كلمة د. كمال عبدالقادر فى حفل تكريم بروفسير جعفر بن عوف

كلمة د. كمال عبدالقادر فى حفل تكريم بروفسير جعفر بن عوف


09-23-2014, 06:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1411449512&rn=0


Post: #1
Title: كلمة د. كمال عبدالقادر فى حفل تكريم بروفسير جعفر بن عوف
Author: اخبار سودانيزاونلاين
Date: 09-23-2014, 06:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
ود ابنعوف صفا انتباه تعظيم سلام

السادة / الحضور الكريم بكل مقاماتكم السامية
حينما طلب إلى ان أتحدث فى هذا المقام قلت لنفسى ما أسهل هذه المهمة وما أصعبها .
ففى بعض المواقف تجد نفسك مضطراً للبحث فى صفات الرجال ومواقفهم لتجد منها ماتمجدهم به فى مثل هذا المقام ولكنها فى حالة البروف - جعفر بن عوف مواقف ظاهرة لاتحتاج للبحث أو الإستقصاء ويكفى ان تصف ماتعرفه عنه ليكون تمجيداً ومدحاً (كان رقتو بوصف الشفتو ).
هو من نوع الرجال الذين يكفى أن تؤشر عليهم ثم تقول بلغة الراندوك " ولد دا " .
تأخرت معرفتى به أكثر من 13 عاماً عن موعدها إذ كان يفترض أن التقيه فى العام 78 عندما كنا فى السنه الرابعة بكلية الطب حيث جاءنى احد الزملاء وقال لى القاعد ليها شنو وزعوك مع جعفر بن عوف .قلت ليه طيب مالو قال لى صعب وشاكال .قلت ليه بسيطة نشوف لينا أخصائى ما صعب وماشاكال ( وقد كان ).
ولكننى حينما إلتقيت بروف أبن عوف فى إنجلترا لاول مرة فى العام 92 أدركت أننى أضعت سنوات من عمرى لم أعرف فيها هذا الرجل الكنز . لكن أن تعرف متأخراً خير من أن لا تعرفه .
وكنا نتداول مقولة بأن أهل كل تخصص فى الطب يكتسبون "بعض " من صفات زبائنهم .فلا تستغرب إن وجدت واحداً من إختصاصى العصبية والنفسية "راخى صامولة " وفى حالة قبيلتى من إختصاصى النساء ( أنا مابفسرو وانتو ماتقصروا ) وفى حالة جعفر بن عوف أخصائى الأطفال فأقول إستمرت معه ولا أقول أكتسب من صفات الأطفال نقاء السريرة والمباشرة وبعض العناد .
فقد ظل على الدوام نقياً فى جوهره ومظهره إنصهرت عنده المسافة بين القول والفعل فهو يقول مايفعل ويفعل مايقول .
رغم عناده فهو كالجمل البشارى يقوده الصبى بالمعروف
وهو هين تستخفه بسمة الطفل قوى يصارع الأجيال
حاسر الراس عند كل جمال مستشف من كل شىء جمالاً .
خلقت طينة الاسى وغشتها ناروجد فأصبحت صلصالاً
ثم قال القضاء يانار كونى فأصبحت طينه الأسى ( جعفر بن عوف )
لسنا فى حاجة لمعرفة عمره لأن عمره فى الإنجازات يساوى سنوات ضوئية ، وعمره الروحى عز الشباب .
وقد سمعته ذات مرة يذكر كلمة " كزاكة " ثم كلمة " جبون " فعرفت عمره بمعادلة حسابية بسيطة ، و" الكزاكة " لمن لايعرفونها هى " الجبة " أو " الاسكيرت " وقد وثقت لها اغانى الستينات فى المقطع القائل : بلبس كى كزاكا واحاور الباك معاكا.....
و" الجبون " قطعة من القماش ايضاً كانت تلبسه فتيات الستينيات فى الخصر ليبدو ماتحته منتفشاً فيطابق قول صلاح أحمد أبراهيم لماريا :
حزام فى مضيق كلما قلت صغيراً هو كان الخصر أصغر .
وقد وثق الغناء الشعبى فى الستينيات للجبون فى الأغنية .
أبقى فرشة أنا للضفائر أبقى جبون احجز الضمائر
وعليه بإستعمال مهارات العلماء نستطيع أن نعرف عمر البروف .
أقرانه وزملاؤه وكل طلابه يؤكدون هذه الصفات عنه وكلها تبدأ بحرف الشين :
شا شايب
شا شاطر
شا شبعان
شا شفاف
( شا شاكال فى الشغل وعقباً كريم فى البيت ) .
أما الشين الأخيرة ترمز للقبيلة = ش ا ي ق ى
أنحاز منذ بداية حياته العملية للبسطاء ولقضايا الاطفال ولمجانية العلاج ، عرف دروب المنظمات العالمية والطوعية باكراً ######رها لخدمة البسطاء والمسحوقين .
كان بمقدوره وهو أبن الاكابر ( الشبكتو بى كرسى جابر) أن يبنى مجده الشخصى ولكنه تمثل قول الشاعر :
فلا هطلت على ولا بأرضى سحائب ليس تنتظم البلادا
فأثبت أنه ليس بالضرورة أن يكون أبناء التجار تجاراً . فالتجارة ليست قدراً يجرى فى الجينات ولكنها قناعات وقناعة .
ولأنه أحب البسطاء وأنحاز لهم فقد بادلوه حباً بحب
أحبوك لأنك تجلس معهم فى الواطا وتخت الكورة واطا ...
أحبوك لانك تحدثهم بلغتهم ولاتعوج لسانك بمصطلحات الفرنجة وأنت البارع فيها ,
أحبوك وأنت تؤكد للأمهات أنهن يحملن على صدورهن أعظم جهاز للتغذية المتكاملة ومحاربة العدوى .
أحبوك لأنك تؤكد لهم أن علاج سوء التغذية ونقص البروتين هو " ملاح النعيمية " فيفهمون وينفذون فتعود العافيه لاجسادهم المنهكة .
الساده والسيدات / الكرام
تكريم جعفر بن عوف ليس تكريماً لشخص ولكنه تكريم لنهج . تكريم للإنسان الرسالى الذى اختار باكراً ثوابته التى لايتزحزح عنها .
نهج الإنحياز للبسطاء - المحروس بدعواتهم
ود أبن عوف حسناتو يوقنوا
ود أبن عوف
هذا الشعب بحبك بتضحك وبحبك عبوس
وفى حضرة جلالك يطيب الجلوس
مهذب أمامك يكون الكلام

ود إبنعوف :
صفا إنتباه تعظيم سلام
وإلى الأمام .