حوار مع اخصائي التجميل وعاشق الطيور السوداني د. أحمد سيف الدين

حوار مع اخصائي التجميل وعاشق الطيور السوداني د. أحمد سيف الدين


09-12-2003, 04:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=251&msg=1186339887&rn=0


Post: #1
Title: حوار مع اخصائي التجميل وعاشق الطيور السوداني د. أحمد سيف الدين
Author: ahmad almalik
Date: 09-12-2003, 04:22 PM


نقلا عن جريدة النيـــل بهولندا

حوار مع أخصائي التجميل وعاشق الطيور
حاوره : أحمد الملك

الدكتور احمد سيف الدين الزبير ، طبيب سوداني متخصص في جراحة التجميل ، درس في ألمانيا ويعمل الان في مستشفي مختص بجراحات التجميل في مدينة ماستريخت جنوب هولندا ، والدكتور أحمد حقق في مجاله نجاحا كبيرا مما يجعل تجربته فخرا لكل سوداني ، وقبل سفره للدراسة في ألمانيا اواخر الثمانينات ، كان الدكتور أحمد ورغم صغر سنه آنذاك أحد السودانيين القلائل الذين اهتموا بمجال بالغ الثراء هو مجال حماية الحياة البرية ، التي أدت الممارسات العشوائية تجاهها الي إحداث خلل في التوازن البيئي ، التقينا به في مدينة هارلم وكان لنا معه حوار شيق حول تجربته مع الحياة البرية وتجربته في الغربة وننشر هنا الجزء الاول من الحوار :

الميلاد والنشأة ومراحل الدراسة ؟
ولدت في 1967 ، وبسبب طبيعة عمل الوالد تنقلت في مدارس كثيرة ، المرحلة الابتدائية درستها في شندي ومدني وبورتسودان ثم اكملتها في الخرطوم ، المتوسطة والثانوية درستهما بين الدامر وعطبرة ثم أكملت في الخرطوم القديمة .
من بين كل هذه المدن هل لا تزال هناك مدينة عالقة بالذاكرة ؟
ربما كانت اطول فترة قضيناها في الدامر وعطبرة ، بدأنا نكبر هناك وكانت لنا صداقات لا تنسي .

وكيف كانت البداية ، بداية اهتمامك بالحياة البرية التي تحولت الي اهتمام خاص بالطيور ؟
في مطلع الثمانينات عثرت علي كتيب صغير عن مراقبة الطيور ، وجدت فيه معلومات عن كيفية صناعة صندوق تحضن فيه العصافير البيض أي أشبه بعش صناعي ، شدني هذا الامر فقد كنت أهوي صناعة الاشياء الصغيرة ، قمت بصناعة صندوق من الخشب وكان اول زائر استقبله عصفور ود أبرق وضع بيضه ، انشغلت بمراقبته فترة خلال مراحل الحضانة والتفقيس ثم تدرج نمو الصغار حتي لحظة اكتمال نمو اجنحتها ثم يأتي اخيرا الرحيل الذي لابد أنه يكون مناسبة حزينة كما هو بالنسبة للبشر .

حدثنا عن بعض الانشطة التي قمت بها في هذا المجال ؟
عملت مع مجموعة من المؤسسات المسئولة عن حماية البيئة في السودان ، عملت مع متحف السودان الطبيعي ، وقمت بتأسيس أول جمعية سودانية لحماية الطيور البرية مع د . ضاوي موسي والذي أكن له ودا كثيرا ، وقد علمت أنه غادر السودان أواخر الثمانينات وانقطعت علاقتي به منذ ذلك الحين . عملت مع المجلس العالمي لحماية الطيور وهي منظمة عالمية مقرها في كمبردج ببريطانيا ولها فروع في كل انحاء السودان ، ويتركز عمل هذه المنظمة علي حماية المناجع الطبيعية للطيور والتي دمرت معظمها بسبب تغول الحياة الحديثة ، وعملهم يتم عن طريق خبراء عالمييين اضافة لخبراء محليين في كل بلد .

وأسأله هل في ظروف بلد مثل السودان ، عدم استقرار ، حروب أهلية ومجاعات : هل لموضوع مثل حماية الحياة البرية والطيور كل تلك الاهمية ؟
الحياة الطبيعية واحدة من أهم ثروات السودان ن والحفاظ عليها من أجل الحفاظ علي البيئة ومن اجل تركها للأجيال القادمة هو واجب الجميع . لا يمكن ان نعيش وحدنا ، بقية الكائنات الحية لم تخلق عبثا لها دور أكيد في حفظ توازن البيئة ، وأية خلل في توازن البيئة سنحصد نحن البشر عواقبه المريرة ، وها أنت تري الان جفاف وتصحر يبتلع يوميا مئات الامتار من الاراضي الزراعية الخصبة وفيضانات مدمرة وكل ذلك نتاج إهمالنا لتوازن البيئة .

وما هي أكثر مناطق السودان غني بالحياة البرية ؟
يتدرج المناخ في السودان من الصحراء وحتي الاستواء ، و نتيجة تعدد المناخات فهناك تعدد في أنواع وانماط الحياة البرية ، وكل منطقة فريدة بأشيائها . وكمثال في شمال السودان هناك طائر مهدد بالانقراض بسبب الصيد العشوائي وهو طائر الحبار ، ويحضر لصيده بعض الناس حتي من خارج السودان ، عالميا يلعب السودان دورا كبيرا لاستقباله انواع كثيرة من الطيور المهاجرة وبعضها مهدد بالانقراض في اوروبا نفسها مثل اللقلق الابيض وطائر الرهو الذي يهاجر الي السودان من السويد ، وقد تضاءلت اعداد هذه الطيور مؤخرا نتيجة تهديد الانسان لمناطق التفريخ ، هذه الطيور تسهم في حفظ توازن البيئة لأنها تتغذي علي الجراد والحشرات ، لكن قتلنا لها بالسموم يؤدي لحدوث خلل بيئي .

وماهي المشروعات التي قمت بها مع المجلس العالمي لحماية الطيور ؟
بالتعاون مع قوات حرس الصيد أواخر الثمانينات قمنا بعدة مشاريع لحماية الطيور المهاجرة ، منها مشروع حماية طائر البجبار في شرق السودان ، والبجبار يأتي الي السودان من اوروبا وآسيا وكان ذلك ضمن مشروع عالمي لدراسة طبيعة حياة البجبار في مناطق هجرته الشتوية .

وهل كنتم تجدون تعاونا من المواطنين والمنظمات الحكومية في أبحاثكم ومشاريعكم ؟
كنا نجد من المواطنين تعاونا شديدا وكانوا يزودوننا بمعلومات عن الطيور التي يعثرون عليها ، واذكر مرة كنت أجمع بعض المعلومات عن الطيور في منطقة الجزيرة ، ذهبت للأبحاث الزراعية في ود مدني والتقيت مع احد الباحثين وتحادثت معه لفترة طويلة حول أنشطتنا ، الا أنه إقترح علي في النهاية ان أعمل في تسميم الطيور بدلا من حمايتها ! وهو في الحقيقة لم يطلب مني ذلك مباشرة ولكن طلب ان تنصب أبحاثي علي طرق الابادة والتأثير المحتمل لذلك علي توازن البيئة .

ولكن ان كان علينا ان نختار أهون الضررين في بلد مثل السودان به أعداد كبيرة من الفقراء الذين يعتمدون علي غلة الأرض التي تمثل الطيور احدي مهدداتها فماذا نختار ؟
نحن نحتاج لابادة الطيور أحيانا لحفظ توازن البيئة نفسه فنتيجة لاتساع عمليات الزراعة وتوفر الغذاء زادت اعداد الطيور لكن هذا العمل يجب ان يتم وفق ضوابط معينة تحول دون آثار أشد خطورة . فمثلا وجدنا في منطقة الفاو شرق السودان ان عدد أنواع معينة من الحيوانات الثديية مثل الثعالب قد قل كثير والسبب ان طائرات الرش تعمل ليلا ساعات تجمع الطيور علي الاشجار ، فتموت كميات ضخمة من الطيور فتأتي بعض الحيوانات التي تتغذي عليها فتموت بتأثير السموم او تتراكم هذه السموم في داخلها وتؤدي لمشاكل اخري ، واحيانا لا تموت هذه الطيور بل تكون في حالة اعياء من تأثير السم فتأكلها بعض الجوارح فيتراكم السم في أجسامها ليدخل فيما بعد في دورة الحياة . فيجب ان يكون هناك ضبط لتجنب تدمير شامل فنكون عالجنا الخلل بخلل أكبر منه ، فمثلا لحفظ التوازن لابد ان يكون عدد الجوارح متناسبا مع وجود عدد معين من الطيور وأية خلل في ذلك يعني خللا في توازن البيئة . وحماية الحياة الطبيعية لنا ليست رفاهية او ترفا بل هو حفاظ علي حياتنا نفسها ، أنظر مسألة التصحر أصبحت كارثة حقيقية نجمت عن تدمير الغطاء النباتي تدميرا عشوائيا ، كذلك تربية الماعز والخراف بصورة واسعة حيث للماعز مقدرة رهيبة علي القضاء علي كل شئ أخضر أثناء الرعي . و الفيضانات المدمرة نتيجة تغيرات في مجري نهر النيل علي مدار سنوات طويلة ، واذا أخذنا مثالا منطقة بركة الملوك شمال السودان كانت ارضها خصبة لأنها تغمر بالطمي كل عام ، لكن جزءا كبيرا منها ضاع بسبب التصحر الناجم عن قطع الاشجار والرعي ، لو كان هناك قانون مثلا يلزم كل من يقطع شجرة بأن يغرس مكانها شجرة لاختلف الوضع . توجد قطعا قوانين في السودان منذ القدم لحماية البيئة ولكن من يطبق القانون ؟! قوات حرس الصيد تفتقد الي الامكانيات التي تمكنها من اداء مهماتها في بلد شاسع مثل السودان .

حدثنا عن نشاطات الجمعية السودانية لحماية الطيور التي قمت بتأسيسها
؟
كان مقرها متحف السودان الطبيعي ، سعينا في الفترة القليلة التي عملنا فيها للتعاون مع قوات حرس الصيد المكلفة بتطبيق قوانين حماية الحياة البرية ، وبسب قلة الامكانيات كان عملهم مركزا فقط داخل المحميات الطبيعية مثل حديقة الدندر ومنطقة الردوم في الجنوب . ومحمية سواكن البحرية في الشرق . وحتي داخل المحميات نفسها لم يكن عملهم ناجعا بسبب قلة الامكانات فمثلا في الخريف لم يكن لديهم وسائل للحركة من معسكر اتهم لممارسة اعمالهم بينما كان الصيادون يمتلكون سيارات حديثة لصيد الافيال ، حتي لم يبق في الحديقة سوي أسد عجوز ! لابد أنه مشغول بكتابة مذكراته واجترار اوهام العيش الرغد في الايام الخوالي !، وبضعة زرافات والغريب ان الافيال نفسها كانت تفضل البقاء في الجزء الاثيوبي من الحديقة ! ففي السودان حتي الحيوانات أحترفت الهجرة ! وربما كانت الاجراءات أفضل فهي بالتأكيد لن تحتاج لتأشيرة خروج او شهادة إعفاء من الخدمة الوطنية ! بل ان معظمها غادر حتي دون دفع رسوم للمغادرة !
كذلك قمنا بحملة توعية بين الناس تبدأ من الاطفال الصغار من اجل تنمية وعي بيئي لدي الاجيال الجديدة ، وبدأنا بمشروع توعية لتقليص صيد طائر البجبار في شرق السودان، وزعنا ملصقات واشرطة غنائية بلهجة الهوسا تتخللها نداءات للمشاركة وتعريف بدور طائر البجبار في القضاء علي الكثير من الحشرات .
مشروع آخر للأسف لم يكتمل بسبب سفري خارج السودان اواخر الثمانينات ، فقد وصل آنذاك مبعوث من المجلس العالمي لحماية الطيور كان هو الرسام الانجليزي روبن روكيت ، قام برسم الطيور السودانية في بيئاتها الطبيعية لاعداد كتيب عن طيور السودان يدرج ضمن المقررات الدراسية وقد سافرت معه لعدة مدن ومناطق في شتي انحاء السودان عدا الجنوب بسبب ظروف الحرب ، كما سعيت للقاء السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء في الفترة الديمقراطية للحصول علي موافقته علي كتابة مقدمة للكتاب ، وبالفعل التقيت به وأهديته مجموعة من كتب المجلس العالمي لحماية الطيور ، وطرحت له المشروع فرحب به ترحيبا شديدا وابلغني استعداده التام لدعم المشروع بكل الوسائل وكتب لنا المقدمة ووقعها ، فيما بعد لدي سفري من السودان ارسل لي المجلس مسودة الكتاب لتصحيحها وقمت بذلك وتمت طباعة الكتاب ، في تلك الاثناء كانت مارشات الانقلاب العسكري علي النظام الديمقراطي قد انطلقت في السودان ، واستغرقتني انا مشاكل الحياة الجديدة في الغربة بضغوطها وغادر د ضاوي السودان مثل الالاف غيره من المؤهلين الذين تنكبوا درب الغربة ففقد السودان برحيلهم اهم مصادر ثرواته ولم يعد احد بالتالي يأبه لثروات طبيعية او غيرها في خضم السباق الرهيب لاكتناز المال والسلطة . والنتيجة انه لابد ان الكتاب موجود في مخزن ما في كمبردج . وحتي لو سعي شخص ما من اجل محاولة ارساله الي السودان فمن سيقبل بتوزيعه علي الطلاب وفيه مقدمة بيد السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء !.
والي هنا ينتهي الجزء الاول من حوارنا مع الدكتور احمد سيف الدين الزبير اخصائي التجميل والباحث في شئون حماية الحياة الطبيعية علي ان نواصل معه في الجزء الثاني من الحوار ذكريات تجربته الثرة في الغربة .

Post: #2
Title: Re: حوار مع اخصائي التجميل وعاشق الطيور السوداني د. أحمد سيف الدين
Author: منعمشوف
Date: 09-12-2003, 04:40 PM
Parent: #1


العزيز أحمد الملك شكراً جميلاً على المساهمات الذكية
الحوار مفيد وشيق ويحزن الفرد منا لتوقف مثل هذه الجهود المتقدمة
بسبب قوى الظلام والعسكر. بالطبع نتوق لقراءة الجزء الثانى
وبلغ تحاينا لدكتور أحمد سيف الدين
إحتجاج لطيف: توقفت عنى النشره ولا أدرى ما السبب هل هناك شح فى موزعى الركلاما

Post: #3
Title: Re: حوار مع اخصائي التجميل وعاشق الطيور السوداني د. أحمد سيف الدين
Author: ahmad almalik
Date: 09-12-2003, 04:57 PM
Parent: #1

شكرا حبيبنا منعم على الكلمات الطيبة
وان شاء الله ستصلك النيل قريبا
مع تحياتي