(الأب) خلف القضبان بسجن كوبر .. (المجهر) في ضيافة أسرة سودانية بايعت (داعش) ...!!

(الأب) خلف القضبان بسجن كوبر .. (المجهر) في ضيافة أسرة سودانية بايعت (داعش) ...!!


09-22-2014, 06:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1411407563&rn=0


Post: #1
Title: (الأب) خلف القضبان بسجن كوبر .. (المجهر) في ضيافة أسرة سودانية بايعت (داعش) ...!!
Author: الهادي محمد الأمين
Date: 09-22-2014, 06:39 PM


الخرطوم : الهادي محمد الأمين
في منزل مشيد بطراز معماري حديث مكون من طابقين لم تكتمل عملية تشطيبه بصورة نهائية يفتح علي الطريق الأسفلتي المتفرع من شارع الزلط الرئيسي الرابط الخرطوم بحري بمناطق الحلفاية – الكدرو وأم القري عند هذه النقطة وتحديدا في حي الدروشاب شمال مربع 5 بالقرب من (كبسولة) بسط الأمن الشامل تسكن أسرة تنحدر جذورها من منطقة الوسط (قريتي السديرة الغربية والتكينة) بمحلية الكاملين – ولاية الجزيرة – لن تجد أي صعوبة في الوصول للمنزل ولا تحتاج لمرشد أو دليل لتوصيف موقع البيت لسبب بسيط أن الأسرة صاحبة المنزل تطبق شهرتها الآفاق ويعرفها الجميع أكثر ما يلفت الأنظار داخل البيت المكتبة الورقية التي تضم مئات المجلدات وأمهات الكتب والمراجع وعشرات العناوين كلها في مجال الفقه وعلوم الحديث والسيرة والتفسير ..
= إقامة جبرية :
(المجهر) قصدت هذه الدار ولكن السؤال هل من دخلها سيصبح (آمنا) كدار أبي سفيان؟ يصعب الاجابة علي هذا التساؤل فاحتمال وجود الامان وارد بقدر متساو مع وجود الاحساس بالخوف إنها ديار زعيم التيار السلفي الجهادي بلاد النيلين الشيخ مساعد السديرة ويزيد تلاميذه وطلابه المنتشرون داخل وخارج السودان الإسم ويسبقونه بمسميات تحمل دلالات علمية مثل (المحدّث) و (العلاّمة) فالرجل العلامة موقوف بسجن كوبر وتم إعتقاله منذ أمسية يوم الخميس الماضي 11 سبتمبر 2014م حيث اقتادته قوة من منزله علي خلفية علاقته بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) ومبايعته للقائد أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين ولم تكن حادثة حبس الرجل هي الأولي وبالطبع لن تكون الأخيرة في ظل واقع محلي وإقليمي ودولي تطرأ عليه تطورات سياسية واقتصادية وأمنية ودينية فيها الكثير من التعقيدات والتداخلات والتقاطعات ما بين المكون الداخلي والخارجي .. تأييد عائلة كاملة تضم رب الأسرة والزوجة وبناتها وأولادها لداعش يعد حالة نادرة فلم تظهر حتي الأن أسر بابعت أبو بكر البغدادي كخليفة للمسلمين فحتي من أيدوا داعش كانوا أفرادا يعدون علي أصابع اليد الواحدة ومن بين هؤلاء إمام وخطيب مجمع المعراج الإسلامي بالطائف شرقي الخرطوم محمد علي الجزولي وأمير جماعة الإعتصام بالكتاب والسنة الشيخ سليمان عثمان أبو نارو بيد أن الشيخ السديرة جاء بتقليعة أو صيحة جديدة جعلت الأسرة كلها شيبها وشبابها رجالها ونساءها في خندق مبايعة داعش الأمر الذي وضع المنزل كله في مواجهة جديدة لا يعرف حتي الآن شكلها ونهايتها وما ستؤول إليه الاوضاع في المستقبل القريب هل سيتم الإفراج عن الرجل ويتم إخلاء سبيله مثلما كان يحدث معه في السابق؟ أم تطول فترة إعتقاله ردحا من الزمان ؟ أم يوضع قيد الإقامة الجبرية ؟ أم تنفتح الأوضاع علي سيناريوهات واحتمالات لا يستطيع المراقب وضعها في الحسبان أو التكهن بمآلاتها ونهاياتها ؟ وهل سجن الرجل يشكل حراكا محليا يستند علي حيثيات ووقائع لها صلة بالواقع السوداني أم رغبة دوائر وجهات خارجية ؟
= في قبضة المخابرات :
في العام 2009م احتجزت المخابرات المصرية بمطار القاهرة الدولي الشيخ مساعد السديرة بعد إكمال رحلة علاج بمصر استمرت 47 يوما علي يد الطبيب المصري إيهاب علي معالج لعيبة فريق نادي الاهلي المصري بالدقي ولدي دخول الرجل ومرافقيه إلي مطار القاهرة الدولي في طريق عودتهم للخرطوم علي متن الخطوط الجوية المصرية تم سحبه من أسرته المكونة من 8 أشخاص 5 نساء و3 أطفال بصورة غير إنسانية وحبسه (في زنزانة صغيرة) بعد أن سمح لافراد أسرته بتأشيرة الخروج وصولا للخرطوم ليبقي الشيخ أسيرا في قبضة الأمن المصري وأكدت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة حينها أن اتصالات جرت بينها والحكومة السودانية ممثلة في وزارة الخارجية التي قامت بدورها بمخاطبة السفارة السودانية بالقاهرة التي أقرت بوجود الشيخ السديرة في رئاسة جهاز الامن العام المصري بالقاهرة في حين ردت سفارة مصر بالخرطوم أنها لا تملك أي معلومات تتعلق بعملية احتجاز الداعية السوداني غير أن أسرة الرجل بعثت بثلاثة مكاتبات ومراسلات للسفارة المصرية بالخرطوم والتي طالبتهم بملء استمارة وبيانات تحوي الاسم والسن وتاريخ ومحل الميلاد وصور من جواز السفر والإقامة بمصر إلا أنه لم تصلهم أي ردود من السفارة رغم إلحاحهم بتوضيح ملابسات توقيف الشيخ السديرة وبعد مضي 17 يوما أفرجت السلطات المصرية عن حاج السديرة الذي كشف بعد وصوله للخرطوم أنه تعرض لتعذيب معنوي وجسدي وعصبت عيناه قبل محاولة تمريره علي آلة كهربائية لم يتم إستخدامها نظرا لظروفه الصحية وقال الشيخ السديرة أن الأمن المصري فاجأه بسرد معلومات ووقائع نادرة عن حياته منذ عهد الطفولة وحتي مرحلة الشيخوخة بجانب تفاصيل تقلباته الفكرية والعقائدية وانتقاله من ثقافة التصوف ثم انضمامه لجماعة الاخوان المسلمين والتحاقة بأنصار السنة واعلان إنشقاقه عنها وحتي لحظة تحوله للسلفية الجهادية واتهمته المخابرات المصرية بارسال خلايا إرهابية للقاهرة وأوضحوا له أن من أوشي به أحد طلابه المصريين ويدعي سيد غنيم وبعد وصول الشيخ السديرة للخرطوم تم نقله مباشرة من المطار لتلقي العلاج بمستوصف الشيخ علي بن جبر آل ثاني بحي كافوري التابع لمنظمة ذي النورين الخيرية وتزامنت حادثة توقيف الشيخ السديرة مع واقعة أخري بطلها الدكتور العبيد عبد الوهاب أحد أبرز رموز التيارالسلفي الجهادي والمحاضر بجامعة الخرطوم – كلية الآداب – الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة بعد مطاردة مثيرة وقعت بينه وقوات الامن التي كانت تلاحقه نظرا لأنه مطلوب كان يخفي نفسه غير أن الرجل قتل أو إغتيل في أحد طرقات منطقة الحلفاية وهو يمتطي دراجة بخارية ...
= دامس في الحلبة :
من العام 2009م وحتي 2012م تجول الشيخ السديرة في عدد من الأقطار من بينها الكويت – السعودية – إندونيسيا – سوريا – وزار اليمن وكانت له مجالس سماع علمية للطلاب في تلك البلدان وكرسي لتدريس الفقه المالكي وكتب الحديث مع إجازة بعض التلاميذ الذين أكملوا دراسة السنن واستوعبوا متونها وحواشيها وفي الربع الأخير من العام 2012م انطلقت المواكب الجماهيرية من عدة مواقع بالخرطوم احتجاجا علي بث الفيلم المسئ للنبي صلي الله عليه وسلم في اليوتيوب وكان نصيب الرجل كبيرا في هذا المضمار فمن منزله تحركت مظاهرة غاضبة التحمت مع مواكب محتجين آخرين حدث علي إثر ذلك تسور بعض شباب السلفية الجهادية مباني السفارة الأمريكية بالخرطوم وحرق أعلامها مع رفع راية تنظيم القاعدة وما وقع من اعتداء علي مقر السفارة الأمريكية بسوبا حدث مثله في بناية السفارة الألمانية بالخرطوم جاء ذلك في وقت تم فيه بصورة رسمية الإعلان عن ميلاد التيار السلفي الجهادي بالسودان وخاطب الجموع الطلابية المحتشدة بمقهي النشاط في جامعة الخرطوم رفيق الشيخ السديرة (سعيد نصر) ليكتمل المشهد بكشف السلطات الأمنية معسكرا يتبع لشباب جهاديين من بينهم طلاب للشيخ السديرة وسعيد نصر خصص للتدريب في حظيرة الدندر استعدادا للهجرة من أجل القتال في عدد من الدول التي تشهد مواجهات مسلحة بين الفصائل الجهادية والقوات الأجنبية مثل (مالي – سوريا – العراق – الصومال) فتم القبض علي عناصر خلية الدندر (31) مقاتلا وأسفرت الغارة علي المعسكر عن مقتل اثنين من قادة السلفيين الجهاديين هما (أحمد حسب الرسول) و (أحمد حسن مبارك) بينما احتسبت الشرطة أحد أفرادها ويدعي (محمد أحمد) الذي لقي حتفه خلال الصدام المسلح بين القوة المكلفة بمداهمة المعسكر وعناصر الخلية مع توقيف شيخي السلفية الجهادية (سعيد نصر ومساعد السديرة) بحجة تورطهما في تحميس وتشجيع الشباب للهجرة والقتال خاج السودان ومكث الرجلين في السجن شهورا عديدة قبل أن يتم إخلاء سبيلهما لاحقا بعد التعهد الكتابي نظير الإفراج عنهما في وقت سبق إطلاق سراح عناصر خلية الدندر في أعقاب دخول الحكومة في مشروع المراجعات والمعالجات الفكرية للموقوفين بسجن الهدي علي ذمّة حادثة الدندر الذي ابتدره الرئيس العام لمجمع الفقه الإسلامي عصام البشير وتم بمقتضاه تفريغ السجن من الجهاديين .
لكن تطورات الأحداث بمنطقة الشام (سوريا والعراق) أعادت الوضع مرة أخري لمربع ملاحقة الجهاديين علي خلفية إعلان القائد أبو بكر البغدادي الخلافة الإسلامية وتنصيب نفسه خليفة للمسلمين حيث التحق بداعش مجموعة من شباب السلفية الجهادية – تلاميذ الشيخ مساعد السديرة ثم ظهرت تغريدات الرجل في تويتر تشدد علي مناصرة داعش ومبايعة أبو بكر البغدادي وقال السديرة في تدوينته الإلكترونية (أبايع أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين له علينا السمع والطاعة زوجتي وأولادي) وانتشرت التغريدة علي نطاق واسع وتم تناولها وتداولها والتعليق عليها من قبل المتداخلين بصورة كبيرة داخل وخارج السودان وتردد وقتها أن البغدادي اختار الشيخ مساعد السديرة أميرا لولاية الحبشة التي تضم (إثيوبيا – إرتريا – مصر – إفريقيا الوسطي – تشاد والسودان) – دامس – ومضي الشيخ السديرة لأبعد من ذلك حينما أصدر فتوي قضت بوجوب الهجرة والنفرة للإنضمام لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) باعتبارها حاضنة الخلافة هذا إلي جانب وضعية الرجل الذي يعد واحدا من المرجعيات والركائز الفكرية للتيار السلفي الجهادي ويتمتع بمقبولية كبيرة وسط أنصاره داخل وخارج البلاد وما يزيد من تعقيدات القضية أبعادها الإقليمية والدولية حيث تزامن توقيف الشيخ السديرة هذه المرة مع مرور الذكري الـ13 لاحداث الحادي عشر من سبتمبر التي جاءت مناسبة ذكراها مع توافق عدد من الدول العربية والغربية أكثر من (40) دولة لشن هجمات مشتركة علي داعش وبداية قيادة حرب لا هوادة فيها ضد الارهاب والمتطرفين بسوريا والعراق ...
= بيعة البغدادي :
في منزل الشيخ مساعد السديرة بحي الدروشاب شمال شرعت زوجته أم أسامة في تعزيز دفاعاتها وقدمت (عواطف خلف الله) مرافعة قوية دفاعا عن زوجها وتنديدا بعملية إعتقاله بعد أن أوضحت ان الحابسين استولوا علي هاتفه النقال واستهلت حديثها بأن بعلها يجد الاحترام والتقدير خارج السودان والاهانة داخل بلاده مبينة أنها رافقت زوجها الشيخ السديرة في زياراته الخارجية ورأت تبجيل الشيخ السوداني من قبل شخصيات عربية ونفت وجود علاقة بينه وتنظيم القاعدة علي المستوي العملي وقالت نعم علي الصعيد العلمي هناك شبه إتفاق في مسألة قتال الكفار ومجاهدة القوات الأجنبية والغزاة من جيوش الدول الغربية وأبانت أن السديرة ليست له مليشيات عسكرية ولم تضبط الحكومة قطعة سلاح (واحدة) بحوذته معتبرة أن سلاحه هو العلم وأن تدريسه للطلاب داخل وخارج السودان لا يشكل مهددا أمنيا بقدر ما تشكل الكنائس وكليات اللاهوت خطرا علي عقيدة المسلمين مشيرة في حديثها لـ(المجهر) أن الحكومة رفضت التصديق للشيخ السديرة بكلية علمية شرعية أطلق عليها كلية الإمام البخاري وصدقت في ذات الوقت كلية لعلم اللاهوت وأوضحت أم أسامة أن السلطات الحكومية أغلقت معهده الشرعي بحي شمبات الاراضي وصادرت أجهزة الكمبيوتر الخاصة به وحظرت نشاطه في المركز لتنتقل دروس السماع من حي شمبات الأراضي إلي منزله بالدروشاب شمال نظرا لتزايد أعداد الطلاب وإقبالهم لتلقي العلوم الشرعية وأقرت أم أسامة بأن بعض تلاميذ الشيخ السديرة استشهدوا في مناطق العمليات في عدد من الدول العربية والاسلامية مثل الصومال – مالي – أفغانستان – سوريا والعراق وبعضهم لا زال يقاتل في الجبهات بالخطوط الامامية لمواجهة للتدخل الاجنبي في تلك البلدان ولمحاربة الشيعة الروافض وأضافت أم أسامة أن الجهاد لا يعتبر جريمة أو جريرة يعاقب عليها بالسجن وقالت كل الكتب الإسلامية تتحدث عن الجهاد والمغازي والفتوحات وقتال الكفار من الصليبيين واليهود والنصاري المحاربين وشددت عواطف خلف الله علي زوجها كثير الانتقاد لـ(لباطل) والهجوم علي الفساد خاصة الفساد العقائدي واعترفت بأن زوجها بايع الامير البغدادي وهي بيعة معروفة ومشهودة ترجمت باللغة الإنجليزية وأضافت (بايعنا معه وليس لدينا مانع من القتال) مؤكدة أن أهل بيتها سيتحملون تبعات وضريبة البيعة التي في أعناقهم حتي لو كلفتهم أرواحهم وقطعت بأنها لن تتراجع عن هذا الخط وبشأن مواقف العلماء والدعاة من عملية إعتقال الشيخ السديرة ردت أم أسامة أن الرابطة الشرعية للعلماء بقيادة الأمين الحاج سبق وأن أصدرت بيانا بعد مضي 3 أشهر من عملية توقيف زوجها في العام 2102م لكنها لم يصدر منها حاليا ما يفيد بنقدها أو مباركتها لحادثة حبس الشيخ السديرة حاليا وحول ما يتردد عن وجود جهات خارجية تقدم دعما ماليا أو تمويلا لنشاط الشيخ السديرة الديني نفت أم أسامة تلقيهم لأي تمويل خارجي وكشفت في ختام حديثها لـ(المجهر) أن زوجها يعتمد في معاشه علي عمل تجاري محدود ونشاط زراعي وامتلاك حافلة ركاب (هايس) لتأمين قوت عياله ومقابلة ضروريات الحياة ورفضت أم أسامة استعطاف الحكومة وقال بلهجة قوية وحاسمة أدعو الحكومة للإفراج عن الشيخ السديرة فورا لأن ساحته بريئه من أي اتهامات وصحيفته وسجله نظيف خالمن الإدانات والتجريم بيد أن أم أسامة عادت لتقول في لغة عاطفية متسائلة : (كيف تعتقل السلطات رجلا تجاوز الـ70 من عمره ويحمل بين جوانحه أريحية وإنسانية تجعله يخدم (الصغير والكبير) و(المرأة قبل الرجل) بتواضع وبساطة لا يعرفها إلا من عاشره وتعامل معه ؟) وقالت إن توقيف زوجها محاولة لتقييد حركته وحظر نشاطه وعرقلة مشروعه الجهادي- التي قالت أنه – تمدد داخل وخارج البلاد وسيبقي خالدا مهما تكالبت عليه دول الشر لتطفئ جذوته لكن الله (متم نوره ولو كره الكافرون).. !