شعب بلا ذاكرة شعب غير جدير بالحياة ...!!!

الذي إن لم تحرسه الذاكرة سقط في النسيان وانفتح على هزيمة مفتوحة.

* عبدالرحمن منيف .

....................

*لعلنا ان نظرنا بعين فاحصة لما دار في المنبر نجد ان هجوما شُن على زميل هو يعتبر من حديثي السن, عندما قام الزميل المعني بمهاجمة الرئيس الراحل جعفر نميري والذي انتقل امس الاول الى الرفيق الاعلى تحفه لعنات كثير من ضحاياه خلال حقبة إمتدت لستة عشر عاما خلت وبذات القدر وفي الطرف الآخر وجد التمجيد لحقبته,فنشأ الاختلاف حول مدلول الحديث الشريف (اذكروا محاسن موتاكم) ونص الحديث من مصادر الافتاء كما جاء بمسنده ](فالحديث رواه أبو داود والترمذي من حديث عمر ان بن أنس المكي عن عطاء عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذكروا محاسن موتاكم، وكفُّوا عن مساويهم.
قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث غريب، سمعت محمدًا - يعني البخاري رحمه الله - يقول: عمران بن أنس المكي منكر الحديث، وروى بعضهم عن عطاء عن عائشة. اهـ
والحديث حكم عليه الشيخ الألباني -رحمه الله- بالضعف.
والله أعلم.
[/GREEN)عموما اختلفنا او اتفقنا يبرز سؤال كبير, أن حقبة النميري اتسمت بكثير من الدموية والتصفيات الجسدية والاغتيالات وتقلب النميري في انتهاجاته للمدارس الساسية فمن قومي عربي بميول يسارية الى يمين وسط ثم الى يمين منتهجاً الشريعة الاسلامية كل تلك التقلبات شهدت معها الاسحة السياسية السودانية تقلابات قادت الى فترة من أشهر فترات الحكم في السودان خلافا واختلاف ادي الى نشوب تدخلات وحروب بين النميري ومعارضيه حتى المصالحة الوطنية , عليه كيف نفصل نحن عامة الناس بين النميري القائد الذي ترتب على فترة حكمه كثير من المشكلات التي عانت منها اجيال وبين نميري الرجل العام الذي يتطلب الان فقط ان نرفع الاكف مترحمين عليه وفي ضوء ذلك يرد حديث آخر (( 1 ) حدثنا هشيم بن بشير حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن الحسن : قال مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم فأثني عليها بخير حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت قال ومرت به جنازة فأثني عليها بشر حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله قلت في الجنازة الأولى حيث أثني عليها خيرا وجبت وقلت في الثانية كذلك فقال : هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم شرا فوجبت له النار إنكم شهود الله في الأرض مرتين أو ثلاثا . ) لم استوثق صحته من سنده وروايته لكن في نهاية الامر حديث يتردد ويستشهد به من على بيوت الله وفي مواضع أخر نُسب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, ويدلل والله اعلم على ان الناس شهداء الله في الارض وفي رواية اخرى للحديث أنه مامن عبد يموت فيشهد له اربعة او دونهم حسب رواية الحديث إلا واخله الله الجنة .
خلاصة القول أن فترة مايو هي فترة شديدة الوعورة والنميري كان له دور كبير, ورئيس كان صاحب القرار وكم سمعنا وزير اقيل من منصبه عبر الاذاعة دون اخطار وكم وزير عُين دون الرجوع اليه وعلى شاكلة ذلك يقاس ان النميري الديكتاتور العنيف والذي اعدم من رفاقه عددا من الرجال اختلف حول مواقفهم الشهود وربما جميعهم كانوا رفاق السلاح والدفعة فأعدمهم ويشهد التاريخ انه كان في حالة سكر او يحتسي الخمر كما ورد في محاكمات الشجرة وموثق واعدم رفاق يقال انه قد ندم على ذلك لاحقاً وجاء ومارس التصفيات في كثير من المدنيين وأجرى تحولات كبيرة في السياسة الاقتصادية السودانية مما ادى الى تدهور اقتصادي مريع ورحل اليهود الفلاشا ... الخ فما الموضوعي في منع الناس من الشهادة عليه وما هي المرجعية الاخلاقية ـ القانونية ـ الانسانية لمنع من وقع عليهم الضرر ولم يتوفر قضاء قوي ونزيه يواجه الحكم الفردي في ان يذكر الرجل بما هو واقع تحت طائلة الحديث الشريف بما هو شهادة دون سب او تشفي .
من وجهة نظري المتواضعة ان الناس شهداء وورد ذلك بالدليل والشهادة وفي حضرة المعصوم صلى الله عليه وسلم اوجبها فاالذي يمنع ان يشهد احد الناس في موت رئيس اتصف بالظلم والانتقام والقهر ويعبر الاخر عن حبه وولاءه وكبير اعترافه بالجميل الذي اسداه له الحكم وكله يقع تحت بند الحرية في التعبير وعدم مصادرة حق الناس او ممارسة الارهاب الفكري او الحصار الاخلاقي غير المسنود لأي مرجعية قاطعة.
من جهة ثانية أعتقد ان الشعوب الحية والفاعلة والمتحركة بما تستوجبة شريطة الحياة هي الشعوب ذات الذاكرة المتقدة والحصيفة والتي لا تركل ماضيها بدواعي (الفات مات) او الشماتة في الموت فالحقيقة يجب ان تسرد ومن حق الناس مناقشة تجربة امتدت لستة عشر عاما, ارجت فيها اجتهاد المتوفى كثير من التغييرات سالبا وموجبا, الشعوب التي تحتفظ بذاركة قوية هي الشعوب التي تصحح من اخطأئها وهي الشعوب التي تجعل من الماضي سند لحاضر يضئ لها الطريق ويفتح آفاق ارحب لمشاهدة المستقبل بعين فاحصة مستندة في ذلك الى ماضي لا تتنكر له مهما كان قبحه ولا تنغلق عليه مهما كان وهجه (كماالفترة الذهبية في ذاكرتنا التي نبحث عنها ولم نرتد اليها او نضيف لهارياضة سياسة فن الخ...).
الحقيقة ارى ان كثير من الزملاء مارسوا نوع من الارهاب الفكري تجاه من راد ان يقول كلمة تشهد بما هو دون الانسانية في الممارسة المايوية وعجبت لمن لم يجروء ان يوق للتلفزيون السوداني كذبت عندما استضاف عقب وفاة الرئيس ثلة من سدنة مايو والذين لم يوفروا لحظة لم يمجدوا فيها وطنية وبطولات الرئيس النميري وهي احتفائية الديكتاتوريات ببعضها فالرئيس الراحل وهو بين يدي العدل المطلق والحكم العدل شهدت حقبته الكثير من الانتكاسات والكثير من المنجزات بحسب السياق والظرف التأريخي حينها وبمقياس ذلك الزمان فهي منجزات لكنها جميعا جاءت على حساب الانسان السوداني وقوت يومه وتضخم فاق الحدود وانهيارات كبير للجنيه السوداني وشهدت ضمن ما شهدت تصفيات كيدية تحت تأثير الانتقام والخمر فكيف تريدون لمن ألجه الغبن وقهره التشنيع والتعذيب والموت ان يصمت نعم ومن باب المروءة السودانية والشهامة لا نسب ميتاً لكن ان تشهد عليه فذلك حق مكفول يُقره به الدين والعلم والمنهج والمنطق والبصيرة النافذة والذارة المتقدة والمتحفزة لإتباع الحقيقة دون سواها .



...........................................................................................حجر.

حقا افخر بإنتمائي لهذا الشعب العظيم والذي ربما البعض حسبه ضعيف الذاكرة, فلنجري مقارنة بين الذين خرجوا لوداع الرئيس السابق لمجلس رأس الدولة مولانا احمد الميرغني وجموع المشيعيين وبين الذي خرجوا لموارة الرئيس الاسبق جعفر النميري لمثواه الاخير حقا هو شعب جدير بالاحترام وهي مناسبة قوية لاستلهام العبر والدروس , ولعل النميري متهم بقتل الزعيم الكبير وابوالوطنية الرئيس الازهري وبرغم منع الناس من تشييعه إلا ان الشعب السوداني خرج بكلياته ليودعه الى جنات الخلد, والذاكرة السودانية تحفظ لهذا الشعب العظيم مواقف يندر ان تماثلها ذاكرة بالذات ضد الديكتاتوريات والمغتصبين ومكممي الأفواه فالخلود لكل شهداء الشعب السوداني خلال الحقب العسكرية الدموية والمجد لهذا الشعب العظيم الموعود بالنهضة والفخار مهما طال ليل الركون في قبضة الديكتاتوريات مدنية كانت ام عسكرية متمدنة .





....................................................................................................حجر.

اصلو لو الله بيغفر للزي نميري النار دي عاملها لي منو؟

الصديق عبدون


مودتي ,,,


أتمنى ان اجد فقيه يوائم لي بين الحديثين


اذكروا محاسن موتاكم

وان جنازة مرت بالرسول صلى الله عليه وسلم وانه قال وجبت حينما مدحت وقال وجبت عندما قيل بعكس ذلك

او كما قال المعصوم ..فأعتقد ان البعض يفهم الكلام في اطاره العام ثم يفتي لنا بغير علم لذلك مسالة

الشهادة في حق النميري اعتقد ليس من باب التعريض بالموتى فالنميري ليس من عامة الناس هو حاكم فتك

وقتل وشرد ... الخ فكيف ينبغي لمن قتل ابائهم واهلوهم وحرق قراهم ان يصمتوا تجاه موته سؤال كبير ؟؟؟


......................................................................................................حجر.

الناس الكتل ليهم ابهاتم وحرمهم حتي من انو يعرفو محل دفنهم

ديل البيعرفو يقول شنو عنو لانهم هم البعرفوهو

وديل المن حقهم يسامحوهو او لا

Quote: حقا افخر بإنتمائي لهذا الشعب العظيم

ولك ولنا أن نفخر بأننا من هذا الشعب الكريم ..

Quote: اصلو لو الله بيغفر للزي نميري النار دي عاملها لي منو؟

أخي الفاضل عاطف عابدون ..

لك التحية والاحترام ...
ياخي لا يصح أن تقول مثل هذا الكلام .. ليس من أجل النميري ولكن رحمة الله لا يعرفها أحد .. لا يمكن أن تتكهن بان الله سيغفر له أم لا ... إن الله يغفر الذنوب جميعا عدا الشرك به ... وهنالك حديث لا أذكره جيداً فيه تحذير من أن تقول بان الله لن يغفر لهذا أو ذاك والله اعلم .... ولك المحبة أخي ...

صديقي الرفاعي

صح لسانك، شعب بلا ذاكرة شعب غير جدير بالإحترام ولا بالحياة...
لكننا شعب فريد إن نحن طبقنا بعض المعايير الغريبة(في هذا الزمن)،
ومنه معيار العفو عند المقدرة أو التسامح بمعنى آخر. الوحيدون الذين
شذوا عن هذه القاعدة هم أهل المشروع الحضاري الذين لم يرعوا دينا ولا خلقا ولا جيرة
ولا شىء الا لاتنكيل بخصومهم. أردت بهذه المقدمة ان أحكي لكم قصة عشتها بنفسي في خرطوم
الفيل العام الماضي، حيث تعودتُ أن أزور صديقي نورالهدى محمد صاحب دار عزة أحتسي معه
قهوة الصباح ونقابل لفيفا من الفنانين والمبدعين. وكنتُ أتصفح كل الصحف التي ترد لنور لكنني
لاحظت ذات صباح بأن أحد الأخوان يأتي ويأخذ كل الجرائد ويحرمني من قراءتها وكان يدخل المكتب
من نفّاج صغير، فشكوتُ لنور الهدى وسألته من هو هذا الفضولي الذي لا يلقي سلاما ويدلف (لخم الجرائد)
فضحك نور وقال لي بالحرف الواحد هذا هو سائق الرئيس جعفر النميري وهو يأتي لمكتبي لأخذ الجرائد
وقراءتها للرئيس السابق، فتعجبتُ. وعندما رأي عجبي يتحول لحيرة، قال لي بأن نميري سجنه لأكثر من
ثلاث سنين وطارده في معيشته ومع ذلك يصفح عنه لأنه تقدّم في العمر ولا يملك سلطة ولا جاها وكان بمقدوري، وما زال الحديث لنورالهدى، أن أسدد له طعنة نجلاء تلرديه قتيلا أو (أتّلب) له من حيث لا يدري
وأسدده له لكمات في وجهه العريض، لككني أتخلق بخلق أهل السودان وهو (العفو عند المقدرة)أو (الصفح)
عند المقدرة!

تعجبتُ لكلام الرجل وصرتُ أحكيه لأصدقاء عرب مع علمي التام بعدم تصديقهم لهكذا روايات. نحن شعب
فريد، إن كانت هنالك مسابقة أممية للتفرد لفاز السودانيون عن بكرة أبيهم، فمثلا رئيسنا المجرم الحالي عمر البشير تشفع له بساطته المتناهية لكي يغض الناس عن جرائمه. كما أعرفُ إبن عم لي وزير
يمسك بكل مفاصل السلطة والجاه يسوق سيارته لوحده ويجلس في الأرض في بيوت المآتم، وعندما توفي شقيقه،
كنتُ أقف في صف واحد مع البشير لتلقي العزاء، وكان هذا الأخير دوما يقف طولا لكل قادم للعزاء!

لذلك يبقى من الصعب جدا الحكم على شعب كشعب السودان بالمعايير التقليدية للأحكام، فهو شعب
فريد في كل شىء، في تركيبته الأثنية، في ملابس رجاله وثياب نسائه وبكرم شعبه الأسطوري حتى غدا
للسودانيين نكهة خاصة في بلاد الهجرة والإغتراب..

اللهم أرحم جعفر النميري وأغفر له...
كلمة يرددها الأعداء والمظلومين من حكمه
مع الأصدقاء،رغما عن جرائمه التي يندي لها
الجبين من قصف للمدنيين وقباب المساجد
ودفن مقاتليه أحياء وإعدام المدنيين بتهمة
الإنقلاب وهو الإنقلابي الأشر وهو مهندس تعبيد
الطريق لكيزان اليوم الذين باعوه وباعوا دين
الله وأشتروا به ثمنا بخسا وهو الذي تأرجح يمينا
وشمالا حتى لم يعُد له طعم ولا لون آخريات أيام حكمه
كان يسلّم على الكراسي الفارغة ويقول لمرافقيه أنه
يصافح الجن المسلم، وفي عهده وبمباركته تمّ تنفيذ
حكم الإعدام علي شيخ مسن يمنع دستور السودان تنفيذ
الإعدام عليه، بعد أن تمّ تأليبه من قبل إخوان الشيطان.
وكنتُ شاهد عصر على أُخريات أيامه وتعينتُ قاضيا أثناء حكمه
ورأيت العجب العجاب في أحكام قضاته الذين كانوا يتبارون
في إقامة حدود السرقة....

الى أن أُطيح به في ثورة شعبية عارمة كنتُ أحد شهودها ومن يقل
بأنها ليست ثورة فليلحس كوعه، على قول رئيسنا المطلوب للعدالة!

اللهم أرحم عبدك جعفر نميري فهو بين يديك...

الأخ الرفاعي عبدالعاطي حجر ـ يجب أن لا ننسي أن الشعوب قانعة بأقدارها وتسعي في رزقها الذي يتيسر لهؤلاء ويتعسر لأولئك مهما تغير الرؤساء والحكام ـ فلا يجب أن يلومهم السياسيون علي مواقف لا تتفق مع أطماعهم .. فأطماع السياسيين ليست كأطماع العوام ، فهم يسعون للسلطة والتحكم في ذات الشعب بطريقتهم هم وفلسفتهم في الحياة .. ولذلك عليهم أن يتحملوا نتائج طموحهم وأطماعهم التي يجتهدون لتحقيقها بالتآمر والعمل السري واستخدام السلاح .. وحتمآ فإن نتيجة ذلك الصراع علي السلطة هو الدماء والتصفيات والقتل .. فأطماع السياسيين ليست لعبآ، بل دونها دائمآ الموت أو انتصار يعقبه تصفية الخصوم !! .. ولذلك لا يجب أن يقحموا الشعوب في معاركهم التي حين ينتصرون فيها يسومون الناس سوء العذاب ويسيرون علي نفس خطي السابقين ..

ألا رحم الله المواطن جعفر محمدنميري رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين .. وإن كان محسنآ فزد في إحسانه وإن كان مسيئآ فتجاوز عن سيئاته ياكريم ..

يا صحاب
عبدالاله زمراوي
منير
عبدون
عماد محمود

ساعود بحول الله .



..................................................حجر.

Quote: يجب أن لا ننسي أن الشعوب قانعة بأقدارها

الرفاعي
تحياتي .والبركة فيكم في الحاجة نفورة
طلعت نسيبنا للاسرة الكريمة ..
وتعازينا لاختي صالحة الطيب عبد الباقي
كن بخير وبرجع ليك في وقت ارحب

الأخ الرفاعي..احترامي..
القوي هو من يمسك نفسه وقت المقدرة.. وهي الشجاعة والشهامة بحد ذاتها..، رحم الله جعفر محمد نميري وأسكنه فسيح جناته..

الاخ الكريم باسط المكي تقديري وتقبلها الله بقبول حسن والدوام لله

والعزاء موصول لك والاسرة الكريمة .

بخصوص العودة فمرحبا .


..............

العزيز / صلاح الفكي

تحياتي


لعل الموضوع اكبر من الشجاعة والشهامة فالموضوع متعلق بفقه

لكن السؤال الذي ينبغي ان يشغل الذهن هل حقاً الشهادة في متوفي

بسوء عمله من المحرمات ومسقطات الشهامة والرجولة ...الخ ما قرأت

هنا ... ليتك تعيد قراءة ما كُتب في حق الزميل محمد عادل .



..........................................................حجر.

Quote: صديقي الرفاعي صح لسانك، شعب بلا ذاكرة شعب غير جدير بالإحترام ولا بالحياة... لكننا شعب فريد إن نحن طبقنا بعض المعايير الغريبة(في هذا الزمن)، ومنه معيار العفو عند المقدرة أو التسامح بمعنى آخر. الوحيدون الذين شذوا عن هذه القاعدة هم أهل المشروع الحضاري الذين لم يرعوا دينا ولا خلقا ولا جيرة ولا شىء الا لاتنكيل بخصومهم. أردت بهذه المقدمة ان أحكي لكم قصة عشتها بنفسي في خرطوم الفيل العام الماضي، حيث تعودتُ أن أزور صديقي نورالهدى محمد صاحب دار عزة أحتسي معه قهوة الصباح ونقابل لفيفا من الفنانين والمبدعين. وكنتُ أتصفح كل الصحف التي ترد لنور لكنني لاحظت ذات صباح بأن أحد الأخوان يأتي ويأخذ كل الجرائد ويحرمني من قراءتها وكان يدخل المكتب من نفّاج صغير، فشكوتُ لنور الهدى وسألته من هو هذا الفضولي الذي لا يلقي سلاما ويدلف (لخم الجرائد) فضحك نور وقال لي بالحرف الواحد هذا هو سائق الرئيس جعفر النميري وهو يأتي لمكتبي لأخذ الجرائد وقراءتها للرئيس السابق، فتعجبتُ. وعندما رأي عجبي يتحول لحيرة، قال لي بأن نميري سجنه لأكثر من ثلاث سنين وطارده في معيشته ومع ذلك يصفح عنه لأنه تقدّم في العمر ولا يملك سلطة ولا جاها وكان بمقدوري، وما زال الحديث لنورالهدى، أن أسدد له طعنة نجلاء تلرديه قتيلا أو (أتّلب) له من حيث لا يدري وأسدده له لكمات في وجهه العريض، لككني أتخلق بخلق أهل السودان وهو (العفو عند المقدرة)أو (الصفح) عند المقدرة! تعجبتُ لكلام الرجل وصرتُ أحكيه لأصدقاء عرب مع علمي التام بعدم تصديقهم لهكذا روايات. نحن شعب فريد، إن كانت هنالك مسابقة أممية للتفرد لفاز السودانيون عن بكرة أبيهم، فمثلا رئيسنا المجرم الحالي عمر البشير تشفع له بساطته المتناهية لكي يغض الناس عن جرائمه. كما أعرفُ إبن عم لي وزير يمسك بكل مفاصل السلطة والجاه يسوق سيارته لوحده ويجلس في الأرض في بيوت المآتم، وعندما توفي شقيقه، كنتُ أقف في صف واحد مع البشير لتلقي العزاء، وكان هذا الأخير دوما يقف طولا لكل قادم للعزاء! لذلك يبقى من الصعب جدا الحكم على شعب كشعب السودان بالمعايير التقليدية للأحكام، فهو شعب فريد في كل شىء، في تركيبته الأثنية، في ملابس رجاله وثياب نسائه وبكرم شعبه الأسطوري حتى غدا للسودانيين نكهة خاصة في بلاد الهجرة والإغتراب.. اللهم أرحم جعفر النميري وأغفر له... كلمة يرددها الأعداء والمظلومين من حكمه مع الأصدقاء،رغما عن جرائمه التي يندي لها الجبين من قصف للمدنيين وقباب المساجد ودفن مقاتليه أحياء وإعدام المدنيين بتهمة الإنقلاب وهو الإنقلابي الأشر وهو مهندس تعبيد الطريق لكيزان اليوم الذين باعوه وباعوا دين الله وأشتروا به ثمنا بخسا وهو الذي تأرجح يمينا وشمالا حتى لم يعُد له طعم ولا لون آخريات أيام حكمه كان يسلّم على الكراسي الفارغة ويقول لمرافقيه أنه يصافح الجن المسلم، وفي عهده وبمباركته تمّ تنفيذ حكم الإعدام علي شيخ مسن يمنع دستور السودان تنفيذ الإعدام عليه، بعد أن تمّ تأليبه من قبل إخوان الشيطان. وكنتُ شاهد عصر على أُخريات أيامه وتعينتُ قاضيا أثناء حكمه ورأيت العجب العجاب في أحكام قضاته الذين كانوا يتبارون في إقامة حدود السرقة.... الى أن أُطيح به في ثورة شعبية عارمة كنتُ أحد شهودها ومن يقل بأنها ليست ثورة فليلحس كوعه، على قول رئيسنا المطلوب للعدالة! اللهم أرحم عبدك جعفر نميري فهو بين يديك...

الله هو العدل المطلق

نترك هذه الحقيقة المطلقة نأتي لنميري الرئيس وهو يرحل أن يقوم احد الشباب من المتضررين من فترة حكمة
ويقابل بهجوم وكانما اجرم ]اتي هنا الرجوع لمرجعية استند عليها كثير من الناس هنا فما من شماتة عندما
تضع رأيك في راحل كان رئيس دولة قتل واغتال واباد ورحل يكفي النميري ان قتل شيخاً في السبعين هو سيد شهداء
السودان واحد اعلامه العلماء الاستاذ محمود محمد طه وسيآتي من يقول لك ان ذلك احد اسباب الغفران للنميري نحن
نريد سيدي الشاعر ان نرسي مبدأ يقره الدين بان الناس شهداء ولا جريرة في ان تطرح رأيك في نميري حياً وميتاً
فلم يك نميري رجل من عامة الناس ... عبرك التحية لدار عزة والاستاذ المناضل نورالهدى محمد .




............................................................................................حجر.