العاطفة ..والإتزان !

العاطفة ..والإتزان !


12-04-2006, 07:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=268&msg=1184846049&rn=2


Post: #1
Title: العاطفة ..والإتزان !
Author: تماضر الخنساء حمزه
Date: 12-04-2006, 07:07 AM
Parent: #0

(بعضهم دائماً مايصدق عبارات الإستحسان سريعاً
يأخذ مهلة مدةَ نطقها فحسب ثمَّ تتملكه النشوة بما ذُكِرَ من رائعِ الأوصاف بحقه
وينظر بعينِ الرضا لناطقها لكأنَّه هوَّ من أنعم عليه بها !
وإن لم يخِب ظنه هذا فى أغلب الأحيان إذ أنَّ من نطقها لايشاركه غيره فى هذه الرؤية الخاصة !)

هذه العبارات قد تراود أحدنا أحياناً فى لحظات إهتزاز الثقة بالنفس ..وبالغير ..
نحتاج أحياناً لصدمات فى حياتنا لنغيِّر فيها ..إلى الأحسن بالتأكيد ..وإن بقي الأحسن أيضاً فى كثيرٍ من الأحيان رؤيةً شخصية !
أن يتصرَّف أحدهم والعاطفة هى من تتحكَّم فى معظم قراراته ..أظن أنَّ الخطأ كثيراً مايرافقه ..خاصةً إن كانت هذه العاطفة تعانى تضخماً
أصاب صاحبها بعلة أفقدتها الإتزان وصارت بحاجةٍ لمعالجةٍ نفسية !

Post: #2
Title: Re: العاطفة ..والإتزان !
Author: تماضر الخنساء حمزه
Date: 12-04-2006, 07:14 AM
Parent: #1

والإعتلال النفسى هنا ليسَ ببعيد..أن تفقد التوازنَ فى الإحساس ..ولاتستطيع إحتمال الصدمات ..فتهرب منها ..
فى شكل غيابٍ عن عالمٍ لم يسير كما أردت ..أو واجهتك فيه كارثة ( بغض النظر عن حجمها ) هذا ضعف بحاجةٍ إلى معالجةٍ ..وتقوية !
فالغياب مؤقتاً عن هذا العالم الذى لم نحتمله لايُمثِّل حلاً ..وإن رافقنا الوهم بأنَّه حلٌ مؤقت !

Post: #3
Title: Re: العاطفة ..والإتزان !
Author: تماضر الخنساء حمزه
Date: 12-04-2006, 07:26 AM
Parent: #1

ربما كان توزيع العاطفة على دائرةٍ أوسع أحد الحلول ..
إن كنتَ ثرَّ العواطف تهب إحساسك بوفرة وحميمية زائدة وصادقتَ أحدهم ثمَّ جاءك منه مالم تتوقَّع تكون نكبتك أكبر إن كان هوَّ الوحيد الذى أعطيته مُسمَّى صديق ..ربما لو أشركتَ غيره فى هذا المُسمَّى لخفَّ وقع الحدث قليلاً !

Post: #4
Title: Re: العاطفة ..والإتزان !
Author: تماضر الخنساء حمزه
Date: 12-04-2006, 09:54 AM
Parent: #1

Quote: بقلم : بشير أسعد شرف





إن ما يعيب كياننا ويضعف بنياننا هو تضخم العاطفة وانكماش العقل في تفكيرنا، مع أن الواجب يقتضي منا حصر عاطفتنا في أضيق دائرةٍ ممكنة لنفسح للعقل أوسع نطاق ممكن.

لقد نهضت أوروبا في القرن السادس عشر لأنها نفضت عن نفسها غبار التخلف والتفكير العشوائي غير الموضوعي لتلقي بزمامها إلى العقل والتفكير العلمي فكان نيوتن وكبلر وجاليلو وديكارت الفرنسي وبيكن الإنجليزي الذي اتفقوا في نقطة واحدة أساسية وهي أن يكون التفكير العلمي أساس البحث والنظر.

علينا أن نعتمد نحن أبناء هذا الجيل والأجيال اللاحقة التفكير العلمي في كل أمورنا، فلو كان تفكيرنا علمياً لما تخبطنا في كثير مما نتخبط فيه من أمورنا العامة والخاصة على السواء فصاحب التفكير العلمي يبني أحكامه على خبرته بالواقع كما يسجلها الإحصاء والتجارب العلمية فلا يضرب في مجاهل أوهامه وظنونه وتخيلاته التي لا تستند إلى واقع.

نحن أبعد ما نكون عن التفكير العلمي الصحيح، غارقين إلى اذقاننا في مجاملات عاطفية ومحاورات لفظية لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تعمل وبكل أسف على إهدار طاقاتنا وتبديد قوانا العقلية التي نحن بأمس الحاجة إليها بينما يمضي الواقع تحت أنوفنا غير ملحوظ، تنفع به الشعوب الأخرى التي تعتمد العقل والتفكير العلمي منهاجاً فيخرجونه علماً ومخترعات وابتكارات تزيد متن قوتهم وهيمنتهم العلمية والاقتصادية والسياسية.

إن الفرق الواضح بين طلبة جامعاتنا وطلبة الجامعات الأخرى والأوروبية منها بشكل خاص هو أن طلابنا يحفظون ما يلقنون دون نقد وتحليل وتحميص وجدل ومحاورة، وطلاب تلك الجامعات يحللون وينقدون ويبحثون وينقحون أولاً ثم يحفظون بعد ذلك، فتكون معارفهم التي يكتسبونها أوثق وأعمق وأكثر شمولاً لأنها ترتكز على ممارسة مدروسة وتجربةٍ صائبة تعتمد الأسلوب العلمي في التفكير دون ارتجالٍ وعشوائية.

والتفكير العلمي كذلك يقتضي التسامح في الاختلافات المذهبية والفكرية والطائفة والحزبية والسياسية لأنه مجرد من العاطفة الذاتية التي طالما قادت صاحبها إلى دروب التطرف الممقوت والتعصب الأعمى الذي يجانب الحقيقة في الغالب، فهو يقبل الواقع حلوه ومره دون أن يغلفه الوهم ويزخرفه الخيال.

فلندرب أبناءنا منذ نعومة أظفارهم على الوقوف عند الواقع الذي يدعمه الإحصاء والتجارب العلمية والاستبيانات الميدانية والتأمل والمشاهدة والاعتراف بذلك الواقع دون تردد أو وجل والبناء على أساسه بثقة واقتدار ولنجنبهم الوهم والعاطفة غير المبنية على أساس علمية، وليكن تفكيرنا علمياً حتى نتجاوز ما نعاني من عثرات وحتى نواكب ركب الحضارة العالمي لما فيه خبرنا وخير أجيالنا القادمة.