العنف الطلابي والمكايدات السياسية

العنف الطلابي والمكايدات السياسية


04-24-2002, 06:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=277&msg=1189414883&rn=0


Post: #1
Title: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: bunbun
Date: 04-24-2002, 06:34 PM

الاخوان والاخوات
أطيب تحية

دعوة للنقاش حول العنف السياسي الطلابي

لماذا يمارس الناس العنف من فجر التاريخ

ارتباط العنف بالسياسة
في الدول المتخلفة ! هل الظاهرة مرتبطة بالسودان فقط ؟ بالدول المتقدمة وبعضنا يعيش فيها هل يوجد عنف في مجمل السياسة ووسط الطلاب بشكل خاص ؟
انتقال العنف للطلاب وبروز الظاهرة في الجامعات والمدارس الثانوية

انتقال الظاهرة مع الطلاب الذين يدرسون بالخارج


هل المظاهرات من انواع العنف ؟ عندما تتحول لشغب ؟

تدخل الحكومات واجهزتها القمعية سلبًا وايجابًا في الصراع السياسي

( العنف والعنف المضاد )

هل العنف داخل الجماعات حسم قضية ما ؟

ماهي الجهات التي مارست عنف بشكل واضح في الجامعات ( المسئول )

الحلول المقترحة ؟ مستقبل العنف في الجامعات


اقترح بمد حصيلة النقاش للصحف اليومية

أأمل ان يكون النقاش هادئ وعلمي مثمر

Post: #2
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: bunbun
Date: 05-02-2002, 01:40 PM
Parent: #1

الدعوة عامة

Post: #3
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: خالد عويس
Date: 05-03-2002, 04:54 PM
Parent: #2

أخي دعني اتحدث بصراحة في مداخلة لموضوعك المهم كوني اتحمّل جزء من الوزر العام الذي ارهقنا به السودان
ولكن دعك من حصر المسألة في النواحي الشخصية علي الرغم من قناعتي بأهمية الاعترافات والنقد الذاتي من قبل الذين باشروا غسل الادمغة لسنوات طويلة (عجاف) امثالي وكانت المحصلة اننا بذرنا ثقافة العنف
نعم ، اعترف انتقلت الينا ثقافة العنف من اجيال سبقتنا الي درب السياسة علي المستوي الطلابى وربما يقول قائل بأن التنظيمات الاسلامية منذ 1989م لم تترك لنا مجالا غير استخدام الهراوات والسكاكين ولكن!
مهاتما غاندي حقق استقلال بلاده من دون دماء
نيلسون مانديلا استطاع ان يحقق اسطورة سياسية وفكرية من دون اللجوء الي اساليب الغاب
هل نحن قوم متخلفون حقا؟
لماذا تتحكم فينا غرائز وحشية ولا نعرف التسامح قط ؟
افكر احيانا في حجم العداء الذي نكنه (كلنا) للدكتور الترابي مثلا صحيح ان الجرائم التي ارتكبت بحق الملايين ... تبقي عسيرة علي الطي ،، ولكن تبقي البذرة الصالحة لنهوض المجتمع حضاريا هي في التسامح
العنف الطلابي هو محصلة لهشاشة ارتباطاتنا بأوعيتنا السياسية فالزعيم مقدس
واوراق الحزب هي اوراق سماوية
والقواعد الجماهيرية مجرد لافتات انتخابية
والاحزاب السودانية تستعرض عضلاتها بالحشود لا بالافكار ، بل اني ازعم انه منذ مصرع الشهيد محمود محمد طه لم يتطور الفكر السوداني قيد انملة
كيف نتوقع ان تسود ثقافة سلام الاوساط الطلابية والمكتبة السودانية تظل هي الافقر في العالم العربي ؟
كم مفكر حقيقي عندنا؟
كم مفكر يضاهي حسن حنفي والعروي وابوزيد والجابري وجعيط والانصاري والغذامي ووووووو.....؟
كم كتاب يخرج الي المكتبات السودانية كل عام ؟
اين هو موقع الاداب والفنون في مجتمعنا
كيف هي طبيعة قراءتنا ، اهي قراءة متمعنة ام قراءة سطحية لا تضيف شيئا سوى ركام من اسماء الكتب ؟
ما هو دور الشك الفلسفى في حياتنا ؟
نحن نعيش علي المسلمات واليقينيات المعلبة الجاهزة منذ عهد الاجداد
التربية والتعليم ؟؟؟
التعليم بلغ حدا من الانحطاط لا يمكن تخيله ، يحشون اذهان الطلاب بكم هائل من المعلومات التي تتبخر عشية الامتحان من دون اي تحفيز للشك او التساؤلات او القدرة علي الاستنباط
عموما الموضوع شائك ومعقد ولي عودة بعد مداخلات الاخوة لاسجل نقاط اضافية

Post: #4
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: wadazza
Date: 05-03-2002, 05:13 PM
Parent: #3

كما هو معروف فان العنف فى الممارسة السياسية هو نتاج قصور فكرى أو غياب تام للفكر السياسى الديمقراطى بين طرفى الرأى والرأى الآخر..
وظاهرة العنف فى المدارس والجامعات السودانية معروف من ابتدرها ومن اعتمدها ثقافة وملجأللكساح الفكرى..فثقافة السيخ بجامعة الخرطوم تشهد على ذلك وأظن أن الطيب الملقب بسيخة خير مثال على غوغائية تلك الممارسات
ولى عودة
ودعزة

Post: #5
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: Yaho_Zato
Date: 05-04-2002, 04:06 AM
Parent: #4


الأخ خالد عويس... تحية طيبة

كان من الأقضل أن لا تخلط بين العنف الطلابي السياسي، و العنف السياسي كشكل عام (إن كانت تسمية العنف السياسي هنا جائزة)، فالموضوع هنا عن العنف السياسي في الجامعات، و هو بلا شك مشكلة لا بد لها من حل.

أما قولك عن تجربة نلسون مانديلا و المهاتما غاندي، فهذا لا يعني بالضرورة همجية الحل العسكري في بعض الحالات إطلاقا...لقد حارب جيفارا الإمبريالية و الرأسمالية بقلمه و بندقيته...فلم تكن البندقية أقل شرفا من القلم.. و لم تكن حلا ثانويا، و قد كان هناك ضغطا واضحا من العناصر المعارضة المسلحة في جنوب أفريقيا على الحكومة العنصرية، و ذلك كان من الأسباب التي جعلت الحكومة تلتفت إلى طرح نلسون مانديلا السلمي، و أيضا في الهند قامت الكثير من الحركات المتمردة على الحكم البريطاني قبل ظهور دعوة المهاتما غاندي و قد أرهقت الكثير من الدماء في تلك الحروب، و قد حمل السلاح آخرون كثيرون مثل عمر المختار و الشيشان لاسترداد حقوقهم المسلوبة أصلا بالسلاح.

هؤلاء المقاتلين لا يجوز لنا بحال من الأحوال أن نصفهم بالهمجية و الوحشية، فالحل السلمي بالنقاش المنطقي ليس دائماواردا، بل هي حرب مقدسة تلك التي يقودونها.

أما قولك عن وقوف تطور الفكر السوداني بعد وفاة محمود محمد طه، فأنا أختلف معك في ذلك، فلقد كان هناك دوما تطور في الفكر السوداني.. و لكن على مستويات شخصية فقط، حتى تجربة الشهيد محمود محمد طه نفسه كانت تجربة فكرية شخصية.

أما بالنسبة للعنف الطلابي في الجامعات ....فذاك أمر آخر، و أعتقد أن الحركة الإسلامية لها تاريخ يكفي أن يجعلها هي المدانة بافتتاح مهرجان العنف الطلابي في السودان,


Post: #6
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: بكرى ابوبكر
Date: 05-04-2002, 05:05 AM
Parent: #5



Post: #7
Title: وشمبات تشهد بذلك
Author: sunrisess123
Date: 05-04-2002, 06:25 AM
Parent: #1

الاخ خالد عويس

ما اريد ان اقوله لك يا سيدي

الممارسات التي كانت تمارس
في كلية الزراعة شمبات(الخرطوم/السودان)
منها على سبيل المثال لا الحصر
ضرب الطالب عيسي بداخلية شمبات ووووووعندها كنت موجودا بكالسودان
وما قمتم باعداده
وترتيبه للرد الم يكن ذلك
عنف ؟؟؟؟؟؟
فمهوم العنف شنو عندك يا سيدي؟؟؟؟؟؟

Post: #8
Title: Re: وشمبات تشهد بذلك
Author: خالد عويس
Date: 05-04-2002, 08:21 AM
Parent: #7

يا سادتي ...... انا لا افصل بين العنف الطلابي والمناخ السياسي العام في السودان المؤدي الي ترسيخ ظاهرة العنف وافرازاتها السالبة
انا لا افصل بين همجية الجبهة الاسلامية وتبنيها النهج العنيف ، وما تبلورت عنه تلك الاتجاهات خصما علي رصيدها السلمي داخل الجامعات ، هل يمكن تبرئة القيادات السودانية عما يحدث بالجامعات ؟
انا لا اريد ان اتورط في الفصل بين العقائد الفكرية المختلفة واحداثياتها السياسية وانعكاساتها علي البيئات الجامعية
عن تعطل حركة الفكر في السودان بعد محمود ، ما قصدته هو تعطل حركة الفكر الايجابي ، ذلك النوع الذي يستمر في بحثه وتقصيه وانطلاقاته العقلانية بعيدا عن الاحساس بمأزق المراقبة و(المقصلة) لا يمكن ان تقنعني بأن الفكر بعد 1984م لم يصبح مدجنا وان الصوت الاسلامي السياسي لم يرتفع ليكبح غيره تحت دعاوي مختلفة وحجة المحافظة علي الهوية الاسلامية ، وان تراجعات خطيرة شهدتها الساحة الفكرية .... نعم قد تكون تجربة محمود فيها نوع من الشخصانية لكنها كانت انقلابا كاملا علي المؤسسة التقليدية السودانية في نمط التفكير ... الا توافقني اختلفنا او اتفقنا مع الرجل؟
عن حادث شمبات ، " اقول بأنه كان احد واحدا من الاحداث الدموية الفادحة ، وقد كنت موجودا بالسودان ، ولم يكن الحادث منفردا ، فقد سبقته واعقبته احداث سقط خلالها شهداء ، ورد فعلنا كان عنيفا كذلك ، والمحصلة النهائية هو ان صوت النضال العقلي غاب ليحل محله نوع من النضال العنيف ، لا انكر ان للجبهة الاسلامية دور ، لكن يا اخوتي انا مغرم بالبحث عن اخطائي وعثراتي ، واعتبر نفسي مدانا تاريخيا كوني استخدمت ذات الوسائل التي يستخدمها خصمي ... انا اتوقف في مراجعة اخلاقية ... هل لي ان استخدم ذات وسائل خصومي القذرة تحت مبررات ودواعي انهم اجبروني علي ذلك ؟ هي هزيمتي اذن !! نعم اعترف ان جيفارا كان رجلا عظيما ، وان جنوب افريقيا والهند شهدتا حركات عنيفة قبل ان تحل نظرة مغايرة ابدلت الاوضاع .... الحقيقة انني اكتشفت بأن مناخ الجامعات السودانية اصبح راكدا من الناحية الفكرية لانه ارتهن للعنف ، هل هذا ما ارادته الجبهة الاسلامية ؟
انا لا ابحث عن شماعة الجبهة لاعلق عليها كل الاخطاء ... نحن نتقاسم مع الجبهة بعض الاخطاء ، ولئن قادتنا الجبهة الي مأزق السلاح فليس من المعقول ان تكون الصبغة النضالية لنا هي السلاح فقط ... الكثيرون في هذا العصر يحاربون
بالقلم والورقة والعقل وهي اقوي اسلحة ... البعض يحارب بالقصيدة ، اعرف ان هذه مثاليات لا تجدي مع الجبهة الاسلامية والمعركة معها كانت تستوجب شيئا من العنف ، لكني اريد ان اسائل هل بذل قادة التنظيمات السياسية في الجامعات الجهد ذاته الذي بذلوه في الاعداد للمعارك ، من اجل ترسيخ قواعد فكرية حقيقية ومراجعات ذاتيه ونقد حقيقي لتنظيماتهم ، هل افلحنا حقا في بناء تنظيمات مدنية تلجأ للسلاح وقت الحاجة ، لكنها تبني فعلا مؤسسات مدنية طلابية لها استقلالية عن الاحزاب ؟ هل كانت معركتنا لتحرير الذات وبناء جيل جديد ام انها انحصرت في حمل السيخ والسكاكين ؟
ولي عودة

Post: #9
Title: Re: وشمبات تشهد بذلك
Author: بكرى ابوبكر
Date: 05-04-2002, 08:47 AM
Parent: #8



Post: #10
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: Mandela
Date: 05-04-2002, 09:24 AM
Parent: #1

سلام
الموضوع شيق و قابل لان يتشعب و في الحقيقه الأخوان بدأوا في التشعب فعلا
أولا :
هل الممارسه السياسيه بمفهومها المطلق من قبل الطلبه تخدم الرساله الجامعيه
الرساله الجامعيه المتمثله في البحث العلمي و خدمة المجتمع أعتقد أن هذا هو السؤال الاهم رايي الشخصي أن الطالب الجامعي خدمته لمجتمعه أكبر و أقيم عندما يخلو دفتر محاضراته من المنشورات . أنا لا أدعو الطلبه الجامعيين الى السلبيه فالدستور يكفل لكل من هو فوق ال18 أو 21 في السودان الممارسه السياسيه و التصويت .

ثانيا:
في مرات سابقه تحدثنا عن التناقضلت الهائله التي تحكم اللاوعي السوداني و كيف أن هذه التناقضات تحكمه أن يتطرف و يغالي مهما كانت وجهة نظره

ثالثا :
أعتقد أن الطلب السوداني مارس العنف و سيظل يمارسه بسبب الغبن و الظلا الواقع على شريحة الطلاب . فكل التنطيمات السياسيه في السودان لا تثق في الشباب و غير مستعده لمنحهم مناصب قياديه
75 % من تعداد السودان في المرحله العمريه ما بين 15 -30 عام
و للاسف هذه الحقيقه غائبه تماما عن وعي القيادات السياسيه


شكرا جزيلا على اختياركم هذا الموضوع
ودمتم
تحياتي

Post: #11
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: خالد عويس
Date: 05-04-2002, 04:35 PM
Parent: #10

نا اوافق الحكيم مانديلا علي ارائه ، دعونا نناقش جذور المشكلة علي مستوياتها العميقة

Post: #12
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: Yaho_Zato
Date: 05-04-2002, 05:14 PM
Parent: #11


الأخ خالد عويس...تحية طيبة

أحترم وجهة نظرك في عدم وضوح تطور الفكر السياسي في السودان بسبب تغطية العنف عليه، أنا أرى أن هناك بوادر تطور..كما حصل في الحزب الشيوعي مؤخرا من مراجعة كاملة لمواقف الأمس و تتبع العثرات لإصلاحها في المستقبل، كما أن هناك بعض المحاولات من جانب حزب الأمة في هذا المجال.

أما ما ذكرت عن تطور الفكر السوداني، فما زلت أقول أنك لست على صواب..إلا إذا كنت تقصد الجانب الديني فقط، أما على الصعيد السياسي فلا يمكن بأي جال من الأحوال أن نكون ما زلنا بفكر الثمانينات.


Post: #13
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: 7abib_alkul
Date: 05-04-2002, 09:45 PM
Parent: #12

لا يختلف إثنان في كون الشباب أكثر الناس تعرضا لممارسة العنف ، فهم ضحاياه بالتغرير بهم لتنفيذ مخططاته ، و هم أيضا ضحاياه المستهدفة . و لهذا ، فإنه من الأهمية أن نتعرض لبعض مقومات شخصيات المراهقين و الشباب .
إن المراهقة مرحلة انتقال بدني و عقلي ،و وجداني و اجتماعي بين مرحلة الطفولة البريئة و مرحلة الشباب ،
و من ثمة تكتسي أهمية في حياة الفرد وتكوين شخصيته لما يصاحبها من تغيرات كبيرة لها آثار عديدة على شخصيته .
و تستغل قيادات الجماعات المتطرفة هذه التحولات في هذه المرحلة لجذب العناصر المراهقة و الشابة إلى نشاطها الظاهري في البداية،ثم التطرف و التعصب في مرحلة ثانية ،ثم التورط في عمليات عنف ،وبذلك تفرض هذه القيادات هيمنتها عليهم ،وتحكم سيطرتها ضامنة الولاء والطاعة العمياء ،و هي مدركة أنها إن استطاعت تحطيم عقول الشباب تمكنت من تحطيم المجتمع كله،"لأن مستقبل الإنسانية يجد التعبير عن نفسه في الدعم الجارم الذي يقدمه الشباب للجهد و التعاون داخل المجتمع الواحد ،و التعاون بين الشعوب ".
وأهم المظاهر التي تستغل لدى هؤلاء الشباب التحولات النفسية المرتبطة بالتغيرات العضوية مما يجعل المراهق يشعر أنه أصبح راشدا ،مستقلا بشخصيته و تصرفه ،فيحاول إثبات وجوده الشخصي باتخاذ قرارات بمفرده ،و بالتعامل مع الراشدين دون وساطة .
كما أن المراهق يشعر في هذه المرحلة باليأس و الكآبة ،ويبحث تلقائيا عن متنفس،فينجر إلى التمرد و العصيان وكثرة أحلام اليقضة ،ويجد في الجانب الديني متنفسا ،لكنه يقع ضحية من يستغل ظروفه ،فيوجهه وجهة أخرى،خاصة إذا كانت الأسرة قد تخلت عن دورها في التربية و توجيه المراهق الوجهة السليمة ،وتحصينه فكريا من تقبل رأي كل ناعق .
من زاد الطينة بلة في هذا الأمر ،عدم فهم أغلبية الأسر لخصوصيات هذه المرحلة و خطورتها ،وأهميتها على مستقبل الفرد والأمة .وإذا لم تضع المدرسة إستراتجية التعامل مع هذه المرحلة و لم تعامل الجو الملائم للتعامل معها يقع المراهق لقمة سائغة ،فيرى بعض مظاهر الإنحلال الخلقي ،ويحكم من خلالها على المجتمع بالكفر و الإلحاد .
و عندما يلج هؤلاء مرحلة الشباب تكون عقولهم قد شحنت بالكراهية لكل من يخالف الرأي و المعتقد و أن السبيل الوحيد لإصلاح المجتمع هو محاربته ي القوة ، و معاملته بالعنف .
مقومات سياسة السلم :
"لكل فرد الحق في الحياة و الحرية وسلامة شخصه"هذا ما ورد في المادة الثالثة من الإعلام العلمي لحقوق الإنسان. و الحق في الحياة يقتضى السلم و الإستقرارو الحق في الحرية يستلزم السلم و الإستقرار و سلامة الشخص من عيشه في كنف السلم و الإستقرار و الامن .
السلم قيمة مرتبطة بتطور الإنسانية و مستقبلها ارتباطا لا ينفصم ،و قيمة شرعية مشتركة بين جميع البشر و ضرورة لا يمكن الإستغناء عنها حتى يتمكن الشباب -ومن خلاله المجتمع -من تحقيق ذاته في الحياة بالعمل و النشاط الإبداعي.
و يفهم من هذه الأقوال أن السلم أساس الحياة ،و التطور و الإبداع ،لأن الفرد يعيش في مجتمع بشري يكافح من أجل البقاءفإذا ساد السلم هذا المجتمع و غمرته الطمأنينة و عمه الإستقرار فإذا الفرد يشغل فكره في أمور تحسن الحياة و تيسير العيش الذي ضمن الإستقرار أدنى مستواه ،ويبحث في وسائل أخرى ،فيؤدي ذلك بالطبع إلى الإختراعات و التقنية ،و الإبداعات الفكرية ،مدفوعا إلى ذلك بحب الإنسان الإكتشافات و طرق ما لم يطرق .
ومتى وجد المرء الطمأنينة ،لا يخشى على نفسه ،ولا على أسرته ، ولا على ماله ، فإنه يتفرغ للبحث إن كان باحثا ، و للإنتاج إن كان صانعا ، و لترويج السلع إن كان تاجرا . و بهذا تنشأ المنافسة الشريفة ، و تصبح الجودة في المقياس ، سواء كانت سلعا أو خدمات .
و بترسيخ هذا الواقع تنشأ ثقافة الديمقراطية ، و حرية الرأي و التعبير ، و لا يكون التنافس بين السياسيين إلى بالبرامج ، و القدرة على تجسيدها فوق أرض الواقع .
وقد مرت الإنسانية في هذا القرن بحربين عالميتين ، و لم تجن منهما إلا دمار و بؤس و انتشار المجاعة و تفشي الأمراض و هذا يحدث أيضا في البلدان التي تعاني من الصراعات العرقية و الحروب الأهلية .
و قد يقول قائل ، أن الحربين العالميتين طوت الإنتاج الحربي ، من مدافع و الدبابات و الطائرات ...
لكننا نقول أن هذه الصناعة كانت و بالا على الإنسانية ، و القنبلة الذرية التي استعملت في الحروب العالمية الثانية في اليابان دليل على ذلك ، ثم إن هذا الإنتاج كان سببا في سباق التسلح النووي بين الدول خاصة بين المعسكرين اللذين نشآ غدات الحرب . و ما الحرب الباردة إلا من انتاج هذا السباق ، محاولة للظهور بمضهر الأقوى ، ومسك زمام أمور العالم .
و لو أنفقت تلك المليارات في بناء المصانع و المدارس و في استصلاح الأراضي لربما عاشت البشرية في ظروف أحسن مما عليه الآن ، حيث يعيش 4/3 سكان المعمورة ويلات الفقر و المجاعة .
و بذلك يكون السلم مرادفا لمنصب عمل ، للإنتاج ، لتوير البحوث للإبداع للحرية ....
سياسة نشر ثقافة السلم:
صادقت الجمعية الجمعية العامة للأمم المتحدة على اللائحة رقم 52-15 بتاريخ 20/11/1997 التي تنص على إعلان سنة 2000 سنة عالمية لثقافة السلم و اللاعنف .وسميت هذه اللائحة ب"بيان 2000 "إلى جانب ذلك فقد أعلنت أيضا أن العشرية 2001 -2010 عشرية عالمية لترقية ثقافة السلم و اللاعنف حيال أطفال العالم ،وقد حددت يوم 14 سبتمبر 1999 تاريخ انطلاق هذه التظاهرات .وكذلك بادرت الجزائر إلى تسطير برنامج نشاطات بهذه المناسبة ،منها إلقاء درس نموذجي في الموضوع في كل المؤسسات التربوية و توزيع بيان 2000 على التلاميذ وأوليائهم والتوقيع على الإستمارة و القصد من إعلان الأمم المتحدة هذا إنما هو تجنيد الرأي العام الوطني و العلمي لإرساء ثقافة السلم و ترقيتها .
وللأن القرن الذي سنودعه عما قريب قد شهدت فيه البشرية أهوالا ،منها الحربين العالميتين حرو التحرير الوطني كحرب التحرير الجزائرية (1954-1964) ،النزاعات العرقية ،الحروب الأهلية وغيرها ولذلك فقد تبنت الأمم المتحدة الألفية المقبلة -والقرن المقبل على الخصوص -ألفية السلام في العالم تحت شعار "السلم".
وقد جاء في دباجة دستور اليونسكو :"لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر ففي عقولهم يجب أن تسيد حصون السلام ".وتطبيقا لهذه المقولة ،أسندت مهمة تنفيذ هذا البرنامج على الصعيد العالمي إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم و الثقافة اليونسكو(« UNESCO ») ،لأن مثل هذا التغيير يقتضي مشاركة الجميع .ولزرع هذا التغير في نفوس الشباب و الأجيال لا بد من ثقافة مبينة على القيم الإنسانية و المواقف البشرية و السلوكات الحضارية مثل احترام حقوق الإنسان ،إحترام التنوع الثقافي ،احترام الحريات الفردية و الجماعية ،تبني العدل والدفاع عنه ،التسامح والحوار التضامن الإجتماعي والدولي ،إصلاح ذات البين ولا غرابة في أن جل هذه المبادئ قد تبناها الإسلام منذ أزيد من أربعة عشر قرنا .
ولأن العنف لا يزرع إلا القلق التفرقة وعدم الاستقرار وكساد الإقتصاد فإن استئصال أسبابها بزرع بذور ثقافة السلم ، يؤدي حتما إلى النقيض ، ألا و هو الأمن و الطمأنينة ، الإستقرار و العدل و المساوات و تكافؤ الفرص ، و الإزدهار و الياة الهنيئة .
و قد شهدت الجزائر خلال الأعوام الماضية هذه الويلات ، و انعكست نتائجها الوخيمة على كل شرائح المجتمع فدعى السيد رئيس الجمهورية إلى العمل في سبيل السلم و الإستقرار ، جاعلا ذلك أولوية الأولويات ، و جسد ذلك في مسعى " قانون الوئام المدني " ،الذي صادق عليه الشعب بأغلبية ساحقة في أفريل 1999 ، و بذلك يكون السيد الرئيس أول زارع لبذور ثقافة السلم التي ينشدها العالم .
و على المجتمع بمختلف مؤسساته أن ينشر ثقافة السلم ، و تنشأة الأجيال على مبادئ العدالة و الحرية و التسامح .
وحتى يحل السلم و يستمر ، لا بد من أن يكون موضع تشجيع و عناية دائمة بنقله من جيل إلى جيل ، و لا يأتي ذلك إلاّ من خلال التربية بمفهومها الواسع ، وعلى مستويات مختلفة مترابطة : فللأسرة دور ، و للمدرسة دور ، وللإعلام دور ، وللرياضة دور ، و للجمعيات دور و التنظيمات الشبانية دور أيضا ، و قد قال أحد المؤرخين في هذا الصدد : " من أجل الوصول إلى السلام يكفي توخيه ، بل ينبغي إزالة الغرائز التي تدفع إلى القيام بالحرب للذة الحرب "
من المسلم بهأن بناء السلم يكون حتما بنشر الثقافة الديمقراطية ، و أن تحسن التصدي للتقليد .
و من الأخطاء التي التي ينبغي تحاشي الوقوع فيها ، الإعتقاد أن الديمقراطية ستحل كل المشاكل بخاتم سليمان ، و أننا سنجد فيها حلولا جاهزة لكل مشاكلنا ، و أنها نموذج جاهز يطبق في كل آن و مكان و لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا أن الديمقراطية مفهوم و قيمة ، و لا نموذجا يستورد أو يصدر ، و القيم التي تبنى عليها موجودة في كل الثقافات و الديمقراطية مجموعة من القيم يمكن لكل مجتمع أن يعيشها حسب هويته الثقافية و تارخه و تقاليده ، و لا نحصل عليها بتغيير أنفسنا بل ينبغي أن يكون في ذواتنا كما قال فريديربكو مايور " عندما نكون في دواتنا نكون مواطنين كاملين " و قد أطلعنا التاريخ المعاصر لبعض البلدان أن الديمقراطية المستوردة و المفروظة في عجالة على مجتمع غير معد لها ، تحدث آثار سلبية تتسبب أحيانا في اعمال عنف ، خاصة إدى كانت بخلفية سياسية مسبقة .
أما الديمقراطية الحقيقية فهي حصيلة مسار طويل متجدرة في أعماق الإنسانية غير قابلة للتراجع و ثقافة طويلة النفس حيث يشغل المواطن موقعا ممتازا في البرامج التربوية على الخصوص .
و قد يتسائل الفرد عن كيفية تعليم الديمقراطية في المدرسة في غياب متخصصين فيها ، و من الواجب إذن أن نقوم بنشر الشروط الضرورية لتعليم الديمقراطية بين أسلاك التعليم المختلفة و في كل المواد المدرسة .
ولاجدال في أن تعليم حقوق الإنسان أساس كل تعليم في سبيل الديمقراطية وان المدرسة هي أول بوتقة لتعليمها ،ولكنها ليست الفضاء الوحيد لتكوين مواطن مسؤول لا بد من مساهمة أطراف أخرى ،كالجامعات و الأحزاب السياسية و الصحافة و النقابات و الأندية الرياضية و الفنية .
وبتظافر جهود الجميع يمكن أن تطفوالثقافة الديمقراطية الحقيقية التي عرفها أحد العاملين في هذا الحقل :"الثقافة الديمقراطية الأصلية ،هي خلاصة التسامح و التحضر ،والتربية والإتصال.
1- دور الأسرة :
يتفق علماء النفس على أن الكثير من الإتجاهات الفردية و الميول الفكرية والعاطفية الاساسية تتكون في السنوات الأربع أو الخمس الأولى من حياة الطفل .وأن السنوات ما قبل المدرسة على الخصوص لها تأثير كبير في تعرف الطفل على نفسه وإدراك علاقاته بالغير .
نشأة الطفل على حب الآخرين و التعاون معهم وحل خلافاته معهم بطرق سلمية تتوقف بدرجة أولى على ما يلقاه من أبويه من رعاية و اهتمام و تجسيد هذه الرعاية بتوجيه و تنمية مشاعره نحو إدراك نفسه و بيئته و محيطه المباشر .
يقول المربون أن الطفل يتعلم المحبة من حبنا له ، والثقة بغيره من تنمية ثقته بنفسه و المحيطين به ،وبذلك يتكون توجه الطفل نحو الآخرين ،وتنشأ لديه المشاركة الوجدانية وروح التعاون .
كما أن المرحلة ما قبل المدرسة -أو ما يسمى بالحضانة -تقوم بدور خاص يتعلق بتكوين أولى خبرات الطفل خارج البيت ،وهي التي تعلمه التعاون و المشاركة ،والعمل الجماعي ،وحل نزاعاته مع أقرانه بالطرق السلمية ولا شك أن تصرف الكبار في هذا الصدد ينبغي أن يكون قدوة حسنة ،,فلا بد من تحاشي العنف في نزاعاتهم و ممارسة الأمور التي يطالبون بها غيرهم ،ومن سبل تنمية التفاهم و التعاون لدى الأطفال في هذه السن أن نلاحظ عادات لعبهم ،و حضور مبارياتهم الرياضية لمحاربة كل سلوك يتسم لديهم بسمة العنف ،وتشجيعهم على كل سلوك أو عمل يعتمد على التعاون وعلى الآباء و المربين في هذه المرحلة أن يقاوموا الإتجاهات التي تتسم بالجمود و التحيز و التحامل على غيرهم من الناس أو الشعوب .
2-دور المدرسة :
بينت الدراسات الحديثة أن الفترة من السادسة إلى الرابعة عشرة من العمر فترة حاسمة في تكوين نظرة الأطفال إلى الثقافات الأخرى .وهي الفترة التي تتزامن ووجود الطفل في المدرسة اللأساسية (الإبتدائية و الإكمالية ) .ومن تم ثم فإن المسؤولية الملقاة على عاتق معلم المدرسة الإبتدائية و أستاذ التعليم الأساسي مسؤولية عظيمة و خاصة : فهو لا ينمي حصيلة التلاميذ من المعلومات و المهارات فحسب ،بل يؤثر أيضا في حسهم الثقافي و شعورهم بالمسؤولية المدنية و الإنسانية إذن فدور المدرسة دور مهم جدا في نشر ثقافة السلم و لا ينبغي أن تنحصر غاية المؤسسات التربوية في نقل معلومات علمية و أدبية إلى التلاميذ ،بل تقدم للشباب تربية اجتماعية و أخلاقية و دينية ،تتمحور حول السلم ، وترسيخ مبادئه التي ينبغي أن تنطلق من الأسرة أولا ،و هذا ما يسمى بالتربية الفاعلة ،لأنها تثير تساؤلات حول أسباب العنف و الحرب ،ونتائجها الوخيمة ،و بذلك نتمكن من وقاية الفرد وجعله مساهما في بناء السلم لا متلقيا فقط .
و على المعلمين و الأساتذة في هذه المرحلة ان يدركوا تأثير اتجاهاتهم وقيمهم على تلاميذهم، ولا بد أن ينموا لدى النظرة المجردة من التعصب ،و يغرسو ا فيهم روح التفتح و النظرة الواسعة ،والابتعاد ورفض القوالب الفكرية الجامدة المتعصبة .
و إذى ما أدرك المعلم ذلك ، فإنه سيتمكن لا محالة من تحقيق هذه الأهداف باستغلال كل مواد التدريس في ترسيخ هذه القيم ، و استعمال الأساليب السليمة في حل المشكلات التي تعترض الطفل في حياته المدرسية ، أي أنه يجمع بين التعليم النظري و التعليم التطبيقي .
" إن مراهقي اليوم راشدو الغد ، و من واجبنا أن نهتم بتربيتهم ، و لا يجوز الإعتقاد أ، الزمان كفيل بعلاج الأمور " .
و يهفهم من هذا القول أن تربية النشء لا تحتمل الإنتظار و التأجيل إلى ما بعد سن المراهقة ، فهذا ليس دورنا نحن كأولياء ، و كمربين ، بل كراشدين فقط ، و ينبغي أن نقوم بدورنا هذا قبل فوات الأوان : " فمراهقو اليوم هم مسيرو شؤوننا و مجتمعنا و مجتمعنا حسب مقاييسهم " . غدا ، و لا ينبغي الإستهانة بالتصرفات العنيفة في المدرسة أو الأسرة ، لأن ذلك يشجع انتشارها بسرعة مذهلة .
و من الموضوعات التي ينبغي التركيز عليها في غرس بذور ثقافة السلم في نفوس تلاميذ المرحلة لأساسية ، نذكر: حقوق الإنسان ، حقوق الطفل بوجه خاص ، احترام الثقافات ، محاسن التعاون و مساوئ الصراع ، البيئة ... و هي موضوعات من شأنها تمكين التلاميذ من سعة النظر ، و تجاوز الآفات المحلية و الوطنية إلى آفاق دولية عالمية .
وقد أعدت اليونسكو مشروعا في هذا الشأن، وشرع في تطبيقه سنة1953 في أنحاء متفرقة من العام ، وتبنته كثير من المدارس وأسهمت في تطبيقه؛ وأصبح عام 1980 يضم حوالي 1400 مدرسة إبتدائية وثانوية،ومعاهد إعداد المعلمين في 74 بلدا .
وقد وظفت هذه المدارس أساليب عملية في تلقين هذه الدروس تعتمد على "التعلم بالعمل"،وتجنبت مجرد التعلم من الكتب ؛ لأن المفاهيم المجردة يصعب،أو يتعذر تعلمها نظريا فحسب.
وقد تنجح المدرسة في تعليم مفاهيم الديمقراطية والتعاون،والتسامح،... لكن هذا التغيير التربوي لايؤدي حتما إلى تغيير إجتماعي ؛ فالأطفال يفعلون ما يروننانفعل، وليس ما نأمرهم أن يفعلوا؛ ولن تجدي الدروس نفعا في تكريس هذه المبادئ إذا كانت المدرسة ذاتها تمارس الظلم والتمييز ، وسلوك الكبار ينمي أنواع التعصب وكراهية كل من يخالفنا رأيا، أو دينا،أوثقافة. ومن هنا ينبغي أن تكون كل الأعمال التربوية التي تهدف إلى التأثيرفي سلوك الطفل محدد السبل حتى تستطيع المدرسة والبيئة الإجتماعية المحيطة القيام بواجبها في هذا المجال . وعلينا نحن المربين والأولياء أن نبين للأطفال ماهو واقع فعلا،وما ينبغي أن يكون ونعرفهم بالفروق بين الواقع والمثل الأعلى ، وننبههم إلى كيفية الإنتقال من أحدهما إلى الآخر عن طريق البحث والتقييم ، فيتعلم أن يسأل ويبدع في إيجاد الحلول .
المعلم الناجح في هذا الميدان ،هو ذاك الذي يستكمل أعمال المدرسة بالمشاركة الإيجابية في الأعمال خارج أوقات الدراسة بمشاريع في البيت أو المدرسة ،أو في المحيط الإجتماعي ، فيتعلمون بذلك منه الفرق بين التفكير النظري والممارسة العملية ، ويكتشفون فوائد التعاون والتآزر وترسخ في أفكارهم و وجدانهم هذه القيم الإنسانية العليا .
و من أفضل السبل لتعليم الأطفال الإحترام الذي يفضي إلى إحترام حقوق الإنسان، أن يكون المعلم قدوة لهم بإحترامهم لهم ، وأن يستمع إليهم ويفهمهم . وهو عمل ينبغي أن يكون مبنيا على ما بدأ البيت في تعليمه للأطفال قبل المدرسة ،لأن عملهما متكامل كما قلنا سابقا ؛ فيجعل المعلم من إحترام النفس وإحترام الغير ركنا في تربية الطفل ؛ وبذلك تستطيع المدرسة أن تغرس في نفوس النشء إحترام حقوق الإنسان بما يقدمه المعلمون من قدوة في قواعد السلوك القويم .
و من السبل أيضا إلى تحقيق مبدأ التعاون ، أن ندرب التلاميذ على الإسهام الإيجابي في إنجاز أعمال جماعية ،فيقدرون التفاعل بين الإستقلال و الإعتماد على الغير ، أو بين الإعتماد على النفس والتعاون .
وقد أثبتت التجارب نجاح كثير من المعلمين في تدريب تلاميذهم على المسؤولية بتكليفهم بمهام بسيطة متعلقة بأعمال محددة ، كتوزيع أدوار مسرحية أو القيام بتنظيف القسم ، أوتزيينه ، أو زراعة الخضر في حديقة المدرسة ،إلى غير ذلك من الأعمال .
و على المدرسة أيضا أن تفسرللتلاميذ سلامة الفروق الثقافية الموجودة بين الشعوب و الأمم، وأن هذه الفروق تحدث تكاملا بين هذه الشعوب ، ولا ينبغي التحامل على الثقافات أو الديانات الأخرى . ولتحقيق هذا الهدف لابد من التعريف بمختلف الثقافات و العادات و المعتقدات ، لإدراك العلاقات بين مختلف الشعوب المنتمية إلى العائلة البشرية،لإشتراكها في خصائص الجنس البشري.
و كلما تعمق التلاميذ في دراسة أساليب الحياة المختلفة كلما قل تعصبهم و إستسلامهم للجمود و كراهية الآخرين . و قد وفق كثير من المعلمين في ترسيخ فكرة الإنتماء إلى مجتمعات مطردة الإتساع:الأسرة، فالمدرسة، ثم المجتمع المحلي،فالمجتمع الوطني،فالمجتمع الدولي.
و من الطرائق التي استعملها بعض المعلمين في هذا المجال إقامة نظام مراسلة بين تلاميذ مدارسهم مع تلاميذ مدارس أخرى في أنحاء مختلفة من العالم؛و اعتبر كثير من المربين هذه الطريقة من أنجح طرائق لتعريف النشء بجغرافيا البلدان و تاريخها و ثقافاتها،و دياناتها؛فيكتشفون التشابه الموجود بينهم و بين أطفال هذه البلدان،و ربما نشأت علاقة مودة و محبة ثم تتطور إلى زيارات تنسج صداقة أبدية.
و إذا كان هذا الأسلوب ممكنا و ناجحا بين أطفال بلدان مختلفة،فهو أنجح و أسهل بين أطفال البلد الواحد. و للتربية البيئية دورفي إدراك الأطفال لأهمية المحافظة على البيئة،من باب الحفاظ على حياة الإنسان الذي يعيش في هذه البيئة؛إذ أن الحفاظ على النباتات و نقاء الجو و المياه و تمكين الإنسان من الحياة،وإحترام الحق الإنساني.
و التربية البيئية في المدرسة تجمع بين سائر أنواع التعلم،فهي تزاوج بين العلوم الطبيعية و العلوم الإنسانية في دراسة علاقات الإنسان بالأرض و الماء و الهواء،و تكون قاعدة للمواطنة القائمة على الوعي الإيكولوجي؛ و تمكن الإنسان من إدراك أن سلامته لا تنفصل عن سلامة العناصر المحيطة به.
و بما أن العملية التربوية عملية مستمرة في الزمان،فإن المرحلة الثانوية من التعليم تقوم أيضا باستكمال تنمية ثقافة السلم،استمرارا لما قامت به المدرسة الأساسية من قبل.و لأن تلاميذ هذه المرحلة قد اكتسبوا أسس التفكير، فإن دور الأستاذ يتمثل في ترسيخ تلك المبادئ و القيم و نشرها على نطاق أوسع، و الخروج بها من الحيز الحسي إلى فضاء التجريد ؛ و ليس ذلك من التخلي على السلوكات السلمية، بل تدعيمها بدراسة مبادئها دراسة فكرية علمية منطقية ،و مناقشة سبل تطويرها ، لأن الطالب الثانوي في مقدوره مناقشة الأفكار المجردة، و الفلسفات التي تنبني عليها مبادئ حقوق الإنسان، و الديمقراطية، و نشر مبادئ ثقافة السلم بين الدول .
و يمكن للطالب في هذه المرحلة أن يمارس الديمقراطية بطرح أفكاره للنقاش، و له الحق في نقد ما يعرض عليه من أفكار، فننتقل به من دور المتلقي إلى دور الشارك الإيجابي في الموقف التعليمي بإصدار أحكام على مواقف معينة، و حل مشكلات حقيقية؛ و بذلك تتكون لديه قناعات و مواقف مبنية على القيم الإنسانية السامية. و قد طرحت مرارا إشكالية تدريس القيم الإنسانية التي ترتكز عليها ثقافة السلم، مثل حقوق الإنسان، و الديمقراطية و غيرهما، هل يحدد لها برنامج معين و توقيت معين، أم أن كل الأنشطة التعليمية تشارك في تقديم هذه المادة ؟.
و لما كان الهدف في هذه المرحلة هو تنمية القدرات المكتسبة من مراحل التعليم السابقة، فإنه من المنطق أن تكون كل المواد معنية، لأنها عملية تربوية كلية لا تتجزأ و ليست تلقينية .
و يمكن أن نلخص هذه القدرات في قدرات فكرية؛ و قدرات نفسية إجتماعية. فالأولى منهما لاينبغي أن تقتصر على نشاط الذاكرة لتخزين محتويات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و المواثيق المتعددة، بل الهدف هو توظيف تلك المعارف في جميع مظاهر الحياة. و هو هدف متكامل مع أهداف كل مادة مقررة في البرامج التعليمية في هذه المرحلة. و الثانية أنه من المسلم به أن أساس حقوق الإنسان هو تنظيم العلاقات الإجتماعية للأفراد و الجماعات و المجتمعات، والإستعدادات التي تؤثر في السلوكات الإجتماعية لا يمكن تنميتها بالمعرفة فقط. فإحترام الآخرين على سبيل المثال، لا يكفي تعريفه وتحليل معناه لترجمته إلى سلوك ثابت عند الفرد ، بل لابد من توفير ظروف واقعية لممارسته عن إقتناع باهميته ، و هذا بمثابة مخبر بالنسبة للإكتساب المعارف. ولا تنمو هذه الإستعدادات إلا في ظل أنشطة خاصة تمارس فيها علاقات إجتماعية محددة و مقصودة،و مبرمجة بعد تحليلها .
ومن الإستعدادات التي تسعى المرحلة الثانوية إلى تنميتها ، نذكر إقامة علاقات بناء مع الآخرين .
والمرتكزة أساسا على الثقة بنوعيها : الثقة بالنفس، والثقة بالآخرين، المتلازمتان.
و تعني هذه العلاقات التوازن بين الإرتباط والإستقلالية، وما يترتب عنه من الشعور بالمسؤولية والتسامح .
و في هذا الصدد تقول الدكتورة " نعيمة ثابت" :" إن إدماج حقوق الإنسان في مرحلة التعليم الثانوي ينبغي أن يكون عودة إلى البداية ،ولكنها عودة تتوخى التأسيس النظري والتعميق و جمع الشذرات .-
و معنى ذلك أن تتم الدراسة الفلسفية لإدراك الأسس الأخلاقية لحقوق الإنسان ، كالعدالة و الحرية. أما التعميق فإنه يؤدي إلى إدراك الحقوق الفردية ،كالكرامة ؛ والإجتماعية كالعلاقات داخل المجتمع ؛ والسياسية كعلاقة المجتمع بالدولة؛ والدولية كالعلاقات بين الدول.
وأما الجمع ، فإن المقصود به هو جعل المرجعية في حقوق الإنسان هي المعاهدات و المواثيق . والجدير بالتذكير في هذا الصدد أنه لابد من إختيار النصوص بعد تحديد معاييره.
و لا ريب أن الغايات المراد بلوغها بثقافة السلم في هذه المرحلة هي غايات إنسانية ، تتحقق بتنمية بعض القدرات ، منها:
- تنمية روح التمسك بالقيم العالمية؛
- تقدير قيمة الحرية وتحمل المسؤولية؛
- التسامح والتعاون مع أجناس و شعوب وثقافات أخرى ؛
- حل الخلافات و النزاعات بطرق سلمية؛
- إحترام الثراث الثقافي الإنساني ، و حماية البيئة ؛
- حب العدل والتضامن .

Post: #14
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: خالد عويس
Date: 05-05-2002, 02:40 PM
Parent: #13

مع تأميني علي نقاط كثيرة وردت في مقال حبيب الكل العميق ، ولي عودة له ، الا انني هنا اريد ان استرسل في مناقشة عزيزي ياهو ذاتو بطريقة هادئة
للأسف انا لا اؤمن بأن هناك فكرا سودانيا من الاساس ، وربما تصدمك هذه النظرة ، اذ انني لا اعيب علي الفكر السوداني تباطؤه منذ الثمانينات فحسب ، وانما كان الحراك الفكري السوداني علي الدوام متلقيا خذ امثلة
الحزب الشيوعي لم يطور فكرا خاصا به ولا مستنبطا من البيئة السودانية بخصوصياتها الاجتماعية والاثنية والثقافية الا مؤخرا كل اوراقه الفكرية كانت تعديلا وشطبا واضافة لمنجز ماركس لينين انجلز وربما (في بعض الاحيان) رؤي تروتسكي
الجبهة الاسلامية استلفت رؤاها الفكرية من الخارج واجرت عليها تعديلات تصلح لها هي ولا تصلح لنا وفق قياسات المودودي والبنا
حزب الامة والحزب الاتحادي لم يبديا اهتمام بالنواحي الفكرية البحتة الا في بداية التسعينات وكانت رؤي الاستاذ الصادق المهدي كراسات عامة في الفكر تميل الي السياسي علي حيويتها وقدرتها علي تحريك الجمود والتكلس الذي يتلبس حزب الامة ،
انصار السنة والاخوان والبعثيين هي عبارة عن رؤي مستوردة وجاهزة تماما لم تجر عليها اي تعديلات
الناصريون كذلك
يا عزيزي دلني علي مفكر سوداني واحد يعمل في مجال الاجتماع و(المجتمعي)
دلني علي واحد يميل الي تقصي الشأن الثقافي التاريخي وفض الالتباسات الحادثة منذ عهود
دلني علي واحد عكف علي مجال التربية والاخلاق
دلني علي واحد يصلح كمفكر استراتيجي لا يري ماهو تحت قدميه فقط
انا لست يائسا ، بالعكس ، انا متفائل شرط ان نعي كسودانيين موطىء اقدامنا وموقعنا وسط الشعوب المتحضرة ونتخلي عن نظرتنا لانفسنا علي اساس اننا آلهة ، نحن نضخم ذواتنا الي حد مفجع ووصلنا حدا من الانتفاخ والترهل بحيث يصعب الحل ما لم تتوفر ارادة حديدية لاجراء جراحات عميقة
هذا الجهد هو جهد الشباب
والمطلوب من الشباب _علي حد زعمي_ هو ان يتجاوزوا كل الاطر القديمة في التفكير والانتماء السياسي وليجلبوا اسس جديدة من خلال الثقافات الاخري التي احتكوا معها ، ليسوا كناقلين مثلما حدث لبعض السودانيين الذين وفدوا الي الخليج واستعاروا الاطر الايدلوجية كافة التي تصلح في الخليج بحسب ثقافة اهله والتاريخ الاثني هناك .. الي السودان ، وانما باستعارة الطرق العلمية في التفكيك والتعاطي مع المشكلات والقدرة علي العطاء الايجابي داخل مؤسسات المجتمع المدني
الا تري ذلك اخي العزيز؟
...

Post: #15
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: Yaho_Zato
Date: 05-05-2002, 05:32 PM
Parent: #14


الأخ خالد عويس ...تحية طيبة

أنا لا أختلف معك على الإطلاق في نظرتنا نحن السودانيين لأنفسناعلى أننا (مافي زينا) إذا صح التعبير، رغم ان هذه النظرة في طريقها إلى التلاشي الآن، و خاصة لدى المثقفين من أبناء الشعب، و هذا بلا شك مدعاة للتفائل.

فيما ذكرته عن الحزب الشيوعي، فأنت هكذا تؤيد كلامي الذي قلته لك في البوست السابق، لأن الذي قلته أنا أن الحزب الشيوعي قد بدأ باستنباط قوانينه و أيديولوجياته الخاصة به و الملائمة لبيئة السودان، و أصبح مستقلا فكريا، أنا لم أقل أنه كان منذ البداية كذلك، و هذا يعني بديهيا أن الفكر السوداني قد تطور، و لو قيد أنملة.

نفس الكلام هنا بالنسبة لحزب الأمة و الإتحادي، إذ قلت أنت (لم يبديا إهتماما بالنواحي الفكرية البحتة إلا في بداية التسعينات)، إذا فقد بدؤوا فعلا (إعذرني إن كان إستهجاء الكلمة غير صحيح)، و هذا يعني أن الحركة الفكرية لم تقف منذ الثمانينات.

إن دفاعي هنا لا يعني أن حركة الفكر السوداني مرضية، فهي بطيئة جدا في رأيي، و لكن كما قلت أنت فهناك أمل، قد نكون متفقين مبدئيا يا أخ خالد، و لكن نتفاوت في مدى رؤيتنا لحجم المشكلة.

الفكر السياسي السوداني كان إستثناءا، فلقد تطور يشكل مرضي في نظري، و الدليل قيام حركات فكرية سياسية بنظريات لم تكن مطروحة في السابق يشكل واضح، كرؤيا السودان الجديد التي تبنتها الكثير من الحركات السياسية الجديدة التي أتت في التسعينات، مثل قوات التحالف السوداني و مؤتمر البجة، و أخيرا إندماج التحالف مع الحركة الشعبية مؤخرا، و هذا في نظري تطور فكري سياسي بلا شك.

لم تنجح حركات أنصار السنة و الإخوان و البعثيين و الناصريين لأنها حركات مستوردة لم تجري عليها أي تعديلات، و بالتالي لم تنجح في التطبيق في البيئة السودانية التي تختلف عن البيئات التي أتت منها تلك الأفكار، حتى أن بعض هذه الأفكار لم تنجح حتى في بيئته، هذا كلام لا أخالفك فيه، و لكن أنا لدي قول بسيط هنا، ففكر الترابي فيه تطور و إختلاف عن فكر الإخوان جزئيا، و قد تم تصدير هذا الفكر المعدل إلى دول غرب أفريقيا و مصر أيضا، قد لا نعتبر فكر الترابي بحجم فكر الأستاذ محمود طه، و لكنه يحسب مع تطور الفكر السوداني في نظري.

أما بالنسبة لتطور الفكر السوداني عبر الأشخاص، فأنا آتيك بعبدالله الطيب كمفكر تاريخي، و في المجال الروائي أو القصصي الطيب صالح، و في المجال الشعري حركة الغابة و الصحراء التي قامت أساسا لتكون وليدة البيئة السودانية، و أما في المجال الثقافي التاريخي فهناك الكثير من المفكرين (و خاصة في هذا العهد) الذين يميلون إلى تقصي الشأن التاريخي الثقافي لشعوب السودان و ممالكه القديمة و أعراقه المتعددة لكشف هوية السودان الحقيقية التي دفنت تحت التراب لسنوات عدة، حتى سكرتير الحزب الشيوعي إبراهيم نقد قام بعمل تاريخي ثقافي يعد فريدا من نوعه بين أعمال السياسيين السودانيين حول الرق في ممالك السودان المسيحية كمثال.

قد يكون فكر الأستاذ محمود محمد طه هو الفكر المتكامل الوحيد الجاهز للتصدير في الفترة الحالية، أعني بذلك تجاوز محيط السودان لآفاق أبعد، و لكن ربما نحن أيضا نحتاج إلى التركيز على السودان فقط حاليا، فلا أعيب على مفكرينا اليوم إعتكافهم على الحدود السودانية فقط.

أما عن الفقرة الأخيرة في رسالتك ...فأقول نعم.


Post: #16
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: Mandela
Date: 05-06-2002, 05:53 AM
Parent: #15

كما أسلفت الموضوع قابل للتشعب
السؤال : هل تعتقدون أنه في عند عودة الديموقراطيه . العنف الطلابي سيزيد أم سينوقف ؟

و ما هي الظروف التي سيحد وجودها من تكرر الظاهره ؟

أشكر جميع الاخوه الذين ساهمو في هذا الموضوع الحيوي

تحياتي

Post: #17
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: بكرى ابوبكر
Date: 05-06-2002, 06:58 AM
Parent: #16



Post: #18
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: 7abib_alkul
Date: 05-06-2002, 11:45 AM
Parent: #17

الاعزاء
عندي تعقيب بسيطه علي بعض الاراء ال بتركز علي انه الحركه الاسلاميه هي المصدر الاول للعنف الطلابي
بحب اقول انه الحركه الاسلاميه والحزب الشيوعيي او مسماه الاخر الجبهه الديموقراطيه هم الاثبن شركاء في ارسا مبادي العنف السياسي في الجامعات السودانيه والشراكه دي يمكن ردها للفهم المشترك بين النغضين ظاهرا لكن لو تاملنا جليا في فكر كل من التنظيمين بنلقا وجهين لعمله واحده
والاتنين بأمنو بمبدا اقصاء الاخر بشتي السبل بمافيه العنف
والاتنين بسعوا للتغير ولو بي العنف ايضا
والدليل علي كدا بنلقي نفس السناريو بتاع نميري والحزب الشيوعي
هو نفس سناريو الجبهه الاسلاميه مع البشير من البدايه لحد الخاتمه
عشان كدا يا اخونا في اليسار ما تشيله الشيله اخونا ناس اليمين براهم

Post: #19
Title: Re: العنف الطلابي والمكايدات السياسية
Author: bunbun
Date: 05-09-2002, 04:31 PM
Parent: #18

الشكر لكل من ادلى بالراي

الموضوع لا يزال يحتاج لبحث وكتابة التجارب

والتوثيق