مجرمون بلا حدود

مجرمون بلا حدود


02-25-2006, 11:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=257&msg=1189048099&rn=0


Post: #1
Title: مجرمون بلا حدود
Author: Gazaloat
Date: 02-25-2006, 11:18 AM


يعود الامر الى القرن الثامن عشر، والرأسمالية فى عنفوان شبابها، حين خرج على الناس الاقتصادى الانكليزى توماس روبرت مالتوس (1766- 1834) بنظريته العجيبة فى ايجاد حلول جذرية لمشكلة الغذاء فى العالم.

يرى مالتوس - كما تعرفون – ان البشر يتكاثرون فى العالم على شكل متوالية هندسية (( 8،6،4،2..الخ )) بينما ينمو الغذاء فى شكل متوالية عددية(( 5،4،3،2،1...الخ )) وبالتالى فان مستقبل البشر سيكون مهددا بنقص حاد فى الغذاء!! حيث سيصل العالم الى مرحلة يطارد فيها مئات الناس قطعة خبز واحدة!!

ولما كان الناس عنده ينقسمون الى قسمين، خيار الناس من ناحية و( العواليق) من الناحية الاخرى فقد مضى السيد مالتوس فى دراسته تلك الى اقتراح حلول عملية جدا وبسيطة جدا وغير مكلفة!! على الاطلاق وهى ان تنتشر الاوبئة والكوارث الطبيعية بين ( العواليق) فتموت اعداد كبيرة من الذين لايحتاجهم العالم!! وتتكفل الحروب بابادة بقية الحشرات البشرية الذين يحتمل ان ينافسوا ( خيار الناس) فى قليل الغذاء المتاح.

تلك خلاصة لنظرية مالتوس التى تعرف بين اهل الاقتصاد السياسى ب ( نظرية مالتوس المبغضة للبشر). وفى بدايات القرن العشرين جرت محاولات يائسة لنشر ثقافة تحديد النسل بين الناس(( العواليق )) تحديدا. ثم تبعتها محاولات التعقيم القسرى!! والتى انتشرت تجاربها الاولية فى ارياف مصر والهند وبعض افريقيا. وفشلت تماما وسط تلكم الارانب البشرية والتى ( بقدرة قادر) تضاعفت سعتها الانجابية، بشكل وبائى حتى باتت الهند وحدها تنشر مايزيد على المليار بنى ادم فى مساحة 3 مليون كيلومتر مربع من اليايسة (( يعنى 3متر مربع للبنى ادم !!))

لعب السلاح الامريكى ( السرى ) دورا حاسما فى وضع نهاية للحرب العالمية الثانية. واصيب العالم بحمى الاستقطاب والاسنقطاب المضاد، او مايعرف فى التاريخ - الان - بالحرب الباردة،وقد تأكد الجميع ان قتالا تقليديا سوف لن يعطى الفرصة لاحد كى ينتصر على الاخر. وسعى الناس الى الاسواق العالمية يتزودون منها بكل ماهو غير تقليدى!! فى سباق تسلح عبثى، فما ان تصنع امريكا قنبلة (ذرية) الا ويصنع الاتحاد السوفيتى قنبلة ( ازرّ ) منها !! ثم انفجرت بالونة اختبارات الحرب و( هاك) يااسلحة دمارشامل، وقنبلة خبيثة وقنبلة قذرة ( كأنما هنالك قنبلة غير قذرة) وكيماويات و....لكن كل ذلك سيهدد الثروة والتى قامت كل هذه القيامة لاجل الاستحواز عليها!!!

هنا طهر البايولوجى كسلاح. يقضى على البشر ويترك الثروات كما هى !!

دخل السباق الان ابعادا جديدة. ليس هنالك اعمال تخصيب يورانيوم يمكن لمجسات لجان التفتيش الدولى العثور عليها. وليس هنالك ماء ثقيل او ماء خفيف او صواريخ او اعيرة نارية ولايحتاج الامر الى مساحات ضخمة قد يصعب تأمينها أواخفاء الانشطة التى تدور خلفها. كل الذى يحتاجونه منزل منزو مجهز على شكل معمل وقنينة اصغر من فتيل الريحة ....وهوب ... تصاب البلاد بالجدرى او الجمرة الخبيثة او التايفويد او اى وباء متاح حسب مزاج الطباخ.

فى غمار سلوكياتها اللااخلاقية، استطاعت عدة دول ادخال نتائج ابحاثها الى مراحل التجارب العملية على عواليق العالم الثالث من أمثالنا. فانتشرت بشكل وبائى ومفاجئ امراض مثل الايبولا والجمرة الخبيثة والايدز ثم اخيرا انفلونزا الطيور!!

Post: #2
Title: Re: مجرمون بلا حدود
Author: حاتم الياس
Date: 02-25-2006, 12:44 PM
Parent: #1

وأرجو أن تضيف نقطه هامة فى نظرى تلامس ماطرحت بشكل أو أخر وهو أن حقل العلاقات الدولية الجديد فى مفاهيمة التى ترتكز على النوايا الأجرامية السابقة وهو حقل فى مستوى بنيته القانونية والممارسية تحوم حوله كثير من الشبهات واسئلة المشروعية حدث فيه تغير كبير من مفهومه الجيوبولتيكى حيث كان فى السابق يعتمد على الجغرافيا العسكرية فى تحديد مناطق النفوذ الدولى أبان الحرب البارده يعنى..مثل باب المندب وبحر العرب مناطق مهمة للتحرك العسكرى السريع فى حالة نشوب حرب الأن..الأن يعتمد مفهوم العلاقات الدولية على (الجغرافيه الأقتصادية) لتحديد مناطق الهيمنة والتواجد فى عالم يشهد صراع شرس على الموارد طبعاً مابفكرة تدخل مباشر وأنما بتهيئة الظروف الداخلية لذلك فى دول تحكمها حكومات قمعية وفيها الكثير من البؤر القابلة للأشتعال بمحددات عرقية دينية الخ وعلى الجانب الأخر توفير غطاء مطاط للمشروعية الدولية للتدخل والأمم المتحدة أصلاً تعانى من أزمه عميقة فى أطارها المؤسساتى والشرعى للقيام بدورها الكامل وفق الميثاق
أقول أن الوضع شبيه بما طرحه مفكرك..أدخالنا فى حرب تنهى الأخضر واليابس وتفكك البلاد
سيضحك منى البعض لوقلت أن التدخل الأجنبى هدفه الأساسى منع أى بديل ديمقراطى عقلانى حقيقى على وشك أن يأتى............!

مع ودى

Post: #3
Title: Re: مجرمون بلا حدود
Author: Outcast
Date: 02-25-2006, 05:39 PM
Parent: #2

الاخ منعم الجزولى ,,

كنت فى الماضى -حينما كان القلب يافعا و حسن الظن- كنت أعزى كلاما مثل كلامك الى نظرية المؤامرة و البارانويا الضاربة بجذورها فى مجتمعاتنا التى عانت من إستعمار ,, ولد عدم ثقة بكل ماهو أجنبى ,, ولكننى الآن أصبحت أنظر بجدية فائقة لمثل تحليلك هذا ,, بل أنه لو أمعن أى منا النظر لطرح تساؤلات كثيرة حول الدعايات التى أخذناها على انها حقائق ,, سألت نفسى ,, كيف يمكن ان يلصق ذنب فايروس الايدز مثلا بالافارقة ,, وهو لم يصب القارة الافريقية الا حديثا بعد ان أنتشر فى العالم الغربى لسنوات قبل ذلك ,, و انه لو صحيح ان الانسان الافريقى هو الناقل الاول للمرض ,, لما لم تلحظ افريقيا أعراضه الا مؤخرا جدا ,, ونحن نعلم ان الفقر والحروب التى يعانى منها الانسان الافريقى كان سيؤدى بالقارة الافريقية كلها الى الهلاك فى ظرف سنوات قليلة قبل ان يتم إكتشاف الفيروس و انتقاله الى امريكا او أوروبا.

كنت أستغرب بشدة حينما كنت أسمع فى بعض الدوائر ان كثير من الامريكيين الافارقة لا يثقون بالطبيب إذا كان أبيضا ,, وكنت أستعجب - تدعمنى سذاجتى و قلة معلوماتى عن تاريخ هذا البلد- كيف يمكن ان يشك أنسانا فى أخلاق طبيب فقط بسبب اللون ,, ولكن حينما بدأت أستنقب فى التاريخ ووقعت على ما يعرف هنا ب "تجربة توسكيجى" ,, راعنى ما قرأته ,, و فهمت تماما موقف الكثير من الافارقة هنا المتشكك بالطبيب الابيض.

الحقيقة انه لم يخطر ببال ى أكثر أحلامى ضراوة ,, ان أى طبيب يمكن ان تصل به اللاأخلاقية الى هذا الحد ,, و تجربة توسكيجى ليست مأساة تسبب بها طبيب او اكثر فاسد ,, بل هى مؤامرة دبرت و خططت لها وزارة الصحة الفيدرالية ,, وهو ما زارد خوفى و التياعى.
http://www.npr.org/programs/morning/features/2002/jul/tuskegee