بيان حول الأوضاع الانسانية في السودان بسبب السيول والأمطار

بيان حول الأوضاع الانسانية في السودان بسبب السيول والأمطار


09-04-2013, 04:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1378307135&rn=0


Post: #1
Title: بيان حول الأوضاع الانسانية في السودان بسبب السيول والأمطار
Author: كونفدرالية المجتمع المدني السو
Date: 09-04-2013, 04:05 PM

كونفدرالية المجتمع المدني السوداني

تعاني الآلاف من الأسر السودانية في أنحاء البلاد المختلفة، منذ ما يقارب الشهر، أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة الأمطار السيول والفيضانات. وهي أوضاع ليست من صنع الطبيعة وحسب ولكنها من صنع الإنسان أيضا. فقد تسببت الأخطاء الهندسية الفادحة التي صاحبت بناء العديد من الطرق والقنوات في اعتراض مجرى السيول وتحويل مساراتها لترتد على المناطق السكنية وتكتسح في طريقها آلآف المنازلand#1644; وتتلف الزرع والضرعand#1644; وتزهق عشرات الأنفس. وقد وجد الناس أنفسهم مشردين في العراء بلا سقف يظلهم وببطون خاوية يفتقدون أبسط مقومات الحياة الإنسانيةand#1644; تتهددهم الأوبئة الناتجة من انهيار البيئة والمياه الراكدة وتكاثر البعوض والذباب. وأكثر من ذلك وجدوا أنفسهم بلا معِين يعينهم، إلا من شبابٍ نبيلٍ جاء يحمل إليهم ما استطاع إليه سبيلاً من طعام وكساء، فلا دولة هرعت لنجدتهم، ولا مسؤول جاء لتفقدهم ومشاركتهم مأساتهم.
تأخّر رد فعل الحكومة لأيامٍ ظل فيها شبابُ نفير هو الوحيد في الساحةand#1644; وقد استجاب الشعب لنداء استغاثتهم بصورة غير مسبوقة، وتناغم الجهد الشعبي للسودانييين في الداخل والخارج بصورة تُعبِّر عن روح شعبنا المجبولة على حب الخير وعلى الكرم والمروءة والنجدةand#1644; ولكنها أيضاً تُعبِّر عن يأسٍ من حكومته التي بدل أن تهبّ لإغاثة المنكوبين، ذهبت تبحث عن مبررات لعجزها وفشلها في الوصول إليهم. ومن ذلك رفض الحكومة إعلان المناطق المنكوبة مناطق كوارث، واتهامها للمنكوبين بأنهم هم من تسبب في انهيار منازلهم لأنهم بنوها من الطين، ولأنهم بنوها في مجرى السيول، وبذلك، تأكد للشعب السوداني الغياب الكامل لأجهزة الدولة، فتمنعت الحكومة ممثلة في أعلى سلطاتها عن اعلان البلاد منطقة كوارث، لأنه حسب منطقها، لا يجوز وصف الأمطار وهي غيثٌ، بالكارثة، ولأنه لم يمت نصف سكان الخرطوم بعد؛ أما المضحك المـــُـبكي فهو قرار الحكومة منع تشييد البيوت من الطين (الجالوص)، وكأنهم يبدعون نسخة سودانية لمقولة ميري انطوانيت التي ذهبت مثلاً في التاريخ، على عُزلة الحكام عن شعوبهم، ولم تكتفِ الحكومة بذلك، وإنما ذهبت تُعرقل جهود شباب نفيرand#1644; فتطالبهم بالتسجيل تارة وتكيل لهم الاتهامات التي تشكك في صدق نواياهم تارة أخرى.
إننا إذ نثمن الجهود الشعبية التي يقف شباب نفير موقف الصدارة منها، نؤكد في ذات الوقت إن درء الكوارث هي مهمة الحكومة في المقام الأول، وعلى الحكومة أن تُعبئ قواها وأن تحشد جهودها وأن توجّه إمكاناتها لإنقاذ المنكوبين، وذلك بتوفير سكن مؤقت لهم، وتوفير احتياجاتهم الأساسية من طعام ومياه شرب نقية ودواء، وعليها كذلك اقامة مدارس في مبانٍ مؤقتة اسعافاً للعام الدارسي والعمل على تشييد المدارس التي انهارت لتدارك الفترة الدارسية القادمة دون تعطيل اضافي، وأن تعوض خساراتهم بالقيمة التي تمكنهم من اعادة تشييد وبناء منازلهم، كما على الحكومة مراجعة الطرق والجسور والأنفاق التي أقيمت بصورة أقرب للعشوائية منها إلى الطرق الهندسية العلميةand#1644; وأن تعمل على محاسبة الذين يثبت تورطهم في هذه الكارثة إن كان عن فسادٍ أو اهمال.
آن الأوان لأن تعمل الدولة على حل معضلة التصريف المزمنةand#1644; التي تجعل من الخرطوم عاصمة قذرة وموبوءة كلما أمطرت السماء، وعلى الحكومة استقطاب الدعم الدوليand#1644; وتيسير عمل المنظمات المحلية والدولية بدلاً عن وضع العراقيل في طريقها حتى حق فيها القول بأنها لا ترحم، ولا تترك رحمة الله تنزل على عباده.
كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السودانية