التفرد السودانى .. Sudanese Exceptionalism .. هل نحن شعب متفرد؟

منذ حضورى للولايات المتحدة الأمريكية، تعرفت على مؤتمر سنوى يقام تحت شعار American Exceptionalism فى ذلك المؤتمر تقدم أوراق ودراسات سنوية حول التفرد الأمريكى .. يدرس المؤتمر أسئلة مثل: ماهى خصائص التفرد الأمريكى، مرتكزاته، دواعيه ومبررات سيرورته. ويعتبر المؤتمر سمناراً ضخماً للدراسات الأستراتيجيه والسوسيولوجية وتظهر فيه النزعة الوطنية .. American Nationalism بصورة تطغى على أجندة المؤتمر .. ولكن ما يلفت النظر أن الشعب الأمريكى شبه مجمع أنه شعب متفرد فى خصائصه ومميّزاته وتركيبته الأثنية والأجتماعية وخلفيته وتأريخه وحتى جغرافية ترابه وموارده.

فى أخر مؤتمر، كانت دارسة النهج الأمريكى الأمبريالى .. American Emperialism هى التى أخذت إنتباهى أكثر من غيرها .. فالشعب الأمريكى يرى أنه شعب مختلف عن بقية شعوب العالم فى تمسكه بالنهج الأمبريالى حتى فى سلوكه تجاه الديمقراطية وأنه من واقع طبيعته ونزعته وميوله إلى الديمقراطيه يرى إنه راعى الديمقراطيه فى العالم .. أنظروا (راعى على تطور الديمقراطية فى العالم) ويجب أن يتدخل فى شئون العالم تحت كل أنواع الأغطيه المتيسرة حتى تتقدم الديمقراطيه .. سواء كان التدخل عن طريق الحرب المباشرة لقهر النظم اللاديمقراطيه بدواعى الحفاظ على حقوق الأنسان أو مكافحة الأرهاب كما فى حالة (العراق، أفعانستان، أيران، كوريا الشمالميه وغيرها) أو عن طريق عمل المنظمات الأنسانية أو الصداقات الشعوبية وغيرها .. والهدف هو تقديم أجندة الديمقراطية. وفى دارسة مقارنه بين الشعب الأمريكى والشعوب الأوروبيه تفرد الشعب الأمريكى فى تلك الناحية عن كل الشعوب الأوروبيه التى ترى إنها يجب أن تكون أنموذج للديمقراطيه يحتذى به الشعوب الأخرى دون فرض إراده على تلك الشعوب .. من أراد الديمقراطيه الأوروبيه فليتبعها ومن أبى يتبع نهجه الذى يرتضيه.

ولعل ما لفت نظرى فى إحد التعلقيات، تلك التى قال بها الزعيم النازى، أدلوف هتلر، أن الشعب الأمريكى حقيقة متفرد: لأنه شعب لحم رأس، يجمع جميع ملاقيط الأرض وأنه شعب لا أصل ولا فصل له ولا نقاء إثنى يعتز به. لله فى خلق شئون .. !

نواصل ..

بريمة

فى حقيقة الأمر أخذت منى رواية هلتر عن الشعب الأمريكى كل مأخذ، فى إحدى دارسات المؤتمر أجاب المقدم الرئيس للمؤتمر على سؤال هلتر بصورة غير مباشرة .. قائلاً إننا شعب يتكون من شعوب مهاجرة .. Nation of Immigrants وهذه الخاصية يعتز بها السياسيون الأمريكان أعتزاز واضح يفوق التصور .. وهم يعتبرون الشعب الأمريكى شعب من كل شعوب الأرض وهذه الخاصية حقيقة تفرد أمريكى .. وأجمع الباحثون على صدقها .. فليس هناك شعب من شعوب الأرض يمتلك هذه الخاصية المتفردة.

وأظهرت دراسات التفرد الأمريكى ما يسمى بالحلم الأمريكى .. إنه تفرد أمريكى أيضاً .. فالقادم إلى أمريكا دوماً يحلم بفجر أفضل لأبناءه .. وأصدق مثال أوباما .. أرنولد شوارتسنيغجر حاكم كلفورنيا ... وغيرهما من حكام الولايات من المهاجرين.

ومن تلك المقدمة المتواضعه .. أسئل هل نحن شعب يمتلك خصائص متفرده؟ ولماذا لا ندرسها وندرسها لأجيالنا؟

بريمة

إذا عدنا لجيراننا فى المنطقة، الشعب المصرى، كل الشعوب تعرف الشعب المصرى بحبه لمصر .. (مصر أم الدنيا)، فالمصرى مهما يصيبه من تجبر الحكام وفهر الزمان إلا أنه لا يتنازل عن حبه لمصر أم الدنيا .. ولا يرضى فيها إلا ولا ذمة غير أن مصر هى أم الدنيا حقيقة حتى وإن نقص عيشه و(تنغست) ونقصت أسباب حياته.

ليس لدى شك أبداً فى إننا نمتلك خصائص متفردة .. وأتمنى من الجميع المساهمة فى توضيح صورة تفردنا.


وأتمنى، أيضاً، إننى أوضحت وجهت نظرى من غرض البوست، كمقدمة لفهم ما أقول.

بريمة

ول ابا سلام

نحنا شعب متفرد في تبخيس الناس ورفض الاخر

وفي كراهية وطنا ...حيث ممكن نضحي بالوطن عشان حاجة خاصة

مودتي لك

بت أبا دكتورة بيان

سلامات

Quote: نحنا شعب متفرد في تبخيس الناس ورفض الاخر وفي كراهية وطنا ...حيث ممكن نضحي بالوطن عشان حاجة خاصة مودتي لك

وجهة نظر معقولة فى الكراهية لوطننا .. والتضحية به وليس لأجله .. هذه النقاط يجب أن تكون محل تحليل حتى يعرف السبب ..
ولكنى أجد نفسى غير متفق معك فى أن تلك الصفات الأربعة .. تبخيس الناس .. رفض الأخر .. كراهية وطنا .. والأنانية .. هى صفات متفردة، ربما هى من صفاتنا ولكن لا نتفرد فيها عن الأخرين .. أميل أن هناك من يشاركوننا فيها ..

رأيك شنو؟

بريمة

أهل العوض
فى وجهة نظرى المتواضعة أن خاصية أهل العوض .. هى خاصية سودانية متفردة .. ليس هناك من بين شعوب الأرض أن يأتى إنسان ويطرق بابك ويقيم عندك حيث يشاء: يأكل ويشرب ويقضى حاجاته وأغراضه .. دون أن يدفع حق إقامته أو مأكله أو مشربه.

وخاصية أهل العوض لا تقف عند ذلك الحد، بل تتعدى إلى الأغتراب، حيث تجد السودانى يستضيف كل أصدقاءه ومعارفه حتى يستقيم حالهم.

وسوف أعرض لكم نماذج من خاصية أهل العوض ونماذج ضدها فى الشعوب الأخرى.


بريمة

فى بادية البقارة فى كردفان وغرب السودان عموماً .. تجد ظاهرة الضيافة الأعتباطية (وإسميها إعتباطية لأن لا الضيف يعرف ضائفه ولا المضيف يعرف شيئ عن الضيف) منتشرة بكثرة. ففى تلك البقاع يأتى إلينا سنوياً تجار العطور أو الذين يصنعون الحلى الذهبية والفضية أو حتى من يدعون أنهم شيوخ دين، فينزلون فى فرقاننا .. فرقان الرعاة. ويظل هؤلاء القوم حيثما ظلت لهم مصلحة فى البقاء معنا: يأكلون ويشربون ويتاجرون .. ولا يصرفون فلساً من تجارتهم، ثم يجمعون محصول تجارتهم كاملاً غير منقوصاً ثم يعودن إلى البندر .. يشترون بضاعة أخرى ثم يذهبون إلى بادية أخرى أو فريق أخر .. وهكذا تستمر ظاهرة الضيافة الأعتباطية .. أهل العوض!

الغريبة فى زيارات كثيرة لبوادينا بدأت أحرض المواطنين (الرعاع فى نظرى) ضد الظاهرة .. ولكنى أقابل بأستهجان غريب .. كيف تطرد الضيف؟ دا ما كلام رجال؟ دا عيب؟ .. وأنا دوماً أحاجج أننا لا نعرف عن هؤلاء الناس شيئاً ربما هم مجرمين أو تجار مخدرات أو غيرهم، أو يخدعوننا بحجة التجارة فيتدخلون فى أسرار بيوتنا .. يا أخوانا شيئ فظيع أن تجد هذه الظاهرة الغريبة وهى تعتبر ضمن قيمنا التى يحافظ عليها المجتمع! حقيقة نحن متفردين فى هذا الشيئ الغريب الذى لا أجد له حتى مسمى.

بريمة

قابلت ذات مرة رجل أوروبى ذهب إلى مدينة كادقلى .. وقال لى أنتم فى السودان لا تقيمون أماكن ضيافة .. ليس هناك أى فندق فى مدينة كبيرة بمواصفات كادقلى .. ذلك قوله!

قلت للرجل نحن ليس بلد سياحى حتى نبنى الفنادق. قال لى الفنادق ليس للسياحة فقط، بل هناك ركاب ومسافرين من مدينة إلى أخرى، أين ينزلون؟ قلت له ينزلون عند معارفهم فى تلك المدينة وإن لم يكن لهم معارف، صاحب البص ينزلهم عند أقاربه أو معارفه؟ .. أستغرب الرجل وقال دا شيئ غريب، الزول المسافر يقضى حاجته وين؟ قلت له يأخذ راحته تامه فى منزل المضيف! .. قال دا شيئ غريب، I can't do it؛ قلت له أنت لا تفعله بنفسك أو لا تقبل بزول ينزل عندك .. قال الأثنين لا أفعلهما .. أذهب بالضيف إلى أقرب فندق أو لكوندا وكذلك أنا إن كنت مسافراً ..

رأيت حالات كثيرة، فى المطاعم العامه أن تأتى مجموعة وفى نهاية تناولهم للطعام يقومون بجمع القروش لدفع الفاتورة .. sharing هذه الظاهرة معدومة لدى السودانيين، ترى الواحد يحلف بالطلاق أن يدفع حتى لو على حساب ميزانيته. ولعل من أقرب ما قابلنى أمريكى متزوج سودانية، فإذا ذهبا للأكل فى المطعم خارج منزل الأسرة يدفع كل واحد منهم نصيبه .. قالت السودانية إن هذا السلوك غريب لكن هذا هو نهجه .. قلت لها أدفعى أنت مرة وهو يدفع مرة أخرى .. قالت جربت وفشلت .. فى المرة الأخرى لا يدفع ويتحجج بحجج واهية.

بريمة

ظاهرة الأجاويد، زواج القدح، الديه، وغيرها من الأعراف:
فى نظرى ظاهرة الأجاويد ظاهرة سودانية متفردة فى نهجها .. فالأجاويد لا يقل حكمهم عن حكم المحكمة، فهم مقبولون كأنهم قضاة أو عارفين بالقانون ..

فى الولايات المتحدة الأمريكية هناك ظاهرة قانونية مهمة .. هى ما تسمى بال jurey، هؤلاء "الجورر" هم أناس عادين مثلى مثلك، تختارهم المحكمة بمواصفات أنهم لا يعرفون عن قضية ما شيئاً ولا يعرفون عن الجانى أو المجنى عليه من قبل .. ثم تعرض عليهم القضية ويتداولون فيما بينهم لمدة طويله بمساعدة القضاة والمحاميين حتى يصلوا لأجماع .. فإذا أجمعوا صار حكمهم نافذ ويؤيده القاضى أو يطعن فيه المحامى طعناً قانونياً .. لكن فى ظاهرتنا يحال الأمر برمته إلى الأجاويد لإتخاذ ما يرونه مناسب حتى لو خالف القانون .. ويقبل القانون عرفاً بذلك.

وبالتالى تعتبر ظاهرة الجوديه .. أو قل عرف الجوديه هى ظاهرة تشيئ بكثير من ظواهر التفرد فى الأجتماع السودانى. ومن هذا المدخل أرى كل أعرافنا مثل مسألة الدية، العود، زواج القدح (أىّ زول يتزوج قريبته حتى يستر بنت عمه أو خاله) وغيرها من الأعراف هى ظواهر تفرد سودانى يجب أن تتم دارستها كإحد مداخل معرفة التفرد السودانى.

بريمة

ظاهرة إيواء العجزة والمسنين وأصحاب الأهات ..

ظاهرة إيواء العجزة فى محيط الأسرة تنعدم تماماً فى دول الغرب .. هناك ألاف الملاجئ للعجرة والمسنين والمرضى ذو الأمراض المستديمة .. ولعل المرء يتساءل فى ذهنه ربما سبب عدم إيواء هؤلاء المحتاجين هو ضيق الوقت أو التكلفة أو غيرها .. لكن هناك زعماء فى الكنغورس الأمريكى الأن، توجد أمهاتهم وأباءهم فى بيوت العجرة .. فهم لا ينقصهم المال الذى يدفعونه لإنسان يقوم بخدمتهم فى المنزل ولكن يفضلون ذهابهم إلى بيوت العجزة.

ظاهرة أيواء العجزة وذو الحاجات ظاهرة سودانية متفرده .. فأنا لا أتخيل أن جدتى التى ربتنى طوال حياتها أرمى بها فى دار العجزه وأثق فى أناس لا يعرفون عنها شيئ أن يقومون بخدمتها .. وهذا الأمر فى حقيقته يعود إلى أسلوب تربيتنا، فالواحد يتربنى أبناً لجداته وخالاته وكل محيط الأسرة ويظل الشعور الأسرى من الصغير حتى الكبير فى منزل واحد ظاهرة سودانية متفرده، فى الغرب يخرج الشاب أو الشابه من منزل الأسرة متى ما بلغ سن الرشد فى بكريات عامه الثامن عشر.. فى حين يظل الشاب السودانى حتى سن الزواج وما بعده.

بريمة

ظاهرة إننا أفضل الشعوب الأفريقية:

قد تكون هذه الظاهرة خلافية للبعض، لكن هناك شعور سودانى شبه عام بأننا أفضل الشعوب الأفريقية .. وإننا جنس أفريقى أرقى نسباً وأرفع حسباً من بقية الأفارقة .. وهناك المقولة المشهورة أن السودانين كان لهم أن يكونوا أفضل الأفارقة ولكنهم أختاروا أن يكونوا أسوء العرب ! .. وفى نظرى نحن أفضل العرب، أيضاً، فى جوانب عدة .. منها تمسكنها بالقضايا المصيرية للشعوب العربية أكثر من أىّ دولة عربية أخرى .. فلسطين، القدس ومقاطعة الصهيونية وغيرها.

وظاهرة الأفضلية ربما قد أكتسبناها تأريخياً بحكم موقعنا الجغرافى الذى جعل أكثر الدول الأفريقية تعبر خلال أراضينا فى رحلتها إلى الحج أو التجارة من وإلى أفريقيا .. مما جعلنا فى موضع المضيف لتلك لقوافل التجارية وحجيج الدول الأفريقية .. مما أكسبنا الأفضلية ربما بحكم الضيافة.


وأنا مهتم جداً بمعرفة خصائص تفردنا التى تشعرنا بأننا أفضل من بقية الأفارقة .. والتى لم أعرف عنها الكثير بعد.

بريمة

ظاهرة خال فاطمه حلال المحن ومقنع الكاشفات ومدرج العاطله:

فى رائعة أستاذنا الكابلى التى يقول فيها: يا أخوى يا حبل الوجج .. خال فاطمه ليهو من بلالى .. بدرج العاطله.

هذه الصفات تشيئ عن التفرد السودانى .. فى أغلب شعوب الأرض تجد الواحد يقول ليك مالى ومال المحن .. ثم ينصرف وكأن لم يراه أحد .. وأغرب الأشياء يهرب الناس مسرعين من مكان الجريمة أو الصدام؛ فى حين نحن السودانيون نموتوا فى تلك الأماكن كما يقول المثل "دقيق سوسه".

سوف أتيكم بنماذج من خال فاطمه.

بريمة

وكل من يود المشاركة فى مظاهر التفرد السودانى من خارج المنبر هنا بريدى:

[email protected]

تحياتى


بريمة

Quote: الاخ بريمه اولا لك خالص التحايا على الموضوع الهام ولك التحيه مرة اخرى على القدره الفائقه على تناول امثله نعايشها يوميا لكننى يا اخ بريمه اطمئنك بأن حالنا هذا الى زوال فكل عيوب اهل الريف ستختفى بفعل المدنيه وأن العولمه لن تترك لاهل العوض من ملجأ ولان المجتمع السودانى يعانى سواده من الفقر والعوز فأن النظر الى هذه الظواهر بعين الاستهجان دونما اخضاع طواهرنا لدراسات عميقه واستلهام اوسع حوارات حولها سيكون من باب مضيعة الزمن واخشى ما أخشى وبطريقة تعاملنا مع الزمن ان يصبح علينا صباح لا نجد فيه هذا الوطن وكل ما يحويه من مزايا و شكرا دكتور محمد بابكر السودان الخرطوم بحرى

شكرا للدكتور محمد بابكر على الرسالة القيمة ..

لفت نظرى حديث الدكتور عن مستقل أختفاء ظاهرة أهل العوض بفعل المدنية .. وأنا أظن أن هناك جوانب حسنة فى ظاهرة أهل العوض تشيئ بأننا شعب مضياف .. المحافظة على صفة المضياف وفى نفس الوقت تجريد أهل العوض من ميزة الضيافة الأعتباطية ربما هو مخرج.

ولا شنو يا دكتور

تحياتى

من بين أوجه تفردنا... أن السودان قد يكون الدولة الوحيدة التي تشتمل على ولاية تسمى باسم قبيلة (دارفور)... وهي الولاية التي ضربت الأرقام القياسية في المنازلة بين قبائلها على طريقة بطولة الدوري حيث ينازل كل فريق بقية الفرق! وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي حطمت الأرقام القياسية في تشظي الحركات المتمردة.

فوق..

الحبيب بريمــة /

السلام جاك انت والناس المعاك ..


عناصر تميزنا كشعب تحتاج الى مدخـــل اساســى ..

هــل نحن شعب واحد ام شعوب متعددة ؟

سمات ومكونات الشعب الواحد شنــو ؟



....


التعدد الثقافــى المتبابين بين الكيانات الاجتماعية يجعل من كل كيان اجتماعى شعب قائم بذاتــه لــه

عناصر تميز ...

التداخل بين افراد الكيانات الاجتماعية يجعل من تفرد كيان بصفة ما ذات صفة ايجابية يفهم فى الكيان الاخر

كصفة غير ايجابية ..


ظاهرة اكرام الضيف ( يندر ) ان تجدها عنــد الرعاة من القبائل النيليــة (

شلك ..دينكا ..نوير ..مندارى )ويمكن ان يعزى ذلك للجغرافيا المعادية .

ظاهرة الكرم عند الرعاة ( الرزيقات ) شكل منها يسمى ( حــق الضرع ) ويعنى ان يأتــى شخص فقير بأسرته

وينضم الى قطعان فى حالة المسير الى جهة الجنوب فى فصل الصيف ويبقى مع القطيع كل الصيف يأكل ويشرب هو

واسرته دون كل او من من احد ..فى اسمــى واعلى درجات التكافل الاجتماعى بين افراد الكيان الاجتماعى

الواحد ..

اذن حــين نسبــة اى سلوك متفرد لاى كيان اجتماعى سودانى يمكن ان يكون من عناصر التمييز على مستوى

العالم اجمع ..


قبول الغريب الزائر / المار / المسافر


النفيــر كقيمة اقتصادية تحقق التكافل الاجتماعى ..


الفزع كقيمة تناصــر لرد الحقوق ..

الديوان فى القرى ( مكان للاكل المشترك لرجالات القرية ) ..كل بقدر امكانياته ..



نحــن سمحين فــكرة علا مرات كثيرة عندنا شتــارة ممارســة .

الأخ محمد الأمين موسى

ألف شكر على إنفعالك النبيل .. بقضية دارفور .. لكن يا أخى ليس هناك تفرد فى تسمية الولاية بأسم القبيلة .. أغلب ولايات أمريكا هى أسماء لقبائل الهنود الحمر الأصليين .. مثل مينسوتا، ميزورى، كينيتكت وغيرها .. كما أن هناك أسماء الأمراء والأميريات .. ولاية فرجينيا، ولاية كارولاينا (الشمالية والجنوبية) وبلديات مثل الأمير حارث، الأمير وليام، والأمير جورج وغيرها .. شخصى كنت فى اليونان لبرهة من الزمن وهناك يسمى أقليم غربى اليونان .. بأقليم البولوبونيس وهو مسمى على شعب البولوبونيس، صاحب القصة الشهيرة .. قصة حصان طرواده الذى هزم به العدو من عاصمتهم أسبارتا .. حتى الأن الأسم كما هو والمدينة موجوده.

مشاكل القبائل لنا مثلها فى جنوب السودان .. لا تحصى حتى اليوم.

تحياتى

بريمة

ول أبا عبدالرازق

ألف شكر على رفع البوست ..

تحياتى

بريمة

الأصالة السودانية Sudanese Ingenuity
من أهم صفات الشعب السودانى أصالته المتفرده فى الشهامة والكرم والتضحية بالنفس والنفيس .. وتتعدد مظاهر الأصالة السودانية بصورة لا يمكن حصرها .. ولكن نضرب أمثلة على أصالتنا السودانية حتى توضح الصورة:

ذكر لى أحد أصدقائى فى الثمانينات وقد تم تخرجه حديثاً من جامعة الخرطوم كلية الزارعة، قسم الغابات وتم تعيينه فى جنوب دارفور - منطقة بالنسبة له، حسب ما بدى لذهنه إنها بمثابة النفى إلى جزر سرانديب - وقد كان الوقت بداية شهر رمضان. فقال صديقى كلنا كنا عذابه فى الميز ولا نعرفوا أحداً .. وقد إحترنا كالأيتام الذين فقدوا والديهم، لا نعرفوا كيف نقضوا حتى أول يوم فى أفطار رمضان. وقال فى المساء قبل غروب الشمس بقليل ظهرت لدينا إمرأة عجوز تحمل طبق فى راسها وتتوكأ على عكاز .. قال ظنناها أتت تطلب حق الله .. قال أحدهم نحن فى شنو ودى جايه تشحد. قال حينما وصلت جوار باب مكان إقامتنا، نادت .. يا أولادى تعالوا .. فوضعت طبقها عند الباب .. ثم قفلت راجعه .. قال شاهدناها تعود دون ما كانت تحمل .. ففتحتنا الباب فإذا بالعجورز تضع طبق عصيدة بيضاء كالفضة وملاحها أحمر كالذهب .. قال أكلنا حتى فضلنا بقية الأكل، قال: قلت للبقية لقد قضينا يوم .. إن شاء الله باكر تانى العجوز تجى .. قال لم أصدق، لقد ظلت العجوز تأتى تتراً لمدة ثلاثون يوماً لم تغب ولا يوم وكل يوم تأتينا بطبق أحلى طعماً مما سابقه .. قال لقد ذهلت من أصالة الشعب السودانى المتفردة.

فى جنوب كردفان، كان لوالدى صديق من قبائل النوبة أم حيضان، يسمى شلو .. وكلمة شلو تعنى الزعيم بلغة تلك القبيلة النوبية، ويلقب بأبو أحمد تور الهضبه لأنه مزارع خشن المراس .. ويلقب بأبودقن لشعاثت لحيتة كغير النوبة .. أبو أحمد شلو زعيم قبلى وهو ليس عمدة أو شيخ ولكنه تحترمه القبائل أحتراماً جما وقد أوتى أبو أحمد بسطة فى الجسم وقوة فى البدن .. ينتهج أبو أحمد نهجاً أفريقياً أصيل حياته .. له ثلاثة زوجات، ففى الصباح الباكر يخرج أبو أحمد إلى المزرعه وتتأخر زوجاته
ليعملن الأكل .. النساء الثلاثة لهن مهن متداوله بينهن .. إحداهن تصنع صفيحة مريسه بأكلمها وتأتى بها إلى المزرعة .. الأخرى تطبخ خروفاً كل يوم .. والثالثه تعمل العصيدة .. فإذا حضرن، يبدأ أبوأحمد فى تجرأ المريسه حثيثاً حتى إذا خامرت دواخله صاح أبوأحمد بأعلى صوته .. يتغنى، هناك يعرف أصحاب المزارع المجاوره أن أبو أحمد قد سكر .. وأن معركته مع الحرث قد بدأت .. فتسمع أصوات أصحاب المزارع تتعالى بالصخب .. أبوأحمد تور الهضبه .. شلو تور الهضبه .. وأخرون أررررر .. أبوأحمد نمر البخس (قرية مجاوره له هاجمها النمر) .. فيصبح أبو أحمد مصدر حماس لأصحاب المزارع المجاوره .. وحينما ينتصف اليوم لا يرى أبو أحمد من الأعشاب إلأ كبيرها .. فتتبعه أثنين من نساءه ينظفن الأعشاب الصغيرة بينما هو يقتحم أوكار الأعشاب الطويله تقليعاً كالمحراث .. وتظل زوجته الأخرى تحمل كأس المريسه .. تناوله المزيد كلما طلب. ويظل أبوأحمد يقلع الأعشاب حتى تغيب الشمس، فيمسكنه نساءه من أيديه .. كفى أبوأحمد لقد غابت الشمس .. يحمل أبو أحمد شبكة كبيرة فى ظهره بها كل العدة العتاد وحينما ينزل الوادى يجلس على صخرة ويبد نساءه فى أستحمامه .. ثم يعد أبو أحمد ليعاود الكرة مرة أخرى فى اليوم القادم. يحصد أبو أحمد كميات كبيرة من الغلال والسمسم والفول ويقوم بتخزينها فى (سويب .. مخازن للغلال فى جنوب كردفان)، حتى إذا نضب المحصول وأجتاحت المنطقة المجاعة يصبح أبو أحمد مصدر غوث لكل محتاج .. يوزع خيراته إلى كل القرى المجاوره ويأتيه الناس طلباً للمعونة ..

وغداً نواصل مع قصة أخرى من مفردات أصالتنا السودانية.

بريمة