قصة قصيرة/خارج التغطية

خارج التغطية
شاذلى جعفر شقَّاق
عندما لفظت الشمس آخر انفاسها فى حضن ذلك الغروب الباكى,خرج صديقنا أنيقاً ,حليق الذقن
يعطِّر شارع بيته الى حبيبة القلب.
ولمَّا كان فى قمة نشوته كانت خطاه تسير فى موكب الخيال الوريف, تعانق روحه السماء
ويركض قلبه خلف الغروب,حيث ينام فكره على أريكة الشفق,وتتمدد نظرته بين اليوم والغد
وتلتهم أحلامُه يأسَه,ويشرب النسيم أحزانَه.
كانت الحياة ترقص فى وجدانه رقصة الفرح,ويداه تدخلان وتخرجان من جيوبه كأُم العروس ليلة الزفاف,كأنه يبحث عن شيء فى يده أو يُخفى شيئاً لا يملكه.
ومن بين هذا الكرنفال الحسى يرنُّ هاتفه الجوال,فيُخرج علبة السجائر من جيبه ويضغط على زر الاستقبال ,ثم يضعها على اذنه ولكنه لا يسمع سوى الصمت.
وبعد ان يترجَّل عن رحلته فى مخيَّم الليل يكتشف ان هاتفه كان مغلقاً ,ويتذكر ان حبيبة القلب قد تزوجت فعلاً الجمعة الماضية.
بس!