تدشين مبادرة الحركة المستقلة لمناهضة العنصرية

تدشين مبادرة الحركة المستقلة لمناهضة العنصرية


03-21-2017, 08:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1490082396&rn=0


Post: #1
Title: تدشين مبادرة الحركة المستقلة لمناهضة العنصرية
Author: سيف اليزل سعد عمر
Date: 03-21-2017, 08:46 AM

07:46 AM March, 21 2017

سودانيز اون لاين
سيف اليزل سعد عمر-
مكتبتى
رابط مختصر

تعلن الحركة المستقلة عن مبادرتها لمناهضة العنصرية , والتى يصادف تدشينها الإحتفال باليوم الدولي لمناهضة العنصرية. ويأتى طرح هذه المبادرة كخطوة أولى فى الطريق الذى أختارته الحركة المستقلة بإيمان ووعى كاملين , لمناهضة العنصرية والقضاء عليها فى المجتمع السودانى , لما تشكله من تهديد لوحدة البلاد وإستقرارها وتنميتها , ولسلامة النسيج الإجتماعى وأمنه وإندماجه.
وترتكز المبادرة , علي عشرة مرتكزات أساسية رأت الحركة المستقلة أنها تشكل منظومة متكاملة لمحاربة العنصرية والقضاء عليها فى المجتمع السودانى. . وتتدرج المبادرة فى مرتكزاتها من التعريف بالعنصرية كداء مدمر , ورفع الوعي الفردى والمجتمعى بخطورتها ,وتنتهى بتشكيل هيئات ومؤسسات ثابتة فى المجتمع السودانى معنية بالمتابعة الدائمة لمشروع محاربة العنصرية , وإقامة البحوث العلمية فى أنجع السبل لمحاربتها. وفى تصريح للدكتورة سامية عثمان عبد الله، عضو اللجنة التنفيذية للحركة قالت: مبادرة الحركة المستقلة هي بداية لرفع الوعي بأهمية مناهضة العنصرية , ومن هذا المنطلق , تدعو الحركة المستقلة كل الأحزاب السياسية السودانية , ومختلف منظمات المجتمع المدنى , والاتحادات النقابية والثقافية والفنية , وكل أبناء الوطن , إلي البدء فى فتح حوارات جادة حول هذه المبادرة التى نؤمن إيمانا قاطعا بجديتها وأهميتها للبلاد وشعبها.
الحركة المستقلة بالخارج
*وثيقة مناهضة العنصرية*
21 مارس 2017

*مقدمة:*
العنصرية ، وبكل أشكالها ، هى مرض عضٌال ، قاتل ومدمر. والإنسان العنصرى ، إنسان متخلف وجاهل وأنانى. متخلف لأنه يصر على إرتكاب جريمة العنصرية والمواصلة فيها ، وجاهل لأنه يعتقد بأن لونه أو عرقه أو وضعه الإجتماعى أشياء يمكن أن تسمو به عمن سواه من البشر ، وأنانى لأنه يريد تمييز نفسه وإشباعها بالمكاسب على حساب حقوق الآخرين.
لا نحتاج لكبير جهد فى إحصاء كمية القتل ومقدار الدمار والتخلف الذى تسببت فيه العنصرية للسودان إنسانا وأرضا ، ومنذ أن تبلورت فيه ملامح الدولة الواحدة وحتى الآن. وفى المقابل ، لا نحتاج كذلك لكثير عناء لتعداد الفوائد التى يجنيها الوطن عندما يزيل هذا المرض المدمر والقاتل من أرضه ومن عقول وقلوب أهله. فلا سلام ، ولا أمن ، ولا وحدة ، ولا تنمية فى وجود العنصرية.

*أساس محاربة العنصرية:*
العنصرية داء قديم ومتجذر عميقا فى نفوس الناس ، ولإزالتها من المجتمع السودانى ، يلزم وضع مشروع قومى مفصًل تفصيلا دقيقا لمحاربتها والقضاء عليها مرة واحدة وإلى الأبد. مشروع يجمع عليه ويتبناه الشعب السودانى بكل أفراده وطوائفه وقواه الفاعلة. مشروع تدعمه وتعمل على تحقيقه وتثبيته فى الأرض إرادة الشعب السودانى بأجمعه. فلا سبب ولا عذر ولا مجاملة لإى فرد أو طائفة أو قوة من قوى الشعب السودانى فى أن تتوانى فى تأييد هذا المشروع ودعمه ودعمه والإشتراك الفعلى فى تحقيقه ، وإلا ، فمواجهتها وتسميتها وفضحها حتى ترضخ لإرادة الشعب الغالبة.
المرتكزات العشرة لمشروع مناهضة العنصرية:

*1/ التعريف بالعنصرية ، وفى كل وسائل ووسائط التعليم والتثقيف العامة والخاصة ، كجريمة كراهية وإقصاء وتهميش ، مُذلة ومهينة ومدمرة للإنسان ، مُقعدة بالوطن عن التنمية والتقدم والسلام ، ومهددة للسلام الإجتماعى ولوحدة البلاد.*
وهذه يجب أن تصبح رسالة ومسئولية كل وسائل الإعلام الرسمية ، والتى ينبغى أولا أن تعكس التنوع العرقى والثقافى فى السودان على برامجها ومنسوبيها ومقدمى برامجها ، بحيث تصبح سياسة ثابتة ودائمة لها. كما يجب أن تصبح رسالة ومسئولية كل المؤسسات التعليمية فى الدولة ، وكل وسائل الإعلام الخاصة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والأندية الثقافية والرياضية المختلفة ، مستخدمة فى ذلك الملصقات والندوات ووسائط التواصل الإجتماعى والثقافى.

*2/محاربة وتصحيح المفاهيم المغلوطة القائمة على التفريق بين الناس بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو الدين.*
وهذه تتم من خلال تبسيط وشرح المعلومات الفسيولوجية والبيئية المختلفة والتى تؤدى إلى تغيير لون جلد الإنسان فى بعض المناطق الجغرافية ليصبح أكثر سوادا من غيره فى المناطق الأخرى. كما تتم بغرس فضائل حرية العقيدة والتدين لكل المواطنين ، وتثبيت قيمة المساواة بين البشر ، بإختلاف ألسنتهم وألوانهم وجذورهم ، وكما سنتها الشرائع السماوية ، وأقرتها ودعمتها الأعراف الإنسانية والدولية المختلفة.

*3/ غرس قيم العدالة والكرامة والمساواة لدى الأطفال ، وإتباع سبل ووسائل الإندماج والإنصهار المجتمعى فى المؤسسات التعليمية والثقافية والإجتماعية المختلفة.*
ودور الأسرة فى هذا المنحنى ، دور هام وحيوى للغاية. فالطفل لا يولد عنصريا ، وإنما يتلوث بهذا المرض الخطير ويتشرب به من خلال أفعال وأقوال أفراد أسرته وأقرانه. وهنا تصبح مسئولية الأسرة المفصلية هي أن تنشئ طفلها تنشئة سليمة وصحية ، تنشئة خالية من إى أثر من آثار العنصرية والتعالى على الآخرين. وتكتمل تنشئة الأطفال السليمة وتستمر من خلال دور المؤسسات التعليمية والأندية الثقافية والرياضية فى المجتمع السودانى ، والتى يجب أن تعكس بدورها التنوع الثقافى والعرقى ، وتبين الإندماج والإنصهار الحقيقى للمجتمع السودانى.

*4/ الإحتفاء بالتراث والثقافات المختلفة لكل المجموعات العرقية فى السودان ، وإبرازها وجعلها جزءا اصيلا من التراث السودانى العام.*
ولكى تصبح الثقافات المتعددة فى السودان مصدر إثراء وقوة وفخر لكل السودانيين ، ينبغى دعمها وفتح المجال واسعا أمامها للتطور والإزدهار. كما يجب أن تُعامل بعدالة ومساواة فى إبرازها ونشرها من خلال وسائل الإعلام الرسمية. عندها سيصبح المواطن السودانى فى إى بقعة من بقاع البلاد ، معتزا بهويته وجذوره ، ومحبا ومخلصا لوطنه وشعبه.

*5/ الإهتمام باللهجات واللغات المحلية وتطويرها وفتح المجال أمامها لتُدرس فى المؤسسات التعليمية المختلفة.*
السودان وطن ثرى جدا بلغاته ولهجاته المحلية ، وهى مصدر فخر وإعزاز وجزء أصيل من تراث وهوية المجتمعات العرقية المختلفة فيه. والإهتمام بتنمية وتطوير هذه اللغات والهجات المحلية ، هو جزء أساسى من الإهتمام بالمواطن السودانى نفسه. وعليه يصبح من واجب الدولة دعم وتطوير هذه اللغات العرقية المحلية المختلفة لتصبح جزأ من مقررات التعليم الأساسى للفئات التى ترغب فى تعليم أبنائها هذه اللغات المحلية ، كما ينبقى أقرارها كمناهج خاصة لتدرس فى مؤسسات التعليم العالى ، وخلق فرص البحث العلمى والمنح الدراسية لمن يرغب فى دراستها من أبناء اشعب السودانى.

*6/ تحديد الفئات المستضعفة فى المجتمع ، ودعمها ومساندتها وتقويتها للوقوف فى وجه التمييز.*
ومثال لهذه الفئات ، الأطفال المشردين ، والللاجئين والنازحين جراء الحروب والكوارث الطبيعية. وهؤلاء يجب على الدولة ، كما يجب على كل فئات المجتمع المختلفة ، دعمهم ومساندتهم وحمايتهم من كل صور الإقصاء والعنصرية والإستغلال ، كما ينبقى تمكينهم من وسائل الإسكان والعلاج والرعاية ، وفتح فرص التعليم والتدريب والعمل أمامهم ، فى نفس الوقت الذى يجب فيه حفظ إنسانيتهم وكرامتهم كاملتين.

*7/ وضع التشريعات الدستورية والقانونية والقضائية التى تردع ممارسة جريمة العنصرية بصورة أكثر حسما وقوة.*
إدانة ومحاربة العنصرية وتخليص المجتمع منها ، ينبغى أن تصبح مادة أساسية فى الدستور السودانى ، لتصبح المرتكز الدستورى الذى تسن على أساسه التشريعات واللوائح والقوانين لمؤسسات الدولة المختلفة حتى تصبح مؤسسات خالية تماما من إى ممارسات عنصرية. كما تصبح الأساس لكل التشريعات القانونية والقضائية التى تمكن القضاء السودانى من ردع كل مرتكبى جريمة العنصرية بصورة فورية وحاسمة.

*8/ إنتهاج وتثبيت مبدأ تسمية وإدانة ومقاطعة كل من يمارس جريمة العنصرية فى المجتمع السودانى.*
وهذا ينبغى أن يصبح عرفا سائدا فى المجتمع السودانى ، بأن لا يلتمس أحدا لمرتكب جريمة العنصرية عذرا فى إغترافه لهذه الجريمة ، وأن يتم تسمية وإدانة كل من يرتكب هذه الجريمة ، وأن تتم مقاطعته إجتماعيا حتى يدفع ثمن جريمته ويعلن توبته عنها وأدانته لها.

*9/ الحرص على ملاحقة مرتكبى جريمة العنصرية قانونيا ومحاكمتهم.*
لا ينبغى لإى شخص يرتكب جريمة العنصرية أن ينجو من العقاب عليها ، وتبقى مهمة الإبلاغ عنها وملاحقة مرتكبيها جنائيا وقانونيا ، حتى يدفعوا ثمن جريمتهم ، هى واجب كل أفراد المجتمع ورجال القانون على السواء. وكل من يدان بإرتكاب جريمة العنصرية ينبغى أن يحرم من تبؤ المناصب الدستورية والحساسة التى يمكن إستغلالها ، حتى يتم تأهيله نفسيا وأخلاقيا لنبذ ورفض هذه الممارسة مستقبلا.

*10/ إنشاء مؤسسة أو هيئة قومية متكاملة ودائمة لمتابعة مشروع محاربة العنصرية ، والتصدى الفورى لإى إنتكاسة أو خرق لحقوق الإنسان الأساسية فى إى مكان فى السودان.*
وتأتى أهمية تكوين مركز مجتمعى متكامل لمحاربة العنصرية من أهمية متابعة هذا المشروع على المستوى الشعبى ، بحيث يمكن لهذا المركز القيام بالبحوث العلمية المختلفة فى سبل محاربة العنصرية ، كما يمكنه إنشاء مراكز إتصالات لتلقى البلاغات للممارسات العنصرية فى كل المجتمعات السودانية ، ومتابعة تطبيق القانون على مرتكبى هذه الجريمة. كما يمكنه إنشاء مراكز تأهيل وتضامن ودعم للمتضررين من الممارسات العنصرية المختلفة ، والقيام بحملات التوعية المختلفة فى المجتمع السودانى.