البرلمان: هبة عبيد اضطر وزير المالية بدر الدين محمود إلى تقديم استقالته على الهواء مباشرة أمس أمام نواب الشعب في قبة البرلمان إثر حصار عنيف للأخير من النواب ورئيس البرلمان بشأن الضائقة المعيشية هاتفاً بغضب: (والله ما بقعد). ففيما رفض الوزير الحديث عن (قفة الملاح) متعللاً بأنها لم ترد ضمن السياسات العامة للموازنة، دعا النواب والشعب لحمد الله وللاعتراف بجهدهم في ظل المتاح من إيرادات، معترفاً في ذات الأثناء بفشله في تسيير أمور الحكومة المالية وقلة دخل الدولة, داعياً في منحى روحاني للابتهال لله, مردداً: (الحكومة ذاتها معيشتها على الله)، إلا أن رئيس البرلمان واصل الحملة البرلمانية ضده موجهاً إليه سيلاً من الأسئلة على شاكلة (أكل وشراب الناس ولحم الناس والجكن والأسعار يا وزير)، إلا أن الوزير قال إنه ليس من اختصاصاته الحديث عن ارتفاع أسعار السلع بقوله: (ما بتكلم عن اللحمة بقت بكم). وفي ذات الوقت أعلن أن تنفيذ مخرجات الحوار من زيادة في عدد النواب بالبرلمان واللجان ستضغط على الموازنة القادمة. وكان رئيس البرلمان والنواب قد تباروا في توجيه الانتقادات للوزير وللسياسات المالية خلال جلسة الأمس، الأمر الذي دعا الوزير للإعلان أنه لن يستمر في منصبه عقب إجازة موازنة 2017م باعتبارها آخر تكليف له، وبرر الاستقالة بأنها استجابة لنداء الرئيس بإفساح المجال للآخرين، وقال: (حا أبدأ بنفسي والله ما بقعد)، إلا أن رئيس البرلمان نصب نفسه مدافعاً عن الحزب الحاكم، ونبه الوزير إلى أن الاستقالة من عدمها أمر متروك للمؤسسات وليس للأفراد، إلا أن الوزير أكد أنه سيحسم أمر استقالته مع حزبه. وكان وزير المالية بدر الدين محمود قد صوب انتقادات عنيفة لورقة علمية من رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان والوزير الأسبق للمالية أحمد مجذوب، وسخر بدر الدين من الورقة وقال إنها غير دقيقة، إلا أن رئيس البرلمان عاجله بأن الحديث عن الواقع المعيشي السيئ حقيقي، مؤكداً أن الأجور لا تكفي.