حياة السر مديح

حياة السر مديح


02-11-2007, 01:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=304&msg=1190004172&rn=0


Post: #1
Title: حياة السر مديح
Author: فتحي البحيري
Date: 02-11-2007, 01:56 PM

لاسورة البدء

1
قلت لخيرالله بن جمال الدين ذات محو : ما بلغ من طمأنينتك بربك وأنسك إليه يا صاحبي؟
قال : ما ضاقت الأشياء والأرض ، وأعمالي وغفلتي ، بي ، قط إلا وجدت بابه فاتحا من سدرة البدء .
قلت : زدني ، وكيف؟
قال : ذات كون ، وليس بجيبي ما يسد رمق الليلة ، ولا بليلتي ما يفض بكارة السر الندي ، ولا بحزني طعم روح ، ولا بروحي يقظة تسترني أمامي ، أجاءني الضيق إلى جوف المدينة هذه ، وفرغت من أفكار التخلص وخطرات الخلاص بسهوة عارمة وشهوة ضارمة لليلى ، وما كانت معي ....
فقلت : أطلت بذكرك الأشياء ولم تأت له
فقال : صبرك يا صاحبي
2
في تينك الأيام من أبريل أربعة وتسعين وتسعمائة وألف لمولد عيسى عليه وعلى أنبياء الله ، والسر مديح ، وذرية آدم الخيرة الصلاة ، مات ولم يتم لنا حاجاته ، لم يقل شيئا ، ولم ترزق (الفتيحاب) منه سوى محمد ، ثم (عوض السر مديح) ، بعد وفاته ، عليه وعلى أنبياء الله وذرية آدم السلام ، بخمسة أشهر ونصف .
3
قلت لمالك الحلبي : مادة الانسان طين ، وطينك أسود ، وماء الحب يغسل أدران الجفاء
قال : ليست اللغة الغرور هي الوفاء
قلت : لكن
قال : اكتفاء
4
صبرك يا صاحبي !!
5
مدثر حاج علي يكتب في غرفة الجالوص بركن بيت أمه الشرقي قصة صاحبي ، روح السر مديح حامت حولنا ، أجلتني ذكرياتي فجأة عن أم (عون) ، سميت ابني الثالث منها (بعد ذلك بخمسة أعوام ونصف ) بعون الجزيرة ، لا بعون هذه البلاد ، فدخلت غرفة الرواية صائحا في الراقد على بطنه يكتب : كيف تكتب قصة صالحين بحال أهل النار؟؟
6
اكتفيت من العشاء ، لليلتين بقيتا من ديسمبر السابع والتسعين وتسعمائة وألف على ميلاد مسيحها عليه وعلى محمدنا ألف صلاة وسلام ، في بيت تشلسي بنت سيمون بالقارة السيدة الجديدة بكوب حليب ... وحسب
ونمت على مواعيد حضرة لم تأت ...
7
وقال السر مديح : لليلى وخير الله شأن في السماء
قلت : يزعم الذوب في الله وتستعبده صبية لا بشيء سوى جسمها !!
قال : لو أننا زوجناهما
قلت : كيف؟؟؟
قال : قل لي : كيف وجدت سلمى !!؟؟؟
8
ولأم عون ، وأم سري أنا ، وأم التاية ، رحمة الله مثلما هي على السر مديح وكل العالمين
9
كان مدثر يهذي ، مثل سر مديحه ، ورهطه ، وزوجتي ، بطوباوية الشعراء أيام الطلب ، كانوا يفتأون يذكرون أشياء غريبة ، لا توجد في خاطري ، وكنت أدعو إلى الهدى والجدوى ، كانت الجدوى مادية بحتة عندي ، كنت أتجر بالسوق وأربح ، وكنت أستمتع بكوني ، لا همو ، من يكفل أيامهم غالب الوقت وليلاتهم وما كان أبخسها عندي : خمسة وعشرون من عشرة آلاف من دخلي سقفها ، لا خمسة وعشرون من ألف . ولكنني كنت أراهم أكثر مني متعة .... وغنى .
10
... صبرك يا صاحبي !
11
كنا في حياة السر مديح نحيا أعمق من هكذا ، ربما أنه الحزن ، وربما أنها الغربة ، لا ، ربما ، شكا أكيدا ، هي الزلزلة!!!
12
قلت لخالد الريح : هل تظنه يواقعها حقا
قال : من؟؟
قلت : ليلى
قال : من ؟؟؟
قلت : خير الله بن جمال الدين
قال : ما أجملها
قلت : من ، ليلى ؟؟
قال : لا ، مواقعة خير الله لها
قلت : تعرف ؟؟
قال : لا ، بالطبع
قلت : آآ.
13
وأغمض عين قلبي كلما تذكرت سمتها ، أنف روحي وكوني كله ، ما أحسنها من صورة ، ما أجمله من سمت !!
14
وتقول ليلى : هو الأسود المنحول لكن حبه نور بعرض السماءِ
ويقول خير : هي المتروكة في العالمين وربي قالها لي ، وانتمائي
والسر مديح مشغول بأشيائه التي لم يتمها لنا
ومدثر حاج علي يكتب قصة راقدا على بطنه
وسلمى ، أم عون ، تصر على التاية اسما لبنتها مني ، أول بطن لها مني
وأنا أوافق ، لا أوا فق .
15
كنت ، في حياة السر مديح ، صاحبا له غيره ، وها أنذا بعده نفسه ، تبا له حيا وآه منه ميتا!!
16
سماني أبي عبد الجبار الجيلي عبد الجبار : قالتها سلمى : عبده ، وقالتها شلسي : جابار . لم يعط أبي اسمي أي معنى سوى الامتداد ، أرادني ، وحسب ، امتداد أبيه بعده . اما المرأتان فما كان منهما إلا أن ملأتا حروف ما نادتاني به محبة وقصدا ورؤية . فلماذا يحذفني السر مديح ، رحمة الله عليه وعلى آله ورهطه وصحبه ، جدا هكذا ، أنا غيره لازلت ، اسما ورسما وذاتا وجسما ، ويله ، مات ليخذلني ويمحوني ... إذن .
17
قلت لخيرالله بن جمال الدين ذات صحو : أطلت بذكرك الأشياء ولم تأت له؟
قال : صبرك يا صاحبي ، لم تكن معي ، وراودتني شهوتي ، فانزلقت توا إلى حيث أرجو أن تكون ، وجدتها في أخمص حفلة ما بها من قبح ولا بها من مجون ، قلت تعالي نأنس في بيت كذا وكذا ، أهلك في العرس ولا يدرون ، قالت ويلك يا مجنون قلت قضاءا يكون وما ثم شيء بنا مغبون قالت خير الله بن جمال الدين يخزي ربه بي؟؟؟ قلت : وكيف الله يخزى بالأحبة والمحبة قالت : فإذا وضعت ماءك بي ؟؟؟ قلت : لا يفضحنا الله أرجو قالت : تعلمني أحبك وأدري أنك لا تسرق لقمة ، قلت : ما ذقت خبزا غير صالح قالت : أبي في مكان كذا فاته وقل : أمكنني الله من الصبية غيلة وأبيت ، جئت إليك تأمرني وتأجرني


فوق مزمور البهاء


1
قلت ، رحمني الله وأياكم في العالمين ، لخير الله بن جمال الدين، ذلك الذي علمني الحزن المحب والحب الحزين ، لليال ست مضين من إبريل تسعين وتسعمائة وألف : السلام عليك ، وعلى صعاليك رهطك الصالحين ، على ليلاك فينا ، يا أبا البهاء
قال : وعلى سر- مديح البلاد السلام ، أيها الماضي في رحلة البلوى ، ضاح من الإيواء والسلوى ، أفطرت ، أراك ، سبع متواليات ، راو من الغنيات والشربات والحلوى
قلت ، حفظني الله ميتا ، ولا شيء ، وخرقَ مدعيٍّ ، و...حيا : ويلك يا صاحبي ، ترجم بالغيب ؟؟ ؟ أم تفضح سرَّ مَنْ ؟؟؟
قال : أقرأ ما كتبت أنت بمداد ساهي على وجه لك غير باهي .
قلت ، لا أخطأتني رحمة أبدا : أمنت عينيك إذن ؟؟؟ قلبك القاري ليس معصوما في الدقائق كلهنَّ الساعة الآن كم؟؟؟
2
سميتُني (السر مديح) يا محض الغرور ، وافقتُ ما قاله خالي : (سرختم) اسما كإسمه ، واشتغالي بالمديح اليدعون . ويح صديقي الفلسفي : يقولون سمى روايته بي ، أدري أنه ليس تعنيه حياتي ، يريد تركيب الكلام كذا : حياة-السر- مديح ، أنبأني من أرض سذاجته أنه رآه يكتبها في مسوداته مثل ذلك ، بشرطتين بين الكلمات الثلاث ، مسكنا راء سري وحاء المديح ، وينطقها ، كلما يفعل ، هكذا ، بحرية قصوى لاخر الحياة رفعا ونصبا وجرا ، يلبي فتنة الدارج والفصحى معا، فتنة الوقت ... وضده ، إذ للوقت ضد في يقين الفلسفي بن حاج علي ، ربما يعني الأبد
3
فحياة سر مديح مدثر ليست هي هي حياتي أنا ، حياة سر مديحه تخصه مثل ما تعني الأبد . حياتي تنتمي لي ، للوقت ْ .
4
لم أجد صوتي معي ، لي ، حاجة تخصني ، منذ أن غنيت ذات ظهيرة في بيت أم دليلة : (اعطني الناي وغني) لفيروز والرحابنة و... جبران . نعم أحسست بصوتي كائنا يستقل عني ، ويتفرد ، وتنشأ بيني وبينه علاقة جديدة هي الصحبة .
5
وصاحبته ، صاحبت صوتي المحروس بروح القدس ، ورعته بالتمارين ووصايا خريجي وأساتذة معهد الموسيقى والمسرح من معارفه ومعارفنا ، دليلة ، زوجتي ، وأمي الثانية ، أمي وربيتها ، ياللمواعيد التي لا تفي ، كانت بنت خالي بحسابات الجين والأهل ، (دليلة سر الختم) ، ولكننا روحان في هذا الفضاء ... غريبان ائتلفا

6
فما عسى ( الفلسفي الراقد على بطنه يكتب ) يكتب عنه؟؟ ، عن صاحبي ، صوتي؟؟لاشك أنه سيفشل في معرفة ما يفعله الصوت بالحياة
7
وأخشى ما أحب ، أحب ما أخشى أن يطل المديح كمعنى عالمي ، بتركيبه المزجي هذا ، في ثنايا قصته ! الله لا يضار بمدح العالم مطلقا ، ليت الفلسفي ... يعي !
8
وقال لي صاحبي الخير : الساعة واحدة غير أنك في حضيض الاشتهاء
قلت : العذاب بلا انتهاء
قال : الحياة هي التي تمر ولست أنتَ
فقلت : خنت َ
9
لم يكن الآخرون يحبون خير الله، رضي الله عنه ، وهداه ، وأواه وأطعمه ، كانوا يقدسونه وحسب ، وكنت أحبه!
10
والسر مديح يحب أشياء كثيرة ، ويتمها ، لا يعلمون!
11
دفاتري وكتبي وكاسيتاتي جميعا تركتها بركن قصي ، وصيت بها لعبد الجبار ، هكذا علمتني المنامات ولم أفقهِ ، مالي أنا بالكون عندما انتهي – ينتهي !
12
عليكم رحمة الله ... ولي