الخروج من الشرنقة........

الخروج من الشرنقة........


11-28-2004, 03:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=287&msg=1241117352&rn=0


Post: #1
Title: الخروج من الشرنقة........
Author: أيزابيلا
Date: 11-28-2004, 03:12 AM

فى المراحل المفصلية....تصبح قراءة قرائن الاحوال.... بموضوعية , ودراستها بعمق ,هى نقطة البداية ..لايجاد مخارج تمهد للانتقال من بنية مجتمع يحكمه الوعى الحربى وثقافة العنف الى مجتمع تكون القيمة الانسانية فيه على قمة هرم الاولويات.
الواضح تماما منذ الاستقلال ان تتالى الانظمة العسكرية احدث نمطا من التغيير التدريجى على مستوى الثقافة المجتمعية.....بلغ هذا التغيير قمته فى عهد الانقاذ...كما ان اتباع السياسات الطارئة والتعبوية والتى لم تسبقها دراسات جدوى كافية..اسس بترف للدخول فى مرحلة حرجة....تمتد اسقاطاتها لتشمل فترة ما بعد الحرب وما تلاها من مراحل.
من دون كل هذه السياسات تطفو على السطح سياسة عسكرة المجتمع المدنى
الواضح انه لا توجد قراءت واضحة لعدد الذين تم استيعابهم فى وحدات التجنيد العسكرى...ولا من هم المقاتلون حقا...ولا حتى الاسس والضوابط التى يتم على اساسها استيعابهم فى مراكز التجنيد العسكرى......-ان كانت هنالك ضوابط-الواضح اكثر من هذا ان ثكنات التجنيد نفسها لم تخضع للمقاييس الاولية لثكنات التجنيد المتعارف عليها....برغم منصرفات الامن والدفاع التى (حسب ما اوردته المالية العامة-(000/000/000/163)[جنيه سودانى--1997}ورغم تعاملنا الحذر مع ارقام الوزارات التى تطلقها الا ان رقما به 12 خانة عشرية وعجزه عن ادارة العملية كما يجب...سيوفر علينا مشقة الحساب لنرى ضخامة الامر برمته.
بالنظر فى عينة عشوائية يتضح لنا ان دافع عدد ضخم للولوج الى العسكرية كان فى المقام الاول ناتج عن ا لعجز الواضح فى كل قطاعات الحياة...مما اورث الجميع احباطا عاما لا سيما الشباب فطفقوا يبحثون عن خيارات تستوعبهم....آخذين فى الاعتبار ان معظمهم ناتج من قصور سياسات التعليم والغذا والعمل...و هذا القدر الضخم الذى يندرج تحت مسمى قاسى ولكنه حقيقى اعنى مسمى (الفاقد التربوى)..باعتبار انه لم تكن هنالك جهة تستطيع تحقيق مصالحها واستيعابهم غير المؤسسة العسكرية....أما بعد انخراطهم الطويل فى المجال العسكرى ومناطق الحرب والشدة فسيبدو منطقيا الحديث عن وجود خلل ما فى هذه المجموعة....خاصة تلك التى نبتت فى خطوط التماس ومناطق الحرب وتشكلت فيها....هذه الخلل أسميه هنا بالقطيعة مع المجتمع ككل ومع الانماط التقليدية التى يمكن ان يؤولوا اليها فى مستقبل السلام............اما القادمين من الارياف حيث المرعى والزراعة وحياة الاستقرار فانهم حسب دراسة قريبة* لا يرغبون فى العودة لمجتمعاتهم التقليدية ويتوقعون بالمقابل البقاء فى القوات المسلحة او الحصول على مواقع حكومية او الاتجار وقليل منهم يرغب فى مواصلة تعليمه...اذا العودة لا تمثل لهم خيارا جذابا...
اما الفئة الاخرى التى مستها الحرب فى عقر دارها فان عودتهم للحياة المدنية بلا شك مرهون بضمانات الامن....فالذى رفع السلاح بحثا عن الامن لا يمكنه وضعه ما لم يجد بدائل آمنة
ومع توالى التجارب التى اسست للعسكرية فى نسيج المجتمع المدنى ومع تفشى الفساد الذى صاحب السلطات العسكرية من استقلال النفوذ للترهيب وجمع المال ونيل الحظوة عند المؤسسات المدنية..........أضف الى ذلك السياسات التىاولجتهم بصورة رسمية فى المجال التجارى منذ عهد نميرى وانشائه للمجلس التجارى العسكرى .,..الذى رغم حله فان نواته العسكرية الرأسمالية ما زالت فاعلة فى الكثير من المؤسسات الربحية ...اذ ظل العنصر العسكرى كصاحب رأس مال موجودا فيها دائما... وباكبر الاسهم
اما النظر الى العسكرية من منطلق سايكولوجى واثرها فى التعاطى مع المجتمع يقول شول قديموران الشباب سيفضل منطق القوة فى الاوامر على النقاش والتسوية وسيعامل الرجال زوجاتهم كمرؤوسيهم....وسيكون هنالك منعطف دائم نحو العنف)
والناظر الى المجتمع الان سيرى مدى تفشى ثقافة المجتمع العسكرى للدرجة التى تكاد فيها لفظة (مدنى )تكون تحقيرا اكثر من كونها وصف...
أصبحت عسكرة السياسة نمطا يتزايد دعمه لتتم عبره حماية الفئات المستضعفة فكريا من الذين يدينون بالولاء للطرفين الحركة الشعبية والحكومة
اذا الكابوس الذى سيواجه المجتمع فى مرحلة السلام هو كيف يخرج المجتمع من شرنقة العسكرية مع الاخذ فى الاعتبار العلاقات الساسية العسكرية البالغة التعقيد....والتى يتطلب تفكيكها تنازلات من الجهتين..........خاصة واننا نتعامل مع مجموعتين لهما باع طويل فى الحرب وكلاهما قادم الى سدة الحكم ببزته العسكرية
ان ما شاع من تجارب العالم العسكرية وتحولاتها نحو المجتمع المدنى كثير ولكنى اطرح للمثال هنا تجارب جرامش والسلفادور وبدرجة اقل سيراليون وموزمبيق...اتصور انه يمكن الاستفادة من خطواتها فى نوع البدائل التى تمنحها مقابل نزع السلاح لكن اي من التجارب اعلاه لا تشبه تجربة السودان فى محتواها..........اذن التحدى الاكبر للمجتمع الدولى لاتمام عملية بناء السلام هو الدعم والجهود لاستيعاب العسكريين ودمجهم فى النسيج الاجتماعى كمدنيين اما الحديث عن تاهيلهم النفسى فسيبدو هنا من ترف القول ولكن لا بد من اخذ تجربة فيتنام وما حققته مراكز التأهيل هناك بعين الاعتبار
ان اعادة انتاج العسكرى كمواطن مدنى عملية ليست سهلة على اي حال.....باعتبار ما يسمى ب
post sterss truamstic disorder
ولتخصصية الحديث عنه ...اعدكم بتقصيه والخروج بدراسة عنه قريبا
ودمتم
مراجع:
*نزع السلاح وحقوق المحاربين السابقين
شول قديمور
*عندما يحل السلام
تحرير يوانس اجاوين واليكس دوفال
*الامن النسانى والدبلوماسية الجديدة
اعداد روب ماكرى ودان هيوبيرت
*ترجمة لينا المنجد
*national center for post stress truamatic disorder