الجِنْدِب ...

الجِنْدِب ...


09-24-2006, 06:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=28&msg=1165359451&rn=0


Post: #1
Title: الجِنْدِب ...
Author: ابو جهينة
Date: 09-24-2006, 06:26 PM

جلستْ ( المشاطة ) تثرثر كعادتها ...
تلفظ ( سفتها ) و تتمضمض من ماء ( الجك ) بقربها لتواصل ما أنقطع من حديث ..
يداها ترتاحان على رأس الفتاة ..
بينما تتشابك أصابعها و تنفلتْ بأناةٍ و إتقان بين طيات خصلات الشعر ..
رأس الفتاة يتمايل مع حركة الأصابع فوقها ..
( المَسَلَّة ) تقبع مستكينة على كتلة ملفوفة من الشعر ترقد جانباً في إنتظار دورها من ( المشاط ) و التجديل..
( كورية ) مترعة بالدهن على يمينها ..
( براد ) الشاي يرقد على الرماد الذي يغطي الفحمات في ( الكانون ) ..
عدة جنادب تتقافز حولهما ..
و الذباب يستأثر بأكواب الشاي الفارغة .. ليناوش وجه الفتاة تارة و وجه المشاطة تارة أخرى ..
يقفز جندب على يد ( المشاطة ) مستطلعاً ... ثم يراوغها و ينحشر في أذن الفتاة ..
تلحقه المشاطة ( بالمسلة ) و تضغط علي أخر جزء من جسده الأملس... في محاولة للحاق به قبل أن ينسرب في العمق ..
تفلح في إخراج جزء منه بينما يبقى الجزء الأكبر داخل أذن الفتاة التي تهب مذعورة ..
محاولاتها لإخراج الجزء الأكبر المتبقي من الجندب يجعله يتقدم زاحفاً إلى الداخل أكثر فأكثر.
صبوا لها ماءاً لتميل على أذنها ليخرج ..
تندلق مع الماء أجزاء من الأرجل و الأجنحة و بعض قرون الإستشعار ..
في الغد ذهبتْ للشفخانة و غسلوا لها أذنها بمطهر ..
لكن بقايا الجندب تمسكتْ بأهداب الأذن .. و إنتحرتْ هناك ..
تسمع طنياً .. يعقبه ألم ..
توالت الأيام .. و الألم يراوح مكانه .. و الطنين ينقلب إلى دغدغة مقلقة...
ثم بدأ الصديد في الخروج بين الفينة و الأخرى.
عاقرتْ شتى أنواع الأدوية. ..
جربتْ منقوع حشائش لم تسمع بها من قبل ..
كلما وصفوا لها دواءاً تهافتتْ عليه .
إنتشرت البثور على جسدها من تأثير الأدوية المتنوعة.
فصار الدواء دوائين .....
ثم أصاب الكليتين .. فشل ذريع ...
نسيتْ تماماً أذنها و بثور جسدها ..
عندما تورم جسدها .. حسبوه ( زلالاً ) ...
و أتخموها بعقاقيره ...
عندما توقف قلبها عن الخفقان ...
كان المعزون يتجرعون ( كبابي ) الشاى و الجنادب تتقافز حولهم في براءة و جرأة ...

Post: #2
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 09-24-2006, 06:50 PM
Parent: #1

أستاذنا أبو جهينة
رمضان كريم
____________________________________________________________________
لم تزل تدهشنا بنصوص عميقة
بطعم ومذاق سوداني أصيل ...

لك الود وصادق الامنيات

Post: #3
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: ابو جهينة
Date: 09-25-2006, 03:23 AM
Parent: #2

عزيزي جدا عبد الناصر

تحياتي و محبتي

شكراً على المرور الذي يسعدني دائماً ..
و شكرا على كلماتك الطيبة
دمت لنا
صيام مقبول إن شاء الله

Post: #4
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: مجاهد عبد الرحمن
Date: 09-25-2006, 06:59 AM
Parent: #3

الله ... الله ... الله
استاذنا الجميل أبو جهينة
دمت مصدرا للجمال المدهش
ما زلت تخرج علينا كل يوم بنسيج يغازل مقآقي المتعة والإعجاب
رعاك الله
ما أجمل اللوحة وما احزن النهاية مع إتصال الموال ( بتقافز الجنادب )
تقديري لك

Post: #5
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 09-25-2006, 09:44 AM
Parent: #4

Quote: في الغد ذهبتْ للشفخانة و غسلوا لها أذنها بمطهر ..
لكن بقايا الجندب تمسكتْ بأهداب الأذن .. و إنتحرتْ هناك ..


الريس - ابوجهينة - تحياتي ومضان كريم

دائماً ما تكون المآسي بسبب
(الخفافيش التي تنشد الظلام)

Post: #9
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: ابو جهينة
Date: 09-26-2006, 03:44 AM
Parent: #5

عزيزي الأستاذ محمد عبدالجليل

Quote: دائماً ما تكون المآسي بسبب
(الخفافيش التي تنشد الظلام)


و ما أطول الظلام المخيم

Post: #8
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: ابو جهينة
Date: 09-25-2006, 04:24 PM
Parent: #4

عزيزي مجاهد

تحياتي

شكرا على المداخلة البهية.

Quote: إتصال الموال


إنها الحلقة المفرغة عزيزي دون أن ندري من أين يأتي الطوفان و أين ينتهي.

دمت

Post: #6
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-25-2006, 01:41 PM
Parent: #1


Post: #10
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: ابو جهينة
Date: 09-26-2006, 07:26 AM
Parent: #6

أُبَي

شكرا على المرور و كل رمضان و إنت بخير

Post: #7
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: Adil Osman
Date: 09-25-2006, 02:18 PM
Parent: #1




Quote: عندما توقف قلبها عن الخفقان ...
كان المعزون يتجرعون ( كبابي ) الشاى و الجنادب تتقافز حولهم في براءة و جرأة ...

يبدو يا استاذى ابو جهينة اننا ما زلنا مثل آل البوربون لم ننسى شيئآ ولم نتعلم شيئآ!
محلك سر!

Post: #11
Title: Re: الجِنْدِب ...
Author: ابو جهينة
Date: 09-27-2006, 04:34 AM
Parent: #7

عزيزي عادل

تحياتي

Quote: يبدو يا استاذى ابو جهينة اننا ما زلنا مثل آل البوربون لم ننسى شيئآ ولم نتعلم شيئآ!
محلك سر!


تماما يا عادل.
لم ننس شيئاً البتة .. و لم نتعلم شيئاً .. مجرد قساسيب للتخزين
دمت