أوَّل العـــام الدِّراســـى ..

أوَّل العـــام الدِّراســـى ..


06-23-2006, 12:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=307&msg=1240448385&rn=0


Post: #1
Title: أوَّل العـــام الدِّراســـى ..
Author: shazaly gafar
Date: 06-23-2006, 12:35 PM


أوّل العـــام الدراسى ..

إٌقــبال على المدرسة بلهفة ..

شعــور عميق فى تلك النفوس الطريَّة

يبارك هذه الخطوة المرحلية فى درب الحــياة ..

عــــناق ..ضحكــات.. قفشـــات .. مـــرح ..

وفجــأة صمت تفوح منه رائحة الكتب القديمة

والجديدة .. رائحة البلل فى الجــدار القديم ..

وملمس التراب النــاعم على أسطُح ( الأدراج ) و (الكنب ) ..

وأرضية الفصــل خرطة تائهة تخطُّها آثار مخلوقات زاحــفة
..
جايى

Post: #2
Title: Re: أوَّل العـــام الدِّراســـى ..
Author: shazaly gafar
Date: 06-23-2006, 02:47 PM
Parent: #1



جمع الورق وحرقه .. وبضعة أيَّام متثيِّبة - قبل بدء الدراسة -

يسمونها أيَّام النظافــة ..

عربة المشرفين عندما تلتقطها العينُ ؛ تقفز الى الذهن

عربة التطعيم ... لماذا ؟ ..

ربما لأنَّ قدريهما اتَّحدا ، فتناوبا على ذلك الزمان والمكان

المحــدَّدين ..!

كبير المشرفين ربع القامة ، بديناً ، وعلى خدِّه (شلخ )

مثقَّف .. محنَّك.. ساخر فى ذكــاء الغارس نفسه فى أيَّة بيئة

تسوقه الأقدار اليها .. خبيراً بالعادات والقيم والأعراف

المتباينة فى مســـاحة عمــله ..

كم كان رجلاً صالحاً لتنمية المجتمع بيد أنَّه اختار أجلَّها

وأسماها ؛ فتأبَّط معولَه وراح يُفلِح حقل العقــــــول ..

وكثيراً ما كان يتدخَّل فى قضايا المجتع التى تصادفه فى طريقه؛

وبخطبة صغيرة من شخصه المحترَم ؛ تُقـــال عثرةُ الحيــاة ..

وفى ذلك اليوم بينما كان يقدِّم المعلمون رهطَ المشرفين

- وفى مقدِّمتهم كبير المشرفين (استاذ الطيِّب ) - نحو عربتهم ؛ولولت

القرية ، وتهافتت المروءةُ المكســـورة الجنــاح ..!



جايى

Post: #3
Title: Re: أوَّل العـــام الدِّراســـى ..
Author: shazaly gafar
Date: 06-23-2006, 03:08 PM
Parent: #2


كانت (امّونه بتَّ الجِضـــيل) تصارع المخاض ...

وأعلنت النســاء فشــل القابلة فى الخروج (بها)

من نفق الوجـــع الى رصيف الأُمـــومة ..

كانت أسنانها متشابكةً .. عيناها مبْيَضَّتان .. وجبينها

يتصبَّب عــرقاً .. الموت يطــوف حول سريرها ..

وعربة المشرفين هى الوسيلة القدرية الوحــيدة التى

ستحــاول - ما استطاعت - الى ايصالها رغم الحُفر والرمال

الى مستشفى الدايات بامدرمان ..

وفى منتصف المسافة ,, وفى احدى قفزات العربة ؛ تأبى الروح

الاَّ أن تصعد الى سمــأء ربها ..

كان ذلك فى أوَّل أيام العام الدراسى ..

إن انس لا أنسى دمعــاً سكبه ذلك الاستاذ الطيِّب ..!!

هل تراه يبكى (امونة بت الجضيل ) كحالة خاصة ..أم حدث متكرِّر ؟

هل تراه يبكى آلامنا أم آمالنا الموءودة ؟

يندب الطفولة أم الأُمومة ؟

أم حظَّه العاثر الذى يجرِّعه أصناف الأسى ؟

هل تراه ينشد يوماً أخضراً تلد فيه الحياةُ طفلها الملائكى

مـــــع الفجر الجـــديد ؟

يا ربـــى ..

هل نحلم بيومٍ دراسىٍّ ، تحمل فيه المدرسةُ النجـــيبةُ

كتابَها بيمينها دون أن تاخذ بشمالها من نوم الكادحين

وراحــة نفوســهم ، ولقمة جياعـــهم ..

حتى ينبلج الصبح النشــــــــــــــــيد ..!!؟؟






وبس