إنقاذ النوبة .. مناهضة السدود .. ( هواجس وهوامش )

سوف احاول ان اضيف مرئياتي الشخصية حول بعض الهواجس
ارجو ان نكون هادئين في تحاورنا... بغية الوصول الى نتائج ..

** قيمة الانسان وارثه ( قبل وبعد ) مماته **

في مطلع الستينات وأبان قيام مشروع السد العالي اتجهت بعض الجهات ذات العلاقة في المجتمع الدولي بإطلاق نداء (إنقاذ آثار النوبة ) وكنا وقتها صبية وكنا نرى ونشاهد توافد خبراء الآثار وبعض المنظمات إلى مناطقنا النوبية. وكانت المقولة التي يرددها كبارنا في ذلك الحين وبعفوية شديدة . سبحان الله الخواجات مهتمين بالخزف والأموات.. أكثر من اهتمام حكوماتنا بنا كبشر وإحياء يمشون على ظهر البسيطة.... حيث كانت المقولة والمثل الشائع ( الحي أبقى من الميت ) ولكن ما كان يجري من حفريات وبحث وتنقيب إلى جانب الاهتمام الملحوظ بالآثار كان يؤكد للعامة عكس المقولة فالأموات نالوا من الاهتمام أكثر مما ناله الإحياء. إلى جانب ما كانوا يتلمسونه من ظلم من لجان التقديرات التي توافدت لتقدر لأهالي المنطقة التعويضات.

*****

وهنالك طرائف كثيرة وردت في حينها عن التقديرات منها أن لجان التقديرات قدرت شجرة العنب بأقل من سعر كيلو العنب في الأسواق. فكان لآبائنا أن يسخرو من ممثلي اللجان وجهلهم وثقافتهم الضحلة . بالثمار والأشجار والفواكه.. و يقولون بان المكلفين بالتقديرات لا يعرفون في الأصل العنب وان اغلبهم لم يتذوقوا طعم الفواكه أصلا . فكيف يترك تقدير التعويضات لمن لا يتعدى ثقافتهم ( الدوم والنبق )

...

الاخ العزيز ولياب

يقال والعهدة على من قال..
انو ايام قيام السد العالي قبض بعض النوبيين تمن تمرير فكرة السد على اهلهم دون ضوضاء..
لم تتم تسميات بعينها ولكن لك مايدور في ونسات الصوالين..


وما اشبه الليلة بالبارحة..













ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سعيد جدا للمتابعة المستمرة من ِقبلك للهوم النوبية ..

يقال والعهدة على من قال..
انو ايام قيام السد العالي قبض بعض النوبيين تمن تمرير فكرة السد على اهلهم دون ضوضاء..
لم تتم تسميات بعينها ولكن لك مايدور في ونسات الصوالين..
هناك من باعوا القضية من امثال الوزير محمد نورالدين و اخرون

فيجب ان لا نترك مجال لمثل هولاءالنفر القصر

وقد تكرر اليوم في " كجبار" ما كان قبل نصف قرن تقريبا. فإذا بجهات تجهل قيمة الفرد والإنسان جاءت لتقول أن التنمية تأتي بالإغراق وطمس الهوية. بل أخذت تسوق بين العامة بان أهل المنطقة " النوبيون" لجهلهم يرفضون التنمية.. وقد تبرع للأسف الشديد البعض منا للترويج لهذه المقولة السمجة بل تعدوها واتهموا ذويهم بالغباء.
واليوم على اللجان المكلفة وعلى المبادرين وجل المهتمين بالأمر ان يركزوا على إيصال الإفادة بان الأمر ليس كما يصوره الغافلين أو بعض المنتفعين هو صورة رفض أبله للتنمية بغرض الرفض .. أو لمكايدة سياسية.. فقد شاع بين العامة وبترويج متعمد من السلطات مثل تلك الأقاويل المضللة . الأجهزة الأمنية تزعجها اليوم التناول المنطقي للقضية لذا تحرص على تكتيم الأفواه باعتقال أصحاب الفكر والرأي . أما التهريج والمغالاة والتطرف في الرفض فالسلطات هي احرص الجهات على تفشيها. لانها مبتغاهم لكي يظهروا أو ليروجوا لمقولتهم الباطلة بان الرفض مبني على جهل وحماقة .. وهم يدركون ان انهزامهم سيأتي من خلال تفنيد ادعاءاتهم الباطلة بالحجة والمنطق وإيصال الإفادة بان هنالك أسباب جوهرية للرفض ومبنية على حقائق ودراسات رغم أن في الأصل الواجب على السلطات هي التي تبرز ما يفيد جدوى قيام السد. و تحت إصرار الجهات الرسمية على تنفيذ السد وبدون دراسات تفيد وتعزز طرحهم أرادوا فرض الأمر الواقع.. وأهل المنطقة بادروا بوعيهم و تدارسوا المخاطر والمنافع وطالبوا الجهات لمجالستهم ومشاركتهم في الرأي. فكان الرفض الأرعن واستخدام السطوة السلطوية والعسكر والقتل والتعدي السافر على ابسط حقوق الإنسان .
السلطات تقر بطريقة غير مباشرة بأنها أقدمت على المشروع بدون دراسات مع تجاهل تام لإنسان المنطقة فإن في ادعائهم الأخير بان ما يتم الآن هو دراسات تؤكد شعورهم بالخطأ الجسيم الذي اقترفوه باتخاذ قرار إنشاء السد قبل الدراسات فهي التي دفعتهم للقول بان ما يجري اليوم هو دراسات في سبيل المخادعة واللعب بالكلام والتضليل للرأي العام .. لان ما يجري اليوم هو دراسات ميكانيكية وإنشائية ( دراسات من المفترض أن تسبقها دراسات جدوى المشروع ) ولكنهم أرادوا أن يضللوا ويستخدموا كلمة الدراسات في غير موضعه منقوصا دون تبيان لنوعية الدراسات التي تجرى بالآليات والعسكر !!

عزيزي فيصل
السلطات في حينها لم تطرح او تخير اهل المنطقة في قيام السد من عدمه بل نجحت في خلق جدل بعيد عن المضمون
عينا...نقدا..
خشم القربة ... جنوب الخرطوم
اما جدوى قيام السد!!
كان سقفه اعلى بكثير .. ربما عن الحكومة السودانية نفسها.
ودخلت ضمن موازنات.. وحسابات .. دولية..

"33" يوماً من المذبحة
حتى لاننـــــــــــــــــسى
القــــــــصـــــــــاص

منظمة دولية لحماية النوبة

من المفترض أن تكون هنالك جهة أو منظمة أو لجنة دولية من مهامها العمل على حماية الإرث والتاريخ والثقافة والأرض النوبية والإنسان النوبي . وفق معطيات وثوابت يتفق عليها.
فان في تواجد مثل هذه الأنظومة الدولية من شانها تسهيل تناول القضايا النوبية الملحة وإيجاد الحلول المنطقية المستدامة أو العاجلة حسب المعطيات .
واليوم قضية " كجبار" في الساحة النوبية السودانية قضية ملحة وذات أبعاد خطيرة يمكن لها أن تؤثر في مجمل القضايا النوبية المتعلقة بالإنسان والأرض النوبية. ويأتي ضمن استهداف مرتب من قبل بعض القوى الإقليمية للنيل من هذا الكيان. والقضية شائكة وذات محاور عدة، وأبعاد اقتصادية وتنموية، وثقافية وسياسية، والمستهدف فيه وبشكل واضح هو الإنسان والأرض.

******

ولنا أن نتناول القضية بعمقه السياسي والاقتصادي. ونعود لاحقا إلى هيكلية اللجان المقترحة والمهام والشكلية.
لان هنالك ضروريات ملحة وترتيب وأولويات.. ومن تلك الضروريات مشاركة كل القوى السياسية في الأطروحة وكذا كل المتأثرين والمتضررين. ولو إن هنالك تعتيم متعمد من السلطات حتى لا تظهر جميع الجوانب والدوافع والمسببات وحتى لا يدرك الجميع مدى الخطورة. بدأت السلطات تسوق بأسلوب مغاير للحقيقة تماما وتحت مسميات التنمية .
واستطاعت أن تخفي الجوانب الأخرى والتي أرادت أن تنال بها بعض المكاسب الوقتية. واقل ما يمكن أن يقال:- أن هذا الطرح ووفق ما هو مطروح في الساحة وفي الظروف الحالية وتحت الضغوط الدولية والإقليمية . وما يراد أن يقام من سدود في المنطقة حاليا " كجبار" وتليها " دال " و وفق ما هو مخطط له !!! هو نتيجة مرهونة لوضعية آنية وتحت ضغوط مرحلية لحل بعض القضايا العالقة على حساب أناس يقذف بهم الأوضاع دوما ليكونوا هم كبش الفداء. فبعد تجارب مريرة تجرع منها أهالي المنطقة بصفة خاصة وعموم السودان بصفة عامة ويلات ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. فلو افترضنا جدلا بان هنالك منافع كانت مرجوة فيما سبق لجهة استغلت الظروف المتاحة . فاليوم ليس هنالك مقابل أو منافع قد ترقى إلى دفع الآخرين إلى تقديم قرابين الوفاء والتضحيات ( بمعنى حتى ولو كانت الفائدة المرجوة للجهة الأخرى تستأهل هذا القدر من التضحيات)- لكن الجهات ذات العلاقة وصل بها الحال إلى الاستخفاف بقدر إنسان المنطقة وبمقدراته وارثة وتاريخه مقابل تمرير أجندة وقتية ومكاسب رخيصة لا تخدم الوطن والمواطن .

ربما يجد القارىء بعض التكرار .. كان هنالك دوافع لهذا التكرار .. فنرجوا المعذرة

السياحة في بلاد النوبة
يقال التراث النوبي هو الأب الروحي لكل تراث السودان لتميزه بالتنوع والتعدد والعراقة ويأتي ذلك نتيجة للتباين الثقافي والعرقي والقبلي واختلاف العادات والتقاليد والطقوس والمناخ .
عندما قمنا بتشريح حضارة منطقة النوبه كان نصب أعيننا أهمية دفع وتطوير مسيرة الثقافة والسياحة في شمالنا الحبيب بالنقد البناء وعكس أوجه الإشراق والضياء خاصة أن السودان بلد متعدد الأعراق والثقافات والعادات والتقاليد إلا أن الجميع شرب من مياه نيله الخالد وبالتالي تبحر كل هذه الثقافات شمالا وتشكل امتزاجا فريدا لتجتمع كلها في لوحه تجسد روعة السودان ووحدة أبنائه .
من المفترض أن تكون تلك المناطق السياحية من المعالم البارزة في بلادنا ولكن لعدم وجود الوعي الكافي والتهميش واللامبالاة التي تعاني منها المنطقة، أدت إلى طمس معالم تلك الجوهرة النادرة نذكر على سبيل المثال بعض الأماكن السياحية الهامة. ابتداء من منطقة دنقلا العجوز والتي كانت عاصمه لمملكة المقرة المسيحية، وهي تقع شمال مدينة كريمة وجبل البركل ومروى وأبو دوم والتي تضم آثار يصعب الوصول إليها لوعورة الطريق وتراكم الكثبان الرملية ، إضافة إلى المعبد الشهير في منطقة كوه .
ومن المناطق السياحية كذلك منطقة االقعب والتي تقع شمال غرب مدينة أرقو وتتميز هذه المنطقة بمناخ فريد يختلف عن باقي المناطق الأخرى المجاورة ويقال أن رمالها الناعمة تشفي من بعض الأمراض لذا يقوم بعض السكان بدفن جزء من أجسادهم في تلك الرمال الرطب ، إضافة إلي وجود العيون والمياه الجوفية وحفر ذراع كافي لتكوين بركه من مياه عذبه وباردة .
منطقة كرمه شمال مدينة ألبرقيق هي من المناطق السياحية الشهيرة علي مستوى القارة الأفريقية ومن أعظم الحضارات النوبيه القديمة ، ومن معالمها البارزة وجود مبنيان ضخمان من العصور القديمة أبان عهد الدولة المصرية 2660-2080 ق.م .بجانب بعض الآثار والمباني التي تحتاج إلي صيانة وترميم وحراسه ومن المناطق السياحية الهامة المنطقة التي تضم آثار و إهرامات أبي سمبل والتي تعرض عدد كبير منها للنهب والدمار وتضم معابد وقبور قديمه .
ومنطقة صادنقا التي تقع على الضفة الغربية للنيل وتحتوى على آثار الدولة المصرية الحديثة من معابد وقبور وآثار تعود لحضارة نبته ومروى .
هنالك بعض المناطق الصغيرة التي يصعب حصرها هنا وهي أيضا تضم قبورا وأضرحة وإهرامات تحتاج لإمكانيات ضخمه لرعايتها وحفظها لكي تمثل معلم سياحي للمنطقة (منطقة تمبس وصلب )
وجزيرة صاى التي تقع على بعد 25 كلم جنوب حلفا القديمة وتحتوي على المعابد والقصور وبعض الآثار الهامة ولا يفوتنا أن نذكر بعض الأماكن السياحية كالشلالات التي تشتهر بها المنطقة الشمالية وهي تشكل منظر طبيعي خلاب وتتدفق هذه المياه لتروي الحقول و الجروف والبساتين على ضفاف النيل ومنطقةوادى حلفا الشهيرة بلاثار إضافة إلي المخزون الهائل من الموارد الطبيعية الموجود بالمنطقة .
سؤال نوجهه إلي الأخوة المسؤولين ، ما مصير هذه الحضارات المندثرة والآثار التي وصلت إليها يد العابثين واللصوص ؟ هذه الآثار التي لا تقدر بثمن لا تجد من يرعاها فعلاقتنا نحن السودانيون بالتراث والآثار علاقة شائكة ومعقده ، فلا تكفي النظرة السطحية الأحادية لمثل هذه الأمور والتي صرنا نتعامل معها كأنها ماضي أزلي منسي لم يخضع قط للمساءلة والنقد ولا حتى النقاش ، فلابد من قفزه خارج هذه الدائرة الضيقة قفزه تعني تغيير كلي في تقييمنا للآثار والسياحة والتراث .
لماذا يتجاهل المسئولين في بلدنا خاصة في المديرية الشمالية هذا الجانب ولماذا هذه البقعة من الوطن منسيه أو ليست هذه المنطقة تضاهي سواكن وجبل مره في أهميتها السياحية ؟خاصة وأن الشمال هو بوابة السودان للحضارة الأفريقية والعربية .
من هذا المنبر أناشد الاخوة المسؤولين خاصة والي الولاية الشمالية بالاهتمام بهذا الجانب وفتح الطرق والقنوات لسهولة الوصول للاماكن الأثرية ولفت أنظار الوفود الزائرة للاماكن السياحية وتنظيم رحلات وعمل بروشورات ووضع حراسه لهذه الأماكن وصيانتها وحفظها من التآكل والضياع وتكريس الجهود من اجل إبراز هذا الإبداع وتطويره إلى غايته القصوى .




صالح أحمد عبده
رئيس جمعية التراث والثقافة السودانية - الرياض

" 40" يــــوماً من المجـــــزرة
حتى لاننســــــــــــــــــــــــــــى
القـــــــــصــــــــــــــــــاص
أطـــــــلقـــــــوا ســـراحـــهـــــــم
1. د. محمد جلال هاشم - من قرية صاي و يعاني من مرض السكر و ضغط الدم (تم اعتقاله في الخرطوم)
2- المحامي عماد ميرغني سيداحمد - من قرية اردوان (تم اعتقاله في عاصمة الولاية الشمالية دنقلا)
3- المحامي علم الدين عبد الغني - من قرية فريق المحس (تم اعتقاله في عاصمة الولاية الشمالية دنقلا)
4- المحامي عبدالله عبد القيوم - من قرية مسيدة (تم اعتقاله في عاصمة الولاية الشمالية دنقلا)
5- المهندس (معاش) عبد العزيز محمد علي خيري - من قرية كجبار و يبلغ من العمر67 و يعاني من مرض السكر و ضغط الدم (تم اعتقاله في عاصمة الولاية الشمالية دنقلا)
6- عثمان شمت - من قرية اردوان (تم اعتقاله في عاصمة الولاية الشمالية دنقلا)
7- الصحفي مجاهد محمد عبدالله - صحفي في جريدة راي الشعب (تم اعتقاله في عاصمة الولاية الشمالية دنقلا)
8- عثمان إبراهيم ( تم اختطافه صباح الجمعة 20 يوليو 2007م من منزله بقرية فريق)

هواجس .. وهوامش..