قالت لي القبطية ..

عطبرة ،، ذات فصل إعتمرتْ فيه المدينة ( كتاحة ) غير مألوفة ، لون أحمر قان و كأن كل تربة البطانة قد حلَقتْ في الجو لتمطر أهل المدينة بهذه الزخات الترابية.
تنام في ( حوش ) البيت ، فتصحو و كأن ( بطانية ) من تراب قد إلتحفْتها أثناء نومك ، حتى أن أهل الدار ربما ميَزوك عن غيرك بصوتك ، حيث يبدو شكلك و كأنك تعمل في ( طاحونة ) طوال اليوم.
يالها من ذكرى.
القبطية ( أم سوسن ) جارتنا ، إمرأة مكتظة اللحم ، قصيرة القامة ، و لكنها لا تخلو من وسامة ، تربط شعرها بمنديل يسميه أهل مصر ( أُوِيه ).
كثيرة الكلام ، مشحونة بعواطف متضاربة.
فتارة هي رومانسية تتغنى بأغنيات أم كلثوم و تدندن بألحان عبدالوهاب.
و تارة أخرى تصب جام غضبها على صنف الرجال و تصفهم بالخونة .
و تارة تلعن النساء و تقول أنهم أس المصائب.
إمرأة مترعة بالحياة و متروسة بالتجارب ، تنفث دخان سيجارة ( القولد ليف ) و أحيانا ( الكليوباترا ) ، و تسعل طول الوقت ، فنسمعها و نحن رقود على أسرتنا في الحوش نحدق في النجيمات البعيدة.
نجوم عطبرة كنت أتخيلها و أنا صغير بأنها غير تلكم التي تسطع في سماء الدامر أو بربر أو الخرطوم ، أو حتى التميراب القريبة.
مدينة في غيمة ، و غيمة في مدينة.
( أم سوسن ) كانت تعشق سمرتي و هدوئي. إمرأة في الأربعين و أنا صبي في الحادية عشرة من عمري. لا يكاد يمر يوم دون أن تراني.
أصابتني حمى شديدة ذات مرة ، عرفت يومها أن هذه المرأة تحمل بين جنباتها قلبا كبيرا و تحبني كإبنها تماما ، كان أبي يقول لها ممازحا : خديه و أدينا بيتك الملِك بدالو .
هرولت بي يومها للمستشفى و هي تقول ربما كان هذا مرض ( السحائي المخيف ) ، من بين فيح الحمى التي تجعلني أفتح عيني بصعوبة، كنت أرى اللهفة و الخوف في عينيها و هي تتحسس جبيني ، و أنا أطوق عنقها بكلتا يدي. لم تعط أسرتي فرصة حتى للذهاب معها .
سألني الطبيب ممازحا و الذي طمأنها بأنها مجرد ( إنفلونزا ) : دي أمك ؟
لم أرد على سؤاله ،، لم أجد كلماتا أعبر بها للطبيب عن تعلقي بها.
( أم سوسن ) ،، شخصية مهمة في الحى كله
فهي تقرأ الفنجان لجاراتها ، و مستودع أسرارهن ، يستشرنها في كل أمورهن.
أقبع إلى جوارها أنظر إلى لون بشرتها الذي يذكرني بعروسة حلاوة المولد.
كنت مبهورا بها ،، و هي لا تنفك تقول أمام الكل بأنها تتفاءل بي.
رائحتها مزيج من التبغ و رائحة صابون ( لايف بوى ).
إن غبت عنها ، تأتي باحثة عني ، فيناديني أخي : الحلبية حقتك جات.
فتسحبني من يدي لأجلس قربها في مطبخ منزل شقيقها المهندس بورشة المرمة.
أرملة ، لا تزال تجتر الحب الذي كان.
قالت لي ذات مرة و هي ترتشف فنجانا من القهوة ، و تقرصني في أذني : أوعك تحب ، و لو حبيت و فشلت ما تحاول تتذكرها تاني ، سامع يا سمارة ؟
عيناها الواسعتان ، و وجهها المكتنز ، صورة لم تفارقني طوال حياتي ، و خاصة عندما أدخل معترك قصة حب صبيانية أيام المراهقة ، و التي أفرغنا أحلامها بين مشاهدة الأفلام الهندية ، و مطاردة بنات الكمبوني ، مرورا بحى ( السودنة ) و ( القيقر ) و ( شارع الرى ).
فوزية ، جارتنا ، أحببناها نحن الثلاثة ، أنا و إثنين من أصدقائي ، كان كل واحد منا يحكي قصته مع محبوبته دون أن نذكر الإسم ، و دون أن ندري أن فوزية كانت بطلة كل قصصنا.
كانت تملك مقدرة عجيبة على أن تجعل كل واحد منا يحس بأنه ( الأوحد ) الذي يتربع على عرش قلبها.
كتبت فيها شعرا ، و أهديته لها مكتوبا على ورقة ضمختها بعطر( سوار دي باريس ) بعد أن سرقت زجاجتهامن غرفة أمي.
قالت لي ممازحة : وديها للعطبراوي يغنيها.
أصابتني بالإحباط.
سمعت من زميلاتها أنها قرأتها لهن و نسبتها لنفسها.
إذن تعليقها لم يكن جادا ، شعرت بالفخر .
لا أدري من أين عرفتْ ( أم سوسن ) بقصتي مع فوزية ، نادتني ، فدخلت حيث تجلس في المطبخ ، نظرتْ إلي مطولا ، ثم قالت و هي تنفث دخان سيجارتها في وجهي : البت دي أبعد منها ، حتعذبك لو إتعلقت بيها.
مرت السنوات ،، و الأحداث ،، و إنتقلنا من عطبرة إلى الخرطوم.
ثم إبتلعتنا الغربة في جوفها.
و خيال فوزية ،، يزورني من فترة لأخرى.
باريس كانت المحطة الثانية بعد الرياض في محطات الغربة الكثيرة.
أتسكع على رصيف جادة فوش الراقية.
سمعت صوتا يناديني : يا أخ
إلتفت ، فوجدت شابا سودانيا أنيقا بلحية قصيرة مقصوصة بعناية ، هندامه يدل على أنه ميسور الحال.
تقدمت و سلمت عليه . صافحني بحرارة .
تفوح منه رائحة عطر من نوع راق و غال.
يعمل في تجارة الجلود .
أصر على دعوتي في شقته التي يملكها في هذا الحى الأنيق.
ما أن تدخل الشقة ، حتى تحس أنك في بيت بالسودان.
الجدران مزينة بالبروش المزركشة ، و الأطباق .
( البنابر ) الأنيقة المنسوجة بخيوط النايلون موزعة بطريقة توحي بأن ست الدار لها لمسة فنان.
( الكليم ) المصنوع يدويا مفروش على أرضية الشقة ، صور ضخمة عن السودان تزين الجدران ، عدة أنواع من ( السبح حتى اللالوب ) تتدلى بجانب الصور .
البيت يعبق برائحة الصندل ، و بقايا عطر ( الخُمرة ) لا يزال يراوح يده التي صافحني بها.
غاب قليلا ثم عاد ( بصينية الشاى المنعنع ) ، و أطباق صغيرة أنيقة تحتوي على البسكويت و الغُريبة و الكعك ، ما أن تذوقت جزءا من الغُريبة ، حتى خيل إلى أنني أشم رائحة (الحلو مر) تعبق الجو عندما يقترب حلول شهر رمضان ، و دغدغتْ كياني ذكرى العيد في عطبرة و نحن نحشو جيوبنا بالحلويات و الكعك عندما نذهب للمعايدة و ننتظر في إلحاح ( العيدية ).
إزدحمتْ ذكريات كثيرة و حديث مضيفي لا ينقطع .
شعرت معه بإلفة و دفء( الترحاب ) الصادق.
دخلت زوجته و تحيتها تسبقها ، وقفت لأصافحها ، أبقتْ يدي في يديها لبرهة حسبتها ساعات ، أحدق فيها و هي تنظر إلى في دهشة.
كانت فوزية بلحمها و دمها.
كم هو صغير هذا الكون ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم أسمع ماذا يقول زوجها ، و لكن لا بد أنه كان يعرِفني عليها.
نظرت إلى فوزية ،، كانت أجمل من ذي قبل ، غير أن وزنها قد زاد عما كانت عليه.
لم أجرؤ على النظر إليها ثانية ، و لكنني كنت أحس بنظراتها تلسع جانب وجهي.
لم تتحدث كثيرا ،، غير أنها رحبت بي في دارها بصوت خفيض.
أنظر إلى زوجها ، و هو يتكلم ، و أنا لا أفهم كلمة واحدة مما يقول ، فقد كان شريط أيامنا الخوالي يمر أمامي ،،،، يوم أن دعوتها للسينما هي و شقيقها الصغير ،، عندماحاولت أن أتجرأ و ألمس يدها ، فسحبتها و هي ترمقني بنظرة تحذير ،، و ليلة عرس شقيقتها حيث تشاجرت ،، بدافع الغيرة ، مع قريبها ( المدلل ) الآتي من الخرطوم و هو يلازمها كظلها ،،، و يوم ودعتها و نحن ننتقل من عطبرة إلى الخرطوم ،، فقد سمحتْ لي لأول مرة أن أضع يدها الصغيرة بين يدي و أنا أحاول أن أقلد الممثل عماد حمدي في إحدى أفلامه الرومانسية ،، و آخر كلماتها بأنها لن تنساني طوال حياتها ....
كل هذا مر أمام عيني ،، و زوجها يواصل حفاوته بي و سعادته لرؤية سوداني في هذه المنطقة.
وقفت مستأذنا ،، أصر الزوج على أن أحضر للعشاء. وعدته بالحضور و أنا أضمر غير ذلك ،، فقد كانت رؤية فوزية ،، كنافذه مشرعة تنطلق عبرها ريح مزمجرة تعصف بي و منذرة بإجتياحي .
طفا خيال ( أم سوسن ) فجأة على سطح ذاكرتي و أنا أسرع الخطى دونما هدف ، إسترجعتُ كلامها ونصيحتها. هزني شوق جارف لها و لجلوسي معها و لثرثرتها و لأيام الصبا.
وطفرتْ دمعة عجلى مسحتها قبل أن تنزلق.

متعة السرد...وكفى

استاذنا ابوجهينة

ام سوسن التي رائحتها مزيج من التبغ و رائحة صابون ( لايف بوى ).
تعبير دقيق لاناس تظل الذاكرة محتفظة بملامحهم من خلال الرائحة

سرد عميق ...

حبيبنا جلال

(قالت لي ممازحة : وديها للعطبراوي يغنيها.
أصابتني بالإحباط.
سمعت من زميلاتها أنها قرأتها لهن و نسبتها لنفسها.)

لازم نسمع القصيدة دى عشان نشوف ملكاتك الشعرية فى الوقت داك

عزيزي أبوجهينة

كتاباتك لا تمل !!
بالله زد من نبع الذكريات الجميلة هذا
لا زلت أذكر كتابتك عن (باغيي ) كما ينطقها أهلها أو باريس كما يعن لنا أن ندعوها
وعن عطبرة (الحلوة) وفوزية وأم سوسن
أكتب يا أبوجهينة
فليس ألذ من متعة قراءتك

و لكنها لا تخلو من وسامة
كثيرة الكلام ، مشحونة بعواطف متضاربة
تنفث دخان سيجارة ( القولد ليف )

ابوجهينة كل الكلام لا يغطى مساحة هؤلاء الناس الذين يحبون بدون مبرر . حب لاجل الحب فقط . تسلمى يا ام سوسن وتسلم كل امهات السواسن

حليم
لك كل الود
ممتعة أيضا مداخلاتك التي تعني لي الكثير

مايا العزيزة
لن أنسى ما حييت رائحة جدتي و أنا أرقد بجانبها أستمع لحكاويها التي لا تنتهي.
تسلمي

ترهاقا
هل تصدق أحفظها عن ظهر قلب ؟
سأقرؤها عليك يوم حفل الخميس إن شاء الله

خالد عويس
حبيب الكل
و أنت تعطر القصة بتعليقك الراقي الجميل ، أقول لك بأن معين قصصي لن ينضب و أنتم تطالعون ما أكتب.
تشكر يا خالد

ود العجمي
لك كل الود و التحية الأخوية الصادقة
سعدت أيما سعادة على الأغنية التي تزامنت و توافقت مع القصة ، فكان التحليق بعيدا مع هذه الذكرى التي أيقظها تيار عابر في هذه الغربة
فلك من الشكر أجزله

العزيز جلال أبوجهينة

رائع أنت ..
في همســك ..
في بوحـك ..
وفي خيالك الفسـيح ..
تنقلت بالخاطر عبر الأماكن .. عطبرة .. الخرطوم .. باريس
مرارة الوداع .. حرارة اللقـاء .. ودفء الذكريات ..
تقارب المسافات .. تواصـل المحطات .. سخرية الأقدار .. وقدرية الأحكام ..
انها لواعج الشوق وسلطان الذكري ..
انه موال الحياة الطويل ..

تشكر يا أبوجهينة على هذه التحفة الأدبية الرائعة ..
ولك الاحترام والتقدير

مع تحيــاتي

صـلاح / شتات

أبوجهينة ، أنا وفوزية لم نكن في باريس يوما ، يا أخي قول في الرياض ، وبعدين عطبرة ، يا أخي نحن الاتنين ما شفنا عطبرة حتى اليوم ،
لا ... لا يا أبوجهينة ده كلام قاطعو من راسك ، وهكذا أنت دائما تسرد سردا دقيقا وعذبا ،
امتعتنا كثيرا ،
شكرا لك أبوجهينة ، وسلم لي على فوزية وأم سوسن ، ولو صدقت معك فوزية لكانت عملت معاك عمايل .

ود قاسم العزيز
سلام مربع لك و للأسرة الكريمة
السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا لو برز أمامك فرح قديم لم تصل إليه كما تريد ،، و أصابك حزن جديد جراء هذا الفرح القديم الآتي على صهوة المصادفة ؟

العزيز جدا صلاح شتات
تحايا أخوية عارمة

(تقارب المسافات .. تواصـل المحطات .. سخرية الأقدار .. وقدرية الأحكام ..
انها لواعج الشوق وسلطان الذكري ..
انه موال الحياة الطويل .. )

شكرا على هذه المداخلة التي كنت أتمنى أن أستحضر كلماتها لأحشرها في قصتي ، فهي كلمات تنبض بالحياة

تسلم أخوى صلاح

حبيب الجميع ودقاسم
الله يجازيك قطعت مصاريني بالضحك ، هو اصلو ما في فوزية غير فوزيتك ؟!

خالد
أنا سايبو على راحتو ود قاسم.
كل يغني على ( فوزيته )
أما فوزيتي ، فقد تسربتْ مننا لأننا كنا نمر بتلك المرحلة ( الإنتقالية ) ، أما هو ، ود قاسم ، شديد و لضيد ، ما أن وجد فوزيته ، لم يدخر جهدا و لم يضيع وقتا ، ففاز بفوزيته ، فهنيئا له.
غايتو لكن يا خالد ، غاظني الليلة تب أخوك دة. يحندك فيني سااااكت

سرد عميق ..يفيض بعبق الماضي

واصالة الذكرى...زدنا من خط الحروف ..وتهيج دواخل الألوف

تسلم على السرد الرائع

ام العنود

العزيز أبو جهينة

كم رائع أنت وجميل ..
القصة شدتني حتى سرحت في تفاصيلها ..
وتخيلت أم سوسن الإنسانة الرائعة ..
وفوزية تلك الجميلة التي أحبها هؤلاء الشبان جميعاً ..
تخيلت عطبرة وكل الطقوس الجميلة في بلادي ..
وفي إنتظار المزيد من الإبداع ..

النجمة ( أم العنود )
لك التحايا الأخوية الصادقة
أسعدتني للغاية المداخلة الجميلة ، و بكم ، نواصل نكش الذاكرة و نواصل تواصلنا و ربط القديم بالجديد
شكرا مرة أخرى ،، و تحياتي للأسرة الكريمة

الأخ المفضال و الشاب الأنيق معتصم دفع الله
تحياتي و مودتي
سعدت بولوجك هذه السياحة العطبراوية الحميمة.
أبوح لك بسر : عندما تحيطني الإلفة ، كما حدث في إجتماع الخميس ، تطفو على سطح ذاكرتي كل الذكريات القديمة ( حلوها و مرها )
لذا ،، رجعت من ذلك اللقاء الذي ضمني معكم ،، و إداحت هذه الذكريات منفلتة من بين أصابعي.
تسلم معتصم

سلام مربع

يا سلام عليك يا ابوجهينه
تعجبني ذاكرتك جدا ، لانك تعرف كيف تخرج لنا منها
الدرر
اتابعك بشغف ...

شيري
السلام ألوف و كيمان كيمان
تشكري على المداخلة الحلوة..
و لا شك أيتها الأخت الفاضلة ،، أن الذاكرة المترعة بماضي الأيام ،، لا بد لها من تفريغ ، و ها أنذا أحاول

تسلمي شيري

أبوجهينة

(السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا لو برز أمامك فرح قديم لم تصل إليه كما تريد ،، و أصابك حزن جديد جراء هذا الفرح القديم الآتي على صهوة المصادفة ؟ )

منذ الأمس يمزقني سؤالك هذا .. وجئت اليوم لأعرف الاجابة .. ما وجدتهــا ..
"ود قاسم هـــرب ولم يعـد"

والله يا أبوجهينة انه لســـــؤال ..
يجلجــل أركان الماضي وعرش الحاضــر .. وما بينهما من زمان
وأظنهــا وقفـة بين لحظتين .. لحظـة تغفو فى خاطر الدهشة .. ولحظة تصحو على رنين اللهفة
وبينهما ننام في صحن الذكري .. وندمن أنين الأحـزان
وهي سر دفين بين أحضان الرمال ..
كلما عرته الرياح أضاء صحن المكان ..
وكلما غطته الأيام أوقد فانوس الخيال ..
شـوقا..
وجعـا ..
وشجنا..

والســؤال لا يزال قائمـــــا

وتسلم يا أبوجهينة

صلاح / شتات

عزيزي صلاح شتات

تأسرني كلماتك المفعمة بالحياة :

( يجلجــل أركان الماضي وعرش الحاضــر .. وما بينهما من زمان
وأظنهــا وقفـة بين لحظتين .. لحظـة تغفو فى خاطر الدهشة .. ولحظة تصحو على رنين اللهفة
وبينهما ننام في صحن الذكري .. وندمن أنين الأحـزان
وهي سر دفين بين أحضان الرمال ..
كلما عرته الرياح أضاء صحن المكان ..
وكلما غطته الأيام أوقد فانوس الخيال ..
شـوقا..
وجعـا ..
وشجنا..

والســؤال لا يزال قائمـــــا )

و كلما طرأ هذا السؤال في خاطري : أستمع لأغنية الحزن القديم ، أو إستمع لأغنية لفيروز ،، ،، فيتقد فانوس الخيال شوقا حارقا ،، و وجعا ناتحا ،، و شجنا يدمن العويل المكتوم.
تسلم صلاح

عزيزي أبو جهينة
تحية وسلاما
لقد استمتعتنا بالقصة يا جلال، واستمتعنا بقطار الشوق التي أضافها الأخ ود العجمي.. وأنا طبعا لست كصاحبنا ود قاسم، فأنا قد عرفت عطبرة، وخبرت كتاحتها وسوقها وحتى ورشها وأسماء تلك الورش.. المرمة والقيزنجية وغيرها.. والفضل بعد الله يرجع للأستاذ محمود الذي أوفدني إليها في مرة من المرات حوالي عام 73 أو 74 عضوا في وفد به الأخ أحمد المصطفى دالي وبرئاسة أخ آخر هو الأستاذ عبد الرحيم محمد أحمد الذي كان ناظر مدرسة أولية في الأبيض وقتها.. كل ذلك حدث في إجازة الجامعة والمدارس طبعا... لقد استمتعت بما رأيته في تلك الورش وهو أمر لم يكن ليتيسر لشخص مثلي جاء من الأبيض ويدرس في كلية الطب بجامعة الخرطوم لولا توزيع وبيع كتب الفكرة الجمهورية لجماهير السودانيين.. كنا نلتقي مختلف أنواع الناس في المدن، ولكن عطبرة كان يتميز عمالها بالطيبة والمجاملة، فهم يعرفون أن الجمهوريين ليسوا باعة كتب، وإنما حملة فكر وكتب للناس..

نزور بلدا حنان أهلها ترسى هناك ترسينا

يأأأأه..

استمتعت بكل المداخلات ولا بد لي من عودة لقراءة ما كتبه الأخ صلاح "شتات" كاملا فلم أجد الوقت له ورأيت أن أكتب هذا التعليق وأعود في مرة أخرى.. وما زلت في انتظار العصا والشعاب يا جلال..


ياسر

الحبيب جلال

الجاتك في فوزيتك سامحتك

ياخي اخرجتني من قرفة فظيعة

تسلم يا غالي

الأخ العزيز جدا ياسر الشريف
لك كل مودتي
ذكرياتك عن عطبرة ، أهاجت الذكرى و نبشت أكواما مدفونة.
عطبرة لها في القلب معزة خاصة ،، ففيها ولدنا و ترعرعنا و نشأنا و درسنا كل المراحل ثم عدنا إليها لنعمل بها ، أعرف أهلها و شوارعها و أنا مغمض العينين.
في إنتظارك يا ياسر على أحر من حرارة نهار عطبرة.
تسلم

أخي و صديقي و إبن بلدي الحبيب قرجة
لك المودة الخالصة
و الله إن زيارتك لي اليوم ، عيد بعد هذه الغيبة الطويلة.
يا أخي مشتاقين لطلاتك الحلوة و أسلوبك الجميل .

تشكر على الطلة ،، و ربنا ما يورينا تاني متل الجاتنا في فوزية.

ابوجهينة
انا طبعا شفت عطبرة وانا جائى من حلفا بالقطر وما ان نزلت فى الرصيف ذهبت للسوق
عشان الهط وكنا جعانين شديد ,وصرنا نتسكع فى السوق الا ان تحرك القطر وجرينا وتشعبطنا فى عربة الفرملة.
اما عن فوزيتك دى يكون فوزى دا مخطط ليك عشان يجيبك ليها ويحرك فيك الماضى
صاحبى كان معلق بواحدة قريبته شديد ولكن المسكين ابو البت كان مادى , ووقف ضده وعرس البنية لواحد تانى, وكمان جابها الرياض والمسكين دا لما يعزمونا ما بمشى معانا وبعد ولادة عرفت منه السبب فى النهاية بيقيت اجامله فى ماساته.
اما فوزياتى انا كتار لكن ما بعرف مكانهن وتاهن فى الرمال ...
شكرا لهذا الدفق المنمق

صديقي العزيز أحمد الصديق ( أبو قوتة )
مودتي الخالصة لك
من حسن حظك أن ( فوزياتك ) ضاعن في الزحام و تاهن في الرمال ، لأن مثل هذه الذكرى هي تماما كالضغط على جرح قديم لم يندمل تماما ،، بالرغم من أن علاقتي ( بفوزية ) كانت مجرد إرهاصات مراهقة إلا أن رؤيتها أزاحت عن القلب و العقل غبار السنين و جعلتني أتذكر أشياء كثيرة ، و أظنك توافقني أن ذكريات الصبا لها سطوة ما بعدها سطوة خاصة إن قابلت أحد الذين طرَزوا معك ثوب تلكم الأيام المزركشة بألوان وردية و ألوان قوس قزح.
تسلم أحمد

أبو جهينة
سلام ليك ولام سوسن اينماكانت

حمد لله علي السلامة ياخي انو راجل فوزية هو الجاب الشاي المنعنع
لانه كانت حرقت
كدي اعمل لينا بوست تاني مواصلة لي دا بلسان فوزية واحكينا انفعالتها

ابوجهينة
عندي تجربة سابقة .. مع عفاف النقاديه .. وهي من صعيد مصر .. اسرة مسيحية استقر بيهم المقام وسطنا في امدرمان .. ما كان في فرق واضح غير اختلاف البشرة حتي اللهجة المصرية اتلاشت مع الاختلاط داخل المجتمع السوداني البسيط .. ما كان في فرق بين الديانة المسيحية والا الاسلامية .. كنت بستغرب كلما اشوف التميز الديني والصراع الغريب الحاصل ده .. بالمناسبة بتكون حريصه كل الحرص علي ان تكون اول من تواصل الجميع في الاعياد ..وخصنا نحنا الصغار بالمودة .. وخبيز العيد ..وطبعا العيدية اهم حاجه ..
وبالمناسبة ..
يعني حكاية تلاتة في واحد دي برضو مريت بيها يابوجهينةنفس التفاصيل اتشابهت معاي
واجمل ما في السرد .. انو بتحرك الشخوص زي ما داير ..وبتحرك النص كلو معاك .. والخيال بتحول لي حقيقة الواحد بيعايشه بين السطور بدقة ..
لكن ياابوجهينة خليني من فوزية باريس دي .. طبعا خليت بالي مع الريس ودقاسم .. وقلت اكيد اتحسس عكازو المضبب .. بس طلعت سليمة

الجندرية
حبابك ألف و مليون سلام
الله يسلمك ، و طلبك على العين و الراس ، حأتخيل ليكي فوزية دي أحستْ بي شنو بعد ما شافتني.
تسلمي

علاء تمبس
الشاب المرهف
لك مودتي

قلت لى : يعني حكاية تلاتة في واحد دي برضو مريت بيها
يعني كنا زى الشامبو بتاع الزمن دة ( 3 في واحد )
طبعا دي مراحل لازم يمر بيها الواحد ، و بالتأكيد كانت تجارب أفادتنا لقادم أيامنا.
تشكر علاء المداخلة الحلوة.

حكى بالروائح والالوان..

كم تبدو نبيلا..با جلال..وانت تمشى فى النص..من اليفاع وحتى انكسار الخاطر!
كم تبدو نبيلا..وجميلا!

أختي العزيزة تماضر
لك كل التحية الخالصة و المودة و التقدير و المعزة
النبل أنت في أسمى صوره و أجمل حلله و أبهى صوره
فلك الشكر على المداخلة العابقة برائحة الرقى
تسلمي

الأخ العزيز أبو جهينة تحياتي لك ولمن معك ؛ حقا لقد سرحت بنا بعيدا.... وغصت بنا عميقا في تفاصيل مجتمع عطبرة الحلوة.

لك منا أجزل الشكر.

استاذنا العزيز ابوجهينة

في انتظار القصيدة تنزلها لينا يعني ما تكون حصريا عاوزينها بث مباشر، ومعاكم في حفلة يوم الخميس سمع من على البعد لنغمات العزيز ساطور والفنان عمار السنوسي
تسلم ولك تحياتي

عزيزي أنور الطيب
تحياتي و مودتي
أسرح بعيدا في الذكرى ، فتنساب هذه التداعيات من تلقاء نفسها ، فأتنفس الصعداء.
تسلم أنور

العزيزة مايا
تحياتي
أولا سيقوم ساطور بقراءتها ،، و إذا أعجبته سيلحنها ، ثم نشوف فنان يغنيها ، ثم نرسل لك السي دي

..
.
أقرائها للمرة الثالثة
ولا اعرف كيف اعبر عنها
فىهى ابداع فى السرد وتشويق للقارئ

دمت ابداعاً

تحياتى ولكن لابد من التكملة
لما بعد لقاء فوزية ..

تبلدينا الحبيب
لك المودة الصادقة
سعدت بمداخلتك الجميلة
و أوعدك بمواصلة ما بعد ( الصدمة ) ،، فأنتظرني أيها النبيل.
تسلم

.. هذه السمراء من قوم عيسي ..
.. من اباح لها قتل امريء مسلم ..
.. و هذه من تلك .. عطبراوية .. تحاكي ..
اهة .. ناظم .. البغدادية .. لتسال
.. ايهماارحم للمحبين ؟؟
.. الضرب علي النواقيس ..
.. ام الضرب علي النوي قيس ..
تحياتي ..

.. هذه السمراء من قوم عيسي ..
.. من اباح لها قتل امريء مسلم ..
.. و هذه من تلك .. عطبراوية .. تحاكي ..
اهة .. ناظم .. البغدادية .. لتسال
.. ايهماارحم للمحبين ؟؟
.. الضرب علي النواقيس ..
.. ام الضرب علي النوي قيس ..
تحياتي ..

عزيزي حامد
تحياتي و مودتي

.. ايهماارحم للمحبين ؟؟
.. الضرب علي النواقيس ..
.. ام الضرب علي النوي قيس ..


تساؤل نضيفه لتساؤلي الذي أرَق ليل ( صلاح شتات )
تسلم حامد للمداخلة الحلوة

الأخ العزيز ..ابوجهينة
تعرف بوستاتك بقدر ما هي ممتعة وتأخذني بسلاسة سردها وقصصها الفريدة ..بقدر ما هي " بتأذمني" ..عارف ليه ..لأني اشم فيها رائحة النيل ..نهر النيل ..عطبرة ..الدامر ..بربر ..المكايلاب..الزيداب ..العالياب.. المحمية ..كبوشية..وووو وكلها اشعر بالحنين الدفاق لها ولأيامي الجميلة التي قضيتها هناك ..ولأهلي الذي تفصلني عنهم ..مسافة صارت مؤخراً قصيرة " بالتحدي" ولا اجد الوقت والبراح لكي ارتاح بين ظهرانين النيل الحنين واهله ..ايه يأخي ..للذكريات التي لا تمحي من الذاكرة ..ذكرتني قصتك الرائعة ..بالهنود ..وجاليتهم بنهر النيل التي لا يستهان به ..ولا يزال بعضهم موجود ..والأقباط واليهود نعم اذكر ان هناك يهود ناس البير والفونس ولم ندري عنه شي سوى انهم خواجات وعلمنا مؤخرا انهم يهود ..سبحان الله يتحدوث لكنتنا " المحبب" بطلاقة ..اهلها ..كذلك ناس " أذن" بضم الأف لا تفتأ جدتي بتذكيرنا بوصفات امهم في هذا او ذاك او امثالها الكثيرة ولا يزال دارهم واقفا كما هو بشكل بيتوهم المميز المهندم..اين هم الآن لا أدري ..اغلبهم هاجروا ..ياأخي ذكرتنا اشياء عزيزة..وايام حلوة يخفق القلب حين مرورها علي الخاطر..
سلمت وسلم حديثك "السمح"

الأخت أنا بنت النيل
تحياتي الأخوية الصادقة
كم جميل أن تتصل الذكري كحبات المسبحة
أسعدتني طلتك و خاصة :

لأني اشم فيها رائحة النيل ..نهر النيل ..عطبرة ..الدامر ..بربر ..المكايلاب..الزيداب ..العالياب.. المحمية ..كبوشية..وووو وكلها اشعر بالحنين الدفاق لها ولأيامي الجميلة التي قضيتها هناك ..ولأهلي الذي تفصلني عنهم ..مسافة صارت مؤخراً قصيرة " بالتحدي" ولا اجد الوقت والبراح لكي ارتاح بين ظهرانين النيل الحنين واهله ..ايه يأخي

لله درها تلكم الأيام بنتنا بنت النيل
تسلمي

الاخ جلال تحياتى والله العظيم انها فعلا قطعه تستحق البرواز
ناس عطبره يجبروك على حبهم رغم انى زرتها مره واحده لكن حتى هذه اللحظه لم تقادرنى تلكم الذكريات الجميله
والطيبه غير المصطنعه والجمال الاصيل لك اهلها
كل الحب لعطبره واهلها ولك اخى جلال على هذه المتعه
المتناهيه فى السرد وانا كمان بثنى طلب الجندريه

ابوجهينةحقيقي ذكرياتك رهيبة بس اها فوزية ولاقيتها في باريس بس ما قت لينا سوسن مشت وين

بوست رائع...اخ من عطبرة

ود الجعلي
تشكر على المداخلة الراقية التي أسعدتني.
و طلبك و إنت و الجندرية على العين و الراس.
تسلم

الأخت عشة بت فاطنة
تحياتي
تشكري على الطلة الجميلة
تقصدي أم سوسن ؟ هي في ذمة الله منذ فترة ،، أتاني بالخبر أحد العطبراويين بالرياض.
تسلمي

الأخ العزيز مكي
تحياتي لك يا إبن عطبرة الحبيبة
تسلم على هذه الطلة العطبراوية الحلوة ،، و أرجو أن نتواصل
أرقد عافية

ابو جهينة ده كلو يطلع منك ..؟؟

حكيت فاحسنت الحكي ..وملكتنا بماحكيت ..
عطبرة بتحبك وكذا النيل والخرطوم..
لو دي طريقتك في ذكرياتك بلاهي ابقى لينا ذول ذكرى ..
القبطة والنقادة وبقايا جيوش الارمن في عطبرة وبحري وامدرمان يحتاجون من يؤرخ لايامهم ..
ديل ناس رايعين اينما حلو نشروا سماحة والفاً .. يجعلون الحلة تحت ظلال الجهنمية والاشجار المعمرة ..
ارايت كيف تبدو الكلاكلات قاحلة ونهارها صيخود..
لو ان بها قبطة لتدلى اللبلاب من حوائط البيوت..
ديل ناس ذو مذاج استراتيجي ..
مذاجم ذي مذاج ابو د.عبد الله علي ابرهيم
يبتدي من جذور ويتنهي الى حفيف..

دكين الحبيب
تحياتي و مودتي الصادقة

صدقت في كل ما قلته عن القبط و النقادة و خاصة :

ديل ناس رايعين اينما حلو نشروا سماحة والفاً .. يجعلون الحلة تحت ظلال الجهنمية والاشجار المعمرة ..

تسلم

التحية لأم سوسن بمناسبة يوم المرأة

نحن نحييها ايضا ونحي كل العظيمات في بلادي
ونحييك اخي العزيز ..ودايرين تاني واحدة من بيت الكلاوي ..تذكرنا عطبرة ..اتبرا ان شاء الله اتبرا الفوق !!

أبوجهينة.. استمر.. والله أسرتني العبارة.. وخنقتني العبرة .. خاصة مع أنغامك يا ود العجمي...


هل نجد الأغنية لنحتفظ بها يا ود العجمي... ؟ أريدها ...

بنت الحسين

الأخت بنت النيل الفاضلة
تحياتي

عطبرة معين لا ينضب. فأنتظري مني قصصا كثيرة عن عطبرة.
تسلمي يا بنتنا.

الأخت العزيزة مريم بنت الحسين
تحية أخوية صادقة
تشكري على المرور بنا في مدينة عطبرة الغراء. و بكم سنواصل هذه التداعيات عن أيام عطبرة الجميلة
تسلمي و دمت لنا

وكان حرّكته عجلاتك....


الله...

بنت الحسين

بنت الحسين
أدامك الله

العجلات ،، هي عطبرة
عجلات القطر
عجلات الرالي التي يمتطيها العمال و الطلبة و التجار و معظم أهل عطبرة

يا لها من ذكرى

أبو جهينة...
هذه الأغنية لها عندي وقع خاص.. منذ زمن بعيد...

لكن الذي يردد هذا الوقع .. هو صدى عطبرة في دواخلي.... كنت عضواً في مجموعة عطبرة قبل سنتين تقريباً، وهي مجموعة عبر الانترنت.. تتحدث عن شؤون عطبرة.. ولا أدري ما الذي حداني بالدخول معهم.. كانوا يتحدثون عن ذكريات.. وانا بينهم.. أوميء برأسي على صحة ما يقولون.. دون أن أعرف شيئاً عما يقولونه..... قدّمني إليها الأستاذ عادل عبد العاطي.. قد يدهشمك أني لم أر عطبرة في حياتي.. ولا أعرف عنها الكثير.. لكن انتمائي إليها بلا حدود.. رغم أني من رفاعة أبا عن جد عن جد.. ولتحري الصدق.. أجدادي أيضاً لم يقربوا عطبرة.. منهم من كان في زيداب الجعليين .. ومنهم من كان في ضواحي الجزيرة.. يزرع الأرض.. ويأكل من طيباتها... ولكني أنتمي لعطبرة.. ودون سبب أو تفسير....


لك الود...
بنت الحسين

بنت الحسين الفاضلة

و هذا هو سحر عطبرة ،، أنت تحبينها دون أن تريها.
كان أهلنا المحس يسمعون بعطبرة ،، و يحسون بها و يعشقونها ،، قبل أن يأتوا إليها فتبهرهم ،، و يسكنوا بها بعد أن أتوها زائرين أو للعلاج ، فتحتضنهم بكل الحنية و المحبة ،، بأهلها الذين يمثلون كل السودان.
لم أزرها منذ عام 1973م ،، و لكن هل تصدقين أن كل حلم أحلمه في منامي ،، تكون أحداثه في عطبرة. هذا يدل على إلتصاقها بقاع ذاكرتي لا تتزحزح رغم غربتي في أصقاع العالم خمسة و عشرين سنة بالتمام و الكمال.
دامت عطبرة و أهلها
و دمت أختي الفاضلة

أبو جهينة
والله ما أجمل هذا الحكى الممتع .. البوست ده انا ماشفتو ليه يا ربى قبال كده ؟! .. أم انه الطمر السريع ياترى ! , فبوستات (الغيبوبة) لم تترك لبوستات (الفرهده ) فرصة لقرآءة أو مكوثا ! . شكرا ابوجهينة .

فوق

الاخ ابو جهينه
انحاز لهذه الكتابة الدافئةو اهدي هذا البوست هذا النص الشعري لصديقي الشاعر والباحث محمد عبد الخالق وهو نص يتباهي بكثافة من الشجن والذكري لعوالم عطبرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المدينة تنظر الي وجهها في النهر
ــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عبد الخالق
ـــــــــــــــــ
المباني اصابها التعب
المدرسة ذات الطابقين
و سطح ناء لتدخين الطلاب المشاغبين
الكنيسة العتيقة التي يدفع الفضول
ابناءالمسلمين للتحديق في بهوها
و المسجد الذي يدخله لاعبو الكرة
من الديانتين للاغتسال ..
كل شئ اصابه التعب
عطبره ام تري
اخطأت القاطرة؟
ها هي .. وانا اقف و قبر صديقي المسيحي
لم يمنعني الحارس من الدخول
عله يؤلف قلبي بالعظة ،
ذكرياتي .. وامه التي لامت
تقاعسي عنه ساعة الدفن
و ما درت انني كنت ابكي بركن المدرسة
واحتفظ بكراسته و عدسته المكبرة
كان حزني اخضرا نديا
وانااقطع شارع المحكمة
تضج في رأسي اغاني لا اميز لحنها
علها تلك التي اطلقها الناس
سنة الانتفاضة ، والموت الذي كانت توزعه
علينا عربة القتلة الغامضة
فجأة اذكر البنت
التي كانت تعلم العرائس
رقصة الحمام
اذكر ضحكتها الصافية
يدي و يدها في الظلام
كانت اليد التي اتقنت لغة الدفوف
المجلدة ، ببراعتها الراعشة
تزرع يدي بالكلام
و كان دمي يصغي .. يصغي اليها
في استرخاء
ادخل فناء المحطة
الساعات لم تكمل
دورتها
معلقة في الفرندات
استراحة ركاب الدرجة الثالثة
ببابها الموارب قليلا .. المطعم القديم
واسطح القرميد الحمراء
سياج شباك التذاكر
و الفوانيس و رائحة الامتعة
كأن كل شئ توقف
كأن عقارب الساعات العتيقة انكسرت بغتة
علي زواياها المنفرجة
و اصطفق باب الاستراحة
كأن الفوانيس نضبت حين غرة
و سحب القرميد لونه الي الظلال
الداكنة ........... كأني . . .
. . . . . . كأني ما أنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
النص من مجموعة ـ منمنمات علي جلباب سيدالساحل ـ لمحمد عبدالخالق

أخي العزيز جدا الأستاذ حسن الجزولي
حفظك الله

إشتقنا إليك و لطلاتك الدسمة و الله.
سعدت كثيرا لهذه الإطلالة على بوابة عطبرة ،، فلك الشكر حتى تعود لإثراء هذا البورد مرة أخرى كسابق عهدنا بك.
دمت لنا أيها الأخ الفاضل

أستاذنا الكبير يحى فضل الله
تحياتي الأخوية الصادقة و تقديري و إحترامي لشخصكم الوقور

سعدت كثيرا لطلتك علينا.
أشكرك كثير الشكر على هذه القصيدة التي ألهبتْ الذكرى في نفسي ( و أصلا هي ملتهبة دونما سبب ،، و لكنها زادت اللهيب لهيبا ) ،، فشكرا لك و الشكر موصول للباحث محمد عبدالخالق.

هيجتْ هذه الكلمات الذكرى كثيرا ( و المسجد الذي يدخله لاعبو الكرة
من الديانتين للاغتسال .. )
تجسد هذه الكلمات بالفعل معنى معايشة مجتمع عطبرة الذي كان. لله درها تلكم الأيام.
تسلم عزيزي يحى ،، و دمت لنا