تغطية الخيمة / الليلة (17) قراءة في راهن المشهد الثقافى

09:01 PM June, 18 2017

سودانيز اون لاين
اخبار سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة
مكتبتى
رابط مختصر

ما يزيد عن الثلاث ساعات قضاها كل من وزير الثقافة الطيب حسن بدوي برفقة التشكيلي الدكتور راشد دياب والاستاذ عبد المنعم الكتيابي وبإدارة المذيعة سلمي سيد قضوها في محاولة لقراءة المشهد الثقافي السوداني ما له وماعليه وذلك من ضمن ليلة (الثقافة) التي أفردتها خيمة الصحفيين السودانين في ثنايا برنامجها المقام بفندق ريجنسي بالخرطوم والذي وصل إلي مراحله الختامية. لم تكن الساعات الثلاث كافية لمناقشة مشكلات ومعضلات المشهد الثقافي السوداني وطريقة إدارته وقبلها طريقة التعبير عنها بشكل يقوم علي أسس المساواة بين مجمل الثقافات التي تشترك في الأرض السودانية.
في مرافعته عن أداء وزارته يقول الطيب حسن بدوي في بدايات الجلسة وكانه يرسل البشريات أن كثير من المعوقات في طريقها للحل وأننا نستشرق مرحلة ثقافية جديدة تم فيها حسم غياب المشروع الثقافي الوطني بهعد ‘جازة مخرجات الحوار الوطني مؤخراً بدوي يقول ان مجمل المشكلات المالية يتم حلها من وزارة المالية التي لم تتعد تتاخر علي أداء التزاماتها ونفي عن نفسه وعن وزارته صفة الوزارة المهمشة والوزير الأكثر تهميشاً الأمر ليس كذلك لا يغادر الوزير منصة الحديث دون أن يشير إلي مجمل المشكلات التي تواجه وزارته وهو يتحدث بشكل مباشر عن الإختلافات بين المثقفين السودانين وبين الكتاب السودانين الذين قال أنهم صاروا ينقلون مشكلاتهم إلي منصات إتحاد الكتاب العرب وكل يشير إلا أنه هو الرئيس الشرعي للإتحاد وهو أمر من شانه أن يؤثر علي موقف السودان في المحافل الدولية. بالنسبة للوزرير فإن الأمور تمضي من أفضل إلي أفضل جداً، هكذا جات مداخلته الأولي.
في مشاركته في الحديث كان التشكيلي واحد المرشحين السابقين لإدارة الشان الثقافي السوداني راشد دياب يشن هجوماً علي الجهات كافة ويبداها بالدور الرسمي المرسوم للثقافة من أجل القيام به وهي أنها مجرد أداة للترويح وهو ما لا يتطابق مع التعريف الحقيقي المطلوب منها فالثقافة بمعناها الحقيقي يجب أن تقوم بدورها الإيجابي في سبيل تحولها إلي أداة من أدوات المساهمة في الفعل الإيجابي والإنتاج الذي يقود بدوره إلي تاثيرات إيجابية في إتجاهات أُخري يعتبر دياب أن الأزمة لا تبدو في الوزارة التي تدير النشاط، نحن لسنا في حاجة إلي التعبير عن التنوع الثقافي بقدر حوجتنا إلي تنويع الإدارة الثقافية عبر إدخال مكونات أُخري لعملية الإدارة كلٌ في مجاله قبل أن يغادر فرصته فإن دياب يطرح سؤال علي المنصة وعلي الوزارة هل تمتلك الوزارة مقتنيات إبداعية لفنانين سودانيين؟ هل تمتلك لوحة للفنان إبراهيم الصلحي مثلاً؟ كانت الإجابة ساعتها بلا .. وهو أمر يضع صورة تقريبية للكيفية التي يدار بها الفعل الثقافي في البلاد.
في مداخلته يشير الاستاذ عبد المنعم الكتيابي إلي نقطة رئيسة تتعلق بتعظيم ماهو سياسي علي حساب ماهو ثقافي ومحاولة الربط بين الثقافة والسياسة في فعل جانبه الرشد يشير بشكل رئيسي إلي التأثيرات التي أفرزتها المحاولات المكررة لتطبيق المشروع الحضاري ذو الطبيعة الأحادية والذي قضي بدوره علي الأخضر واليابس وصرنا بالفعل مستهلكون للأفعال الثقافية التي ينتجها الآخرون دون أن يكن لنا سهمٌ يعبر عن رؤانا وتطلعاتنا كسودانيين ويشير أيضاً الي سيادة الثقافة ذات البعد الحكومي علي الثقافة الشعبية كل هذه العوامل مؤكد أنتجت هذا التراجع في الفعل الثقافي العام.
حديث الكتيابي كان يقود الجميع إلي التداول حول المواعين الثقافية المتاحة في البلاد الوزير بعضمة لسانه يعترف بعدم وجود ولا دار يمكنها أن تقدم عرض سينمايئ في طول البلاد وعرضها ولكنه يرد الموت الذي أصاب القطاع السينمايئ إلي ما اسماه ضعف الرأسمال الذي يمكنه أن ينتج مثل هذه الأعمال أيضاً لا توجد دور لعرض لوحات تشكيلية في البلاد لكن في المقابل فإن الوزارة تملك خطة طموحة في مجال إنجاز بنيات تحتية من أجل المستقبل وفي حديثه ايضاً ينتقد ما يسميه الوزير (خرطومية) الثقافة وذلك عبر تغييب الأصوات الأخري من الأقاليم وعدم إتاحة الفرص أمامها للقيام بتقديم إبداعها علي المستويات المتعددة يعد الوزير في الحقبة القادمة بالتقليل من شأن ماهو سياسي لصلح ماهو ثقافي ويصر علي أن المطالبات بالتصديقات من أجل إقامة الفعاليات ليس أوامر عسكرية، وإنما أفعال تتم في إطار مدني وغرضها الرئيس توفير الحماية للمشاركين في العمل وأنها تتم في اطار القانون مقللاً من أن يكون هناك دور لقانون النظام العام وتراجع الفعل الثقافي في البلاد، لكنه يؤكد علي أن حقبة ما بعد الحوار هي الحقبة التي ستنظر في كل القضايا بما فيها قضية القوانين المقيدة للحريات والتي يمكن النظر فيها وتغييرها بما يخدم المصالح الشعبية.
فيما يتعلق بدور الوزارة تجاه المبدعين السودانين يقول بدوي أنه الآن في حاجة لإعادة تعريف المبدع أولاً ومن ثم تحديد المطلوبات لكنه يشير أن المبدعين السودانين كغيرهم من الفئات الإجتماعية الأخري تاثروا بالأوضاع الإقتصادية العامة في البلاد وهي ذات الأوضاع التي يرون من خلال القياس عليها أن ما يقدم لوزارتهم منطقي في ظل هذه الوقائع المعاشة. يكمل حديثه بالتاكيد علي أن القادم سيكون أفضل مما مضي وأن الواقع الثقافي في البلاد سينتعش وهي أمور إعتبرها من يقاسمونه المنصة ليلتها بانها لا تعدو سوي كونها أمنيات وأحلام غير قابلة للتحقق .