الخرطوم – عثمان الأسباط
كانت كرة الشراب حاضرة في كل ميادين وحواري المدن والأرياف، القرى، والفرقان، والشوارع، والمدارس والساحات العامة، ومثلت عاملاً أساسياً في تعلم لاعب الكرة أساسيات فنون التحكم، المراوغة وحسن التمرير والأداء، وتعد كرة الشراب الرافعة لبروز اللاعبين في ظل غياب المدربين في ذلك الوقت.
(1)
كانت عبارة عن جسم دائري يصنع من الشراب القديم دائماً والجديد أحياناً، إذ يتم حشوه بخرق بالية ويخاط بإحكام في شكل دائري يشبه كرة القدم الحالية، وفي الفترة الأخيرة لم تعد كرة الشراب جاذبة بسبب توافر نظيراتها من كرات البلاستيك إضافة إلى أن أسعارها في متناول الجميع.
(2)
الجيل الحالي من الأطفال والصبيان لم يحظ بصناعة كرة الشراب والتدريب عليها مل الأجيال التي سبقته، الأمر الذي أسهم في اختفائها في الآونة الأخيرة من الميادين والساحات في بلادنا وتسيدت الكرة المصنوعة من البلاستيك الملاعب في السودان.
(3)
الدكتور علي قاقرين نجم الهلال والمنتخب الوطني الأسبق قال إن "كرة الشراب من أنجع وسائل تعلم فنون كرة القدم على أيام جيلنا وقد قدمت للجميع فوائد لا تحصى من بينها التحكم الجيد في الكرة والمراوغة وحسن التمرير بجانب القوة والمهارة والمقدرة على المطاردة بحكم اللياقة البدنية العالية"، وأضاف أن "البنية الجسمانية العالية التي كانت تميز الأجيال السابقة أسهمت فيها كرة الشراب بقدر كبير جداً لأننا كنا نلعب أوقاتا طويلة وتحت هجير الشمس ولم يكن هناك مدربون نوعيون كما هو الحال الآن"، مؤكداً أن التدهور الحالي للكرة السودانية أسهم فيه اختفاء كرة الشراب.
