القاف و الغين ... على الراس و العين

عذرا أبو منيب و عقاب الفاية فأنا اطرق موضوع بوستاتكم عن ( القاف و الغين )، و لأن الموضوع يستاهل فسأطرقه من باب آخر ، و هو باب لا يخلو من ...............
و الرأى لكما و للأخوة :

كثيرة هي تعليقات الناس علينا كسودانيين حينما ننطق القاف غينا و الغين قافا.
كأمثلة على تعليق الناس عند النطق :
( ليلة الغدر ) : و نقصد تلك الليلة العظيمة ليلة القدر ، و لكننا نقلبها ليلة سوداء يلفها الغدر.
( عيد الإستغلال ) : و كأننا نحتفل بإستغلال الحكومات المتعاقبة علينا منذ الإستقلال.
( أنتظره بفارق الصبر ) : و كأن الصبر نقاط ترجح كفة الإنتظار ، و الصحيح هو بفروغ الصبر و ليس فارغ الصبر.
( إستمتعت بالنقمات ) : لا حول الله ، و كأننا نستمتع بالنقمات و المصائب و اللعنات.
و الأمثلة كثيرة ، و المؤسف أنها تنطق من شخصيات في محافل رسمية.

و بما أن حرف الغين عند النطق يتطلب حركة حلقية لا يتطلب غلق نهاية الحلق مع ترك اللهاة( تتراقص قليلا كبندول الساعة ) و مع ترك الهواء ينساب عبر فتحة صغيرة بين الشفتين و الأنف ، فإنه عندما تفاجيء هذه الأعضاء في منظومة الجهاز التنفسي بحرف الغين ، فإن هذه الأعضاء المذكورة تكون ربما غير جاهزة لأداء مهمتها ، ربما بفعل مكونات غذائية عملت عمائلها في تكوين أعضاءنا التنفسية فجعلتها ( سايبة ) لا تقوى على مفاجئتها بهذا الحرف ( الغتيت ). و هي مكونات غذائية توارثنا أكلها بإختلاف مناطقنا تجعل أداء هذه الأعضاء تعمل بشكل إنزلاقي تماما كالتروس في المحركات عندما نعطنها بالزيت ( سوبر شل ).
فقد قال أحد العارفين لا فض فوه أنه جرب أن يقول كلمة ( غنوة ) بعد أن إبتلع لقمة
( ماكنة ) من ملاح أم رقيقة ملفوفة بعناية في طرقة كسرة ، فنطقها ( قنوة ) فحاول عدة مرات و لكن محاولاته باءت بالفشل ، فسأم من المحاولات و قال ( يلا ما علينا ، كلو من أم رقيقة ).

الخلاصة هنا أن المائدة السودانية منذ قديم الأزمان و المكونة في أساسياتها من مشتقات البامية المجففة و الخضروات المفروكة و العصائد المتنوعة و سوائل ما قبل و ما بعد الأكل و أم فتفت و مكوناتها ، كل هذا و ذاك مسئول عن إنفلات منظوماتنا التنفسية المتحكمة في إخراج الحرف الغتيت.

أما حرف القاف ، فيحتاج عند النطق به إلى إغلاق البوابة المؤدية للفم عن طريق رفع نهاية اللسان و ترك سقف الحلق لملاقاة هذا الجزء من اللسان حتى ( يتقلقل القاف قلقلة ).
و لكن بفعل العقدة المتركبة في قاع أذهاننا من عدم نطق الغين إلا قافا ، فإننا ما أن نجد القاف ملفوفة في كلمة ( كحبة الشطة الحارة في ساندويتش دون أن ندري ) حتى يتفاجأ الحلق ، و يتحشرج فيخرج القاف غينا.
فالمزاج السوداني هذا ، حتى في الجهاز التنفسي صار جزءا من هويتنا و تغلغل فينا و حدد أحماضنا النووية.
و لكننا أحسن حالا من بعض ذوي القربي الذين يقولون أنهم عربا مائة بالمائة.
فالمصري يقول : الدنيا كلها مآسي.
فيرد عليه واحد مبسوط خبتين ( و إنت مآسك كام ؟ )
المصريون ينطقون كل حروف القاف ألفا ، و لو إضطر لقراءة نص باللغة العربية الفصحى ، يعاني بقية يومه من ( أكولة ) في حلقه ، و نشفان لسان.
يقول بعض المصريين أن الذي إكتشف مصر أساسا كان راجل حلواني. حيث كان يأكل الكنافة و الباسطة و يسيل لعابه مع السكر الذائب فيقول ( يا سلام على البألاوة ).
و أنا أقول أن كل السودانيين هم أحفاد جد ( ود السافل ) صاحب أشهر ويكة في الجزيرة و صاحب هذا الإسم غير التجاري الذي إنتشر و عم القرى و الحضر و لف بلاد العالم.
( هناك أمير سعودي أدمن الويكة بطريقة تجعلك تشك بأنه ربما كان يمت لود السافل بصلة قربى ).
يقال أن جدنا ود السافل بعد أول لقمة من ملاح أم رقيقة ، حاول نطق كلمات بها القاف و الغين ، فأنزلق الحرفان نزولا و طلوعا ، فقال لزوجته رقية بعد أن لحس أصابعه ( رغية عليك الله بعد القدوة السمحة دي ، قني لي قنوة بي صوتك الرغيغ ).
فقالت له رقية ( سجمي ، حلقك مالو ؟ ) فقال لها ( ما تخافي ، من هنا ورايح حرم مافي زول ينعدلن معاهو ).
و سار كلامه بين القبائل مثلا ملموسا و معاشا.
و من يومها ظل الحرفان في حالة إشتباك ( حلقي ) إلى يومنا هذا.
و لنا عودة.

امتعتنا والله يا استاذ ابو جهينة
واضح انك متخصص فى علم الاصوات
عشان كده كنت دايرك تعلق على راى عالم الاصوات الدكتور
ابراهيم انيس حول نطق القاف نوعا من الغين
فى كتابه الاصوات اللغوية وهو كتاب ممتع ومفيد
يطلب من المكتبة الانجلو المصرية- القاهرة

teslam ya Abu johina

Regards,

أخي الأستاذ عقاب الفاية : تحياتي و تقديري
متعك الله بالعافية ، و سأطلب الكتاب بالفعل من القاهرة و سأقتله قراءة و نفتح بوستا جديدا على ضوء معطيات الكتاب. سلمت.

أخي الأستاذ أبو منيب : عافاك الله ، و نرجو أن نتواصل و شكرا.

Johina,

Did you gradute from Denver, colorado? Sub7an Allah, me too, i graduated from Colorado State University, ft Collins, Colorado. http://www.colostate.edu

forsa sa3eeda

Regards,

أبو منيب لك التحايا أينما كنت

أنا كنت في دنفر كلورادو عام 1984 ، يعني في ذاك الوقت أنت في أولى إبتدائي تتنسم عبق النيل في ربوع مدني.
بالمناسبة أنا أيضا مكثت في بتسبيرج ( بنسلفانيا ) و هيوستن و نيوبورت بيتش ، قبل أن أشد الرحال إلى كل أنحاء أوروبا ( عدا الدول الشيوعية )
كان باقي لي اليابان و إسرائيل و الصين و أستراليا و أكون في موسوعة غينيس في كسر الرقم القياسي في التجوال.
طبعا سمعت بجزر البهامز ؟ أها دي قعدت فيها أسبوعين.
عندي كتاب تحت المراجعة ، شبيه بكتب الرحالة ، أتمنى أن أستطيع طباعته ، و سأهديك منه نسخة. إن شاء الله.

Dear Johina,

I was in Colorado from 96 to 2000. Also, in Maryland from 2000 to 2001. I will be waiting for the gift

Regrads,

Dear Johina,

I was in Colorado from 96 to 2000. Also, in Maryland from 2000 to 2001. I will be waiting for the gift

Regrads,

الاستاذ جلال


ابوجهينة

ياريت تكتب مقتطفات من رحلاتك في بوست منفصل




ابوجهينة حام الدنيا

Johina,

In case, if i did not show up in the board again, please email me so i can be in contact with you again. Remember, i am waiting for the book

[email protected]

Regards,

أبو منيب ، عزيزي لن أنسى وعدي لك. و لكن لماذا ستغيب ؟ لإن شاء الله المانع خير

عزيزي و إبن عمي قرجة.

الكتاب تحت المراجعة اللغوية و التسلسل التاريخي للرحلات. و بعد كدة سيتم نشره إن ربنا وفقنا مع دار نشر ( رخيصة و سمحة ).
ممكن عمل مقتطفات كبوستات ، و لكن كلها طبعا حتكون كتيرة.
تسلم

عزيزى ابو جهينة

تحياتى

غولك دا غول غوى
ومفيد لنافى النطغ اللقوى
وربنااديك الصحة والتغوى


والله دى مشكلتنا مع العرب ديل, اذكر مرة قلت لسعودى انتم مش عرب انت بغايا حجاج وضحك على طويلا لقد احرجنى الرجال

وشكرا

( أبو غوتة ) صباحك خير

غلت لي إنت من أبو غوتة ولا لغب ساكت.

مع ملاحظة إنو الدنيا صباح ولسع ما أكلنا حاجة.

تسلم

أبو جهينة

الموضوع ظريف الحقيقة وقد تناوله محمد المكي ابراهيم مرة فقال: نناشد الجمهور الكريم الخروج لاستغبال الفريغ اليوقندي الزائر، والاحتفاء به ليس غبل المباراة فغط وانما ايضا بعدها، خاصة اذا قلبناه. والى اللغاء في الحلغة الغادمة. يا ربي دي بالغاف ولا بالقين؟؟!ا

المهم رغم خفة دم التناول هنا ولكني اريد لفت النظر ان المسالة ما مسالة غين وقاف فقط وانما مسالة تدهور في المستوي اللغوي، واكيد العلوم الاخرى ايضا، بصورة وبائية وعامة. ولذلك لا اوافق على تبريرات الاخ عجب الفيا وغيره عن القاف السودانية العجيبة والشاذة التي تجعل ليلة عظيمة كليلة القدر التي هي خير من الف شهر، تجعلها شر الليالي، ليلة للغدر والخيانة والعياذ بالله، ولو لم يكن لقاف السودانيين من عيب الا هذا لكفاها وجعلنا نطالب باصلاحها. اكرر ان المشكلة ان هذه ليست القاف الدارجية لان تلك تنطق بالتعطيش كحرف الجي الانقليزي في قولك للحديقة: قاردن، ولذلك لا تقارنوها بالقاف المصرية التي يقلبونها ألفا في النطق الدارجي ولكن ليس في قراءة القرآن ولا في حديث المتعلمين المثقفين ولا في خطب الساسة وكبار المسؤولين..ه

المشكلة عامة وتشمل الثاء والزين والذال، حيث تسمع كثيرا حكاية البس الازاعي وقد كتب احدهم في هذا البورد عن زكرى سورة الانغاز، وقد صدق !ا وامتدت المسالة لتشمل التهجي ومعاني الكلمات حيث يكتب بعضهم انه اضطلع على الكتاب، وهو يقصد اطلع، والعكس، يقول اطلع بالمهمة وهو يقصد اضطلع اي قام بها، وكذلك لاحظت مرارا: ان النقض يجب ان يكون بناء وهم يقصدون النقد، وقد قرأت بالامس القريب مقالا في سودانايل كتب صاحبه القصيدة الشهيرة هكذا
دجاجي يلقط الحب ويجري وهو فرحانا
كأن عيونه خرز له في الشمس الوانا

فالرجل لم تخنه ذاكرة الحفظ فقط، وانما خانته ابسط قواعد النحو العربي التي تعلمناها في ذلك الزمان نفسه، فنصب فرحان وألوان دون ذنب سوى ذنب التسيب اللغوي السوداني، ولا اعتقد ان من الاخوة من سيزعم ان النصب ظاهرة سودانية أصيلة ولا ينبغي ان نتعقد منها !!ا

وكله من ام رغيغة دي. احسن ناكل رقيف وجغاجغ ونرتاح منها !!ا

ولكم الود والتحية

عزيزي الصاوي

لك التحايا و التقدير ( شوف القاف دي مقلقلة كيف ؟ )

طرحك في منتهى الموضوعية ، و المشكلة كبيرة و ضاربة بجذورها في أطناب لغتنا العربية بالسودان. و أنا أعزو السبب إلى تدهور التعليم أولا ، ثم أوضاع المعلمين المعيشية ، ثم إضمحلال هواية القراءة بين الطلبة و الطالبات و النهل من معين الكتب المختلفة.

ذهبت قبل عامين للسودان ، و جلست وسط بناتنا و شبابنا من الأسرة من مراحل مختلفة حتى الجامعة ، أصابتني الدهشة للمستوى المتدني بل تحت الصفر للثقافة العامة و الحصيلة اللغوية لهم. أصابني الفزع و الله يا الصاوي.

الموضوع يحتاج إلى علاج ناجع و عاجل.

أخونا ابو جهينة
تناولت الموضوع بطريقة كوميدية جميلة والله طرحك جميل وخليتني أموت من الضحك، ، وعلى فكرة دة ربمابسبب خلل بيولوجي في حنجرة السودانيين وقديكون هنك أسباب أخري سأفرد له بوستاً خاصاً

شكرالك فقد أمتعتنا بحق وحقيقية

الأخ العزيز أوبتيميست : صباحك خير و تحياتي الحارة الصادقة

أين أنت يا رجل ؟ أتابع كل طروحاتك هنا ، و لكنك مطول الغيبة.

يا ليتك يا أخي الكريم تفرد بوستا آخر لنفس الموضوع ، فالموضوع رغم تناولي له بتلك الصورة الساخرة ، إلا أن الإصلاح هو من وراْء القصد.

ما تطول الغيبة يا أوبتيميست. و تسلم.