو الفعل أو القلم أو حتى السكوت يجب أن يبحثوا لهم عن ملة ينتمون إليها غير ملة الإسلام ويجب أن يبحثوا عن أمة ينضمون إليها غير أمة محمد صلي الله عليه وسلم.. وأن الحديث عن سلبيات في التطبيق ما هو إلا محاولة ساذجة لإخفاء الهدف الحقيقي وهو إبعاد الشريعة نهائياً..
وفي كتابه الإصلاح السياسي أشار د.عبد الوهاب الأفندي إلي أن أول المطالب التي توجه بها النظام إلي أنصاره من الإسلاميين بعد حل التنظيم.. تمثلت في تزويده بالمعلومات.. نتيجة لهذا أصبح التنظيم القديم لفترة أشبه بفروع الأمن وبالتالي فان علو جهاز الأمن قد تبعه أيضا اصطباغ أسلوب تعامل النظام بأكمله بالعقلية الأمنية وكانت الجبهة الإسلامية قد تحولت بكاملها إلي جهاز امن المجتمع وبالتالي استعاضت عن العمل السياسي بالإجراءات الأمنية.
... وبعد قرارات 4 رمضان الشهيرة حدث تحول في مسيرة الإنقاذ.. قال الدكتور الترابي.. أن الحكومة لم تعد إسلامية لأنها تخلت عن مبادئ الدين وارتدت عنه(الترابي ندوة الأبيض) ألوان 8/7/2000م وأن إبعاده عن السلطة كان محاولة لابعاد كلمة الإسلام وأصول الدين(صحيفة الشارع السياسي)25/2/2000م وقال أيضا أن الحكومة فأقمت الهوة بين الشمال والجنوب بسبب نقض العهود والمواثيق.. وأنها تمارس الغش والخداع ووصفها بالفساد والعمالة لأمريكا ولمصر وطالب بالحريات العامة.. وفي رده علي الترابي قال البشير أن الحكومة لازالت إسلامية وأن منهجها هو الجهاد والشريعة (صحيفة الرأي الآخر)25/2/0200م.. وحمل الترابي مسؤولية ما قامت به الحكومة حتى أوانها حيث قال: لقد جئنا في الثلاثين من يونيو كعسكر لتمكين الإسلام ولم يكن أمامنا نموذج إسلامي أو مثال يحُتذي به، واوكلنا أمرنا لفقهاء البلد وعلماءها وعلي رأسهم الترابي الذي كان وراء كل القوانين المدنية والجنائية وحتى الدستور لم نعمل به إلا بعد أن أفتي فيه الترابي بشخصه وبمجلسه الصحافة 26/2/2000م... أما البروفسير إبراهيم أحمد عمر فقد قال أن إزاحة الترابي لا تعني إزاحة الإسلام عن الدولة رغم أن الترابي يعتبر أن وجوده علي قمة السلطة الفكرية والتنفيذية أمر يعتبره جزءاً من الإسلام- صحيفة ألوان 28/2/2000م.
في تلك المرحلة تفجرت الصراعات وتمايزت الصفوف بين القصر والمنشية.. ومن الأمثلة التي تستحق الوقوف عندها.. رد نائب برلماني علي السؤال الآتي: هل أنت مع القصر أم المنشية أجاب: أنا مع القصر ولو كان في داخله غردون باشا!!
إفادات من قيادات إسلامية:
من أفواههم:-
... كتب د.عبد الوهاب الأفندي في صحيفة القدس مقالا عنوانه التجربة السودانية في استئصال الحركات الإسلامية أثبتت أنها الأنجع... تحدث فيه عن اجتهاد الحكومات في البلاد الإسلامية في تحجيم وإضعاف الحركات الإسلامية واستئصالها سياسيا واستخدمها لأساليب مختلفة قتل تعذيب تشريد ولكنها لم تحقق نجاحاً يذكر.
هذه الحكومات عند الأفندي ضلت الطريق.. لأنها لم تستفد من تجربة الحكومة السودانية وهي الوحيدة التي حققت النجاح الكاسح والحاسم في استئصال الحركة الإسلامية فالسودان البلد الوحيد في العالم الإسلامي الذي لو تقدم فيه مرشحو ما يسمي بالحركة الإسلامية للترشيح للمناصب العامة في انتخابات حرة فإنهم سيتلقون علي الأرجح الصفع علي الوجوه والضرب بالنعال علي القفا فضلا عن أن يتلقوا الأصوات المؤيدة... ولعل أنصار تطبيق الشريعة الإسلامية سيكونون أشد رفضاً لهؤلاء الإسلاميين!! وأشار د. الأفندي إلي الرسائل المتبادلة بين الشيخ حسن ود. غازي وما جاء فيها من اعترافات بما أصاب الحركة الإسلامية في صورتها ومصداقيتها حسب ما ورد في رسالة د.غازي فما عاد خطابها مقنعاً للجماهير التي تجاوبت مع تجربة حكمها.. وفي رده علي د.غازي... يعترف الشيخ بأن انشقاق الحركة كان له أثر آخر أخطر.. وهو أن المشروع الإسلامي لإحياء المعاني وإقامة النظم السياسية والاقتصادية إصابة إبهام في المعالم الأساسية وراء الشعار وإضعاف إيمان الجمهور بطن بعسر إيقاعه في الوقت الحاضر.. وهذا أخطر بحيث تصاب الحركة عسي أن يبدل الله خلفاً ينهض بالمشروع أما حين تصاب معها دعوة المشروع ومثاله فذلك يبعد الناس عن الدين في الحياة العامة ويميت واقعه حتى يحي ويتجدد ويحيا له خلف ارشد.
-وعن الأساليب البعيدة عن القيم الإسلامية أشار د. الأفندي.. إلي المؤتمر الوطني الذي يدعو المهندس الطيب مصطفي قيادة حزب الأمة الانضمام إليه.. ووصفه بأنه كيان مصطنع ابتدعته الحكومة لحشد أنصاره الطيعيين.. ويكفي أن نشير هنا إلي أن ربع أعضاء المؤتمر من الجنوب وغالبيتهم من غير المسلمين.. أما جل الباقين فهم من اصطفتهم الحكومة لولائهم وكثير منهم لم يسمع أو يعلم عنهم تأييد للمشروع الإسلامي... وقد استخدمت الحكومة أساليب ميكافيلية لحسم الصراع داخل المجلس لصالحها... فلجأت إلي الرشوة والابتزاز والترهيب وغير ذلك لضمان الأغلبية في المؤتمر.
ووثق د. الأفندي لما جاء علي لسان أحد أنصار الشيخ المقربين عن ما حدث بعد الانشقاق.. إذ قال: إن كل أصحاب المناصب والمكاسب انحازوا إلي معسكر الحكم حرصاً علي مصالحهم وانفضوا من شيخهم الترابي وأضاف.. بل أن كثيرا ممن انضموا إلي الترابي لم يفعلوا إلا لأنهم خسروا مواقعهم.. وكان تعليقي والحديث للأفندي... إذا كان رأيكم والشيخ الترابي هو أن زعماء الحركة الإسلامية التي نشأت لإقامة الدين والتضحية بالنفس في سبيله طلقوا المبادئ واحترفوا الجرئ وراء البطون والجيوب فإن هذه هي المصيبة والقارعة التي توجب الأسف لا إقصاء أو سجن الترابي.
-جذور الأزمة عند الأفندي تعود إلي إستراتيجية متعمدة اتبعتها قيادات الحركة وعلي رأسها الترابي لتدمير البنية الأخلاقية للحركة.. وقد بدأت هذه الإستراتيجية منذ فترة التحالف مع نميري حيث تم استخدام ارصده الحركة في الحكم والبنوك الإسلامية وغيرها لاستيعاب المؤيدين ومكافأة أهل الولاء وتعزز هذا التوجه بعد الانقلاب ووقوع الدولة وأرصدتها في يد القيادة.. مع تبني إستراتيجية تفكيك وتدجين الحركة.. وكانت هذه الإستراتيجية واعية ومتفقاً عليها... ولتأكيد ما ذهب إليه تحدث الأفندي عن رسالة من مسؤول كبير في مطلع تسعينات القرن الماضي رداً علي رسالة من الكاتب تطالب بمراعاة وتعزيز الدور الأخلاقي في الحكم.. وقد جاء في رده ما يلي: أنه شخصيا أصبح لا يؤمن بأي دور للعامل الأخلاقي بعد تجربته في الحكم واستخدام التعبير الانجليزي Cynical وهو من يؤمن بهامشيه الوازع الأخلاقي لدي الخلق ويؤمن بان الجميع تقودهم بطونهم وتحفزهم مصالحهم الدنيوية العاملة.
- الحركة الإسلامية في رأي الكاتب دمرت من الداخل علي أيدي قيادة كانت تري أن وجودها عائقا في سبيل الهيمنة الكاملة علي الدولة.. وليس هذا غريبا علي الأنظمة الشمولية.
أفاده دكتور بهاء الدين حنفي
جاء في إفادة الدكتور بهاء الدين حنفي.. مهندس مذكرة العشرة الآتي:-
ظلت الحركة الإسلامية طوال تاريخها تعيش في غيبوبة فكرية وظل كل زادها الفكري عبارة عن شعارات لا غير.. والترابي هو الذي يحسم الخيارات التي تسمي زوراً وبهتاناً بأنها خيارات فكرية.. وعن غياب الفكر عند قيادات الحركة قال عندما انظر علي مدي 25-30 عاماً إلي قيادات الحركة الإسلامية بعد الثورة التصحيحية بعد عام 1972م.. أجد كل القيادات التي توالت والذين يتم اختيارهم لمواقع قيادية لا وجود للفكر عندهم.. لديهم مقدرات تنظيمية وسياسية... لكن لا بد للسياسي أن ينعكس فيه كل عناصر المواهب وعناصر الحركة هذا ما افتقدته.. وهذا ما درجت أقوله منذ أواخر السبعينات.. مثلا ماذا يعني أن يوجد مكتب سياسي من 15 شخصاً لا تجد فيه أكثر من 2+ حسن الترابي يمكن يقال عنهم سياسيون والبقية لا تعرف سياسة ولكن لهم مواهب أخري.. وكاتب هذه السطور يجب أن يعترف بأن الحركة أفضل حالا من أحزاب أخري لها قيادات لا تعرف سياسة وليس لها مواهب أخري!!
وتساءل حنفي.. أين الرأي السياسي التحليل.. التنبؤ وقراءة المستقبل.. هذا كان معدوم ويمكن أن أذهب ابعد من ذلك وأقول أن هناك مسعاً منظماً منذ سنوات لاستبعاد العناصر الفكرية من المواقع التي تتخذ فيها القرارات.. فقيادة التنظيم كانت حريصة علي أن تغيب الرأي الآخر وإلا تطرح بدائل لأرائها.. فالرأي واحد معه أو ضده.. هنا لا نجد للفكر مقام ولا مقال إلا في الجلسات الخاصة والونسات.. وكل المبادرات الصغيرة وال########ة كانت تقمع.. حركة الكرنكي مثلا.. وتعاملت قيادة الحركة الإسلامية بقسوة مع جعفر ميرغني لأنه تبني مدرسة تربوية!!
الإسلام والانقلابات العسكرية:
الإسلام الذي تبني عليه الحركة الإسلامية ايدويولوجيتها ومشروعها الفكري لا يقر مبدأ الاستيلاء علي السلطة عبر التأمر والانقلاب.. فالحكم مسؤولية.. والدولة في الإسلام ليست ركنا دينيا بل هي واجب بما يمليه العقل والمصلحة لعامة الناس لا لفئة بعينها وقد وضع الإسلام شروطا لآليات تأسيس هذه الدولة وقيوداً علي سلوكياتها وحدد لها واجبات من ضمنها إقامة الشورى وتوفير الحريات وإقامة العدل وأداء الأمانات وإدارة علاقة المسلمين بغيرهم.. ويؤكد الشيخ الغنوشي أن الأمة الإسلامية وجدت أولا بعد ذلك أوجدت الدولة ورغم أن الدولة في صورتها النموذجية لم تعمر طويلا إلا أن ازدهار الأمة كان أطول من ذلك بكثير نظرا لقدرتها الأهلية الفائقة علي البقاء رغم فساد الدولة.. كما يشهد ذلك ارثها الحضاري الفائق الثراء حتى في اشد عصور الاستبداد السياسي..ومن هنا علينا أن ننتبه إلي أن الإسلام ركز علي التربية وعلي الفرد والمجتمع.. لسبب بسيط وهو أن الدولة إفراز طبيعي للمجتمع.. لذلك يقال أن صلاحها مرتبط بصلاح المجتمع...كما أن الإسلام لا يجيز استخدام القوة والقهر لإدارة الدولة بفرض وجهة نظر.. وأن كانت وجهة النظر هذه تعبر عن الإسلام- لا أكراه في الدين..هنا يكمن الفرق بين الدين والايدويولوجية الدينية بين الإسلام.. وهو رسالة خالدة محورها العلاقة بين الإنسان وربه.. واجتهاد المسلمين وهو قابل للصواب والخطأ... والمشروع الذي يدعو الطيب مصطفي إلي اللحاق به.. أصبح لمفكريه وسياسييه رأي فيه.. هذا لا ينفي أن تكون هناك دعوة لمشروع جديد له مرجعية إسلامية حقيقية.
د.إبراهيم الأمين