مسجد برخت

مسجد برخت


12-12-2010, 06:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1292131165&rn=0


Post: #1
Title: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-12-2010, 06:19 AM


مسجد برخت


رأيت فيما أرى وأنا نائم أن أحدهم سرق سيارتي من موقف في الخرطوم بحري. وأني ذهبت لأقرب نقطة شرطة
وجلست إلى الضابط وحكيت له وأخذ هو ما أراد من البيانات. وكنت أثناء انخراطه في الكتابة أجيل النظر
حولي وقد بدا أني أعرف المكان.
نعم. لقد كان مسجداً وها هو، يا سبحان الله، صار نقطة شرطة.
ورأيت من مجلسي سقف الحجرة يتحوّل الي شكل مخروطي متحرك إلى أعلى تماماً مثل خلاط الاسمنت الذي
تراه أمام مبنى تحت التشييد. واعتقدت أنهم، ربما، تركوا مئذنة الجامع كما هي على الرغم من أن دوران الخطوط
المخروطي كان يصدر أصوات أكثر إزعاجاً من تلك التي تصدرها المآذن ، عادةً.
جلستْ على منضدة مجاورة إثنتان من بنات الليل أمام ضابط آخر. أزعجني مشهد بنات الليل في عز النهار.
وتمنيت لو انسخطن وطاويط.
وليتني ما ذكرت الوطاويط فلقد اندفعت من الحفرة المخروطية عشرات منها وبدا من طيرانها المتعرج حولنا
أنها تستهدفني أنا والضابط ولكن الضابط لم ير الأمر كما رأيته فبدا ساكناً وعاكفاً على كتابة ما كان يكتب.
ولم يكن واضحاً لي ما فعلته بي الوطاويط لا في الحلم ولا بعد أن صحوت!
قبل أن تهدأ عاصفة الوطاويط غيرت المرأتان مجلسيهما فصارتا قبالتنا وقد انحسرت عن افخاذهن الثياب وضحكن
حين بدا أنني نسيت تماماً واقعة الوطاويط. وقام الضابط الذي كان يجلس إليهن وهو يلف ذراعه بالثوب الذي نزعه
من إحداهن وصعد إلى أعلى في ذلك المخروط وفي يده بعض الملفات داخل غلاف عليه صور فاحشة.
هتفت نحوه بفرح:
- هذا المكان كان مسجداً في السابق. أليس كذلك؟
حاول أن يلتفت نحوي لكنه، حسب رواية طويلة لم أصدقها، لم يستطع فأجابني وهو يستأنف صعوده:
- لا لم يكن مسجداً.
وفجأة زال ما به من طارئ فإلتفت إليّ مبتسماً ابتسامة رؤفة وأشار أن أتبعه.
سرنا في اتجاه معاكس، تتراقص على جنبيه نساء حسناوات، صوب باب الخروج من نقطة الشرطة وقال لي:
- تعال معي!
ركبنا سيارة حكومية قادها هو مكتوب على جانبها آية قرآنية لم أتبين ماهي رغم أنني راجعت سريعاً في
ذهني، وبلا توّقع إيجابي، ما إذا كان هناك آيات تنفع في وصف ما تفعله الشرطة.
قاد الضابط السيارة عبر شوارع لم أشهدها من قبل ولسبب من حرصي على السيارة المفقودة انتبهت لمعرفة
خط سيرنا وبي شئ من الاطمئنان أن الضابط كان يقودني إلى مكانها.
قال الضابط وكان من النوع الذي لا يلتفت إليك وهو يحدثك أثناء قيادته للسيارة وهو أمر جيد:
- الناظر حسين. عمك أليس كذلك؟
قلت له بلا دهشة:
- نعم.
- أتذكر أيام كان في كوستي؟
قلت له باهتمام:
- نعم!
صمت ثم قال:
- يعني ألم تذكرني؟ لقد كنت تأتي لهم في الاجازة المدرسية وكنا نلعب سوياً. كنا دفعة يارجل ألا تذكر؟
وقبل أن يمنحني فرصة للتذكر قال:
- طبعاً كنت أحب بنت عمك سهير وكنا سنتزوج لولا الظروف!
وتسمرت عيوني على (بروفايله) فهو لم يلتفت إليّ حتى وهو يقول كل هذا البهتان. وأحسست بالمؤامرة
أو اي شئ مماثل لها. فالرجل كاذب في أمرين وكذبته في ثانيهما كانت بلقاء تماماً.
أولاً لا يمكن له أن يكون دفعتي حتى لو كان مدير الشرطة. بل حتى لو كان وزير الداخلية الأسبق.
فهو ببساطة (شافع) بالنسبة لي أنا الباحث عن سيارتي على أطراف أرذل العمر القريبة.
وثانياً ماذا قال عن إبنة عمي سهير؟
يا للبهتان!
سهير لم (ولن) تعرف ولم تحب (ولن) رجلاً غيري فهي ببساطة زوجتي (دائماً) وأبنائي منها تاجر
وسمسار أراضي وغيرهما...
وتصاعد الدم الساخن إلى وجهي ولكني تذكرت السيارة فقلت له:
- إلى أين نحن ذاهبان؟
قال لي:
- وصلنا
وتوقف أمام مسجد ضخم مبني على طراز موغل في الفخامة. قال لي:
- هذا هو المسجد الذي عنيته أنت.
ثم نزل من السيارة ومشى أمامي نحو بوابة المسجد. وقبل أن يدخل إلتفت يدعوني بإشارة ملّحة من يده.
فأشرت لدكان صغير قبالة المسجد وصحت:
- أنتظرك هنا.
ذهبت تحت شمس حارة نحو الدكان الذي تحوّل لكافتيريا مألوفة لي ولكنه عاد، بغتةً، دكاناً باهتاً.
وجدت عنده بيبسي بارد. اشتريت زجاجة وشربت نصفها دفعة واحدة من الغضب وفار نصفها الآخر واندلق
على ملابسي فطفقت ألحسها كال ك لب المسعور. ورأيت على (بنك) الدكان لافتة مكتوب عليها:
هل تستخدم الشرطة المعلومات لنسج الأكاذيب عن الناس. ثم ثانياً متى تم ترحيل مسجد من مكانه؟
لم أسمع مثل هذا الهراء قبلاً.
وتبادلنا أنا وصاحب الدكان نظرات حائرة.
وبعد ثوان خرج الضابط في ملابسه العسكرية المرتبكة وحوله مئات من المصلين في جلابيب بيضاء.
ولكي أداري حرجي، ولأن عشرات من الرجال كانت تشير إليّ، قررت أن أضيع وسطهم وكان الغاز
يواصل تدفقه العارم من فوهة زجاجة البيبسي. وبينما أنا أحاول إبصار ما تبقى من غاز في قاع الزجاجة،
بحسب أوامر من شرطي آخر برز فجأة، أحسست بيد غليظة تهزني وهتف عثمان:
- قم يا زول. كم مرة أصحيك. هيا نلحق الجمعة!
قلت له وأنا مستسلم تماماً لحالة حيرة وغيظ فاترين:
- طيب دش سريع!
عند خروجي من الحمام حكيت له في ما يشبه الشكوى حكاية الحلم والسيارة وما أدراك.
فقال لي:
- ومنذ متى عندك أنت سيارة؟
ولم أشاركه الضحك بل قلت له كأنني اكتشفت ما يتمناه اليوم:
- سنصلي الجمعة في مسجد لم يحدث في الخرطوم بحري!
قال لي مفجوعاً:
- بحري؟ قعدة ما أمشيها في بحري وتريدني أذهب لصلاة؟
وخرجنا في سيارة زوجتي المرسيدس الجديدة تقودها هي لأنها رفضت أن تخليني أسوقها لسوء سجلي القيادي.
ولم تخني ذاكرة المكان فسرنا بطرق صحيحة رغم أن المباني التي مررنا بها كانت غريبة علينا.
وسألتني سهير وهي تتفادى أحدهم لاح في طريقها ثم تلاشى:
- هل أنت متأكد من وجود هذا المسجد. وأضافت:
- وماله مسجد الحي ؟
قلت لها بإقتضاب وكنت أفضل أن أشتم ذلك الشبح الذي تلاشى:
- المكيف متعطل.
وأضاف عثمان:
- والخطيب دمه ثقيل!
وسد الأفق فجأة ذلك المسجد المهيب المبني، بلا شك، على غرار مسجد عظيم في مكان ما من الدنيا.
قلت لسهير:
- ما تنزلي معانا يا حاجة!
فكرمشت وجهها وانطلقت نحو سوق الخضار كما قالت!
وفوجئنا أنا وعثمان بجيش من رجال الشرطة يتوسطه شخص مدني واحد يخرج من المسجد.
سألت عثمان:
- فاتتنا؟
ولم يكن هناك. لم أجده.
بحثت عنه وراء كل الأجساد الشرطية التي لا حصر لها وأنا أصرخ:
- عثمان! فاتتنا يا عثمان؟ فاتتنا يا عثمان؟
وصادفت اليد الصغيرة الناعمة بصفعتها أنفي. فتحت عينيّ مذعوراً
فقالت لي:
- جدو قم! صلاة الجمعة.
صرخت فيها: يابنت طيري! جمعة في عينك!
وأغمضت عينيّ مرة أخرى وضيقت ما بين جفنيّ أبحث عن شئ آخر غير النوم وسمعتها
تقول مبتعدة:
- سأذهب لوحدي!
حفيدتي ذات الخمسة أعوام!
[/size]

Post: #2
Title: Re: مسجد برخت
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-12-2010, 07:58 AM
Parent: #1

ننفلت من بين براثن حلم
إلى آخر
وبينهما لا يتوانى السرد
يأخذنا من معنى
إلى معنى

وفي المعاني
نقبض على الامتعاض
من تطاول لا يفتأ
يساوي بين النقيض والنقيض
.
.
.

يعج النص بالدلالات التي لا تسلم قيادها من أول وهلة قراءة
لكنها تحاصرك بأبعاد لا حصر لها



هل صحوت حقاً..!!

أني لا أظن ذلك البتة.




منسوجٌ حرفك بالبهاء

شكراً لأنك رششت صباحي بفرحٍ خلاب
رغم كل شيء

Post: #3
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-17-2010, 08:01 AM
Parent: #1

*

Post: #4
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-17-2010, 08:01 AM
Parent: #1

*

Post: #5
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-17-2010, 08:01 AM
Parent: #1

تكرر

Post: #6
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-18-2010, 05:28 AM
Parent: #5

تكرر

Post: #7
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-18-2010, 05:29 AM
Parent: #5

تكرر

Post: #8
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-18-2010, 05:29 AM
Parent: #5

تكرر

Post: #9
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-18-2010, 05:29 AM
Parent: #5

آسف لتكرار ما تكرر
الغرض في النهاية هو رفع البوست الذي لم يجد حظه للسبب الموضوعي
الأهم (واقعة الجلد الرهيبة).
يا بلة محمد الفاضل
وحدك الذي انتبه للشئ. ودائما سباق (محمود الصباغ)
لك شكري

Post: #10
Title: Re: مسجد برخت
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-18-2010, 11:00 AM
Parent: #9

وهل نأسف على التحليق
محاذاة
للروح التي ترفرف
حاملة للجمال


إننا نرفرف





فلنرفرف إذن

Post: #11
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-18-2010, 11:39 PM
Parent: #10

راسي بقى زي بتاع الالينز Aliens
ناس إي تي وكدة!
بالمناسبة قبل فترة تحاورت مع غسان ولدي (22)
محتج لديه لانو بيمشي مع صوماليين (وهم فيهم كثيرون من السيئين هنا في كندا)
وكل غرضي كان انو أخليهو ما يصاحب أو يتزوج صومالية. ساكت كدا
باقي تسلط من أب سوداني قديم (وهذه تعني من السودان القديم ولا تشير للعمر)
قام قال لي: يعني عايزني أمشي مع الوايت white kids
قلت ليه: مثلا (مع انو ديل ذاتم أنا مكجنم)
قام قال لي جاداً: يا بابا انت ما عارف انو الوايت ديل ألينزaliens!
وبالجد كدا بدت لي فكرة مدهشة واستغربت لماذا لم أتوصل لها من قبل مع انني
باحث دؤوب عن مذمات الرجل الابيض وسبل التنكيل به!
__________________
واتذكرت قصة شبيهة لكن ما ح احكيها هنا لانو البوست دا للشعر بس ويمكنك
الحصول عليها في بوست اسمه (سجل لي) في سودان فور اول بس لسع انا ما كتبتها!!!!

Post: #12
Title: Re: مسجد برخت
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-21-2010, 09:56 AM
Parent: #11

.
.
.
.
بالطبع هرعت إلى السيد قوقل
فلا ناقة لي في الإنجليزي
ولا جمل
بحثاً عن الألينز
فلم تفدني الترجمة الحرفية لها
في إدراك المغزى بشكل جيد
ومن ثم هرعت إلى سودان فور آل
عسى ولعل
ولم أجدك قد أنزلت بعد
ما قد يشفي غليلي

غايتو يا رائع
تمترست في اللغة التي قد أفهم
وليحفظ الله لك أبناءك يا شاب
وأظنه قد أفحمك غسان (22 شهراً)
مما يجعلك في وضع لا تحسد عليه في تمسكك بتسلط قديم
وأظنك صديقهم من تحاوركما وهذا هو الأصح


لك حبي واعتزازي
ودمت محلقاً

Post: #13
Title: Re: مسجد برخت
Author: mustafa mudathir
Date: 12-23-2010, 03:36 AM
Parent: #12

سلام بلة
الالينز هم مخاليق زعموا انها قدمت من الفضاء الكوني. وتشبه الانسان شكلا ولكن ودائما
يكون رأس الواحد منهم أكبر من جتته كناية عن سعة عقله وتعاظم رصيده من القيقابايتات
(أوعى دي تكون ما عندك)
أها في اللغة الانجليزية الأليّن هو الغريب نقطة. حتى قسم الاجانب في بعض مكاتب
العديد من الدول يسمى قسم الالينز!
ياخوي الليل ألينز وأنا ماشي أنوم تصبح سعيد!