تغطية الخيمة : صديق يوسف بعيداً عن السياسة

تغطية الخيمة : صديق يوسف بعيداً عن السياسة


06-07-2018, 01:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1528330949&rn=0


Post: #1
Title: تغطية الخيمة : صديق يوسف بعيداً عن السياسة
Author: اخبار سودانيزاونلاين
Date: 06-07-2018, 01:22 AM

01:22 AM June, 06 2018

سودانيز اون لاين
اخبار سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة
مكتبتى
رابط مختصر

تغطية مؤانسة صديق يوسف

كانت الخيمة محتشدة بالحضور سودانيون من كل نوع وجنس وبمختلف إنتماءتهم
ففي ليلة الباشمهندس صديق يوسف، المقعد الخالي مدان كانت المقاعد ممتلئة
عن اخرها في المنصة جلس عادل كلر وهو يرتب أولوياته من أجل المؤانسة
بعيداً عن السياسة مع رجل ظلت السياسة مهنته لما يزيد عن الستون عاماً
بجلبابه ناصع البياض كان الضيف يجلس قبالة المشاهدين الذي كانت خياراتهم
بين الإستماع لصوت صديق يوسف وهو يحكي تفاصيل ما جري في كل السنوات أو
الإستماع لصوت الفنان أبوبكر سيد أحمد وفي الحالتين كان الطرب هو الحاضر.
في فبراير من العام 1931 كان صديق يوسف ينتمي لركب السودانيين حين
ميلاده بأمدرمان في ذلك التاريخ إمتهان والده لمهنة القاضي الشرعي جعلت
الرجل يقضي مراحله التعليمية الأولي متنقلاً بين مدن السودان المختلفة
قبل أن يستقر خمسينات القرن الماضي في مدرسة وادي سيدنا الثانوية ومن
بعدها معهد الكليات التكنولوجية لدراسة الهندسة التي اضطر الرجل لإكمالها
في الولايات المتحدة الامريكية قبل أن يعود للإنخراط في الخدمة المدنية
مهندساً عليه أن يواصل انتقاله بين حلال وفرقان السودان المختلفة من أجل
المساهمة في توصيل الكهرباء أو توفير المياه لمن لا يستطيع إليها سبيلا.
عم صديق في كونه شيوعياً من أسرة قد تبدو لدي الكثيرين في سياق الطرف
الآخر من المعادلة يحكي ما اعتبره طرفة وانه أثناء ما كان مع والده في
سوق أمدرمان أوقفهم سائل وحين منحه والده بعض النقود دعي له قائلا (ربنا
يخلي ليك وليداتك فرد والده هو استالين خلي لي ولد؟) لكن كونه في
الضفة الاخري من نهر السياسة السودانية المحتقن فانه لم يعني أن ينطلق من
نقطة العداء للإسلاميين بل انه يحكي انه في احد الفترات كان مسجدهم ملتقي
لاجتماعات الاسلاميين بزعامة الراحل الترابي وانه كان يقوم بواجب ضيافتهم
بالشاي والقهوة في الفترة بين المغرب والعشاء وسط ضحكاته وقوله بانه يعلم
بان ما يجري اجتماع وليس جلسة للتلاوة أو التفاكر في شوؤن الدين في هذا
السياق يحكي الباشمهندس ان الشيخ الترابي قبل وفاته باسبوع كان قد زاره
في المنزل للتفاكر معه في شان الحوار الوطني وانه بعد انتهاء الاجتماع
عمل حركات الشيوعيين بان كتب ما جري بينه والشيخ وعرضه في اجتماع كانت
نتيجته الخروج بحوار حوله في صحيفة الميدان لكن بعد وفاة الشيخ الترابي
اصدروا قرارهم بعدم النشر، في الخيمة كان صديق يوسف يبدي سعادته بان
شباب المؤتمر الشعبي كانوا قد اقاموا وقفة تطالب باطلاق سراحه من المعتقل
اختاروا لها عنوان وقفة العم صديق وهي ما كان لها اثر ايجابي عليه
باعتباره تاتي من اعدائه في المشهد السياسي وليس ممن يشاركون الخيار
الواحد.
في المؤانسة الرمضانية يحكي صديق تفاصيل زواجه في ستينات القرن الماضي
من السيدة بدرية ابنة عمه وقتها يعقد الرجل مقارنة بين ما كان يحدث في
زمنهم البعيد وما يحدث الان يقول ضاحكاً ان الفتيات الوحيدات المتاح لك
الالتقاء بهن هن بنات العائلة وهو ما يفسر ظاهرة الزواج بين الاقارب علي
زمنهم لا يخفي الرجل امتنانه لرفيقة دربه التي ساهمت فان تنشئ اطفال
صالحين ومفيدين للمجتمع لعبت السياسة دوراً في ابعاد والدهم عنهم لظروف
الاعتقالات او لظروف الاختفاء او لاسباب التكاليف التنظيمية قبل ان يغادر
هذه المنصة يقول الباشمهندس وعلي وجه ابتسامة في وقتنا لم يكن هناك شارع
للنيل.
فيما يروي علي لسان الراحل نقد حين سئل ذات مرة للتعليق علي اعتقالات
السياسين وجه السائل بالاتجاه نحو صديق يوسف وقال بسخرية لاذعة ان صديق
دة بكون معتقل من زمن الخليفة عبدالله في سجن الساير الامدرماني وهو ما
كان مدخلا عبر به يوسف للحديث حول تجاربه مع الاعتقال التي اجملها في
شهور في عهد نوفمبر و5 سنوات في الحقبة المايوية وست سنوات في حقبة يونيو
الحالية يقول ان اول بدايته مع الاعتقال كانت تحديدا في عام 1950 وقتها
كان طالباً في وادي سيدنا الثانوية وكانت البلاد ما تزال تحت الاستعمار
حيث قام برفقة زملائه بقيادة مسيرة تضامن مع طلاب مدرسة المؤتمر انتهت
داخل دار الخريجين حين قاموا بحمل الزعيم الازهري علي الاعناق هاتفين ضد
السياسات الاستعمارية فقبض عليهم البوليس وكان نصيب الطلاب غرامة جنيهين
بينما حوكم ازهري بالسجن لثلاث شهور بعدها تتالت عمليات الاعتقال حين تم
توقيفه في الابيض في فترة عبود من قبل البوليس وقضي حوالي اسبوعين في
الحراسة قبل ان يطلق سراحه بالضمان
قال صديق حول ما جري في احداث يوليو ان الحزب الشيوعي كمؤسسة لم يقر قرار
الانقلاب علي نظام نميري وان كل ما حدث هو قرار اتخذه العسكريون
الشيوعيين بضرورة الاطاحة به وحين نجح الانقلاب لم يكن في مقدورهم رفضه
واعادة السلطة لنميري يقول انه وقتها كان معتقلاً في سجن كوبر واثناء ما
هم يمارسون قيم شطرنج اعلنت الاذاعة عن بيان هام من هاشم العطا فترقبوه
وكان بيان الثورة الذي تحول كوبر بعده لساحة احتفال كبيرة فيما تسال
البعض عن توقيت اطلاق سراحنا في اليوم الثاني كانت الاذاعة تعلن عبر بيان
اخر لهاشم اطلق سراحنا عقب اعلانه في يوم 20 يوليو بعدها قمت بالذهاب
لمكان عملي في الكهرباء فاخبرني قلندر بالاستعداد للسفر لبورتسودان
لادارة مشروع لتوفير المياه من خور أربعات فقلت له اتركني لاستمتع
بالثورة فوافق علي اعطائي اسبوع لكن في اليوم الثالث عاد نميري للقصر
وعدت أنا لسجن كوبر بالنسبة لصديق فان تجربة الإعتقال لا تؤذي المعتقل
بقدر ما تسبب الاذي لافراد اسرته.
يواصل سرد تجارب الاعتقال في فترة مايو حين قرر نظام مايو اخلاء كوبر
من المساجين والاكتفاء بوجود المعتقلين السياسين في السرايا حيث تجاوز
عددهم في فترة الالف سجين كان من بينهما الفنانين وردي ومحمد الأمين مما
جعلهم يقيمون ذكري اكتوبر داخل كوبر حيث كان كل المساجين كورال ينشد
الملحمة وهو ما أدي لاتخاذ قرار بابعادهم لسجن شالا بالفاشر برفقة الشاعر
الراحل محجوب شريف وهناك أقاموا إضراب إحتجاجاً علي إغلاق الزنازين عليهم
مما إضطرهم للمبيت في العراء في شتاء الفاشر القارس.
مثل كل الامدرمانين يقول صديق يوسف بانه يعتز بكونه احد ابناء هذه
المدينة بل انه لا يستنكف من وصف سكان الخرطوم بانهم اجانب يقول ان
لامدرمان تفاصيلها الخاصة الغارقة في السودانية والانتماء ويرفض ان يقال
بان المدينة هي مدينة الانصار او الختمية هي مزيج بينهما وان التنوع هو
الذي يعطيها هذا الالق بالنسبة لهم كيسارين في حاضنة انطلقت من الاساس
الديني في المهدية فان الامر لم تكن له تداعيات في ظل الاعتراف بالاخر
وقبوله لكنه هنا يحكي ما حدث من مواجهات بين الشيوعيين والاسلاميين في
اعقاب حادثة معهد المعلمين وحل الحزب الشيوعي السوداني والتي قال ان
غرضها الرئيس كان هو الوقوف في مواجهة المد اليساري المتنامي في اعقاب
ثورة اكتوبر من قبل القوى الاخري وهنا يحكي تفاصيل مظاهرة انطلقت من مسجد
الانصار بودنوباوي وكان هدفها الرئيس مهاجمة المركز العام للحزب الشيوعي
في شارع الاربعين ولكنها توقفت في دار الزعيم الازهري الذي خاطبها واخبر
المحتجون ان هناك شيوعين قريبين لينا في بيت المال مما ادي للهجوم علي
الدار وخضنا معركة انتهت بان كسرت رجلي في هذا السياق فان صديق يوسف
يطالب حزب الامة بضرورة تقديم اعتذار عن قرار حل الحزب الشيوعي في
الستينات والاعتذار عن اهانة قرار القضاء الذي اقر بعدم دستورية الخطوة
وقتها
يحكي صديق الذي يؤكد علي انه لا ثمة تناقض بين الاسلام والشيوعية وان
الامر محاولة للحرب الدائرة ضد العدالة الاجتماعية قال انه واثناء ذهابه
للحج برفقة زوجته تم المناداة علي اسمه بواسطة المايكرفون فقمت بتسليمها
كل متعلقاتي وقلت ليها الجماعة دايرني لكن لما طلعت برة لقيت اهلي مرسلين
لي حاجات ينفي صديق يوسف سيطرة الشيوخ علي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
مثلما ينفي تماماً وجود صراع بينهم والشباب مؤكدا ان القدرة علي الاداء
لا ترتبط بالعمر والباب للجنة مفتوح امام الجميع بل ان هناك اعضاء في
اللجنة اعمارهم اقل من 40 سنة بالطبع يري يوسف ان من حق الجيل الحالي
اختيار ما يناسبه من لبس ام بالنسبة لهم فهم خلاص بقوا ناس جلاليب وطواقي
يقول صديق ضاحكاً انه يتناول وجبة واحدة في اليوم وعندنا جماعة في البيت
بنتظروني متين اقوم من الصينية عشان يلقوا راحتهم وبيقولوا الحمد لله
الزول الما بياكل دة قام في نهاية الليلة غادر صديق يوسف المنصة وانتهي
الحوار كأجمل وجبة مؤانسة رمضانية تم تقديمها في ليالي خيمة الصحفيين.