مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى

مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى


08-12-2007, 05:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=279&msg=1241482505&rn=0


Post: #1
Title: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: salah awad allah
Date: 08-12-2007, 05:31 PM

فى زيارتها الفائته الى السودان أستضاف نادى القصه السودانى الاعلاميه المخضرمه والكاتبه سلمى الشيخ سلامه حيث قدم يعض الكتاب والاعلاميين شهادتهم وأفاداتهم حول تجربها.. اخترنا بعض مما قدمته الاستاذه سلمى
*************
مشـــاهــد:-
*************
(1)
تزدحم هذه اللحظة ذاكرتى بشتى المشاهد حتى اعيانى التشتت ، المشاهد تبدو متراصة فى ( فوضى شارع رئيسى ) فى مدينة الخرطوم ساعة الذروة او ربما اكثر فوضى من فوضى القاهرة التى لا تنتهى ساعات ذروتها ، تخرج المشاهد من كل الشوارع(هنا)فى منيابولس فى ولاية مينسوتا،او هناك فى اثينا ، بعضها يعل
بالذاكرة والآخر ينزوى الى شارع فرعى فى لوس انجلوس لكنها فى النهاية مشاهد اراها حية ، بعضها لاناس اعرفهم واخرى للبعض الذى افتقده هذه اللحظة ...
صورة امى 000كانت اكثر الصور وضوحا ، دائما صورة امى بملامحها جميعها، ابقيها طويلا اتمعن الوجه ، الشلوخ الدافئة العريضة ، الفم الدقيق ، العينان الناصعتا البياض الذكيتان ، الجبهة الصغيرة التى تغطيها الشعرات البيضاء المشدودة الآن الى (مسيرتين ) لم تعودا كسابق عهدى بهما منسدلتين بل مربوطتين الى مؤخر الاذنين
اسألها :احكى لى يا امى عن ايام الغياب
تقول لى :
ــ كل الحمائم التى ربيناها ... طارت
ارانى ابكى بحرقة ، تسيل ادمعى تغطى الحروف ، امسح الادمع ، عن كليهما وبدأ فى معاودة التأمل فى صورة امى
(2)
ادخل الآن مشهدا جديدا مزدحما بالاضا ءات الحمراء ،الصفراء ،الخضراء ، امشى ، امشى ، هكذا تامرنى اسالها : الى اين ؟
ــ لا اعرف ، امامك ممشي ما
ــ كللت المشى ، الرحيل الوحدة ، الاشغال الشاقة
ــ حاولى
ــ حاولت حاولت ان آوى الى جبل يقينى الطوفان ، طوفان الآخر ، الى اين لا عرف
ــ حاولى
(3)
الى مشهدى المزدحم اعود ، ابدأ الآن الغناء ، اغنى بحميميةفالغناء يشرح قلبى المؤجج بالتعب والعزلة يفتح لى كوة فى القلب واخرى باتجاه الفرح( يشرح ) لى كم انى قريبة من اهلى خاصة غناء البنات ، اتوسمه ، ارى خيره يحيطنى كخاتم انيق منتقى بعناية فى يد جميلة تستحقه ،تمثل امامى اغانى البنات مشهدا خاصا معبا بفرح والق يجعلنى اسمو فوق جراحاتى تعزينى تعزينى ، تعلقنى ( بقشة ) الامل ، تجدنى ساعة اغنيها اتقافز فرحا ، تنساب الاغنيات كجدول لا ينفك يترقرق خاصة تلك التى عاصرتها وحلمت من خلالها وفيها بمجئ الذى لا ياتى ابدا ( حمادة او مجدى او عصام او حتى الولد دا ) دون تسمية
(4)
مشهد نهارى
النهار هنا مختزل فى لمحة ، تصحو عند الرابعة صباحا ، تدور بك الساعات وانت تظر اليها كمثل الذى ( مؤجر عجلة )لتنتهى عند الرابعة بعد الظهر ، او السادسة مساء ، لا يهم المهم انك بنهاية اليوم فى العمل او المدرسة او بنهاية ايا ما كنت تفعل لا تحس بطعم لشئ قط ايا كان ذلك الشئ، او تشتم له رائحة لا تتذوق المعنى او المبنى ، فقط انت كائن فى مكان ما فى زمان ما لمحة تكون الايام وكفى
تحس خزفا مسبتطنا من سرعة جريان اليوم ، الايام ، الشهور ، السنوات ، تفقد احيانا الاحساس حتى لتظن انك غدوت ( حمارا )او انك تعيش فى ظل اعاقة ذهنية
(5)
مشهد انفجارى
ضغط ، ضغط دم تبكى بكاء يجعلك تنفجر لكنك بعد ذلك البكاء تجد انك استرخيت ، ثمة توازن قد حدث لك بعد ذلك البكاء خفف عنك ضغطك، لكنك لا تفتا تحاول التوازن عبر اليات ما كنت تعرفها لكنك مكره ان تحاولها ، تحادث هذا وتكتب رسالة اليكترونية لذاك عب راكثر من وسيلة تحاول( ترتيبك)عبرات مع ذلك تسد حلقك بلا سبب واضح ما زلت اذكر يوم ان سدت تلك العبرة حلقى فى اليوم الرابع من يوليو للعام 1989حين سالتنى امى ذاك الصباح :
ــ تعالى اشربى ليك كباية شاى
ــ فى حاجة واقفة لى هنا فى حلقى ، عبرة عديل كده
يومها كان العميرى قد رحل ، فادركت معنى ان تصيبك تلك النوعية من العبرات التى تحل بلا ميعاد او سبب واضح لكنك تبكى وترتاح ولو الى حين
حين حل عيد الاضحى للعام (1994 )كنت رفقة شقيقى المغيرة فى مدينة القاهرة ، كنا نعد العدة لاستقبال العيد(الاضحى ) اسوة بكل الناس فى كل ارجاء العالم الاسلامى ، لكن ثمة ضحية اخرى لم نكن ندركها حتى تلك اللحظة ، حين اندلقت زجاجة الكوكا كولا ارضا منموقعها فى اعلى الدولاب حيث لم يكن لدينا ثلاجة حافظة ، ودونما سبب واضح حدث ذلك الفعل ، وتفتت الزجاجة الى شرائح على نحو غريب ، قلت فى سرى ( اللهم اجعله خير) احسست لحظتها انى اود لو بكيت ، انزلقت دمعة على خدى ، مسحتها حتى لا اثير شجن المغيرة شقيقى ، بعد ايام قليلة عادنى من يحمل لى خبر الشؤم ذاك ان هدى اختى قد رحلت فى نفس تلك اللحظة التى تصادف ان اندلقت فيها زجاجة الكولا
(6)
مشهد وردى
يتماوج المشهد كانثى لا تمل مشاهدة ذاتها فى فى المرآة ، نرجسية وجميلة ، تتفحص لدونتها وسوادها الجميل الذى يغيبه الكثيرون من ابناء جلدتها ، يتبرأ معظمهم من اللون الاسود ولا يعدونه من الجماليات قط ، مع ذلك فهى باهرة الجمال ، لكنها رغم ذلك تعانى من الاخرين وهضمهم حقها فى التعبير عن ذاتها كانثى سوداء رائعة ، وامضى فى ذلك الحلم مقتفية اثار تلك الجميلة متمعنة ارنو للعالم من حولى اضحك من نقائصى التى لا تكتمل ابدا اكملها بالاحلام فى الواقع ، من جديد يتعبأ المشهد بصورة الذين احبهم واسقط من لا احبهم لتظل الصورة حلوة شفافة كوردة لا يراها الا قلبى فتبدو ملامحى اكثر نقاء وبراءة
ابريل ـــ مينسوتا / الولايات المتحدة

Post: #2
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 08-12-2007, 07:08 PM
Parent: #1

العزيز صلاح
اهديك هذا النص
المطر

الاضواء الخافتة فى ذاك النهار الماطر كانت تجذبنى ناحية من نواحى الصمت الخاص ، خفوت الضوء الناجم عن عا صفة رعدية جعلنى فى تلك اللحظة ارقب البرق وهو يفتح كوة فى قلب السماء باشكال طولية وعرضية ، لاول مرة احس بهوى للامطار ، احسها تتخللنى كما يتخلل البرق السماء فى تلك اللحظة ، رغم خوفى غير الخافى من دوى الرعد ، لكنى تعلمت ان اصغى الى صوت زخات المطر على ارض البلكونة الخشبى فى الخارج وحفيف الاشجار وهى تصطك بفعل الريح الحامل للسحب ووشوشات الماء التى يضربها دخول سيارة الى عرض الشارع القريب للبيت
حين ينزل المطر تجدنى مسمرة الحواس الا باتجاه صوت المطر ، تدخلنى تلك الاصوات الى عالم خاص ، لا استطيع الا تسميته بعالم خاص ، تتداخل فيه تلك السنوات فى الصبا ، مع وجودى الحالى فى فى بلاد ترتج بيوتها لحظة نزول الامطار لان له وخزا فى الجسد يحيلك الى مرتعش كقشة فى مهب الريح على نحو مهيب
تنداح الاصوات مقرقعة مانحة للخوف اشارة كيما يدخل فؤادك وتدخل انت داخله مطر مطر كع كع كع على راسك ازميل يزين جسدك بماء صاف تتهيب وقعه على ظهرك ، تخاف ان ينفلق الظهر لفرط ضربات المطر عليه مما يخلط اوراقك
فلا تدرى ماذا انت فاعل هل تجرى ام ماذا ستفعل اى الافعال هى التى تجنبك المطر وزخاته العنيفة ؟ تركض اذن الى اين لا يهم المهم ان تركض ، فهى ستتبعك ستجئ وراءك كالظل ، ستخطو باسرع منك ، اركض ، سيجئيك صوت من خلفك ، اركض ايها الشقى انها تشتد ،اركض ، وتركض بلا حول ولاقوة ، فهى وراءك امامك فى كل اتجاهاتك المتاحة تحس سيل يجرفك فى تلك اللحظة ، صور تتحرك مسرعة سر عة نزول حبات المطر على جسدك ، مونتاج سريع يحولك الى مادة مسرحية ضاحكة وانت فى تلك الحالة من الضعف والخوف ان تزل قدمك بفعل الوحل ، لكنه غير ناصع الوجود هنا فالمطر فى بغداد له رائحة غير التى لديك هنا ، ولا يشبه مطرك الذى صادفت فى اثينا ذلكم المخلوط بالرعد العنيف الارتجاج ينطوى على رعود انشئت لها خصيصا مانعات الصواعق ، وفى تكساس غير الذى تراه فى اى مكان فى العالم مهما بلغ خيالك فلن تقدر ان تعرف كميته ، لانه يدخل اليك عبر تسريبات من سلالم الباص حتى ليضطرك الى رفع الاقدام فى مقعدك الذى تجلس اليه تخشى على نفسك منه ، حين ترتج البيوت على وقع اهتزازات الرعد ودويه غير الخافى وبرقه الذى لا يشبه برقا رايته فى حياتك ، تنزوى داخلا الى عمقك اكثر ، تغدو متشرنقا منطويا كدودةخائفة ، الخوف هى الكلمة الاكثر صدقية فى تلك اللحظة لان الرعد له حضور غير محسوب لكنه يشعل فتيل خوفك الذى تسعى الى مواراته على كل حال
كانت امى تخيفنا حين انفلاتاتنا الصغيرة بصوت الرعد ، فغدا الرعد احد آليات التخويف التى لا تجد لها مبررا طوال حياتك ، على نحو خاص حياتى ، ظللت اخشى الرعد خاصة لحظة ان يلوح فى الافق مشهد السحاب الذى تشهدنا امى على حتمية انه سيمطر لامحالة ، خاصة حين يهل البرق من الشرق ، تقول انه العبادى والعبادى ماطر ، لكنها فى ليالى القمر كانت تقول ان المطر لا يهطل ، مرتبط نزوله لديها بالقمر وتسعى الى ارضائنا بحكايات عن المطر وعلاقته بالقمر ، وتحكى لنا كيف ان ابو الدرداق فى تلك الليالى المقمرة يظل يبحث عن ما يرضى القمر لذلك المطر يندر فى تلك الايام
وما تزال تحكى عن الرعد وتتلو الايات حين تتابع سرعة الرعد وتحدثنا عن ذلك الصبى كما تصفه والذى كان عابرا ذات خريف الميدان من غرب الى شرق المدينة
قبالة بيتنا وكيف انه احترق تماما ، فيما سرت الحكايات الاسطورية تؤكد ان عائلته ممسوسة لذلك (تاكلهم نار الصواعق )وكانت تؤكد ان البشر الممسوس غالبا ما تنهى حياته الصواعق فكنا نستكين صمتا لحظة هطول المطر
لكننا فى المدرسة امر آخر ننسى تماما حكايات امى عن المس والشيطان الرعدى وما بينهما ،تجدنا نتقافز مرحا مع الفراشات داخل سور المدرسة رغم تنبيهات المدرسين بخطورة ذلك وينتهى بنا اليوم مغنيين ( يا مطيرة صبى لينا)

Post: #3
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: salah awad allah
Date: 08-13-2007, 11:24 AM
Parent: #1

العزيزه سلمى
قريبا وفى رمضان سوف يصدر لى : الكتابه مشروع أنحياز جــمالى
دراسات فى الروايه السودانيه الحديثه
والان أعمل فى تجميع بعض الكتابات القصصيه السودانيه حت نفس العنوان / الكتابه مشروع أنحياز جمالى ...دراسات فى القصص السودانى ..آمل أن تمدينى بأنتاجك على بريدى خارج الموقع ... لك مودتى

Post: #4
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-13-2007, 01:36 PM
Parent: #3

الاستاذ - صلاح - تحياتي،

سلمى زوله سمحة تتعلق بمجد الكلمة
لتنفذ من خلاله لتفاصيل الحياة الحقيقية
للمعاني النابضة في قلوب الناس العاديين
وأغاني البنات وأمانيهن .. وآفاق الراحل
المقيم الأستاذ/ العميري الذي يرى زرقــة
النيل الأزرق في آخر شهقات شوقه للآبيض قبل
أن يعانقه في المقرن الجميل لولا ..

سلمى موعد بكتابة الكلام الما أنكتب

شكرا ليك ..


Post: #5
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 08-13-2007, 03:59 PM
Parent: #4

الاخ الغالى صلاح
ازعم انى تركت لك كل مجموعاتى القصصية فى الكومبيتر خاصتك
تلك الليلة يوم كان الكتاب يحتفلون بالروائيين الشباب
فى مركز عبد الكريم ميرغنى
لكن لايضير ان ارسلها لك مرة اخرى
خاصة واننى احتاج لمن (يفلفل)ما اكتب
شكرا لك على احتفائك وشكرا لك على اهتمامك
ودمت

Post: #6
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: Tareq Siddiq
Date: 08-13-2007, 04:16 PM
Parent: #5

العزيز .. صلاح عوض الله ..

نهارك سعيد

ذات التفاصيل الأنيقة نفسها تأخذ المرء فينا الى دنيا أخرى .. لا يملكها .. تفعل فيه فعل التمرد والجنون .. ساعة أن يقبّل وجه الأرض في خشوع الساجدين عندها يتضح الخيط الحب من الخيط المرح ..!

أن يكون الحديث عن تلك السمراء الساكنة في أعماقنا علناً ... سلمى الشيخ سلامة ...!

شكراً لقلمك وهو يترصد الرائعين في بلادي ...
شكراً للرائعين وهم يهبوننا دوماً خياراً أفضل لنمارس به حياتنا ..

شكراً لهذه الشاشة الفجيعة ... وهي تختصر الكثير ...

كل الوداد ..

طارق كانديك

المحامي

Post: #7
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 08-13-2007, 11:28 PM
Parent: #6

معا حتى الالتصاق


حين ا حتسبت الحلم
فى ذلك اليوم كنت انت بينى وبينى ، خرجت ضحكة ملأت الآفاق حتى فاض نهر من العذوبة والخمر الخالدة ، غابت الأحزان حتى لم تعد تسيل دمعة على خدود الصبية من الفرح الذى اضفيته عليهم ، اتيناك
فار توى كل العطشى ، من جوع كان فيهم ، وشبع كل ظامئ ،من ماء افاض من لدنك يا ايها النهر الكامل الخلود ، كنا نحلم معا ، فهل تاتينى لنكمل الحلم معا ؟ آتيك ، لنزرع حلمنا تمردا ، وعنفوانا لا محدود ، تود لو ؟لم لا تأتى ؟ هل تخافنى ؟ اعرف انهم يرهبوننى ، يسموننى الرهبة ، لكن لا اطمح سوى لقلب حان مثل قلبك ، يزرع روحى مشاتلا ، هيا اقترب ، هذى الينابيع فىّ تنتظرك ، يا فارسى الذى اخترته من بين كل الفرسان فى هذا الوجود ، تعال الى ّ واحتوى قلبى ، ضعنى بين طيات الفؤاد لديك لنصبح قلبا واحدا ، ودعنى ارتوى منك ، ، ضمنى اليك، دعنى منك اشرب ، انهل ، لا بل استحم على شطآن قلبك فإن شئت ابتلعنى ، حتى لا يرانى الآخرون،أو دعنى أفعل ، فلقد جئت من زمان شقى يا زمانى الشقى
ـــ هاكى
ـــ اكثر
ــــ لم ارتو بعد
ـــ هاكى
ـــ ليس يكفى هات هات ثم انكفأنا ننهل معا
ـــ كم تأخر مجيئك يا عنقودالبدء فى حياتى وتران وقوس واحد ، ها قد صرنا وريدا واحدا ، وكنت بينى وبينى ،
ــ هل ؟
ــ هات
وشربنا عمق الحياة بكأس واحدة ، ما يزال فى النفس ظمأ لم يرتو بعد
كنا مثل لا اعرف لكننا كنا
(القطارات اليوم مزدحمة على غير العادة ، كل الذين كان بنيتهم السفر ، عادوا نتيجة للزحام ، فلم يكن ثمة مكان للناس ، كل ادوات السفر ازدحمت ، لا احد يمكنه حتى الآن تفسير ما حدث
ـــ ما الذى حدث ؟
ـــ الا تدرى ؟
ـــ لا
ـــ سأحكى لك
قالوا :
فى القمر السابع من هذا الشهر ، كان ثمة عاشقين وجدا ملتصقين تحت احد أشجار الغابة كان لا يفصل بينهما فاصل ، ملتصقين تماما ، لم يستطع احد تبين من القاتل ومن المقتول ، من المرأة ومن الرجل ، من العاشق ومن المعشوق ، لا احد يعرف كم من الوقت ظلا على تلك الحالة ؟ وفى تصورات اخترعها الناس انهما كانا لا يودان الترجل ، وماتا على تلك الحالة ،تري اليهما كأنهما آلهة فى معبد ، كل الناس شهدوهما على تلك الحالة ،وتنادوا الى ر ؤيتهما ، حاولت الشرطة فصلهما فلم تتمكن من ذلك ، بكل الوسائل لم تتمكن من ذلك الفصل !!!كل الوسائل لم تفعل ، فصارا كتمثال واحد يشاهده الناس الذين كانوا يتقاطرون الى هناك من كل الانحاء ويهزون رؤوسهم تعجبا من معنى العشق حتى الإلتصاق ، ترى فهمت الآن ؟
ــ يا صغيرتى
ـــ لم اعد صغيرة
ـــ بل صغيرة حتى الممات
ـــ لكن
ـــ لكن ماذا؟
ــ لا شئ
ـــ بى رغبة ان اداعبك
ــ وانا يا لؤلؤة السنا اود ذلك احتاجك بالفعل يا غيث /فقط اخشى ان نلتصق فنصير تمثالين ،نحن الآن مهيآن لمثل هذا من الحب ما يمكننا لذلك دعنى انام أو دعنى اكتب وصيتى
ــ لمن ؟ هل فى نيتك الموت
ــ ما الفرق ؟اعنى ماذا سأكتب اذن للذى سوف يأتى ارجو ان لا تسال من هو فهو انت وانت معى الآن ألم تقترح ان تداعبنى اذن ستأتى يا للفرح الذى يغمرنى الآن ، بك سعيدة
ــ وا سعادتى بكى
ـــ وا سعادتنا معا
ــ هل تدرى ان ليالى الشتاء الحالكة احلتها الى لون الثلج ودفئه لحظة نزول ندفه الدفيئة ، فى تلك الليلة الشتوية التى التقينا فيها للمرة الاولى هل تذكر لحظة امتطينا صهوتنا كنت اخاف ان اسالك ، لكنك لم تترك لى مجالا للسؤال ، حدثتنى عن غدنا معاحملت لحظتها كفيك بين راحتى وقبلتهما قرأت فيهما (كان الامس تعيسا ،
كانت عينى ملأى بالرغبة
التى تملؤنا الآن
فاضت كل الاحزان
فاغتسلت دواخل النفس بفرح لا مرئى
لا تخشى وتعالى نغنى معا حتى الإلتصاق
هل ادركتى الآن باى قدر احبك ؟
ــ بين يديك الآن
ـــ اذن دعينى التصق بك
ـــ سيرانا الناس
الا تحبيننى ؟
ـــ بلى يا رمانة القلب
ـــ اذن لنصعد يا غيث الى سماء الحب ، ندخلها معارجا ، نكور الشمس ، ونسجى ليلنا ، دعيه يعسعس دون ملل ، تعالى
قيل فجاءته وصعدامعا الى ذرى شجرة المنتهى عاريين الا من حبهما
1987




Post: #8
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: salah awad allah
Date: 08-15-2007, 05:58 PM
Parent: #1

سلمى وكانديك وكل الرائعين يتقدمهم ود عبد الجليل لكم مودتى
صحيح كانت معى مجموعه معتبره لكن يا أختى لعنة الفايروس
بالمناسبه اليوم تحصلت على مجموعتى القصصيه الاولى ( زهره و الافعى ) والتى ضاعت منى منذ خمسة أعوام وسوف أنشرها لاحقا
لكم الحب

Post: #9
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-16-2007, 12:35 PM
Parent: #8

Quote: اعرف انهم يرهبوننى ، يسموننى الرهبة ، لكن لا اطمح سوى لقلب حان مثل قلبك ، يزرع روحى مشاتلا

Post: #10
Title: Re: مشــاهد .... سلمى الشيخ سلامه ونادى القصه السودانى
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 08-16-2007, 12:43 PM
Parent: #9

وكنت احجل فى طريقى اليك


وكنت احجل فى طريقى اليك ، اتقافز فى مربعات الزمن كالفراشات اتعثر،لكم تعثرت خطاى باتجاهك فلم التفت ، كنت سيزيفا يحمل صخرة المنى باتجاه جبالك لم اخف ، ولم يعترينى الذعر فقط كان قلبى يضرب ضربات كالمطرقة ما نهانى ذلك عن المضى باتجاهك لم اجرجر خطاى ، بل حثثتها نحوك 000 كنت احجل كالفرس /الحلم اتزركش بوهجنا معا ، مترعة كنت من فيوض حضورك الزاهر ، ومن أصوات محركات الطائرات الاليفة التى تعنى انك وصلت الى ّ، او انى وصلت اليك ، او وصلنا معا الى حواف وادينا المسرج بالوداعة يا سعدى بك ، يا من صبغت وجودى بك قبل ان التقيك ، جئت لتشجى وجودنا الطامح 000
اركضى ركضت ، حملتك ثمرة محرمة ، ركضت بك ، ريح يلفنى ، ريح احمر ، أصفر ، ريح اخضر ، الوان قوس قزح تراءت لى ، كان بينهاالاسود ، ازحته عنى ، لانه لون قاسى لا يشبه بقية الالوان ، ، رأيت خلفه موقعى داخل جلدك ، رأيت قلعة كبيرة مسيجة بالاسلاك المكهربة كزمانى، نظرت الى بوابتها كانت موصدة ، ويح نفسي ، طرقت الباب ،طرقت طرقت ، حتى كلّ متنى ، ارتفع القرص الذى يدور فاتحا الباب، ثم ارتفعت الخشبة التى كانت نائمة على بطن الباب، خشبة كبيرة مملسة ناعمة ، لونها ليس ككل الالوان التى اعرفها ، ممتدة بطول تمساح ، ضربتها ، انفلق الباب الى نصفين ، لم أر احد بالداخل ، سرت ، سريت حتى العمق ،لم يصدنى احد ، لم اسمع صوت احد سوى صوت صرير اقدامى بحذائى العسكرى الضخم على سطح الممرات الخشبية ، المصقولة 000 مشيت ، مشيت ، غرف ابوبها موصدة ، واخرى مفتوحة كانت تصادفنى ، لكن لااحد ، لا شئ ، مشيت ، فى احد الغرف المفتوحة ربما عنوة ، وجدت كرسيا ، بد لى كعرش خال هجره مليكه قبل الاف الاعوام ، فى مملكة ما ، همس لى صوت :
ـــ اجلسى
ارتعشت كلى ، خفت ، لكنى لم ابد الخوف
ـــ لم دخلتى الى هنا ؟
ـــ جئت ابحث عنه
ـــ انه هنا ينتظرك
ـــ قلت اين ؟
ـــ قال هنا ، لكنه
ـــ قاطعته : لا تملى على شروطا 000 اعرف لماذا جئت
ـــ قال الملك الآن مشغول
ـــ خفت لاول مرة ، سألته بخوف :بواحدة غيرى ؟
ضحك الصوت الهامس ، وبين ضحكه ردّ على :
ـــ دائما تخشين الاخريات
ـــ هو منذور لى منذ الازل
ــ ، تنازلت عن عرشى لاجله وخرجت عنه باحثة فى كل الانحاء ، وتقول لى مشغول ؟
جريت فى كل اتجاه ، كل الغرف موصدة ، طريق ضيق وفى نهايته ينسرب ضوء ، ضوء خارج من مكان ما لم استطع تحديده ، تابعت الضوء 0000
جاءنى صوت يقول لى
ـــ هذا وهجك
ـــ انت ؟
ـــ احس عطشا ، اسقنى ، من نهر عينيك ، وهاكى وجهى المعلق مرآة ، انظرى داخلى ، سترين وجهك
نظرت فى عمقه ،قيل عينيه، رايتنى اقرأ قصيدة مرتبكة الابيات ، ايقاعها متسارع مترادفاتها بلا حدود ، لكنى تمكنت من قراءتها ، قراتها بلهفة ، ثم بحنين خبّ بين اضلعى ، كنت ابدو كمسورة فى حصن خفى ، احاول الخروج ، حاولت بالفعل ، احسست بيديه تأخذنى اليه ، تهصرنى ، لم اتأوه قلت بين الرغبة والخوف :
ـــ هل ؟
ـــ انتى هلالى الذى طالما انتظرته ، انتظرت رؤيته
رنّ جرس من الشوق ، فلم اسكته ، تركته يرن ، ويرن ، ويرن ، وكان شوقى يزيد ويزيد وقلبى يدق ويدق ويدق ، تحولت اللحظة الى باحة تتقافز فيها دراويش الروح ، نصول ونصول ، ونصول ونجول ، وتجول ، ونجول كسرنا كل اطواق الخوف ، كلما اقتربت منه صاح فىّ
ـــ هيا اقتربى اكثر
ـــ سأكسر جمود اللحظة للابد
ـــ اعرف ان موقعك هنا
ـــ وموقعك
ـــ يا تميمتى
ـــ وانت ملك القلب المتوج
ـــ ما اصدق الصوفى حين تجذبه القوافى
ـــ ما ابأس العاشق حين يبتذل الغزل
ـــ سأسقيك رحيق قوادم ايام عمرى
ـــ ستشربى رحيق الحياة لدنى
ـــ احس العمر ومضة معك
ـــ سنحتمى تحت اسنة الحياة وسناها من وهجنا نصنع دفئنا ، ومطرنا نغتسل به لينزل درن الحياة
ـــ اوردتى مشرعة للعبور
ـــ وانا ساشربك
ـــ اسقنى
ـــ اشربى ، مفتون بك ، مقتولك ، وقاتلتى يا فاطمتى السمحة كيف لم اعرف انى مقتولك قبل الآن ؟ ليتنى كنت رساما لرسمت قلبى على كفك وسقيتك اريج زهرى القادم ، يا صوت العشق كونى عاشقتى



الدوحة ـــ 4/14/2005