عظماء الصف الوطني . ...!!

** نعم، نجحت لجنة جمع الصف الوطنى في جمع رئيس البلد ببعض زعماء المعارضة ، ولكن لم تنجح اللجنة في جمع الصف الوطني ، وتخطئ اللجنة لو هى ظنت بأن الصف الوطني هو رئيس المؤتمر الوطني وزعماء أحزاب الامة والشعبي والشيوعي فقط لاغير ، هؤلاء ليسوا هم الصف الوطنى الذي تمتد مساحته الفكرية والسياسية والثقافية - كالجغرافية - من حلفا الي نمولى، ومن بورتسودان الى الجنينة ، ولو كان العظماء الاربعة فقط هم الذين تواثق عليهم الشعب وارتضاهم لفوّضهم ملوكا و أمراء عليه - وعلى وطنه - مدى الحياة ، ولكن شاءت العولمة والحداثة والوعى ثم ثورات الافكار والتعليم والقبائل والجهات أن تفرض على الواقع نوعا فريدا وحميدا من الزعامة - بدونها لا تستطيع أية جهة أن تدعى بأنها نجحت في جمع الصف الوطنى - وهى زعامة الشعب على نفسه ووطنه ... !!
** والاعتراف بالواقع هو الذي دائما ما يمهد للناس في الحياة الطريق القويم الي مستقبل أفضل ، وعدم الاعتراف بالواقع لاينتج في حياة الناس الا اعادة انتاج الفشل والدوران حوله الي يوم القيامة ، ولجنة الصف الوطنى - ان كانت هى حريصة على جمع الصف الوطنى - عليها أن تعترف بواقع الحياة السياسية في السودان والتغيرات التي حدثت في أفكار الناس ومفاهيمهم، وكذلك عليها أن تتذكر بأنها تعمل في وطن تراكمت على أرضه أجيال حديثة بوعي جديد ، أى أن الاربعة العظماء ليسوا الا جزءا من الصف الوطنى ، وليسوا بكل الصف الوطنى ، وأى وصف لهم غير هذا لا يعد الا مكابرة ودفنا لرؤوس الحقائق في رمال اللجنة ، فحجمهم الطبيعى - وهم جمع - في واقعنا السياسي لا يتجاوز أحجام آخرين لا يقلون عنهم حجما ...!!
** رئيس المؤتمر الوطنى راعِ في حزبه ومسؤول عن رعيته ، وكذلك زعيم الامة والشعبي والشيوعى ، كلهم راعِ وكلهم مسؤولون عن رعاياهم الحزبية فقط لاغير ، وهنا يطل السؤال المحرج للجنة .. هل السودان اليوم هو رئيس الوطنى و زعماء الشعبي والامة والشيوعى فقط لاغير ..؟... وهل مساحة الصف الوطنى و قضاياه المترامية الأطراف المراد جمعها - في ليلة عشاء - تساوى فقط مساحة بيت أو مائدة سوار الذهب التى جمعت أربعا فقط لاغير ..؟.. لا يا سادة يا كرام ... مفهوم الصف الوطنى عند أهل السودان صارأكبر مما تتخيلون واوسع مما تظنون ، وكذلك قضاياه أضحت بعمق المحيطات والبحار ، و الغوص في تلك الأعماق بحاجة الى ارادة وطنية تتجاوز جمع الأسماء والشخوص والزعامات - التقليدية منها و الحديثة والطارئة - الى جمع الأفكار والبرامج والثوابت وأساسيات الحياة الحضارية ، ثم التواثق والاتفاق عليها بميثاق شرف يدين تجاوزات الماضي ويحاسب مخطئيها بالنفي والابعاد خارج ميدان العمل العام ، ويرسم خطوط السير بوضوح للحاضر والغد ..!!
** جمع الصف الوطنى يجب أن يبدأ بجمع أسباب تمزيق الصف الوطنى وبعثرته وتفريق شعبه الي قبائل وجهات و أعراق يطاحن بعضها بعضا ، والاسباب يعرفها سوار الذهب جيدا وكذلك ضيوف عشائه هم اكثر الناس علما بالأسباب التى مزقت اهل السودان، وباعدت بين قلوبهم و جعلتهم يقسمون أنفسهم ما بين لاجئ ونازح ومحارب ولا شئ آخر ... على لجنة الصف الوطنى جمع اسباب التفرقة والشتات، ثم طرحها من عمليات النخبة السياسية و قسمة الباقي على اهل السودان بالمساواة .. والباقى بالتأكيد هو الحرية والديمقراطية والعدل وزعامة ( شعب في بلده ) ، وليست فقط زعامة ( زعماء الوطنى والشعبي والشيوعى والامة ) .. أى جهد غير هذا لا يعد الا تخديرا لازماتنا وكوارثنا السياسية ، وما استفحلت وتعاظمت الا بتخديرها كل عام بمثل هذه اللجان التخديرية ومخدريها . الأزمات والكوارث بحاجة الى عملية جراحية - وليس تخديرا فقط - في الدولة ثم أحزاب السلطة والمعارضة ، والشعب السودانى هو الطبيب المداوى ، فقط أفسحوا له المجال الي غرف العمليات ، وابعدوا عن طريقه لجان التخدير الموسمية .. هذا ان كنتم ترغبون توريث وطنكم لأبنائكم ...!!

ماهو السر وراء لقاء المشير والامام والشيخ والاستاذ ونائب مولانا والرفيق

Quote: مفهوم الصف الوطنى عند أهل السودان صارأكبر مما تتخيلون واوسع مما تظنون ، وكذلك قضاياه أضحت بعمق المحيطات والبحار ، و الغوص في تلك الأعماق بحاجة الى ارادة وطنية تتجاوز جمع الأسماء والشخوص والزعامات - التقليدية منها و الحديثة والطارئة - الى جمع الأفكار والبرامج والثوابت وأساسيات الحياة الحضارية ، ثم التواثق والاتفاق عليها بميثاق شرف يدين تجاوزات الماضي ويحاسب مخطئيها بالنفي والابعاد خارج ميدان العمل العام ، ويرسم خطوط السير بوضوح للحاضر والغد ..!!

صدقت .

اتفق معك في كل كلمة كتبتها في هذا المقال .... ليتهم يقرأون !!!!!

Quote: على لجنة الصف الوطنى جمع اسباب التفرقة والشتات، ثم طرحها من عمليات النخبة السياسية و قسمة الباقي على اهل السودان بالمساواة .. والباقى بالتأكيد هو الحرية والديمقراطية والعدل وزعامة ( شعب في بلده ) ، وليست فقط زعامة ( زعماء الوطنى والشعبي والشيوعى والامة ) .. أى جهد غير هذا لا يعد الا تخديرا لازماتنا وكوارثنا السياسية ، وما استفحلت وتعاظمت الا بتخديرها كل عام بمثل هذه اللجان التخديرية ومخدريها

أوافق دون ادنى تحفظ

ما هي آليات الزام المؤتمر الوطني بما يحقق الوحدة الوطنية؟