قبل أن تجف الدماء...دُقَّ اللضينة واعتذر له!!

قبل أن تجف الدماء...دُقَّ اللضينة واعتذر له!!


02-05-2005, 05:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=307&msg=1240454584&rn=0


Post: #1
Title: قبل أن تجف الدماء...دُقَّ اللضينة واعتذر له!!
Author: shazaly gafar
Date: 02-05-2005, 05:59 AM

قبل أن تجف الدماء..ا
دُقَّ الِّلضينة واعتذر له!!
شاذلى جعفر شقَّاق
من عجائب ما قرأتُ فى صحافة الخرطوم صاحبة الخلاخل والأسورة وضاربة الطبل والدفوف,أن وفداً اتحادياً يقدِّم التعازى لأسر الضحايا ببورتسودان ويتفقَّد المصابين بالمستشفى.
كما يطالب المؤتمر الوطنى حكومة ولاية البحر الاحمر اجراء تحقيق شامل لمعرفة ملابسات الظروف والحيثيات التى أدت الى سفك الدماء فى مدينة بورتسودان خلال الايام الماضية وتحديد الجهات المسئولة ومحاسبتها!!ويتهم نائب الامين العام للمؤتمر الوطنى جهات خارجية وداخلية فى تنفيذ مخطط لخلق فتنة عرقية بشرق البلاد ,انها حجوة(ام ضبيبينة)التى درج عليها نظام الانقاذ فعندما يعطس فى وجهه أى كيان قبل ان يشمته يشيح عنه ويتهمه بنقل عدوى المخططات الاجنبية ,با للتناقض ويا لللعب بالحبلين كيف يتسق هذا الكلام والانقاذ تعلن اعترافها بقضية الشرق,فهذا هو والى ولاية كسلا يصدر قراراً بحظر الاجتماعات والتجمهر فى الطرق والاماكن العامة حيث يقول فى الفقرة (3)من قراره هذا(ان للشرق قضية تعترف بها الدولة وتوليها عنايتها الخاصة وقد تم الجلوس مع تنظيم البجا مراراً و..)وهذا الاعتراف يعنى ان القضية لا تحتاج الى دفع اجنبى واذا احتاجت فهو ليس غريباً فى عالم السياسة فكلمة (مراراً)فى قرار الوالى تعنى ان المشكلة لم تحل بعد كما ان المخططات الخارجية والايادى الاجنبية على أهبة الاستعداد للصيد فى الماء العكر وملء أى فراغ تعجز عنه الحكومة ,ويتواصل التناقض فى الفقرة (4)من القرار (اتاحت حكومة الولاية كل الحرية لتنظيم مؤتمر البجة بالداخل لممارسة نشاطه بحرية كاملة ودون حجر بما فى ذلك التواصل مع المجموعات الموجودة بالخارج)فما لكم كيف تحكمون وما لكم تقولون ما لا تفعلون يا هؤلاء ان المظاهرات الشعبية هى عصب حرية النشاط السياسى رغم انها اضعف الايمان فى التعبير عن مطالب الشعب.
على كل حال شكراً للمؤتمر الوطنى لتقديمه التعازى فى ابناء البجة الذين لقوا مصرعهم على يديه,وشكراً له لوقفته الصلبة مع الجرحى الذين لحق أربعة منهم -حتى الآن-اخوانهم الموتى,شكراً لكوادر المؤتمر الوطنى رغم مشغولياتهم واعباءهم الثقيلة ومسئولياتهم الجسام حيث فرغوا بعد جهد مضنى استغرق اربعة ايام على التوالى يتحلَّقون حول (كبش)اتفاقية السلام يجيزونه او يجزِّونه او يجسِّونه بعد ذبحه بينما يذبحون ابناء البجة فى بورتسودان قبل جسِّهم ,وينزعون اجسامهم الهزيلة التى هدها السل والفقر والالم عن نفوسهم الكبيرة التى آثرت الموت على الذل والهوان والاستخفاف بانسانية الانسان.
وللغتنا العامية وامثالنا الشعبية خير ترياق للسم الزعاف,أن تصفعنى فى وجهى ثم تمسح على رأسى ,أن تقتلنى ثم تشيِّع جنازتى,أن تفجعنى فى اهلى ثم تقدم التعازى القلبية على طريقة(دقَّ اللضينة واعتذر له).
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه