حكاية تكوين الجاليات السودانية في الخليج

حكاية تكوين الجاليات السودانية في الخليج
لمن أراد أن يكون ملما ببعض الجوانب المظلمة ..

نسوق لكم جالية الرياض مثالا ..
مع بدايات عهد الإنقاذ وما كان يتبع من أساليب وحيل لإحلال كوادر الحزب الحاكم في مواقع بعينها لتمرير ما يروق لهم بدأت الحكاية .
وبالرغم من أن هنالك جهات كانت تحذر من خطورة تلك الممارسات إلا أن الحزب الحاكم انتهج من الأساليب ما يؤمن لهم مصالحهم الحزبية والسلطوية على حساب جهات كثيرة ربما كانت غائبة أو غير مدركة.. ومضت السلطات في مشوار الإحلال والإبدال بشتى الطرق و المسميات وابتدعت من لدنها بعض الأجهزة المساعدة أو الضاغطة كجهاز شئون المغتربين بغية تحقيق أهداف مرسومة وأخريات مستنبطة من واقع حال رديء.
وكوادر الحزب الحاكم والمنتفعين لم يتوانوا لحظة في سبر أغوار منظمات المجتمع المدني وإظهار المفاسد بصورة توحي أنها كبائر وموبقات
و كدأبهم المعهود مهدت السلطات لبعض كوادرها الطريق لكي تتواجد في تشكيل الجالية عن طريق جمعيات كانت قائمة. وتم تشكيل مجلس الجمعيات حيث وجدت بعض العناصر الطريق إليها سهلا. ومع تبدل سياسات النظام وفق ما فرضتها الظروف المحيطة، رأت أن ترضي بعض الجهات الجهوية والسياسية. فتحل مجلس الجمعيات وتشكل ما أسموها المجلس الأربعيني، ثم تداولت الأسماء وتبدلت لتبرير الحدث بدون الإفصاح عن الغاية.
وتوالت الإحداث وانعقد " نيفاشا " واطل عالم السياسة السودانية على نافذة جديدة، وهرع الكثيرون الطامعون في احتلال بعض المواقع في الخارطة الجديدة. وبدأت المساومات والترضية .

ولكن ما يؤسف له حقا أن يكون ( المغتربون ) هم كبش الفداء دوما ...
وذلك مبرر لدى السلطات فهم ليسوا أثنية متجانسة أو قطاع متمترس .. ولكن شكلية التواجد الحالي في بعض دول المهجر ينذرهم بخطورة موقف يمكن أن ينفجر.. فاهتدوا مصادفة أن ما اتبع من أسلوب في الترضية هو الأجدى والأنفع لتمرير أجندتهم المستقبلية في هذه المرحلة .
فان فيما اقترح من قسمة على المجموعات الثلاث (في الرياض) من تركة المغفور لها " جالية الرياَض " مكيدة وتمرير قضايا مرحلية فتكون ما يتوقع من نتائج سلبية ( بيد زيد) وتبدأ بعدها مرحلة استغلال جهات أخرى في تمرير قضاياهم التي أصبحت ممرحلة.. وتجد من الغافلين المؤازرة ..

فرضية تجاهل القاعدة الحقيقية المكونة للجالية والغرض منه

وشريك يبذر في الأرض بذور الفنـاء

خير دليل على صحة هذه الفرضية هو تعمد السلطات إغفال اكبر شريحة مكونة للجالية مع محاولة دفع جهات أخرى للتصدي لهم وترويج ما يمكن أن يثار من غبار حول تواجدهم في التشكيلة المقترحة .
ففي الحقيقة إن الجهات الرسمية تتظاهر بأنها لا تعرف حجمهم الحقيقي وإنهم مجرد جمعيات جهورية وما إلى ذلك... ولكنهم يقيننا يدركون ثقلهم. وأرادوا أن يبذروا بذرة الفناء في أي تنظيم يقوم بدونهم ..
فالسلطات وباعتراف الجهات المتصارعة مهدت الطريق لكوادرها لتتواجد في هياكل وإدارات جمعيات والروابط وسعت بكل ما لديها من سلطات و إغراءات داعمة لتواجد كوادرها وسط تلك الجمعيات. بل شكلت بهم أول مجلس لها لتمثل الجالية . ففي ذلك اعتراف ضمني لقدر وقدرة الروابط والجمعيات وثقلهم.
وقد ذكرنا أنهم ولمرحلية معينة ولترضية فرضتها ظروف . حاولوا محاولتهم تلك..
فبرزت مجموعات تطالب التواجد في الهيكلية الجديدة المقترحة أصلا لتمرير مرحلي .. فتشاور المدبرون واصحاب المنفعة وخرجوا بذلك التصور الذي يخدم اجندتهم

الأخ الكريم محمد سليمان
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع مهم
_________
نتابع معك
واصل

لك الشكر
على المرور الكريم
حتما بمحاورة الاخرين تتولد الافكار وتتاطر.. وفي ذلك ايضا تحريك لبعض ما يمكن ان نغفل عنه..
في انتظار من يدلو بدلوه معنا . لنزيد..... ونستزيد
اكرر شكري ..

وبما ان في منظمومة هذا العمل وهذا التشكيل جهات مستفيدة واخرى متضررة
كان بالمثل هنالك فيما سبق من تشكيلات جهات مستفيدة واخرى متضررة ..
وكان من الطبيعي ان يسعى المتضررون الى تحسين اوضاعهم وهذا امر مشروع لاتشوبه شائبة ..
لكن ما يمكن ان يكون غريبا ( يستغرب له) و لا يستند الى شرعية يمكن ان يعترف بها
ان يعرقل طرف متواجد في التشكيل مسار وجهود الاطراف المتضررة. فان ذلك يؤكد ان استفادة تلك الجهات تكون قد خرجت عن اطر الاستفادة المشروعة وتعدتها الى استفادة الافراد والجهات الغير مشروعة - اقل ما فيها استغلال تواجد وتمرير اجندة- لان الخشية من تواجد اصحاب الحق الشرعين لا تعني الا وجود نية مبيته في هضم حقوقهم .. فالسارق دايما يحرص على تحين فرص غياب اهل الحق..

نعود لنقف مع محاور الصراع .. والمفتعل منه .. واساليب خلق الصارعات ..