دروب الحـيـاة ...

دروب الحـيـاة ...


01-10-2007, 06:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=307&msg=1240448117&rn=0


Post: #1
Title: دروب الحـيـاة ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-10-2007, 06:59 PM


بعضُ الدروب تُفســح أمامكـ مداخلَهـا ، ثم

تضيق رويداً رويـداً حتى التلاشى فى عتمـة

التيه والضـلال ..


وبعضها يبدو أمـامكـ شحيحاً ضنيناً ثم

لا يلبث أن يرفدكـَ بالشُّعَب والفـروع

والميادين الفســيحة ..


إنَّ درباً يمنحكـ مسحَ طوله بنظرةٍ من

خطوتكـَ الأُولى حتى الأخــيرة؛ لن توءوب

منه - إن غنمتَ - الاَّ بقطعة حلوى من

حانوت الأحــلام الرخيصــة ..!


Post: #2
Title: Re: دروب الحـيـاة ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-10-2007, 07:53 PM
Parent: #1



ليست كل الدروب تُفضى بكـ الى الغاية

المنشودة .. فماذا نحن فاعلون بالعراقيل

والعقبات التى تعوق المســير ؟

هل نعبِّد الطريق ؟

أم نحيــد عنـها ؟

أم نقتحمــها ؟

وما بال تلك التى لا نستطيع أن نعبِّدها

أو نحيد عنها أو نقتحمها ؛ وليس فى

إمكاننا الرجـــوع ؟


بعض الدروب تخدعكـَ ؛ إذ لا تُنبئك مسبقاً

بما تحت قدميك ؛ فتحصِّن عينيكـ ضدَّ النظرة

الفاحصة .. بل تشجِّع مسيرتَك الرعناء ..

وتهتف باسم السمــاءِ لإفسـاد الأرض ..!


وبعض الدروب تخدعها أنتَ إذ لا تطرقها

لذاتها .. بل تركبها مطيةً لدربٍ آخـر

تفادياً لزحمةالمرور أو شرطته ..

أو طَيَّاً لتضاريس المكان، أو محقاً لعقارب

الزمن .. أو تمويهاً أو مباغتةً لإدراكـ

المُنى .. وهل حقاً يُدرك المنى على هـذه

الخــديـعة ..؟



وبعضها يبلغ ببصرك - من الجهات الأربع -

مداه حتى تلعق السماءُ الأرضَ فيعــود

خاسئاً وهـو حــسير ..


إنَّ أخضرَ الدروبِ هـو الدربُ المستقيم

والدربُ المستقيم هو الذى يُفضى الى الله ...


هل من مزيد ؟


Post: #3
Title: Re: دروب الحـيـاة ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-10-2007, 08:09 PM
Parent: #2

* * *

الذكـرى أو الذكـريات ...

من حيث زيارتها للإنسان واستقباله لها ..

تبدو أحياناً مثل صديقٍ يسجِّل حضوره لديكـ

فى موسم الجمال ..



تتبعك أحياناً كم ظلَّكـ .. ربما التهمه

ظِلٌّ أكبر منه ، وربما ابتلعه الظـلام ..

ولكن بعض الذكريات ينفخ فيها الظلامُ

روحَه ؛ ويغمسها فى عبق الماضى ؛ ويجرِّدها

من ثياب الحاضر ؛ويدلُّها الى سريركـ مباشرةً ..!

مثل تلك التى لا تطرق بابكَ منفردةً ؛ إذ أنها

تحتاج الى وسيطٍ يقدِّمها اليك فيغلق الباب وينسحب ..!



وبعضها يباغتكـ حتى تخطف سيجارةً من علبةِ

التَّعِلَّةِ ؛ وتنفث دخانها فى أسىً عميق ..

تلك التى تغضُّ مضجعك

او تُجلس اتِّكاءتك ..

أو تُوقف قعدتك

أو تُقعد وقفتك ..

شيئاً ما يجعلك تبحث عن وضعٍ يلائم وقعها ..!

Post: #4
Title: Re: دروب الحـيـاة ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-11-2007, 06:58 AM
Parent: #3



وبعض الذكريات تطوف عليك كنادلةٍ هيفاء

وأنت فى قمة نشوتك على مرافئ الكأس الأخير

فتلوِّح لها شاكراً كي لا تشغلك عمَّا أنت فيه ..!



وبعضها تزرع ابتسامةً غضَّةً على حافة الصمت

الخصيب فى حضرة عينين راتعتين فى وديان

الأمس الوريفة وتلاعه وقلاعه وسهوله الخضراء ..

كتلك التى تجعلك تضع سبابتك فى فمكـ وتميل

يمنةً ويسرةً لتقرأ فى لثغةٍ جميلةٍ نشيد الوطـن ..



وبعضها يحمل جوازاً لا يحمل (ماعدا) ..

وتطوف معكـ المطارات القصيَّة ، وتعبر

بكـ الفضاءات الرحبة لا ينقص منها

التسفارُ شيئا ..!



جميلةٌ تلك التى تجعل من نفسها صفحةً رئيسةً

لمنتدى خلوتِك الشفيف ..!

إذن ..

فما بال التى تتنكَّر لكونها ذكرى ؛ فلا تبارح

الصحــوَ والأحــلام ...!


فهل من مزيد ؟

Post: #5
Title: Re: دروب الحـيـاة ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-18-2007, 05:48 PM
Parent: #4

تعال

Post: #6
Title: Re: دروب الحـيـاة ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-18-2007, 10:25 PM
Parent: #5

* * *

الخطيئة ..

كلما قرصتَها فى خدِّها مؤنِّباً ؛ أشارت بأصبعها

الآثم الى تاريخها الضارب فى قدم الإنسان ..

ثم فتحت ذراعيها لتضمَّك الى صدرٍ أحنى من

دفء العشيات المضمَّخة المفارش والملاحف ..

وهى تقول قاجرةً :

كلكم خطَّاوءون يا حبيبى ..

وبعد أن تعود أنت سالماً من ضمتها تلك ؛ تربِّت

على كتفكَ الأيسر مذكرةً إيَّاكـ بموعدها المجهول

الزمان والمكان إن عادت اليك فى طوافها الأزلى ..

ثم لا تنسى أن تخاطبك بعجيزةٍ بليغة الترجرج ؛ ساحرة

الإدبار ريثما تلاشت فى منعطف الزقاق ..

تراها كانت غاويةَ نزوةٍ جموح ؟

أم كبوة محتومة الحدوث ؟

Post: #7
Title: Re: دروب الحـيـاة ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-18-2007, 11:07 PM
Parent: #6



بعض الخطايا العائدة من سدوف الماضى تتعرَّف

على أحفادها فى حضورك الغائب أو غيابك

الحاضر ..

وربما تركتْ لك مكتوباً تحت الوسادة من خطيئتك

الأولى .. تسخر مما أسمتها ضرَّتها العاجزة تلك

العجوز الشمطاء ؛ المتسربلة بثوب التوبة ؛ معروقة

اليدين ..بيضاء المفرق .. حبيسة العجز لا الأوبة النقيَّة ..!

إنَّ خير الخطايا هى ما ولَّت دبرها وعلى خديها ينهمر

الندم .. دون أن تتحرَّف الى حيلة أو تتحيَّز الى فئة مُفبِلة ..

أن تذهب دون أن تفكِّر فى الرجوع او تلتفت الى الوراء ..

وشرُّ الخطايا ما تخلعها على بوابة الخروج فيرتديها غيرُك

عالماً كان أم جاهلاً فتتشبَّث بذيل اسمه حتى الممات وربما بعده ..

أن تشرب الخمرَ أنتَ

فيسكر غيرُكـ

أن تغرس المُديةَ أنتَ

فيُشنَق غيرُكـ

أن تقطف التفَّاحةَ أنتَ

فيأكلها غيرُكـ

أن تُنيخَ الجامحَ أنتَ

فيركبه غيرُكـ


هل من مزيد ؟