السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر

السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر


12-10-2003, 03:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=25&msg=1128115186&rn=0


Post: #1
Title: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-10-2003, 03:36 AM


سلام جميعا
استجابة لمبادرة الاخ بهاء الدين بكري نستضيف الأستاذ الخاتم عدلان في لقاء مفتوح يوم السبت 20 ديسمبر، و تسهيلا للنقاش نفتح باب الاسئلة منذ الان عبر هذا البوست حتى يجد الاخ الخاتم متسع من الوقت للتحضير للاجابات

لدي بعض الاسئلة للاخ الخاتم
1- ما هي توقعاتك لمستقبل حركة حق في وضع سياسي شائك، خاصة بعد انقسام الحركة الى قسمين؟ و هل سيخلق السلام القادم على الرغم من نقائصه فرصة جيدة لنمو حركات القوى الجديدة مثل حركتنا؟

2- هل يمكن ان تشارك حق في جبهة يسار عريضة يكون الحزب الشيوعي جزء منها خاصة بعد الصراعات العديدة بين الحزب الشيوعي و حق و اهمها ما دار ابان ازمة عضوية حق في التجمع الوطني الديمقراطي؟

3- هل هزمت النظرية الماركسية تماما بانهيار نموذجها السوفييتي و دول المنظومة الاشتراكية أم انها يمكن ان تعاود النهوض مرة اخرى؟ وهل كان انهيار التجربة الاشتراكية نتيجة حتمية لخلل في النظرية نفسها ام لسوء التطبيق ؟

تحياتي


Post: #2
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-10-2003, 04:17 AM
Parent: #1

الاخ امجد تحية

كنت قد ادرت قبل عدة سنوات ؛ حوار مماثل مع الاستاذ الخاتم عدلان؛ عبر قائمة السودان الجديد للحوار والتراسل؛ وساقوم بنشره في البورد

اسئلتي للاستاذ الخاتم:

1- قرات في مقال لك مؤخرا ؛ انك سوف تتجه للعمل الفكري؛ وان لا اتجاه لك للعودة للسودان للعمل السياسي هناك ؛ فهل نفهم انك ستترك ممارسة السياسة التقليدية ؛ وتتنازل عن رئاسة اللجنة التنفيذية لحركة حق ؛ وهل هذه الخطط قد تم نقاشها في داخل الحركة ؛ ام هي قرارات خاصة بك ؟

2- يطرح البعض ان حركة حق قد فشلت في القيام بالمهمة التي التها الي نفسها؛ وهي قيام تنظيم ديمقراطي يساري لا شيوعي؛ يكون له دور حاسم في السودان ؛ ما هو تقييمك لهذا الطرح ؛ وهل فشلت حق فعلا؛ ام انها تستعد لجولات جديدة ؟

3- كنتم قد طلبتم ؛ كحركة حق؛ عضوية التجمع مرة ورفضت ؛ ما هي القوي التي وقفت ضد دخولكم التجمع في وقتها ؛ حسب معلوماتك وتقديرك ؟

4- الاحظ ان لكم ثقة كبيرة بالحركة الشعبية لتحرير السودان؛ الا تلاحظوا ان هذه الحركة معادية للديمقراطية؛ وذات طبيعة نخبوية عسكرية؛ وتتجسد فيها كل امراض السودان القديم ؛ من الغموض الفكري والبرامجي؛ والتسلط الفردي؛ وانتهاك حقوق الانسان؛ واهمال طموحات وحقوق المواطن ؛ والانتهازية السياسية والتقلبات في التحالفات ؛ وهل يمكن ان تؤتمن حركة كهذه علي مستقبل النظام الديمقراطي ؟

5- ما هو رأيك في الطرح الهادف الي قيام حزب ديمقراطي سوداني راسخ ؛ ببديل فكري وبرامجي متميز وواضح ؛ وهل يمكن ان تحلوا حركتكم؛ وتندمجوا مع الاخرين في اطار انشاء مثل هذا الحزب ؛ في خطوة تهدف الي اعادة الاصطفاف السياسي ؛ واحداث فرز علي اسس برامجية وفكرية واضحة؟

6- هل نشرت للخاتم عدلان؛ اي اعمال فكرية وسياسية باسمه ؛ غير مساهمته في التنظير والتاسيس الفكري والسياسي ضمن حركة حق؛ وهل هناك اي نية لاعمال فكرية مثل هذه ؛ لتخرج للنور قريبا؟

عادل

Post: #30
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-20-2003, 01:34 PM
Parent: #2


Post: #3
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: أبو ساندرا
Date: 12-10-2003, 12:06 PM
Parent: #1

1- دعوتم في بيانكم حول اتفاق الميرغني/طه الى قيام تحالف شعبي حقيقي ، فما هي القوى التي سوف يضمها التحالف ؟ وما هو برنامجه ؟ واهدافه في تصوركم؟ وماهي مساهمتكم في قيام التحالف؟

2- اذا كانت قوى التحالف الشعبي الحقيقي هي ذاتها قوى البرنامج الوطني الديمقراطي ، الا توافقني الرأي ان تنظيمات البرنامج الوطني الديمقراطي تحتاج للتمتين والتحديث وان حالات الانقسام والانسلاخ تضعفها وان المعارك الجانبية بينها ترهقها

Post: #4
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Elmosley
Date: 12-10-2003, 12:25 PM
Parent: #1

مرحب بالاستاذ الخاتم
سؤالي ماهي اوجه الاختلاف والالتقاء بين الحزي الشيوعي وحق؟

Post: #5
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: فجراوى
Date: 12-11-2003, 06:06 AM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم عدلان

بعد ان ان اوان التغيير كيف تراه الان -التغيير-فى صيرورته ؟


ولك جزيل الشكر

Post: #6
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: elsharief
Date: 12-11-2003, 09:01 AM
Parent: #1


الأستاذ الخاتم عدلان
* تقيمك للتجربة وخروجك من الحزب الشيوعى السودانى وتأسيس حق فى ظل نظام ديكتاتورى قمعى يرفض حرية التعبير والاراء وهل التوقيت مناسب وماهو تاثير ذلك على الحركة الجماهيرية
* الغياب عن العمل السياسيى الجماهيرى وهل الخلاف مع التجمع الوطنى الديمقراطى سبب ذلك وهل عمل المعارضة ينحصر فى التجمع فقط
السؤال الاسباب من غياب العمل الجماهيرى
*انقسام حركة حق الاسباب

Post: #7
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Osman Hamid
Date: 12-11-2003, 10:45 AM
Parent: #1

العزيز الأخ امجد, سلام وشكراً لهذه المبادرة....
كنت على وشك أن أبتدر أسئلتى للأستاذ الخاتم, الذى سعدت بوجوده, بالمنبر, بنفس السؤال الذى تفضل به الأخ عادل عبد العاطى, حول مافهمته, على الأقل, من المقال الذى نشر, وقراءته, مؤخراً, عن رغبة الأستاذ الخاتم فى تركيز اهتماماته المستقبليّة, على العمل الفكرى.ولا أعرف ان كان ذلك يعنى , بالضرورة, هجرة السياسة, بمعناها اليومى, وبشكلها التنظيمى والعضوى المعروف ام لا؟ فان كان ذلك صحيحاً-أى مافهمته- أم غير صحيح, ألا تعتقد معى, استاذ الخاتم, أن السياسة, - أو قل ان شئت, الخطاب السياسى للدقة-, قد أهدرت كثيراً من جهد المثقف, على ضوء العلاقة القلقة, باستمرار, بين الخطاب الثقافى والخطاب السياسى, وبالتالى بين المثقف والسياسى, فى كل تاريخ ومراحل الصراع الاجتماعى المعقّدة والقاسية. هذه العلاقة التى كثيراً ماشغلت غرامشى, وعدداً من المفكرين, ولا تفوتنى هنا مساهمات فيصل دراج النيّرة فى هذا الخصوص, وقد ظلت دائماً موقعاً للنقاش والبحث. وعلى كل, فالأستاذ الخاتم مثقف, وأكاديمى رصين, فجاز لى أن أعتبره عينة ممتازة, لما تصورته لهذه الوضعيّة. أى وضعيّة المثقف, والسياسى.
فكيف تنظر, أستاذ الخاتم, لهذه العلاقة, أى علاقة المثقف, والسياسى بداخلك على ضوء ممارستك السياسية الطويلة, فى كل مراحلها؟

ولك كل مودتى
عثمان حامد

Post: #8
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Imad El amin
Date: 12-11-2003, 08:02 PM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم
بعد الترحيب
سؤالي الاول يعتبر شعار الاصلاح الحزبي في من القضايا التي تطرق وبعنف في ساكن ومتحرك الاحزاب السودانية وتتولاها العديد من المجموعات والافراد بمشارب ورؤي مختلفة منها ماهو مهموم بالاستقرار السياسي وتطوير الحياة الحزبية في السودان يتقاسم هذا الاتجاه اكاديميون ومنظمون حزبيون وعلي النقيض منه هنالك تيار قلة متمايز ولكنه
يباشر هذه القضية من منطلقات تخريبية تعمل علي تصفية خصوماتها الشخصية والحزبية برفع شعار الاصلاح الحزبي علي اسنة رماحها الاسنة لابد كذلك من الاشارة الي اتجاه ليس بلامكان افضل مماكان .بعد هذه المقدمة الطويلة ارجو تو ضيح رؤيئك للقضية من اي المواقع التي تفضلها من واقع تجربة الحزب الشيوعى او حق بحسبان ان ظاهرة الانقساات في الاحزاب السودانية /المغادرة الفردية والجماعية للاحزاب القت بظلال كثيفة حول الشعار سلبا وايجابا واعتقد جازما انه خلال تجوالك في هذا البورد لمست كيف ان هذاالمقصدالنيل يتم التلاعب به في حروب تنتفي فيها صفة الاخلاص له, افادتك حول الامر من واقعك تجربتك ستثري الجانب الموضوعي قي المساهمات
لديكم مساهمة سابقة لتبني شعار العدالة الاجتماعية من قبل حزب للفئات الوسطي من المجتمع في ظل العديد من الدعوات الي انشاء احزاب وسط وصدور العديد من البرامج في هذا الشان كيف تري هذه القضية هل كان الشعار من الاسس الاساسية داخل برامج هذه التكوينات مافيها حق وانعكاس تعدد الكيانات علي فاعلية الشعار

Post: #9
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: بهاء بكري
Date: 12-12-2003, 12:14 PM
Parent: #1

الاخ امجد المحترم
شكرا لك علي هذا المجهود وشكرا للاستاذ الخاتم علي الاستجابه .
لقد كلفني الصديق هيثم بسؤال الاستاذ حيث انه غير مشارك ولكنه متابع جيد للبورد . والسؤال هو :
انطلاقا من الفقره الاخيره من بيان الحركه حول اتفاق الميرغني طه , فقد دعا البيان بعد تشييع التجمع لقيام تحالف شعبي عريض لقياده المعارضه , ومن المداخلات وافق اخرون علي ذلك ممن لهم خلافات مع حق امثال الصديق ابوساندرا , وحتي لانغمد ابوساندرا حقه فقد طالب بذلك قبل البيان . المهم ماهي رؤية حق ومساهمتها لانجاح هذا المشروع ؟ واذا لم تتبلور هذه الرؤية حتي الان ماهي روية الاستاذ الخاتم شخصيا .
نيابة عن صديقي هيثم اشكرك يامجد واشكر استاذي الخاتم
بهاء

Post: #10
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-12-2003, 12:22 PM
Parent: #1


سلام جميعا
الاخ ابو ساندرا اوردت بعض الاسئلة و الملاحظات في بوست آخر و نظرا لاهمية اسئلتك و لتسهيل الاجابة عليها اسمح لي ان انقل مساهمتك الى هذا البوست المخصص في الاساس لذلك
تحياتي



2- الخاتم عدلان
شكرآ على الرد الوسيم والقيم ، وما توقعت ان تجد مساهمتي المتواضعة ما حظيت به من اهتمام ، وبعد،،،
2/1 السؤال / المساءلة ( لماذا يضطر بعض الناس لمغادرة مكان اودعوا فيه اجمل سني حياتهم ووهبوه الشباب والعنفوان والتضحيات؟)
لا املك في هذا المقام سوى ان احيل لك السؤال/المسائلة معكوسآ ، : ولماذا يبقى ذوي المواعين الضيقة والرؤى الاضيق ؟ لماذا لا نركز ونرغمهم هم على المغادرة أو توسيع مواعينهم ورؤاهم كي يتسع لنا هذا المجال الجميل جميعآ وتتعدد داخله الافكار والمنابر والتيارات ، ونعرف ان الاحزاب في اليمقراطيات الغربية التي استقرت فيها التجربة وقيمة الديمقراطية وجنوا ثمارها بعد ان احتملوا مراراتها ، ينشأ فيها تيار يميني واخر يساري وثالث في الوسط بل حتى الوسط يكون له يمين ويسار وتصطرع هذه التيارات ويتقدم من يستطيع اقناع العضوية ببرنامجه منها الى قيادة الحزب ،اليس هذا ما نراه في حزب العمال وحزب المحافظين في بريطانيا؟
اقوال ان كل القوى الديمقراطية المتوزعة في التنظيمات المتعددة بدءآ من الحزب الشيوعي ، مرورآ بالتحالف واتحاد القوى والعمال والمزارعين و حق ،ماهي الا قوى برنامج واحد هو البرنامج الوطني الديمقراطي ،التي كان ممكنآ ان يضمها تنظيم واحد متعدد التيارات والمنابر ، وسعي كل من تلك التيارات واهتمامها بتطوير طرحها في صراع فكري سوف ينتج تطورآ فكريآ في التنظيم الواحد.
2/2 ( القوة الطاردة ) منذ فتح المناقشة العامة التي اتسع لها صدر وبال مجلة الشيوعي بدءآ من العدد156 وما تلاه ومن ضمنها مساهماتك الانيقة ، والتلاقح الفكري والنقاش المبصر الذي خصصت له مجلة قضايا سودانية المكرسة للمناثشة العامة وغيرها من الادوات ، ومنها لقاءات الكادر ومكتب التعليم والسمنارات ، وصولآ الى مساهمة السكرتير العام حول البرنامج التي طرحت للدراسة والنقاش ، وكذلك مشروع اللائحة الجديدة ، كل ذلك كان يكفي للبقاء واعمل الجاد نحو اعقاد المؤتمر العام الخامس ، وحينها يتم الفرز ،إما ناحية اصلاح الخطأ والانفتاح ليكون الحزب قوة جماهيرية ذات وزن ويستوعب بغير تعالي او إدعاء الحكمة والسبق كل تيارات البرنامج الوطني الديمقراطي ، او ينكمش وينعزل ويضيق ماعونه وينفض الناس عنه ،ومن ثم تعج الساحة بتنظيمات متعددة لا تباين حقيقي بينها
2/3 ( سترى اننا أقرب الى بعضنا مما تتصور )
نعم انا ارى ذلك ، ولي مناقشات مع الاخ بهاء الدين بكري هنا وخاصة عندما يشتط ويحتد ، كنت أقول له هات برنامجك ، وهاك طالع برنامجنا ، وكذلك برامج المؤتمر الوطني، الاصلي ، وقوات التحالف وغيرها من احزاب القوى الحديثة ، بل وحتى الحركة الشعبية ، لن تجد إختلاف عميق ومؤثر ، واضيف ان قوى البرنامج الوطني الديمقراطي عدديآ أقل من البرنامج اليميني ، فلماذا تتشرذم بالتعدد ولماذا ترهق بعضها في معارك واختلافات جانبية ،والذي يجمع بينها كبير ، وبدون اي عواطف ،ارى في الوضع الحالي ، واعني التنافر بين قوى البرنامج الوطني الديمقراطي ، جريمة في حق الاجيال القادمة ، بل في حق السودان ، لأنه وبالتجارب فان البرنامج الذي لم يجرب ولم تتح له الفرصة إلا لفترة وجيزة خلال69/70 هو البرنامج الوطني الديمقراطي ، وبعد سقوط المشروع الحضاري وبرنامج الدولة الدينية ليس على مستوى السودان بل على مستوى العالم ان البرنامج الاسلاموي في انحدار وتلاشي نهائي ، وان البرنامج الوحيد الصالح للتطبيق هو البرنامج الوطني الديمقراطي ، فمتى تدرك قواه ذلك وتتسامى فوق الخلافات الثانوية والمواقف الذاتية وتتوحد وتسعى وسط الجماهير من اجل تنفيذ برنامجها


Post: #11
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: بهاء بكري
Date: 12-15-2003, 12:47 PM
Parent: #1

up

Post: #12
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-16-2003, 07:32 PM
Parent: #1

سلام جميعا
هناك رسالة هامة بها العديد من الاسئلة وصلتني من احد المتابعين لهذا البوست و نظرا لانه غير مشترك في سودانيز اون لاين سأقوم لاحقا بكتابتها و ارسالها
تحياتي

Post: #13
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abo Amna
Date: 12-16-2003, 08:17 PM
Parent: #12

تحية طيبة

الأخ أمجد

نحتاج حقا الي مثل هذه الحوارات وسوف اكتب اسئلتي لاحقا ولكناريد التنبيه الي شيئ قد يربك الحوار الذي سيتم مع الاستاذ الخاتم ..
فقد تم الاعلان عن أن الحوار سيبدا السبت 20 ديسمبر .... وفي ذات الوقت أعلن الأخ بكري عن اغلاق المنبر للصيانة في 23 ديسمبر ... ولم يحدد المدة ..

فأقترح اذا تأجل رد الأستاذ الخاتم الي أول سبت بعد عودة المنبر الحر ... حتي لا يتم مقاطعة الحوار ... وبكل تأكيد حتي اذا تم اغلاق المنبر سنواصل حوارنا معه ولكن لا اود حوارا مبتورا ...


مع تحياتي
أبو آمنة

Post: #14
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-17-2003, 12:32 PM
Parent: #1

سلام جميعا
الاخ ابو آمنة تحية طيبة
اقتراحك عملي جدا لكن هناك ظروف تجعل من الصعب تنسيق مثل هذا اللقاء، و افضل ان نبداء الحوار لان تأجيله قد يقود الى الغائه في المرحلة الحالية و في وقت لاحق سأشرح لك الاسباب، و قد اتفقنا مع الاخ الخاتم ان نعمل اللقاء و نحاول ان نحفظه في الكومبيوتر ثم ننشره لاحقا، أيضا سأسال الاخ بكري ان يرجع لقاء الاخ الخاتم مرة اخرى بعد اعادة فتح المنبر لاحقا.
شكرا لك على الاقتراح على كل حال

هنا اسئلة الاخ أبو ساندرا و التي اوردها من صديق عبر البوست الاخر و انا أدرجها هنا مرة اخرى لتسهيل الاجابة عليها



التحا ور مع الخاتم عدلان له وضع خاص باعتبارة انسان لازال فى نفس الموقع ولكن فى الجهة الاخرى احنرم فيه انه لازال يحنرم تاريخه السياسى ولم يتنكر او يسى لناريخ الاخرين أو يحاول ان يبنى مجدا زايفابالافتراءات والاكاذيب وقد كان بامكانه ان يبيع النفس والمعلومة او يتاجر بها عبر الجرايد والمجلات والاننرنت ايمانا منه ان الود لازال موصول وان طال الزمن والخانم يدرى نماما ان الترحيب الذى لقاه من الشيوعيين واليمقراطيين لايعبر عن مداهنة او جبن او مهادنة فسيكون الحوار معه ساخنا كماكان و لكنه حوار من تجمعهم اهداف جوهرية كم قال الخاتم وقد سرني نرحيب الرفاق السابقين وبشدة لكونه نرحيب حقيقى وصادق ويدل على ان التاريخ النضالى للشخص لن يزول بسبب إختياره طريق اخر وان حبال الود والصداقة موصولة وان مايقال عن ان الزميل الفلانى تعرض لاغتيال شخصية او مسخ مجرد اكاذيب وان كنت لا انكر بعض الانفلاتات فى بعض الاحيان والخانم نفسه أظنه مازال يعانى من نفس المشكلة ومازال يحتفظ برايه نحو احمد سليمان و معاوية ا براهيم وغيره بعض الشئ حول كبج و عمر مصطفى المكى ولكن لة راى حول الحاج وراق الذى قاد انقساما ضده وانا ارى ان وجود كبج فى لجنة اسنقبال فاطمة دليل على ان هناك انفراجة تجاهه من قبل الحزب الشيوعى------------- فهل هذه مجرد خواطر لا ادرى---------------------------------------------عزيزى الخاتم 1- هل لازلت ترى ان الورقة النى كتبتها قبل اكثر من عشرة اعوام صالحة للاصلاح رعم الاحداث والمتغيرات العميقة النى مرت على السودان ام ان اقكارك تحتاج الى قراءات جديدة 2- هل لازلت على قناعة ان خروجك ونكوين حزب جديد كان عملا صحيحاوخصوصا انك فى اخر مقال فهمنا انك تنوى الانجاه نحو العمل المدنىام ان البقاء والعمل من داخل الحزب هو الاقضل باعنبارك وحسب رايك نيار وبالطبع كان لك مؤيدين ولكن اخنلقوا معك فى خروجك من البيت 3- هل تتفق ان الحزب الشيوعى فى حقيقته حركةوليس حزب وان تحوله الى حزب بدلا عن ذلك الجسم العريض الحركة السودانية للنحرر و الجبهة المعادية للاسنعمار اضر به كثيرا وان ذلك ساهم فى ان يركز الحزب عمله فى المدن و يهمل الريف بكل مجموعاته الاثنية وثقافاته المنعددة و اعراقه وبالتالى كانت قضابا المهمشين خارج المركز محل اهتمام ضعيف بالمقارنة مع عمال المدن و برجوازيتها الصغيرة وان الحركة الشعبية النقطت القفاز من الحزب رغم تجربة الحزب فى بناء مؤتمر البجا وانحاد جبال النوبة و جبهة نهضة دارفور و اتحاد ابناء دنقلا وقد تمذلك فى الخمسينات ومابالك فى نجربة اوائل السبعينات فى العمل الريفى وابداع اجسام عريضة كطلائع النخيل فى الشمالية و جبل الدامبير فى كردفان وغيرها من الاشكال 4- أهمل الحزب الريف والهامش رغم ان الكناب الماركسيين كانت لهم الريادة فى الكنابة عن المركز والهامش بدا من اندرية قلندر فرانك و ا نتهاء بسمير امين والغريب فى الامر ان بعض الكناب المنتسبين للاتحادى والامة استوعبوا هذه الكتابات ولذلك ماخذى عليك انك عندما اعلنت حزبك اعلنته حزبا للقوى الحديثة ناسيآ انها لا تمثل 5% وبعد سياسات الجبهة الاسلامية اصبحت حوالى 1% اى لا شى فبدات من حيث انتهى الحزب الشيوعى ويتفوق عليكم الحزب الشيوعى فى انه فتح باب الحوار فى تلك المواضيع بينما جعلتم القوى الحديثة هدفا ، فاى مواعين ضبقة مواعينكم ام ماعون الحزب 5-الا تتفق معى ان ظاهرة ا لانقسامات الكبيرة والصغيرة التى حدثت فى تاريخ الحزب تعبر حقيقة عن تيارات ورؤى متجزرة لم تجد المنابر التى تستوعبها ؟ واذا اتفقت معى على صحة ذلك فان اكبر خطا ارتكبته هو خروجك و تكوينك منظمة جديدة بدات من حيث انتهى الحزب الشيوعى وناسيا ان التربة السودانية ومن التجارب انها لاتقبل احزابا جديدة او انقسامات وارجع للتاريخ ولنبدا باليسار ---------------اين هم اللذين انقسموا عن الحزب او الجبهة الديمقراطية اين حزب االعمال و الفلاحين اين انحاد القوى الوطنية الذى كونة انقسامى 70رغم انة يضم اذكى العناصر ولهم تجارب وخبرة قوية فى العمل السياسى والنقابى و الجماهيرىامثال عمر مصطفى المكى كبج الحاج عبدالرحمن امال عباس
عزيزى الخاتم 6- لعلك ننفق معى ان الخروج من الحزب قد يكون لاسباب ننعلق بالبرنامج او التكتيك او السياسات وقد يحصل بعد ذلك شد و جذب بين بعض اعضاء الحزب وبين الخارجين وقد لا تخلوا من التجريح ولكنها لا تمثل سياسة حزبية رسمية الا اذا اكنشفت قيادة الحزب ان الشخص الذى انقسم كان عميلا لاجهزة الامن و هنا من حق اجهزة الحزب ان تكشفه للعضوية والجماهير و ما يسمى باغتيال الشخصية اتهام لايسنده دليل و تخمينات تصب فى خانة العداء للحزب وهناك الكثيرين الذين انقسموا او خرجوا اصبحوا ساسة كبار او وزراء او قيادات حزبيةوهنا اذكرك ببعض الاسماء احمد زين العابدين و عبد الماجد ابو حسبو وزراء و قادة فى الحزب الاتحادى بدر الدين سليمان مهدى مصطفى الهادىو كامل محجوب قادة فى الاتحاد الاشتراكى وهناك شخصيات انقسمت و لكنها معروفة فى المجتمع السوداني امثال امال عباس و كبج و محسى و سؤالى هل تعرضت لاغتيال شخصية و اذا كانت الاجابة نعم فاثبت ذلك بوثيقة رسمية او حدث بشهود و ليس بعبارة حدثنى من اثق به او ان فلان قال لفلان وحقيقة لم اسمع ان الخاتم روج لهذة الكذبة ولكن لنخرس عاطلى الذهن ,شذاذ الافاق ,ناكرى الجميل , فاقدى الرؤية و القضية المؤمنين ان مجدهم الشخصى يبنى على جرح و نبش الاخرين .و هذه تجربة احمد سليمان الذى رفض من الحزبين الانحادى و الامة لرئاسة البرلمان وانتهى بة الامر مهيض الجناح منبوذا من الجناحين والخلاصة------------------------------------انك لم تاتى بجديد عندما كونت حق و استخدمت نفس المفهوم الماركسى قوى الانتاج اوالقوى الحديثة هى القوى التى تقود النغيير بدلا عن الطبفة العاملة وقد كان منظرى الاتحاد الاشتراكى يقولون تحالف قوى الشعب العاملة وليس هناك قرق بين مكونات الجانبين فالقوى الحديثة هى نفسها قوى الشعب العاملة يعنى نفس افكار الاتحاد الاشنراكى مع بعض التعديلات.---------------------------------------------------------------------والحزب الشيوعى تاريخيا هو حزب القوى الحديثة وفق منهج لينينى – غرامشى لينينى بتبنيه الحزب اللينينى القائم على اساس المركزية الديمقراطية , لجنة مركزية ,مكتب سياسى,الخ , اما الجانب الغرامشى فنجده فى المنظمات الديمقراطية التى حول الحزب مثل الجبهة الديموقراطية , رابطة الاطباء الاشتراكيين, رابطة المعلمين الاشتراكيين و الجبهة الديمقراطية للمحامين و اساتذة الجامعات والموظفين و المنظمات الجماهيرية الاخرى كاتحاد الشباب السودانى , الاتحاد النسائي ,ربات البيوت ,ووالمنظمات المدنية التى كان للحزب السبق و الريادة فى انشائها مثل جمعيات انصار السلام وجمعيات الصداقة مع الشعوب. والمؤسف انكم لم تبتدعوا جديدا فاخذتم من الحزب الشيوعى اللينينية ومن الاتحاد الاشتراكى تحالف قوى الشعب العامل تحت مسمى تحالف القوى الحديثةو كانكم استرشدتم بميثاق العمل الوطنى للاتحاد الاشتراكي فى مصر و السودان و الذى كتبه ماركسيين ذوي بعد واحد هو حاكمية الحزب الواحد وانت حسمت الامر بحاكمية القوى الحديثة واخر ين حسموها بالحاكميةلله اما نحن الذين لازالوا فى قلب المناقشة كتيار تجديدى يرى ان الحاكمية تكون للحزب الذى يلبى تطلعات الجماهيربمختلف طبقانها وفئانها ومجموعاتها الاثنية والعرقية والمهمشين الراغبيين فى التغيير الاجتماعى المفضى الى الاشتراكية النى لانعرف نموذجها فهى مسئولية جيل اخر و راى الشخصى ولكى يتحول الحزب الى حزب جماهيرى عليه ان يلغى من قاموسه كلمة حزب ويتحول الى حركة تجمع جسد الحزب بالمنظمات الديمقراطية و الجماهيرية التى انشائها عبر السنين لتصبح جزاء اصيلا من مؤتمره العام وبالتالى يجمع هذا الجسد الجديد كل قوى التغيير الاجتماعى بمختلف الرؤى و الافكار من ماركسين واشتراكيين و ديمقراطيين ووطنيين يرون فى هذا البرنامج الوطنى المرحلى الحل. فهل اذا طبق الحزب ذلك سنكون الحركة الشعبية هى الرهان لتوحيد قوى اليسار و الديمقراطية ام الحزب بتراثه وتجاربه السياسية والتى لاتملك الحركة الشعبية كثيرا فيها فالعمل المدنى والجماهيرى اصعب مليون مرة من ان ترفع بندقية و كتيرا ما انتقد الخاتم الحزب لسياسات التحالفات وعدم العمل لوحدة اليسار و قبل نقاش ذلك فهل يتفق معى الخاتم ان سياسة العزلة التى كان عليها الحزب فى الستينات هى التى ادت الى حله فقد تميز خطابه السياسى بالحدة والهجوم المتواصل على الحزبين التقليديين مستفيدا من قوة تنظيمه وشعاراتة السياسية الجذابة وظروف المد الثورى التى اجتاحت المنطقة فى تلك الفترة وقد اجج ذلك ال صراع التيار الذى ساند انقلاب مايو دون هوادة ادت سياسة العزلة و الصراع الحاد الى ان يتجاهل الحزب تماما في ان داخل تلك الاحزاب قوى مستنيرةو ديمقراطية علمانية وماسميناه لاحقا قوى انتفاضة فقد فقد كانت موجودة و لكننا تجاهلناها فكبف كان سيكون الحال لو خلقنا اشكالا من التحالفات و التفاهمات مع قوى الانتفاضة فى نلك الاحزاب فى ذلك الوقت فقد كنا تجاوزنا العزلة ولتجاوزنا كارثة الحل و انقلاب مايو بل لما كوننا الجبهة العربضة لليسار و على رئاستها العروبى الانقلابى بابكر عوض اللة. فبظروف السودان الحالبة و ضبابية كلمات مثل بمين , بسار, وسط تضيع مع وجود قضابا متشابكة تهم شعب السودان و تتعلق بمصيرة و حباتة فقضايا مثل الدولة المدنبة الديمقراطية و الدسنور الديمقراطى الذى يوفر حقوق المواطنة للجميع بغض النظر عن الدين و الجنس ,التنمية ثم قضايا التنمبة المتوازنة ذات المفاهيم المتعددة فقد يبرى البعض الاقتداء بتجربة امريكا حيث تم القتل و تشريد الالاف من ديارهم وقد مارست الجبهة الإسلامية ذلك فى مناطق حقول البترول وقد يرى اخرون ضرورة مشاركة الدولة بينما البعض القطاع الخاص ,و قضابا مجانبة التعليم و الصحة, ودعم السلع وهذا القضايا اصبحت محل خلاف داخل القوى اليسارية هذة قضايا لا يصلح فيها التحور و النكور وانما التحالفات لانجازها و الحزب الشيوعى بمفردة لا بستطبع انجازها فهل هناك عيب فى ان نتحالف مع الاخرين اما عن البسار وتشرذمة فما هى معايير و مواصصفات ان هذا يسارى وهذا يمينى و هذا وسط فى ظل ظروف السودان الحالية فهل الحركة الشعبية حركة يساريه وماهى الاحزاب اليسارية المتشرزمة اهم البعثيون بشقيهم التكريتى القبلى و الطائفى السورى, ام العروبى الناصرى و انا شخصيا و مبدئيا ارفض فكرة ان يتحالف الحزب مع احزاب ترفع شعارات العروبة الا فى اطار واسع لكل احزاب السودان ولذلك ارى انك الان اسير المواعين الضيقة عندما تنادى بوحدة اليسار بدلا عن البقاء داخل الحزب والنضال من داخلة لتوسيع المواعين والرؤى و الافكار هذه افكارئ و رؤاى الشخصية و اتحمل طرحها لعلمى التام ان جو النقاش اليمقراطى هو السائد وان كثيرآ من الكلمات البائرة قد ذهبت فهل حزمت حقائبك للعودة باعتبارك تيار لة رؤاه و قد يكون مفيدا فى ذلك الجسم الذى سيكون عريضا اقول لك احزم حقائبك لعلمى انك لم تسئ شخصيا لاحد خصوصا القادة الذين ضحوا بالمال والبنون بل بالدنبا كلها احزم حقائبك و عد لانك لم تبع النفس و المعلومة لاجهزة الامن او الجبهة الاسلامية لاغراض المال او اللشهرة او لارتزاق عبر ا لصحف او الانترنت هذا عصر المعلومة والشريف هو من يحفظ المعلومة حول رفاقة السابقين ارحب بك و احترم خباراتك
عبد الرؤوف ابراهيم جميل

وصلتني المساهمة أعلاه من الصديق عبدالرؤوف جميل والتي تعبرعن نفسها ، حاثآ أياي ان انشرها مساهمة منه في الحوار الدائر مع الاستاذ الخاتم عدلان ، وقد أعتذر لي في الإيميل عن الأخطاء والتنسيق والتداخل ، ولم استطع التصحيح وعشمي في نباهتكم


Post: #15
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: حقوقي
Date: 12-17-2003, 01:55 PM
Parent: #14

الاخ أمجد
شكرا على هذه الفرصة الجيدة للتحاور مع الاستاذ الخاتم ، وكثيرة هي الاسئلة التي يمكن أن توجه لشخص بقامة الاستاذ الخاتم بحثا عن تسليط الضوء على كثير من المواقع المعتمة والمظلمة في الحركة السياسية السودانية ، ولكن تدور بعض التساؤلات الاولية الان في الذاكرة منها:
1. كثر الحديث في فترة ما عن علاقتكم بما عرف بالوسطية الاسلامية ورعاية الاجهزة المخابراتية السعودية لهذه الحركة وتلقيكم بعض الاموال منها ما هي حكاية الوسيطة الاسلامية هذه وعلاقتكم بها؟
2. توقع الكثيرين حدوث تقارب كبير يقود للتوحد مع اطراف مختلفة من تنظيمات القوى الجديدة وعلى رأسها قوات التحالف السودانة والحركة الشعبية عبر جناحها (الشمالي) لواء السودان ، لماذا فشلت في تقديركم هذه التحالفات وماهي الشروط الموضوعية لوحدة هذه القوى الجديدة؟
ولكم تقديري

Post: #16
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: إسماعيل وراق
Date: 12-17-2003, 03:04 PM
Parent: #15

الأخ أمجد لك التحية
أسئلتي للأستاذ الكبير الخاتم عدلان

1- ما هي أوجه الإختلاف في المرتكزات الفكرية بينكم وبين حق الأخرى؟
2- هل هناك نقاط إلتقاء أو تقارب فكري بينكم وبين تنظيمات أخرى تعمل في الساحة السياسية السودانية.. وإن وجد ذلك فما هي تلك التنظيمات؟
3- هل لديكم نية لعقد تحالفات إستراتيجية في الفترة المقبلة؟ ومع من؟
4- سؤال ربما يكون مكرر... ما هي عيوب تطبيق النظرية الماركسية على المجتمع السوداني.. وهل تعتقد في ظل نظام العولمة أن فرص نجاح هذا الفكر ربما تكاد معدومة؟

Post: #17
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: أبو ساندرا
Date: 12-18-2003, 10:49 AM
Parent: #1

الاخ امجد , بعد السلام , نعتذر لتكبيدك مشاق الترحيل من هناك الى هنا ،نبهني بهاء ، لكن نعمل شنو الكبر شين

Post: #18
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-19-2003, 03:13 AM
Parent: #17

منتظرين الاجوبة ...
وباقي الاسئلة ............

عادل

Post: #19
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-19-2003, 04:09 AM
Parent: #1

سلام جميعا
الاخ ابوساندرا
و الله تعبتني كلامك تقيل و الترحيل الايام تكلفته عالية لكن حاعمل ليك تعريفة خاصة لانك بتعرف بهاء ..ها ها؟
يا زول ما عندك مشكلة و انا التزمت مع الاخ الخاتم ان انسق الموضوع عشان كده ما تخدش في بالك يا ملك.

الاخ عادل لا تقلق ان غدا لناظره قريب
تحياتي

Post: #20
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-19-2003, 04:18 AM
Parent: #1



سلام جميعا
وصلتني هذه الاسئلة عبر الايميل من صديق اسمه سلاّم


أولا اسئلة عن الحزب الشيوعي السوداني
# باعتبارك احد القيادات السابقة للحزب الشيوعي، ما هو دور قيادة الحزب الشيوعي في التشهير بالخارجين عن الحزب الشيوعي و للمختلفين في الرأي معه؟ و هل يتم الاتفاق بشكل واضح على أن يكون هناك تشويه مكتوب و آخر مبثوث شفهيا لاغتيال الشخصية؟

# لماذا آثرت الخروج من الحزب الشيوعي قبل ان تكتمل المناقشة العامة ؟ الا تعتقد ان خروجكم قد اجهضها؟

# هناك دعوات تصدر بشكل مباشر و من فترة لاخرى من خلال اللقاءات التي تتم مع د. فاروق كدودة تطالبكم بالعودة الى الحزب الشيوعي؟ اذا تمت هذه الدعوة بشكل رسمي ما هي شروطكم لقبولها علما بانها المرة الاولى في تاريخ الحزب الشيوعي الاقرار بصحة آراء بعض الخارجين عنه و هذا يعني انكم كنتم على صواب؟ ما هو تعليقك!!

# بعد اكثر من 10 سنوات ها هم قادة الحزب الشيوعي يتحدثون عن امكانية تغيير اسم الحزب الشيوعي و برنامجه و لا ئحته هل هذا يدل على اعتراف مبطن من جانبهم و ان تعنتهم في تلك الفترة قد جانبه الصواب؟

# عندما كنت قيادي في الحزب الشيوعي و اثناء تواجدكم في القاهرة 1993 قامت قيادة الحزب بتهديد بعض العضوية من دعاة التغيير باعادتهم للسودان مما يعني تسليمهم للسلطات السودانية التي كانت لا ترحم في ذلك الوقت كما حدث في حالة الاستاذ علي العوض علي عضو الحزب الشيوعي المقيم الآن في هولندا، كذلك طلب من بعض المتمردين الآخرين في صفوف الحزب الشيوعي كتابة رسائل ادانة لمواقفهم التي اتخذوها ( استتابة للحصول على فرص للعمل كحالة الاستاذ عبد الرحمن الزين المحامي { المتواجد حاليا بسلطنة عمان}) الا تعتقد ان هذه هي نفس الاساليب التي مارسها مبارك الفاضل و الميرغني تجاه الذين يخالفونهم الرأي و ما هو الفرق بين دعاة التقدمية و الطائفية؟

# بعد خروجكم من الحزب الشيوعي وجهت لكم مجموعة من التهم المختلفة ربما يكون بعضها صحيحا و ربما لا يكون:
الخارجين من صفوف الحزب من قبلكم هل كنتم تثقون في كل ما يصدر في حقهم سابقا و أمامك التهم التي وجهت لكم بالعمالة لدولة اجنبية كما صرح بذلك
المرحوم عز الدين علي عامر لجريدة الشرق الاوسط بعد يوم واحد من اعلان مجموعتكم استقالتها في لندن و هناك الان سيول من التجريح و الاساءة لا زالت توجه الى الخارجين من الحزب من امثال عضو المنبر الاستاذ عادل عبدالعاطي و هناك بيان فرع الحزب الشيوعي في هولندا و الذي يسيء الى بعض قياداتكم في هولندا ويشير الى صلتهم بالامن و جريدة الوان و يسقط عنهم عضويتهم السابقة في الحزب الشيوعي بل و ينفي حتى عضويتهم في حركة حق و يسقط عنهم شهاداتهم الاكاديمية؟ ما هو تعليقكم عن ذلك؟

# لماذا تدعون ان الحزب الشيوعي وقف حائلا و دخولكم الى التجمع ما هي الادلة على ذلك؟

# اذا نفذ الحزب الشيوعي كل ما ورد في الشيوعي 157 هل ستعودون الى صفوفه مرة اخرى؟

# ضمن الترحيب بكم في البورد ذكر صديقكم و زميلكم د. صدقي كبلو ان الاستاذ التجاني الطيب القيادي في الحزب الشيوعي، يثمن عاليا مواقفكم تجاه عدم افشائكم لأي سر من اسرار الحزب الشيوعي و في نفس الوقت نجده قد سود صفحات اصدارته قضايا سودانية بكل ما يسيء اليكم مثل " التصفويون الجدد الذين يريدون ان يرثوا الحزب الشيوعي" " عملاء الافكار الغربية ....إلخ من النعوت" في نفس الوقت هناك ما هو مكتوب داخل ادبيات الحزب الشيوعي الداخلية بأنكم قد جمعتم مبلغ 6 الف دولار امريكي باسم الحزب الشيوعي و اختلستموها اما الدعاية المبثوثة فهي كثيرة مثل العمالة للسعودية و انكم تنفذون برنامجا للوسطية الاسلامية رغم اننا لم نجد حتى الان في ادبياتكم ما يشير الى أن حركة حق يمكن ان تقف بجانب الدولة الدينية.. هل تنوون مقاضاة الحزب الشيوعي او اية جهة وجهت لكم اساءات مكتوبة مثلا؟

ثانيا اسئلة عن حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق

# برايك ما هو الجديد الذي اتت به حق الى الساحة السياسية السودانية؟ وحاليا ما هو الفرق بينكم و بين و مجموعة الحاج وراق؟

# جماعة الحاج وراق تقول انها اصلا ليست جزءا منكم بل أن الداخل و الخارج كيانين مختلفين في القيادة و الهيكل بل حتى و البرنامج: دليلنا علىما نقول بأن " الميثاق" كبرنامج سياسي بينما لديكم وثيقة تأسيسية و لديهم شكل هرمي يختلف عنكم " لديهم امين عام على رأس التنظيم و لديكم رئيس للجنة التنفيذية بالخارج" نرجو ان توضح لنا و بشكل مفصل حتى يزول اللبس؟

# ما هو سر التقاء الحاج وراق و مجموعة شباب الجبهة الاسلامية د. محمد محجوب هارون و عادل الباز و خالد التجاني النور في صحيفتي الحرية سابقا و الصحافة حاليا؟

# تعتقد مجموعة الحاج وراق و منهم بعض اعضاء هذا المنبر انه قد تم فصلهم بشكل جماعي بعد مؤتمرهم الذي عقدوه في فبراير 2002 رغم انهم يدّعون بعلم قيادة الخارج بتاريخ و اهداف المؤتمر و يشار اليكم بانكم قد مارستم الدكتاتورية و قمتم بفصلهم أي الـ 27 عضوا في المؤتمر نرجو ان توضح حقيقة الامر؟

# أعلن الحاج وراق ان حزب الامة حليف استراتيجي لان حزب الامة هو الاقرب الى مزاج الشعب السوداني في وقت كنتم تشنون فيه حملة شعواء ضد الصادق المهدي و انتم في تنظيم واحد نرجو التوضيح؟

# ما هي خطط عملكم لتوحيد قوى السودان الجديد في السابق نرجو ان تحدثنا هل ذلك قد تم بالفعل و من اتفق معكم و من اختلف! لان هناك غموض في هذا الامر خاصة فيما يتعلق باتصالاتكم مع قوات التحالف السودانية؟ و ما هي خططكم المستقبلية لتجميع القوى الجديدة في تنظيم او جبهة واحدة؟


Post: #21
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-19-2003, 04:27 AM
Parent: #1


سلام جميعا
اخ خاتم
هناك سؤال وردني تلفونيا من احد الاصدقاء وقد وعد بكتابة بقية الاسئلة لكن لاهمية هذا السؤال اطرحه منفردا


عودتنا حركة حق دائما انها توضح مواقفها دائما من كبريات الامور في السودان و قد قرأنا لها عن مشاكوس و عن نيفاشا و اتفاقية الميرغني قرنق بل و حتى انتخابات جامعة الخرطوم الاخيرة، لكننا لم نسمع لها كلمة واحدة في تقييم احداث دارفور؟ هل هو تجاهل متعمد؟ ام هناك اسباب موضوعية لغياب تقييم حق لأحداث درافور التي حصدت العديد من الارواح؟


Post: #22
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: nahar osman nahar
Date: 12-19-2003, 04:37 AM
Parent: #1

ماهي رؤيتكم في حركة حق للوضع والاحداث الراهنة في دارفور؟

مع شكري

نهار عثمان نهار

Post: #23
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: kamalabas
Date: 12-20-2003, 05:36 AM
Parent: #1

أنقل هذه الاسئلة وهي موجهه للاخ الخاتم وقد
نقلتها من بوست الترحيب الي هذا البوست
كمال

أرحب بالاستاذ الخاتم عدلان بيننا والرجل مسيرة
حافلة من النضال ضد الانظمة الشمولية الفاشية في الوط ن ضد جماعات الهوس الديني والاسلام السياسي
ومن هذا المنطلق أرجوه أن يحلل الوضع السياسي
الراهن في مسلسل الاتفاقات والتسويات الجارية
وموقعه من ما يجري كذلك رؤيته للتحالفات السياسية
وما أنتهي عمره الافتراض منها والجديد الذي سيبرز
بعد حالة المخاض هذه وحالات اعادة الاصطفاف وتغير
المواقع بأختصار سيعاد ـ شك ـ الكتشينة السياسية
وتوزيع أوراقها من جديد فكيف سيكون شكل أوراق
اللعب؟ وهل ستحل هذه ا لاتفاقات جذور الشكل السوداني؟؟
ماهي المتغيرات والثوابت المتوقعة في طرح اليسار السوداني
في المستقبل في ظل الزلازل والهزات التي حدثت
علي المستوي النظري والعملي ؟؟؟
هل تتفق في مع صحةاالرهان علي الحركة الشعبية
في تبني وطرح والدفاع عن الاجندة الوطنية العامة
في ظل ضغوط أقليمية ودولية تحصرها في دائرة
الجنوب ؟؟
ولك الشكر
كمال

Post: #24
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-20-2003, 09:36 AM
Parent: #1

قبل الدخول إلى القاعة والجلوس على الكرسي:
أبدأ بالتحية وأشكركم على الأسئلة وعلى المتابعة. أسئلة كثيرة وردت خلال الأيام الماضية، وهي أسئلة جادة ومهمومة بالجقيقة وبالمستقبل. سأرد عليها حسب ترتيب ورودها، لما في ذلك من العدالة، مخاطبا القول من خلال القائل، لما في ذلك من اللياقة، ومتجنباالتكرار بإحالة الأسئلة الشبيهة اللاحقة إلى إجابات ربما تكون قد سبقت. أفعل ذلك وأنا مدرك تماما أنني لست المتحدث الوحيد ولا المتحدث الأخير، وأن ما أقول هو الحق من زاويتي، وليس الحق في إطلاقه او كماله. ومع أنني لا أنظر بعين طائر، لأنني أستخدم عينيّ كلتيهمافي نفس الوقت، إلا أن كثيرا من جوانب الصورة يمكن أن تغيب عني، ولذلك فإن مساهمتي تستدعي مساههمات الآخرين ولا تستبعدها. أي أنني أبتدر الحوار وأحاول أن أفتح له بعض الإفاق، وأن أخرج بإجابات تشيع قدرا من اليقين، وتحث على الفعل، في نفس الوقت الذي تثير فيه مزيدا من الاسئلة. كثرة الأسئلة ستجبرني على الإختصار حتى أغطيها جميعا، أو أغلبها، رغم ما ينطوي عليه ذلك من الإبتسار والخلل والقصور عن شفاء الغليل. هناك أسئلة وجهها لي مجهولون يستخدمون الأسماء المستعارة، ولا أقول الحركية، لما أراه من إنعدام الضرورة، في منبر وفي زمن نريد أن نؤكد فيه جميعا حقوقنافي التعبير واستعدادنا لتحمل مسؤولياته. فكرت في البداية ألا ارد على هذه الأسئلة، لأنها تضع أصحابهافي مأمن من نوع معين من الحجج، مثل حجة التناقض الشخصي، أي أن أقول لك، مستندا إلى معرفتي بك، أنك تفعل الشيء نفسه، فلماذا تسأل عنه أو تنهى الآخرين عن فعله، وهو معنى أشار إليه الشاعر بقوله:
لا تنه عن فعل وتاتي بمثله عار عليك إذا فعلت ذميم.
ولما في هذه الممارسة من الكافكوية المثيرة للضيق. ولكني فضلت أن أجيب، مع التنويه إلى ضيقي، لان ذلك أفيد للآخرين، مفترضا أن هذه الأسئلة وجهت إلى من أشخاص آخرين.
كنت اود أن أرجع إلى بعض الوثائق، ولكنني لم أتمكن لأن الاسبوع الماضي كان مثقلا بالأحداث الشخصية التي شغلتني عن ذلك. وأتمنى أن أفعل ذلك في المستقبل.
ولنبدأ إذن.

Post: #25
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: اميري باراكا
Date: 12-20-2003, 11:20 AM
Parent: #24

الأخ أمجد شكراً لهذه المبادرة الطيبة ،،

الأستاذ القدير الخاتم عدلان ، تحية طيبة ، وبعد

هل من الممكن أن يفرد الحزب الشيوعي جهازه أو سكرتاريته أو مؤسساته الدعائية لتقوم (فقط) بتوجيه اتهامات للخارجين عنه وتكيل لهم الشتائم والشاءعات ، وتترك برامجها وخطابها الدعائي لمناضلة النظام الديكتاتوري الحاكم بكل أزماته ومشاكله ؟؟

ولك مني خالص التحايا بمناسبة قرب أعياد الميلاد المجيد

أحمد هارون محمد

Post: #26
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-20-2003, 11:27 AM
Parent: #1


أشكرك أخي أمجد، على أسئلتك، وعلى جهودك المتواصلة التي انتهت بإقناعي بالدخول إلى البورد، وعلى جهودك التي لا تكل في المتابعة. وأقول ان أمجد هو الذي نشّط عضويتي في البورد التي استمرت خاملة لأكثر من عام، وقد احتال عليّ وعرف كلمة السر وفوجئت تلك المفاجأة السارة من رجاء العباسي التي أكن لها كل الود. واشكر كذلك بهاء الدين بكري لانه طلب إجراء هذا اللقاء.
* تعرضت حركة حق لضربات كثيرة منذ نشوئها قبل ثمان سنوات. أبرزها كما قلت الخلاف الذي حدث مع قيادة الداخل وقتها، وأدى إلى التدمير الذاتي والمذابح التنظيمية الفادحة. كما تعرضت لمحاربة المجتمع السياسي المعارض، بدرجة من درجات الإتفاق لم تتوفر لتحالف المعارضة في كل القضايا الأخرى الأهم والأخطر والأنفع للوطن. كما فت في عضدها وجود قياداتها خارج السودان بعد تعذر تطبيق تصورها الأساسي في النشاط المزدوج، وتكامل عمل الداخل مع جهد الخارج، ولقاء الطرفين داخل السودان في نهاية الأمر.
وأعتقد أن الظروف الحالية توفر فرصا كبيرة للنمو والتوسع، لأن رسالةالحركة واضحة ومقبولة من قبل أوساط جماهيرية واسعة كما برهنت نهضتها الأولى، وبداياتها المبشرة. كما أن الفرصة اتيحت الآن لتقييم التجربة الماضية وتجاوز أوجه القصور فيها. وأعتقد أن تلك الفرصة قد أتيحت ايضا للقوى الأخرى الشبيهة بحق، لتراجع تجاربها الماضية من مواقع الصدق والمكاشفة والإستعداد للنقد الذاتي الصريح. ولا شك أن حق ستكون أقدر على خدمة رسالتها إذا استطاعت أن تدخل مع القوى الأخرى في شتي أنواع التحالفات المفتوحة الآفاق، والأعمال المشتركةعلى مختلف المستويات.
* دعوة حق توحيدية أساسأ، اي انها ما قامت إلا كإطار ينظم جهود بعض الأفراد للمساهمة في توحيد ما أسميناه القوى الجديدة. وقد قلنا تحديدا أن حق منبر، أكثر منها تنظيما مكتمل الملامح ومكتفيا بذاته. ولا يوجد فصيل من فصائل القوى الجديدة لم نقصده ونعرض عليه أفكارنا حول التوحيد. وأخص بالذكر الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقوات التحالف السودانية، ومؤتمر البجا، والتحالف الفيدرالي وغيرها. ولكن هذه القوى رفضت دعوتنا من منطلقات مختلفة. فالحركة الشعبية مثلا طرحت لواء السودان الجديد،وطلبت من الآخرين الإنضمام له والذوبان فيه والعمل على صياغته من الداخل، وقد طرحنا نحن تصورا آخر يتلخص في أننا بصدد تكوين حركة سياسية، يكون الجانب العسكري مكونا من مكوناتها، بينما لواء السودان تنظيم عسكري، يدخله الناس فيصبحوا جنودا مع كل ما يصاحب ذلك من الطاعة والإضراب عن الاسئلة. وباختصار كانت تلك صيغة قاصرة، دافع عنهابعض المفكرين، ليس من مواقع فكرية، ولكن من باب أداء الخدمات. ومن التباشير السعيدة أن الحركة الشعبية تخلت حاليا، وبفعل العوامل الكثيرة المستجدة، عن ذلك المنهج وانتقلت إلى الموقع الصحيح، موقع الدعوة إلى نشوء تنظيم سياسي جديد. وبأءت إتصالاتنا بقوات التحالف بفشل ذريع، لأن قيادة قوات التحالف، كانت تعتقد أنها حصلت على حجر الفلاسفة في المجال السياسي،و أنها أصبحت من حكم السودان قاب قوسين او ادنى وأن القاصديها يريدون أن يشاركوها في هذا الكسب. ومن هنا كانت كلمات عبد العزيز خالد لوفد حركتنا عندما عرضنا عليه أمر التوحيد هنا في لندن، فقال لوفدنا، نحن مستعدون لقبولكم على أساس فردي، وذلك بعد فحصكم واستبعاد من نراه غير لائق، وحدد مصير المحظوظين الذين يجتازون امتحان الثورية عندما قال: "بمجرد دخولك تكون قد فقدت حقك في الخروج" قالها بالإنجليزية.
Once in, never out
وغير من ذلك من التجارب التي لا يتسع المجال لذكرها.
حق ما تزال عند موقفها من ضرورة توحيد القوى الجديدة، ولا نقول الحديثة وبين المفهومين فرق شاسع كما سنوضح، باعتبار ذلك هو الحل المناسب للأزمة السودانية، ولإفلاس القوى القديمة وسقوط مشاريعها. ولكن من المهم أن تكون القوى الجديدة جديدة بحق، في اساليبها ومناهجها، وفي موقفها من العمل السياسيي وفي رؤيتها لمشاكل البلاد، وفي تصوراتها لماهية الحزب السياسي ورسالته. وقد وضح من خلال التجربة أن بعض القوى الموصوفة بالجدة، اقدم بعشرات المرات من القوى التقليدية من حيث دكتاتوريتها ومناهجها التآمرية، وصراعاتها الصغيرة، بل ودمويتها في بعض الأحيان.
أطراف هذا التحالف لا تحددها حق، بل يحددها أصالة عن أنفسهم، أولئك الذين يريدون الإنتماء إلى مثل هذا التحالف. وحسب علمي لم يعبر الحزب الشيوعي حتى الآن عن رغبة في التحالف الحصري مع قوى جديدة، ولا أعتقد أنه يستطيع التخلي عن تحالفاته مع القوى التقليدية، وأرجو أن تكذبني الوقائع. ولا شك أن من بين عضوية الحزب الشيوعي، كما تدل مساهمات الكثيرين منهم، من يرغب في قيام مثل ذلك التحالف، ولكن الخط السياسي للحزب، لا تحدده رغبات هؤلاء.
* في الحديث عن الماركسية أحاول تجنب التعميم. واقول دائما أنني لست معاديا للماركسية، ولكني لم أعد ماركسيا. وربما يحتاج هذا القول إلى بعض التوضيح. أنا لست معاديا لكانط أو هيغل أو ماركس أو التوسير أو فوكو. ولكني لست تلميذا لأحدهم. وإذا كان ماركس قد وضع هيفل على قدميه، كما زعم، لأن هيغل كان واقفا على رأسه، فقد دعوت أنا في أخر محاضرة قدمتها قبل خروجي من الحزب الشيوعي، إلى أنه قد آن الأوان لوضع الرجلين على جنبيهما. أي الإعتراف بأنهما من الموتي الذين لا يستطعون الوقوف على أرجلهم أو رؤوسهم. وما دمت لا أجد حرجا في نفس لاستخدام فكرة أوردها هيغل، لأنني اراها صحيحة، لا أجد حرجا كذلك في استخدام فكرة أوردها ماركس، لأني اراها صحيحة، مع الإشارة إلى مصادري في الحالتين. ولذلك فإن أية محاولة لاستدراجي لمواقف العداء للماركسية، مثلا، فشلت في الماضي وستفشل في المستقبل.
* ما قلته في أستقالتي من الحزب الشيوعي، وكان معي خالد وعمر وأحمد، كان على وجه التحديد هو التالي: سقط المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي، القائم على الفرز الطبقي التاريخي،بين البرجوازية والبروليتاريا، وذوبان الطبقات الوسيطة في المحورين الطبقيين الرئيسين، مع غلبة الإنحياز إلى البروليتاريا، بفعل التدهور الطبقي للبرجوازية الصغيرة والإفلاس الفكري والسياسي والأزمات الإقتصادية للبرجوازية ونظامها، بحيث تصبح النسبة الغالبة التي ربما تصل إلى تسعة أعشار المجتمع منحازة إلى البروليتاريا، والتي يكون بمقدورها عندها الإطاحة بالنظام البرجوازي وبناء المجتمع الإشتراكي المفضي إلى الشيوعية. هذه هي القسمات العامة للمشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي، والذي يمكن عرضه بصورة أكثر إسهابا في منبر مختلف.
هذا المشروع فشل، لأن التاريخ سار في غير الوجهة التي تنبا بها ماركس، بل سار في الحقيقة في الإتجاه العكسي لما تنبا به الرجل في حماسته الشبابية العارمة، وبدفع روحه الأقوى من الصخر كما قال عن نفسه:
The passions of my soul are rougher than the rocks of the mountain.
وبالمناسبة توصل ماركس إلى المفاصل الأساسية في نظريته كلها عندما كان عمره 24 سنة، ولم تكن حياته اللاحقة سوى تأكيد دغمائي نوعاما لمنطلقات كونها في بداية حياته. ولكن عبقريته تمثلت في شخصيته الآسرة، ومقدرته الأسطورية على الحجاج ومعارفه الموسوعية وقدرته الخارقة على نقد الآخرين.
سار التاريخ في اتجاه آخر، وتوسعت الطبقات الوسطى في المجتمعات المتقدمة التي توقع لها ماركس مستقبلا شيوعيا، على حساب البرجوازية والبروليتاريا كليهما، ولكنها توسعت خاصة على حساب الأخيرة. وصارت البروليتاريا: أي الطيقة العاملة الصناعية، المنتجة للقيمة الزائدة والمجردة من ملكية وسائل الإنتاج، وهذا هو التعريف الماركسي، الذي لا يمكن أن تستبدله بتعريف آخر وتظل ماركسيا في نفس الوقت، قد تقلصت أعدادها إلى ما دون العشرين بالمائة في كثير من المجتمعات، كما تقلص نفوذها الفكري والسياسي، لأن إنتاج الثروة، تحول بصورة حاسمة من اليد إلى الدماغ، ولأن المكون الفكري في كل أنواع البضائع صار المكون الأساسي، ولاسباب أخرى كثيرة.
يضاف إلى ذلك أن ترسخ الديمقراطية كقيمة إنسانية، وليس كإنجاز برجوازي محدود القيمة ومحصور تاريخيا، جعل التغيير بإقامة دكتاتورية طبقة من الطبقات، البروليتاريا أو غيرها، يتخذ طابع الردة وليس الثورة. كما أن العالم قد خبر طبيعة " الديمقراطية الإشتراكية" التي فر الناس منها فرارهم من الوباء وصوتوا بارجلهم كما يقولون، ليلوذوا " بجحيم" الراسمالية.يضاف إلى ذلك أن مفهوم الناس للعدالة تخطى المفهوم الماركسي بمراحل عديدة.
ما تجاهله ماركس اساساهو الذكاء الإنساني الذي يجعل طبقةمن الطبقات تتفادى الهزيمة الساحقة بتقديم التنازلات للخصم والوصول إلى حلول قائمة على المساومة، حتى ولو كانت جزئية، مقابل المواجهة التي يمكن أن تدمر كل شيئ. وهذا ما قامت به البرجوازية والبروليتاريا كلاهما، وغيرتا العلاقات بينهما على مر التاريخ وبتراكم التنازلات التي هي إنجازات وصكوك للقبول المشترك. كما قلل ماركس من قيمة العمل الذهني، الخادم للإنسانية كلها،مع التفاوت في ذلك، وألحقه بخدمة البرجوازية وحدها، كما تمثل في موقفه من المهندسين والإداريين وغيرهم.
سقوط المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي يجعل من الضروري البحث عن مشاريع أخرى وهذا ما كنا قد خطونا فيه، خطواتنا الصغيرة تلك.


Post: #27
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: أم سهى
Date: 12-20-2003, 11:52 AM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم
تحية واحترام
سؤالي هو ما هو رأي حركة حق في مقولة الحتمية التاريخية وهل هي جوهر اختلافكم فيها مع الحزب الشيوعي؟ وايضا ماهي وجهة نظركم في النظرية الدياليكتية
مع فائق الاحترام

Post: #28
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: nassar elhaj
Date: 12-20-2003, 12:40 PM
Parent: #27

الأستاذ الخاتم عدلان لك التحية وأيضا ترحيبا بك :

السؤال :
جميع قادة الأحزاب في السودان / كحالة تخصنا الآن / من أقصى اليمين الى أقصى اليسار وحتى الحركات والتتنظيمات التي تتأسس حديثا، يظل القادة أو الرؤساء مستقرين في مواقعهم، رغم ما يتم من وسائل منوط بها احداث هذا التغيير، مثل مؤتمرات أو مؤتمرات استثنائية، او انتخابات داخلية .. الى آخره، مما يتم الاستناد عليه كذريعة لاستمرار هذه الأبدية، لكن تظل النتيجة واحدة، والآن أتعامل معك انت كشاهد لقراءة هذه الحالة وأنت جزء منها حينما أصبحت قائد تنظيم، منذ تأسيس حق ظللت في هذا الموقع وفي تقديري هذا الحال واحد من أسباب عديدة تقود الى الانشطارات التي تحدث في الأحزاب السودانية وواحد من عناصر الركوض التي تقود الى تراكم في الاختناقات وتراكم في الاختلافات وتراكم في وجهات النظر الرافضة مما يقود الى الكثير من السلبيات والمشاكل في داخل التنظيمات السياسية السودانية ... اذن كيف تنظر أنت لهذا الأمر كحالة كلية رغم انها ظلت وصمة توجه فقط لحزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطية مع أنها حاضرة بنفس التكريس في كل التنظيمات ؟

Post: #29
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: degna
Date: 12-20-2003, 01:27 PM
Parent: #28

الاخ الفاضل امجد تحياتي

شكرا لفتحك هذا الحوار الثر الهام جدا

الاستاذ القدير الخاتم عدلان تحيات مؤدة وتقدير

س1 ماهي توقعاتك لمستقبل قوي السودان الجديد?
س2 لماذا لم تتحد قوي السودان الجديد ?
س3 ماهو تقيمك لاتفاق الحركة مع الحكومة ?
س4 تقيمك لتجربة مؤتمر البجا السياسية?

ولك الشكر الجزيل
ابنك
علي ادروب

Post: #31
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-20-2003, 02:07 PM
Parent: #1


شكرا عادل،
قلت أن الفساد الجوهري في السياسة السودانية، المتمثل في سقوط المشاريع الفكرية والسياسية لقواها الأساسية، مع إستثناء مشروع السودان الجديد، لا يمكن نقده من مواقع سياسية، بل من مواقع فكرية. والفروق هنا دقيقة جدا، فنقد الفكر السياسي هو سياسة أيضا. ولكنك إذا مارست هذا النشاط من مواقع حركة صغيرة كحركتنا فإنك تؤلب ضدها قوى ربما تتمكن من سحقها. وفي هذا قراءة لتجربتنا السابقة مع القوى السياسية، لأنها تعاملت معنا، ليس كحركة صغيرة لا تمثل خطرا مباشرا على هذه القوى،كما هي بالفعل، بل كحركة كبيرة تستحق تكاتف الجهود في سد الأبواب في وجهها. وقد حدث ذلك لعدة عوامل، منها ضعف هذه القوى نفسهاووعيها بخوائها بحيث يمكن لحركة صغيرة أن تلحق بها الضرر، وللمواقف الإقصائية للحزب الشيوعي وثاراته التاريخية ضد الإنفساميين والعمل على " تصفية الإنقسام"، مع أننا أوضحنا أننا لسنا إنقساميين، لأننا لا ننافس الحزب الشيوعي على راية يرفعهاأو نظرية يدعو لها أو إسم يتيه به على العالمين. بعضنا خرج من الحزب الشيوعي دون أن يكون منقسما عنه، وأغلبنا لم تكن له سابق صلة بالحزب الشيوعي، ومنها أن الذين كانوا يدعون تأييد إنضمامنا للتجمع، يلوذون بالصمت السعيد عندما يسحب البند من الأجندة أو عندما يعرض للتداول.
المهم أن تكاتف هذه القوى ألحق بنا ضررا كبيرا اورد البعض منا موارد اليأس من المشروع كله فابتعد وجعل آخرين يجمدون نشاطهم انتظار ليوم تتغير فيه الأحوال.
من الناحية الأخرى ممارسة النقد السياسي للأحزاب والبرامج، إذا جاء من فرد، فإن المسؤولية عنه تكون فردية ولا تطال الآخرين إلا بصورة غير مباشرة. ومن هنا يصبح هو الموقع المناسب
توصلنا في آخر إجتماع للجنتنا التنفيذية إلى أن قيادة الحركة من الخارج، ليست فعالة، ولا صحيحة ولا أخلاقية. ولذلك يجب نقل القيادة إلى الداخل بصورة كاملة في ظرف محدد. وتركنا لمن يستطيع من أعضاء الحركة أو من اللجنة التنفيذية، أن يذهب إلى السودان، الباب مفتوحا للمشاركة في قيادة الحركة وفق لوائحها ووفق تصورات أعضائها في الداخل. ولكن لن تكون قيادة الحركة في الخارج، رغما عن وجود بعض المهام التي يقوم بها من يبقون بالخارج. ونسبة لانني لم أقرر الذهاب إلى الداخل نهائيا في الوقت الراهن، فإنني سأستقيل بالفعل عندما نتمكن من نقل القيادة إلى الداخل. والأسباب التي لا تمكنني من الذهاب إلى الداخل حاليا، كثيرة، وكانت مقنعة لأعضاء اللجنة التنفيذية. إذا تغيرت هذه الظروف وتمكنت من الإنتقال نهائيا إلى السودان، وبعد إنجاز بعض المهام، سأكون في خدمة الحركة في الموقع الذي تختاره لي.
* أما عن فشل الحركة في أداءالمهمة التي نذرت نفسها لها، فربما تكون الإجابة سابقة لأوانها، وأذكر أن شوين لاي، وزير خارجية الصين ورئيس وزرائها الأشهر، سئل عن تقييمه للثورة الفرنسية بمناسبة مرور مائتي عام على اندلاعها، فما كان من هذا الكاهن الكبير إلا أن يقول: ما زال الوقت مبكرا جدا على تقييم تلك الثورة!!
لا أريد ان أقول ذلك، كما لا أريد أن أقطع سيرورة ماثلة بالوقوف عند واحدة من محطاتها ولكني أقول أن الحركة فشلت حتى الآن، وهذا الإستدراك هام جدا، في أداء تلك المهمة. وإذا كنت قد ذكرت طرفا من الأسباب التي أدت إلى ذلك، فربما أزيد هنا، أن مجرد تسمية بعض القوى لنفسها بالقوى الجديدة، لا يعني مطلقا أنها كذلك. بل يمكن أن تستبطن هذه القوى أساليب في الأداء، وتتبنى مناهج ومواقف إزاء الآخرين تكون موغلة في القدم من حيث بعدها عن الإستنارة والحداثة وهذا يشير أيضا إلى أهمية الجهد الفكري في تحديد شروط واستحقاقات الإنتماء لهذه القوى والمساعدة على بلورتها من خلال تعميق المشروع قبل السعي العجول للم الكيمان، وربما تكون هذه هي الجولات الجديدة التي تستعد لها حق مع كل من يرغب في السير على الطريق
* حال بيننا وبين دخول التجمع، بصورة رئيسه محمد عثمان الميرغني والحزب الشيوعي السوداني. كان يمكن أن أحصر المسألة في ممثليه الإثنين أو الثلاثة لو أعلن الحزب الشيوعي نفسه أنه يقف مع حقنا في دخول التجمع، ونسبة لأن ذلك لم يحدث ذكرت الحزب، مع علمي أن كثيرين من أعضائه يستنكرون هذا الموقف. وقد نتج ذلك عن صفقة بين الميرغني وممثلي الحزب الشيوعي، بأن يقف الحزب مع الميرغني في تحجيم الصادق المهدي وعدم إعطائه الدور الذي يطالب به في التجمع مقابل قيام الميرغني بقفل أبواب التجمع في وجوهنا. وقد حدث ذلك الإتفاق في وقت محرج بالنسبة للميرغني إن كان يشعر بالحرج. فقد اجتمع بنا هنا في لندن وطلب منا تقديم الطلب وتعهد بقبوله، لأنه مستعد، كما قال لقبول الهندي نفسه إذا تقدم لنيل العضوية، وأنه أعلن ذلك على رؤوس الأشهاد. وقد دبجنا نحن الخطابات التي نشرناها على عضويتنا وعلى الناس في الصحف السيارة، حول الموقف الوطني للرجل والذي عبر عن نفس كبيرة مشغولة بهموم الوطن، كما جاء في خطابنا. عندما قال لي الأخ مبارك المهدي في أسمرا أن الميرغني لن يسمح بدخولكم، شعرت بأنه يستهبلني، لأنه كان على رأس المكتب التنفيذي الذي رفض طلبنا في البداية. وعندما قلت له أن الميرغني تعهد لنا قبل عدة أسابيع في لندن، قال لي أن موقفه الآن تغير ولن يسمح لكم بالدخول. ولم أصدقه. إلا أن الوقائع الصلبة أثبتت صدقه. فقد قاوم الميرغني وضع الطلب في الأجندة. ثم عندما وضع بإصرار من السيد الصادق المهدي والمرحوم الدكتور عمر نور الدائم، قال أن لديه أسئلة يريد أن يوجهها لي وسيعرض الطلب في الجلسة التالية بعد ثلاثة أشهر. وعندما ألتقاني في اليوم التالي لم تكن لديه أية أسئلة، بل قال لي " نحن سنسأل عنكم ناسنا في الداخل وننتظر الإجابة " قلت له ومن ناسكم في الداخل، ولماذا تسألونهم في حالتنا ولم تسألوهم في مناسبات أخرى، ثم أين وعدك لنا في لندن؟ قال لي الشيوعيين معنقدين ودايرين نقنعهم. قلت له إذا كان الأمر كذلك فلا ترفع عنهم الحرج بعدم عرض الموضوع، بل اطرحه ودعهم يعبرون عن معارضتهم. أوصاني بالصبر. في الإجتماع التالي ذكره دكتور عمر نورالدائم بطلب حق، وهل سألت الرجل قال له قررت أن أكون لجنة للنظر في الطلب. وقال له دكتور عمر يا مولانا المطاولات والبتاع البتعمل فيه ده شنو، الرجل ناصب ليه خيمة ثلاث أيام قدام محل الإجتماع ده، ما تناديه حسه ونخلص من الموضوع ده, أصر مولانا على تكوين اللجنة. التي ألتقت بي بعد ثمانية أشهر وحضرت لها كل الوثائق التي طلبتها وأسماء العضوية المطلوبة بعناوينهم. أوصت اللجنة برئاسة الفريق عبد الرحمن سعيد وعضوية كل من دكتور فاروق أحمد آدم والأستاذ أمين شنقراي، والأستاذ أزرق زكريا، والدكتور شريف حرير، وبالإجماع، بقبول توصيتنا. وقال لي أعضاؤها: ليس من المفروض أن نكشف لك توصياتنا، ولكن لما نراه من حقكم المهضوم، ومن إزدواج المعايير في التعامل معكم، نقول لك إننا أوصينا بالإجماع بقبول طلبكم وسنعرض تقريرنا في أول الإجتماع. وتنفسنا الصعداء لانتهاء رحلة استمرت عامين وزيادة ولكن الطلب لم يعرض.
في اليوم الثالث اتصلت بمحمد عثمان الميرغني بالتلفون،لتعذر اللقاء به، وقلت له لماذا لم تطرحوا الطلب. قال لي اللجنة لم تسلم الفايل. قلت له اعضاء اللجنة أبلغوني أنهم سيسلمون الفايل لك بمجرد حضورك، (كان قد تأخر أسبوعا كاملا عن موعد الإجتماعات مع إغلاق كل وسائل الإتصال به) قال لي ولكنهم لم يسملوه، فأرجو أن تتابع هذا الأمر مع عبد الرحمن سعيد. قلت له بل سأتابعه معك أنت لأن الفريق عبد الرحمن وأعضاء اللجنة الذين التقيهم عدة مرات في اليوم الواحد أبلغوني أنهم سلموك الفايل. وأنا أصدقهم لأن نفس الفايل كان يحوى تعليق عضوية الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم، وما دمتم قد استدعيتم الأستاذة فاطمة، وطلبتم منها الإعتذار، فهذا يعني أنكم اطلعتم على الفايل. قال لي أنه ليس على تربيزتي حاليا. يعني يكون ضاع؟ لا أعرف ولكن تابع مع عبد الرحمن.
طيب يا مولانا، أنت قلت لي في الإجتماع السابق أنك ستعمل على "تليين" رؤوس الشيوعيين، فماذا فعلت في ذلك؟ قال لي أنني كلفت فتحي شلا للإتصال بهم. قلت وماذا كانت نتيجة اتصالاته؟ قال لم يبلغني حتى الآن. وهل سألته؟ كدى قول خير الموضوع ده بنلقى ليه حل
استوثقت تماما أن هأ الرجل المقدس، قد كذب علىّ فيمايتعلق باللجنة، وآليت على نفسي أن أتحقق من كذبته الثانية حول الدور المسند إلى فتحي شلا وكنت قد التقيته اليوم السابق ولم يذكر لي أي شيء عن اتصالاته بالشيوعيين.
ذهبت إلى شقة الإتحاديين في مدينة سمبل السكنية الحديثة، وكنت أسكن بحي "أخريا " وهي كلمة معادلة لزقلونا،اطلقت على حي مشابه لزقلونا، وكنا الحركة السياسية الوحيدة التي تقيم هناك لاسباب لا تخفى على أحد بينما يقيم الآخرون في سمبل وترافولتا، وهي أرقى أحياء العاصمة الجميلة اسمرا.
إنتطرت مع شباب الإتحاديين الدمثين اللطفاء، والغافلين في نفس الوقت عن طبيعة السيد الذي يقودوهم. جاء أولا الدكتور فاروق احمد آدم فحكيت له القصة على انفراد فاحمرت عيناه وقال لي الراجل ده.... ولم يزد من الغضب ومن هول الكلمة التي كادت تخرج من فمه. ولكنه بعد أن هدأ قال لي أنه سيتحدث إليه اليوم. ثم جاء بعد ذلك فتحي فدخلت معه غرفته. وأحتلت عليه، فليغفر لي ذلك، لأنني لم أشأ إيقاظ قرني استشعاره بذكر محادثتي مع محمد عثمان الميرغني. قلت له ماذا فعلت لنا مع تجاني؟ قال لي وماذا تريدني أن أفعل؟ قلت له: مناقشته في أمر دخولنا التجمع. قال لي يا أخي إنت ما كونوا ليكم لجنة؟ أنا دخلي شنو في الموضع ده؟ طيب اللجنة لم تكلفك بالإتصال بالشيوعيين؟ لم تكلفني بأي شيئ من هذا القبيل فهذا من صلاحياتها. ثم ثانيا أنا آخر زول يختاروه للحديث مع تجاني. نفذت مباشرة إلى نقطتي" طيب يا فتحي مولانا ما كلفك بالإتصال بهم؟ يا أخي قلت لك لم يكلفني أحد. وهنا أخذت بعضي وذهبت. وعرفت أن هذا الرجل قد كذب عليّ مرتين في محادثة تلفونية واحدة، وأن أكاذيبه انطوت على كثير من الغباء، ربما لأنه يعتمد على أن أحدا لا يشك فيه. فلماذا يبذل مجهودا غير عادي لتجميل كذبته وإخفائها؟ هذا هو زعيم أحد الأحزاب الكبرى في السودان، عاريا أمام حركة صغيرة لا خطر منها على أحد فكيف بالقضايا الكبيرة، قضايا الوطن والبناء والنهضة. وكيف يتوفر الإحترام بين الأجيال، وما الاحترام في حقيقته سوى شعور الجيل اللاحق بانجازات الجيل الذي سبقه ووقوفه على تلة تلك الإنجازات ليرى المسافات الأبعد ويتبنى الأهداف الأكبر. وما هو شعورك عندما تجد نفسك واقفا على تلة من الأكاذيب.
وقف معنا، حزب الامة، ممثلا في الصادق المهدي وعمر نور الدائم ومبارك المهدي وصديق بولاد. طالب الصادق المهدي بضمنا داخل الاجتماع و هو الذي يعلم علم اليقين اننا خصومه،ووقف معنا الرجل الشهم الواضح عمر نور الدائم كما وقف معنا مبارك وصديق ووقف معنا الاتحادي الديمقراطي ممثلا في كل قياداته ما عدا محمد عثمان الميرغني الذي بيده وحده الحل والعقد، كما وقف معنا عبد الرحمن سعيد وشريف حرير وامين شنقراي وازرق زكريا.
* أسهبت في ذلك لأنني ارى ان ذلك كان سقوطا من قبل الاحزاب المذكورة في امتحان الديمقراطية منذ الخطوات الاولى وإن كانت الأعلي صوتا في التشدق بها. ولأن من حق الناس أن يعرفوا حقيقة زعمائهم وبعد ادعاءاتهم عن حقائقهم وليحكموا عليهم على هذا الأساس. ليست لدينا قضية شخصية مع واحد من هؤلاء ولكنه الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه. كما أن الإحترام إنجاز شخصي يتعلق بالأفعال وليس ضريبة يؤديها اشخاص مجذوبون. وسينال الميرغني احترامنا كاملا إذا انسحب إلى المجال الذي يخصه وهو قيادة الطائفة، وترك السياسة لأصحابها. حينها يمكن أن نزوره حاسري الرؤوس، أما إذا بقي هنا، حيث لا انتماء له ولا معرفة ولا خصائص ولا مؤهلات، فليستعد لحماية عمامته نفسها من العواصف. وقد كانت حق حركة صغيرة أثارت قضية هائلة الحجم.
* موضوع الحركة الشعبية موضوع كبير، ويجب أن يظل مفتوحا للحوار بين كل القوى الحادبة فعلا على مستقبل السودان. وقد ارتكبت الحركة خروقات لحقوق الإنسان وردت في تقارير منظمات حقوق الإنسان، وقد عزاها الدكتور منصور خالد في دفاعه المثقوب عن الحركة، إلى " بعض القادة الميدانيين" والتعبير غريب جدا لأن كل قادة الحركة"ميدانيون" ولكن الفكرة الأصوب هي دعوة الحركة لتكوين لجنة "للحقيقة والمصالحة" تشمل كل من خرق حقوق الإنسان سواء من الحركةأو الحكومة أو الأمن أو الجيش أو قوات الدفاع الشعبي وأو قوات التحالف السودانية أو المؤتمر الشعبي أو غير ذلك. أما فيما يتعلق بدكتاتورية القيادة، فيجب معالجة هذا الأمر في سياقه العسكري والسياسي، وهو غلبة البعد العسكري والتكوين العسكري على ما عداه من أبعاد الحركة، ووجودها الدائم تحت ظل السيف. ويمكنك أن تلاحظ حاليا أن الحركة دفعت بكوادر كثيرة ومقتدرة لساحة العمل السياسي وهؤلاء لا يمكن قيادتهم هنا بالطريقة القديمة. مما يشير إلى أن تغييرات كبيرة ستحدث في ممارسات الحركة ومناهجها وكيفية قيادتها. والأمر الأكثر أهمية أن الحركة عندما تعوم في بحر الديمقراطية فإنها إما أن تغير مناهجها التي كانت مفهومة، وإن لم تكن مقبولة، في فترة سابقة وإما أن تتحول إلى قزم سياسي يحمل الحراب. وأعتقد أن الحركة واعية بهذا التحدي الهائل عندما طرحت قضية تحولها من جيش إلى حركة جماهيرية من حلفا إلى نمولي. هل نستطيع نحن أن نسهم في ذلك؟ هذا هو السؤال.
وهو سؤال مهم لأنه لا يمكن مخاطبة قضية وحدة السودان على أسس جديدة بتجاهل الحركة الشعبية دع عنك عدائها. وإذا كنا حقانيين فيجب علينا أن نذكر أن الحركة الشعبية وليس أي تنظيم سياسي آخر، شمالي أو جنوبي، هي التي طوت المشروع الأصولي عن نصف البلاد تقريبا وخلخلته بصورة كبيرة في الأجزاء الأخرى، وسهلت لناإتمام المهمة. وهو يقتضي الإعتراف بالجميل على أقل تقدير. وهناك الكثير الذي يمكن أن يقال في هذا الموضوع ولكني اكتفي بهذا.
* لم أنشر بعد وإن كانت لدي مخطوطات كثيرة أتمنى أن أتمكن من اعدادها للنشر.
آسف لقطع الإجابات حاليا لاستدعائي للعمل ولن أتمكن من مراجعة هذا النص فمعذرة


Post: #32
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Omer54
Date: 12-20-2003, 02:58 PM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم

تنؤ اغلب الاحزاب ان لم تكن كلها بانشقاقات متعدده. برايك هل غياب الديمقراطيه داخل هذه الاحزاب هو السبب؟ و اذا كان هذا صحيحيا فكيف يمكن للمارسه الديمقراطيه ان تسود العمل داخل هذه الاحزاب.

Post: #33
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Adil Osman
Date: 12-20-2003, 03:30 PM
Parent: #32

الخاتم عدلان
تحياتى

نعلم انّ لديك خبرة فى نشر الكتب ودور النشر. يرغب الكتّاب والمبدعون فى هذا البورد فى انشاء دار صغيرة لنشر كتاباتهم وكتابات غيرهم من السودانيين الذين يتطلعون الى وطن ديمقراطى ومسالم وشغوف بالكتب ورحيم بالكتّاب.

ما هى نصيحتك واقتراحاتك فى هذا الشأن؟

Post: #34
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Tumadir
Date: 12-20-2003, 04:07 PM
Parent: #33

استاذ الخاتم...

بغض النظر عن نقاط احتلافكم مع حزب سابق.و.الذى قاد للانشقاق ..كيف تقيم الا نشقا قات الحزبيه فى وقوعها بين هدر للطاقات .الديمقراطيه...وتفعيلها...خاصه والاحداث فى الساحه السياسيه اليوم على اسخن احوالها.. وفى بالنا ان المواطن السودانى قد اصيب بخيبات امل متواليه من فرط الذى اصابه من التخبط فى السنين الاخبره...من خيارات و تحديات.؟؟؟

Post: #35
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: عاطف عبدالله
Date: 12-20-2003, 04:38 PM
Parent: #34

الأستاذ والمفكر والصديق الخاتم عدلان
لا زالت أذكر تلك الأمسية التي أجتمعنا فيها وأسئلتي التي أستمرت لنصف نهار لا زالت تدور في رأسي وردودك وسعة صدرك والزمن الذي أفردته لي وأنا الذي أتيتك لا أمثل إلا شخصي الضعيف تعبيرا كافيا عن أصالتك ومتانة معدنك...
أختلفنا في أشياء وأتفقنا في أشياء ولكن ما أختلفنا حوله تضائل أمام ما أتفقنا فيه .. لا أريد أن أسئل .. ولكنى أحتفظ بحقي في الأسئلة ..
لك الود مسيج بأحترام عميق

Post: #36
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Deng
Date: 12-20-2003, 04:50 PM
Parent: #1


أستاذ الخاتم.

ما هي فرص الوحدة والسلام في السودان اليوم؟ إذا آخذنا في الاعتبار الممارسات التي تمت من قبل الحكومات التي مرت على البلاد منذ الاستقلال, خصوصاً من قبل حكومة الجبهة الإسلامية. ونجد أيضاً ركود سياسي غريب من قبل القوة الديمقراطية التقدمية في السودان, فهي قد كانت أحد الأسباب الرئيسية التي أقنعت أهل الجنوب بوحدة البلاد. لكن نجدها اليوم تائهة ومختلفة في كل الاتجاهات تاركة الساحة لأحزاب ذو توجهات غريبة وجديدة على السودان أنا أقصد هنا حزب الأخوان المسلمين. كما أري أن الصادق المهدي قد بلع الطعم وصار في نفس الاتجاه ونصب نفسه إماماً, فكيف يكون حال سودان المستقبل إذا تم حكمه بواسطة إمام؟

Deng.

Post: #37
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Raja
Date: 12-20-2003, 05:14 PM
Parent: #1


الأعزاء أمجد وبهاء،،
أنا ما غايبة.. بس أتابع،،
لاحقا،،

Post: #39
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: abdelrahim abayazid
Date: 12-20-2003, 06:19 PM
Parent: #37

استاذ خاتم تحية واحترام
من المذكور اعلاه اسال
محمد عثمان الميرغني كاذب كما اوردت في سردك للاحداث الا تعتقد انه قد يكون( سيدي) قد كذب عليك ايضا في انه
يرجع الي الحزب الشيوعي في موضوع حق .
لماذا سكت عن الذين صمتوا عند تحويل الاجندة او رفعها الا تري انهم اضروا اكثر بصمتهم؟
نعم ان حق لم تتكون من الخارجين من الحزب فقط لكن ايضا
تكونت من اشخاص تعاملوا مع الحزب الشيوعي بعداء ومرارات وكان لقادة حق دورا في نكت تلك المرارات ومحاولة استخدامها كعامل في جذب عضوية لها وان هذا الحزب لايصلح لهم فهل تعتقد ان هذا التصرف كان سليما
حينها لحركة تطرح نفسها كحركة جديدة ترفض ممارسات الاحزاب؟

Post: #38
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: zumrawi
Date: 12-20-2003, 06:09 PM
Parent: #1

استاذ الخاتم عدلان
الاترى ان الانشقاقات فى الاحزاب مصنوعة امنيا باختراق
الجبهة الاسلامية للاحزاب
وبشكل اخر كيف يمكن التمييز بين الانشقاق كنتيجة لتكلس الحزب او تخريب العدو المشترك الجبهة الاسلامية
اذا كان الخروج من الحزب الشيوعى لاسباب ادارية لماذا
التخلى عن النظرية الجدلية اساس الفكر المادى
هل الاحزاب السودانية لاتحتمل حقيقة الاصلاح من الداخل
ماهو الاساس النظرى لجماعة حق وهل هى حركة فكرية ام برامجية

Post: #40
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-20-2003, 07:47 PM
Parent: #1


الأخ عادل،
إستكمالا لإجابتي على أسئلتك أقول أننا لن نمانع مطلقا، بل نرحب، أن نذوب حركتنافي أي تنظيم ديمقراطي جديد تتفق عليه الأطراف المتوافقة الأهداف، وأحيلك على تعليقي السابق لطبيعة حركتنا كمنبر.


Post: #41
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-20-2003, 08:48 PM
Parent: #1


الأخ أبو ساندرا:
كما قلت في أجابتي على سؤال سابق فإن عملية الإنضمام لهذا التحالف يقررها القبول بأهدافه، والتي يمكن أجمالها فيما يلي:
الديمقراطية كنظام سياسي ونسق ثقافي ونسيج أجتماعي وكأرث إنساني لا غربي ولا شرقي، يمارس على مستوى الدولة والحركة السياسية التي تتصارع أحزابها ديمقراطيا من أجل الوصول إلى السلطة، و على مستوى منظمات المجتمع المدني والعلاقات العائلية. وكحريات أساسية في التعبير والإجتماع والتظاهر السلمي والإضراب.وكفصل للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
العدالة الإجتماعية بأبعادها النوعية، أي المساواة في إطار التمييز الإيجابي،بين الرجال والنساء، وتمكين المرأة في المجتمع، وحريتها في بناء تنظيماتها الخاصة السياسية والإجتماعية. ومحاربة الأيديولوجيا المعادية للنساء والحاطة من قدرهن بأي وجه من الوجوه، وتحريم تشويه الجسد الإنساني بالمبررات الثقافية أو غيرها.
ثم بأبعادها الطبقية، أي تمكين المنتجين من جنى ثمار إنتاجهم، وإقامة علاقات أنتاج عادلة، في كل القطاعات الإنتاجية خاصة أو عامة، وإعادة تعريف العملية الإنتاجية بأعطاء الإعتبار الكافي لكل المكونات التي لا يمكن قيامها إلا بها. ونخص هنا العمل الذهني التصميمي والتخطيطي، ورأس المال. ونبرز هذه النقطة لأن هذين العاملين من الفعالية الإنسانية لم يجدا حقهما من التقييم في نظريات العدالة الإجتماعية السابقة وخاصة الماركسية منها والتي أعتقدت خاطئة أن رأس ا لمال طفيلي في جميع الأحوال،حتى وإن وظف في إنتاج الخيرات المادية التي لا غنى للمجتمع عنها، وأن العمل الذهني خدمة لرأسمال المال الطفيلي وليس مكونا عضويا للعملية الإنتاجية، ومنتجا للقيمة الفائضة يفوق في عائده العمل اليدوي. وقد أشرت في عدد من المرات إلى أهمية المقارنة بين جنى التفاح في مزرعة ما، وهو عمل يدوي، وتفاحة نيوتن التي أدت إلى أكتشاف نظرية الجاذبية، لتوضيح هذه العلاقة.
ثم ببعدها الإثني المتمثل في المساواة بين الإثنيات المختلفة في الوطن الواحد،دون أضطهاد أو إستعلاء، دون قمع أو تهميش، دون كراهية أو دونية أو تحقير، وتوفير الفرص لها في تسيير المجتمع على كل المستويات السياسية و الإقتصادية والثقافية والإجتماعية. وتمكينها، وتمكين الجميع في حقيقة الأمر، من أتخاذ القرارات التي تمس حياتهم على أدني مستوى إليهم.
وتتمثل العدالة كذلك في المساواة بين الأديان، وتمكين معتنقيها جميعا من ممارسة شعائرهم الدينية، وحريتهم في الدعوة لأديانهم بالحسنى، مع فصل الدين عن الدولة، باعتبار ذلك هو الضمانة الوحيدة لعدم التمييز بين الناس على أساس ديني، وباعتباره الوسيلة الوحيدة لإخماد نيران الفتنة الوطنية وإشاعة التآخي بين الناس. ويدخل في فصل الدين عن الدولة فصل الطائفة عن الحزب، باعتبار ذلك وجها أساسيا لإفحام الدين في الحياة السياسية وإفسادهما معا. ولا يصدر هذا القول عن إنكار لدور الأديان، بل عن حرص على صونها من الأهواء ومن دنس المصالح الأنانية التي يجبرها قبحها لأن تلوذ بالدين مسربلة نفسها برداء جميل يداري قبحها وأنانيتها. ولنا في تجربة الجبهة الإسلامية، بل في تجارب كل الدول الدينية، قديما و حديثا، عبرة لمن يعتبر. الدين غير السياسة والسياسة غير الدين ولا يخلط بينهما إلأ دجال. وهذا لا ينفي على كل حال، بل يؤكد إستلهام الناس لقيمهم الدينية في مسلكهم في كل مناحي الحياة، سباسية أو غير ذلك.
نحن نفصل مستويات العدالة الإجتماعية لأننا لا نؤمن بأن حل المشكلة الإقتصادية، على أهميته البالغة، سيؤدي تلقائيا إلى حل المشاكل الأخرى المتعلقة بعدالة الإجتماع البشري. وهذه تعد كذلك مفارقة وتخطي لأية نظرية تنطلق من أن هناك عامل واحد حاسم ومحدد لكل العوامل الأخرى كما تعتقد الماركسية، خاطئة، في تحليلها لمكانة العوامل الإقتصادية.
توفير الخدمات الأساسية للناس كافة من تعليم ورعاية صحية وماء وكهرباء وشوارع وأمان منزلي وضمانات إجتماعية.
وصيرورة السودان جزء لا يتجزأ من الحضارة المعاصرة واخذه من إنجازاتها دون حرج حتى الوصول إلى مرحلة الإضافة إليها وتوسيعها.
إحترام حقوق الإنسان، وتوقيع كل الإتفاقات والعهود الدولية التي لم يوقعها السودان، والإلتزام بها.
هذه هي المفاصل الأساسية القابلة للإضافة لهذا البرنامج ومن يقبلها تفتح له الأبواب واسعة لدخول هذا التحالف.
هل هي نفس قوى البرنامج الوطني الديمقراطي. لا ليست هي. ودعنا نكون واضحين حول الأمر ولا نسمح بلبس أو غموض. البرنامج الوطني الديمقراطي، المطروح من قبل الحزب الشيوعي السوداني، هو حلقة دنيا من برنامج شمولي حلقتاه الأساسيتان الأخريان الإشتراكية والشيوعية. أي أنه مجرد مدخل لبرنامج آخر يؤمن به البعض، في مغالطة كلية للتاريخ، ولا تؤمن به أغلبية قوى التغيير في بلادنا. وقد أشرناإلى أن ربط برنامج النهضة والديمقراطية بحلقات أخرى هو السبب الجوهري في تشرذم هذه القوى. وستكون إساءة غير عادية لذكائنا إذا قيل لنا أننا سنتحد لمرحلة معينة، نفتك بكم بعدها على أعتاب مرحلة طبقية جديدة. الذكاء السوداني العادي تخطى مثل هذه الألاعيب. وفي هذا إجابة على ما ذكرت من ضرورة إصلاح الكيانات القائمة. ولكن إذا راجعت هذه الكيانات، من تلقاء نفسها، برامجها وفق هذه المفاهيم، فإن فيها مناضلون أخيار يمكن أن يكونوا إضافة عظيمة لهذا البرنامج.
ولك الود كله والإعزاز.

Post: #42
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Al-Masafaa
Date: 12-20-2003, 10:14 PM
Parent: #41

الاستاذ / الخاتم عدلان

تحية طيبة،

ماهو موقف حق من الحركة الشعبية و العمل العسكرى المعارض عموما؟ و ما هو راى حق فى مفاوضات السلام الدائرة حاليا بين النظام والحركة و التجمع و اخيرا اين تجد حق موقعها اذاعم السلام و الاستقرار علما بان حق غير منتمية ولا متحالفة لا مع النظام و لا مع التجمع؟
لك الشكر و التقدير

Post: #43
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Adlan Abdelaziz
Date: 12-20-2003, 11:14 PM
Parent: #1

الأخ الخاتم،

التحيات الطيبات لك والشكر لثورة المعلوماتية التى جعلت هذا التواصل ممكنا. كتبت فى هذا الموقع قائلا" وقد نتج ذلك عن صفقة بين الميرغني وممثلي الحزب الشيوعي، بأن يقف الحزب مع الميرغني في تحجيم الصادق المهدي وعدم إعطائه الدور الذي يطالب به في التجمع مقابل قيام الميرغني بقفل أبواب التجمع في وجوهنا". هل ماذكرته تقرير لحادثة حقيقية يمكنك اثباتها، أم أنه من باب الرأى والاستنتاج؟ موقف التجمع من كثير من القوى الراغبة فى العمل معه موقف غير مسؤول وغبى فى نفس الوقت، بل مناقض لفكرة التجمع الأساسية المتمثلة فى توحيد قوى المعارضة الديمقراطية فى منازلة النظام الفاشى. حرصنا البالغ على وحدته سيورده موارد الهلاك ان لم نحرص على نقد مسيرته بنفس المستوى.

ترددت فى طرح هذا التسآؤل الآن قبل فراغك من الرد على كل الآسئلة، ولكننى تشجعت بحسبان أن عنوان الموضوع "نقاش مفتوح.."

خالص الود،

عدلان أحمد عبدالعزيز

Post: #44
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 07:52 AM
Parent: #1


اخي العزيز الفنان المجدد الموهوب موصلي:
أتمنى أن تكون أنت وأسرتك بألف خير، كما نتطلع إلى سماع الجديد المغني للروح.
نقاط الإتفاق مع الحزب الشيوعي هي الوطن، الديمقراطية، الحداثة، الغيرية والتضحية. وكدت أقول العلمانية لولا أن كلمات الأستاذ محمد إبراهيم نقد عن قبول الحزب لقوانين دينية أنتصبت أمامي وقطعت عليّ الطريق، مع أني أعلم أن الحزب به أغلبية علمانية، ولكن الأغلبية لا تحدد خط الحزب الشيوعي، بل يحدده وحده، السكرتير العام. وإلا فأي مؤتمر للحزب قرر قبول أمر خطير كهذا؟
والاختلاف معه هو الوسائل لكل ذلك، والغايات النهائية التي يبتغيها المجمتمع. فالديمقراطية بالنسبة لحق، هي نظام إنساني ذو ملامح محددة، وطبيعة فوق طبقية، أي أن الديمقراطية الحالية، ليست ديمقراطية البرجوازية، بل هي ديمقراطية الطبقات كلها والناس أجمعين. وقد وجدت لتبقى، وتتطور من داخلها، لا أن تلغى ويستعاض عنها بدكتاتورية البروليتاريا أو ديمقراطيتها. ولا يمكن لأحد أن يقول لي أن الحزب لم يعد يؤمن بدكتاتورية البروليتاريا، لأن الحزب لم يصدر أي قرار من مؤتمر معروف،تداولي أو استشاري أو غيره، يتخطى تلك الصيغة. وفي الحقيقة كانت تلك واحدة من القضاياالجوهرية، التي أخرجتني من الحزب الشيوعي. وصحيح أن البرجوازية تستفيد من هذه الديمقراطية أكثر من سواها من الطبقات، ولكن تعديل هذا الواقع، من خلال الترقي السلمي في مدارج العدالة الإجتماعية، كفيل بتغيير هذه المعادلة الظالمة. ونختلف كذلك في المركزية الديمقراطية، التي ترقت فصارت الديمقراطية المركزية، في مشروع اللائحة الجديدة، دون نغيير جوهرها، وهذا من قبيل الإستهبال الفكري، الذي لا يغير من طييعة الأمور، وقد أسميت هذه البنية التنظيمية الصماء " داء الحزب العضال" ولا أعتقد أن القيادة الحالية للحزب، قادرة نظريا على تخطي هذه البنية حتى إذا غيرت إسم الحزب.أقول ذلك لأن المركزية الديمقراطية ( وقلت أيضا أن الديمقراطية موجودة هنا كخادمة ذلول لمعبودتها المبجلة التي هي "المركزية" وليس كصفة أو نديد) مرتبطة بالمشروع كله، أي ضمان قيادة الطبقة العاملة للوصول إلى المجتمع الشيوعي ومحو الطبقات. فإما أن يكون التغيير شاملا أو لا يكون.
الشيئ نفسه يقال عن الحداثة، وهي انها بالنسبة لنا غاية في حد ذاتها، لخدمة الإنسان الذي هو غاية في حد ذاته، وليست وسيلة لإنتاج الطبقة العاملةب الجملة، وتغليبها في المجتمع، وتمكينها من الإطاحة بالنظام الديمقراطي وتخطيه إلى التيه الإجتماعي المسمى بالمجتمع الشيوعي.
نختلف كذلك حول العلاقة مع قوى السودان القديم، وإلى متى نظل تابعا ذليلا لها، وإلى متى نتملقها للحصول منها على صكوك الوجود، الذي تقلص فأصبح وجودا شخصيا لا غير. وأحيلك إلى بيان الحزب الشيوعي حول أتفاق الميرغني طه ( أو إتفاق طه- الميرغني، كما صححني أخي مروان الرشيد) تجد أنه لا يشير مطلقا للطريقة التي أهان بها الميرغني كل أطراف التجمع، عندما وقع الإتفاق دون أن يرجع آليها، ناسفا بذلك نسفا قاسيا كل الأساس الذي يقوم عليه التجمع. وهو يقول للميرغني من طرف خفي، يا ريس سر بعون الله، ولكن اسمح لنا بكلمتين، نرضي بهما أتباعناالقلائل الهبل هؤلاء. هكذا هان الحزب الشيوعي على نفسه وعلى الناس. وهكذا صار ذيلا ذليلا، وهرا بائسا، وقد كان الأسد الهصور الضرغام عندما كان يقوده عبد الخالق وجوزيف والشفيع.
هذه نقاط لا تستوفي سؤالك الكبير حقه من الإجابة،ولكنه خيط أرجو أن نلتقطه مرة أخري.
ودمت لأخيك،
خاتم

Post: #73
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Elmosley
Date: 12-24-2003, 03:41 PM
Parent: #44

شكرا عزيز الاستاذ الخاتم عدلان علي تغضلكم بالاجابة
ونتمني ان نري القوي الوطنية كلها متماسكة الي حد ما ولو علي الحد الدني من المبادئ والقييم الوطنية الحقة

Post: #45
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 07:58 AM
Parent: #1


أخي العزيز فجراوي،
آن أوان التغيير، كتبت لتغيير الحزب الشيوعي، مع إحتوائها نظرات لها قيمته الذاتية بمعزل عن الحزب. وتغيير الحزب الشيوعي، اصبح مهمة الباقين فيه، الذين ينحتون الصخر ويكتبون على الرمل. كان الوقت في عونهم.
شكرا لك

Post: #46
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 08:14 AM
Parent: #1


الأخ العزيز الشريف،
وجود النظام القمعي الدكتاتوري، والأدوات الفعالة للنضال ضده، كان هو اس الخلاف. ألا ترى معي أن الحزب الشيوعي، وهو الأكثر استقامة في العداء للنظم العسكرية، قد صارت مساهمته في إسقاطها تتناقص طرديا مع شراسة هذه النظم؟ أي أن دوره في إسقاط نظام عبود كان أكبر من دوره في إسقاط نميري، ودوره في إسقاط نميري صار أكبر من دوره في النضال ضد السلطة الحالية. ألا يدفعك هذا إلى التساؤل عن مدى كفاءة الأساليب المستخدمة؟ اليس إحجام الحزب عن إصدار تقييم للسلطة الحالية من حيث مصالحها ونواياها، هو إحجام عن تغيير أساليبه في منازلتها؟ أو ليس ذلك نوعا موغلا في الجمود والإحتفاظ بأساليب عفا عليها الزمن: الإختفاء والبيان ودفع الآخرين للتظاهر، في زمن أصبحت الملايين تحصد فيه بالبنادق والمدافع والطائرات؟ ألا ينطلق الحديث عن محاربة الجمود من قلعة حصينة أفرخ فيها الجمود وباض؟
اختلافنا حول كل ذلك هو الذي دفعنا إلى القول: أن الحزب الشيوعي لم يعد أداة مناسبة لفعاليتنا، بل صار سجنا كبيرا لها.
أما الغياب عن العمل الجماهيري، فهي نقطة صحيحة، نقر بها، وقد حاولت شرح بعض أسبابها في إجابات سابقة.
لك الود

Post: #47
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 08:53 AM
Parent: #1


الأخ العزيز عثمان حامد،
أثرت موضوعا هاما هو العلاقة بين السياسة والثقافة. ولا أعتقد أنني يمكن أن أوفي هذا الموضوع حقه في مثل هذه المناسبة. ولكن دعني أورد نقاطا عامة أرجو أن تكون جديرة بالمناقشة.
أعتقد أن الخطوة الأهم هي تغيير العلاقة القائمة حاليا بين الثفاقة والسياسة، وتأسيس فضاء مستقل للثقافة، متعال على السياسة، وغير منفصل عنها في نهاية المطاف. وإذا كانت السياسة، في أحسن معانيها، هي توفير الحقوق وصيانتها، فإن واجبها نحو الثقافة هو توفير أفضل الشروط للإنتاج الثقافي، ويأتي على رأس ذلك الحرية والحماية من الغوغاء ومن المؤسسات المتخلفة والقائمين عليها،وضمان العائدات المجزية للمنتجات الثقافية وتوسيع الفضاء البشري المستهلك لها والمتذوق لثمراتها الفريدة. وإذا أنطلقنا من مقولة أن الإنسان خلاق بطبعه، وأن الظروف هي التي تجهض العبقرية، فإن توفير مثل تلك الشروط، جدير بخلق العباقرة. واذكر هنا مقولة لفرجينيا وولف، التي تعرفت عليها مؤخرا، وأقرأها الآن بمتعة خاصة وبدرجة كبيرة من الخجل لنقصي وغفلتي، بفضل أحد زملائي في العمل، هو الأستاذ رضا الظاهر، قالت فيها أن عبقرية النساء لا تقل عن عبقرية الرجال، ولكن ظروف النساء لا تسمح بظهور هذه العبقرية وقد أفترضت أن شكسبير له شقيقة إسمها جوديث، لا تقل عنه عبقرية، ولكن الظروف السائدة في القرن السابع عشر تدفع تلك الفتاة العبقرية، العاشقة مثل أخيها للمسرح إلى الإنتحار في النهاية دون أن تكتب حرفا واحدا. فكم أختا لشكسبير نقبرها في تراب السودان وكم أخا؟ وأذكر كذلك عبارة يكررها الطيب صالح دائما عندما يتحدث عن ابن عمه، وهي أنه أفضل منه. كنت أعتقد أن الطيب صالح يبالغ ويتواضع. ولكني أنتبهت في النهاية إلى المعنى الأعمق في كلامه: وهو أن أبن عمه لو كان حصل على التعليم الذي حصل عليه الطيب، وتوفرت له الظروف التي توفرت للأديب الكبير، كان من الممكن ان ينتج أدبا لا يقل عنه. ولنقل ذلك عن عشرات الآلاف من بنات السودان المشغولات بجلب الماء وأنتزاع اللقمة من براثن العدم، وإلى أبناء السودان، المشغولين بالحرب والقتل والمجاعة، ولنقدر كم شاعرا قبرنا وكم مبدعاأخرسنا صوته إلى الأبد؟
توفير هذه الشروط يمهد لظهور المثقف والمفكر والعالم، المعتدين بأنفسهم، والمتعالين بأدائهم الخلاق عن كل النشاطات الأخرى، بما فيها الوزارة. ويوم يظهر الإنسان الذي يرفض الوزارة لأنه يرى أنه أنفع للتدريس في الجامعة، وللبحث في المعمل، وللظهور على المسرح وللتفرغ للكتابة، عندها تكون العلاقة قد أصبحت صحيحة ومعافاة. إرتياد المثقفين للآفاق الجديدة وتوسيعهم للفضاء المعرفي، وإجتراحهم للرؤى الخصبة الجريئة، يرشح، على المدى البعيد، في كل مسام المجتمع، ويثقف السياسة نفسها شاءت أم أبت.
الثقافة أعظم من السياسة ولكن كيف تعرف ذلك عن نفسها؟

Post: #48
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: أبو ساندرا
Date: 12-21-2003, 09:04 AM
Parent: #1

ألاستاذ الخاتم
وصلتني المساهمة أدنه من الاستاذ عبدالرؤوف إبراهيم جميل

أبو ساندرا



يا عبد الرحمن لك التحية
بخصوص الماركسية
قال ماركس لست ماركسيا وهو كلام له مدلوله حتى لا نؤلهه وإستخدم ماركس المنهج الجدلى بقوانينه فى تحليل التاريخ
بدءآ من المجتمع الشيوعى البدائى الى الراسمالى ولذلك
لابد ان نفرق كثيرا بين اقوال و استنتاجات وتنبؤات و
تصورات ماركس وبين االمنهج الجدلى ، وتظهر قوة هذا المنهج
فى استخدامه بواسطة كثير من العلماء و المفكرين و اساتذة
الجامعات وخصوصا هنا فى امريكا وكل هؤلاء لا علاقة لهم
بالحزب الشيوعى وقد اثبتت الاحداث فشل الكثير من تنبؤات
و تصورات ماركس و يعزى ذلك الى فشله فى استخدام المنهج
الجدلى و هو مبدعة والامثلة كثيرة فقد تفوق علية قرامشى
مثلا فى نعريف المثقفين وكثيرا ماتفوق الطلاب على
اساتذتهم ، ولذلك فإن سقوط النماذج التى تسمى اشتراكية لا يعنى
سقوط المنهج الجدلى و لذا فان سقوط نظام الجبهة لا يعنى
سقوط الاسلام واذا سقطت الصهيونية لا يعنى سقوط اسرائيل.
اما قولك ان الماركسية ترى ان الاقتصاد هو العامل الوحيد
فى تفسير التاريخ ليس صحيحا فقد كرر ماركس و انجلز ان
الاقتصاد هو العامل الحاسم الهناك

عوامل اخرى واذا عندك دليل قدمه لان هذا حوارا جادا .
أما البرنامج الوطنى الديموقراطى فقد اصبح يحتاج الى تعديلات
كبيرة فى المفاهيم و التصورات و لكن الاسس والمبادى
العامة لازالت موجودة و حتى برنامج حق لايختلف كثيرا عن
عن برنامج الحزب الشيوعى
اما عن الشيوعية والاشتراكية فهل سمعت يوما ان
الشيوعيين طلعوا يوما مطالبين الحكومات السبابقة من
يمينها ووسطها الى مايو اليسارية بتطبيق فورى
للاشتراكية وقد وقف جناح عبدالخالق و رفاقه و كنت
احدهم ضد قرارات التاميم والمصادرة والحزب الواحد و
تطبيق تجربة مصر المسماة اشتراكيةو كذلك رفض تجارب سوريا
و الجزائر والعراق و قد لعب فكر عبد الخالق محجوب
دورا كبيرا فى كشف الكثيرين داخل الحزب وقد كانوا
معجبيين بتجربة مصر و الجزائر
و لذلك كان النضال الاساسى لنجاح
البرنامج الوطنىالديمقراطى و ليس لتطبيق الاشتراكية التى
ارى انها حلم بديل للراسمالية والتى يناضل ضدها
الكثير ين والتى انجزت الكثير فى كل المجالات الاقتصادية
والتكنولوجية ولعلنا متفقين على سحب كلمة حتمية و سقوطها
ولكن لنتفق ان من حق البشرية ان تدخل تعديلات جوهرية
فى النظام الراسمالى او تنقلب عليه او تواجهه
بالمظاهرات كما يفعل المتظاهرون ضد العولمة
لانجاز البرنامج الوطنى ، شيء طبيعى ان تظهر قوى اخرى
وفئات جديدة ومفاهيم و تصورات جديدة هم الذين يحددوا
النموذج الاقتصادى والاجتماعى الذى يريدونة وسؤالى هل
توءمن ان البشرية من حقها ان تجد نظام بديل للراسمالية
الاشتراكيى

عبدالرؤوف إبراهيم جميل
الولايات المتحدة كلورادو

__________________________________
Do you Yahoo!?
New Yahoo! Photos - easier uploading and sharing.
http://photos.yahoo.com/

Post: #49
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 09:29 AM
Parent: #1


أخي عماد الأمين،
قضية الإصلاح الحزبي من القضايا الكبيرة التي تحدثنا عنها وكتبنا فيها. إختصارأ أقول أن فرص الإصلاح الحزبي في السودان محدودة، حتى لا نمني النفس الأماني.إمكانيات إصلاح الأحزاب الطائفية محدودة لواقع موضوعي، هو وجود الطائفة في قلب الحزب، ووجود زعيم الطائفة في قيادته. الولاء الطائفي كما تعلم ليس ولاء ديمقراطيا، أي أنه جامد وغير قابل للنقل خارج إطاره المحدد، لارتباطه بالزعيم الطائفي واستناده إلى تأسيس غيبي أصلي يجعل القداسة تنداح في ذرية الرجل الصالح، وفق قانون للهندسة الوراثية لم يكتشفه العلم حتى الآن. صارع ما شاء لك الصراع، وما جرت في دمائك العافية، ولن تغير في هذا الأمر إلا القليل. وفي خضم هذه العملية النفسية المعقدة، ستكتشف غالبا أنك أنت، وليس الحزب، الذي تم إصلاحه، بقبولك للأمر الواقع. وقد حدث هذا المصير الحزين للكثيرين من دعاة الإصلاح. أما إذا ألتقطت العين البصيرة للزعيم أنك غير قابل للإصلاح فسيلفظك لفظ النواة. وتجارب الكثيرين أيضا تشير إلى هذا الواقع الجالب للكدر.
الأحزاب العقائدية مثل الحزب الشيوعي مثلا، غير قابلة للإصلاح إلا قليلا، وذلك لأنها بنية متكاملة إما أن تقبل منطقها أو ترفضه. وقد ضربت مثلا لذلك بالمركزية الديمقراطية، المرتبطة بالمشروع اللينيني حول قيادة الطبقة العاملة وبناء المجتمع الشيوعي. فإما أن تغير هذه الأحزاب أيديولوجيتها كلها وتعيد النظر في مشروعها بتفاصيله، وتصبح غير عقائدية بالتالي، وإما أن تقبلها هكذا مع تغييرات طفيفة في الإسم أو المسميات،ولكن ليس في الطبيعة أوالممارسة.
النقطة الوحيدة التي تدفع في أتجاه الإصلاح من الداخل، بدلا عن الخروج وتكوين التنظيمات الجديدة، هي المحافظة على الإرث الماضي لهذه الأحزاب. وهذه نقطة جديرة بالنظر والحوار. فهل لهذه الأحزاب إرث إيجابي يستحق القتال من أجل تبنيه ووراثته؟ وما دمت أرى أن المحافظة على المؤسسة الطائفية في قلب الحزب، تمثل إجهاضا دائما لكل فرص الإصلاح، فإنني أفترض أن أولئك الذين يحاولون إصلاح هذه الأحزاب لديهم الإستعداد للتصالح مع هذا الواقع بدرجة أو بأخرى. وبهذا يهزمون إصلاحهم بأيديهم.
أختصر فأقول أن هذه الأحزاب، وعلى عكس ما زعم تروتسكي، عندما قال أنك لا تغير الحزب إلأ من داخله، لا تتغير إلا من خارجها. اي بوجود تحدي وجودي يتمثل في ظهور قوى سياسية أخرى، تتحداها على جماهيرها وتهددها بالفناء، وحينها ستكشف عن كل (أسلحة الدمار الشامل) التي تملكها، والخاصة بتدمير العقول!! وحينها نستطيع أن نبتسم!!
أما فيمايتعلق بالعدالة الإجتماعية فإحيلك على أجابتى على أبو ساندرا حول هذه القضية، وأركز فقط على أننا نعتقد أن كل أوجه العدالة الإجتماعية، النوعية، الإقتصادية، الإثنية، الثقافية وغيرها، يجب معالجته على أرضيته الخاصة، وليس اتباع منهج شمولي كسول، يقول بأن حل المشاكل الإقتصادية سيؤدي تلقائيا إلى حل القضايا الاخرى. وهذا هو الوجه الأساسي لاختلافنا مع الماركسة وتخطينا لها نظريا.
دمت

Post: #50
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 09:35 AM
Parent: #1


أخي العزيز بهاء
أشكرك جزيل الشكر،وأنت صاحب المبادرة الكريمة لدعوتي إلى هذا الحوار، الغني والممتع.
وأشكر من خلالك الأخ هيثم. وعلك لاحظت أنني رددت على هذا السؤال أكثر من مرة، فأرجو الرجوع إلى إجاباتي لعادل وأبو ساندرا. كما اتوقع أن تشهد الأيام المقبلة زخما حقيقيا في توحيد هذه القوى.
دمتما

Post: #51
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: اسامة الخاتم
Date: 12-21-2003, 09:45 AM
Parent: #1

الخاتم عدلان سلام
لم يبقى سؤال لم يسأل هناالا هذا
قلت
Quote: وهذا هو الوجه الأساسي لاختلافنا مع الماركسة وتخطينا لها نظريا.

و السؤال الظريف هو: ياخى تدخلنا الحزب و تجى هسى تقول لى اختلافى مع الماركيسيةكيت و كيت!!
ما انت رضعتنا ماركسية ياعزيزى
مش قت ليك سؤال ظريف
على فكرة آمنة الكارب خالتى.. عشان تتاكد من خفة دم السؤال
تمنياتى لك يالتوفيق فى هذا الجهد الفكرى و فى الردود على اسئلة البورداب التى لا تنتهى
و حقيقى حوارات جميلة
لك الياسمين

Post: #52
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Tumadir
Date: 12-21-2003, 09:50 AM
Parent: #51

اسناذ الخاتم.. يعنى انا ما اختك العزيزه برضو...ولا شنو؟؟

Post: #53
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 09:54 AM
Parent: #1


الأخ أبو ساندرا:
دعوتك لتوحيد قوى البرنامج الوطني الديمقراطي، هي نفس دعوتنا، مع الإختلافات التي أشرت إليها في ردي عليك. وجوهرها أننا لا نتعامل مع هذاا لبرنامج كمرحلة دنيا لمرحلتين لاحقتين. هذا فارق جوهري يجب أن تتأمله بدقة. أما إذا تعامل معه الحزب الشيوعي كبرنامج منفصل عن تصوره الأيديولوجي، غير الديمقراطي جوهريا، لأنه يحدد مسيرة التاريخ وخيارات المجتمع،بصورة مسبقة، فإن آفاق الإتفاق يمكن أن تنفتح بعد أن أحكم عليها الرتاج. وهناك شيئ آخر هو أنك تتحدث عن جهة لم يعرف عنها أنها ترغب في التوحد مع قوى أخرى للبرنامج الوطني الديمقراطي، أو برنامج النهضة الوطنية الشاملة، كما نسميه، أو برنامج السودان الجديد، كما تسميه الحركة الشعبية وتسير نحوه. البرنامج الوطني الديمقراطي بالنسبة للحزب الشيوعي، إحتكار يتم بقيادته التي يسميها قيادة الطبقة العاملة. ولا يمكنك في الحقيقة الحديث عن مواقف جديدة للحزب، إذا لم يكن السكرتير العام قد أعلن ذلك، وهو لم يفعل.
وبالطبع فإن وجود أحزاب ديمقراطية مثل حزب العمال والمحافظين في بريطانيا، أمر مرغوب فيه وقد قلت ذلك في مرات سابقة، ولكنها صيحة في واد يا صديقي مما نحن فيه. وقد تحدثت كثيرا عن خروجي الطوعي من الحزب الشيوعي، ولم أتحدث عن أنني دفعت دفعا ايضا. وقد كان آخر حدث حزبي يتعلق بي قبل خروجي، هو تكوين لجنة تحقيق لتحقق معي حول خرقي للأئحة وعدم إلتزامي " بالقنوات الحزبية" في نشر افكاري. وبطبيعة الحال رفضت المثول أمام تلك اللجنة،مع إحترامي لأعضائها، لأنني لن أحاكم وفق لائحة أعتقد أنها أس البلاء في بنية الحزب والسبب المباشر في عجزه وعقمه. وها أنت تتحدث عن المنابر داخل الحزب. إنني أخشى عليك يا صديقي!

Post: #54
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 10:05 AM
Parent: #1


أعزائي يجب أن أتوقف هنا بعد ثلاث ساعات متواصلة بدات الخامسة صباحا، ينتظرني بعدها يوم عمل شاق. سأعود في المساء. ولكني أعد بالتعليق على جميع الأسئلة والملاحظات. ويا تماضر إنت عارفة إنك أخت وعزيزة، ولكني ماشي بالدور كما قلت في مقدمتي، توخيا للعدالة. فاصبري ومتعينا دائما بنصوصك الجميلة وحضورك البهي.
دمتم جميعا

Post: #55
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: فتحي الصديق
Date: 12-21-2003, 11:57 AM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم
تحية طيبة
سؤالي هو : في اعتقادك ماهي مثالب تجربة دخول المرحوم المحجوب لحزب الامة.ومثالب تجربة دخول دكتور منصور خالد لنظام جعفر نميري ثم الحركة الشعبية؟ وهل يمكن ان نقول ان السودان قد افاد من هاتين التجربتين ام لا؟
شكرا

Post: #56
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Imad El amin
Date: 12-21-2003, 01:29 PM
Parent: #1

الاعزاء المشاركون
اقترح ولتنظيم النقاش ان يكون التعقيب عقب الفراغ من الاسئلة لتداخل العديد من المواضيع في الاسئلة وايضا هنالك الكثير الذي يرد في الاجابات مما يستوجب التعليق والنقاش
ويممكننا ان نطلب من الاستاذ بكري رفع هذا البوست بعد فترة الاغلاق

Post: #57
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-21-2003, 07:17 PM
Parent: #1

<الأخ عبد الرؤوف، التحايا لك،
أثرت نقاطا كثيرة لا أستطيع للاسف أن أتعرض لها جميعا، لأنها تشمل التنظير والتاريخ والتصورات والأحلام وغير ذلك، واسمح لي أن أركز على نقاط أراها جوهرية، علها تكون بداية للحوار معك.
أولأ: أنالم أشارك في إغتيال شخصية أحمد سليمان أو غيره من الخارجين أو المنقسمين عن الحزب الشيوعي. وإذا كنت قد أدنت موقف أحمد سليمان الإنقلابي، وكشفه لاسرار الحزب، والتحاقة بالسلطة من أجل مصالحه الشخصية ثم إنضمامه اللاحق للجبهة الإسلامية، وخدمته في أعلى المناصب للإنقلاب الجبهوي الدموي، فأنا لم أغتل شخصيته، بل هو نفسه الذي اغتالها. فما ذكرته عن أحمد سليمان هنا وقائع ثابتة، لا ينكر هو إلا بعضها، وبالتالي فأنا أقول الحق عندما أذكر عنه هذا الكلام. إغتيال الشخصية هو أن تنسب للشخص ما يشينه وتكون كاذبا وأنت تفعل ذلك. فإذا قلت عن شخص خرج من الحزب أنه عميل لجهاز مخابرات دولة ما وأنت تعرف أن ذلك مجرد اختلاق، أو قلت عنه أنه اختلس أموال الحزب وهو لم يفعل، أو طعنت في سلوكه الشخصي من قبيل التجني، فأنت متورط فعلا في إغتيال شخصيته.
وعليه أطلب منك أن تعدل مفهومك عن إغتيال الشخصية، حتى لا تتهمنا بما ليس فينا.
ثانيا:كتبت في رد سابق أن ورقتي كانت موجهة لإصلاح الحزب الشيوعي. ومهمة إصلاح الحزب الشيوعي لم تعد من مهامي منذ أن خرجت منه. وأنا على كل حال لم آخذها معي، وهو مبذولة لكم تأخذون منها ما تشاءون، وتحددون إن كانت تصلح أم لا.
ثالثا: تريد للحزب الشيوعي أن يرجع حركة كما كان أيام الجبهة المعادية للإستعمار، وأنا أيضا لا أستطيع مساعدتك في هذا الأمر. أطرح رؤاك على الحزب الشيوعي وحاول الوصول معه إلى أتفاق حول هذا الأمر. فقط أنبهك أن هذا دونه خرط القتاد لأن معناه تغيير طبيعة الحزب، وأنا لم أكن أطالب باكثر من ذلك. أي أن يصير الحزب حزبا لكل قوى النهضة و الحداثة وقد حدثت المفاصلة وكانت تلك واحدة من القضيايا الرئيسة ووصفت منطلقاتي بأنها فكر البرجوازية الصغيرة يريد أن يلطخ نقاء الفكر البروليتاري الذي يحمله الحزب الشيوعي.
رابعا: قلت أننا دعونا إلى توحيد القوى الحديثة ولم نأت بجديد مقارنة بالحزب الشيوعي أو الإتحاد الإشتراكي. وهذا فهم خاطئ تماما من جانبك. نحن دعونا إلى توحيد القوى الجديدة، وقلنا أنها كل القوى التي كانت غائبة عن مسرح السياسة وصناعة التاريخ، واستيقظت الآن، لتضع بصماتها البارزة على خارطة السودان وفي تحديد مستقبله. وقلنا أن هذه القوى تشمل، بالإضافة إلى القوى الحديثة بمفهومها الذي أشرت إليه، الحركة الشعبية لتحرير السودان، مؤتمر البجا، الإتحاد الفيدرالي وكل التنظيمات التي تخلقها الجماهير المهمشة لتدافع عن مصالحها عنفا أو سلما. والغريب انك تدعو دعوتنا نفسها، ولكن بعد أن تزحزحنا عنها لتحتل مكاننا، وهذا نوع من الحجاج لا يفيد أن تستمر فيه. أما تشبيه دعوتن بالإتحاد الإشتراكي، التنظيم السلطوي الذي نشأ من مواقع السلطة، لتبرير الدكتاتورية العسكرية قمع التنظيمات الأخرى وتمكين بعض الناس من المشاركة في نهب البلاد، فهو من قبيل الإساءة التي أساءت إلى مساهمتك قبل أن تسيئ إلينا.
خامسا: تسألني أين هم الذين انقسموا عن الحزب؟ وأقول لك أنهم موجودون وأنت نفسك ذكرت بعضهم، يواصلون نضالهم ويساهمون قدر طاقاتهم. بمعنى آخر ما قصده الحزب من تصفيتهم سياسيا لم يحدث، وإن لم يتمددوا ليصبحوا حزبا جماهيريا. وأسالك أنت بدورك أين الحزب الشيوعي نفسه؟ أين هو مما كان عليه من النفوذ والإنتشار والفعالية والريادة السياسية والفكرية؟ أرجو أن تنظر إلى هذه المآلات ففيها عبرة كبيرة. وعلى كل حال أنا قلت أنني لم أنقسم عن الحزب، وشرحت الفرق بين المقولتين.
سادسا: أنا تعرضت لمحاولات لاغتيال الشخصية، منهاالإتهام بالعمالة ومنها الإختلاس ومنها التآمر وغيرها مما يعف اللسان عن ترداده. وقد حدث ذلك من أناس كنت أحسبهم أصدقاء. ولكني لا أريد أن أخوض في ذلك حاليا، لأن الأفاق التي فتحها هذا النقاش أوسع من جلسات الليل وما يدور فيها من لغو القول. وعلى كل حال لم يعد من الممكن للحزب الشيوعي أن يغتال شخصية أحد حتى لو أراد، لأن إغتيال الشخصية نفسه يحتاج إلى درجة معينة من المصداقية، كما يحتاج أن يكون الحزب المعين صانعا للراي العام، كما كان الحزب الشيوعي في يوم من الأيام، وهي فترة إنتهت دون أن يشعر الحزب الشيوعي بذلك. وعلى كل حال يمكن ان نناقش هذا الموضوع بعيدا عن البورد إذا كنت تنشد الحقيقة فعلا.
سابعا: قلت أن الحزب يمكن أن يجمع كل قوى التغيير، والسؤال هل ترغب كل قوى التغيير في دخول الحزب؟ إذا كان ذلك ممكنا، فالإشكال وين؟ كما كان يقول عمر الطيب الدوش؟ أنت تتعامل مع المشكلة، وهي أن الحزب لا يريد أن يعبر عن كل قوى التغيير،وأن قوى التغيير لا تريد أن تسجن نفسها في مشروع الحزب الذي يغطي بالوهم كل المكان والزمان الإنسانيين، باعتبارها الحل، وهذه مشكلة منهجية كبيرة. والمشكلة المنهجية الأخرى أنك تطرح وجهة نظر شخصية ربما لا أختلف معك حول بعض اوجهها، وتحاسبني على أساس أنني اختلفت فيها مع الحزب الشيوعي، وهي لم تكن وجهة نظر الحزب الشيوعي وليست وجهة نظره حاليا، وهذا خلط غير عادي. ولا يقدم النقاش كثيرا.
ثامنا: العنف اللفظي الوارد في صدر رسالتك مرفوض من جانبي جملة وتفصيلا وأرجو ألا تصفي أية حسابات تخصك من خلالي او تفترض تواطئي معك بالصمت. فعبارات مثل: " ولكن لنخرس عاطلي الذهن، شذاذ الآفاف، ناكري الجميل، فاقدي الرؤية والقضية، المؤمنين أن مجدهم الشخصي يبنى على جرح ونبش الآخرين" تمثل بالضبط ما تنفيه عن نفسك من المشاركة في إغتيال الشخصية. ولن أرد على أية رسالة منك إذا وردت فيها مثل هذه العبارات التي تشير من طرف خفي إلى شخص بعينه هو أبعد من أن يكون عاطل الذهن أومن شذاذ الآفاق وفاقدي الرؤية والقضية، إلى آخر ما جاء في خطابك العدواني السام. ويعرف أنه صاحب رؤية وقضية،كل من في هذا البورد وفي غيره من المنابر الكثيرة التي شارك فيها مشاركات مميزة.
أرجو أن أكتفي بهذا كما أرجو أن تتاح فرص أخرى للنقاش.

Post: #58
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: الطيب بشير
Date: 12-21-2003, 09:41 PM
Parent: #1

المحدث اللبق المتميز الخاتم عدلان
التحيات الزاكيات
و نحن نرقب {حق} بعين التوقع المثقل بالرجاء خرج علينا الدكتور حيدر بدوي صادق بدعوة لبرنامج إحتفالي للجمهوريين و حق التي قال إنه مؤسسها
بالطبع له و لغيره كل حق في الإنتماء حيث يشاء
لكن هل {حق} تحبذ ظلال مجموعة دينية في إرتباط مباشر كهذا؟
هل هي شروة واحدة كما أوحى بوست الإحتفالية المعني؟

Post: #59
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: بهاء بكري
Date: 12-21-2003, 09:58 PM
Parent: #1

الاخ اسامه المحترم
لقد مازحت الاستاذ الخاتم , ولكنك كنت جادا جدا وانت تطرح واحد من اهم الاسئله . انا معك ولنسال معا الاستاذ الخاتم عن المسؤليه الاخلاقيه لقاده الراي عندما تتبدل مواقفهم وافكارهم , هل من حق الجماهير وبقول الجماهير علي اطلاقها وليست جماهير الحزب الشيوعي , هل من حقها ان تعرف لماذا الخاتم هو ماركسي اليوم وعلي خلاف مع الماركسيه غدا ؟ مع العلم ان الاستاذ الخاتم استقطب للحزب مجموعات عامله الان , وخرجت قبل الان واستشهدت اثناء ذلك .
ولك الود عزيزي وللاستاذ الخاتم ودمتم

Post: #60
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khalid Eltayeb
Date: 12-22-2003, 08:11 AM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم
لك التحية

في معرض ردك علي تساؤلات الفنان موصلي حول أوجه الاختلاف و الاتفاق بين حق و الحزب الشيوعي قلت ان الديمقراطية المركزيه هي الداء العضال . سؤالي هو كيف يكون البناء التنظيمي أذن ؟ كيف تتحقق وحدة الارادة و العمل .

Please elaborate !!

Post: #61
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-23-2003, 04:25 AM
Parent: #60

الاستاذ الخاتم

تحية طيبة ومعذرة علي اضافة سؤال جديد
-سانتظر طبعا في الصف بهدؤء -

ذكرت ان حزب الامة قد دعم طلب دخولكم للتجمع ؛
وقلت انه حاول بهذا ان يقوي مواقعه في هذا التنظيم

والسؤال هو :
لماذا افترض حزب الامة ان دخولكم سيقوي مواقفه ؛
وهل لو دخلتم ؛ كنتم ستتحالفوا مع حزب الامة ؟
وهل لكل هذا علاقة -لاحقا - بالانقسام في حق ؛
وتحالف الحاج وراق مع حزب الامة من بعد؟؟

اي السؤال الصريح :
هل كان حزب الامة من البداية ؛
راغبا في وعاملا علي تدجين حق واستخدامها في صراعاته ؛
وهل فات عليكم وقتها خبث وعدم مبدئية ذلك التكتيك ؟؟

عادل

Post: #62
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Bushra Elfadil
Date: 12-23-2003, 09:33 AM
Parent: #61

الاستاذ الخاتم لست متشائماً ولكن وكما يقول اهلنا الروس Pessimist is the well informed optimist فكيف يمكن إنشاء حزب جديد مهما انفقت عليه من دعاية أما إذا قلت بانه ليس حزباً فسيدمغ في النهاية بكونه حزب وسيحصل على جزء من الكوته المحدودة للمتعلمين السودانيين وسيدمغ بالشيوعية لعقدين من الزمان كما إنه وبعد نصف قرن سيحصل على مقاعد لا تتعدى العشرة في البرلمان . نحن في سفينة متخلفة يا سيدي وأحزابنا كلها الذي في موقع البحارة منها والذي يقترب من موقع القبطان والذين بين دارجة المسافرين يصيبهم في كبدهم هذا التخلف. الدعوة لتجميع القوى بالصورة التي درجت عليها حق وكل الكيانات الجديدة وتلك التي في طور التكوين مثل الحزب الوسطي الليبرالي الذي يدعو له الاخ عادل عبدالعاطي تقود إلى تكون كيانات حزبية او فكرية أشبه بالغشاء الذي تشير إليه الفيزياء الحديثة membrane تقول إحدى نظريات الفيزياء الحديثة أن الوجودعبارة عن أكوان عديدة غير منظورة وكل كون يسبح في غشائه ونحن نعيش في غشائنا هذاالمنظور جزئياً ذي الأجرام والنجوم . وهكذا فإن غشاء كل جماعة داخل حق سيعمي تلك الجماعة عن الهدف المباشر الذي تطلقون عليه النهضة الشاملة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هناك بنوداً بعينها هي المطلوبة للسودان الراهن وأقصد بنود صياغة قانون ملزم للشعب باسره يحقق عدالة توزيع الثروة والخدمات للصنائعي وللوزيرويتم على اساسه رد المظلم بالإضافة إلى توصيل الخدمات الاساسية لمنتهاها الحديث كما في الغرب بناء المدرسة الحديثة والسكك الحديدية والمستشفيات ليس خبط عشواء كما يتم ولكن بعلم وترك العيش لخبازه مع ضرورة التسريع . السودان الذي اتصوره يجب أن يعمل بنوه مثل ما تعمل دوائر الساعة كل يدور في آن بحيث لا ننتظر بناء الصناعات الثقيلة كما فعل الروس . والاحزاب التقليدية الطائفية ستظل مهما وجهتم لها من نقد صحيح لنصف قرن ويزيد وهي تملك قدرات لتغيير جلدتها في كل حين بحيث تصبح الطائفية فيها بعد ربع قرن أشبه بالعلمانية الدوغمائية الحاليةولا حاجة لنا بالتنبؤ بأن تلك الطائفية ستصبح فلكلوراً لكننا معنيون بالبناء الحالي للوطن أسفلت لخشم البيوت ومستشفيات لعلاج الجاسلين في الحر بسلهم وإيقاف الغيدز الزاخف . هذا البورد وانا واثق من هذا يمكنه أن يسمي مائة بند مطلوبة للنهوض بالوطن وإذا مررنا هذه المائة وانا واثق على كل الاحزاب الديمقراطية ستوافق عليها فما هي المشكلة إذن ؟ المشكلة في التنفيذ مع التسريع والتجويد. .والحل في نظري ليس تكوين أحزاب أو جبهات جديدة فتدمغ بالبرابافوندا الجاهزة من شيوعية وإلحاد إلى آخر السكباج بل السعي لتكوين كتلة من المتعلمين السودانيين والقوة الجيدة نفسها لا في هيئة حزب او جبهة ببرامج بل في هيئة كتلة ضغط هائلة لتطبيق بنود البرامج الإبتدائية من قانون وبنيات وخدمات مما أشرت إليه وهذه الكتلة يمكنها أن تصوت كلها لحزب تشير الدلائل انه سيفوز في الإنتخابات وتلزمه ببرنامجها هي الذي هو حالياً برنامج جميع الاحزاب الديمقراطية جوازاً . هذه الكتلة سترجح بنتيجة الإنتخابات والسعي لتكوينها أسهل من السعي لتكوين أحزاب أو كيانات جديدة . وما تلبث الكتلة أن تنفض بعد الإنتخاب مباشرة على نحو ما تفعل الاحزاب الديمقراطية الغربية فالحزب الجمهوري أو الديمقراطي الأمريكي أو حزب العمال البريطاني يصبح اعضاؤه كتلة أيام الحملات الرئاسية والإنتخابية ثم ينفض السامر . لست حالماً لكني أرى ان تسجيل المواقف على صحته لن يبني شوارعنا ولا يوقف تدهور حالنا . بل يجب الإستعانة على دحر التخلف السياسي بالضغط على قياداته بالتكتل لا بالمنافسة . والبنود التي اشرت إليها مع بذر للتنمية تكفي كبرنامج لعقدين اما ما هو وراء العقدين فلا يمكن التنبؤ به ويترك للاجيال القادمة. زبالمناسبة لا تكفي الغقدان لإحصاء السكان وتأمين الضروريات لهم بالمفهوم الحديث لذلك التوفير وسن وتطبيق القوانين الكفيلة بتنظيم مجتمعهم. ولا بد من الإستعانة بالعلم الحديث لتخقيق العدالة في السودان.مع فائق المودة وأرجو ألا تدمغني بالحالم . السودانيون يجب ان يجيئوا للعمل العام للإتفاق على الحد الأدنى وبعد ذلك فليظل كل في فلك يسبحون.

Post: #64
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-23-2003, 12:08 PM
Parent: #62

معذرة استاذ الخاتم لكن لا بد من مداخلة تعليقا علي الخط الفكري والسياسي الذي يطرحه الاستاذ بشري الفاضل

اعتقد ان طرح الاستاذ بشري الفاضل ينطلق من مواقع الحتمية الانهزامية ؛ مما يتضح في قوله :
---------
استاذ الخاتم لست متشائماً ولكن وكما يقول اهلنا الروس Pessimist is the well informed optimist فكيف يمكن إنشاء حزب جديد مهما انفقت عليه من دعاية أما إذا قلت بانه ليس حزباً فسيدمغ في النهاية بكونه حزب وسيحصل على جزء من الكوته المحدودة للمتعلمين السودانيين وسيدمغ بالشيوعية لعقدين من الزمان كما إنه وبعد نصف قرن سيحصل على مقاعد لا تتعدى العشرة في البرلمان
--------

وهي انهزامية تجاه القديم ومحاربة لبناء الجديد كما في قوله :

-------
والاحزاب التقليدية الطائفية ستظل مهما وجهتم لها من نقد صحيح لنصف قرن ويزيد وهي تملك قدرات لتغيير جلدتها في كل حين بحيث تصبح الطائفية فيها بعد ربع قرن أشبه بالعلمانية الدوغمائية الحالية
------------

والاستاذ بشري يطلب منا ان نترك العمل الحزبي او العيش لخبازه - حتي لو اكل نصفه ؛ ونكف عن دعواتنا لاصلاح الحياة السياسية ؛ ومن بينها تنظيم انفسنا وفق ما نرتئ من رؤي ومؤسسات ؛ كما في قوله :

------
والحل في نظري ليس تكوين أحزاب أو جبهات جديدة فتدمغ بالبرابافوندا الجاهزة من شيوعية وإلحاد إلى آخر السكباج بل السعي لتكوين كتلة من المتعلمين السودانيين والقوة الجيدة نفسها لا في هيئة حزب او جبهة ببرامج بل في هيئة كتلة ضغط هائلة لتطبيق بنود البرامج الإبتدائية من قانون وبنيات وخدمات مما أشرت إليه وهذه الكتلة يمكنها أن تصوت كلها لحزب تشير الدلائل انه سيفوز في الإنتخابات وتلزمه ببرنامجها هي الذي هو حالياً برنامج جميع الاحزاب الديمقراطية جوازاً .
------

لو سمع مؤسسي الحزب الشيوعي؛ والحركة الشعبية ؛ وحركة تحرير السودان ؛ هذه الاقوال ؛ لما كانوا ؛ ولما ايدهم - علي خجل مرات - ضمن تاييده للاحزاب الطائفية ؛< بشري الفاضل ؛ ولو سمعها مؤسسي الاحزاب الطائفية نفسها في الاربعينات ؛ لما كانوا ولا كانت الحركة السياسية لاحزابهم ..

بشري الفاضل يريد ان يكون كتله تصوت لحزب قائم ؛ وينسحب بعد ذلك ؛ ونحن لا نثق في هذه الاحزاب القائمة ؛ وخصوصا الاحزاب الطائفية منها ؛ فهل يكون من الامانة والشرف والمسؤواية ؛ ان نتخلي عن واجبنا في طرح البدائل السياسية والفكرية والتنظيمية عنها ؛ لمجرد ان ذلك امر صعب ؛ كما يقول بشري الفاضل :
-----
هذه الكتلة سترجح بنتيجة الإنتخابات والسعي لتكوينها أسهل من السعي لتكوين أحزاب أو كيانات جديدة .
-----

ليست احزابنا القائمة مثل الحزبين الجمهوري والديمقراطي ؛ وانما هي احزاب تسلطية انتهازية متامرة ولا يهمها الشان العام ؛ فهلا كون الاستاذ بشري الفاضل كتلته للضغط والتاييد والانسحاب؛ وترك للاخرين حق ان يجاولوا تاسيس البدائل التي يؤمنوا بضرورتها ؛ فان نحجوا كان لهم اجران؛ وان فشلوا كان لهم اجر الاجتهاد ؛ حتي ياتي من هم اكثر تصميما واحتهادا وتاهيلا منهم ؛ فيكمل ما بداؤاه من جهد ؟

عادل

Post: #63
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-23-2003, 11:00 AM
Parent: #1


الأخ حقوقي:
أشكرك على ملاحظاتك وأسئلتك.جلست صباح أمس للإجابة على أسئلتك فوجدت المنبر الحر مغلقا للأرشفة، ولم أنتبه أنني يمكن أن أدخل إلى الإرشيف وأكتب من هناك، فضاع علينا يوم نتيجة لجهلي، فمعذرة لكم جميعا.
وأحب في البدايةأن أشير إلى بعض الأفكار التي دارت في رأسي عندما قرأت سؤالك الأول. سألت نفسي أولا: من هو حقوقي الذي يوجه لي هذا السؤال؟ وما هو مقصده؟ وهل هو من اؤلئك الذين شنوا علينا هجوماكاسحا قبل عدة سنوات؟ وأتهمونا بأننا وهابيون جدد جاءوا لاقتلاع ما تبقى من الشيوعية في السودان؟ ثارت هذه التساؤلات في رأسيي لأن الإجابة، كما تعلم، تتأثر، قليلا أو كثيرا، بالسياق. ومن أهم عوامل السياق هوية ومقاصد ذلك الذي يطرح الأسئلة ويثير الإتهامات.
وطرأ لي إعتبار آخر، وهو أن المسألة عندما تتعلق بالإتهامات والمحاكمات، وأفترض أنك اخترت الإسم المستعار لأنك من أهل القانون، وربما ترتاح أكثر للإضطلاع بأدوار الإدعاء أكثر من الدفاع، فينبغي أن تكون الحيثيات كلها واضحة:المتهم، التهمة، الإدعاء والقاضي وربما المحلفين. ولذلك أشعر ببعض الضيق وأنا ارد على شخص يكمن وراء أكمة الأسماء المستعارة. وهو شيئ شبيه بما كان يشعر به جوزيف كي، في رواية المحاكمة لفرانتس كافكا. ولكني عزيت نفسي بأنني افضل من جوزيف كي، لأن التهمة،على الاقل، واضحة. وافترضت شيئا كثيرا من حسن النوايا، وهذه عادتي وطبيعتي، التي تصل في كثير من الأحيان إلى درجة السذاجة، كما يقول لي أصدقائي. وقد أتاني من حسن نيتي كثير من العناء. وتلك قصة أخرى على كل حال.
ابدأ بسؤالك الأول حول الوسطية الإسلامية والصلة بأجهزة الأمن السعودية. أبدأ بالمنطق وأنتقل إلى التقرير، وأنتهي بألإتهام، لأني، مثلك تماما، أميل في بعض الأحيان إلى لعب دور الإدعاء، لكثرة المتهمين في بحر السياسة السودانية الأجاج.
المنطق: كيف أكون داعية للوسطية الإسلامية، وقد عرفت بأنني أكثر المعارضين للدولة الدينية، في كل أشكالها وتظاهراتها، استقامة وإنسجاما ومثابرة؟ يمكنك الرجوع إلى كتاباتي، وإلى محاضراتي، وإلى مساهماتي في المنابر العامة، الفضائية وغير الفضائية، فتجد أن مواقفي، منسجمة ومتصلة في معارضة الدولة الدينية. بل ونفخر نحن في حق أننا من القليلين الذين ندعو، باستقامة ومثابرة أيضا، ليس لفصل الدين عن الدولة، وحسب، بل ندعو إلى فصل الطائفة عن الحزب، باعتبار ذلك وجه من الوجوه الهامة لخلط الدين بالسياسة في السودان. وسندعو لذلك حتى يستبين الناس صحة موقفنا هذا، لأن أحد الأبواب الاساسية لفساد الحياة السياسية السودانية، واستعصاء إنسراب ضياء الديمقراطية إلى البنية الحزبية التقليدية، هو وجود هذا الجسم الأصم، ذي الولاءات العمياء سياسيا، أو قل العمشاء إذا أردت، في قلب الحزب السياسي،مما يمدد الولاء الطائفي إلى غير الطائفيين، ويصلحهم قبل أن يصلحوا الحزب!
كيف أكون أنا وهذا كتابي، وكيف تكون حق وهذا بيانها، داعية للوسطية الإسلامية، باعتبارها شكلا من أشكال الدولة الدينية، كما أثارها المرجفون؟ هل تدعو إليها في السر؟ هل تحاربها في العلن، ثم تدعو إليها في الخفاء؟ هل تحاربها نهارا وتحتضنها ليلا وتعتذر لهاعن عقوق النهار؟
أعتقد أن ذلك كله من قبيل اللامعقول، ومن قبيل الإشانة والديمونايزيشن لحركة صغيرة حسبها الآخرون عملاقا يهم بابتلاعهم.وذلك للوساوس التي تستبد بعقولهم وتصور لهم أن هناك عقرب تحت كل حجر، فيكثروا من أعدائهم الوهميين، مع أن أعداءهم الحقيقيين ليسوا فئة قليلة أو ضعيفة.
ومع ذلك دعني اقول لك على سبيل الإستطراد، أنني شخصيا أدعو إلى الإصلاح الديني، وفق رؤية فلسفية ومنطقية، طرحتها في كثير من المنابر وأعمل على تطويرها وتوسيعها حاليا. والمبدأ الذي أطرحه لضرورة الإصلاح الديني هو التالي: المجتمع الإنساني متغير، ومتطور، وسائر إلى الأمام في كل مناحى الحياة الإنسانية: الفكرية، الإقتصادية، السياسية، الثقافية، الإجتماعية وغيرها. هذه الفعالية الإنسانية الممتدة المقتحمة للآفاق، لا يمكن إيقافها، ولو قاومتها بعض فئات المجتمع لبعض الوقت، بصورة عنيفة أو سلمية. وهذه الفئات عندما تقاوم فإنها تكون مدفوعة إما بمصالحهاالآنية أو بمحدودية افاقهاالمعرفية. ولكنها أجبرت في كل مرة على قبول الجديد، لا لتسير مع المتواصل التقدمي، ولكن لتقيم متراسا جديدا يقطع عليه الطريق ويحصره في مرحلة واحدة من مراحله. وقد كان ثمن إخضاع أو خضوع هذه الفئات، فادحا كما تعبر الحروب التي نشبت على أسس دينية ومحاكم التفتيش التي أقيمت والعقول التي أحرقت واضطهدت. ومن المهام الكبيرة المطروحة على الفكر والمفكرين تقليل هذا الثمن الفادح التي تدفعه الإنسانية عند مشارف كل منعطف معرفي جديد.
تقليل هذا الثمن الفادح، وتيسير سبل الحداثة على مجتمعاتناالتي تتخذ من الدين معيارا لمواقفها من الأشياء والظواهر، مهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر ولكنها ضرورية ولازمة، فضلا عن كونها ممكنة.
وهي ممكنة بالمنطق الديني نفسه وليس بمنطق مفروض عليه من الخارج أو معارض له وساع إلى إستئصاله. وهناك موقفان واضحان هنا:
الموقف الأصولي الذي يجمد الدين في لحظة واحدة من لحظاته، وهي لحظة ماضية، ويعتقد أن التطور الإنساني، الذي يسميه البعد عن الدين، هو الخطأ، وأن واجب الدعاة هو رد المجتمع كله إلى تلك اللحظة التي يجب أن يتجمد عندها الزمن. ونحن نعلم أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بإبادة ثلثي البشرية أو أكثر من ذلك. وهذا هو الشر الكامن في المشروع الأصولي وهو سر عدائه للإنسانية، وعدم منطقيته إزاء الفعالية الإنسانية الخلاقة.
الموقف الثاني هو موقف منسجم منطقيا مع ذاته ويمكن اختصاره فيما يلي: الدين أزلي، موغل في القدم، وسائر مع الزمن، ومستمر في المستقبل. ولكنه لا يحقق أزليته إلا من خلال الإنسان، ومن خلال المجتمع الإنساني. وإذا كان الإنسان والمجتمع الإنساني متطوران بالصورة ألتي أشرنا إليها، فيجب أن يكون الدين حاملا في ثناياه ما يناسب هذه المراحل المختلفة في مسيرة المجتمع البشري. لأن غير المتغير لا يوافق المتغير ولا يعبر عنه كما نعرف في المنطق. ولذلك يجب أن يكون هناك متصل ديني يوافق المتصل الإنساني. ومهمة المفكرين، ولا أحصر الأمر في رجال الدين او نسائه، أن يكتشفوا في هذه الثنايا ما يناسب عصرهم. وأن ينتبهوا إلى أن هناك لحظات في المتصل الديني كانت تناسب مراحل سابقة في المتصل الإنساني ولكنها لم تعد كذلك. ولكن تلك اللحظات لا ينبغي الخلط بينها وبين الدين ككل، كما يفعل الغلاة على الناحية الأخرى من التطرف الفكري، بل ينظر إليها في سياق أزلية الدين التي لا تتحقق إلا من خلال نسبية إنبساطه وتفتحه، ونسبية التعاطي الإنساني معه.
هذا منطق صلب لا يمكن القفز فوقه. ومع انني لست جمهوريا إلا أنني أعتقد أن الأستاذ محمود محمد طه نفذ إلى جوهر هذه المسألة عندما تحدث عن آيات الأصول وآيات الفروع، وعن الإسماح والإكراه وعن الوصاية و الرشد. ولكن منطقي كما يسهل على القاريئ أن يتبين، مختلف عن منطق الأستاذ، وإن كان الإتفاق كبير وخصب.
ومن أنا حتى أتحدث عن الإصلاح الديني؟
سؤال يمكن أن يثيره " حقوقي نفسه" أو يثيره آخرون.
واجيب عليه فأقول، ان الدين مكوّن اساسي من مكونات الوعي، في مجتمعنا، وعامل حاسم في تحديد مواقف الأكثرية من الناس، ومؤثر مباشر على حياة المجتمع، بكل افراده، وبصرف النظر عن موقفهم الديني أو موقفهم من الدين. وما دام الأمر كذلك، فإن من حق الجميع، متدينين أو غير متدينين، أن يدلوا بدلائهم الفكرية في نصوص وممارسة تحكم حياتهم شاءوا ذلك أم ابوا، وتؤثر عليهم سلبا إذا سادت التفاسير الأصولية للدين، كما حدث في بلادنا على يد السلطة الحالية ومفكريها، كما يؤثر إيجابا إذا سادت التفاسير العقلانية التي ندعو إليها، لأنها تمهد سبل التقدم وتشيع الإنسجام في العلاقات الإجتماعية.
وأنا على كل حال ملم بما أتحدث عنه و مطلع عليه ومنصرف لدارسته باستمرار. وقد عرفت مؤخرا أنني أكثر علما بالدين من الشيخ الدكتور حسن الترابي، لأنني كنت أعرف منذ صباي المبكر أن القرآن يعطي الإنسان الخيار في أن يؤمن أو يكفر، مع أن الترابي، صاحب القراءات السبع، لم يكتشف هذه المسألة إلا بعد سجنه الأخير وتبحره في دراسة القرآن من جديد، أو كما قال!!
هذا موضوع ضخم أرجو أن نطرحه بصورته المتكاملة في المستقبل، بوسائط تتسع له.
عذرا للإستطراد. ودعني أنتقل إلى الشق الآخر من سؤالك حول تعاملنا مع جهاز الأمن السعودي.
لقد أوضحت كثيرا من الأشياء عند إثارة هذه المسألة أواخر عام 1996. وأذكر لك حاليا ما يلي:
تلقينا في حق دعوة لزيارة السعودية وبحث إمكانيات إقامة تحالف جديد بين بعض قوى المعارضة، لإسداء خدمة للشعب السوداني في محنته الحالية كما عبروا. ناقشنا الدعوة في الجنة التنفيذية، بعد استفسارات واسئلة عديدة حول طبيعة هذا التحالف. وكانت الحيثيات التي استندنا إليها في قرارنا هي التالية:
أولا: قال السعوديون أن المواثيق التي تتفقوت عليها أنتم كسودانيين لا دخل لنا بها ولا راي لنا فيها، بل هو أمر متروك لكم، تصوغونه كيفما تشاءون.
ثاينا: كان النظام الحاكم في الخرطوم معاديا للسعودية عداء سافرا وذلك منذ لحظاته الأولى، وموقفه إلى جانب صدام في غزوه إلى الكويت. وترن في آذان المسؤولين السعوديين الهتافات في شوارع الخرطوم، ايامها،والتي تندد بآل سعود، وتقول لن يسود أل سعود، وتهددهم بمفردات أقسى من تلك التي وجههتها إلى دول الإستكبار العالمي وإلى أمريكا التي دنا عذابها. كما صرح الترابي بأن السعودية ليست دولة إسلامية وأنه آن الأوان لتغيير النظام هناك.
ثالثا: اصبح السودان بؤرة لتجمع الحركات الإسلامية المعادية للنظام السعودي، وعلى رأس أولئك أسامة بن لادن، الذي أعلن حربه على الأسرة الحاكمة وشرع من الخرطوم في وضع خططه ضد الحكم السعودي.
توصلنا من خلال هذه الحيثيات وعلى خلفية تعهد السعوديين بالا دخل لهم فيما نتقف عليه من مواثيق، وبحثا عن سبل فعالة للمعارضة بعد ان تبينا أن التجمع عاجز وغير فعال، وعلمنا ان منازلة سلطة مثل سلطة الجبهة الإسلامية يحتاج لامكانيات لا نملكها، قررنا تلبية الدعوة السعودية. وقدمنا نحن صيغة مشابهة في كل نقاطها الأساسية لوثيقتنا التأسيسية التي قبلت من قبل الآخرين دون تغيير تقريبا. وفي نقاش النقطة الخاصة بموقفنا من الدين، وبنفس الكلمات الواردة في وثيقتنا الأساسية، والتي تقول أن الدين يجب أن يبتعد عن السياسة ويبقى ملهما للفعالية السياسية ولاحما للنسيج الإجتماعي ، وبعيدا عن الإستفلال الرخيص من قبل ذوي الاغراض الدنيوية المموهة... ألخ، اقترح أحد الحضور أن نضيف عبارة، وهذا ما ندعوه الوسطية الإسلامية. وقد رفضنا هذا الإضافة جميعا، وانتهى الموضوع على هذا الأساس.
ذهبنا السعودية وقابلنا المسؤولين هناك وشرعنا في تعاون لم يستمر لاسباب عديدة لا أستطيع الخوض فيها هنا. وأعتقد أن أولئك المسؤولين كانوا من وزارة السياحة السعودية، لأن الجهة التي تتعامل مع الحركات المعارضة من الدول الأخرى، هي عادة وزارة السياحة كما تعلمون.
وزارة السياحة الأميركية هي التي تتعامل حاليامع التجمع الوطني الديقراطي، ومع الحركة الشعبية والحكومة السودانية. وهي نفسهاالتي جاء ممثلوها إلى الخرطوم وفتحت لهم الدولة السودانية كل الملفات الأمنية وزودتهم بالمعلومات التي طلبوها وبغيرها من المعلومات التي لم يطلبوها. ووزارة السياحة المصرية كما يعلم القاصي والداني،كانت هي التي تتعامل مع المعارضة السودانية وتنظم لهم الرحلات إلى الأهرام والأقصر والقناطر الخيرية. كما أن وزارة السياحة الأرترية التي أنشئت حديثا هي التي كانت تشرف على شؤون المعارضة السودانية في أسمرا وطوقان وتسني. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن وزارة السياحة الأثيوبية والكينية واليوغندية والليبية. كما يمكن أن يقال عن وزارة السياحة السودانية في تعاملها الطويل مع الارتريين، لاجئين كانوا أو سياسيين.
نحن أيضا، ومثلنا مثل الآخرين كلهم، تعاملنا مع وزارة السياحة السعودية. والمدهش أننا وجدنا أن المعارضة السودانية، ولأ أسثني أحدا، لا أستثني أحدا، سبقتنا إلى هناك. مما بزال البعض يواصل الزيارات.
مالكم كيف تحكمون؟
سؤالك الثاني حول تحالفات القوى الجديدة تعرضت له في إجابات سابقة فأرجو أن تكون قد اطلعت، عليها، وإلا فيمكنك الرجوع إليها
ولك الود

Post: #65
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Bushra Elfadil
Date: 12-23-2003, 02:05 PM
Parent: #63

فضلاُ يا عادل لا تستصحب معك كلمات مثل انهزامية وغيرها في نقدما أوردت للاستاذ الخاتم من افكار . اريد ان اوضح لك انني ومنذ سنوات تتعدى الخمس أصبحت خارج الاحزاب ولن اعود للعمل الحزبي بمعناه الذي شهدت سواء اكانت هذه الاحزاب حديثة أو جديدة او جبهات. لا استعلي على العمل العام لكن هذا الطريق لا يؤدي . ما قصدته هو التعامل مع الواقع الراهن ليس بالافكار الصحيحة المبالغ في دقة قراءتها لمفارقات الواقع السياسي بل بالضغط على هذا الواقع الساسي المتخلف بواسطة كتلة من خارجه وهذه الكتلة لا يجب الاستهانة بها ويمكنها التصويت لحزب كبير لكنها تلزمه بنتفيذ برنامج الحد الادنى الذي هو تقريباً برنامج الاحزاب الديمقراطية غير الدينية على ما فيها من تخلف او طائفية. لم أقل كتلة مثقفين بل متعلمين وهؤلاء كثيرون. يمكنك ان تمضي في تاسيس الحزب الليبرالي ومن يمنعك لكن ستعود بعد ربع قرن بحفنة نواب في البرلمان وسيحفظ لك التاريخ ولزملائك الشفافية والحس الوطني الرفيع وتسجيل المواقف الناصعة والدفاع عن الديمقراطية لكنك ستذهب غلى بيتك بنفس طرق الاسفلت المتآكلة وسيدرس احفادك بنفس المناهج التي انتقدها اجداد اجدادهم وربما في نفس البروش واشباه المدارس وفي الريف الذي سيظل كما هو ستكون المدارس غباش مدارس كالروب تماماً. ما عنيته على سذاجة ما يبدو من طرح هو البحث عن سبل للتسريع اخرى غير تقديم النموذج الحزبي الراقي . فالشعب السوداني سيحترم نموذجك دون شك وسيفضله في أذهانه عن كل النماذج الطائفية لكنه وسعياً وراء سبل عيشه سيظل في مربع هذه الاحزاب لما يزيد عن ربع القرن. كما إن هذه الاحزاب ستتغير لحاجات في نفس زعمائها دون ريب بما يزيد التمويه التباسا ونحن ما علينا حسبنا ان نطغط لتنفيذ ما نستطيع من برامج.

Post: #66
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-23-2003, 02:51 PM
Parent: #65

الاستاذ بشري الفاضل

اذا لم تعجبك كلمة الحتمية الانهزامية ؛ فانا اسحبها؛ ولكن ماذا اسمي موقفك ؛ وانت تقول مثل هذه العبارات :
------
اريد ان اوضح لك انني ومنذ سنوات تتعدى الخمس أصبحت خارج الاحزاب ولن اعود للعمل الحزبي بمعناه الذي شهدت سواء اكانت هذه الاحزاب حديثة أو جديدة او جبهات

وكذلك :
------------
لا استعلي على العمل العام لكن هذا الطريق لا يؤدي .
----------
وختمك :
-------
لكنك ستذهب غلى بيتك بنفس طرق الاسفلت المتآكلة وسيدرس احفادك بنفس المناهج التي انتقدها اجداد اجدادهم وربما في نفس البروش واشباه المدارس وفي الريف الذي سيظل كما هو ستكون المدارس غباش مدارس كالروب تماماً.
-------

انت في نظراتك هذه ؛ تنطلق من نظرة حتمية ؛ دعنا نقول انها متشائمة ؛ وليست منتصرة قط لقضايا التجديد ولشفافية والحس الوطني الرفيع وتسجيل المواقف الناصعة والدفاع عن الديمقراطية؛ بدليل انك تطلب من تعتقد بانهم يعبروا عن ذلك ؛ ان يدعوا ما يعملوا عليه ؛ وان يقولوا "ونحن ما علينا حسبنا ان نطغط لتنفيذ ما نستطيع من برامج."

نحنت علينا الكثير ؛ ولو تركنا جهدنا ومحاولاتنا التي اتفق معك في صعوبتها وانها مثل الحفر في الصخر - ليس اقلها الحوار والرد علي من كانوا في نفس خندق هذه القيم والدعوة التجديدية - فان التاريخ لن يحفظ حتي ان هناك من عمل من اجل قيم "الشفافية والحس الوطني الرفيع وتسجيل المواقف الناصعة والدفاع عن الديمقراطية"؛ ولن نملك حتي "عشر نواب" مؤهلين ومقتنعين بالديمقراطية وعاملين من اجل الصالح العام ؛ وستديننا الاجيال القادمة ؛ كما نحن ندين الاجيال الفائتة ؛ وخصوصا مثقفيها الذين عملوا كمجموعات ضغط ؛ علي المؤسسات الخربة القائمة ؛ ولم يؤسسوا لنا بديلا فكريا واجتماعيا وتنظيميا نبني عليه ؛ وننطلق من تراثه

ازعم ان منطقك يميل للحتمية الانهزامية ؛ لانك لا تري قط امكانية لبزوغ قوي جديدة تنافس وتنجح ؛ وانت هنا تكرر بصورة اخري كلمات نقد ؛ غير العلمية وغير التاريخية ؛ والذي زعم فيها بانه لا يري مستقبلا لحزب لم يعايش تجربة الاستقلال !! فما رايه في ان الغالبية العظمي من السودانيين ؛ لم تعايش تجربة الاستقلال ؛ حيث هم شباب دون الاربعين عاما .. كما ان نقد وحضرتك لم تجيبوا علي السؤال حول الحركة الشعبية ؛ وهل كان تاسيسها خطأ ؛ او الم يمكن من الافضل ان يمارس مؤسسوها عملهم كمجموعة ضغط ويقلووا ما علينا ونحن مالنا حسبنا ان يحقق لنا البعض جزء من برنامجنا ؟

تحقيق البرامج يا استاذ بشري الفاضل يتم بالاصالة لا بالوكالة ؛ وبرنامجي انا مثلا مناهضة الطائفبية ؛ فمن من الاحزاب الكبيرة "الديمقراطية " حسب قولك ؛ ينبغي ان ادعم لكيما تحقق لي برنامجي في رايك ؟ كل يحقق برنامجه؛ والذي يعبر عن مصالحه وتطلعاته ورؤاه ؛ ولذلك فان موقف مجموعة ضغطك المقترحة ؛ لن يزيد عن ان تحقق ما يرغب في تحقيقه حقا من تضغط عليهم ؛ اما اذا كان برنامجك مختلفا عن رؤاهم ؛ او مناقضا لمصالحهمم ؛ لن يحققوه لك مهما ضغطت واستجديت ؛ فليس هناك من يتنازل عن امتيازاته ومصالحه طوعا ؛ وفي تجربة الحركة الشعبية مع حكومات المرطز - علي علاتها - درس كبير

اقول لك انا ايضا امض في تكوين مجموعة ضغطك ومن يمنعك ؛ لكن سيمضي الوقت وسنجد اهل هذه المجموعة قد تدجنوا تماما لمن ارادوا الضغط عليهم ؛ ونحن سنمضي في طريقنا ولا يهمنا ان نحقق الكثير او القليل ؛ ما دمنا نمشي في الطريق الصحيح ؛ ونرفع برامج سليمة ؛ الامر الذي لا تنفيه انت ؛ كما اننا في النهاية نعمل ونجتهد ونعرف باننا سنحقق الكثير مما لا تتصوره ؛ وانت صاحب الخيال الفذ؛ لانك حكمت علي عقلك بالانهزام ؛ وعلي خيالك بالقيد ؛ وعلي قلبك بالتشاؤم ؛ في سراديب الحتمية واليأس من انتصار الجديد؛ التي دخلت فيها ؛ او ادحلت نفسك فيها

مع مودتي


عادل

Post: #67
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-23-2003, 03:05 PM
Parent: #66

معذرة يا اخ امجد ويا استاذ الخاتم علي "التسلبط " في البوست ؛
ولكن القضايا التي يثيرها الدكتور بشري الفاضل؛ هي من لب القضايا التي يعالجها هذا الحوار ..
استكمل رايي ؛ بنشر جزء من رسالة كتبتها هذا الصباح ؛ الي صديق اتحدث فيها عن مشروعنا ؛
اعتقد ان فيها ما يلامس ما يطرحه دكتور بشري :

----------------------------
.....................
الحقيقي يا عزيزي ؛ وذو الاهمية القصوي؛ هو خلق مبادرة ؛ ومشروع فكري - سياسي - اجتماعي جديد ؛ قد نضجت كل الظروف الموضوعية له ؛ مما نراه من انهيار الحركة السياسية والحزبية السودانية ؛ والنهوض به علي اسس جديدة ؛ وان يتم بناؤه بايادي عناصر جديدة؛ اثبتت جديتها وحرصها علي العمل العام ؛ وما عادت تقبل ان تترك احلامها وعملها للاخرين ؛ ممن يخونوا الاحلام ويحولوها الي كوابيس؛ ويستغلوا العمل العام لمآربهم الخاصة .
هذه الاسس الجديدة كما تعرف ؛ هي اسس الشفافية والوضوح ؛ والعلمية في العمل والتخطيط قصير وطويل الامد؛ والمؤسسية ؛ والانفتاح علي الشباب والمراة ؛ والابتكار في اساليب العمل ؛ والنظرة الجديدة للذات والاخرين والاشياء؛ واحترام فردية الانسان؛ وعمله وجهده ؛ والالتزام دائما جانب المواطن؛ لا جانب السلطة؛ اي هي الاسس المغايرة تماما ؛ لما تمثله الحركة السياسية السودانية ؛ كما تعبر عنها الاحزاب القائمة .
اما العناصر الجديدة ؛ فهي عناصر من الشباب العصامي والطموح ؛ والذي اثبت قدرته علي العمل والانجاز ؛ بسهر الليالي والعمل الشاق ؛ في مختلف المجالات .. هؤلاء الناس تستخدمهم البنية السياسية القديمة كتروس حية لادارة مكنتها الخربة ؛ او قل تمضغمهم لتاخذ ما فيهم من لب؛ ثم تلفظهم كما النواة بعد ان تاخذ كل ما فيهم من طاقة وحلاوة؛ وهذه قسمة ضيزي ما في ذلك شك .
نسعي نحن بخلق منبر لمثل هؤلاء؛ ان يكون لعمل الفرد عائده ؛ علي المستوي الخاص او المستوي العام؛ فلا يعقل ان يكون ........................؛ بينما هم يحصدوا النتائج ؛ ولا تقف وراء كونهم زعماء وحاصدين؛ اي خبرات ولا ابداع ولا عمل؛ الا التملق للرؤساء واستغلال عمل الاخرين .
الي متي يا ......؛ نضع احلامنا وامالنا واعمالنا تحت رحمة الاخرين ؛ ممن اثبتوا المرة تلو الاخري؛ انهم ليسوا في موقع المسؤولية ؛ وليس فيهم من حرص علي القضية العامة ؛ ولا احترام لتضحيات المواطنين ؛ او عمل ونضال المناضلين والنشطين ؟
لقد مررنا يا ....... بنفس المنعرجات تقريبا؛ وان باشكال مختلفة؛ من دعم الحركة اليسارية ؛ ثم قوات التحالف؛ ووضعنا في ذلك مجهودا خطيرا؛ كرسنا له بعضا من اجمل سنين عمرنا؛ ووقتا لو كنا استثمرناه في كسب المال؛ او في السياحة في الارض؛ او في التعلم واكتساب مهارات جديدة؛ لاتي اكله .. ولكننا خرجنا من تلك التنظيمات كما اتينا لها؛ عارين الا من شرفنا؛ وفقيرين الا من ايماننا؛ وهي وان بنت مجدها - الذي كان - علي عمل من هم مثلنا؛ فهي لم تحترم جهدنا واخلاصنا ؛ ولا جهد وتضحيات عموم المواطنين.
ما هو الحل؟ هل الحل يتم بالابتعاد وترك السياسة الي ناسها ؛ او كما يقول بشري الفاضل ترك العيش لخبازه؛ وهل هم خبازين ناجحين؛ وهل اكل شعبنا الا التراب من ورائهم ؛ بينما تمتعوا هم ليس بالعيش الذي اكلوه كله؛ وانما بالحلوي والكيك الشهي ؟؟ هل توقفت امكانياتنا وقدراتنا وايماننا بما نحمله من مبادئ وقيم ؛ بحيث نرفع الراية البيضاء مستسلمين؛ ونترك الساحة السياسية والفكرية والاجتماعية للطحالب والضفادع والطفابيع ؟
اعتقد ان لنا حقا؛ بما قدمناه وما اثبتناه من جهد وحرص علي القضايا العامة؛ ثم علينا واجبا؛ هو واجبنا تجاه من وثق بنا؛ وتجاه من لم يحظ بما حظينا به من تجارب وخبرات بالعالم والامور فيه ؛ ان نتقدم خطوة الي الامام ؛ وان نمسك قضيتنا في يدنا؛ وان نكف عن الانكسار امام رجال منكسرين في ذواتهم؛ قد كلسهم التسلط والهزيمة ؛ وان نكون قدر المهمة التي القاها التاريخ ؛ ثم القيناها نحن؛ بخروجنا مرة الي العمل العام ؛ علي عاتقنا.
.............؛ ولكني اعلم ان النبل مرات يكون ضد الانسان؛ وان الرجل مهما حاول؛ لا يمكن ان يكون مؤسسة ؛ وسيسقط عاجلا او آجلا تحت تاثير الارهاق والضغط ؛ ولذلك فنحن نريد ان نجمع مع النبل الحصافة ؛ وان نؤسس المؤسسة التي تدعم عمل كل منا؛ وتجعلنا نتخصص ونتعاون؛ ولا نسقط متعبين او مضغوطين؛ ثم هي تحترم من بعد انجاز كل منا؛ ولا تغمط ذو حق حقه ؛ ولا تعطل موهبة ؛ ولا تقف في طريق تطور فرد ما ..
...............
-------
والمعذرة لصاحب الرسالة والذي ربما لا يكون قد قرأها بعد

عادل

Post: #68
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Bushra Elfadil
Date: 12-23-2003, 04:08 PM
Parent: #67

عزيزي عادل
مقاطعتنا هذه لا تتحسس منها لن تضير الخاتم بل تريحه من رهق الجلوس لساعات للإجابة على الاسئلة المتراكمة. ارجوك لا تقولني ما لم اقله فانا لست فقط ضد الطائفية بل ظللت عمري كله ضد طروحاتها. ويا عادل ما قصدته ليس التخلي عن العمل السياسي من أجل مخرج لأزماتنا بل تحديد بنود قليلة فاينايت منتهية بغقد أو عقدين منبنود هذه الازمات والعمل على تنفيذها بهدف التسريع وإذا قدر لى تنفيذ ما أعني اواضرب مثلا عمليا فسأطلق مجموعات العمل لبناء الفكر والثقافة وحماية الديمقراطية وفي هذا الجانب نجد ان المفكرين السودانيين أمثال الخاتم وغيره هم الأقدر على سد الذرائع لكن من ناحية اخرى سأنقل العاصمة القومية وبسرعة أبني الخرطوم عاصمة الثقافة السودانية التي ينقطع عنها فجأة تنافس الطفيليين على الاراضي حيث سيرحل هؤلاء للعاصمة الجديدة ابني مترو الانفاق والمسارح وأغسل المدن واكويها هذه مجرد امثلة فلا تذهب بعيدا في الخيال لكن ذلك يجب أن يتم بتسريع حيث الخباز الذي اعنيه المهندسون والتشكيليون للإعمار والخبازون للخبز والمفكرون للافكار وناقرو الطار لطارهم . والقضاة الحفاة لمحاكمة الفساد بحيث يتم ذلك بتسريع ينأى بنا عن حالة بقل وعينو الزايد في محاكمات عبدالرحمن عبدو لرموز مايو ارجو ان اكون قد نقلت لك رايي القاضي بالتسريع فلا وقت لتكوين حزب يصارع من اجل إثبات وجوده ثم يصارع من اجل الفوز ودونه خرق القتاد. . نبداً بالبرامج التي لا زالت غليظة لكن هل تتوقف عقولنا عن التفكير أو قلوبنا عن الخفقان فلماذا تدمغني بالتشاؤم لمجرد إيراد تلك الصورة التهكمية . نحن يا عادل نجىء لفهم مداخل التغيير من جهات مختلفة . دعني أحكي لك هذه الحكاية . كانت هناك سيدة إنجليزية جاءت لندوة عن الكون كان الفيزيائي المحاضر يتحدث عن المجرات والثقوب المظلمة ذا بلاك هولز واتساع الكون فانبرت له السيدة لتقول
_ هل تريد ان تقنعني بان الأرض قائمة هكذا ككرة سابحة في الفضاء؟
وسالها العالم وانت ماذا تظنين ؟
قالت
الكرةالارضية مستندة ألى ظهر سلحفاة
وسالها العالم
وإلى ماذا تستندتلك السلحفاة؟
فردت السيدة
_ تمتدالسلاحف على طول إلى ما لانهاية.There are turtles all over there رواها العالم الفيزيائي هودجكن. وما قصدته يا عادل أن النتيجة مشابهة في فهم هذه السيدة الامية والعالم الفيزيائي في فهم الكون . وبهذا فادعوك لان تفهم ما ادعو إليه . فلتنتظم الافكار باكثر مما كانت في بلادنا ولتقم الاحزاب والتكتلات هذا ليس يقلقني لكنني اعتبره جهداً ضائعاً طالما ان كون المشاكل السودانية يمكن الدخول غليه بواسطة السلاحف لا نظريات الفيزياء المققة والبرامج المطولة . عندما يفوز حزبكم يا عادل فهل هناك بنيات اساسية او افكار تختلف مما يوقل به الخاتم أو الشيوعيون أو الجمهوريون او الإتحادي الديمقراطي او حق الاخرةآ او حزب الامة فيما يتعلق بالبنيات الاساسية وحكم القضاء والديمقراطية في حدودها التي تم الغتفاق عليه في برنامج القضايا المصيرية . أما ان تحدثت عن أفق اكبر من هذا فكمن تبشر بالإشتراكية وهذا امر تهتم به الاجيال القادمة قبولا أو رفضاً.

Post: #69
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-23-2003, 05:26 PM
Parent: #68

العزيز بشري

شكرا لك علي الحوار الراقي ؛ وستكون هذه اخر مساهمة لي تقريبا في هذا الاسبوع ؛ حيث ساغيب لدةاعي السفر ؛ واتمني ان احصل مدخل للانترنت في اثناء هذه المدة ..

نقول :
-----------
إذا قدر لى تنفيذ ما أعني اواضرب مثلا عمليا فسأطلق مجموعات العمل لبناء الفكر والثقافة وحماية الديمقراطية وفي هذا الجانب نجد ان المفكرين السودانيين أمثال الخاتم وغيره هم الأقدر على سد الذرائع لكن من ناحية اخرى سأنقل العاصمة القومية وبسرعة أبني الخرطوم عاصمة الثقافة السودانية التي ينقطع عنها فجأة تنافس الطفيليين على الاراضي حيث سيرحل هؤلاء للعاصمة الجديدة ابني مترو الانفاق والمسارح وأغسل المدن واكويها هذه مجرد امثلة
-----------

انت تعرف وانا اعرف يا دكتور بشري ؛ انك لن تكون تنفيذيا ؛ ولن يستطيع احد ان يحقق شيئا ؛ الا من باب السياسة والعمل السياسي والسلطة ؛ حتي ولو كانت منظمات مجتمع مدني ؛ فهي تتاثر بالسياسة والنظام السائد الخ الخ ؛ يبقي السؤال الاساسي مطروحا : كيف تستطيع ان تحقق برامجك هذه ؛ دون حزب سياسي ؛ ودون ممارسة سياسية ؟؟

الاجابة طبعا بالنفي ؛ لا يمكن ان تطبق اي من هذه البرامج ؛ دون ادوات سياسية ؛ اذن ماذا يفترض ان نعمل ؛ انت تقترح مجموعات ضغط علي الاحزاب ؛ الامر الذي ازعم انه غير ذا جدوي؛ لعدم اهتمام وجاهزية الاحزاب القائمة لتحقيق برامجك - ومجمل برامج الشعب السوداني - ؛ ونحن نعمل لتكوين بديل سياسي فكري تنظيمي ؛ يحمل علي عاتقه بالاصالة لا الوكالة ؛ وبادوات العمل السياسي المعروفة والديمقراطية ؛ واجب تنفيذ برنامجه وما نعتقد انه يلبي تطلعات المواطن ؛ والذي هو الحكم في النهاية امام صندوق الانتخاب

التسريع لا يمكن ان يتم ؛ بدعم قوي هي ذات مصلحة في استمرار الوضع علي ما هو عليه ؛ سواء الاحزاب الطائفية التي تسميها انت بالديمقراطية ؛ ويسميها ود قاسم بالليبرالية ؛ او النظام والحركة الشعبية ؛ الذان يبغيان قسمة السودان فيما بينهما ؛ بعيدا عن راي الشسعب وحقوقه ؛ وانت تري التسريع في الضغط علي من انتجوا الازمة ؛ ونحن نري التسريع في بناء البدائل السياسية والتنظيمية والفكرية ؛ التي تكفل ازاحة من انتجوا الازمة ؛ فمن منا الواقعي هنا يا تري ؟؟

اختلافنا يا دكتور بشري جوهري ؛ وهو نابع من اختلاف اهمق ؛ وهو الاختلاف في تقييم الاحزاب القائمة ؛ وخصوصا الاحزاب الطائفية ؛ حيث نعتقد نحن انها غير قابلة للاصلاح ؛ ويجب مناهضتها وهزيمتها ديمقراطيا ؛ الامر الذي يفرض علينا بناء الحزب والمؤسسات السياسية البديلة عنها ؛ بينما تعتقد انت انها احزاب ديمقراطية يمكن بقليل من الضغط ان تحقق البرامج الديمقراطية ومطالب الشعب

في حالة كهذه ؛ فليس من الغريب ان يكون لنا تكتيكان مختلفان؛ ليس في التعامل مع هذه الاحزاب فحسب ؛ وانما في العمل السياسي عموما؛ ولن يجدي هنا نصحك لنا ؛ ولا نصحنا لك ؛ فالامر اعمق من مسالة التسريع الاجرائي ؛ والصعوبة والسهولة ؛ انه امر خيارات اساسية ؛ يحددها كل منا بوعي تام ..

ما يطرحه حزبنا لا يحتلف كثيرا عما تطرحه حق ؛ او تيار وسط الجمهوريين ؛ ولذلك سنعمل علي الوحدة معهم ؛ ما استطعنا سبيلا ؛ لكن لا يجمعه شي مع دجل الامة وممارساته وبنيته التسلطية وطبيعته الاسرية وحرصه علي مصالح الاسرة الخ الخ ؛ ولذلك فلا يمكن لنا ان ندعمهم ؛ او نضغط عليهم سواء بمنافستهم في ما يتصورونه دوائر مغلقة لهم ؛ حتي ينهزموا ؛ او يتطوروا ...

وفي كل الحالين يكون لنا في ذلك يد ...


عادل

Post: #70
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Mandela
Date: 12-24-2003, 10:26 AM
Parent: #69

فهمت أن البوست هو حوار مع السيد عدلان..فكففت...و قرات بين السطور في حوار عبد العاطي - بشرى كم هو عميق الخلاف المثقف- المثقف.أتفق مع عبد العاطي في أن الاحزاب التقليدية بالية و غير مجدية و لا بديل عن تنحيها تماما عن الساحة السياسية . و هي تثبت فشلها يوما بعد يوم في المعارضة أو الحكم. اوليست كل تنظيماتناالسياسية؟؟!!

نحن كشباب لا نعول ألا على تنظيمات جديدة مبتكرة نابعة من واقع مشكلاتنا .. كحركة القوى الجديدة و غيرها.

سؤال لـ" الخاتم عدلان": ما هي نظرتكم لمستقبل حركة حق. في ظل التطورات الراهنة ؟

لكم الود

Post: #71
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-24-2003, 10:58 AM
Parent: #1


شكرا لك على الأسئلة:
أولا: أوجه الخلاف بيننا وحق الأخرى كثيرة وقد أوردناها في كتابنا: حركة حق إلى أين تتجه، الذي صدر عن مؤتمر الحركة عام 2000 بالقاهرة، وقد نشرنا الكتاب،و لكن كانت نسخه محدودة تتناسب ومقدراتناالمالية. ولكن مادة الكتاب وجدت تغطية واسعة من خلال المقالات العديدة التي نشرها بصحيفة الخرطوم عضو الحركة النشط ازهري طه،الموجود حاليا بأميركا. وأتمنى أن تحصل على نسخة من ذلك الكتاب.
ولكن أجمل لك الخلافات فيما يلي:
- النقطة الأولى تتعلق بالتنكر للعهود والمواثيق. فقد اتفقنا في مؤتمر الحركة بأسمرا، ديسممبر-يناير 1996 -1997، والذي شارك فيه وفد من الداخل مكون من سبعة أشخاص، برئاسة الأستاذ الحاج وراق، وأرجو أن يكون في هذه النقطة رد على من يقولون أن الحركة كانت في الأصل حركتين، أجزنا فيه الخط السياسي للحركة وهو المشاركة الفعالة في عمل المعارضة، السلمي والعسكري. وقد تعهد مندوبو الداخل بإرسال أعداد كبيرة من المناضلين للإنضمام إلى عمل الحركة بالخارج وحددت الأعداد المتوقعة ووضع الجدول الزمني. ولم يكن ذلك يعبر عن إملاء من قبل الخارج، بل جاء بعد إلحاح شديد وحماس للعمل العسكري من قبل الداخل، ربما فاق، في بعض الأحيان، حماس الموجودين بالخارج. ويدل على ذلك تركيبة وفدهم ذاته. والتفاصيل هنا كثيرة ولا داعي للخوض فيها. ولكن الداخل لم يف بعهوده، بل سار في إتجاه معاكس تماما، وبدأ يصدر إدانات للعمل العسكري اتخذت أشكالا عديدة، أخطرها أنه شن حربا غير معلنة على كل أعضاء الحركة الذين كانوا ينادون بضرورة الجد في تنفيذ ما طرحته الحركة من برامج وخاصة المتعلق منها بمحارية السلطة.
- هذا يقودني إلى نقطة الخلاف الأخرى التي تمثلت في المذابح التنطيمية والطرد بالجملة لأعضاء الحركة الذين أبدوا اعتراضهم على التراجع عن الخط الأصلي، وعلى أساليب إدارة الحركة التي كشفت عن كثير من مظاهر الإعتباط والتسلط القيادي. وقد ألصقت بهؤلاء جميعا تهمة واحدة هي العمالة إما لأجهزة الأمن أو للحزب الشيوعي. والغريب أن أكثر من عشرين فصلوا من جامعة واحدة، بدعوى أنهم عملاء للأمن! ونذكر من هؤلاء، على سبيل المثال لا الحصر،نايل الطيب، وعصمت الدسيس ووائل خلف الله ومعروف سند، وآخرين يضر بهم ذكر أسمائهم. وقد برأنا هؤلاء جميعا من التهم الجزافية التي ألصقت بهم بعد المناقشات التفصيلية التي جرت مع الكثيرين منهم، لاعتبارات مبدئية تتعلق بحماية الأفراد وحقوقهم، وحقائق سياسية هي أن هؤلاء هم الذين قامت الحركة على أكتافهم في الجامعات وفي أنحاء مختلفة من العاصمة. وهذه هي بالضبط النقطة التي تنبهنا عندها إلى أن أمرا خطيرا وخطأ فادحا يرتكب بالداخل، لأنه من غير المنطقي أن يكون هناك عشرون عضوا في فرع واحد من فروع الحركة عملاء للأمن. ونحن نعرف أن الأمن لا يعمل بهذه الطريقة وإلا لكان جهازا غير كفء وفاشلا في أداء مهامة القمعية، إذ يخصص عشرين من كوادره، ليس لحركة صغيرة ولكن لفرع واحد من فروعها. والتهمة جائرة ايضا لان المتهمين من الوسط الطلابي الذي يصعب فيه إخفاء الإنتماءات الفكرية والسياسية للناس، لمعرفتهم اللصيقة ببعضهم البعض، ولصدقهم وحماستهم في إبداء مواقفهم والدفاع عنها. ومن المفهوم بالطبع أن يدس الأمن عنصرا من عناصره وسط تنطيم حديث ليعرف حقيقته ولكن تجنيد أكثر من عشرين شخصا، أمر لا يقبله العقل. ويضاف إلى كل ذلك أن الإتهامات كانت جزافية، بمعنى أنها لم تكن تستند إلى اية وقائع محددة أو حيثيات مقنعة، بل لم تتخدها هيئات، بل اتخذها فرد بعينه يصحو اليوم فيقرر أن فلانا خالفه في الراي، إذن هو في الأمن. وقد طالبنا نحن بالخارج بإيراد حيثيات تثبت هذه التهم وتقنعنا بأن شيئا غريبا مثل هذا قد حدث بالفعل، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث. وقد التقينا فيما بعد بالكثيرين الذين ألصقت بهم هذه التهم وعرفنا دوافعها الحقيقية، وهي الخروج على التوجه السياسيي الذي ارتضيناه في المؤتمر وإخراس السنة الذين لم يقتنعوا بمبررات التراجع. وعندما نقول ونردد أن بعض ممارسات القوى التي تدعي الجدة والحداثة أكثر تخلفا في بعض الأحيان من ممارسات القوى التقليدية، فإنما نشير إلى مثل هذه الممارسات الظالمة والضارة ابلغ الضرر بحقوق الافراد وسمعتهم والمدمرة لشخصياتهم،و لو إلى حين.
- التخلي عن التوجه السياسي، كان يمكن أن يحدث بصورة صحيحة وديمقراطية. فوفد الداخل، كما أشرت، لم يكن يقل حماسا للعمل العسكري، من ممثلي الخارج، ولم تذكر كلمة واحدة تعبر عن خلاف حول هذه المسألة. ولكن يمكن بالطبع أن يغير الأفراد، أو حتى الهيئات مواقفهم، من قضية أجازها مؤتمر. والإجراء الديمقراطي في هذه الحالة هو صياغة الموقف الجديد بكل حججه ومبرراته والتشاور حوله، وربما عقد مؤتمر إستثنائي لحسمه. ولكن قيادة الداخل لم تختر هذا السبيل. بل إستعانت على قضاء حاجتها بالكتمان والتضليل، والمناورة، وسارت فيما اعتزمت ناشرة حوله غبارا كثيفا من الإتهامات، التي امتدت فشملت حتى أعضاء خارج السودان، خرجوا بعد أن تعرفوا على أساليب عمل قيادة الداخل، فخشيت هذه أن يفضحوها، فاستبقت ذلك بدمغهم بالتهمة ذاتها وهي العمالة للأمن.
- بدأت قيادة الداخل، ودون علمنا وقتها، عقد لقاءات مع المؤتمر الشعبي ( الموحد ) أي قبل سقوط الترابي عن السلطة، مؤسسة لموقف عروبي إسلامي، يرفع راية الخوف من الإجتياح الزنجي للسودان، ممثلا في الحركة الشعبية والحركات الأفريقية الأخرى التي تركز على هوية السودان الإفريقية. وكان ذلك أساسا جيدا للتفاهم مع تنظيم السلطة. وظهرت تصريحات من الأمين العام للحركة بالداخل تحاول أن تؤسس نظريالهذا التوجه. وامتدح في ثناياها حسن الترابي باعتباره مجددا دينيا وقوة من قوى التجديد الديني والحداثة. ولكن هذا الخيط إنقطع للخلاف داخل المؤتمر الشعبي، كما انقطع لظهور بديل يمكن أن يكون مقبولا أكثر من الترابي، كان في هذه الحالة هو الصادق المهدي.
- إتصلت قيادة الداخل بالصادق المهدي الذي كان وقتها موجودا بالقاهرة وأبدت له رغبتها في العمل المشترك تحت رايته. وطرحت عليه إقتراحابصياغة مذكرة وحملة توقيعات، سميت الحملة المليونية، تعبر عن معارضة السلطة من مواقع الصادق المعروفة. وقد رحب الصادق، بطبيعة الحال، بالمبادرة، وربما اندهش لها لأننا كنا على اتصال به، وكتب نص المذكرة التي طافت بها قيادة الحركة بالداخل على كل القوى السياسية للحصول على توقيعاتها. ورفضت أي تعديل حتى ولو بكلمة واحدة وأعلن أمين الحركة، أن هذه المذكرة كتبها السيد الصادق ولن نغير فيها كلمة واحدة. وقد اعرض كل الذين عرضت عليهم المذكرة عن المشاركة فيها وسارت مسيرة متواضعة من قبل المقتنعين بالخط الجديد من أعضاء الحركة. حدث كل ذلك ونحن لا علم لنا به إلا من الصحف. وأضيف الخروج على قواعد التنظيم، إلى الخروج على خطه السياسي. وإذا كنا نحن نقصد أن نقيم تنظيما تابعا لحزب طائفي أو زعيم طائفي، هو الأطول باعا في إضاعة فرص السودان التاريخية في التقدم وفي ترسيخ الديمقراطية، فلماذا كل هذا الجهد، ولماذا كل هذا الطنين عن القوى الجديدة والمشاريع الجديدة؟
- في مواجهة هذه الخلافات الكبيرة حول المنطلقات والخط السياسي، قررنا عقد مؤتمر تطرج فيه هذه الخلافات وتحسم لصالح وحدة الحركة. ولكن قيادة الداخل رفضت ذلك وأغلقت كل قنوات الإتصال بيننا وبينهم. ولكننا احتلنا إحتيالا حتى نوصلهم مقترحاتنا حول عقد المؤتمر، وإمكانية تفادي إنشطار في الحركة تكون نتائجه سليية جدا عليها في مراحل نموها تلك. وهنا اشترطت قيادة الداخل شروطا تجعل عقد المؤتمر أمرا لا طائل من ورائه. وهو أن نوفر نحن كل نفقات المؤتمر، ويأتي خمسة مندوبين من الداخل، على أن تكون قرارات المؤتمر غير ملزمة!! وقد توصلنا إلى أن قيادة الداخل رافضة رفضا كليا، لأية إمكانية في رأب الصدع. ومضت تلك القيادة في التحضير لمؤتمر للداخل يجيز توجهاتها الجديدة، بعد أن خليت لها الساحة من كل المعارضين. وقد حدث هذا بالفعل في فبراير عام 2000. والذي كان منحاه الأساسي المفاصلة مع الخارج، للدرجة التي وصلت إلى تغيير الإسم. فصارت " حركة القوى الحديثة" بدلا عن " الجديدة". وهذا يهزم رسالة الحركة كليا، لأنها تتحدث عن القوى الجديدة وهي وأن كانت تمشل القوى الحديثة إلأ أنها تتخطاها إلى حدود بعيدة. وكان الهدف كذلك ضرب أية إمكانيات للتقارب أو التعاون مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وما دمنا نحن قد عقدنا مؤتمرنا ألذي كشفنا فيه كل ذلك وأعلنا المفاصلة مع مجموعة الداخل، في ابريل من عام 2000، أي بعد شهرين من مؤتمرهم، فإن اي حديث عن فصلنا لهم في ذلك المؤتمر، ليس سوى فرية تكذبها الوقائع والتواريخ. وأرجو أن تراجع في ذلك، فضلا عن الكتاب الذي أشرنا إليه، مقالات محمد سليمان الممتازة في صحيفة الصحافي الدولي في مارس 2000، عن تفاصيل ذلك الخلاف، فمحمد سليمان كان هو المكلف بالصلة بالداخل من قبل اللجنة التنفيذية وكان أحرصنا على ألا يحدث مثل ذلك الشرخ.
- هذه كلها اسباب قوية للمفاصلة، ولكن دعني أغوص قليلا إلى ما وراء الظواهر. أعتقد أن السبب العميق الذي حرك كل تلك الخلافات وهز كل تلك القناعات هو إستباق معارك على القيادة توهمتها قيادة الحركة في الداخل، وفضلت أن تحسمها على طريقة " الحل النهائي " بدلا عن المنافسة الديمقراطية. وهو منهج في العمل السياسي شبيه تماما بتقاليد " قتل أشقاء الملك " التي كانت سائدة في بعض مراحل المملكة السنارية وفي أنحاء كثيرة من أوروبا في العصور الوسطى. فعندما ينصب الملك، يكون همه الأول، وهم وزرائه وحاشيته، القضاء على اية إمكانية للمنافسة أو المطالبة بالعرش، وخاصة من أشقائه، الذين يملكون نفس مؤهلاته، وربما يفوقونه في بعض الأحيان. وكانت تصاحب تنصيب الملك عادة هذه المطاردة الشرسةالقاسية، لأشقائه لإبادتهم جميعا، على طريقة ما حدث لعائلة بونديا في رواية ماركيز الاسطورية"مائة عام من العزلة "
تلطفت هذه الممارسة عبر الحقب، وظلت تمارسها بأشكالها الملطفة هذه، ولكن بأشكالها العنيفة الحرفية أيضا، بعض تنظيمات القوى الجديدة. وفي ممارسات قوات التحالف، عبرة لمن يعتبر. تنصيب "الأمين العام" في مؤتمر فبراير 2000 كان هو نقطة البداية لتلك المطاردة، ولكنها لم تأت ثمارها لأن المملكة وهمية والصراع وهمي والملك يكاد أن يكون بلا حاشية. وهذا سبب آخر يجعلنا نقول أن بعض ممارسات القوى الجديدة ليست أقل تخلفا من ممارسات القوى التقليلدية التي تعتزم إزاحتها والجلوس على عروشها. وهو ما يجعلنا نشير إلى أن وعيها الديمقراطي فج وسطحي إلى أبعد الحدود، إن لم يكن معاديا للديمقراطية بالفعل، مصادقا لها بالأقوال، التي تصبح في هذه الحالة هراء كالكلام بلا معاني كما قال ابو الطيب المتنبي.
- تحالف القوى الجديدة الذي ندعو له واسع ومفتوح. قواه كبيرة ولكن مداخله متعسرة. وهذه هي المشكلة، فالتنظيمات التي تقوم من مواقع القوى الجديدة تعتقد قيادة كل منها أنها الأصل والنواة وأن ماعداها إما أن يتبع لها أو يموت وتذكر ما أوردته سابقا من عبارة عبد العزيز خالد لوفد حركتنا: نحن نتعامل معكم كأفراد، ونقبل من نقبل ونرفض من نرفض،بعد الفحص، و...
Once in never out
وقد نسيت أن أذكر وقتها أن أحد أعضاء وفدنا علق على هذا الموقف بأننا ربما نكون غرقى ولا نعرف ذلك، كما لا نعرف أن السفينة الوحيدة القادرة على إنقاذنا هي سفينة عبد العزيز خالد. وإلا فما الذي يغرينا بقبول عرض كهذا.
تقوم هذه التنظيمات وتفصل على مقاس الأمين العام، أو الباشا، أو السكرتير العام، وتبدأ بمجرد تنصيبه عملية مطاردة الأشقاء وقتلهم. وهذه آفة من آفات الوعي وسطحية العلاقة بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تداس دوسا غليظا في الممارسة. ولا أمل لهذه التنطيمات بدون تخطي هذه المرحلة. وعملية التخطي شاقة وعسيرة وهذا ما يدفعنا أيضا إلى التركيز بصورة خاصة على مهمة التنوير العقلاني وتعميق مفاهيم الديمقراطية وتوسيع مفاهيم القيادة، بالتركيز على محدوديتها الزمانية وقصور ظل صلاحياتها، المسؤولية فيها أمام التنطيم، فضلا عن إتساع التنطيم لعدد لا يحصى من القادة، المؤهلين دوما للإنتصار على فناء الافراد، باستمرار الجماعات. ولعلك تربط كل ذلك بما قلته سابقا عن دور الفكر والمفكر.
بقي أن اقول أن نجاح أي حركة للقوى الجديدة تتمثل في جذب أعداد معتبرة من المستقلين المتعالين على الأحزاب القائمة أو الخارجين منها، فضلا عن فتح قنوات واسعة للجماهير المسحوقة في المدن والأرياف وفي كل بقاع السودان.
في هذا الإطار ظلت الحركة الشعبية حليفا موضوعيا لنا، أي أنها بعملها على زلزلة بنية النظام الحالي، وسعت الفرص أمام هذه القوى لتعمل وتنشط وتمتد، وهذا معروف يجب أن يذكره الناس دائما. ويبقى أن تتحول الحركة إلى حليف ذاتي، تحكمه المواثيق المكتوبة والممارسات الديمقراطية والشفافية والإحترام لهذه القوى ولتجربتها وتاريخها، صرف النظر عن وزنها الحالي. ولتفعل ذلك فإن الحركة تحتاج إلى إعادة النظر في كثير من اساليب عملها وفي صيغها المقترحة للتعاون، في ظل ظروف مختلفة تماما عما ألفته في السابق. كما أن على هذه القوى نفسها أن تتغلب على كثير من شكوكها وتحاملاتها، وأن تقوي من أوزانها حتى يكون التحالف معها أمرا ذا مردود. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل ربما تكون سابقة لأوانها حول الإتصالات التي نجريها ويجريها الآخرون معنا، فكثيرا من هذه المجهودات ينفرط عقدها بالحديث عنها قبل الأوان.
- تحدثت عن سقوط المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي أعلاه، ولا اريد أن أدخل في اية تفاصيل لا تحتملها طبيعة هذه المشاركة.
دمت ودام لك الود.

Post: #72
Title: مجموعة ضغط ام حزب سياسي
Author: adroub
Date: 12-24-2003, 01:39 PM
Parent: #1

الي الاستاذ/ عادل عبد العاطي والدكتور/ بشرى البفاضل،
تحية،

الموضوع محل النقاش بينكم موضوع اساهم بفتح بوست خاص ليه، وذلك للآتي:
♣ الموضوع مهم للغاية، والوطن يمر بمرحلة اظننا نتفق في خطورتها.

♣ الموضوع يمس اتجاهات مختلفة في الرأي العام السوداني، ويبحث في كيفية للخروج من ازمة تمددت لحوال نصف القرن عانى فيها الوطن والمواطن مختلف صنوف العذاب.

♣ لن اتحدث هنا إلا عن مقررات اسمرا باعتبارها ورؤى القوي الموقعة عليها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار السوداني- عدا الجبهة. وبكل ما حملته تلك المقررات يتبقى سؤال اظنه مهم وهو: اين نحن الآن بعد حوالي العشرة سنين من توقيع تلك الاتفاقيات، والأهم: لماذا ؟

♣ الميدان الذي يدور فيه الحوار الآن- بوست الحوار مع الاستاذ/ الخاتم عدلان- ميدان مخصص لموضوع محدد، وان كان لا يختلف نوعا، الا انه يناقش موضوع محدد.

♣ اعتقد ان ذلك لن يمكن الكثيرين من الادلاء بدلوهم في الموضوع محل النقاش بينمكا. فلا استطيع ان اقول ما اريد في الموضوع وانا اعرف ان قارئ البوست اصلا منحصر في متابعة الحوار الاصلي في البوست، او اعتقد انه لا يجوز تشتيت افكاره.

♣ صحيح ان المادة هنا سترفد المادة هناك والعكس بالعكس، لكن دعونا نفصل المادتين.
ودمتم.


Post: #75
Title: Re: مجموعة ضغط ام حزب سياسي
Author: خالد عويس
Date: 12-24-2003, 04:28 PM
Parent: #72

الأستاذ الخاتم
تحية لقامة فكرية شابة تستحق الاحترام والتقدير
أسئلتي :
* هل ينشأ في تقديركم فارق كبير بين قوى تدعى مجازا (تقليدية ) وأخرى (حديثة) طالما أن الوعي السياسي والاجتماعي بحد ذاته يعاني من ضمور وتهتكات هذا ان لم ينسحب عليه اتهام بعدم التطور في ضوء هيمنة قبلية وجهوية وانتماءات بدائية تشكلّت بشكل أو بآخر في شكل حديث (حزب سياسي) الا أنها بقت في مفاصلها الأساسية كما هي ، فضلا عن عبادة الكاريزمات السائدة ، وغلبة الذهنيات التقليدية في قيادة الأحزاب مجملا وعدم كفاية استعدادها للتغيير ؟!
* ما الذي يمكن أن يحفره هذا الجيل _ جيلنا _ في الفكر والسياسة والثقافة مؤسسا رؤية تصب لجهة تفكيك جماعي للكاريزمات والمفاهيم المرفوضة ، وقيم القبيلة والجهة و(التخندقات) ، كيف نؤسس لحوار وطني (شفاف) يردم الهوات الشاسعة ، ويرتضي ثقافة (قبول الآخر ) واستيعاب قيم الديمقراطية ؟!
* لاحظت أن الحراك الفكري في السودان بشأن مفاهيم بدهية ينبغي أن تناقش وبجدية كافية ، غائبة عن سجالاتنا ( أو يحوم حولها ) وبمقدوري تلخيصها اجمالا في
_ الدولة / المفهوم / الحقوق والواجبات
_ المواطنة
_ المواطنية
_ الدستور ( مكانيزماته / مرونته في الحفاظ على حقوق الغالبية والأقلية / تصميمه بشكل قابل للتعديل والتطوير)
وغيرها ، هل كنت صادقا في ملاحظاتي في تقديرك ، وكيف نعمل على سد هذه الثغرات _ ان وجدت _ ليس نقلا عن الأمريكيين أو الفرنسيين وانما بسودنة ومقاربة هذه المفاهيم ؟!

Post: #76
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-25-2003, 12:44 PM
Parent: #1


أبدأ هذا اليوم المبارك بالتحية الحارة أزجيها لأخواتي وأخوتي، المسيحيات والمسيحيين في هذا الموقع، وعبرهم إلى كل المسيحيين في السودان، بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيد، متمنيا لهم جميعا الصحة والعافية، راجياأن تلتئم الجراح، وأن نتجاوز الماضي دون أن ننسى عبرته العميقة، وأن يتسع الوطن لنا جميعا، متساوين، وافرى الحقوق والكرامة، على مهاد من التسامح والقبول.
بعد سؤالي، أوضح لي الأخ أمجد أن هذه الأسئلة وجهها الأخ عبد الوهاب همت وساجيب عليها على هذا الأساس.
لا استطيع في هذه الجلسة التي لن تطول، الإجابة على كل الأسئلة، لأن اليوم يوم عمل بالنسبة لي، ولكني سأعود إلى ما تبقى منها أثناء اليوم، أو صبيحة الغد، فصبرا ومعذرة.
موقف الحزب الشيوعي من الخارجين عليه والمنقسمين عنه له جذوره في الفكر اللينيني، والستاليني خاصة، وقد راح ضحيته كثير من الناس عبر الحقب. وهو يتعلق بمكانة الحزب ودوره في التاريخ. فإذا كان الصراع الطبقي هو قابلة التاريخ،كما قال ماركس، فإن الطبقة العاملة هي أداته، والحزب الشيوعي هو عقلها وقلبها معا. أن تخرج على الحزب الشيوعي، معناه أولا أنك تنخلى عن أنبل مهمة في مسيرة المجتمع الإنساني، وهي النضال من أجل خلاص البشرية من الإضطهاد والإستغلال، ومن الملكية الفردية والطبقات، ومن الدولة وأشكال الوعي الخاصة بالمجتعات الطبقية. كما تتخلى عن النضال من أجل المجتمع الشيوعي الذي تسوده العدالة المطلقة، والبحبوحة غير المحدودة، والتي يمثلها شعار " من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته " ومن تخلى عن مثل هذا الدور، في معمعان من الصراع الشرس ضد المستغلين العتاة، فإنما يعتبر خائنا لنفسه ولهذه المهمة النبيلة التي تحدثنا عنها، لأن الحزب الشيوعي، في اعتبار الشيوعيين ونظريتهم، هو الأداة الوحيدة لتحقيق هذه الرسالة.
الحزب الشيوعي، استنادا إلى النظرية والممارسة، هو هذه الشرفة العالية، التي لا يغادرها من يغادرها، إلأ لينحدر إنحدارا مخيفا، ويسقط سقوط عموديا، كما قال لينين، ويأتي من الخيانات ما لاعين رأت ولا أذن سمعت. لأنه ببساطة ينحاز إلى معسكر الأعداء، الذين لا يقلون قبحا عن الشيطان، في صراع لا يعرف الرحمة أو المهادنة.
هذه هي الخلفية الفكرية، التي لم تحدث لها أية مراجعة من قبل الحزب الشيوعي، كما أعلم، ونقول بصورة مباشرة أنها مقولة خاطئة وشريرة. كما أن مراجعتها تعتبر أمرا صعبا، لأنه يستدعي مراجعة المشروع كله. ولا بد من الإشارة إلى أن البنية اللينينية متشابكة ومتماسكة، بحيث أن الإخلال باية جزئية من جزئياتها وإزاحة اية طوبة منها، تؤدي إلى إنهيار البنية كلها. وهذا هو مدخل الإيمان، بدلا عن التعامل الناقد والمحاكمة الفكرية، في موقف كثير من الشيوعيين، من حزبهم ومن نظريتهم.
ويحدث هذا مع أن لائحة الحزب الشيوعي تنص في مقدمة بنودها أن الحزب تحالف أختياري بين مناضلين شرفاء. بمعنى أنك يمكن أن تدخل بمحض أرادتك وتغادر بمحض إختيارك ايضا، ولا تجد في ذلك حرجا أو عنتا. وعندما تتأمل هذه المسألة، وتستعرض مصائر الذين خرجوا وما واجهوه من حروب، باختلاف درجاتها، تتبين أن هذه المقدمة الجميلة، هي المدخل المزخرف الذي يغري الداخلين بالدخول، وليكتشفوا بعد الدخول أنهم لم يتأملوا في الخروج، ولم يستبينوا الطرق المؤدية إليه. كما يكتشفون أن التحالف الإختياري بين المناضلين الشرفاء، قد تحول إلى حرب تسحب فيها كل الخناجر من أغمادها.
مكانة الحزب، وكونه بقرة مقدسة وعجلا ذهبيا، لعبت دورا رئيسا في هزيمة تروتسكي، في صراعه الجبار ضد ستالين. فقد الزم تروتسكي نفسه بالمبدأ التالي: لا يمكن لأحد، كائنا من كان، أن يكون مصيبا ضد الحزب. ولذلك قرر البقاء داخل الحزب الذي كان ستالين قد استولى بالكامل على جهازه الإداري، وشرع في تصفية أنصار تروتسكي، حتى تركه عاريا تحت رحمته. وهذا من دروس التاريخ التي لم يلق عليها كثير من الأضواء. وتروتسكي نفسه هو الذي قال: أنك لا يمكن أن تغير أية مؤسسة سياسية، دع عنك الحزب، إذا لم تكن داخله. ونسي شيئا هاما جدا، وهو أنك لا يمكن أن تنتصر في اي صراع يدور على ارضية الحزب ووفق لائحته، القائمة على المركزية الديمقراطية، إذا كان ما تدعو إليه مخالفا لما تراه القيادة. وهذا هو بالضبط ما يفسر الجمود الذي يحاصر المناقشة العامة، ويدخلها في نفق ضيق، لأن الجميع ينتظرون السكرتير العام ليعيد اكتشاف العجلة، ويضرب ضربة البداية في مسيرة التغيير. وإلا فما تفسير حقيقة أن الجميع يتحدث عن التغيير، ولكنه يتحدث أيضا عن أستعجال الخارجين. والجملة المحذوفة هنا هي أن على الخارجين أن ينتظروا حتى يعيد السكرتير العام إكتشاف ما توصولوا إليه هم قبل أكثر من عشر سنوات.
وهناك قصص كثيرة في علاقتنا بالتروتسكية عندما كنا بالجامعة وتصنيف عبد الخالق لنا، بأننا مجموعة من التروتسكيين البرجوازيين الصغار، وتلك ايضا قصة أخرى.
مفارقتنا الأساسية هي التالية: الحزب ليس بقرة مقدسة، ليس عجلا ذهبيا، وليس منفذا وحيدا للفعالية الفكرية او السياسية للأفراد. وليس من قبيل الصدف أننا قلنا في استقالتنا، لم يعد الحزب موقعا مناسبا لفعاليتنا، بل صار سجنا لها.
أعتذر عن المواصلة، مع أنني وصلت إلى عمق الموضوع حاليا، وأعد بالعودة .

Post: #77
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 07:34 AM
Parent: #1


أحاول اليوم، الجمعة، وغدا السبت أن أغطي جميع الأسئلة، لأن الوقت طال في حوار لم أكن أتوقع له كل هذا التنوع والثراء. وأعلن على أهل هذا البورد أنني ذاهب في الأسبوع الأول من يناير إلى السودان، وغالبا ما يستغرقني التحضير كل الوقت. ومع أنني سأحاول متابعة أية إستجابات جديدة، إلا أنني لن أتمكن من الإجابة على اية اسئلة جديدة، إذا وجدت، إلا بعد عودتي من السودان في فبراير المقبل. فمعذرة.
أوردت خلفية فكرية مختصرة كثيرا لفداحة الإنسلاخ عن الحزب الشيوعي من زاوية اللينينية ومن زاوية القيادة الشيوعية عموما، وقيادة الحزب الشيوعي السوداني في حالتنا هذه. وأقول أن الخوف من هذا السقوط يكاد أن يصبح طبيعة ثانية بالنسبة لعضو الحزب، فيخشاه خشية الموت. وما دامت القيادة هي التي تصدر الأحكام في هذه الحالات، فإن الخوف من السقوط يصبح خوفا من القيادة مانحة الألقاب وموزعة الصكوك، المحصنة بعصمتها وبحيازتها للحقيقة المطلقة، وبكونها مصدرا للهداية والإستقامة و الثبات.
وإذا كان كل خروج يمثل نوعا من السقوط، ويكون مصحوبا دائما بالإنحياز إلى معسكر الأعداء، (ويعبر مصطلح " الإنحرافات " اليمينية واليسارية، عن مجرى السفينة التي تمخر عباب الصراع الطبقي، صيغة أخرى للظاهرة نفسها)، فإن من الطبيعي أن يعبيء الحزب طاقاته كلها من أجل " تصفية" الإنقسام والمنقسمين. وربما تصل هذه المسالة إلى درجة البرانوياالفكرية والتنظيمية، فتحارب القيادة " ظلال الافكار" المنحرفة، قبل أن تظهر للعلن حتى لأصحابها. وهذه العبارة صكها عبد الخالق محجوب، على أعتاب إنقسام عام 1970. وقبلناها جميعا، وأعجبنا بها، لأنها تدفعك إلى التدقيق الفكري في كل ما يقوله الآخرون، دون أن نستبين جانبها التنظيمي، والذي يتمثل في جهاز الرقابة الحزبية، أو في جهاز الرقابة الفردية المركب في كل عضو حزب، والذي يدفعه إلى رفع " البلاغات " عن الزملاء نتيجة لكلمة تفوهوا بها في حالة من حالات الإسترخاء. مما يشيع داخل الحزب في النهاية أجواء شبيهة بأجواء رواية جورج اورويل، 1984، وعين الأخ الكبير التي لا تخطئ ظلال الأفكار وهي تنبت غضة في الدماغ.
الإنقسامات التي وقعت في الحزب، وقد رصدها تجاني الطيب في محاضرة مكتوبة كان يقدمها بفرح خاص، وشعور طيب بالنجاة، إلى اعضاء الحزب الجدد، صنفت كلها ضمن مقولة " إنحرافات البرجوازية الصغيرة " المعروفة بالتطويح يمينا ويسارا. هكذا كان انقسام عوض عبد الرازق، ويوسف عبد المجيد، ومختار عبيد، وأحمد سليمان وآخرون،والخاتم عدلان وآخرون. وكانت المهمة في كل هذه الحالات هي تصفية الإنقسام، وإعلان الحرب الدائمة ضده حتى آخر فرد من أفراده. ولكن عدة الحزب التحليلية المماهية بين الإنقسام والسقوط، تجعله عاجزا عن استبانة حقيقة الأشياء، وتجعله عاجزا عن استبانة الاسباب الحقيقية الكلية للإنقسامات، أو على وجه التحديد دور القيادة نفسها، وطريقة عملها وطبيعة اشخاصها، فضلا عن اية خلافات نظرية حقيقية وليست مفتعلة، في دفع الكثيرين خارج الحزب، سواء أعلنوا ذلك وهم الأقلية، أو انسحبوا بهدوء خوفامن التشهير وهم الكثرة الغالبة.
أقول أن الأخطاء كلها ليست دائما في جانب المنقسمين، وأقول أن الحقيقة والإستقامة والعزم والجلد، ليست دائما في صف القيادة. وهذا ما يستحق المراجعة الشاملة من قبل الشيوعيين، ذوي الوعي الديمقراطي الحقيقي، لأن ذلك من شأنه أن يعيد لبعض الناس اعتبارهم ويعيد للحياة السياسية بعض عافيتها. وأطرح تحديدا ما يلي:
" الإنتهازي عوض عبد الرازق" وهو الإسم الحزبي، لرجل عظيم، لم يكن إنتهازيا بأية حال من الأحوال. بل هو رجل عاش فقيرا، ونبيلا، ومات فقيرا وحيدا حزينا في غرفة واحدة من فندق كان يملكه صديقه. كان عوض عبد الرازق، ضحية ما أسميته " قتل اشقاء الملك " لأن عبد الخالق محجوب، العائد لتوه من مصر، وبتكليف من الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني " حدتو"، الشيوعية المصرية،لقيادة الفرع السوداني للحركة، كان مستعجلا للإستيلاء على دفة القيادة بأسرع ما يمكنه. وليست لديّ أية شكوك في أن عبد الخالق محجوب كان أكثر تأهيلا لقيادة الحزب الشيوعي من عوض عبد الرازق، ولكن الطريقة التي تبناها في الصعود كانت خاطئة وميكيافيلية، وصمت هذا الرجل الكريم بما لم يكن فيه، وعزلته عن حركة دفع الكثير من أجلها. وقد أجبره نبله ألا ينبس ببنت شفة عن هذا الظلم الفادح الذي وقع عليه، وليته لم يفعل ذلك.ليته دافع عن نفسه إلى درجة الإستماتة،كما فعلنا، وليته نازع الحزب على قلوب وعقول الناس بإعلانه عن الأسباب الحقيقية لذلك الصراع. ويمكن لكل من يراجع كتاب " لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني" الذي كتبه عبد الخالق محجوب أن يستبين بالنظرة المدققة الظلم الذي حاق بعوض عبد الرازق. ومن قبيل قتل أشقاء الملك أيضا ما حدث اوائل الستينات لقاسم أمين، الذي أبعد، بمكيدة مدبرة، من السودان، وأتهم بأبشع التهم في ذلك الوقت، وأرسل إلى براغ "للعلاج" من داء يتعلق بالأخلاق!! وأذكر أنه في المؤتمر التداولي في أغسطس عام 1970، الذي عقد لحسم الموقف من سلطة مايو، أن عبد الخالق محجوب، إقترح تكوين لجنة لتقييم الكادر، إستعدادا للمؤتمر الخامس، وهو لم يعقدحتى الآن بالمناسبة، وتأهبا للإنقسام الذي كان يراه ماثلا أمامه، فما كان من الشيخ الأمين محمد الأمين، القائد الأشهر لاتحاد المزارعين، وعضو اللجنة المركزية للحزب، إلأ أن صاح فيه دون أن يطلب إذنا بالكلام: ياخي إنت الله، تقتل الرجل وتحييه؟ ولم يعره عبد الخالق أدنى إنتباه، ولم أكن أنا شخصيا ادري عم يدور الحديث.
إنقسامات يوسف عبد الرازق ومختار عبيد لم تكن إنحرافات، بل كانت إختلافات في الرؤى والتصورات، ولو كان ماعون الحزب واسعا، لاستوعبها واستوعبهم وهو ما لم يحدث.
إنقسام 1970 كان مختلفا. وقد قلت في مساهمتى نيابة عن فرع الطلاب، الذي كان موقفه إجماعيا من رفض مقولات معاوية سورج حول الموقف من السلطة وقتها، أن ما يردده تيار معاوية من إتهامات شخصية لعبد الخالق، يمكن أن يكون صحيحا كما يمكن أن يكون خاطئأ،ولكن لا علاقة له بالموقف المبدئي من السلطة. ولم يكن البعض راضيا عن إيراد عبارة " يمكن أن يكون صحيحا " كونها ظلا لفكرة غير مستقيمة.
صحيح أن إنقسام 1970 لم يكن من الممكن تلافيه، ولكن صحيح أيضا أن المنقسمين لم يكونوا كلهم إنتهازيين، بل كان بينهم مناضلون مستقيمون تماما، من الرجال والنساء، وكانوا يرون في قيادة عبد الخالق عيوبا كثيرة لم تكن معروفة لدى عضو الحزب العادي، بينما كانت معروفة لديهم.
أخلص من كل ذلك لأقول أن الحزب الشيوعي، ومهما كانت الصيغة الجديدة التي سيظهر بها بعد حين، مطالب بالمراجعة الشاملة لموقفه من المنقسمين والإعتذار علنا وكتابة للذين ظلموا منهم، تبرئة للذمة، وإحقاقا للحق، وسعيا لإشاعة العافية في بعض أوصال الحياة السياسية السودانية.
* خروجي قيل اكتمال المناقشة العامة، وأحتمال أن يكون ذلك الخروج قد أجهضها، استنتاج لا اوافق عليه. ولمصلحة القراء، فإن المناقشة العامة، وهي تطرح للنقاش كل المنطلقات النظرية والسياسية والتنظيمية، دشنت داخل الحزب الشيوعي عام 1991.أي أنها ظلت مستمرة طوال 12 عاما ولم تحسم حتى الآن، اية قضية من القضايا. وقد مات كثيرون ممن شاركوا في هذه المناقشة دون أن يعرفوا نتيجتها. وأنا لا أعرف اية تجربة حزبية مشابهة لما يحدث حاليا في الحزب الشيوعي السوداني. ثمة مناقشات لا تقل أهمية عن هذه، دارت في أحزاب شيوعية أخرى وحسم أمرها في وقت قصير لا يتعدى العام أو العامين. ودعني أكون صريحا معك: إستمرار المناقشة العامة كل هذه الفترة، التي تذكر بأهل بيزنطة ودجاجتهم وبيضها، يحقق لقيادة الحزب عدة أهداف. فهو يبقيها في مكانها لأطول فترة ممكنة، ويحبط العناصر التي تميل إلى التغيير الجذري والناجز، فتخرج أو تنزوي، ويميع القضايا من خلال أخذ ورد ومماحكة لا تنتهي، ويجعل الحصيلة النهائية هي بالضبط ما يريده ويرضاه السكرتير العام للحزب، الذي لا يريد أن يترك المبادرة الفكرية لأحد، حتى ولو كانت هذه المبادرة أمرا واقعا لا يمكن أخفاؤه باية الاعيب أو حيل. ودعني أقول لك شيئا أخر: إن الإستطالة الأسطورية لهذه المناقشة، تعبر عن جبن فكري عميق، تتميز به القيادة الحزبية، التي ما تزال تنتظر أن يظهر " مركز " شيوعي ما، في مكان ما من العالم ، ليصدر فتاواه حول مآلات الشيوعية العالمية، ويكفيها شر التنظير، ويقيها شر " الإنحرافات " اليمينية واليسارية. وقد عبر عن هذا التوجه خير تعبير الدكتور محمد سليمان محمد، عندما قال في الرد علىّ اطروحتي، في اجتماع في لندن، أن مسألة حسم هذه المسائل النظرية أكبر من أمثالي، وأن هناك جهات عالمية تتوفر الآن على دراسة هذه الظواهر لتخرج منها بالراي السديد. وهذا هو الحل البيروقراطي القديم للقضايا الفكرية، الذي لا استغرب صدوره عن أمثال محمد سليمان، كما لا أستغرب تبني قيادة الحزب الشيوعي له و إن لم تصرح بذلك. خروجي لم يتسبب في إجهاض المناقشة، بل إن إجهاض المناقشة العامة، برفض ورقتي وتصنيفها بأنها إنحراف آخر، هو واحد من العوامل التي أخرجتني وأخرجت الكثيرين ممن لم يعلنوا خروجهم.
* ليس واردا رجوعي إلى الحزب الشيوعي ومناشدات الدكتور كدودة يشكر عليها ولكنها لا تعبر عن الرأي الرسمي للحزب. وبدلا عن رجوعي إلى الحزب الشيوعي أريد للحزب الشيوعي أن يخرج من سجنه الإختياري ويطرح دون تردد ما ظل يكبل مسيرته من القيود الأيديولوجية الثقيلة، ويحرر إرادة مناضليه ومناضلاته الذين يبقون داخله صبرا ووفاء، ولبس إقتناعا وإمتلاء.
* أرجو إعفائي من الإجابة على مجموعة الأسئلة الخاصة بموقف الحزب الشيوعي مني بعد خروجي، والذي انطوى على الكثير من الأكاذيب،ومن الفسالة، فالمجال لا يسمح بالدخول في مثل تلك التفاصيل، وأرجو أن أفرد لذلك حيزا آخر في المستقبل، أركز فيه على أهم القضايا. أحب أن اقول فقط أنني عندما خرجت من السودان في رحلة وافقت عليها سكرتارية اللجنة المركزية، وأنكرت ذلك فيما بعد، أخذت من مالية الحزب ثلاثمائة دولار، كانت ثمن التذكرة إلى العاصمة التي قصدتها، ودبرت كل الاشياء الأخرى وحدي. وفي الحقيقة اقترحت أنا إعطائي 320 دولارا، وتوقعت أن يذكر الآخرون أن هذاا لمبلغ لا يمكن أن يكون كافيا، ولكنهم لاذوا بالصمت المطبق. وعندما قابلت المسؤول المالي قال لي " مافيش فكة" ولذلك ساعطيك 300 دولار فقط وكنت أرى في يده ورقة من فئة الخمسين دولارا، وقلت له " مافيش مانع أكتفي بالثلاثمائة". أخذت كذلك 20 الف جنية سوداني، وهي تعادل وقتها 100 دولار( كان الدولار وقتها يساوي 200 جنية أو أكثر قليلا ) لزوم بعض التحضيرات الأخرى. هذا هو كل ما أخذته من الحزب، من الأموال التي بلغت الملايين. وهي مسالة مضحكة ومؤلمة وتافهة إلى اقصى حدود التفاهة، وتوضح كيف يمكن لقيادة الحزب أن تسقط عموديا في أمتحان الحقائق والأخلاق. واصدقكم القول ايضا: لست بالسذاجة التي تجعلني اقوم برحلة مثل هذه بثلاثمائة دولار، وقد دبرت أموري وحدي على خير ما يكون، فإن لم اضع كل الضمانات الممكنة لسلامتي الشخصية، وإن لم |ستعد للطوارئي، وقد حدثت طوارئي مزعجة، فماهوالذي يؤهلني للقيادة؟
بقي شيئ آخر: كنت أجرى مشاورات واسعة مع أعضاء وعضوات الحزب حول قضية التغيير. وقد طرحت تصوراتي على قائدة حزبية، في عدة لقاءات، وكانت موافقةعليها جميعا.( أقول عرضا أنها تخلت عن كل ذلك فيما بعد،كما فعلت أخريات وآخرين) وأخطرتها برحلتي والغرض منها فتحمست لها، وسألتني في نهاية احد هذه اللقاءات عن رقم حساب زوجتي في لندن، فاعطيتها له. ومع أنه كان واضحا بالنسبة لي انها ستحول لي بعض المال، لحاجة لا تخفى على أحد، إلا أن ذلك كان مسألة شخصية لا علاقة لها بالحزب ومالية الحزب. وقد كانت عند وعدها وحولت لي 2000 دولار في حساب زوجتي في لندن، ولم أكتشف حجم المبلغ إلا بعد لقائي بتيسير في القاهرة أواخر عام 1993. وقد شكرت الأستاذة على معروفها الشخصي، ولكني فوجئت بالإشاعات تقول أنني أخذت 5000 دولار من الحزب ومولت بها خروجي منه. وهي فرية يصدقها كل الشيوعيين الذين التقيتهم. ولك أن تتخيل كيف يمكن للصراعات أن تنحدر. وقد اعتبرت هذا المبلغ، اي مبلغ ال 2000 دولار، دينا شخصيا، ارجو أن أعيده لصاحبته يوما ما، وبفوائده إن أستعطت إلى ذلك سبيلا.
عندما روج التجاني والشفيع لهذه الفرية المخزية، قال لهم أحد قادة الأحزاب: مش عيب عليكم ، بالله لو خاتم ده أخذ خمسة ملايين، مش خمسة آلاف، مش شوية عليه!! وأنا لا أوافقه مطلقا على مقولته تلك فالمكافأة المالية لم تكن من ضمن شروط إنتمائي، ولكني أكتفي بأن مثل تلك الممارسات صارت تسيء إلى المروجين لها قبل أن تسيء لمن توجه ضدهم.
* أوضحت أوجه الخلاف مع مجموعة القوى الحديثة في موضع سابق فأرجو أن يراجعها الناس هناك. كما تعرضت في موقع سابق إلى قضية توحيد قوى السودان الجديد.
معذرة للإطالة التي أعرف أن البعض يعتبرها إبتسارا.

Post: #78
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 07:43 AM
Parent: #1


الأخ نهار،
نعكف حاليا على إعداد بيان حول أحداث دارفور. وصدقني أن ما يقال عن تحريك المؤتمر الشعبي لأحداث دارفور، في إطار مكايدات بينه وبين الحكومة، يشوه رؤية الكثيرين لهذه الحركة. وقد كان البيان الذي صدر عن الحركة بالأمس خطوة موفقة ارجو أن تتبعها خطوات في تمييز حركة يمكن أن تعبر عن المظالم التاريخية لإقليم حيوي من أقاليم السودان، عن الطموحات الشخصية للشيخ الترابي وأتباعه، والذين لن يتورعوا عن بيع الحركة في أول منعطف إذا اقتضت مصالحهم ذلك. سيصدر بياننا قريبا. ومعذرة للتأخير، فموقفنا من المظالم التاريخية التي عانت منها شعوب السودان معروفة للقاصي والداني.
دمت

Post: #79
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 08:57 AM
Parent: #1

font size=4>
شكرا لك كمال عباس على الكلمات الطيبات.
يعاب على التسوية الحالية أنها ثنائية. وربما يكون هذا صحيحا ولكن طرحه هكذا دون ذكر الخلفيات التي أدت إلى ما آلت إليه الأمور، ليس من الحكمة والصدق في شيئ.
صارت هذه التسوية ثنائية لعدة أسباب، أهمها ما يلي:
مبادرة الإيقاد الأصلية كانت ترمي إلى إجراء مفاوضات والوصول إلى اتفاقات بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية، ولم تجد المنظمة مبررا حتى الآن لتغيير هذه الطبيعة الجوهرية للمفاوضات. والسبب الثاني هو أن القوى العالمية التي تدخلت لدفع المفاوضات بالهراوة الثقيلة المرفوعة فوق الرؤوس، تعمل وفق قاعدة معروفة، هي أن من يصنع الحرب هو نفسه الذي يصنع السلام. ولذلك فإن إستثناء التجمع الوطني الديمقراطي من المفاوضات المباشرة، يرجع إلى كونه لم يثبت فعاليته في صناعة الحرب ضد السلطة، ولم يبرهن بالتالي على أهمية دوره في صناعة السلام. ولا يلومن التجمع إلا نفسه في عجزه وفشله، المرتبط مباشرة بتهميشه والقفز فوقه إن لم يكن وطأه بالنعال.
ذكرت التدخل الأجنبي مع أن الطرفين المتفاوضين ينفيان حقيقته، وربما تدفعهما إلى ذلك مقتضيات اللياقة السياسية، ولكن كل متابع للشأن السوداني يعرف حقيقة ما يدور. ومايمتنع الطرفان عن الإعتراف به، لاعتبارات مختلفة بالنسبة للطرفين، يجب أن نقوله نحن، لنصل من خلاله إلى الإستنتاجات الصحيحة، وأولها أن عالم اليوم، والحضارة المعاصرة، لا تسمح للنظم السياسية، مهما كانت الرايات التي ترفعها، دينية أو قومية أو ايديولجية، أن تستبد بشعوبها، وتنكل بها، وتدفعها إلى غياهب الماضي ومتاهات الأوهام والجهالة. فهناك حقوق للإنسان يجب أن تصان، ومقتضيات للديمقراطية ينبغي أن تراعى، ومواقف من الإرهاب والإسترقاق والإتجار في المخدرات والإنخراط في شبكات الجرائم العالمية، يجب أن تكون ملزمة لجميع النظم السياسية على وجه هذا الكوكب. هذا هو أساس " الإستكبار" الإنساني على الطغاة، وعليهم أن يعوا الدرس جيدا.
المخاوف التي يعبر عنها الناس من إنفراد الحكومة والحركة بالسلطة والثروة لها أساس قوي، على الاقل فيما يتعلق بالسلطة، التي عرفوهاشرهة لا تشبع ونهابة لا تقف عند حد، طوال سني حكمها.كما أن الطبيعة العسكرية للحركة يمكن أن تغريها بالمسايرة. بالنسبة للسلطة فهي لم تغير طبيعتها، بل ترى في السلام فرصة لتأخذ باليد اليسرى ما أعطته للجنوب وبعض الأقاليم المهمشة باليد اليمنى، من خلال شركاتها ورؤوس أموالها المتراكمة التي تبحث عن سوق جديد لاستثمارها، ومن خلال التعاقدات التي يمكن أن تجريها مع الشركات العالمية التي ظلت تتعامل معها طوال أكثر من عقد، فضلا عما تراه من ضعف الحركة الشعبية في هذه الجوانب وافتقارها إلى الخبرات والأموال. وأعتقد أن هذا هو فعلا الجهاد الأكبر بالنسبة للحركة، في صراعها المستمر مع السلطة الذي إن تغير شكله فقد بقي جوهره. وأعتقد كذلك أن تحول الحركة الشعبية إلى تنظيم ديمقراطي، بأجندة وحدوية واضحة، يمكن أن يساعد كثيرا على انتصارها، وأنتصار القوى الوطنية الأخرى في هذه المواجهة الشرسة. تبني الحركة لأجندة وحدوية واضحة سيقويها سياسيا ويجلب لها حلفاء ظلوا بعيدين عنها، كما يمكنها من التعامل الواسع مع الراسمالية الشمالية غير الجبهوية، وهذا تعاون يمكن أن يكون بالغ الخصوبة. وتحولها إلى تنظيم ديمقراطي واسع الإنتشار سيمكنها من مواجهة السلطة على المستوى السياسي وهو أمر حاسم، وهي خيارات مفتوحة على كل حال، أمام الحركة الشعبية، ولكنها تبقى مع ذلك خيارات، لا جبر فيه ولا حتم.
القوى الأخرى، وبدلا عن البكاء على المقاعد الوزارية التي فقدتهأ، يجدر بها أن تلتفت إلى التقاط الخيوط التي تساقطت واهترأت بينها وبين جماهيرها، وأن تجدد برامجها لتتفق مع المواثيق التي التزمت بها، وخاصة في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية، والتي جاء أوان تطبيقها بالفعل، وأن تراجع بناها التنظيمية في ضوء الوعي الديمقراطي الجديد بعقد مؤتمراتها وتجديد قياداتها وتحديث وسائل أدائها والتهيؤ والإستعداد من خلال كل ذلك للإنتخابات العامة، حيث تكرم الأحزاب أو تهان.
هذه صورة مثالية، لا نعتقد أنها ستحدث هكذا بحذافيرها في الواقع، والحياة السياسية السودانية ظلت بعيدة على الدوام من استيفاء شروط المثال والنموذج. وأعتقد أنه سيحدث إصطفاف جديد حول المحورين الأساسيين في المسرح السياسي السوداني حاليا، وهما الحركة الشعبية والحكومة السودانية. وهو اصطفاف لا يمكن التنبؤ بتفاصيله مطلقا. ولكن يمكن القول أن التحالفات القديمة ستنفض، وستنحاز بعض القوى الى السلطة وبعضها الآخر للحركة، ولا استطيع أن أغامر بأكثر من ذلك.
أجندة ما أسميته بقوى اليسار، وهي قوى التغيير والنهضة الوطنية الشاملة، بالنسبة لنا، ملزمة بأن تكون واقعية، وأن تكون أجندتها مرتبطة بمقدراتها، ومقدرات الحركة الجماهيرية، وممكنات الوضع القائم. والقضايا المركزية هنا هي تصفية آثار الحرب بكل ما ينطوي عليه ذلك من إعادة النازحين وتوطين اللاجئين وخلق البنيات الاساسية من تعليم وصحة وغيره، وفق أولويات متفق عليها، ثم قضايا وحدة السودان، ورسوخ النظام الديمقراطي، ومقرطة الحياة السياسية كلها، وصياغة الدستور، والمراجعة الشاملة لأوضاع الأجهزة الأمنية ومحاسبة كل مرتكبي الجرائم داخلها، وتغيير بنيتها لتتوافق مع النظام الديمقراطي، وإعادة صياغة الجيش السوداني بصورة تبعده تماما عن التدخل في السياسة، وإلغاء القوانين السائدة حاليا. وضمان حريات التعبير والتنظيم والصحافة واستقلال القضاء وحرية مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني. ثم قضايا العدالة الإجتماعية ورفع الحيوف الفادحة التي وقعت على أقوام بكاملها، من حروب إقليمية ومجاعات واحتراب اهلي. وتحسين مستوى الخدمات الأساسية في المركز والاقاليم، ثم قضايا السياسة الخارجية وتحسين العلاقات مع دول الجوار وغيرها من الدول والهيئات والمؤسسات العالمية ألخ وهو برنامج لا يمكن وصفه بأنه برنامج يساري، بل هو برنامج مطروح لكل قوى التغيير، ومن هنا إمكانية التحالفات الواسعة مع القوى المختلفة التي تملك الإستعداد لتبني مفهوم للسياسة يقوم على خدمة الناس وليس التحكم فيهم واستغلالهم.
التعامل مع الحركة الشعبية واجب لازم، لكل من يريد أن يدلي بدلو في تحقيق وحدة السودان على أسس جديدة، وكل راغب في بناء سودان جديد، يتخطي المفاهيم العروبية الإسلامية للسودان وذلك رغما عن اية تحفظات حول طبيعة أداء الحركة وبنيتها وممارساتها، وربما بسبب ذلك قبل كل شيء وبغرض المساهمة في تغييره. فعملية التحول الوحدوي والديمقراطي الشامل للحركة واجب يمكن أن يشارك فيه كل السودانيين. وكلما فعلوا ذلك كلما احاطوا وحدة بلادهم وإمكانيات تقدمها، بسياج قوى متين.
ربما لا تكون أجابة شافية كافية، ولكن شيئ خير من لا شيئ.
دمت

Post: #80
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 12:37 PM
Parent: #1


طبعا من غير الممكن يأ أخ أحمد أن يكون ذلك هم الحزب الشيوعي الوحيد، ولكن الأحزاب تستطيع أن تفعل أكثر من شيء واحد في نفس الوقت. والأفراد كذلك يفعلون أكثر من شيء واحد في نفس الوقت. بل إن الحيوانات نفسها تفعل أكثر من شيء واحد في نفس الوقت.
أرجو أن أكون قد فهمت سؤالك.
لك الود

Post: #81
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 12:54 PM
Parent: #1


شكرا لك أم سهي:
المكانة الحاسمة لخيارات البشر في ظل سيادة المفاهيم الديمقراطية في عصرنا، تجعل الحديث عن الحتمية التاريخية أمرا غير وارد، بل هو مسيئ لهذه الخيارات البشرية. ومن الخطأ كذلك أن نقول أن الناس وهم يتصرفون بحرية، إنما ينفذون دون أن يعلموا إرادة التاريخ المتعالية التي تفعل من خلالهم شاءوا أم ابوا. ومن الخطأ كذلك أن نضع نهاية مسبقة للتاريخ تقوده بفعل قاهر من مرحلة تاريخية إلى أخرى. ومن الخطأ كذلك ان نضع نهاية للتاريخ بحلول المجتمع الشيوعي او غيره. ومن الخطأ أن ننظر للبشرية وكأن مهمة التنظير مقصورة على " أنبياء " فكريين، يمارسونها نيابة عنا جميعا.
أما بالنسبة للمادية الجدلية، فقد دخلت هي الأخرى في السياق العام لتطور المعارف البشرية، وكحلقة من حلقات تطور الفكر، وقد صارت من العمومية بحيث لا تنتج فكرا لوحدها. كما أنها ليست بديلا لمناهج العلوم المختلفة، والمتخصصة، سواء كانت علوما طبيعية، أجتماعية او تكنولوجية. وأصبح التمسك بها باعتبارها ذلك البديل نوعا من الرجعية الفكرية الضارة بأصحابها. وأذكر أن أنجلز، وهو المسؤول عن صياغة " قو انين " الجدل أكثر من ماركس، قال في كتابه إنتي دوهرنغ، أن الفلسفة الإغريقية احتوت في طياتها، وبصورة جنينية، على كل العلوم اللاحقة. ولكن لو أن العلوم اللاحقة اكتفت بالفلسفة والعلم اليونانيين، لما تقدمت مطلقا. الشيئ نفسه نقوله حاليا على المادية الجدلية. وقد آن الأوان لنتقدم إلى الأمام، مع هذه الفعالية الإنسانية الجبارة، التي لا يحدها قانون أو قانونين، وخاصة إذا كانت على هذه الدرجة من العمومية التي لا تعني شيئا كثيرا، مثل نفي النفي، وتحول الكم إلى نوع وصراع الأضداد.
دمت

Post: #82
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 01:18 PM
Parent: #1


شكرا أخ نصار على سؤالك وتعليقك:
نعم ظاهرة الثبات القيادي، والتي تنبيء عن ركود وجفاف الحياة الداخلية لهذه الأحزاب، ليست مقصورة على حزب الأمة والإتحادي الديمقراطي، بل تطال بدرجة أو أخرى كل أحزابنا. هناك قيادات ظلت ثابتة في مقاعدها منذ الخمسينات والستينات والسبعينات. بل هناك قيادات يرجع تاريخها إلى منتصف الاربعينات. وهذا الواقع يشمل بالإضافة إلى الأمة والإتحادي،الجبهة الإسلامية، الحزب الشيوعي والحركة الشعبية وحزب البعث والناصريين واتحاد القوى والفيدرالي وقوات التحالف وحق وغيرها. ومع أنه لا يمكن المساواة بين هذه الاحزاب والحركات جميعا، لأنها مرت بظروف متباينة إلى اقصى مدى، إلا ان الظاهرة واحدة، وهي تشير إلى هذا الركود المخيف في الحياة السياسية والفكرية، وإلى إنعدام الحراك على كل المستويات.
ونسبة لصعوبة تغيير الاشياء كلها بضربة واحدة، فيمكن أن يتوقف الطموح حاليا بأن تتبنى هذه الأحزاب مناهج ديمقراطية حقا في أدائها. فإذا عقدت مؤتمراتها المنتظمة المراقبة من قبل القوى السياسية الأخرى والممثلة حقا لكل التيارات الموجودة داخل الحزب المعين، وإذا حدد عدد دورات القيادة، ومورست المؤسسية في إدارة الحزب وأتخاذ قراراته المصيرية، وسادت الشفافية في موارده المالية وفي التصرف فيها، و فصلت الطائفة عن الحزب، والزعامة الطائفية عن القيادة الحزبية، واستبعدت اساليب الإستخارة والكهنوت، ومزقت عصمة السكرتير العام او الامين العام، فإننا نكون قد تقدمنا كثيرا إلى الأمام.
أما بالنسبة لنا في حق، فقد أوضحت أنني مستعد للإستقالة متى ما نقلنا عملنا بكامله إلى الداخل، وألا أشارك في القيادة إلا إذا قررت العودة إلى السودان بصورة نهائية، وأسندت لي مهام بطريقة ديمقراطية معلنة ووفق صلاحيات معروفة، وهذه مسألة لا اريد أن أبت فيها حاليا. وقد أوضحت أولوياتي على كل حال.
ودمت
خاتم

Post: #83
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 02:29 PM
Parent: #1


ألاخ العزيز على أدروب،
أعتقد أنني علقت على أسئلتك كلها. ما عدا السؤال الخاص عن مؤتمر البجا وأنت ترى أنني لست في وضع يؤهلني للحديث عنه، لأنني لا أعرف عنه الكثير، حقيقة. وأعتقد، وربما أكون مخطئا، أن ابتعاد المثقفين من أبناء البجا عن التنظيم اضر به كثيرا، كما أن خضوعه لحسايات قبلية في بعض الأحيان، لا يساعده على استيعاب كل الطاقات.
أرجو أن نتحدث فيما بعد بصورة تفصيلية عن وحدة قوى السودان الجديد، لأني أراك مهتما بها إهتماما عظيما، ومن ا لمهم أن نعمل سويا لتحقيق هذا الهدف.
دمت.

Post: #84
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 02:33 PM
Parent: #1


الأخ العزيز عمر،
أعتقد أن استنتاجك صحيح تماما وهو أن غياب الديمقرايطية والطغيان القيادي، والمتاريس اللائحية، هي المسؤولة، بصورة رئيسة عن الإنقسامات، و قد اوضحت في إجابة سابقة رؤيتي لبعض الخطوات على طريق الإصلاح،
دمت

Post: #85
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-26-2003, 04:57 PM
Parent: #1


Salam all,
I am forced to write in English cause I am using a PC of a friend of mine. These questions were sent to me via e-mail from a dear friend Mr. Munir Suliman. I hope that Mr. Alkhatim will find enough time to include some answers to him.
.
Wish all Mary Christmas and happy new year.
Yours amjad


الاخ الخاتم
1-هل تتفق معى بان الصراع الذى خاضته والجهد الذى بذلته حركة حق فى صد حملةالحزب الشيوعى الغبية قد صرف الحركه عن قضاياها الاساسية منها توسيع القاعده الجماهيريه و معالجة الانقسام الذى حدث بالداخل.
2-لقد عجزت القوى السياسية فى شمال السودان طوال نصف القرن من ايجاد حلول لمعضلات البلاد و جاء هذا الفشل نتيجة لطبيعة البنيه الفكريه لهذه النخب، حيث نظرت الى القضايا السياسيه و الاجتماعيه و الثقافيه من جانب عربى اسلامى استعلائى مما ادى الى قيام الحركه الشعبيه لتحرير السودان و نجاحها فى الحاق الهزيمه بمشروع الجبهه الاسلاميه فى نصف السودان، ولنفس هذه الاسباب تخوض حركة تحرير السودان فى غرب البلاد نضالا و حربا من اجل تصفيه هذا المشروع فى ذالك الجزء من السودان. كيف تنظر حق الى الصراع الدائر فى غرب السودان.

منير سليمان /هولندا


Post: #86
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 05:45 PM
Parent: #1


أخي عادل عثمان،
النشر تجارة راقية، ولكنها تجارة في نهاية المطاف تنطبق عليها كل شروط السوق. ولذلك فإن من ينشيئ دارا للنشر، حتى وإن كان بشرى الفاضل، لا يكون، بصفته تلك قاصا وشاعرا، وإنما يكون تاجرا للكتب. هذه هي الحقيقة التي ربما لا نرضى عنها ككتاب. إنشاء دور النشر كان متوقعا أن يقوم به رأسماليون مستنيرون، ولكن المؤسف في السودان، أن الراسماليين، المستنير منهم وغير المستنير، يفكر في كل المشاريع، إلا المشاريع المتعلقة بخدمة الثقافة. ويفضل الكثيرون الإستثمار في السلخانات على الإستثمار في الكتب. ولا أرمي بكلامي هذا الى التثبيط ولكني أشير إلى حقائق لا يمكن تجاهلها. وإذا اتفق الناس على إنشاء دار للنشر فإنني ساساهم فيها بقليل من الأسهم، ربما تكون مساوية لما يساهم به بشرى أو النور رحمة أو مروان الرشيد، أو مصطفى آدم، أو غيرهم من الفقراء. ولكني أفضل أن يكون ذلك في ظل رأسمالي مستنير، يعرف السوق والربح المشروع، لا يستعجل الأمور. ولا نريد أن نرى مبدعا تبتلعه السوق، كما لا نريد أن يكشف المبدعون صفحتهم، لضربة قاصمة من فك مفترس تقضي على أخضرهم واليابس. أرجو ان تكون قد وجدت في هذا شعاعا خافتا من الضياء.
دمت

Post: #87
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 06:07 PM
Parent: #1


الأخت العزيزة تماضر،
صدقيني أن التعليق على ملاحظاتك مع التزامي بالترتيب، كان واحدا من الدوافع التي جعلتني أسرع قليلا في التعليقات حتى أصل إلى حيث تقفين، ولكن دون أن أغمط حق أحد.
الإنقسامات تهدر الطاقات، وهي إجهاض هائل بحق. وهي أبغض الحلال في السياسة. وربما أكون اقدر على الإجابة على تساؤلك لو سألت نفسي، ليس عن الأسباب التي تجعل الناس يتخلون عن الأحزاب، بل عن الاسباب التي تجعلهم ينتمون إليها؟
فالإنتماء إلى الحزب، في أفضل صوره، بالطبع، يكون سببه الأساسي الإيمان برسالته. وإذا اتضح لك أن هذه الرسالة لم تعد تستحق الجهد، أو أن الحزب ليس جادا في خدمتها وتطبيقها، فإنك تكتشف أن وجودك نافل، في ذلك الحزب، ولا معنى له مطلقا إلا إذا كنت راغبا في إضاعة وقتك، وهو حياتك في هذا الحالة، أو وجدت أنك من هواة البكاء على الأطلال، ولا تستطيع أن تغادرها وإن أصبحت بالية، أو لم يبق داخلك من طاقةالحياة وشعلة المبادرة ما يجعلك قادرا على إجتراح طريق جديد.
المهم أن أستبانة الخطل في الرسالة الحزبية يتبعه بالضرورة الخروج عليه، إذا فشلنا في إقناع الحزب نفسه بتغيير رسالته، وهذه حالتي تحديدا. وفي أوروبا الشرقية والإتحاد السوفيتي، صوت الناس بأرجلهم، وهجروا نظامهم وأحزابهم بالملايين، لأنهم استبانوا أن ما كانوا مستعدين للدفاع عنه بدمائهم وأرواحهم، لم يكن سوى نوع أخر من العبودية المعاصرة وإن أختار لنفسه أجمل الصفات والأسماء. وأنت لا تستطيعن أن تلوميهم، بل ينبغي أن يتوجه لومك للقوة الطاردة التي اضطرتهم لهذا الهروب الجماعي.
هدر نعم. هدم، نعم. ولكن في بعض الأحيان لا ينشأ البناء الجديد إلا على الأنقاض.
تحدثت عن الإصلاح الديمقراطي في الأحزاب السياسية وعلى مستوى الدولة، وأتمنى أن تكوني قد اطلعت على ذلك في حينه.
بقي أن اقول لك أنني معجب بكتاباتك جدا، وأجد فيها عقلا لماحا، وروحا ذكية، وحسا راقيا بالفكاهة، ونفاذا مدهشا إلى الجواهر. ولا غرو فأنت الفنانة الطويلة الباع. أرجو أن تضعي ذلك أمامك كلما ناشتك رماح صدئة أو حاول أن يحط من قدرك وجدان شائه قديم.
دمت

Post: #88
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 06:11 PM
Parent: #1


عزيزي عاطف:
لك الود كله والإمتنان. وأنا أيضا أبدي استعدادي لمزيد من الحوار المثمر المسؤول.
حياك الغمام

Post: #89
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 06:52 PM
Parent: #1


عزيزي دينق:
شكرا لك على أسئلتك ذات الأهمية الإستثنائية.
وحدة السودان تتعرض لامتحان حقيقي، ويقف السودان حرفيا على مفترق الطرق. ومع أن الوحدة ممكنة إلا أن الإنفصال وارد الآن بقوة لم تحدث في كل تاريخ السودان. ومن المؤسف أن كل القوى السياسية الشمالية لا تتعامل مع هذه المسالة بالجدية المطلوبة. أهم العوامل التي يمكن أن تجعل الإنفصال حقيقة واقعة هي، في نظري، التالية:
1- وجود قوانين دينية في شمال السودان وأخرى علمانية في الجنوب. ولأ اعتقد أن الإغلبية الساحقة من الجنوبيين، سترضى العيش تحت ظل قوانين تؤبد وضعهم كمواطنين من الدرجة الثانية، كما أعرف شماليين كثيرين يفضلون علمانية الجنوب على شريعة الجبهة الإسلامية.
2ـ فشل برامج رفع المظالم عن الجنوب وإزالة آثار الحرب، و الإحجام عن الشروع الجدي في إعادة الإعمار والتنمية.
3- الفشل في ابتدار تحولات ثقافية حقيقية تنحو في اتجاه المساواة وتحارب العنصرية والإستعلاء وتحاصر النزعات الإقصائية المستندة إلى العروبة والإسلام، والإعتراف بهوية البلاد المتعددة، والمتساوية الجزئياتا المكونة، مع إيجاد مواعين وطنية وثقافية تزدهر فيها مقولة الوحدة في إطار التنوع.
4- الفشل في الوصول إلى المواطن الجنوبي من قبل كل القوى الوطنية، وطرح رسالة موحدة بقدر الإمكان حول أستحقاقات الوحدة ومتطلباتها دون أن يكون ذلك دعاية إنتخابية رخيصة.
5- الفشل في التعامل الحسن القائم على الندية، مع الجنوبيين العاديين الموجودين في شمال البلاد، وهم بالملايين، فلا يمكن أن تسيء معاملة هؤلاء وتحسن التعامل مع البعيدين في الجنوب.
6- محاصرة وفضح التيار الإنفصالي الشمالي والتصدي للآخر الجنوبي، بالحجة والمقارعة القوية.
ويمكن لآخرين ان يضيفوا إلى ذلك ما شاءت لهم الإضافة.
هذا كله لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا بأن تتوحد قوى الوحدة على هذا الأساس الجديد، وإذا لم يقم تحالف حقيقي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، كأكبر أداة تعبير عن إرادة أهل الجنوب مع عدم إهمال القوى الجنوبية الأخرى خارجها.
أعتقد أن المحافظة على وحدة السودان تمثل جهدا جبارا، ولكنه ليس مستحيلا. وفي سبيل ذلك يجب التغاضي عن كل الخلافات.
لك الود.

Post: #90
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 06:57 PM
Parent: #1


التحايا لك يا رجاء وكل سنة وأنت طيبة.

Post: #92
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Tumadir
Date: 12-26-2003, 07:21 PM
Parent: #90

لك جليل الثناء على..اهتمامك بالرد على..بعد مداعبتى لك..بنفاذ الصبر..لكنى فى انتظار ردك على قد استمتعت جدا بمتابعه تسلسل الافكار عندك اثناء قيامك بالرد على الاخرين. لاشك ان ردودك الذكيه العميقه...تدلل على الوقت والجهد الذى تبذله من اجل سودان "اخير"...وكيفما..جاءت النتائج...نشهد لك بخلوص النيه..والهمه الايجابيه...لك التوفيق...


واشكرك على ملاحظتك الاخيره...وهى وقد جاءت من مفكر فى مثل قامتك..فستعرف طريقها..الى روحى المعنويه..وربما اصبت من جرائها بغرور مؤقت...فاعمل حسابك..واخلو الشوارع من الماره...ههههه..

لك الود

Post: #91
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-26-2003, 07:15 PM
Parent: #1


التحية لك يا عبد الرحيم،
موقف الحزب الشيوعي من دخول حق عبر عنه الدكتور الشفيع خضر في الخطاب الصادر عن المكتب التنفيذي والذي اوردناه ضمن كتابنا عن التجمع الوطني الديمقراطي،والذي نشر في هذا الموقع. كما عبر عنه التجاني الطيب الذي قال في أحد إجتماعات التجمع، تدخل حق من هنا، وأشار إلى أحد الأبواب، يخرج الحزب الشيوعي من هنا، وأشار إلى باب مقابل. ودعني أسألك سؤالا مباشرا: ما هو موقف الحزب الشيوعي من دخول حق إلى التجمع؟ وهل لدى الحزب راي منشور أو شفاهي حول أحقية حق بنيل عضوية التجمع؟ هذا هو السؤال الذي يجب الا بتفاداه كل من يتعرض لهذه القضية.
وهل تعتقد أن الحزب يمكن أن يدعو إلى سياسة " تصفية الإنقسام" ويسمح لحق بالإنضمام إلى التجمع الوطني الديمقراطي ونيل شرعية الوجود السياسي هكذا دون مقاومة؟
أما كوننا ندعو الناس إلى دخول حق، وأن الحزب الشيوعي لا يناسبهم، فقد جاء في إطار الأسئلة التي تراكمت عليناأول خروجنا عندماكنا نطرح مسوقاتنا للخروج، ونحاول أن نكشف للرومانسيين أن الصور التي يحمولنها عن الحزب لا أساس لها في الواقع، وهي ربما كانت صحيحة في يوم من الأيام، خلال ما اسمتيه الفترة البطولية في عمر الحزب، ولكنها أصبحت أثرا بعد عين على يد القيادة الحالية. ومن الطبيعي أن ندعو الناس إلى دخول حركتنا دون أن نحمل هراوة لأحد. وقد دعوناك أنت شخصيا، ولكنك آثرت البقاء، وهو خيار يلقى احترامنا وتقديرنا وقد أثبتنا في تعاملنامعك أن اختلاف الراي لا يفسد للود قضية.
ودمت

Post: #93
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: yumna guta
Date: 12-26-2003, 09:35 PM
Parent: #91

dear ustaz khatim........salamt


i,m very happy you are here

i,m out of my town now i couldn,t enter the board for long time but i will back soon
i hope we can talk about much things in the future

Post: #94
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 06:47 AM
Parent: #1


العزيز زمراوي:
إستنتاجك بأن إنشقاقات الأحزاب تمت بفعل إختراقات من قبل الجبهة الإسلامية، غير موفق، في نظري. وكأنك تقول لي، ما دمت أحد هؤلاء "المنشقين"، ألا ترى أنك أداة من أدوات الجبهة الإسلامية في اختراق الحزب الشيوعي، على سبيل المثال؟ وهو كما ترى قول غير موفق. الإنشاقاقات، كما أوضحت في إجاباتي على كثير من الأسئلة، لها عوامل كثيرة منها الموضوعي ومنها الذاتي، وأخص منها أخطاء الحزب المعين وجموده وانعدام الديمقراطية داخله، كماتحركها في بعض الأحيان مطامح المنشقين أنفسهم، سواء كانت مشروعة أو غير ذلك. وقد اوضحت وجهة نطري في كل ذلك فأرجو أن تراجعها في مكانها.
أقول ذلك دون أن انفي أن الحبهة تحاول بالفعل إختراق كل الأحزاب، وربما تكون قد نجحت في حالات كثيرة. ولكن أدوات الإختراق، البشرية، هي عناصر تتعاون مع الجبهة من داخل الحزب المعين، لكشف اسراره وكوادره وأساليب عمله، وهذه لا تكون لها قيمةإذا انشقت، فهي لا تستطيع أن تؤدي دورها إلا ببقائها داخل هذه الأحزاب. أي أن الإختراق يسير في الإتجاه المعاكس تماما للإنشقاق، إذ يحاول المخترق أن يصعد في مراقي الحزب ليطلع على مزيد من الأسرار، بينما يخرج المنشق لأنه يعرف أن القبة خالية من الفقيه.
ولكن دعنا نعترف بشيء، وهو أن الوجود " الموضوعي " للجبهة الإسلامية في الحكم، كان امتحانا عسيرا لهذه الأحزاب، أبان نقاط ضعفها وعقم أساليبهاوسقوط مشاريعها، وأجج الصراع داخلها، ويمكن ان تكون الإنشقاقات نتيجة غير مباشرة لكل ذلك، ويكون وجود الجبهة الموضوعي في الحكم عاملا، ضمن عوامل أخرى كثيرة، تؤدي إلى الإنشقاقات.
* أبنت وجهة نظري حول المادية الجدلية، ولم اقل بسقوطها، بل قلت أنها صارت من العمومية بحيث لم تعد منتجة للمعرفة. ما أعلنا سقوطه هو الشمروع الماركسي للتغيير الإجتماعي، وهذا يدخل في بابي المادية التاريخية وأشكال الصراع الطبقي.
* تحدثت عن حق ومنطلقاتها في موقع سابق فأرجو المراجعة.

Post: #95
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 07:04 AM
Parent: #1


الأخ المسافة:
مرحلة العمل المسلح لإسقاط السلطة الحالية انتهت. قلعت الأوتاد والخيام وأغلقت الحدود وعاد المقاتلون إلى الخرطوم. وتدور المفاوضات حاليا لإحداث تغيير سلمي جوهري في السلطة، بين الحركة الشعبية والسلطة القائمة. الإتفاق الذي ستتمخض عنه هذه الإتفاقات، وأشكال الحكم التي تقوم غلى اساسه، ليست محمية فقط من قبل الأطراف المتفاوضة، بل محميةكذلك من قبل المجتمعين الدولي والإقليمي. ولذلك فالفترة المقبلة هي ، كما أوضحت في مكان سابق هي فترة العمل السلمي الجماهيري، وهي فترة تجديد الأحزاب جميعا لصلاتها بالجماهير، وتجديد بنياتها وقياداتها ومشاريعها. وهي فترة الإستعداد للإنتخابات المقبلة، التي تكرم فيها أحزاب وتهان أخرى، وتظهر فيها قوى جديدة، وتحالف جديدة، وتتوارى أخرى وتنفض تحالفات قديمة.
ما يدور الآن من صراع مسلح في الغرب، لن تكون نتيجته بأية حال من الأحوال، إسقاط السلطة في الخرطوم، بل هو ضغط مسلح لتحقيق مطالب محددة وأعتقد انه، بصورة أو بأخرى، سيحقق بعض هذه المطالب، وليس كلها، فمنها ما يتعلق بمظالم تاريخية لن تزول بين ليلة وضحاها، وسيصل إلى تسوية ما مع السلطة في نهاية المطاف.
علينا إذن أن نستعد لهذه المرحلة الجديدة وأن نشحذ أدواتنافي صراع ديمقراطي نحاول أن نوسع مواعينه بكل وسائل الضغط.
وقد أوضحت وجهة نظرنا في العلاقة مع الحركة الشعبية، وقلت أن كل القوى الراغبة في وحدة السودان يجب أن تتعامل مع الحركة الشعبية، بدرجة تناسبها من درجات التعامل. وهذا هو رأينا.
نحن نسعى إلى التحالف مع كل من يرضى التحالف معنا، على اسس برامجية واضحة، ولكننا نعلم في نفس الوقت ان العمل المنفرد المتجه إلى الناس مباشرة، ممكن هو الآخر، إذا انعدمت الخيارات الأخرى.
لك الود

Post: #96
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 07:28 AM
Parent: #1


العزيز عدلان:
التحية لك ولنازك وأطفالكما.
لا أستطيع إثبات ما قلته عن إتفاق الميرغني وممثلي الحزب الشيوعي، أمام المحاكم. فمثل هذه الإتفاقات لا تدون ويوقع عليها وتودع في مكتبة الوثائق المركزية. بل هي أتفاقات شفاهية غالبا، لأن اصحابها يعرفون أنها غير مشروعة اصلا، ومشينة. والنتيجة هي أن الصادق المهدي، الذي اقترح في الإجتماعات الأولى التي حضرها تكوين "تاسك فورس " برئاسته لإنجاز مهام محددة، لم يستطع أن يحصل على مايريد، ووقف الحزب الشيوعي ضمن آخرين ضد اقتراحه. وكان ذلك، ضمن عوامل اخرى، ما أخرجه من التجمع في النهاية. كما أننا نحن، وبعد الوعودالمغلظة من رئيس التجمع، لم ننل عضويته.
ما ذكرناه من وقائع هو التالي: خطاب الدكتور الشفيع خضر، نيابة عن المكتب التنفيذي، بعدم قبول طلبنا، وقراره الشخصي بألا يرفع الأمر إلى هيئة القيادة، مع أنها الجهة الوحيدة التي تبت في الطلبات. ثم تصريح التجاني الطيب في اجتماع للتجمع بأن حق إذا دخلت من هذا الباب، فإن الحزب الشيوعي سيخرج من الباب المقابل. وأضيف إلى كل ذلك أن محتوى الإجتماع بين تجاني والشفيع، والميرغني، قد نقل إلينا. وهو أمر معروف لبعض قادة التجمع، وقد حكيت أن الأستاذ ميارك الفاضل قال لي أن الميرغني لن يقف معنا، حتى ولو وعدنابذلك في لندن.
وعلى كل حال، وبدلا عن المطالبة بالأدلة الدامغة الموثقة لشيء يعلم الجميع أنه لا يوثق، بمكن للحزب الشيوعي نفسه أن يصدر بيانا بموقفه ويقول أنه كان يؤيد دخول حق في التجمع ولكن الأطراف الأخرى رفضت ذلك. ونحن سنقبل هذا البيان، حتى ونحن نعلم أنه لن تترتب عليه اية خطوات عملية، لأننا تخطينا مرحلة المطالبة بعضوية التجمع. ولا شك انك تعرف أكثر مني، عن حملة تصفية الإنقسام ومحاربة الوهابيين الجدد.
وأنا أقبل كل ما قلت حول نقد التجمع، الذي يريد البعض أن يضفي عليه قداسة جديدة، بل يتحدث بعضهم، مدفوعا بغفلته وعجزه، عن أن التجمع سيخوض الإنتخابات كحزب واحد بمافيه الحركة الشعبية! ونخشى أن يكون أوان النقد نفسه قد فات.
لك الود

Post: #97
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 07:31 AM
Parent: #1


موصلي:
وأنا ايضا أتمنى ذلك أيها الفنان الكبير
دمت

Post: #98
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 07:35 AM
Parent: #1


الأخ العزيز أبو ساندار:
اوضحت آرائي في كل هذه المسائل التي أثارها عبد الرؤوف حول المنهج الجدلي والإشتراكية والشيوعية والبرنامج الوطني الديمقراطي، فارجو الرجوع إليها ف موقعها،
ولكمامن الشكر أجزله.

Post: #99
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 07:56 AM
Parent: #1


العزيز اسامة،
التحايا لك ولوالدتك ووالدك وأخواتك وإخوتك، وخالاتك العزيزات وخالك الدكتور محمد.
أثرت بالفعل، وكما نوه الصديق بهاء بكري، نقطة مهمة إلى ابعد الحدود. وقد كنت أنا اشعر بالمسؤولية الكبيرة نحو أعضاء الحزب الشيوعي جميعا، ولكن خاصة نحو أصدقاء وأجيال دخلوا إلى الحزب الشيوعي بتأثير مباشر أو غير مباشر لما كنت أقوله وأفعله. وهؤلاء كثيرون جدا. ولذلك لم أتسلل خارجا من الحزب، ناجيا بنفسي، ولائذا بركن ما. بل نشرت على الناس، رؤيتي كاملة لطريقة الإصلاح والنجاة، وأشرت بصورة بارزة إلى باب الخروج، في مساهمتي: آن أوان التغيير، والتي أرجو أن تكون قد اطلعت عليها. أما إذا لم تطلع عليها فإنني مستعد لإرسالها لك، ومناقشتك حولها، وحول ما استجد بعدها من قضايا، إذا كنت راغبا في ذلك. هذا من جانب.
من الجانب الآخر، وبصرف النظر عن اية مؤثرات تكون قد لعبت دورا في قبولك النظرية الماركسية أو أية نظرية أخرى، ودخولك الحزب الشيوعي أو اي حزب آخر، فإنك باختيارك هذا، تكون قد سلكت طريقا مستقلا، لا يتطابق بالضرورة مع مواقف من اثروا عليك في البداية. وهناك بعض الذين دخلوا الحزب الشيوعي عن طريقي ما يزالون داخله، وفيهم من كان أكثر شراسة في العداء من الآخرين. وليست لدي أية مشكلة مع هؤلاء أو غيرهم. المسألة في النهاية تتعلق بالخيارات، وأنا احترم خيارات الناس.
أريد أن أطلب منك شيئا صغيرا: لا تدخل حق من فضلك، لأنك يمكن أن تلدغ من نفس الجحر مرتينّّ!!
خفيف الدم صحيح، بس مش براك، يعني!
الود كله لك والياسمين.

Post: #113
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: اسامة الخاتم
Date: 12-28-2003, 12:29 PM
Parent: #99

Quote: آن أوان التغيير،

نعم و رغبة كبيرة كمان
عزيزى الخاتم شاكرا لك ردك المفيد
و الظريف جدا فى نفس الوقت, لا تقلق انا بانتظار ما بعد حق
لم استمتع هكزا بمحاور من زمن
لك الياسمين بالطبع

Post: #100
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 02:21 PM
Parent: #1


الأخ العزيز فتحي الصديق:
لا استطيع التعليق على المسألة في صورتها الشخصية هذه، خاصة وأنك تركز على المثالب دون غيرها. أعتقد أننا لو نظرنا إلى قضية المحجوب في سياق أعم هو توجه التيارين الرئيسين في مؤتمر الخريجين (أي الشوقيين والفيليين ) إلى الزعامات الطائفية وإرتمائهم في أحضانها، بعد أن قدموا مذكرتهم الشهيرة تلك، لخرجنا باستنتاجات أفضل في محاولاتنا الحالية، والمتواضعة جدا كما ترى، لتحرير الأحزاب من قبضة الطائفية، وفصل الطائفة عن الحزب. وقد قلت في غير هذا المكان، أن واقعة رفع الخريجين لتلك المذكرة كانت تؤهلهم ليكونوا محور الحركة الوطنية كلها، ويجذبوا إلى مواقعهم الجماهير أولا والزعماء الطائفيين أنفسهم في نهاية المطاف، ولكن وفق شروطهم وليس وفق شروط الزعماء التقليديين. وهو ما لم يحدث على كل حال، ولا بد أن أياد خفية كثيرة دفعت المتنافسين داخل مؤتمر الخريجين في تلك الإتجاهات. عندما ارتمت المجموعتان في أحضان الزعيمين الطائفيين، كانتا تؤسسان لعملية طويلة ومعقدة هي زحف المؤسسة الطائفية، لتحتل موضع القلب والراس من أحزابنا الحالية. ولم تحدث تلك العملية دون مقاومة بالطبع، ولكن كانت كفة الطائفية هي التي ترجح باستمرار على حساب رافضيها. ونذكر دور الأزهري، والمحجوب، في هذا الإطار. وربما كان دور الأزهري في المقاومة أكبر من دور المحجوب، ولكن النتيجة كانت واحدة في الحالتين.
مقاومة المحجوب انتهت بتلك الطريقة المأساوية التي حكاها في كتابه " الديمقراطية في الميزان " عندما جاءه وفد من أسرة المهدي، يطالبه بإخلاء مقعد رئيس الوزراء للصادق المهدي الذي كان قد بلغ لتوه الثلاثين. ولم يجده حينها بلاؤه لصالح ذلك البيت، ولم تجده سيرته وخبرته وتميزه، كما لم يجده سيفه البتار، ألذي قال أنه استبدل بسيف من خشب!
كما يمكن معالجة إنضمام الدكتور منصور خالد إلى الحركة الشعبية، أيضا، في سياق أوسع، هو موقف الشماليين من جيله ومن الأجيال اللاحقة، من الحركة الشعبية. وخير من يمكن أن يعالج هذه القضية هو الدكتور منصور خالد نفسه، وقد علمت أنه عضو بهذا البورد، فلماذا لا تضعونه على هذا الكرسي ليجيب على أسئلتكم حول هذه القضية وغيرها، وحينها يمكن أن ندلي بدلونا.

Post: #101
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 02:27 PM
Parent: #1


الأخ عماد الأمين،
ها هو بكري استجاب ورفع البوست، فالشكر والود
لك ولبكري.

Post: #102
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 02:45 PM
Parent: #1


عزيزي الطيب:
لم أطلع، للأسف الشديد، على بوست يدعو لمثل ذلك المهرجان. كما لم يصلني من أعضاء حق بالولايات المتحدة أنهم يعتزمون إقامة مثل هذا المهرجان. وارجو أن تتمكن حق من إقامة مهرجاناتها في الخرطوم، قبل أن تفعل ذلك في الولايات المتحدة. والدكتور حيدر صديق عزيز، واخ كريم، إجتمعنا على خير ما نود، وأفترقنا لاعتبارات أرجو أن تكون عابرة.
لك الود كله، والتحايا لزوجتك العزيزة.

Post: #103
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 03:14 PM
Parent: #1


أتفق معك تماما يا بهاء حول مسؤولية القادة الأخلاقية. وقد مارست هذه المسؤولية على مستويين: مارستها على مستوى الحزب الشيوعي وعضويته وأصدقائه، عندما كتبت ورقتي " أن أوان التغيير." وفيها طرح متكامل لمأزق الحزب الشيوعي، الأيديولوجي،والسياسي والتنظيمي، وفيها تصور متكامل لكيفية الخروج من ذلك المأزق. كما مارستها على نطاق أوسع عندما خاطبت كل الجماهير السودانية، وغيرها، من خلال وسائل الإعلام التي أتحيت لي وقتها، في مؤتمر صحافي أوردنافيه أطروحة متكاملة حول سقوط المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي.
من الأمور المؤسفة أن هاتين الوثيقتين لم تجدا نشرا واسعا، تستحقانه بالفعل. وساقوم بنشرهما في أقرب فرصة ممكنة. لأن فداحة هذه المسؤولية الأخلاقية، ومهددات الهوية الشخصية، والإستقامة الفكرية، في مثل هذا الخروج، تستدعي التصدي لها بكل الجدية الممكنة. خاصة وأن غبارا كثيفا، يثار حول هذه القضايا، من قبل الكثيرين. وقد كان بعض الناس يريد لنا أن نتسلل كالجرذان خارج الحزب الشيوعي، ونتعامل مع الناس وكأن شيئا لم يكن، غافلين عن أننا ننظر إلى الإنتماءات الفكرية باعتبارها مسائل لا تقل خطرا عن مسائل الموت والحياة.
دمت ودام لك الود

Post: #104
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 04:09 PM
Parent: #1


الأخ العزيز خالد الطيب:
الود والشوق لك ولسهام ومازن ومن جاء بعده. أتمنى أن تكونوا بخير وعافية. وقد جمعنا نسيج لا يهتريئ من الوفاء والجسارة والملح والملاح والمودة الصافية. رصيد لا تسحب منه الايام أو الإختلافات.
نعم قلت أن المركزية الديمقراطية هي داء الحزب العضال، لانها الصيغة الأكيدة لسحب المبادرة من الأعضاء وتركيز السلطات في المركز، وتأسيس الطغيان الفيادي المتعالي على كل رقابة أو حساب. فمن خلال ما نصت عليه اللائحة من خضوع الهيئات الدنيا للهيئات العليا، ومن خلال قمع الخلاف وإسكات الأصوات المعارضة، ومعارضة ظلال الأفكار الغريبة، ومن خلال أجهزة الرقابة الحزبية وأجهزة الرقابة الذاتية المسماة بالبلاغات، يسود جو من الخوف الشامل، الذي يكبل الفكر ويشيع الجبن والتردد، ويحول الأعضاء إلى فراغات فكرية وسياسية في انتطار دائم " لرأي الحزب " الذي ينطق به غالبا سكرتيره العام وحده لا شريك له.
بنية المركزية الديمقراطية ليس مقصودا بها أي شيئ غير تأسيس الطغيان القيادي وسحب الحقوق من الأعضاء، ولك أن تنظر في تاريخ الحزب الشيوعي كله وهو أطول من نصف قرن هل جاءت قضية واحدة كمبادرة من الهيئات الدنيا؟ بل هل صوتت السكرتارية المركزية نفسها في كل حياتها، منذ أوائل السبعينات وحتى الآن على قضية من القضايا؟ أم أنها تستمع إلى راي السكرتير العام وتبصم عليه وكفى؟
وثمة خدعة ماكرة ظلت تمارسها القيادة طوال تاريخها، وهي إنزال وثائق عمومية" عن الوضع السياسي الراهن " تجيزها العضوية وترفع مناقشاتها حولها، والتي يمكن في أحسن الأحوال أن تنشر في مجلة الحزب دون أن تدخل أية تعديلات على الوثيقة نفسها. وهنا ينشأ شعور كاذب بأن العضوية شاركت في صناعة سياسة الحزب، وهو أبعد ما يكون عن الواقع. لأن العضوية لا تشارك في رسم سياسة الحزب بهذه الطريقة الموغلة في العمومية، بل تشارك عندما تطرح عليها قضايا محددة: هل نتحالف مع حزب الأمة أم مع الوطني الإتحادي ام مع كليهما وما هي حيثيات كل ذلك؟ ما هو موقفنامن الجبهة الإسلامية وكيف نتصدى لها وهل نعقد اجتماعات مع حسن الترابي أم لا؟ ما هو موقفنا من الحركة الشعبية؟ كيف نبني التحالف الديمقراطي: هل نشرح جثته على مستوى الدوائر الإنتخابية أم نسمح له بأن يكون تنظيما حيا معافى موجودا على النطاق الوطني؟ كيف نتصرف في مالية الحزب، وماهي أولوياتنا؟ ماهو موقفنامن الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية؟
باختصار: هل أجازت عضوية الحزب، في كل تاريخها، وعلى كل مستوياتها، ورقة عمل سياسية، أم أنها ظلت تغرق دائما في العموميات غير الملزمة لأحد بينما تنفرد السكرتارية المركزية، وهي من كوادر التنظيم في غالبها، وليست من كوادر الثقافة، كما يحلو للإستاذ نقد أن يقول معرضا عن تصنيف نفسه، باتخاذ المواقف كل هذه القضايا. أي أن سياسة الحزب العملية ترسمها حلقة ضيقة جدا في كل الحزب، وينفرد السكرتير العام بأغلبها.
وهناك قضايا التجديد القيادي والدورات المعروفة ومحاربة علاقة الحلول التي تنشأ بين الشخص والموقع الذي يحتله. والديمقراطية على كل حال روح قبل أن تكون إجراءات إدارية أو تنظيمية، وهذه الروح تخنقها المركزية الديمقراطية خنقا قاسيا وقاتلا.
قلت في ورقتي أن الديمقراطية، في معادلة " المركزية الديمقراطية" وضعت هنا كتابع ذليل لمخدومتها المبجلة، المركزية، وهي الإسم الآخر للطغيان القيادي.
أما سؤالك عن البديل لتوحيد الإرادة والعمل، فهو الديمقراطية ذاتها، والتي قلت أن لها مركزيتها الخاصة، أي الديمقراطية تصبح هنا هي المخدومة المبجلة. وتقوم أساسا على الهيئات المنتخبة وليس المعينة، وعلى المؤتمرات التي يجب أن تعقد مهما كانت الظروف، اي أن ظروف السرية ليست مسوغا لغياب المؤتمرات، ويمكن ان تعدل صيغة المؤتمرات كثيرا في ظروف السرية،بحيث تكون صغيرة وعملية، وأن ينص على ذلك في اللائحة. أن يتمكن أعضاء الحزب على كل المستويات في رسم سياساته، بتغيير صيغة الوثائق النظرية المعممة، باللجوء إلى أوراق السياسة العملية والقضايا المحددة، والتي يصاغ موقف القيادة فيها بصورة تحتمل التداول النافع في هيئة تضم الأعضاء. وهذا يعني تفعيل كل الهيئات، المكتب السياسي ، اللجنة المركزية المؤتمرات الإقليمية والقطاعية والتخصصية والمؤتمر العام. وأن يتم كل ذلك في جو من الشفافية والتسامح إزاء تعدد الآراء، وإعطاء الأقلية الفرصة للإنتصار لرايها فيما هي تنفذ رأي الأغلبية أي فتح المنابر الحزبية دون حجر أو محاصرة لوجهة النظر الأخرى لتعبر عن نفسها بأقوى صورة تراها، وأن تشتمل وثائق الحزب المجازة نفسها على إشارات بأن هناك أقلية تختلف حول هذه النقطة وتورد الحجج التالية، ولكنها تلتزم بتطبيق راي الأغلبية والدعوة له، مع مراعاة الأشياء التي تتعلق بالضمير.
هناك أشياء كثيرة لا استطيع أن أخوض فيها في هذا الحيز، وأشير فقط إلى أن الأحزاب في الدول الديمقراطية لا تقوم على المركزية "الديمقراطية" ولكنها تستطيع مع ذلك ومن خلال الآليات الديمقراطية أن توحد إرادتها وتنفذ سياساتها على خير وجه، كما يحدث في حزب العمل البريطاني الذي أعرفه عن قرب.
أرجو أن يكون في ذلك بعض إجابة على سؤالك، أو إشارة إلى طريق الإجابة،
دمت

Post: #105
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-27-2003, 09:09 PM
Parent: #1

font size=4>>
الأخ والصديق عادل:
أحب أن اقول أن حزب الأمة وقف معنا لوجه الحق والديمقراطية. أحب أن أذكر الخير بالخير وأجازي الإحسان بالإحسان. لست مجاملا ولكني لست متحاملا. لو كان حزب الأمة وقف ضد دخولنا التجمع، لكان من حقي أن اذمه، ولم أكن لأتوانى، فكيف اذمه وقد وقف معنا؟ كيف أذمه مخطئا ومصيبا في نفس الوقت؟ تلك إذن قسمة ضيزى.
كانت فكرة الصادق المهدي تحويل التجمع إلى ما بشبه البرلمان، ينتخب ما يشبه المجلس التنفيذي المكلف بمهام محددة ينجزها بين مؤتمرين. وكان يدعو إلى توسيع التجمع، بإدخال كل المعارضين وكل منظمات المجتمع المدني، والمتخصصين في مختلف المجالات، وأقترح عقد تسعة مؤتمرات: سياسية، وأقتصادية ودبلوماسية وثقافية وغيرها وغيرها. وقد عبرنا نحن من موقع مستقل عن تأييدنا لتوسيع التجمع، ليس لأن لناحلفاء لم يدخلوا، ولكن لأننا كنا نراهن على أن التوسيع يعني التفعيل ويعني الحيوية والطاقات والدماء والأفكار والمبادرات الجديدة، في معركة كانت تهم الجميع. كنا في ذلك نراهن على الديمقراطية، ونتطلع إليها دون أن نعرف نتائجها مسبقا. أحب أن أتصور أن حزب الأمة كانت تحركه هذه الدوافع نفسها، في تلك القضية على وجه التحديد.
الصادق المهدي لم يقصد إقامة تحالف مع مجموعة الداخل، ولكن مجموعة الداخل إتصلت به، في صراعها الممسوس مع الأشباح. وكان الصادق المهدي سيضع الزخرف السكري على كيكة التعامل الديمقراطي لو قال لهم إنني سأنسق مع قيادة حق بالخارج لأنني على صلة بها. وكنا أوضحنا له موقفنا من كل ذلك. ولكنه لم يفعل. وهي سيئة لا تذهب الحسنات.
إنني أشعر بوفاء خاص لذكرى الدكتور عمر نور الدائم الذي دخلت بيته فأكرمني، وأعاد، وزارنا إجتماعيا بأسرته كلها، وزارنا سياسيا، في أول احتفال اقمناه بأسمرا، وبأسرته كلها ايضا. زارنا وتحدث وصفق وشارك في كل الوصلات، وبقي حتى نهاية المساء، بينما أعرض الباقون جميعا عن الحضور، ومنهم أصدقاؤنا وقوى سوداننا الجديد. لن نترك مثل هذه السماحة تتلاشى وسط أبخرة الخصومات.
وقف حزب الأمة معنا بصدق، دون أن نعده بأية تحالفات، ودون أن يطلب منا ذلك حتى بالتلميح. وعلى مثل هذه المواقف تمهد الأرض للديمقراطية وعلى الإعتراف بها يتوقف تطاول شجرتها التي نريد لها أن تعانق الأفق. ولا يعني هذا من قريب أو بعيد، أننا يمكن أن نتجاوز عن أخطاء حزب الأمة أو نتهاون في نقد ما نراه ضارا بالديمقراطية من ممارسته، بل نفعل ذلك بقلب سليم وضمير مرتاح، لاننا اطرحنا عبء التحامل وأثقاله. وليت أحزابنا تفعل بنا خيرا، لتر كيف نضعها على الرؤوس!
دمت أيها الصديق

Post: #106
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Rawia
Date: 12-27-2003, 09:14 PM
Parent: #1

استاذ الخاتم عدلان
كلما اشوفك اتذكر ازمه الجبهه الديمقراطيه فرع القاهره
في اواخر الثمانينات واتذكر حكمتك
احترامي لك ابتدا من تلك الفتره ومازال

Post: #107
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Adlan Abdelaziz
Date: 12-27-2003, 10:06 PM
Parent: #106

عزيزى الخاتم،

مواصلة للنقاش..
لا المنطق، الاستنتاج، ولا وقائع محددة لها مكانها وزمانها المعلومين تسندان زعمك أن: " وقد نتج ذلك عن صفقة بين الميرغني وممثلي الحزب الشيوعي، بأن يقف الحزب مع الميرغني في تحجيم الصادق المهدي وعدم إعطائه الدور الذي يطالب به في التجمع مقابل قيام الميرغني بقفل أبواب التجمع في وجوهنا". أنت سيد العارفين فيما يختص بمواقف الحزب الشيوعى السودانى من الاحزاب والحركات الاخرى، غض النظر عن صحتها أو خطلها، فليس صحيحا أن الحزب الشيوعى يتخذ مواقفه من الآخرين فى اطار المساومات على شاكلة "حبيبى أكتب لىّ وأنا أكتب ليك!"، الموقف من حزب الامة هو موقف يحدده ما يطرحه حزب الأمة ومدى قربه أو بعده، مطابقته أو مفارقته لما يراه ويطرحه الحزب الشيوعى، ولا يساوم به الميرغنى أو خلافه. أرجو أن نكون دقيقين فيما نطرح عندما نتحدث عن واقعة ملموسة، ما بقيت الحقيقة مبتغانا. رأى وكثيرون يشاركوننى هذا الرأى وعبروا عنه مرارا، أن حجب العضوية والتمثيل داخل هيئآت التجمع عن حق أو أى حركة أو حزب عامل لتنفيذ برامج التجمع ومواثيقه لهو أمر خاطئ بل يستوجب المحاسبة والنقد، أما أن تطالب الحزب الشيوعى أن يخوض المعارك من أجل "حق" و "أن يصدر بيانا بموقفه ويقول أنه كان يؤيد دخول حق في التجمع ولكن الأطراف الأخرى رفضت ذلك. " لهو قول فيه شئ ليس بالقليل من الرومانسية! أعرف أن هناك تناقضاَ ظاهرياَ فى هذه الفقرة مع سابقتها، ولكن لن يغيب عن ثاقب فكركم وعن فطنة القارئ، ما أعنيه.. باختصار: أن يصرح التيجانى "حق إذا دخلت من هذا الباب، فإن الحزب الشيوعي سيخرج من الباب المقابل" لهو موقف خاطئ، وهذا لا يعنى أن الموقف الصحيح هو خوض معارك حق.. وهى فى جوهرها معركة اثبات وجود!

أمر آخر يحتاج فى تقديرى الى توضيح وهو يختص ب "رأى" الحزب الشيوعى فى الاتفاق الاطارى الموقع فى جدة بين الميرغنى وطه. فقد كتبت "وأحيلك إلى بيان الحزب الشيوعي حول أتفاق الميرغني طه ( أو إتفاق طه- الميرغني، كما صححني أخي مروان الرشيد) تجد أنه لا يشير مطلقا للطريقة التي أهان بها الميرغني كل أطراف التجمع، عندما وقع الإتفاق دون أن يرجع آليها، ناسفا بذلك نسفا قاسيا كل الأساس الذي يقوم عليه التجمع. وهو يقول للميرغني من طرف خفي، يا ريس سر بعون الله، ولكن اسمح لنا بكلمتين، نرضي بهما أتباعناالقلائل الهبل هؤلاء. "

أولاَ "بالتبادى" الوثيقة الصادرة اسمها "رأى" وليس "بيان" وهناك فرق كبير بينهما، وليس مجرد ألفاظ تطلق. فقد درج الحزب الشيوعى على نشر مواقفه حول القضايا المختلفة فيما يسمى ب "البيانات" وعادة مايكون الموقف المنشور فى "بيان" موقف يتمترس خلفه الحزب ويدافع عنه ويدخل فى تحالفات متسقة مع ذلك الموقف الخ الخ . يختلف الأمر عندما يطرح الأمر ك "رأى" فالرأى مرحلة سابقة للموقف الشامل، والرأى يستوجب المداولة والتقليب وصولاَ للموقف الصحيح مع أطراف التجمع الأخرى، وهذا ماقصده الحزب الشيوعى باصداره "رأى" بدلا عن موقف نهائى لحساسية ودقة الموقف، طالما أن الاتفاق لم يطرح على هيئة قيادة التجمع ولم تتم اجازته من قبلها بعد. أقدر أنكم فى "حق" قد أعلنتم موقفكم الرافض للاتفاق وأنكم تبحثون عن اصطفاف جديد للقوى بديلا للتجمع، ولهذا كان يسيرا عليكم اعلان هذا الموقف. فى حالة الحزب الشيوعى وأطراف التجمع الأخرى، نرى أن الحكمة السياسية تقتضى تبادل "الأراء" فى محاولة للوصول الى رأى وموقف موحد، اجتماع هيئة قيادة التجمع المقبل مطالب بالخروج به. سيتم عقد اجتماع لهيئة قيادة التجمع حدد له تاريخ مبدئ فى يناير لمناقشة واتخاذ موقف موحد حيال الاتفاق. نرجو الا يطول الانتظار، علما أن الدكتور جون قرنق قد قدمت له دعوة رسمية لزيارة العاصمة الامريكية واشنطون فى يناير (وكذا عمر البشير) غالباَ للتوقيع الختامى على اتفاق السلام، عنيت من ذلك أن تحديد تاريخ انعقاد اجتماع هيئة القيادة رهين بقدرة الدكتور جون قرنق على الحضور.

أشكر لك عزيزى الخاتم صبرك وعدالتك فى الاستجابة بالرد على كل متسآئل وندرك مقدار المشقة التى احتملتموها فى سبيل ذلك. وشكرا للأخ أمجد الذى فتح هذا النفاج الذى نتمنى أن يستمر تبادل الهواء الصحى خلاله.

عدلان أحمد عبدالعزيز


Post: #108
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-27-2003, 11:17 PM
Parent: #107

الاستاذ الخاتم والجميع

تعليقا علي محاولات البعض انكار مشاركة الحزب الشيوعي في مؤامرة عزل حق عن دخول التجمع ؛ انشر هذا الراي للاخ ود مجذوب ؛ احد كوادر الحزب الشيوعي - حروف اسمه الاولي م. ع ؛ وهو يقيم في دولة قطر - ؛ ويمكن مراجعة معلومات اكثر عن ظروف رايه هذا في هذا البوست

هل وقف الحزب الشيوعي ضد دخول حركة ( حق) للتجمع ؟
--------------

أما فيما يخص تجميع وتوحيد القوى الجديدة ، فان رأي الحزب واضح وهو أن المرحلة تستدعي تحالفا أوسع على أساس برنامج حد أدني تشكل في التجمع الوطني الديمقراطي ، وأن أي تحالف يساري هو خطوة في طريق استقطاب (يمين/يسار) وهو أمر ضار في المرحلة الراهنة فوق ذلك أن ما يعرف بالقوى الجديدة بعضها يعتبر الحزب نفسه قوى قديمة وعثرة في طريق تطور السودان الجديد وعلى الاستاذ/عادل أن يسال حركة (حق) مثلا. وبالمناسبة لم تكن الطائفية رافضة لدخول حركة (حق) للتجمع ، بل كان الصادق المهدي شخصيا من المتحمسين لدخولها ويستطيع الاستاذ/عادل الرجوع للاستاذ/ الخاتم وسؤاله عن ذلك. ولكن الحزب إعترض على دخولها ليس باعتبارها انقساما عنه لان قيادة الحزب لديها القدرة لمعرفة أن الانقسام يستلزم وحدة المرجعية والاستاذ الخاتم ومن معه هاجموا مرجعية الحزب وطلقوها طلاقا واضحا ، بالاضافة الى أن تلك الحركة بها الكثيرين ممن ليس لهم علاقة بالحزب ، ولكن الأعتراض -حسب معلوماتنا- كان لاسباب عدة نلخصها فيما يلي:
أن حركة (حق) أعلنت عن نفسها إبتداءا كبديل لكل القوى السياسية الموجودة بالساحة وتحدثت عن لا جدوى التجمع نفسه واعتبرته جسدا ميتا وعليها ان ارادت دخول التجمع توضيح أسباب التحول في وجهة نظرها ونقد موقفها السابق علنا.
أن حركة (حق) توالت وفقا للمادة (20) من قانون التوالي السياسي حين كونت جمعية التنوير الثقافية وبالتالي أصبحت جزءا من التركيبة العامة للنظام.
لحركة (حق) علاقات مشبوهة مع النظام بالداخل عبر علاقة أمينها العام (الحاج وراق) بكل من غازي صلاح الدين والجميعابي ومحمد طه محمد أحمد وسيد الخطيب.
لدي الحزب معلومات موثقة من داخل الحركة نفسها بأن أمينها العام الحاج وراق قد نور عضويته بأن معركتها الانية مع الحزب الشيوعي لانها ضعيفة و لاتقوي على مصارعة النظام الان. وهذا يعني أن حركة (حق) الداخل معركتها مع النظام مؤجلة والمعركة مع النظام هي أساس التحالف في التجمع.


------------------

انتهي الاقتباس

عادل

Post: #109
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Omer54
Date: 12-28-2003, 09:15 AM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم

تحياتي

خرجت بفوائد كثيره من هذا النقاش الرائع و المؤكدان اعظمها هي التعرف علي هذه الملكات المقدره و الفائقه في التعبير و التفكير التي تتمعون بها. اشكرك علي هذه الفرصه و هذا العرض الممتاذ.

الخلاصه انشق الاستاذ الخاتم و مجموعته و كونوا حق و ايضا انشق الاستاذ الخاتم ومجموعته و كونوا حق الاخري. و الاتشقاقات التي حدثت , كما تعلم, ليست وقفا علي حق و انما هي منتشره في كل الاحزاب. وطالما اتفقنا ان هذه الظاهره تعبر عن غياب الديمقراطيه في هذه الاحزاب, نجد ان ما اتفقت عليه الاحزاب هو تكريسها للديكتاتوريه و حكم الزعيم الاوحد و رفض التطور و التشبث بالكراس, و حق (الاخري) او لنقل حق الخاتم عدلان ليست استثناء.

اي ان الاستاذ الخاتم عدلان الذي انشق عن الحزب الشيوعي بدعوي محدده و جد نفسه امام انشقاق علي خلفيه نفس الدعاوي.

نؤمن جمبعا بالديمقراطيه و لكنناجميعا نفشل في تطبيقها. تري ما السبب؟
مره اخري كلي شكر لهذه الفرصه العزيزه.

Post: #110
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-28-2003, 11:12 AM
Parent: #1


أخي العزيز بشرى:
أتفق معك على أن رسالة الحزب السياسي هي خدمة الناس، وتلبية حاجاتهم الماثلة اليوم، ووفق أولويات مدروسة بعناية، وبروح من الإخلاص والشفافية والمسؤولية. وفي هذا أطراح للعبء الايديولوجي الفادح لأخذ المجتمع، أخذ عزيز مقتدر، حتى نهاية التاريخ، مما عرفناه في الأحزاب الشمولية والتي آمنا جميعا برسالتها، وتفانينا في خدمتها ردحا من الزمن. أتفق معك أن السودان في حاجة إلى السلام، وإلى حكم القانون، والمساواة والعدالة، وحق العمل وعدالة الأجر، وتوفير الخدمات الضرورية للعيش الكريم من تعليم ورعاية صحية،ورياض للأطفال، ورعاية للأمومة،وماء نقي وكهرباء، وطريق معبد، وأشجار ظليلة وطمأنينة شخصية وبيئة خالية من التلوث ودار للنشر، وأخرى للرياضة وناد للتسلية وميادين لكرة القدم. وأن الأحزاب يجب أن توفر له ذلك، بمشاركته وبتنظيم جهده، وبتمكينه من أخذ مصيره بيده، ومقدرته على إتخاذ القرارات المؤثرة في حياته على أدنى مستوى إليه، ثم بالإستخدام الرشيد لموارد البلاد، وتفجير ما كمن منها تحت الأرض، أو فوقها، وبالإستفادة الخالية من الحرج من ثمرات الحضارة المعاصرة، فكرا ومنتجات.
كل هذا متفق عليه بيننا. والمعضلة كلها في التنفيذ. ومعضلة التنفيذ هي ببساطة تحويل الإفكار الواعدة بالخير، إلى واقع ملموس. وفي هذا تكمن الصعوبات كلها. وحولها يجب أن يدور حوار مفتوح لا نحسمه في هذه المناسبة وحدها، أو في هذا الموقع حصرا.
قلت أن الأحزاب جميعها تؤمن بمثل هذا البرنامج. وهذا قول كبير. فلو كانت كلها تؤمن بهذا البرنامج، وهي مستعدة لتنفيذه كما أوحيت، لما كان حال السودان كما هو عليه الآن. كنت سأتفق معك لو قلت أن كل الأحزاب تقول أنها تؤمن بهذا البرنامج، ولكن دون أن تعني ما تقول. وهذا لا ينقلنا خطوة واحدة من مرحلة القول، ولا يدفعنا قيد أنملة نحو التنفيذ. وتكون المعضلة باقية كما هي. أضيف أن أحزابنا التي حكمت السودان، حتى اليوم، كانت تملك، وماتزال، مفهوما للدولة وللحكم، جبائيا وريعيا واستنزافيا. مفهوما للدولة يعاملها كبقرة حلوب، ليس للشعب، بل للحكام، وتتعامل معها كسلم للصعود الطبقي، والتميز الإجتماعي، والهجوم على المجتمع. وقد برهنت ذلك في كل المراحل التي حكمت فيها، وبزتها جميعا وتفوقت عليها في هذا المفهوم للدولة الجبهة الإسلامية الحاكمة، التي لم تتورع مطلقا عن الوصول إلى ثرواتها وجاهها وجبروتها على جثث الآخرين.
مفهوم الدولة الذي تتحدث عنه أنت، ونتحدث عنه نحن، والذي يروق لكل الشعب لأنه يعود عليه بالفوائد الملموسة ويلبي حاجاته الضرورية، الدولة كموقع لخدمة المجتمع، وكأداة لتقوية الضعيف واستعادة حقوق المظلومين، ليس مشتركا بين جميع الأحزاب. وأعتقد أن هذه هي نقطة الضعف الأساسية في تحليلك. ولا يغير من هذه الحقيقة أن الأحزاب كلها تقول أنها تؤمن به. وممارسة الجبهة الإسلامية شاهد على ما نقول، وإتفاق طه-الميرغني، الذي يرفع يد الدولة كلية عن الخدمات، شاهد شاخص جديد، على أن أحزابنا سادرة في غيها إلى ما لا نهاية.
نقطة الضعف الثانية في تحليلك، هي ما أسميته كتلة الضغط من المستنيرين والمثقفين، والتي تجتمع ايام الإنتخابات، وتنفض بعدها، وتأتي بعد أربع أو خمس سنوات لتمارس ضغطها من جديد. وهي تصوت لأكثر الأحزاب قربا من الفوز. ويبدو لي أن الإجتماع مرة واحدة كل أربع أو خمس سنوات، لا يمثل اي نوع من الضغط، لأنه يفتقر إلى الرقابة على المضغوط عليه. وسيأخذ هذا أصواتك وبعد أربع سنوات، "لها ألف فرج"، سيكون قد أعد لك ترسانة من الحجج التي منعته من تنفيذ برنامجك، وربما غالطك مغالطة فصيحة قوية، بأنه نفذ كل شيء، وأنت لا تستطيع حتى أن تستوثق، لأن اجتماعك لن يتمكن من ذلك. هذا فضلا عن الأساليب الاخرى من توزير بعض الضاغطين واغراء بعضهم. وهكذا. المهم أن كتلة الضغط نفسها، تحتاج إلى خصائص شبيهة بالاحزاب الصغيرة ليكون ضغطها مجديا. وهنا نجد أنفسنا من جديد امام معضلة تكوين الأحزاب.
وثمة سؤال عرضي: ماذا إذا كان أقرب الأحزاب إلى الفوز هو الجبهة الإسلامية؟
وقد تأملت مساهمتك هذه طويلا، وتوصلت إلى أن تكوين كتلة الضغط لا يقل صعوبة عن تكوين حزب سياسي صغير، ولكن الفرق بينهما أن الحزب الصغير يمكن أن ينمو إلا أن كتلة الضغط بالمواصفات التي تحدثت عنها لا تملك إلا أن تتآكل. ولكني مع ذلك لا أرفض فكرة الضغط التي يمكن أن يمارسها حزب صغير، تكون أصواته قاصرة عن فوزه في الدائرة المحددة، ولكنها حاسمة في فوز الآخرين أو سقوطهم. وهنا يكون للضغط معنى، لأنه سيدعم بالمراقبة اللصيقة تمارسها لجان الحزب في تلك الدائرة.
المهم أن كتل الضغط أو الأحزاب الصغيرة لا يمكن تكوينها على أرضية من العزوف عن العمل العام. هذه هي المشكلة الحقيقية وهي ظاهرة لا تتوقف عليك وحدك بأي حال من الأحوال، فالناجون من السفن الغارقة لا يستعجلون ركوب البحر. وهذا هو الحال بالنسبة للآلاف منا. وأرجو أن تكون حالة عابرة.
اعتذر عن عدم مقدرتي حالياعلى الإدلاء برأي في المساجلة بينك وبين الأخ عادل عبد العاطي، وقد أستمتعت بها، ولكن أرجو أن يظل الموضوع مفتوحا، وقابلا لمزيد من النقاش والمحاورة .
لك كل الود.

Post: #111
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-28-2003, 11:26 AM
Parent: #1


شكرا جزيلا أخي مانديلا:
قلت في إجابات سابقة أن حق نشأت أساسا كمنبر لتوحيد القوى الجديدة، ووضح أن المهمة شاقة بحق. كما وضح لنا أن هناك قوى جديدة، وقوى تدعي الجدة دون أن تستوفي متطلباتها. ونحن مستعدون للعمل المشترك مع الجادين حتى درجة التوحد والإندماج و الخروج بكينونة جديدة. ولكن من الواضح لنا كذلك أن بلورة القوى الجديدة تتمثل أساسا في خلق الأرضية الفكرية التي تجعلها تتعرف على نفسها وتكتشف مواقع قوتها، كما تساهم في بلورة وعي جديد يكون حاملا للخصائص الكفيلة بتغيير مصائر الشعوب. وهذه مهمة شاقة وطويلة المدى. ويساعد في تطوير مشروع حق، أن يبادر أولئك الذين يؤمنون بجوهر رسالتها، وإن أختلفوا معها في بعض الوجوه، بالإنضمام إلى صفوفها، أو الدفع بدعوة التوحيد إلى الأمام، وسيجدون منا كل استجابة ممكنة. ولا شك أن موقف الشباب من أمثالك من حق ومن غيرها من تنظيمات القوى الجديدة يعد أمرا حاسما في الإسراع بظهور قوة تغيير حقيقية أو إبطاء هذه العملية بصورة مؤلمة. والكرة في ملعبكم أنتم، فماذا أنتم فاعلون؟
لك كل الود وأرجو أن نتعرف أكثر على بعضنا البعض في المستقبل القريب.

Post: #112
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-28-2003, 11:30 AM
Parent: #1


الأخ أدروب:
أتفق معك تماما على أهمية مواصلة النقاش، في اي موقع يكون مناسبا، وسأدلي بدلوي في القضايا الأخرى كلما استطعت إلى ذلك سبيلا.
لك كل الود

Post: #114
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Bushra Elfadil
Date: 12-28-2003, 02:22 PM
Parent: #112

الاستاذالخاتم
ساعود لموضوع الدعوة للعمل العام لاحقاً .
لا اعتقد ان جماعة الضغط التي ادعو لتكوينها ستنفض بمجرد التصويت لحزب وإلزامه ببنود بعينها قلت سابقاً أن الحزب المعني ولنقل أنه حزب الامة او الإتحادي الديمقراطي او الجبهة الشعبية باعتبارها اقرب الاحزاب للسلطة تجدني طبعاً استثني الاحزاب الدينية وإن أعلنت انها تتخلى عن شموليتها.تلك الاحزاب التي تكون أقرب الى الفوز بالسلطة تعلن ربما قولاً مثلا أنهاولنأخذ مثالاً بسيطاً ستحل قضية التشرد في السودان فإذا كان هذا هو البند العشرين في احندة جماعة الضغط التي أنادي بها فإن هذه الجماعة ستقول لذلك الحزب نحن سنصوت لك ككتلة وسنعمل على فوزك وسننفذ لك دراسات وعون خارجي وداخلى عن التشرد بحيث نقضي على التشرد كلية في السودان تماماً كما قضت عليه روسيا بفعل مربيين ككارولينكو وأكثر ويكفي لجماعة الضغط أن تشكل فريقاً من المع خبراء السودان لهذه الظاهرة بحيث تنظر في كلية تعقيداتها وتحلها فلا يكون هناك متشرد في اي مدينة او صقع من أصقاع السودان وبالنسبة لى يمكنني القول بأن الاحزاب الديمقراطية في السودان بما فيها الجديدة تجنح عادة لتكوين جمعيات وتسميها الصلاح الأنصلاح الافق او ما شئت ثم تقوم بمعالجة الظاهرة جزئياً بفعل ضيق الامكانيات وهكذا يظل الحال في حاله. ان التسريع الذي أدعو اليه يقضي بأن ندخل مفهوم التزامن بين الحلول الآنية والإستراتيجية حيث سأدخل جميع مشردي السودان ومنذ اليوم الاول في بوردنج سكولز تعيد لهم شيئاً فشيئا جزءاً مما فقدوه من انسانيتهم المهدرة وستقول لي اين الكوادر اين الموارد وسارد ساستقل حماسة الطلاب وستكون الخدمة الالزامية موجهة لبندين استرداد انسانية من اهدرت انسانيتهم بهذه الكيفية وغيرها و لبند محو الامية ولتكن اخطاء الطلبة المتحمسين في هذا الجانب هو ما سيتفاداه التخطيط الاستراتيجي . بقي ان اقول ان جماعة الضغط تفرض برنامجها فرضاَ على بطانة الحزب الطائفي الفائز وتستعين بمستنيري ذلك الحزب الذين هم مقتنعون أيضاً بضرورة التنفيذ ويشغل حزبهم عنه المكايدات التي تقيه منها أصوات كتلتنا وتهدده في آن بحجبهامستقبلاً فهي اصوات جديدة غير طائفية .كتلة الضغط ليست شبيهة بحالة الناخبين الخاملين الذين يدعون على عجل في ليلي القرى والبوادي لليلة سياسية أعدت على عجل وقد سبق لي أن انتقدت مثل تلك الليالي في ايام الديمقراطية فقلت ان الناخبين البؤساء اؤلئك الذين يجرونهم للتصويت جماعات جماعات تعبر عنهم قصيدة بريخت
حين تقرع الطبول
تهرع العجول
مع إن كل جلد طبل
كان يوماً ما جلد عجل
أو كما صاغ المترجم. حالة الناخبين هذه للاسف يمكن تكرارها في مقبل الايام إن لم يتم التدخل بعامل خارجي مستنير لا بغرض تقديم بديل موازي ربما يتم بعد عقود او نصف قرن ولكن بالضغط الفوري .لم أقل أن يكون ذلك عن طريق دائرة ضيقة من الثقفين ولكن الظروف الجديدة من زيادة عدد السكان ونمو التعليم جعلت الإنترنيت يغشى ليل القرى والكتلة بالتالي يمكن تكوينها بطرح الموضوعات على الجماعات والجهات المختلفة التي ربما تنتظر طويلا قبل الدخول في حزب لكنها لا تنتظر الوقت نفسه قبل الاتفاق على برنامج. عندما ادلى بصوتي الذي وافقت ضمن كتلة لكي امنحه لحزب معين فإنني لا اعود لبيتي لاترك ذلك الحزب يتنكر لوعوده بل اساهم معه في تنفيذ البرامج المختلفة بمنهج مختلف عن حالة البطانة البطيئة التي عرف بها الأداء الحزبي السوداني الطائفي هو منهج للتسريع يعتمد التناغم بين دوائر الاداء المختلفة في آن . المدارس مثلاً هي المدرسة النموذجية ومدرسة اليوم الممتد دون داخلية والمدرسة الداخلية والمدرسة ذات الروؤس والمدرسة الخيمة والمدرسة على طريقة حسن نجيلة للبدو والمناهج التي تستفيد من خبرات سودانيي الدياسبورا وإنقاص الفاقد التربوي الى الصفر ورفع المكانة الاحتماعية للمعلم باعطائه قسمة عادلة من الثروة وحفزه بواسطة موارد مالية من المنظمات العالمية. بالمناسبة دار النشر التي دخل في عضويتها الكثيرون الآن عندما نتفرغ لإقامتها سندقق في إدارتها ماليا بواسطة منهج الخبازين المشار غليه لكن الاسهم وحدها لا تكفي إذ يمكننا التسريع دفعة واحدة برفد اموال طائلة لها من منظمات عالمية راغبة أصلا في دعمنا وتتخوف من مسائل تتعلق بالشفافية وعندما نجيء لتلك المنظمات ونقول نحن كتلة الكتاب السودانيين المؤمنين بالديمقراطية وهذا هو حدنا الادنى نرغب في النشر المتزامن بالعربية والإنجليزية والفرنسية لثمرات عقول ابناء بلدنا وهذه هي دارنا المتواضعة ونرغب في تمديدهاونرغب في العون المادي والتقني فإن هذه الدار ستنشأ باسرع مما نخطط له. لكن هذا موضوع آخر .
الكتلة إذن يجب ان يكون حدها الأدنى الإقتناع بالديمقراطية. وقد جربت خلال حياتي تكوين حلقات عمل في ودالبر أتت ثمارها الفورية مذهلة وأذكر لك آحرها في سبتمبر قبل الماضي اقترحت على ابناء ودالبر العاملين في الخرطوم وقد وجدنت ان حالتهم بائسة ان نعيد فكرة صندوق الشطرنج عن تلك القصة الشعبية لمخترع الشطرنج بحيث يتضاعف مبلغ المشاركين ولا تتم الصرف منه مطلقا في ظروف التراكم البدائي لكافة المشاركين وهم كانوا بضع عشرات ما لبتوا ان اصبحوا حين عدت في سبتمبر الماضي مئلت المشاركين جمعوا ملايين الجنيهات. كانوا سعيدين حين قابلت بعضهم في قهوة الصيعية بالخرطوم ويفكرون الآن في عمل مشروع استثمار . اواشتركت معهم وبالطبع هذا مثال بسيط غلى إمكانية تكوين الكتلة وغنجاح قضاياها بىلية تسريع تناى عن فكرة التنظيم المرتبط بالآيديولوجيا.
هذا البورد يشكل وحدة اساسية_ وهذه العبارة شوهها الإتحاد الإشتراكي _ محتملة للكتلة ويمكننا للتجريب طرح موضوع محاكمة الفساد والمفسدين بدءاً من نظام الإنقاذ فهابطاً إذ ليس للفساد سماوات يمكننا خلال أسبوعين تكوين رأي عام ملزم حول هذه الظاهرة فغذا صعدناها لجهة تنفيذية ديمقراطية من الممكن ان تفوز بالسلطة وقلنا لها حاكمي الفساد بهذه الكيفية وفي هذا الزمن نصوت لك كتلة واحدة وقل الشىء نفسه على كافة البنود بالطبع سنجد نقاط خلاف مع الحزب المعني لكن في هذه المرحلة الغليظة من البنيات والخدمات ربما لا نجد خلافاص إلا في التنفيذ وسنستعين على التنفيذ ليس بكوادر الكتلة بل بالكوادر الحديثة داخل هذه الاحزاب نفسهاكما نستعين بالجهات الراغبة في مساعدتنا حقاً وتلجمها الشفافية في المجتمع الدولي . لكن غذا قلت لشباب هذا البورد انضموا لحق حتى انفذ البند المذكور فستنظر ربع قرن حتى يتم الغتفاق الذي اشرت غليه وذلك تاريخ غير منظور وربما تظهر فيه شواغل جديدة لشعبنا غير منظورة لنا الآن .

Post: #115
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: abdelrahim abayazid
Date: 12-28-2003, 03:07 PM
Parent: #114

شكرا استاذ خاتم علي الرد
الفرصة سانحة امام الشفيع خضر والتجاني الطيب للرد والاسهام والحزب الشيوعي واعضائه مسولؤن عن الموقف ان لم تضح الرؤية.

Post: #117
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Mandela
Date: 12-28-2003, 04:28 PM
Parent: #115

الاستاذ الخاتم لك الود...
و يديك العافية ...أقدر تماما تعبكم و مجهودكم المتواصل في اللحاق و الرد على الأسئلة المتلاحقة...و لكننا ما زلنا في انتظار المزيد...



الأستاذ بشرى الفاضل...
أقترح ان تبدا بوست منفصل عن فكرتك بتكوين جماعة/ جماعات ضغط فالفكرة مبهرة و متشعبة ...اتمنى أن نناقشها بتمعن في مكان خاص بها..
لكم الود.....

Post: #118
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 12-28-2003, 05:04 PM
Parent: #114

الاستاذ بشري

تحية طيبة ....

دعم الحزب الاقرب للفوز ؛ غض النظر عن تاريخه وتجاربنا معه ونكثه للعهود وطبيعة العلاقات الكامنة فيه ؛ والمصالح التي تدفعه ويمثلها ؛ مما نعرفه عن حزبي الامة والاتحادي؛ لا اجد ما اوصفه به ؛ سواء تم من طرفك ؛ او من كتلة الضغط ؛ او من احزاب صغيرة ؛ سوي انه سلوك انتهازي معلن

اراك قد تجاهلت القضايا الحيوية التي طرحها الاستاذ الخاتم ؛ حول ان هذه الاحزاب لا تتتفق معنا في البرامج ؛ وان كل ما تفعله هو ادعاء الاتفاق ؛ ودونك مقررات مؤتمر اسمرا المسمي مؤتمر القضايا المصيرية ؛ والذي مزقت هذه الاحزاب الثلاثة بنوده تمزيقا ؛ وانتهكتها انتهاكا فظا ؛ وذلك لان بعض الاحزاب وبعض المثقفين قد حعلوا من نفسهم جماعات ضغط علي هذه الاحزاب؛ وتركوا العمل المستقل والعمل الصعب من اجل تكوين البديل وهزيمة هذه الاحزاب الانتهازية الرجعية المعادية للشعب والوطن

كما اراك تتجاهل كل الوقائع التاريخية في تكون احزاب جديدة لم تكن موجودة قبل عشرين عاما - الحركة الشعبية - وانت تراها الان اقرب للفوز ؛ او حركة تحرير السودان التي تكونت قبل عام ؛ ولها دور فاعل الان ؛ بينما تحدثنا انت عن امكانية انتشار البديل بعد نصف قرن الخ الخ ؛ الا تري في هذه التكوينات نقضا واضحا لنظريتك في الواقع العملي؛ ولم تتجاهل كل الاشارات علي الارض التي تثبت خطل اتجاهك ؟

فكرتك عن تكوين منظمات العمل المدني مثل الجمعية التي اشرت اليها ؛ فكرة اؤيدها تماما؛ باعتبار انها لا تنتنظر الدولة ؛ وبالتالي لا تنتظر "الحزب " الاقرب للفوز ؛ كيما تستنهض المبادرات الكامنة في المواطنين ؛ والعمل المدني كما العمل السياسي كما المبادرات الاقتصادية كلها ضرورية لمشروع النهضة والحرية والدستورية في السودان

لكن مثالك عن هذه الجمعية هذا ليس له علاقة البتة بحوارنا هنا ؛ فالمثال يتحدث عن مشروع خاص بالمساهمين فيه ؛ هم اصحابه وهم القائمين عليه والمسؤولين عنه ؛ وهو لب ما ندعو اليه علي المستوي السياسي ؛ وانت في المقابل تدعونا لان نترك مشروعنا السياسي - التنظيمي البديل ؛ وان نسلمه لاخرين لم يعرف عنهم سوي نكث العهود والبحث عن مصالحهم والكراسي الوثيرة الخ الخ من تاريخهم البائس النظلم

مشكلتك انك لا تري لنفسك ولا لغيرك دورا في كسر احتكار الاحزاب الطائفية والاسلاموية - لا اقول الدينية ؛ فالدين منها براء- للسلطة ؛ بل وتسعي الي دعمها .. وهذا من حقك ؛ ومن حقك ايضا ان تنضم الي احدها وتدعم قوي "المثقفين" فيها ؛ وتضغط علي قيادة الحزب الخ الخ ؛ وتمثل كم جديد دور المحجوب وامين مكي مدني وبشير عمر وابو حريرة وبقية المجموعة التي رأت ان تدعم وتضغط علي الاحزاب الاقرب للفوز ؛ فلم تحصد سوي الهشيم

ليس من حقك بالمقابل؛ ان تزعم ان البديل الموازي سيتم بعد عقود او ربع قرن او نصف قرن ؛ هذا ما يعبر عن انهزاميتك انت ؛ وتحاول ان تدخل عدواها في الاخرين !! علي ماذا تعتمد في تحليلك هذا ؛ علي تجربة الحزب الشيوعي البائسة ؟؟ يبدو اذن ان هزيمة الحزب الشيوعي التاريخية قد دخلت منك في اللحم والعظم ؛ وانك حتي الان لا تعرف لماذا انهزم المشروع الشيوعي في السودان!! انك بزعمك هذا وتكراره ؛ انما تصب الماء في طاحونة الاحزاب التي تريد دعمها ؛ والتي تدعمها عمليا الان ؛ وتحاول ان تكسر مجاديف من يريدوا بناء البديل السياسي حسب طاقتهم ؛ ولكن هيهات !!

لم تسأل ولم تكلف نفسك عناء القراءة لاطروحات القوي البديلة ؛ واستراتيجياتها للبناء التنظيمي؛ واستراتيجياتها للعمل الانتخابي ؛ الخ الخ ؛ ولكنك ببساطة تزعم ان نجاحهم يمكن ان يتم بعد نصف قرن - ولماذا ليس بعد خمس او عشر او مائة قرن مثلا ؟؟ - ؛ وانت هنا تخدم مباشرة استراتيجية القوي الطائفية والرجعية التي تقول انه ليس في الامكان احسن مما كان ؛ وان لا بديل عنها ؛ وانه لو قام هذا البديل فهو محكوم عليه بالفشل ؛ وانه ليس لنا ان ننتتظر مائة عام ؛ وان المهم من هو الاقرب للفوز الخ الخ

لو كان منطقك هذا سليما ؛ لما قامت اي دعوة للتجديد والتغيير في العالم ؛ فكل جديد بدأ من قلة صغيرة ؛ وكل جديد وصف في البدء بانه خيالي وغير واقعي وبعيد وفي رحم الغيب الخ الخ ؛ حتي تحقق وانتصر رغم انف معارضيه ومن يقف في صفهم ويحبط دعاة الجديد ومن ينضموا لهم ومن يمكن ان ينضموا لهم ..

كما انك بمزاعمك هذه ؛ والتي ليست مبنية علي اي وقائع مخبرية ؛ انما تمارس عملا سياسيا في الحقيقة ؛ وليس تحليلا علميا او حتي احلام برئية ؛ انت تمارس ما يمارسه الحزب الشيوعي في العلن ؛ باختيار دور الرديف لا البديل ؛ ونفعل هذا من موقع المثقف "المستقل" ؛ بينما كل قولك وفعلك يوضح انك لا مستقل ولا حاجة ؛ وان اتجاه دعمك واتجاه حربك واضح ؛ وان تغلف بدعوات الثقافة والاستقلالية والحرص علي وحدة الصف والبرامج والتسريع الخ الخ من الكلام المعسول

المسالة يا عزيزي مسالة خيارات واعية ؛ وانت اخترت ؛ ونحن اخترنا ؛ وشعبنا والتاريخ هما الحكم

عادل

Post: #116
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: abdelgafar.saeed
Date: 12-28-2003, 04:18 PM
Parent: #1

اخى الخاتم
التحايا والامنيات

قضية العدالة الاجتماعيه ، كيف تنظرون اليها
خاصة وان الاتفاقات الاخيره بين الحركة الشعبيه والحكومه
وافقت على الخصيص بنفس منهج الحكومه
اذا كيف يمكن معاجه الفقر المدقع ، الصحة ، التعليم

Post: #119
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-28-2003, 08:23 PM
Parent: #1

Salam All,

I have got this message from Dr. Hassan Nabri and I am posting it because he has no access to our bord.

د أمجد
طيه النص بعد تعديل إسمك فى موقعين وإنتهزت الفرصة لإصلاح بضعة أخطاء مطبيعية وغيرها
إذن ياحبذا لو نشرت هذا النص فى الموقع لأننى لم أراه حتى الآن
مع شكرى مقدما

الموضوع: الخاتم عدلان مناضل حق بصلابة الصخر

التاريخ: 27/12/2003

لم أكن ارغب إلا فى المتابعة والإطلاع على الحوار الثر المتميز الذى يدور على موقع سودانيز أون لاين بتدبير موفق من د. أمجد أبراهيم ومداخلات مفيدة ومهمة للغاية من الخاتم عدلان. فالخاتم بما اعرفه عنه لايحتاج لمن يسنده أو يعضده او يشد من أزره خاصة وهو يعالج قضايا فكرية وثقافية وايدلوجية وسياسية يعرف مناحيها وعمقها درسها وحظى بمعايشتها على صعيد الواقع والتجربة. ولاتحتاج منى هذه المقولة لإثبات فمداخلاته سفر بين ايديكم تتابعونها على شاشاتكم. وقد سعدت أن اعلم ان هذا الحوار الثرى المثير لن يضيع فى غياهب الشبكة الدولية وان أمجد وزملائه يسعون لإخراجها فى كتيب أتمنى ان يرى النور قريبا، فالمكتبة السودانية مصابة بفقر دم يكاد يكون مزمن من هذا النوع من الحوار.

أقول لم اكن ارغب فى أكثر من الإطلاع على مايدور، لكنى فوجئت بالوخز والتجنى الذى تعرض له الخاتم عدلان من البعض، منهم من فضل إخفاء شخصيته ومنهم من أبداها. منهم من يتهمه بأنه تصرف فى بعض مال الحزب الشيوعى ومنهم من يتهمه صراحة أو ضمنا بالسعى للهيمنة والتسلط عندما قال نجد ان ما اتفقت عليه الاحزاب هو تكريسها للديكتاتوريه وحكم الزعيم الاوحد و رفض التطور و التشبث بالكراسى وحق (الاخري) او لنقل حق الخاتم عدلان ليست استثناء).

لذا رايت ان ادلى بدلوى وأبين شهادتى عن مناضل عرفته بصلابة الصخر عبر سنوات طويلة وخبرته من خلال المحن والمشاق وشاركته هم بلادنا وآلامها ومستقبلها. وتعجبت كيف انى لم أنبس من قبل بكلمة إشادة وتقدير له أو عنه، وأتساءل لم يبدع الناس بالتقدير والإشادة فقط عندما يلتحق المشاد به بالرفيق الأعلى. وليعذرنى هو لو أضطررت لقولها وهو فى أتم صحة وعافية، أطال الله عمره.

لقد ربطتني بالخاتم عدلان علاقة زمالة وصداقة خاصة، إن جاز التعبير، تعود في جلها إلى فترة الدراسة وبصورة خاصة تلك التى قضيناها فى جامعة الخرطوم. فنحن كما يحلو لنا القول أولاد دفعة: دخلنا الجامعة فى نفس العام: هو لدراسة الآداب والفلسفة واللغات وأنا لدراسة العلوم الاقتصادية.

وإشتركنا معا – الخاتم عدلان وشخصى الضعيف - فى قيادة الجبهة الديمقراطية مع آخرين وحظينا معا بشرف تمثيلها لسنوات عديدة فى إتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وأيضا بعد فشل إنتخابات الإتحاد كنا معا نمثل الجبهة الديمقراطية فى تحالف القوى التقدمية فى جامعة الخرطوم.

في تلك السنوات الممتدة من عام 1967 إلى عام 1971 – وأنتم جميعا تدركون أنها لم تكن بالسنوات الهشة بل كانت مشحونة بالأحداث والتطورات الهامة على صعيد بلادنا وفى كل بلدان العالم – أدركت أن الخاتم هذا شخص لا ينسى، ليس لأنه صديق ورفيق نضال فحسب، بل لأن صفاته الخاصة من النوع الذي نحتاجه والذي يترك فيمن تعاملوا معه أثراً لا يمحى.

بالطبع من حق من يسمعنى اتفوه بهذه الرنة التأكيدية أن يطالبنى بان اسرد له المسيرة النضالية للخاتم وأن اشرع فى تحليل لشخصية الرجل. لكنى نظرا لضيق الوقت والحيز وطبيعة حوار اليوم ساكتفى من كل هذا ببضعة ومضات تكشف ما اعنيه، آملا ان أعود لسرد مفصل فى فسحة من الوقت قادمة "إن كتب فى العمر بقية".

أقول ان الخاتم بحصافته وذكاءه وفكره المتقد كان قادرا على أن يحصل وبسهولة على تغطية الشروط التى تجعله يضمن عيشا سهلا ميسرا لذاته ولأهله ولأسرته، وكان الطريق لذلك هو السعى لمؤهل يتيح له فرصة الذهاب فى بعثة للخارج والعودة ليصبح عضوا فى هيئة التدريس مثل الكثيرين. لكنه لم يتردد فى الخيار وفضل تقديم وقته وحياته من أجل السودان واهله وخلاص شعبه، فقد كان قلبه يشتعل منذ الصغر بحب وطنه. ولم يتوان فى دفع الثمن، والثمن كان فادحا: سنوات من التيه والتشرد وسنوات من الإعتقال والسجون والتعذيب.

فى كل هذه المحطات من مسيرته النضالية ـ وأنا شاهد عاش معه يوم بيوم تلك التجربة ـ

كشف الخاتم عن دوره المتميز فى تشييد وتوطيد وغرس جذور التقاليد الديمقراطية والثورية فى حركة الطلاب وحركة الشباب السودانية.

أذكر أنه عندما تم إختيارنا وقتها وفد من ثلاثة ـ الخاتم وباشا ممثل الوحدويون العرب/البعث وشخصى ـ لحضور المؤتمر العاشر لإتحاد الطلاب العالمى فى براغ بدولة تشيكوسلوفاكيا حينها والمؤتمر التأسيسى للطلاب العرب فى المملكة المتحدة وإيرلندا إعتذر الخاتم عن المشاركة بقوله أنمواردنا المالية ضعيفة لذا أفضل أن أبقى هنا وأذهبا أنتما الإثنين لتمثيلنا). وهذا ماحدث.

إشتركت معه سنوات فى تحرير صحيفة حائط جامعية مشهورة هى صحيفة مساء الخير كانت تعلق فى قهوة النشاط. ولن أنس ماحييت الهمة والنشاط والمثابرة التى كان يبذلها الخاتم عدلان فى إخراجها إما بغرفته أو بغرفة أى من الزملاء محيسى وكمال شايقى وصدقى كبلو وآخرين. وفى كثير من المرات كنا نعود معا من اجتماع يكون قد إستمر حتى ساعة متأخرة من الليل لنجد أن مساء الخير لم ينته إعدادها بعد، هنا يسأل الخاتم "كم صفحة تبقت؟"، وحالما يسمع الرد يشمر عن ساعديه ولا تغمض له عين قبل أن يكمل كتابتها، ونذهب لتعليقها فى قهوة النشاط.

ومن منا لايذكر 11 مارس عندما تقدمت الدبابات وأحاطت بالجامعة وبخاصة عبر شارع الجامعة موجهة فوهاتها نحو الطلاب العزل بداخلها. فى ذلك الوقت قررنا الخروج من داخل الجامعة المحاصرة ووقفنا فى شارع الجامعة جوار الدبابات وأمام قادتها الرائد ابوالقاسم أحمد أبراهيم وخالد حسن عباس ومامون عوض أبوزيد وغيرهم وهتفنا بمكبرات الصوت: (لا للتدخل العسكرى لا للحكم العسكرى).

أذكر تلك اللحظات التاريخية المجيدة كأنها أمامى اليوم، حين ألقى الخاتم خطبة عصماء مطالبا القوات المسلحة بالإنسحاب، وبعدها قام بشجاعة وإستبسال بالتفاوض مع القادة العسكرين وشارك معه حينها أحمد عثمان سراج وآخرون حتى تم إنسحاب الدبابات من الجامعة.

وأصدقكم القول اننى كلما أرى ماعرف اليوم فى العالم باشهر صورة فى القرن – صورة شاب من الصين أمام الدبابة – أتذكر أننا قمنا بذلك فى تلك اللحظات العصيبة وبصورة اشد حدة وبلا خوف ولا وجل، لكن يبدو أننا لم نكن نملك غير ذاكرتنا لنبقى تلك الملحمة حية.

أتذكر بوضوح أن تهديد القادة العسكريين كان جادا بضرب الجامعة بمن فيها، وهنالك تفاصيل كثيرة تحضرنى من بينها أن بعض اساتذة الجامعة شارك معنا بالقول للضباط أن إطلاق اى قذيفة قد لايشعل الجامعة وحدها بل العاصمة بأكملها لأن المعامل فى كلية العلوم التى توجهت نحوها فوهات المدافع كانت تمتلىء بالمواد شديدة الإشتعال والتفجر.

بحق كانت تجربة ذات مدلولات مهمة وعظيمة...ترى مالذى يمنع كل هؤلاء الأبطال من القادة الطلابيين والشباب وقتها - على الرغم من الفروقات - من أن يجتمعوا اليوم على برنامج مشترك يكمل ماكنا قد بدأناه فى سبيل أن يبقى السودان بدلا من ان يتلاشى.



وهكذا فقد خبرت الخاتم عدلان عدواً لدوداً للأنا، وصديقاً مخلصاً وفياً لل "نحن". لم يسع لمكتسب ذاتي، ولم يحرص على تحقيق مغنم خاص، رغم حاجته الملحة، الماسة، الى ذلك أحياناً.. لم تغره الدنيا بحساباتها المادية... . ولكنه اليوم عاد ثرياً، وبثروة كبيرة، من الناحية الوطنية والنضالية والإنسانية والأخلاقية...

وله أقول لاتخش شيئا من هؤلاء الذين "يجدعونك بالحجار" فمكانك فى المقدمة، لم يكن منة من أحد، إذ نلت مانلته بقدراتك الحقيقية وبشوكتك النضالية، وبلادنا فى وقت الظلمة تحتاج لمن يعينها على التشوف والإبصار.

ولنا عودة





حسين إسماعيل أمين نابرى

الجمعية السودانية لحقوق الإنسان

باريس فرنسا


Post: #120
Title: Re: العزيزة رودا والعزيز دينق،، عيد سعيد..
Author: Abdel Aati
Date: 12-28-2003, 08:56 PM
Parent: #119

الاخ حسين نابري
تحية طيبة

كتبت
-----------
ومن منا لايذكر 11 مارس عندما تقدمت الدبابات وأحاطت بالجامعة وبخاصة عبر شارع الجامعة موجهة فوهاتها نحو الطلاب العزل بداخلها. فى ذلك الوقت قررنا الخروج من داخل الجامعة المحاصرة ووقفنا فى شارع الجامعة جوار الدبابات وأمام قادتها الرائد ابوالقاسم أحمد أبراهيم وخالد حسن عباس ومامون عوض أبوزيد وغيرهم وهتفنا بمكبرات الصوت: (لا للتدخل العسكرى لا للحكم العسكرى).

أذكر تلك اللحظات التاريخية المجيدة كأنها أمامى اليوم، حين ألقى الخاتم خطبة عصماء مطالبا القوات المسلحة بالإنسحاب، وبعدها قام بشجاعة وإستبسال بالتفاوض مع القادة العسكرين وشارك معه حينها أحمد عثمان سراج وآخرون حتى تم إنسحاب الدبابات من الجامعة.
-------------

هذه شهادة مهمة للاجيال ؛ حيث انه من ضمن الاكاذيب التي روجها الاسلاميون عن الخاتم ؛ ولا يزالوا يروجوها؛
انه كان مع اطلاق النار علي الجامعة ؛ وانه كان يهتف : اضرب اضرب يا ابوالقاسم !!

من يعرف الخاتم عدلان؛ يعرف كذب هذه الفرية ؛ ولو لم يقرأ شهادتك !!

استغرب فيمن كانوا حاضرين وقتها؛ لماذا لا يظهروا الحقيقة مثلك
؛ ولماذا يكتموا الشهادة ؛
ويؤثموا قلوبهم ؟؟

عادل

Post: #121
Title: Re: العزيزة رودا والعزيز دينق،، عيد سعيد..
Author: Bushra Elfadil
Date: 12-29-2003, 10:03 AM
Parent: #120

الأخ عادل
الرجاء التخفيف من حدة نبرتك والنأي عن إطلاق الاحكام .. إنتهازية معلنة ..إنهزامية .. فهذا لا يؤدي .
الحركة الشعبية قامت على رصيد حركات أخرى الانيانيا وغيرها أنت ادرى بتاريخها .فضلاً عن أن عامل رفع السلاح أضاف بعداً جديداً للحركة وهي بعد لم تختبر في الساحة السياسية من حيث التزامها بالديمقراطية وأعتقد انها ستتعلم من الحركة السياسية في الشمال وتحتاج ايضاً لعامل الزمن . أنت بصدد تكوين حزب سياسي جديد وقد قدمت لك بعض الملاحظات عن صعوبة تكوين حزب جديد . تجدني أوافق على راي الاستاذ نقد القائل بضرورةالعمق التاريخي للأحزاب . عبر الوعي السياسي السوداني عن نفسه بالكامل منذ مؤتمر الخريجين وهو كان اشبه بالفلسفة الإغريقية بالنسبة لسائر إتجاهات الرأي السياسية لكافة العلوم إذ خرجت الأحزاب جميعها من رحمه تقريباً كما خرجت العلوم من الفلسفة المشار إليها.
نقدي للشيوعية كنهاية للتاريخ جاء منذ ابتعاثي للدراسة بالإتحاد السوفيتي. قبلها كنت أقول إذا انتصر الشيوعيون في العالم كله وتحققت الشيوعية بالمعنى الحرفي لذلك التحقق فما سيحصل هل سيصفق المجتمع الدولي كله كما في قاعة مسرح ؟ النوع اYساني لديه مكره الذي يتحقق على مستويات عدة وبأصوات عدة فعلى صعيد التطور البايولوجي يمكن لطفرة حدثت بوادرها منذ الآن أن تجعل في العلبة المخية للإنسان مخين وثلاثة أمخاخ حدثت طفرة فعلاً حالياً لأنثى بثلاثة امخاخ وبالطبع لا يجب ان تمضي هذه المناقشة في الفانتازيا لكننا بالقطع سنكون كلنا مجرد ِapes وعلى الصعيد التقني والمعرفي فحدث. الفيزياء الحديثة تقول أنه ربما تكون أبعاد الكون عشرة كما أن فكرة الوجود والعدم اصبحت ملتبسة وخرجت الفيزياء من المعامل واصبحت تتعامل مع مادة أشبه بالغفتراضية غذ لا تراها الوسائط التقنية المتوفرة حالياً . نحن مالنا ومال المواكبة حسبنا البناء الغليظ للسودان القديم ذاته.
دعني أقفز عن هذه الفكرة
هالني فور وصولي في نهاية السبعينات أن أجد الحزب الشيوعيالسوفيتي لا يختلف كثيراً عن الغتحاد الإشتراكي وقلت لزملائي أنه يعتبر جريمة إن لم ننقل لزملائنا وأهلنا في السودان فداحة أخطاء وممارسات السوفيت. عندما نقلت من ليننغراد إلى موسكو نقلت معي ملاحظة تقول الزميل ينتقد الغتحاد السوفيتي. مساهمتي في العمل العام كانت دائماً باللو تون حيث كنت اهجس بالكتابة الإبداعية واعاظل الكلمات الجديدة في الشوارع والمنتديات ولا أهتم بالواجبات الحزبية مما يجب . واعترف لابد من التفرغ لواحدة من المهام. لم تفهم عني فكرة جماعات الضغط ام هي جماعة واحدة . لكن اتصور أنها آلية كما الحزب تماماً بل هي اسرع حيث ان الغقناع بالبرامج أسرع من الإقناع بالبرامج مع التنظيم مع الوقت والجهد والمال. وفي آلية جماعة الضغط سيكون هناك حفنة قليلة من المحترفين السياسيين ممن نثق بغيريتهم . وممن يتم التحقق الدقيق بما فيه الفاكتور السايكولوجي من تجردهم . هؤلاء يمكن دفع رواتب مجزية لهم للتفرغ المحترف لتجميع الكتلة حول برنامج الضغط. سبق لي ان قلت أن جميع برامج التنمية والخدمات في السودان لم يتم بناؤها وإن بلداً بهذه الغلظة من حيث تدني البنيات تصبح بنود برامج أحزابه متشابهة لحد بعيد وخذ عندك ما تطرحه الأحزاب السودانية وخذ عندك مؤتمر القضايا المصيرية. لا يغيب عني حنقك من الأحزاب الطائفية لكن هذه الاحزاب موجودة في الساحة ويتم التعامل معها ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل هزيمتها بواسطة تكوين أحزاب موازية . انا لا احبطك ولا أنهزم وما اسهل إن كنت من أنصار هذه الأحزاب الغنضمام إليها . كان يمكنني ان استغل انني ود أنصار وان جدي في شمال السودان كان قد ذهب وحارب مع عبدالرحمن النجومي فانضم لحزب الامة اليس هذا أقصر الطرق لتحقيق ما تشير ما تشير إليه عني. حسبك يا عادل ما وجهنه من نقد للاستاذه رباح في البوست البوست الذي اتهمتني فيه بمحاباتها ومحاباة حزبها . لقد قلت لرباح ان السيد الصادق المهدي Is a Jack of all trades فهو إمام ورئيس حزب ورئيس وزراء ورئيس عائلة ومفكر ومناقش لمختلف الفعاليات الفكرية والثقافية ولا أنكر قدرات الرجل واختلف مع الأستاذ الخاتم في تقييمه للرجل كما اختلف مع تقييمك ياعادل لكن زعيماً بهذه الكيفية فاين يجد الوقت للبت في قضايا ومهام الإنتفاضة الشائكة حين كان يحكم . إن اربعة وعشرين ساعة من إتخاذ القرارات المتصلة التي لا تعرف الكلل في سرعة تواترها ليست كفيلة برد عجلة واحدة من شاحنة البلاد التي أوشكت ان تتدحرج وقتها في مايو من أعلى الجبل . أما الآن فإن تلك الشاحنة متجهة نحو الهاوية وأتمنى أن تجد مهداً رملياً قبل سقوطها أو بالوناً هائلاً في الطريق إليها. ودع عنك صوري هذي لكن العناصر الشابة داخل أحزابنا وهم كثيرون داومنهم كثيرون أيضاً داخل هذا البورد مثلك يسعون نحو الشفافية وحب الوطن وبسعون لتصحيح الاخطاء من الداخل فهل نبارك مسعهم هذا أم ننسفه نسفاً كما فعلت حين قلت بعض الكلمات الملتهبات بحق رباح الصادق فأصابتها هاء السكت عن التعاطي مع عبدالعاطي والبورد .

Post: #122
Title: حزب جديد ام مجموعة ضغط داعمة للطائفيين
Author: Abdel Aati
Date: 12-29-2003, 04:26 PM
Parent: #121

العزيز بشري

احترم انا كل انسان ؛ واحاول وسعي الا القي القول علي عواهنه ؛ ولكني بالمقابل لا املك الا ان اصف الاشياء باسمائها ؛ وانت تقول : " لكن هذه الاحزاب موجودة في الساحة ويتم التعامل معها ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل هزيمتها بواسطة تكوين أحزاب موازية" ؛ فماذا يمكن ان نسمي هذا لو لم يكن انهزامية ؛ كما ماذا نسمي الدعوة لدعم احزاب وقيادات اثبتت المرة تلو الاخري عدم الحرص علي قضية المواطن السوداني؛ وفشلها ؛ وانشغالها بمصالحها ؛ لمجرد ان ذلك اسهل ؛ وانها الاقرب للفوز؛ سوي انتهازية معلنة ؟

لا استغرب ان تؤيد راي محمد ابراهيم نقد ؛ فالرجل هو احد قادة الانهزامية السياسية في السودان بلا منازع ؛وهو قد حطم مشروعا سياسيا كاملا ؛ غض النظر عن راينا في هذا المشرزع ؛ وهو في بحثه عما ينقذ بقايا سلطنه وتحالفاته ؛ ياتي بتخريجات لا يدعمها منطق ولا علم ولا وقائع تاريخية ؛ حول ان تكوين الاحزاب السودانية قد انتهي مع فترة الاربعينات ؛ وهو راي لا يتفق مع معطيات الواقع ؛ او مع النظرية الماركسية نفسها التي يدعي نقد الانتماء اليها ؛ وكل ذلك لحراسة وضع شائه ومشوه ؛ واحزاب عقيمة ومآزومة ؛ جعل قادة الحزب الشيوعي من نفسهم منظرين لها ؛ وموظفي علاقات عامة لتسويقها

حديثك عن الحركة الشعبية لا ينفي واقع انها تكوين سياسي جديد ؛ متفرد عن الانيانيا وغير الانيانيا؛ وانها حينما قامت كانت هناك ايضا ازمة سياسية مثل التي نعيشها الان ؛ كما اننا في دعوتنا لتكوين حزب ديمقراطي راسخ ؛ نعتمد ايضا علي تجارب سبقتنا؛ ولا نبني علي فراغ ؛ وكل هذا وغيره ؛ ينفي نظريتك حول عدم ضرورة وعدم امكانية بل واستحالة تكوين احزاب جديدة يمكن ان تدخل الساحة السياسية وتغيرها ايجابيا وبفعالية وتطرح ممارسة سياسية جديدة في مجالي البرامج والتنفيذ

نقدك للشيوعية وتجربة الستالينية مفهوم لي ؛ وهو شي طبيعي لكل من عاش في تلك البلدان وراي التسلط والدكتاتورية الخانقة فيها؛ لكني لا اري لك نقدا للاحزاب التسلطية الاسرية الديناصورية التي تجثم علي شعبنا السوداني؛ والتي لا تقل في خطرها وتسلطها عن الحزب السوفيتي؛ ولها في التاريخ السوداني مسؤولية اساسية عما نحن فيه من حال؛ بل انك تدعو الي تاييدها ودعمها والتصويت لها ؛ وترقض رفضا شديدا؛ ليس ان تشارك في عمل ينهض لمناهضتها فحسب؛ بل ان يقوم بهذا العمل آخرون ..

مجموعة الضغط التي تشير اليها ؛ والتي تريد لها الان ان توظف سياسين محترفين ؛ وتطرح عددا من الاليات لتنظيمها ؛ تقترب في فكرتها من الحزب السياسي الذي ندعو له ؛ ولا اعلن سرا اذا قلت لك اننا ايضا نتبني بعض هذه الاليات التي تطرحها؛ ولكن فوق التشابة الظاهري فان بينهما اختلاف جوهري وحاسم وخطير؛ حيث تريد انت ان تضعها في خدمة الاحزاب الطائفية ولمصلحتها ولدعمها؛ بينما نريد نحن اقامة تكوين سياسي حديث؛ يعمل بالاصالة لا بالوكالة ؛ وينحمل مسؤولية قراراته والتزاماته وبرامجه؛ امام جمهور الناخبين ؛ ولا يضع نفسه خادما لاحزاب تسببت في الازمة وتتعيش عليها

حديثك عن كون البرامج متشابهة غير صحيح ؛ وقد رد عليك الاستاذ الخاتم في هذه النقطة ردا اعتقد ان لا اضافة لي عليه ؛ وقد اتيت هنا بمقررات مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ؛ والذي هو مثال صارخ للاستهبال السياسي من قبل القوي الطائفية ؛ فقد وقع الاتحادي والامة علي ما لا يؤمنان به ؛ وذلك استنادا علي ارثهم الطويل في الانتهازية ؛ وتمهيدا للتنصل عن ما خطوه بايديهم ؛ التزاما مع تراثهم الاطول في التنكر للعهود والحنث بالوعد وعدم احترام الموقف او الكلمة ؛ فهم تجار في النهاية ؛ والدليل علي ما نقول هو اتفاق جدة الذي وقعه من وضعتموه يا قوي اليسار رئيسا للتجمع؛ والذي هو في نفس الوقت زعيم الاتحادي الديمقراطي؛ احد الاحزاب التي تنوي دعمها ؛ او تدعمها بالفعل ؛ وانت بلا شك تعرف انتهاك اتفاق جدة لكل مقررات اسمرا وللبرامج التي لا تسوي عند الطائفيين قيمة الورق الذي كتبت عليه

اما حديثك عن الانضمام لاحد هذه الاحزاب؛ وحزب الامة تحديدا؛ فلتنضم لها ؛ ولن اكون مندهشا لذلك ؛ بل ستكون هذه النتيجة الطبيعية لما تكتبه هنا . ولكنك حتي اذا لم تنضم ؛ وربما لواقع انك لم تنضم ؛ ولتاريخك وابداعك الخ الخ ؛ فانك تخدمها الان باكثر مما يمكن ان تخدمها لو كنت في صفوفها ؛ اذ انت تلمعها وتسوقها ؛ وتحبط مناهضيها ؛ وتتبني طروحاتها ؛ وتزعم انها احزاب ديمقراطية حريصة علي مصالح المواطن ؛ في حين ان العكس هو الصحيح .. وانت بلا شك تعرف خطر وقيمة هذا التسويق عندما ياتي من شخص مثلك ؛ وهذه الاحزاب تعرفه ؛ ونحن نعرفه .. ولكن الامر امر خيارات؛ ويبدو لي تماما انك قد اخترت اين تقف؛ ولو لم تنضم رسميا حتي الان .

اما الصادق المهدي؛ اكبر فاشل سياسي في مجال المشاكل الحيوية ؛ واكبر ناجح سياسي في مجال الانتهازية والنخاسة السياسية ؛ والحنث بالوعد ؛ والتدجيل علي الخلق؛ والتامر علي الشعب والحلفاء ؛ والانكسار للظلمة ؛ والذي اعمته شهوة السلطة ؛ وافقده البصر لمعان الصولجان؛ فانه ليس فيه من نفع ؛ ولو نفخت انت وكمال الجزولي ؛ وغيركم من المثقفين فيه ؛ ولو بذلتم كل طاقاتكم وجهودكم ؛ واستخدمتوا كل مواهبكم وتجاربكم وتكنيكاتكم ؛ فانكم لن تجعلوا من هذا القزم عملاقا؛ ولن تصنعوا من الفسيخ شربات؛ ولن تحولونا قيد شعرة عن راينا المعلن فيه ؛ والذي خلقه ببمارساته وتاريخه ؛ ولا عن راينا فيمن كل من يشبهه من قادة الاحزاب التسبطية الاخري؛ او من يدعمهم من المثقفين

اما بنته رباح الصادق المهدي؛ عضو المكتب السياسي لحزب الامة -بالتعيين- ؛ هذه الاوزة العوامة تماما كابيها ؛ فهي لا تعرف شيئا عن الشفافية وحب الوطن ؛ بل هي تحب اباها حبا جما؛ وتحب اسرتها وحزبها لا غير ؛ وما عدا ذلك فكذب وتدليس ونفاق ودجل؛ وما قلته في حقها صدق لم تستطع الرد عليه ؛ وما قالته في حقي كذب لم تستطع اثباته؛ وهي لم تصاب بهاء السكت عن التعاطي معي ومع البورد ؛ وانما اصابتها غين الغرور ؛ وتاء التكبر ؛ وعين العجرفة ؛ وصاد الصلف ؛ والف الانفة ؛ حتي تركت البورد لان شخصا قد قال لها عينك في راسك ؛ ولم تلتفت لمن حنسها واستجداها للعودة ؛ ثم اصابتها من جديد ظاء الظهور ؛ وتاء التنطع ؛ وشين شوفوني؛ وباء بجلوني؛ فعادت الي البورد كان شيئا لم يكن؛ دون ان تكلف نفسها عناء شرح لماذا خرجت ؛ ولماذا رجعت من جديد ...

عادل


Post: #123
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-29-2003, 06:24 PM
Parent: #1

الأخ العزيز خالد عويس:
أشكرك جزيلا لعباراتك المشرقات وقلمك الرشيق، وكنت أتمنى أن أجد من الوقت ما يجعلني أغطي نقاطك الهامة كلها، ولكن عدي التنازلي قد بدأ فلتعذرني أنت وليعذرني الآخرون، في الإبطاء و الإبتسار. ولكني ما أزال على وعدي بالتعليق على كل ما يكتب، طالبا من المساهمات والمساهمين أن يقدرن و بقدروا ظروفي حين أبطئ عليهم. وسأورد هنا نقاطا عجلى، غالبا ما لأ استطيع أن أتوفر عليها بالمراجعة، فمعذرة على ردي على خلاصاتك المرققة بمادة خام خالية من التزويق.
ذكرت أن بعض الأساليب التي تلجأ إليها بعض القوى التي تدعي الجدة والحداثة، موغلة في القدم، مما يجعلها شبيهة، من هذه الوجوه، بالقوى التقليدية نفسها. وأضيف أن القوى التقليدية، أو القديمة، تتبنى أساليب يمكن وصفها بالجدة والحداثة والمعاصرة، مما يجعلها شبيهة من هذه الوجوه بهذه القوى الجديدة. هذا يمكن أن يوحي للناظر أن القوى كلها واحدة، وأن الألفاظ لا تعني شيئا كثيرا، أو لا تشير إلى تمايز موضوعي، وإنما هو مدح وهجاء على طريقة شعراء القبائل والطوائف و على طريقة مناهج ألإنتصار لأخيك ظالما أو مظلوما.
ولكني أعتقد أن هذا وجه واحد من وجوه الحقيقة. واعتقد أن القوى التقليدية عندما تتبنى الأساليب الحديثة، فإنما تفعل ذلك في إطار من المحافظة على قاعدتها التقليدية وفي إطار من تجويد تضليلها للناس البسطاء، الذين تبذل قصارى جهدها لحبسهم ومحاصرتهم في قبو الماضى وفي غياهب التاريخ وفي جوف الغياب الكبير عن صناعة المصير والتحكم في الاقدار. هذا هو الخلل الأساسي، المثير للحنق والضغينة، من زعماء نالوا أعظم الشهادات ودرسوا في أرقى الجامعات، وأتقنوا ما يقوله فلاسفة النهضة وا لتنوير والتقدم والحداثة، ولكنهم يعودون إلى بلادهم، ليواصلوا إبقاء الجماهير في جهلها وذهولها وتخلفها، لأن ذلك يخدم مصالحهم ويؤبد نفوذهم و سلطاتهم ويفتح لهم كنوز الدنيا، ويعطيهم صولجان السلطان، ويؤكد لهم ما يوحيه الغرور والصلف من أنهم خلقوا من طينة أخرى غير تلك التي خلق منها الآخرون. يتحدثون عن الديمقراطية ويحسمون القضايا المصيرية عن طريق " الإستخارة"، ويتحدثون عن التجديد ويولون أبناءهم وأبناء أبنائهم وأبناء هؤلاء من بعدهم، ليحوزوا المجد من أقطاره جميعا. يحاربون الطائفية عندما تقف عقبة في طريق صعودهم الصاروخي، ويحتضنونها ويصبحون أئمة لها عندما تكون إمامتها هي الطريق إلى العودة من جديد، إلى ملك أضاعوه المرة تلو المرة تلو المرة. ولم يفعلوا به شيئا حينما تولوأ أمره وتربعوا على سدته، غير خدمة الأسرة والمحاسيب والأصهار ولا أقول الطائفة، فالخدمات لا تذهب إلى الطائفة لأن الخدمات، من مستشفيات ومدارس وطرق وكتب وكهرباء وماء ، تولد الوعي الذي يخترف الإنتماء الطائفي ويبدده في الهواء.
أقول أن القوى التقليدية تتمسك بالبنى الإجتماعية والسياسية و الدينية والثقافية القديمة لان في هذا شريان حياتها وحبلها السري. أي أنها تمارس ما تمارس من أساليب من قمة وعيها بعلاقات القوة ( بل اقول علاقات الضعف: ضعف الآخر) التي تحفظ لها نفوذها، ومن قمة نضوجها كقوى قديمة تعلم أنها مهددة بالزوال، ولا مجال لديها للأخطاء أو المغامرات.
اما القوى الجديدة فإن بعض أقسامها تتبنى الاساليب القديمة، ليس لأن مصالحها، ولنقل مصالحها النهائية حتى نترك مجالا لقصر النظر والأحلام الصغيرة، تملي عليها ذلك، بل لأنها لم تنضج بعد، ولم تخرج بعد من مجال الوعي الذي ضربته حولها القوى التقليدية من خلال رضاعة ممتدة عبر الحقب. الأساليب القديمة هي ماضي القوى الجديدة الذي لم تتخطاه بعد، وهي علامات ميلادها في واقع مأزوم وفسل. بينما الاساليب الحديثة هي الشراك التي تنصبها القوى القديمة لمحاصرة الوعي وإشاعة الغباش والتشويش واختلاط الحابل بالنابل، وأهو كلنا خريجين جامعات، وأهو كلنا حملة لدرجات الدكتوراة، واهو كلنا ندخن الغلايين وأهو كلنا نرتدي الملابس الأفرنجية. بل إننا نتفوق عليكم في كل ذلك يا دعاة الحداتة وتعالوا نتحاكم أمام بيوت الأزياء، ونعرض ما نملك من السيارات والمكاتب والبيوت . ونحن نقر بهذا ما دمنا نتحدث عن المظاهر. ولكننا لا نكتفي به بل ننفذ دائما إلى جوهر الأشياء. وجوهر الأشياء هو أن حداثة الزعماء هي الوجه الآخر لتخلف بلادنا وأمراضها وأوبئتها وخرافاتها. هذا الكشف الواضح لأقنعة الوجاهة و البحبوحة، وإظهار رابطتهما السيامية بالحرمان والإملاق والمرض، هو الطريق الوحيد لتحطيم الكاريزمات القائمة على الخداع والدجل، وعلى إعلاء البيولوجيا على السوسيولوجيا والسيكولوجيا، وعلى محاصرة التميز الفردي والصعود العصامي لأبناء الشعب وبناته.
هل المجموعات العاملة على إصلاح الأحزاب التقليدية قادرة فعلا على تحدي الكاريزمات والتصدي لها؟ أي هل هي قادرة على خوض معركتها على مستوى القمة الحزبية؟ أم أنها ستقول أن الزعيم هو عبقري آخر الزمان و أن المشكلة فيمن حوله فقط؟ وقد قيل ذلك من قبل، ويقال اليوم وسيقال غدا؟ وسيجصر الصراع كله في كبش فداء لا تغير التضحية به كثيرا أو قليلا ,وإنما تضاف إلى ترسانة التضليل وسدف التغبيش والدخان.
هذا هو السؤال. وهذه هي القضية. وإذا كانت ثمة مجموعات يمكن أن تخوض المعارك على هذا المستوى، فهل هي مستعدة للتنسيق مع كل قوى التغيير خارج أحزابها، ومع أحتفاظها باحزابها والعمل بداخلها؟ هذا سؤال آخر.
ونحن لا نملك الإجابات، لأننا لا نتكلم نيابة عن أحد. نحن فقط نبدي استعدادنا للعمل المشترك إذا كان الآخرون لديهم الإستعداد، وإذا كانوا سيحتفظون بمواقعهم داخل أحزابهم، بعد أعلانهم مثل هذه الآراء والمواقف.
ونواصل

Post: #124
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-29-2003, 10:08 PM
Parent: #1


أواصل مع نقاط وتساؤلات الأخ العزيز خالد عويس:
وأسأل بغرض المعرفة وليس الإحراج أو المحاصرة:
هل المجموعات العاملة لإصلاح الأحزاب من داخلها، مستعدة للدعوة لفصل الطائفة عن الحزب؟ وفصل الزعامة الحزبية عن الزعامة الطائفية؟ أطرح هذا التساؤل لأنه جوهري في نظري. خاصة في ظل ما كتبته مرارا من أن الأحزاب التقليدية، عندما تحتل الطائفة مكان العقل والقلب، منها لا يمكن أصلاحها، بل هي الجديرة و القادرة على " إصلاح " المصلحين. وشرحت ذلك بمالا يحتمل التكرار هنا. فإذا كان هذا الواقع، اي وضع الطائفة في قلب الحزب، قادرا على هزيمة كل إصلاح، فإن من العبث أن نظل نصارع الهايدرا ذات الرؤوس السبع ونحن غير قادرين على قطع راس واحد. على الإجابة على هذا السؤال يتوقف الكثير.
وأتساءل ثانيا: هل يمكن لدعاة الإصلاح أن يرفعوا بوضوح راية مقررات أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995، وقرارات نيروبي عام 1993، وينادوا بصياغة برامج الحزب ولوئحة حتى تنسجم مع تلك المقررات وخاصة ما تعلق منها بعدم قيام الأحزاب على اسس دينية، وعدم الدعوة إلى قيام دولة ثيوقراطية مهما كان شكلها؟
هل المصلحون داخل حزب الأمة مستعدون لمواجهة الزعامة الطائفية وتفنيد ما ترفعه من حجج للجمع بين الزعامتين والإمامتين؟ مثل قول السيد الصادق المهدي أنه إذا لم يصر إماما فإن الطائفة سوف يستولي عليها متخلفون يوجهونها وجهة ضارة؟ هل يمكن أن يقولوا له أنك لست وحدك المستنير في كل الطائفة؟ وهل يمكن أن يخيروه بين هذا وذاك؟ أم أنه يخشى أن يستولي على حزب الأمة متخلفون ومهووسون إذا تخلى هو عن رئاسته؟ وهل هناك احتكار للرشد أكثر من هذا ؟
هل للمصلحين برنامج معروف يلتف حوله الناس من أمثالهم، ويصبح منبرا داخل الحزب، له مواقفه حول مختلف القضايا؟
أذكر هذه الأشياء لأنا لم نعد نرضى بالأحاديث المعممة عن الإصلاح، ولم نعد نكتف بالهمهمات الغامضة التي لا تعني شيئا في واقع الأمر. وقد رأينا المصلحين يدجنوا حتى عندما لا يصلون إلى مرحلة تحدي الزعيم. هذه هي الأسئلة التي يمكن أن تفتح الكوى للتعاون حول قضايا محددة، ولا شك أنها ستكون مفيدة تماما للجو السياسي العام، ولمهام التغيير السياسي في السودان. فنحن لسنا دعاة إقصاء ولا نستطيع ولا نرغب، في الإستيلاء على الساحة السياسة بتغييب غيرنا. ولكنانذكر المتحدثين عن الإصلاح، بمتطلبات الإصلاح ومستحقاته، لأنها غليظة وفادحة ومحفوفة بالمخاطر. وليكن الحوار مفتوحا وصريحا.
وثمة مسألة منهجية أود أن أوردها هنا، وهي أن الجوانب السلبية في الإصلاح التي أوردتها هنا لا أنسبها لخالد عويس، مطلقا، وإنما ذكرتها لأنها تطرح نفسها عندما تطرح قضية الإصلاح الحزبي. وأنا للأسف الشديد لا أعرف بالضبط موقعك يا خالد من قضية الإصلاح، بل لأ اعرف على وجه التحديد ما إذا كنت حزب أمة أم لم تكن. فهو مجرد شعور. ولك أن توضح لي كل ذلك حتى يكون الحوار أكثر تحديدا. بل إن لغتك وأفكارك تغريني بالظن أنك لا تختلف عني في مقاربتك للأشياء، وهذا فيمااطلعت عليه من مساهمات. وأختم بأنني حريض على مواصلة الحوار.
لك كل الود وأتمنى لك كل النجاح في موقعك الجديد، حيثما يكون، فانت بذلك جدير.

Post: #125
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-29-2003, 10:19 PM
Parent: #1

font size=4>>
شكرا تماضر،
أعرف أنك لن تغتري، فأنت مشغولة عن الغرور، وهو المظهر الخواء، بالإبداع والخلق، وهو الجوهر الملاء.
دمت

Post: #126
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-29-2003, 10:24 PM
Parent: #1


شكرا جزيلا يمنى،
وأرجو أن تستمتعي بعطلتك القصيرة خارج المدينة. وعندما تعودين سنتمكن من الحديث. كانت مكالمة الأخت هادية هدية جميلة لنا في اجتماعنا ذاك. لكما الود، وكل التهاني بحلول هذا العام الجديد.

Post: #127
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-29-2003, 10:32 PM
Parent: #1


أسامة،
بدلا من انتظار ما بعد حق، لماذا لا تساهم في خلقة منذ الآن، فيحمل شيئا من مزاجك وملامحك وياسمينك؟
لك الود، ولا تقطع الخيط الذي التقط.

Post: #128
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-29-2003, 10:43 PM
Parent: #1

أجزل الشكر يا راوية:
وأنا ايضا أذكر تلك الايام باعزاز خاص، واذكر ضيافتكم الكريمة في منزلكم الرحب. أرجو أن تتيح الأيام لقاءات جديدة ولحظات مشابهة. وكل سنة وأنت طيبة. وتسلمي.

Post: #129
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-30-2003, 10:50 AM
Parent: #1


أخي العزيز عدلان عبد العزيز،
شكرا لك على تعليقك حول ما أوردته من نقد وتفسير لموقف الحزب الشيوعي من عضوية حق في التجمع الوطني الديمقراطي. وقد حل التعاطف محل الشعور بالحيرة والحزن والأسى، الذي انتابني بمجرد قراءتي لتعليقك،لاني انتبهت لمدى الشطط والرهق الذي يتكلفه أعضاء الحزب الشيوعي حاليا، في الدفاع عن مواقف لا يمكن الدفاع عنها، إلا بالباطل والمنطق المتهافت. ولم يرحني مطلقا أنك طرحت أمامي نصا يستجدي الدحض إستجداء،ويفتح مداخله كلها للتفنيد. ونسبة لأني أعرفك وأعزك فإنني لن أحكم عليك بهذا النص.
تقول أن حديثي عن تواطؤ بين الميرغني والحزب الشيوعي لا يسنده منطق أو أستنتاج ( والإستنتاج أحد أدوات المنطق ) أو وقائع. ولكنك تتجاهل كل ذلك فيما أوردت أنا من حجاج. قلت أن الميرغني وعدنا في لندن بالدخول وغير رايه بعد ذلك مع تقديم الصادق المهدي لمقترحاته حول " التاسك فورس "، وأبنت أن الحزب الشيوعي والميرغني، ضمن آخرين، وقفوا ضد تلك المقترحات. قلت أن الميرغني رفض رفع الحرج عن الحزب الشيوعي بعرض الطلب في كل مرة اجتمع فيها التجمع، مع أننا طلبنا منه ذلك، وأنه رفض توصية إجماعية من لجنة كونهاهو شخصيا، خارقا لكل تقاليد اللجان، والهيئات. كما ذكرت وقائع محددة، ليس بإمكانك أنت، أو غيرك تجاهلها: وهي أن الشفيع خضر سعيد، رفض عرض الطلب على هيئة القيادة وأرسل لنا ردا بالرفض موقعا باسمه، وهو بحوزتنا، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل ذلك أو ينفيه. ونحن نقول ذلك من موقع التحدي. وقد قلنا تعليقا على ذلك أن الدكتور الشفيع، والمكتب التنفيذي الذي جره معه، ارتكب خرقا دستوريا، لأن النظر في الطلبات من اختصاص هيئة القيادة وحدها دون سواها، وأنه اتخذ لنفسه صلاحيات لا يملكها هو ولا يملكها مكتب التنظيم الذي كان يرأسه كما لم يكن يملكها المكتب التنفيذي الذي كتب لنا الخطاب باسمه. هذه واقعة، صلبة، مثبتة، وليس من حقك الحديث عن غياب الوقائع ما دامت موجودة. واقعة أخرى اعترفت بها أنت شخصيا،وهي قول التجاني أن حق لو دخلت من هذا الباب لخرج الحزب الشيوعي من الباب المقابل، وقلت أن التجاني أخطأ في ذلك. فلماذا تورد الواقعة وتخطئها، ثم تتجاهلها في استنتاجاتك؟ وقد جاء في نصك تحديدا، مايلي:
" أن يصرح التجاني" حق إذا دخلت من هذا الباب، فإن الحزب الشيوعي سيخرج من الباب المقابل، لهو موقف خاطئ."
والتجاني في ذلك الموقف، وفي كل المواقف التي يعبر عنها داخل هيئات التجمع، يمثل الحزب الشيوعي، وعندما يصرح التجاني بتلك العبارة، ويأتي ذلك القول، فإنما يعبر عن الحزب الشيوعي وليس عن شخصه الكريم. واستشهدنا كذلك بما قاله رئيس التجمع الوطني من أنه يسعى " لتليين " موقف الشيوعيين. وقلنا تحديدا أن الإتفاق الذي توصل إليه ممثلو الحزب الشيوعي مع الميرغني نقل إلينا من شخص كان حاضرا وليس مشاركا. كما قلنا أخيرا أن الدليل أننا لم ندخل التجمع، ولم يصدر عن الحزب الشيوعي أي تأييد لدخولنا. ماذا تريدنا أن نقول بعد ذلك؟ ما هي الوقائع التي تطالب بها. هل نخرج لك وثيقة من دار الوثائق المركزية تثبت ذلك؟ وهل يودع المتآمرون الصغار من شاكلة مولانا وممثلي الحزب الشيوعي وثائق مؤامراتهم الصغيرة في دار الوثائق المركزية؟
قلت أن الحزب الشيوعي لا يخوض لحق معاركها. ونحن نوافقك على ذلك تماما، فليخض الحزب الشيوعي معاركه هو أولا حتى يخوض معارك الآخرين. ولكن المسالة وردت في إطار إثبات الحزب الشيوعي لبراءته في خرق فاضح للديمقراطية التي يدعي حرصه عليها. وإثبات البراءة لا يترتب عليه خوض معارك حق، بل تترتب عليه براءته هو من تهمة ركبته بصورة لا فكاك منها ولا مهرب. وقد قلنا أننا منذ اواخر عام 1998 صرفنا النظر كليا عن دخول التجمع. ولن ندخله حاليا بالطبع، لأنه مات وشبع موتأولن يتحدث عن بقائه إلا الذاهلون عن الواقع، العاجزون عن القراءة والخائفون من الوقوف وحدهم لا يستظلون بمظلة واسعة من زمهرير العزلة وهوان الملك المضاع. أي ان اعترافه بذلك لا تترتب عليه أية نتائج عملية. وأصدقك القول أننا لا نعلق عليه أية أهمية مهما كانت، ولكنه ورد في سياق الحجاج وفي سياق إنكار الوقائع التي لا يمكن إنكارها وفي سياق الزوغان من تحمل مسؤولية الأفعال.
نحن نوافقك على ما يلي من تعليقك:
" حجب العضوية عن حق أو أي حركة أو حزب عامل لتنفيذ برامج التجمع ومواثيقه لهو أمر خاطيئ، بل يستوجب المحاسبة والنقد"
فما بالك أخي عدلان، تخرج علينا بهذا الإستنكار عندما نحاول المحاسبة والنقد؟ أم هي أقوال خالية من المعاني، ومفتقرة إلى الجدية؟ وإذا كنت ترى جهة أخرى غير التي ذكرناها جديرة بالمحاسبة والنقد فاذكرها لنا ولن نتوانى إذا اقتنعنا بصحة ما تقول، في نقدها ومحاسبتها.
وتعرضت كذلك إلى رأي الحزب الشيوعي في اتفاق الميرغني طه ، وقلت أنه كان رايا ولم يكن بيانا. وشرحت لنا الفرق بين الراي والبيان، وقلت أن الرأي مرحلة سابقة للبيان. وقد أحتاج إلى كل صبري وحكمتي في الرد عليك، وأرجو أن أوفق في ذلك، لأنني أحتاج إلى بعض صبري وحكمتي لأشياء أخرى.
ما يصدره الحزب الشيوعي، أو اي حزب سواه، حول أية قضية من القضايا، مهما كان حجمها وخطرها وأهميتها، يمثل رأيه في تلك القضيية. فالرأي هو ما اعتقده الإنسان وجزم بصحته واهتدى به فيما يأتيه وما يتركه من الأعمال. وما يصح على الإنسان يصح على الأحزاب. و البيانات هي إشهار الرأي، وهي وسيلة واحدة، ضمن وسائل لا يحصيها العد، للإشهار، وللطلوع على الناس بما ترى. ويمكن للرأي أن يعبر عنه ببيان مكتوب، أو ببيان شفاهي، إو إيمائي في حالات الصمم والبكم، ويمكن أن تكون وسيلته الورقة المفردة أو الصحيفة السيارة أو القناة الفضائية أو الإنترنت أو غيرها. بمعنى أن الجوهر هو الراي نفسه والمظهر هو نشره في العالمين وإشهاره في المجال. ولا يتم الرأي عند الأفراد إلا بعد التأمل، الصريح أو الضمني، ولا يحدث عند الهيئات، إلا بعد الحوار والتداول. وكل مواقف الحزب الشيوعي منذ تأسيسه وحتى الآن تعبر عن أراء، وليس عن بيانات. إذ يمكن للآراء كما أسلفنا أن تتخذ وسيلة غير البيان لطرح نفسها على الناس.وهكذا كان رأي الحزب الشيوعي في اتفاقية 1953، وفي الإضراب السياسي العام في الستينات، وفي التأميم والمصادرة وفي إنقلاب مايو، وفي إنقلاب 19 يوليو، وفي اتفاق طه- الميرغني. وليس أفضل من يرد عليك في ذلك سوى الحزب الشيوعي نفسه، وليس في مصدر بعيد، بل في هذا البيان الذي بين أيدينا، والذي جاء فيه:
" منهج الحزب الشيوعي أن يصدر رأيه- خاصة في القضايا الفاصلة- من هيئات وليس من أفراد. ولهذا كان لا بد من دراسة متأنية للإتفاق الإطاري بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي والتشاور حوله مع القيادات الحزبية. وهذا هو الذي أخر إصدار راي الحزب الشيوعي."
أي أن إصدار الراي سبقته دراسة ومشاورات وهو بالتالي يمثل موقف الحزب الشيوعي من الإتفاق المذكور، وقد كانت وسيلة إشهاره على الناس هي هذا البيان الذي صدر، وربما يكون ممثلو الحزب قد لجأوا إلى وسائل أخرى، منها طرح هذا الرأي نفسه داخل التجمع الوطني. وغير ذلك. إذن ما أوردته في تعليقك من أن الرأي مرحلة سابقة للبيان، يعني أن الرأي صدر دون بيان!! أي دون حامل، وهي ظاهرة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها غريبة وملفقة.
مفهوم جدا أن يكون رأي الحزب الشيوعي، قابلا للاخذ والرد، سواء داخل التجمع أو خارجه، وهذا ما فعلناه. ولا يمكن الرد علينا بأن " هذا رأي ساكت " ولذلك لا تنتقدوه. وهي ظاهرة أخرى غريبة ونوع جديد من الدفاع عن المواقف السياسية. وسواء ناقش الحزب الشيوعي رأيه ذاك امام هيئة القيادة، أو لم يناقشه، فإنه لن يورد هناك ما احجم عن إيراده هنا. وهو بالتحديد التالي: لم يتعرض الحزب الشيوعي للخرق الفظ من قبل الميرغني للوائح ومنهج وفلسفة التجمع الوطني الديمقراطي القائم على الوفاق والتشاور التفصيلي والواسع، بابرامه لهذا الإتفاق مع السلطة باسم التجمع ودون إشراكه. بل اعترف البيان ( وهو بيان شاء الناس أم ابوا) بأن الإتفاق لم يكن بين طه والميرغني بل كان بين الحكومة ( وهذا صحيح، لأن طه ممثل لحكومته) وبين التجمع الوطني الديمقراطي ( وهذا ليس صحيحا لأن الميرغني لم يكن يملك مثل هذا التفويض). وكما أبان الأخ عادل عبد العاطي، فإن الحزب الشيوعي قدم تنازله المجاني ذاك، ولكنه لم يقبل منه، لأن المطلوب هو الإذعان الكامل، وإلا فإن الميرغني سيفعل مع ممثلي الحزب الشيوعي مايفعله عادة، وفي مثل هذه الحالات، مع معارضيه حتى من داخل الحزب، دع عنك رفقاء الطريق الغرباء.
ودمت ولك عام وأنت أسرتك بخير

Post: #130
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: خالد عويس
Date: 12-30-2003, 11:57 AM
Parent: #129

الأخ العزيز الخاتم عدلان
تجدني أتفق معك في معظم النقاط التي قدمتها . أؤكد لك بأنني منظم في حزب الأمة منذ 1991م ، وكانت تساؤلاتي ترمي الى استشفاف (على أي الأرضيات يقف خاتم عدلان ؟) بل ومجموعات وأحزاب ونخب سياسية مختلفة همّها الاصلاح والحداثة وان اختلفت المواقع . ما لاحظته أخي الخاتم ، هو أن السياسة السودانية حفلت بصراعات وسجالات لم تكن ذات نفع كبير لأن الهدف الأساس لم يكن (الاصلاح الوطني الشامل ) بقدرما كان بغية الباس موقف (الحزب ) أو حتى الموقف الشخصي لباس الحداثة . اذن ، فرؤيتي تملي علىّ أن أتجاوز مواقف (التنسيق) والتعاون مع قوى أخرى الى صيغة تفاهم ربما تؤسس ضمانات أكبر لمواقفنا الجمعية في مواجهة الردات والانهزامية والتقليدية . يقيني أن الجمع بين الامامة ورئاسة حزب الأمة _ مثلا _ لن يفضي أبدا الى نتائج ملموسة في فصل كيان الأنصار عن حزب الأمة ( وهو من مطلوبات الحداثة والاصلاح ) . كما أن البحث الدائم عن كباش فداء من دون تحديد لمواطن العلل سيختزل الحوار الفكري والصراع من أجل تحقيق واقع حزبي أفضل سيقود الى الدوران في حلقات مفرغة لن نجني منها سوى الريح . آرائي هذي منشورة ومعروفة ، يشاركني فيها عدد كبير من الشباب في حزب الأمة . لست معنيا _ بطبيعة الحال _ بحزب الأمة فحسب ، وانما بكل المشهد السياسي في السودان لسبب أن الأزمة أو مجموع الأزمات السودانية لن تحل من خلال حزب أو فرد . بمقدوري الزعم أن الرؤى المختلفة للاصلاح الحقيقي _ على اختلاف المواقع _ تتلاقى في نقاط كثيرة ، وعناصر التقائها أكثر من عناصر تفريقها . الاختلافات بيننا بهذا الشأن ليست كبيرة ولا تشكذل هاجسا بالنسبة لي . على العكس ، أنا أشعر بامتنان عميق لكل الشخوص والقوى التي يمكن أن تتلاقى معي وترفدني بمرئيات حول الاصلاح . فقط ، ما يمليه المنطق ، هو أن ( الثورات الثقافية ) والاصلاح الذي يراد له التجذر والتعمق والتفكيك الحقيقي يحتاج زمنا وصبرا ، ويتطلب قدرا من الصرامة في كشف العناصر الانتهازية التي يمكن أن (تخطف) الاصلاح من دون هضم كاف لمفاهيمه ومراميه .

Post: #131
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Adlan Abdelaziz
Date: 12-31-2003, 03:12 AM
Parent: #129

عزيزى الخاتم،

لكى لانذهب بعيدا، المحاور التى تدور حولها مناقشتى اثنتان:
أولا، أنت أوردت وقائع حول طلب عضويتكم للتجمع ذكرت فيها أسماء محددة مقرونة بأزمنة وأمكنة محددة، ومعظمها كنت أنت شاهدها وبطلها، وبماأنك قد نشرتها مزيلة باسمك فهذا يعنى أنك تتحمل مسئوليتها ويمكنك مواجهة الاطراف الاخرى بهذه الوقائع.. عدا موضوع واحد لاتنطبق عليه الفقرة أعلاه ولست أنت من شهوده ولاتعرف له زمان.. ولاتاريخ.. ولامكان محدد، وتفترض علينا نحن جمهور القراء شراءه هكذا؟!

لم أتعجل..، سألتك فى أول رسالة:"هل ماذكرته تقرير لحادثة حقيقية يمكنك اثباتها، أم أنه من باب الرأى والاستنتاج؟" وكنت تحديدا أشير الى قولك " وقد نتج ذلك عن صفقة بين الميرغني وممثلي الحزب الشيوعي، بأن يقف الحزب مع الميرغني في تحجيم الصادق المهدي وعدم إعطائه الدور الذي يطالب به في التجمع مقابل قيام الميرغني بقفل أبواب التجمع في وجوهنا"

كررت فى مرتين من ردودك أن هذا النوع من الحوادث لا يوثق له بوثائق تودع فى دار الوثائق المركزية!! حسنا ياصديقى.. من ذا الذى سئلك عن وثائق اثبات؟ ولماذا لم أسألك عن اثبات باقى ما أوردته من حوادث؟ السبب بسيط ومباشر رغم تجنبك وتحاشيك المستمر الاجابة المباشرة، سبب سؤالى أن الواقعة محل التسآؤل، أطلقت هكذا دون شهود، زمان، مكان، الخ. مابالكم؟ فالنؤمن بما قاله الزعيم كما أورده هكذا؟ مازال السؤال معلقا ياصديقى، ومقولتك لا سند لها من المنطق "بكل أدواته" لان تاريخ الحزب وتجربته التى كنتم جزءا منها لاتؤيد مثل ماذهبتم اليه. لم أدعى أن الحزب وممثليه لم يقفوا فى وجه عضويتكم، ولكن ادعاءك أن هذا تم فى اطار "مساومة" لم يكن صحيحا وعجزت أنت عن اثباته واستعضت عن ذلك بشرح كيف أن الاستنتاج هو أحد أدوات المنطق!

ُثانيا، فى الوثيقة التى صدرت عن الحزب الشيوعى واشتملت رأيئه حول اتفاق جدة لم تشير الوثيقة الى موقف نهائى صريح ومباشر من اتفاق جدة، هل مع الاتفاق أم ضده؟ (رغم أن الرفض أشير اليه ضمنيا) وقد حاولت أن أشرح أن الوثيقة عبارة عن رأى يستهدف التداول وصولا لى موقف جماعى موحد لاطراف التجمع، أى أن منهج الوثيقة وهدفها ليس تسجيل موقف منفرد ونهائى فى قضية قد تعصف بالتجمع كأداة نضالية فى مواجهة السلطة وهو مازال يمثل أكبر تجمع للقوى السياسية السودانية رغم كل علله! لم يكن مقصدى أن الرأى لايمكن أن يعبر عنه فى شكل بيان، فمعذرة أن لم أحسن التعبير، م قصدته أن هذا رأى وهو سابق للموقف (وان أشار اليه)، كأن تبدى رأيك فى سلعة ما، ذلك الرأى سيشير الى أنك قد تشترى أو قد يشير الى أنك لن تشترى، أو أنك ستشترى بعد المساومة، فرأيك هنايسبق قرارك، وقد يقنعك البائع أو الاصدقاء بتغيير رأيك! أرجو أن أكون قد أبنت مقصدى.

ملاحظةأخيرة، استخدام ألفاظ وتعابير مثل "أتباعناالقلائل الهبل هؤلاء" أرى أنها غير لائقة وقد تحرف الحوار العقلانى الى مستنقع الخصومة والشتائم الآسن الذى لانشك مطلقا فى قدرات الكثيرين على التعاطى الفعال معه!

كل عام أنت وأسرتك والانسانية بألف خير.

عدلان.

Post: #132
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: zumrawi
Date: 12-31-2003, 03:26 AM
Parent: #1

الاستاذ الخاتم عدلان
انما قصدت ان هنالك افراد تحركهم الجبهة دون معرفتهم
شكرا للاجابة
ولك العتبى حتى ترضى

Post: #133
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: بهاء بكري
Date: 12-31-2003, 02:23 PM
Parent: #1

سلام علي الجميع
اشكر الاستاذ الخاتم علي مجهوداته التي ظل يبذلها منذ الاعلان عن هذا الحوار . واشكر كذلك كل المتداخلين والزوار , حقيقه لقد كان حوارا ممتعا ومفيدا وكانت ادواته الاساسيه الكلمه والفكره من جانب الخاتم والذين حاوروه .
تقريبا الاستاذ الخاتم اجاب علي كل الاسئله , وحديثه يعني الحقيقه من زاويه واحده اي تلك التي يري منها . وحقائف الزوايا الاخري يمكن ابانتهابمداخلات من اخرين كانوا في قلب الاحداث التي تعرض لها خاتم . اتمني ان نتعاون جميعا لاستدراجهم للمشاركه في هذا الحوارالقيم .
اعتقد ان الاستاذ خاتم سوف يغيب عن هذا الحوار كل اجازته وهذه فرصه ليتم التعقيب علي ردوده الغير مقنعه للبعض علي ان نطلب منه التعقيب علي التعقيبات حين عودته واذا سمحت ظروفه وتمكن من المشاركه من السودان يكون احسن .
ايضا هنالك وثائق وردت في ردوده اذا كان ممكن يتم انزالها , ومن جانبي سوف اقوم بانزال مقالات الاستاذ محمد سليمان التي ناقش فيها خلافات الحركه الداخليه وسوف احاول ان اخذ وعد من محمد بالدخول للحوار حول هذه المقالات . لان محمد كان مكلف بملف الداخل من قبل اللجنه التنفيذيه .
اكرر شكري للجميع واتمني ان يكون هذا الحوار تمرينا ديمقراطيا نستفيد منه كلنا

Post: #134
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 12-31-2003, 11:15 PM
Parent: #1

salam aa
dear bahaa
Happy new year
Please check your personal e-mail.
and keep me informed
Yours Amjad

Post: #135
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-31-2003, 11:35 PM
Parent: #1


الأخ العزيز منير سلمان:
كل عام وأنت بخير وأرجو أن تعذرني لأنني تجاوزت أسئلتك دون قصد مني ونسبة لان البوست كان من الأخ امجد فقد اعتقدت مخطئا أنه يتعلق بتنظيم الحوار. وتجاوزته لهذا السبب فأرجو المعذرة.
وتجدني متفقا معك تماما في أن حركتنا واجهت مقاومة كانت أكبر من مقدراتها وذلك بتكاتف قوى سياسية متعددة عن طريق التآمر والصفقات الرخيصة للحيلولة بيننا وبين العمل المعارض من الموقع الذي تجمعت فيه كل قوى المعارضة.ولكن الحق أبلج والباطل لجلج، فقد انكشفت الأقنعة وتمكنا من خلال التوضيح والشرح الصبور أن نكشف القوى التي تتشدق بالديمقراطية وتخرقها في أول منعطف. كما أوضحنا للجميع أن خرق الديمقراطية ومصادرة الحقوق لم يعد بغير ثمن، تدفعه الأحزاب من مصداقيتها وصورتها عند الناس. وقد عبر لنا كثيرون، نعلم أنهم يعارضوننا سياسيا، ولكنهم يتفقون معنا في صدق إنتماءاتهم الديمقراطية، عن استنكارهم الغاضب لهذه الممارسات الطائفثة والستالينية، التي ما يزال البعض متمسكا بها، وكان من بين هؤلاء أعضاء وعضوات داخل الأحزاب المعنية نفسها.
أوافقك كذلك أن المفهوم العروبي الإسلامي لهوية السودان، كان سببا مباشرا في الكثير من الكوارث التي حلت ببلادنا، لأنه مناف لحقيقة مجتمعنا، ولأنه بطبيعته تلك لا يمكن أن يفرض نفسه إلا عن طريق العنف والحرب والإقصاء ومغالطة الوقائع الصلبة، وخداع النفس قبل خداع الآخرين. وقد كفكف هذا المشروع حاليا بصورة لا تخطئها العين ورد على أعقابه بالمقاومة الباسلة من الأقوام التي قصد إبادتها وإقصاءها. وهنا تنفتح كوة حقيقية أمام بلادنا، لتواجه حقائق هويتها، ولتستوعب أبناءها جميعا، دون تفرقة، بسبب العرق أو الدين أو النوع أو الطبقة الإجتماعية.
ولكن ذلك كله يحتاج إلى جهودنا جميعا،وإلى جهود القوى الجديدة الموجود في كل مسام مجتمعنا،و الموجودة حتى داخل الأحزاب التقليدية والعقائدية والشمولية، والتي يجب أن تجد طريقة للتفاهم والعمل المشترك، عبر الحدود التي تضربها حولها هذه الأحزاب، وذلك بتمزيق هذه الحدود.
دمت

Post: #136
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-31-2003, 11:41 PM
Parent: #1


الأعزاء بشرى وعادل،
سأترك موضوع الحزب ومجموعة الضغط لوقت آخر نسبة لظروف الأخ بشرى التي لن تمكنه من المتابعة. وأعتقد أن إفراد بوست خاص كما أقترح الأخ مانديلا هو الإقتراح المناسب لاستيفاء الموضوع حقه من النقاش.
دمتم

Post: #137
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-31-2003, 11:48 PM
Parent: #1


شكرا أخي عبد الرحيم،
ونحن أيضا ننتظر.
كل سنة وأنت اسرتك بألف خير.

Post: #138
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Rawia
Date: 12-31-2003, 11:52 PM
Parent: #1

العزيز استاذ الخاتم
كل سنه وانت طيب
والسنه الجايه تتحقق الاماني يارب







Post: #139
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 12-31-2003, 11:52 PM
Parent: #1


أخي عبد الغفار:
كل سنة وأنت وسعاد والعيال والاسرة الممتدة بالف خير.
تحدثت عن مفهومنا للعدالة الإجتماعية في مطلع هذه المقابلة. ومع أن هناك الكثير الذي يمكن أن يقال إلا أن الوقت لا يسعفني. أرجو ان ترجع إلى التعريف الوارد هناك، على أن نتحدث بتفصيل أكثر في مرات قادمات.
لك الود

Post: #140
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 01-01-2004, 00:03 AM
Parent: #1

font size=4>
أشكر أخي وصديقي د. حسين إسماعيل أمين نابري، على مداخلته المؤثرة. وقد كان كريما معي بأكثر مماأستحق وذاك عهده مع الناس حتى من غير أصدقائه. وقد كنت أنوي فعلا الحديث عن أحداث 11 مارس 1971 وعن الفرية الجرباء التي نسبت لي هتافامثل " إضرب إضرب ياابو القاسم." والتي خرجت من مصنع الأكاذيب العامل بأكثر من طاقته، والخاص بالأخوان المسلمين ولكنها انداحت ليرددها مؤخرا أناس لم يبالوا بقطع أنوفهم إنتقاما من وجوههم!!
وأعد بأنني سأعود إلى هذه القضية في المستقبل، متمنيا أن تسعفني الظروف. ومن الحقائق المطمئنة أن الشهود كلهم حاضرون. لك الود يا حسين، يادفعة.

Post: #141
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Bashasha
Date: 01-01-2004, 02:39 AM
Parent: #140

استاذ الخاتم تحياتي وانا سعيد جدا اني تعرفت علي طريقة تفكيرك بي صورة افضل.

واضح حنق الحزب الشيوعي علي حق علي هذا النحو المخزي والفاجر في الخصومة انما يدل علي مدي احساسو بالخسارة لفقدكم.

وبما اني مهتم اكثر بالجوانب الفكرية وبالذات ما يتصل باشكال المرجعية كوليد شرعي لازمة الهوية،فرايك شنو في الاستنتاج الاتي:

يسار السودان القديم[المصري-الانجليزي] يتحمل الجزء الاكبر من المسئولية في فشلنا الزريع كشعب سوداني في خلق سودان جديد ومعافي علي مدي الخمسين سنة الماضية.

لانو اليسار طرح نفسو كبديل في فجر الاستقلال علي المستوي الفكري ولان فاقد الشئ لايعطيه، حدث فراغ فكري دفع باليمين، زبدة السودان القديم- لعجلة القيادة!

من دون ما نلاحظ كيف انو العمر الافتراضي للسودان المصري-الانجليزي اصلا انتهي!

لذات السبب انهيار كل اشكال البني الفوقية للسودان المصري-الانجليزي"القديم"من احزاب لي نقابات ابدا ماصدفة!

ولانو حركة التاريخ باتجاه سودان جديد ماشة بي قوة الدفع الذاتي فقط، فجاة بنلقي روحنا مواجهين بي الحقيقة المرة بتاعة انو القوي الجديدة وبزعامة الحركة الشعبية ما جاهزة للمرحلة!

السبب الاساسي لي فشل اليسار برجع لفشل ادواتو (ممثلة في الماركسية) في استيعاب واقع السودان ومن ثم التشخيص السليم لحالتو المرضية ثم الروشتة الصحيحة للعلاج!

تبني الطرح الماركسي في حد ذاتو دليل دامغ لغربة مرجعية اليسار-مهدي السودان المنتظر في سنة1956!

علي كده يكون الاختلاف بين يمين ويسار السودان "القديم" اختلاف مقدار فقط ذي ما قال الشهيد محمود.

دليلي علي كده انو الخطين المتوازيين ديل"افتراضا" يلتقيان بل يلتحمان التحاما في "مقرن" العروبة!

فما رايكم وشكرا جزيلا مقدما.

Post: #142
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Ibrahim_Elhag
Date: 01-01-2004, 02:50 AM
Parent: #140

التحيه والاحترام
للمناضل والمفكر الاخ/الخاتم عدلان
في البدايه ، اشكرك جزيل الشكر عن سؤالك الدايم عن صحتى، وعن الاسره، فهم بخير وانا كذلك.
ونحمد الله حمدا كثيرا، ان جعلت من فكرك وتجربتك، ارث لكل الاجيال، حتي تضاء تلك الدروب الوعره التي مشيناه، ولم يتاح لنا ان نعبر عما نصبو له.
اود ان اثير معك موضوع تحالف الشيوعين والدمقراطيين فيما يعرف بالجبهه الدمقراطيه للطلاب.
وهنا احكي من واقع تجربه، حيث اري ان هذا التحالف مبني علي اساس خطاتماما، فهو بين تنظيم، وهو الحزب من جهه، وبين طلاب شرفاء وطنيون من حهه اخري،ليست لهم الدرايه الكافيه، باسلوب التامر والتخطيط، مما كان يقوم به فرع الحزب الطلابي.
وعندما تدرك هذه المجموعه من الطلاب الدمقراطيين، هول الموقف، وعدم امكانية التغيير او حتي التاثير، يبتعدوا بانفسهم خوف الهلاك، وتاخذهم طاحونة الحياه.
لكن يظلون زملاء وطنييون، وغيورون علي السودان، ويبقى املهم، ان يسخر الله لهم كيانايستوعب طاقاتهم ،ويسخرها لبناء سودان جديد،ليس عليهم بمسيطر، كمافعل ويفعل الحزب الان.
فماذا يكون هذا الكيان؟ ومتي يولد؟
لك تحياتى دوما

Post: #143
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Adlan Abdelaziz
Date: 01-01-2004, 07:12 PM
Parent: #140

حوالى 1983 أذكر أننى أطلعت على ورقة بخط اليد كاتبها الخاتم عدلان من داخل سجن كوبر -استجابة لطلب من قيادة الحزب الشيوعى فى الجامعات والمعاهد العليا- حول أحداث جامعة الخرطوم 11 مارس 1971 وصف فيها الخاتم الهتاف "إضرب إضرب ياابو القاسم." بأنه هتاف مخنث لايمكن أن يصدر من فمه، وأن الاخوان المسلمين فى اشتهاءهم لمثل هذا الهتاف لم يتورعوا عن صياغته ومحاولةالصاقه الصاقا بأفواه خصومهم.

أرجوا وأتمنى أن لاتكون العتة قد أكلت تلك الرسالة، فحسب علمى أنها كانت مازالت محفوظة ضمن أرشيف قيادة الجامعات والمعاهد العليا حتى أوائل تسعينات القرن الماضى.

كل عام وأنتم بخير

عدلان.

Post: #144
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Khatim
Date: 01-02-2004, 08:10 AM
Parent: #1

الأخوات العزيزات... الأخوة الأعزاء
كل عام وأنتم بخير، واتمنى لكم جميعا عاما سعيدا غنيا بالإنجاز والفرح. وأتمنى أن يسود السلام ربوع السودان، وأن يتوقف سيل الدماء، ويعود المشردون إلى ديارهم، وأن يلتئم شمل الأسر التي شتتها الأحقاد والمرارات والرؤى النكوصية الضيقة، وأن يلتقي الأحباب بأحبابهم بعد طول فراق، والأمهات بأطفالهن الضائعين، وأن تلتئم الجراح وتشخص العيون نحو المستقبل. أتمنى أن يعود المغتربون منكم إلى السودان، زائرين أومقيمين. وأن تزدهر الديمقراطية في البلادوينعم أهلها بخيراتها،أو بعضها على الأقل.لا وأحييكم جميعا بذكرى الإستقلال الذي لم نر ثمراته بعد.
سعدت بصحبتكم طوال الاسابيع الاربعة الماضية. هششتم وبششتم لي، واتسعت صدوركم لقولي، ووجدتم فيه ما يستحق النظر والتأمل ونقرة الإصبع الالكتروني العجيب. أجلستموني على هذا الكرسي، أمام هذا الجهاز، بدء من ساعات الصباح الأولى، واستراقا للحظات القصيرة في فجوات العمل، وسهرات كثيرا ما امتدت وتطاولت. سالتموني وكأنني أعرف الإجابات، شرقنا وغربنا، وامتددنا مع الزمن بأبعاده الثلاثةالحاضرة.اتفقنا واختلفنا، ولكنا تركنا الباب مشرعا لمزيد من الحوار، ولمزيد من الإتفاق والإختلاف.
سعدت بكم وأناأحس وجودكم الأثيري وكأنه وجود محسوس، بل كان وجودا ماثلا وبهيا، حين حضور خالد الحاج واجتماع بورداب لندن الذي اطلعتم على تفاصيله فكنتم جميعا حضورا ومشاركين. وعقبالكم بلقاء الخرطوم حينماتتمخص الأسماء عن الوجوه.
حاولت أن أعلق على كل مساهماتكم دون أن أسقط فردا واحدا، إحتفاء بالأفراد، وترسيخا لمفهوم الفرد في ثقافتنا الجمعية، وتعبيرا شخصيا عن فرحة اللقاء وإسقاطا لاقنعة التعالي والغرور التي غالبا ما تخفي شيئا لا يسر الناظرين. تأخرت وأسرعت، أسهبت واختصرت، ولم أف الناس كلهم حقهم. كما لم استطع أن أغطي المساهمات كلها، لظروف تعرفونها، وأطمح في التقدير.
غدا أشد الرحال، أم أنه الحزام، إلى السودان، بعد غياب امتد عشر سنوات، ما فتر فيها الحنين، ولا توقفت جهود العودة الكريمة. غادرت السودان متخفيا، " بجلدي وأحزاني" كما قال مظفر النواب، واحتضنتني مجتمعات اخرى وأكرمت وفادتي ووفادة اسرتي. تعلم فيها ولداي، وداويت فيها أمراضا كانت ستفتك بي. ووجدت فيها حقوقا لم أجدها في بلادي. لن أنسى ذلك ما حييت. ولن أنسى أن الحضارة الإنسانية واحدة، تظلنا وتحمينا عندما يهجم علينا التتار من أبناء جلدتنا ولساننا وسحنتنا. لن أعود إلى السودان لأنقل العداء لدول الإستكبار، ولا لاردد لغو الحديث عن الخواء الروحي للحضارة الغربية. بل أعود متحدثا عن حكم القانون، وحب العمل، واحترام الفرد، وصون الحقوق، وعن حق المواطنة الذي يساوي هذا اللاجيئ المنبوذ بحكام البلاد،أمام القانون. أعود برسالة الوفاء لا الجحود، مع أن الجحود يكون في بعض الأحيان أعلى صوتا من الوفاء. أعود للتغني بوحدة الحضارة الإنسانية المعاصرة وقيمها الكبرى في الحرية والديمقراطية والعدالة.
أعود إلى السودان وبي شوق وأسف. فقد مرت مياه كثيرة تحت الجسور. بي شوق إلى بلدي، وبي خوف من صورتها الجديدة التي سمعتها من أفواه القادمين. وبي شوق إلى قريتي أم دكة الجعليين التي تستعد الآن لاستقبالي. وبي شوق إلى أخواتي وأبنائهن وأخواني وأبنائهم. وبي شوق ليس مثله شيئ، لأبي الذي فقد بصره في غيابي، وحينما قلت له ماذا تريد من لندن يا حاج، قال لي اريد أن أشم قميصك يا ولدي. أحاول منذ الآن أن أحتفظ بعواطفي في إطار متين الحواف،حتى لا تفلت من بين يدي، وأجد صعوبة منذ اللحظة.
ونعود لما كنا فيه. بعض الإجابات لم تكتب بعد. دعوني أعتذر لأصحابها وخاصة الأخ إبراهيم الحاج واتمنى له عاجل الشفاء. لم استطع التوفر عليها جميعا. وربما لأنني أيضا اريد ألا أغلق بابا داهمني منه كل هذا العبير. وساحاول دون وعد بذلك، أن أطل بين الفينة والأخرى خلال هذا الشهر الذي ساقضيه بالسودان، وربما أعلق وأجيب. ولكني سأتفرغ لما أنا مقبل عليه. فاحتفظوا لي بكل نقراتي على الإصبع الإلكتروني.
وأختم بالشكر الجزيل لكم جميعا،وأسمحوا لي أن أحيي قبلكم، الأخ بكري أبو بكر الذي بفضله وجهده وإبداعه، صار هذا ممكنا. وإلى لقاء قريب
خاتم

Post: #145
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Abdel Aati
Date: 01-02-2004, 10:56 PM
Parent: #144

الرجاء من جميع الاخوة بورداب السودان المساهمة في استقبال الاخ الخاتم عدلان في مطار الخرطوم ...

الرجاء من الاخ امجد ارسال تاريخ ووقت وصول الخاتم الي الخرطوم لكيما يساهم البورداب والبوردابيات هناك في استقباله

عادل

Post: #146
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 01-03-2004, 03:07 AM
Parent: #1


سلام جميعاو كل عام و انتم بخير
بعد هذا الاقبال الكبير على حوار الاخ الخاتم عدلان، و نظرا للردود و الملاحظات الكثيرة التي وصلتنا عبر الايميلات و الاتصالات التلفونية، نواصل هذا الحوار و في هذه الصفحة بالذات مع قيادي آخر من قيادي حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق و هو الاخ محمد سليمان، و هو رجل قليل الحديث كثير العمل، افني الكثير من الجهد و المال كي ترى فكرة حق التي -اقتنع بها ايما اقتناع- النور، و استجابة لمجهودات و مبادرات الاخ بهاء الدين بكري الخلاقة، و الذي ساهم مساهمة كبيرة في فتح هذا الحوار و ايضا بدعوة الاخ محمد سليمان لمواصلة ما بدأه الخاتم، مساهمة الاخ محمد تكتسب اهمية خاصة اذ انه هو الشخص الذي تابع تطور حق في داخل السودان متابعة لصيقة، و ابداء اللقاء معه بالورقة التي قدمها في مؤتمر القاهرة و التي قدم فيها تقييم جيد لما حدث في الداخل من اشكالات ادت في النهاية لانقسام حركتنا الى جزئين، لا اطيل عليكم في المقدمة و اترك المجال للاخ محمد و الذي ابدى استعدادا كبيرا للرد على كل الاسئلة التي ترد و مرحليا ستكون الردود عبر اشتراك الاخ بهاء الدين بكري الى ان نتحصل على اشتراك للاخ محمد سليمان من الاخ بكري ابوبكر
لكم جميعا الشكر على المشاركات العميقة و اثرائكم المقدر لهذا البوست بالنقاش البناء و نتوقع ايضا مشاركات الاخ الخاتم الذي سيتابع هذا النقاش عن كثب من الخرطوم
امجد


كلمة (حق) في مؤتمر القوى الحديثة
مقامة في سيرة النكوص والردة
محمد سليمان
"كيف تخطو على جثة ابن أبيك..؟
وكيف تصير المليك.. على أوجه البهجة المستعارة
كيف تنظر في أيدي من صافحوك..
فلا تبصر الدم .. في كل كف؟
إن سهماً أتاني من الخلف .. سوف يجيئك من ألف خلف."
أمل دنقل

صباح الأحد 6 فبراير الجاري 2000 أعلن الحاج وراق سيد احمد في مؤتمر، حشد له ثلة لا تتعدى بضعاً وعشرين من الاتباع والحواريين وأضعاف ذلك من الضيوف، عن تغيير اسم الحركة التي كان هو حتى ذلك الوقت أمينها العام في الداخل، حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) إلى "حركة القوى الحديثة السودانية". وتبنى خطاً سياسياً يتناقض جذريا مع مواثيق ومنطلقات برنامج حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حـق)، ويتجه إلى التسوية السياسية مع السلطة. كما أعلن عن تحالف حركته الجديدة مع الصادق المهدي.

رداً على ذلك الإعلان، أصدرت اللجنة التنفيذية لـ(حق) بياناً نشر داخل السودان وخارجه، شرحت فيه بإيجاز مفارقة برنامج السيد وراق وجماعته لكل المنطلقات الفكرية وركائز البرنامج السياسي الذي تأسست عليه حركة (حق) والتزم به السيد وراق ومجموعته في المؤتمر العام الأول للحركة. وأوضحت أن ما قاموا به يعني خروجهم الكامل والنهائي من (حق)، وبالتالي فإن (حق) تعلن براءتها منهم.

عقب ذلك البيان، عقد السيد وراق مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أن البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية أصدره الخاتم عدلان ومحمد سليمان، ضد الاتجاه العام لقيادات وقواعد الحركة في الخارج الذي يقف مع خطه. وأنه محاولة استباقية لقطع الطريق على اجتماع مشترك بين الداخل والخارج لحسم الخلاف، وانقلاب على آليات الحوار الديمقراطي والشرعية الديمقراطية وعلى مؤسسات الحركة وقياداتها المنتخبة. وأنه، وراق، لولا "اللامركزية التنظيمية" المعتمدة داخل الحركة لأتخذ بحقنا إجراءات "انضباطية" صارمة وألحق بنا حساباً عسيراً. وذكر أن الاتهامات التي وجهها البيان له ولجماعته بنكوصهم عن هدف إسقاط السلطة، وبإدانة العمل المسلح، والتخلي عن فصل الدين عن الدولة وعن حق تقرير المصير، وبانحيازهم للجيش باعتباره حامي الوطن ورافع البندقية الوطنية، وبأنهم دشنوا تحالفاً سياسياً مع الصادق المهدي وتيار التوبة داخل الجبهة الإسلامية، وأنهم قاموا بمجازر تنظيمية في بنية الحركة في الداخل، ما هي إلا محض افتراءات وأكاذيب وتضليل متعمد.

الخلاف إذن، وكما يبدو من الفقرات السابقة، ذو شقين. شق سياسي يتعلق بخط الحركة السياسي ورؤيتها وبرنامجها وأهدافها وموقفها من السلطة الراهنة واستراتيجية مواجهتها. وشق تنظيمي يتصل بالعلاقة بين طرفي الحركة وقيادتيهما في الداخل والخارج ووسائل إدارة الخلافات والصراع داخل الحركة. ولكن الأمر ليس على هذا النحو، فما أوردناه حتى الآن ليس سوى قمة جبل الجليد. لو كان الفتق مقتصراً على الجوانب السياسية والتنظيمية فقط لكان من الممكن، ولا نقول من السهل، معالجته ورتقه. ولو كان كذلك فقط، لحق علينا فعلاً نعي المراقبين والمشفقين أننا فشلنا في إدارة وحسم خلافاتنا بأسلوب ديمقراطي وأخفقنا في بناء التنظيم الرحب الذي يتسع لتعدد الآراء واختلافها ويسمح بحرية النقاش. ولكن للخلاف طابع أخلاقي عميق يتخلل كل مسامه وخلاياه، وذلك هو ما يجعل الخسارة فادحة حقاً.

قبل أن نتطرق إلى جذور الخلافات وتفاصيلها، وقبل أن نتناول بيان السيد وراق، ثمة نقاط أساسية لابد من توضيحها:

• أولاً، لقد ولدت (حق) في خضم الصراع مع السلطة الحالية ووضعت أمر مواجهتها وإسقاطها على قمة أهدافها وأولوياتها السياسية. وإذا كان ذلك الهدف هدفاً عابراً أو ثانوياً في حياة الأحزاب السياسية الأخرى بحكم مسيرتها الطويلة وتاريخها المعروف، فإنه ليس كذلك بالنسبة ل(حق). إنه هدف مرتبط بميلاد الحركة، لذا فإن حياتها أو موتها متعلقان به. إنه يشكل امتحانها الأول أمام الشعب، وإن أخفقت فيه ونكصت عن المساهمة فيه بجدارة وبسالة فسيكون امتحانها الأخير. لذلك قرر المؤتمر العام الأول للحركة، والذي كان السيد وراق من حضوره والمساهمين الرئيسيين فيه، "أن الأولوية السيـاسية المطلقة للحركة هي مقاومة سلطة الجبهة الإسلامية، وإسقاطها، وأن مكانتها السياسية لا تنفصل عن أدائها لواجبها في هذا الصـدد."

• ثانياً، (حق) لم تنشأ فقط كرصاصة مصوبة تجاه السلطة الراهنة، لا ترى شيئاً سواها وينتهي مفعولها باستقرارها في جثتها. لقد ولدت وفتحت عينيها على حقيقة لم يكن من الممكن غض النظر عنها، وهي إخفاق النخب الوطنية الحاكمة منذ الاستقلال، مدنية وعسكرية، بأحزابها وزعاماتها الطائفية والعشائرية والأيديولوجية، بقادتها العسكريين، وبمثقفيها وعناصرها البيروقراطية، في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة المتراكمة منذ الاستقلال والتي تفاقمت بدرجة وضعت الشعب على حافة الهلاك والوطن على حافة الضياع. لقد ردت وثائق الحركة وأدبياتها ذلك الإخفاق إلى افتقار تلك النخب لمشروع وطني للنهضة، وإلى ممارساتها السياسية السيئة المطبوعة بالكذب والفساد والتنصل من الالتزامات والتنكر للعهود. ومن ثم آلت (حق) على نفسها أن تساهم في صياغة ذلك المشروع الغائب، وأن تضرب بسلوكها وأدائها مثلاً للممارسة السياسية القويمة التي تتمثل القيم الفاضلة والخيرة في الإنسان وتتسم بالشفافية والصدق والوضوح والاستقامة والالتزام الصارم بالمواثيق والعهود.

• ثالثاً، ولدت (حق) في مؤتمر بالمملكة المتحدة تم فيه توحيد تنظيمي الحركة السودانية للديمقراطية والتقدم والمنبر الديمقراطي مع بعض الشخصيات المستقلة تحت اسم (حركة القوى الجديدة السودانية). ووضعت نصب عينيها منذ ميلادها، قضية انتقالها من الشتات إلى الوطن. لذلك لم يمض طويل وقت حتى بنت تنظيمها في الداخل تحت اسم (حركة القوى الجديدة الديمقراطية). والتقى ممثلو رافدي الحركة في اسمرا في يناير 1997م في المؤتمر العام الأول، والذي أقر بالإجماع توحيد الحركة تحت اسم (حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)، وأجاز وثيقتها التأسيسية متضمنة خطها السياسي وتحليلها لطبيعة سلطة الإنقاذ، وأمن على استراتيجية المواجهة المسلحة الشاملة وسيلة لمواجهتها وإسقاطها، ورفض دعوات المصالحة والوفاق معها من أي مصدر جاءت. كما اقر المؤتمر، ولاعتبارات واقعية، وجود الحركة تنظيمياً في رافدين، رافد الداخل ورافد الخارج ، لكل منهما قيادته المنفصلة وباختصاصات واضحة على أن تعملا في تشاور متصل وبتنسيق وثيق وفق قواعد الديمقراطية وفي إطار الخط السياسي المجاز.

• رابعاً، الوحدة بين الداخل والخارج، و كما يتضح من الفقرة السابقة، هشة على المستوى التنظيمي. وكان اعتقادنا أن ذلك الضعف سيعوض بقوة الالتفاف حول الخط السياسي للحركة والمنطلقات الأساسية لبرنامجها، وموقفها من السلطة وأسلوب مواجهتها، وبمتانة الرفقة النضالية التي تعظم التضحيات والعطاء المستمر وتترفع عن المناصب والمراكز، وبالقاعدة الأخلاقية البسيطة التي تفترض الالتزام التام بالمواثيق والقرارات التي تم الاتفاق عليها.

على ضؤ تلك المقدمات نشرع الآن في تناول جذور وتفاصيل القضايا والخلافات التي يحاول السيد وراق أن يخفيها ويدفنها تحت حطام صورته القديمة، مستعرضين في ثنايا ذلك بيانه الأخير، ونبدأ من حيث انتهى، تاركين للناس أن يحكموا ويقرروا من أشاع الافتراءات والأكاذيب والتضليل المتعمد.

من أصدر بيان اللجنة التنفيذية؟

هذا الاتهام الذي ألقاه السيد وراق هكذا، دون سند أو دليل أو برهان، هو من نوع الدوائر المفرغة التي يجيد رسمها. سأقول أن البيان أصدرته اللجنة التنفيذية، وسيقول كلا. ستصدر اللجنة التنفيذية بياناً يؤكد أنها أصدرت البيان الأول، سيصدر بياناً ثانياً ينفي ذلك مؤكداً أنني والخاتم أصدرنا البيان الأول و الثاني، وهكذا …إلى ما لا نهاية، فقد أسأم أنا المسألة، ويكسب هو بالمثابرة. ولكني لست مطالباً بنفي هذا الاتهام. إن وراق هو المطالب بإثباته، وإلى ذلك الحين يظل اتهامه مجرد لغو.

إن بقية أعضاء اللجنة التنفيذية ليسوا أغراراً أو تبعاً حتى نستطيع أن نصدر بياناً مثل ذلك أو أي بيان آخر دون علمهم أو موافقتهم. إنهم موجودون ومعروفون، بل ومن بينهم المسئول الإعلامي للحركة، ولو صدق ادعاء السيد وراق، فإن الحيلة والوسيلة اللتان تمكناهم من إبداء آرائهم في ما فعلنا لم تكونا لتعجزاهم قطعاً. الذي لا يعرفه، أو يحاول أن يتجاهله السيد وراق هو أن ذلك البيان لم يصدر فقط بموافقة اللجنة التنفيذية، وإنما صدر بعد تشاور واسع مع وبموافقة كل قيادات الحركة في الخارج. إننا واثقون تماماً من أن كل فروع ووحدات الحركة بالخارج تقف بحزم مع مواثيق الحركة ومنطلقاتها الأساسية وبرنامجها وخطها السياسي الواضح. بل إن معظم هذه الفروع والوحدات بادرت بالتعبير عن استغرابها ودهشتها من مواقف السيد وراق وتصريحاته طيلة الفترة السابقة ومن صمت اللجنة التنفيذية إزاء ذلك، وانتقدتنا عليه. هذا غير الأغلبية الساحقة من عضوية الحركة في الداخل والتي نكل بها وراق وألصق بها التهم الجائرة وأبعدها أو فصلها وطردها من الحركة، لمعارضتها خطه السياسي الجديد أو محاولاته فرض ذلك الخط قسراً متجاوزاً قواعد الديمقراطية، ودون تنسيق أو تشاور مع قيادة الخارج.

والسيد وراق، في ادعائه هذا، يمارس هوايته المفضلة في التنقل كالفراشة بين قيادات الحركة و قواعدها، واللسع كالنحلة، باذلاً "اجتهاده" في زرع الفرقة ونفث الشكوك وضرب الثقة بينها، وإيهام كل فرد على حدة أنه الوحيد الذي يحظى بثقة الداخل، معطياً بذلك ل"اللامركزية التنظيمية" بعداً إضافياً. ولقد كنا في اللجنة التنفيذية نعلم نشاطه ذلك بحذافيره، ولكننا لم نتدخل قط. بل تركنا الأمر لكل عضو في الحركة يعالجه بما يمليه عليه ضميره وبما تفرضه عليه مسئوليته. وإن كانت مثابرة السيد وراق قد أفلحت في حالات قلائل تحسب على أصابع اليد الواحدة، يبدو أنها هي التي يعنيها ب "الاتجاه العام وسط قيادات وقواعد الحركة في الخارج" المؤيد لخطه، فإنها قد أخفقت لدى الأكثرية الساحقة التي لم تنطل عليها الخدع الساذجة فصدته وردته على أعقابه.

وراق والسباق نحو الانشقاق:

يتهمنا السيد وراق بأننا أصدرنا البيان في محاولة استباقية لقطع الطريق على الاجتماع المشترك بين الداخل والخارج والمفوض لحسم اختلافات التقدير السياسي. في البداية نسأل، هل الذي قطع الطريق هو البيان، والذي لا يعبر إلا عن شخصين فقط كما قال وراق، أم المؤتمر الذي حشدت له "الجمعية العمومية" للحركة بالداخل و الإعلاميين والضيوف ؟ إذا كان السيد وراق يرى أن لبيان أصدره شخصان فقط وزناً أثقل من قرارات مؤتمره، وقوة أكبر من إجماع الحركة برافديها، فتلك مشكلته هو، وليست مشكلتنا نحن.

قبل أن نتعرض إلى ذلك الاجتماع و كيف تمت الدعوة له، ومن دعا له، والترتيبات التي كان من المفترض أن تتم، نستعرض المشاكل التي استدعت عقده أصلاً، فذلك وحده كاف لتحديد الطرف الذي لم تكن له مصلحة في عقده وكان له، بالتالي، دافع قوي لإجهاضه وقطع الطريق أمامه. بدأت المشاكل في العلاقة بين الداخل والخارج تطفو على السطح بعد أشهر قلائل من انفضاض المؤتمر العام الأول في يناير 1997 ، و لكنها كانت في البداية مشاكل ذات طابع ثانوي، وكنا نعزيها إلى تعقيدات وضعف وسائل وأدوات الصلة، وضغوط البناء والعمل السري في الداخل، ومشاكل التمويل، ليس إلا.

• ظللنا نطرح على قيادة الداخل، شفاهة وكتابة، ضرورة تحسين وتائر و تطوير وسائل الاتصال لأهميتها الحاسمة في خلق علاقة صحية بين طرفي الحركة وتوحيد الرؤى وتنسيق المواقف. واقترحنا ترقيتها بكتابة التقارير الدورية، ومعالجة القضايا كتابة وبصورة مؤسسية موثقة حتى تكون في متناول جميع الأعضاء . ولكن قيادة الداخل تمسكت بإبقاء الصلة في حدودها الدنيا، الهاتفية المتقطعة، وتجاهلت الرد على كل رسائلنا المكتوبة، وتفادت من جانبها تقديم أي وثائق مكتوبة. وحتى حينما زودناها بأحدث وأفضل أجهزة وتقنيات الاتصال، رفضت استخدامها بتاتاً معنا، ولكنها استخدمتها في صلاتها المتنامية مع الآخرين.

• ضربت قيادة الداخل بكل محاولاتنا تطوير العلاقات التنظيمية عرض الحائط، وتجاهلت كل مقترحاتنا في هذا الصدد. طلبنا تعارفاً بين قادة الحركة في الداخل والخارج يعزز من فرص التفاهم والتعارف، فأهمل ذلك. رشحنا بعض الأسماء لضمها للحركة، ولكنها إما أهملت أو ألصقت بها التهم غير المؤسسة، بل إن تلك القيادة فصلت أو جمدت أو أبعدت كل من تظن أن له علاقة بقيادة الخارج. ثم ضربت سياجاً حديدياً حول رافد الداخل و حجبت عنا أي معلومات عن ما يدور فيه.

• تجاهلت قيادة الداخل دعوتنا للمساهمة في أي من أعمالها أو مؤتمراتها. وقد يكون ذلك مفهوماً حينما يتعلق الأمر بقضاياها الداخلية. أما عند ما يتعلق الأمر بخط الحركة السياسي وبرنامجها وأولوياتها، فأن التشاور والتنسيق وتبادل الآراء يصبح واجباً لا منحة. لقد وصلتنا وثيقة "قضايا وأسبقيات ما بعد المؤتمر"، وهي تحمل بين دفتيها مفارقات عديدة لخط الحركة وبرنامجها، في يناير 1999، دون أن ندعى للمساهمة في المؤتمر ذاته، بل ودون أن تصلنا أي من الأوراق التي قدمت له.

• بدأت المشاكل تأخذ الطابع العلني والحاد عقب لقاء الصادق بالترابي في جنيف. أصدرنا من جانبنا بياناً لم يرفض اللقاء أو يدينه، وإنما يطالب الصادق أن يعلن تفاصيل ما دار في اللقاء حتى يؤيده الناس أو يعارضوه. وإذا بنا نفاجأ بالسيد وراق يطلق تصريحات تؤيد اللقاء تأييداً غير مشروط، وتطنب في مديح الصادق شخصياً.

• عقب ذلك، وانطلاقاً من إستراتيجية الحركة المتفق عليها، عبرنا عن تأييدنا لعملية تفجير خط أنابيب البترول الأولى. نحن كنا ومازلنا على قناعة بأن موقفنا كان صائبا، ولكننا لم ولن نرفض النقاش والتصحيح حول هذا الأمر. وبدلاً من ذلك، عاجلنا السيد وراق ببيان لم يكتف بإدانة تلك العملية وإنما أعلن رفضه القاطع لأي تغيير بالقوة سواء أن أتى من الخارج أو الداخل.

• في نوفمبر 1999 علمنا، مصادفة، أن قيادة الداخل بصدد جمع توقيعات “مليون" شخص على مذكرة للسلطة تطالبها بالاستجـابة لمساعي الحل السلمي. ثم علمنا بعد ذلك أن السيد وراق قد رفع تلك المذكرة للصادق المهدي، والذي أعاد بناءها فخفض من سقفها المنخفض أصلاً وصب على لغتها المهادنة ذلاً و استجداء إضافيين. قد نعود إلى مضمون تلك المذكرة فيما بعد، ولكن ما يهمنا هنا هو مقارنة هذا المستوى الرفيع من الاتصال والتنسيق بين السيد وراق والسيد الصادق المهدي، بمستوى الاتصال مع قيادة الحركة في الخارج .

• رفضنا إعلان "نداء الوطن" الصادر عن لقاء البشير والصـادق في جيبوتي، وعبرنا بوضوح عن الأسس التي استندنا إليها في رفضنا ذلك الإعلان واللقاء الذي تم من خلف ظهور الجميع. ومرة أخرى فوجئنا ببيان من قيادة الداخل يؤيد الإعلان وما قام به الصادق تأييداً غير مشروط.

• ذلك غير التصريحات و المقابلات الصحفية التي لم توفر بنداً في خط الحركة السياسي، أو في وثيقتها التأسيسية، أو في قرارات مؤتمرها الأول، لم تنحرف عنه تصريحاً أو تلميحاً. بالإضافة إلى الأنباء التي أخذت تتواتر عن حملات الإبعاد والفصل الجماعي بمختلف التهم وسط قواعد الحركة بالداخل.

لم يعد من الممكن بعد كل ذلك تبرير ما يحدث بضعف الصلة أو اختلاف التكتيكات وما إلى ذلك، وأصبح واضحاً وجلياً لنا في اللجنة التنفيذية ولغيرها من قيادات الحركة، أن "التكتيكات" الحقيقة هي ما يمارسه السيد وراق معنا لا مع السلطة، وأن ما يجري من أمور في الداخل، والتجاهل المتعمد لرسائلنا وإهمال الرد عليها، ليس سوى مخطط مدروس لشراء الوقت اللازم لإبعاد المعارضين، وفرض خط سياسي جديد عبر إجراءات عملية، ومن ثم تصفية الحركة تماماً. ولم يعد السكوت ممكناً.

وكان رأي أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية وقيادات الحركة هو ضرورة التصدي العلني والفوري وفضح المؤامرة من أجل الحفاظ على كيان الحركة موحداً حول خطها وبرنامجها الأصلي، وأن الأضرار التي ستلحق بكيان الحركة في الداخل والخارج وبصورتها ومصداقيتها لدى الجماهير من جراء خط السيد وراق، هي اكبر وأكثر فداحة من أي أضرار قد تنجم عن التصدي له وفضحه. ولكن كانت هناك أقلية، وكنت من بينها، ترى في التصدي العلني والفوري خدمة لمخطط السيد وراق تعطيه الفرصة لاتهامنا بأننا نحن، وليس هو، الذين نسعى لقسمة الحركة وشقها. وأنه من الأفضل التريث ومحاصرة الأمر ريثما يوثق كل طرف موقفه من الخلاف ورؤيته لأسس وكيفية حله، ثم بعد ذلك الالتقاء بممثلين لقيادة الداخل في محاولة للوصول إلى حل يكفل وحدة الحركة. ورغم قناعة الأغلبية بأن محاولة مثل هذه لن تصادف من قيادة الداخل إلا آذاناً صماء، إلا أنهم وافقوا على منح المحاولة فرصتها دون استباق للنتائج.

اتصلت عقب ذلك ب "نزار أيوب" عضو قيادة الداخل وشرحت له الفكرة، فأخطرني بموافقته الشخصية وأنه سيشاور الآخرين ويعود لي برأيهم. مر أكثر من شهر دون خبر، وفي خلال هذه الفترة التقيت أحد أصدقاء الحركة من دولة أخرى ورداً على أسئلته المشفقة شرحت له ما جرى، فتطوع وصاغ الأفكار الرئيسية لاقتراحنا كتابة وبعثها بالفاكس إلى السيد وراق طالباً رداً مكتوباً، لا زال ينتظره حتى الآن! في منتصف ديسمبر المنصرم ابلغني أحد الأصدقاء المشتركين أن "نزار" طلب منه إبلاغي بموافقة قيادة الداخل على الاجتماع. اتصلت ب "نزار" مجدداً فأكد لي ذلك مشيراً إلى أنهم لا يرون داعياً لصياغة المواقف كتابة. فذكرته أولاً، بأن مبادرة مكتوبة في اتجاه الاقتراح الذي ناقشناه قد سبق إرسالها لهم وأننا كنا نتوقع رداً كتابياً عليها. كما أوضحت له أن توثيق المواقف ضروري جداً لتحديد نقاط الخلاف والاتفاق، وضروري لوضع أجندة الاجتماع ذاتها.

بعد ذلك مباشرة، وبتاريخ 16/12/1999 قمت بصياغة رسالة إلى قيادة الداخل تضمنت اقتراح عقد الاجتماع مفصلاً، ومربوطاً بجدول زمني لتبادل الوثائق وتداولها، وعدد ممثلي كل طرف، وتفويضهم اتخاذ القرارات، وكيفية اتخاذها، وأنها ملزمة للطرفين، وتعهد قيادة الخارج بتحمل تكاليف انعقاد المؤتمر بما في ذلك نفقات سفر وإقامة ممثلي الداخل. وبعد محاولات ماراثونية، إزاء إصرار العنوان الذي أعطوني إياه التهرب من استقبالها، تم إرسال الرسالة. بعد ذلك بعشرة أيام تقريباً تسلمت رد القيادة الوطنية للداخل يعلن موافقتها على الاقتراح مع تعديلات غير جوهرية، مؤكدين أن وثيقتهم ستصلنا بتاريخ 22 يناير 2000م.

في انتظار تلك الوثيقة، قمنا بإعداد وثيقتنا ووزعناها لفروع الخارج لمناقشتها تمهيداً لإرسالها لقيادة الداخل، وشرعنا في الإعداد للمؤتمر وتم تكليف مجموعة بمتابعة إجراءات التحضير. انتهى كل ذلك، وأتى 22 يناير 2000م ومضى، ولم يصلنا شيء. حاولت الاتصال عدة مرات للاستفسار عن أسباب التأخير، ولكني فشلت في الوصول لمسئول يوضح لي الأمر، إلى أن فاجأتنا الأنباء بأن قيادة الداخل تعد لعقد مؤتمر لإقرار خط سياسي جديد وعلاقة تنظيمية مختلفة مع كيان الحركة في الخارج. فسارعت من جديد للاتصال، وبعد إلحاح تمكنت من الوصول إلى "نزار أيوب" الذي أكد لي ما سمعت، وأن المؤتمر سيعقد في صبيحة اليوم التالي و قد تم توجيه الدعوة سلفاً للضيوف والإعلاميين لحضوره، وأنه سيجيز خطاً سياسياً مختلفاً وبنية تنظيمية جديدة تمنح صلاحيات قيادة الحركة بكاملها للداخل.

استغرقت المحادثة أكثر من ساعة، حاولت فيها إقناعه بضرورة تأجيل المؤتمر، إذ أن عقده، بأجندته التي أوضحها، لي لا يعني سوى قطع الطريق وإغلاق الأبواب، قبل الأوان، أمام أي محاولة للحوار ويجهض الاجتماع المزمع عقده، ولم أفلح. في النهاية، طلبت منه أن يسجل مناشدة مني تضمنت نفس المعاني التي ذكرتها، وأمليتها عليه ليقرأها على المؤتمرين لدى افتتاح أعمالهم، ووعدني الرجل بأن يقرأ نص تلك المناشدة ليقرر أعضاء المؤتمر بشأنها ما يرونه مناسباً. بعد ذلك علمنا من الصحف بما كان، فاتصلت ب "نزار" وسألته إن كان قد قرأ مناشدتي للمؤتمرين، فأجابني بأنه لم يفعل، لأنه انشغل بإجراءات المؤتمر واستقبال الضيوف !!! تلك هي وعود القادة على مستوى المكتب التنفيذي في الداخل!

حقيقة، لم تكن تساورني أي أوهام بأن مؤتمراً على تلك الشاكلة، يعقد في ظل التنكيل الذي حاق بعضوية الحركة في الداخل ولم يسلم منه إلا الاتباع، ويستدعي للبصم على خط سياسي مختلف تم تطبيقه عملياً منذ عام و نيف، لن تكون فيه حياة كي تنادى. ولكنني رأيت أن أضعهم أمام مسئولياتهم. لقد حجب السيد وراق المناشدة عن المؤتمر لا خوفاً من تأثيرها علي المؤتمرين، فنتيجتها معروفة ومقررة سلفاً. ولكنه لم يعرضها، حتى لا تدرج في أجندة ومحاضر المؤتمر، تفادياً للتوثيق، وحتى يتمكن هو من التهرب من المسئولية، فهو يحرص دائماً على إخفاء آثاره .. ولكنه إن كان لا يريد أن يترك أثراً يحسب عليه، فلن يترك أثراً يحسب له… ويذهب الزبد جفاءً.

ذلك فيما يتعلق باتهامنا بقطع الطريق أمام المؤتمر، أما اتهامي بالتسبب في الخراب الذي حل ببنية الحركة في الداخل والتشويه الذي تم لصورتها في الخارج والداخل معاً، فإنني أعترف به تماماً. لقد نسيت القول المنسوب للإمام علي، كرم الله وجهه، "الوفاء لأهل الغدر غدر"، ووقفت ضد أغلبية قيادات وأعضاء الحركة، رغم علمي التام بحقيقة توجهات وأغراض السيد وراق، وساهمت بفعالية في تمهيد الطريق أمامه وتوفير الزمن المطلوب والفرصة الكافية له لتخريب الحركة. لكن واجب السيد وراق هنا هو أن يشكرني على ذلك، لا أن يهددني بإجراءات "انضباطية".

اللامركزية التنظيمية والمركزية الأخلاقية:

يقول السيد وراق أن "نظم اللامركزية المعتمدة في العلاقة بين رافدي الحركة تعيقنا من اتخاذ أية إجراءات "انضباطية" في حق الخاتم عدلان ومحمد سليمان". إذا كان ذلك هو العائق الوحيد أمام السيد وراق، فإنني أبعده وأزيحه عن طريقه تماماً. فأنا لم أرى نفسي يوماً أرفع أو أعلى من المحاسبة سواء جاءت ممن هم دوني أو من أقراني، ولم ولن أتفاداها بحجة فنية أو إجرائية أو غير ذلك، لأن الامتثال للمحاسبة والخضوع لها أمر أخلاقي بالدرجة الأولى في عرف الناس العاديين من أمثالي، وهو قاعدة أساسية من قواعد الديمقراطية. ما يتجاهله السيد وراق هو أن الذي كان يربط بيننا لم يكن علاقة تنظيمية بحتة، بل كان أسمى وأرفع من ذلك بكثير. ما كان يوحدنا هو "المركزية الأخلاقية" التي تضمن الالتزام التام بالبرنامج والخط السياسي الذي أجزناه معاً، والعمل بصدق وأمانة لتنفيذ تعهداتنا والتزاماتنا تجاهه. وهو بحديثه عن "اللامركزية التنظيمية" يريد أن يتفادى تلك القواعد الأخلاقية، لأن موازينه فيها أخف من العهن المنفوش.

أنني اطلب من السيد وراق أن يحاسبني وفقاً لتلك "المركزية الأخلاقية". وهاأنذا، أعلن استعدادي للمثول للمحاسبة العلنية أمام أي هيئة يختارها هو، وطالما أكد هو في بيانه أن موقفنا "لا يعبر عن الاتجاه العام وسط قيادات وقواعد الحركة في الخارج"، فلن تواجهه أي صعوبة في تشكيل تلك الهيئة. طلبي الوحيد من السيد وراق لقاء هذا العرض المغري، هو أن يقبل المعاملة بالمثل. فليشرع في تكوين هيئته وليعلن صحيفة اتهاماته.

إن التزامنا بالقرارات والوثائق التي أجزناها معاً هو أمر تنظيمي وأخلاقي معاً. تنظيمياً تظل تلك القرارات والوثائق ملزمة تماماً وتمثل المرجعية للجميع إلى أن تعدلها أو تغيرها الهيئة التي أجازتها من قبل، أو هيئة ذات سلطات أعلى منها وبذات الوسائل التي تم إقرارها بها أولاً. على هذا الصعيد تظل الوثيقة التأسيسية وقرارات المؤتمر العام الأول للحركة ملزمة تنظيميا للسيد وراق وللداخل، تماماً كما هي ملزمة لنا وللخارج، إلى أن نعدلها أو نغيرها معاً.

أما أخلاقياً، فإن التزام المرء بما يختاره أو يوافق عليه طوعاً ووفائه بتعهداته يظل أحد أهم أسس وأركان العلاقة بين البشر الأسوياء، وبدون ذلك تنفرط المجتمعات. إن التزامات و اتفاقات وعقود وتحالفات سياسية واقتصادية مالية كفيلة بتغيير وجه البسيطة، تتم اليوم شفاهة دون عقود مكتوبة أو مواثيق ممهورة، وفقط بناءً على التزام الناس بكلمتهم. أما في السودان فقد ظلت أقدار الناس، وإلى ما قبل سيادة أخلاق "المشروع الحضاري"، تقاس بكلمتهم، وقد ظل السيد وراق يتهمنا بأننا، بحكم وجودنا في الخارج، فقدنا العلاقة بواقع الأشياء في السودان، وقد يكون صادقاً في اتهامه ذلك، إذا كان ما رأيناه من أفعاله يعبر عن واقع الأشياء في السودان الآن.

إن إفراغ العلاقة التنظيمية من مضامينها السياسية والأخلاقية، يحيلها إلى حزمة من الإجراءات والوسائل الميكانيكية والبيروقراطية التي لا تستخدم، كما برهن التاريخ والتجارب كلها، إلا لإخراس أصوات المعارضين وطردهم ثم تحويل الباقي من العضوية إلى تبع منعدمي الإرادة. وذلك بالتحديد هو ما فعله السيد وراق بالحركة في الداخل، واستطاع من خلاله فصل الغالبية العظمى من قواعد حركة (حق) داخل السودان وطرد وإبعاد وتهميش وتجميد هيئات ومدن وفروع طلابية بأكملها.

ولكن ترى على ماذا سيحاسبنا السيد وراق ؟ أعلى الالتزام الصارم ببرنامج الحركة وخطها السياسي وأدواتها وأساليبها في العمل، والتي شارك هو شخصياً ليس فقط في إجازتها وإقرارها، وإنما في إعدادها وصياغتها ؟ أم على السعي الجاد لنشرها وتوطيدها ووضعها موضع التنفيذ ؟ هل يحاسبنا على التمسك بمواجهة السلطة بهدف إسقاطها ؟ ولكن السيد وراق ينفي في بيانه الأخير أنه تخلى عن ذلك التوجه وذلك الهدف، ويستنكر اتهامنا له بذلك ويسميه إدعاءً. هل يحاسبنا على الالتزام بالمواجهة الشاملة المسلحة ؟ ولكنه نظم فيها شعراً في بيانه المذكور، وذكر أنه "لا يدين العمل المسلح"، أ حرام على بلابله الدوح .. حلال على الطير من كل جنس. هل يحاسبنا على التمسك بفصل الدين عن الدولة ؟ كيف وهو، كما ذكر في بيانه، قد طور العلمانية، بل واكتشف لها صيغاً جديدة. هل يحاسبنا على استبعادنا ورفضنا لمفهوم الانتفاضة المحمية بواسطة القوات المسلحة وعلى رأينا في الجيش أنه أصبح تابعاً لميليشيات الجبهة الإسلامية وذراعاً عقائدياً لها ؟ هل وهل… ذلك ينقلنا للشق الآخر من الخلاف.
عملية اختطاف الحركة:

يتمحور الشق السياسي من الخلاف، وكما ذكرنا سابقاً، في قراءة الوضع السياسي في السودان والتطورات التي طرأت عليه منذ مجيء السلطة الراهنة وتحديد وسائل مواجهتها والتصدي لها سلماً وعنفاً. والأسئلة المطروحة هنا هي بالتحديد، هل تجاوزت الأحداث الوثيقة التأسيسية ل(حق) وهل تحتاج هي بالتالي إلى صياغة وثيقة جديدة تعبر عن هذه المواقف المستجدة ؟ وهل حدثت على صعيد السلطة تطورات جوهرية تقتضي منا تغيير موقفنا منها واستراتيجيتنا و تكتيكاتنا إزاءها ؟ إننا نرى أن الدولة التي أقامتها الجبهة الإسلامية منذ عشر سنوات ووطدتها ما زالت قائمة بثوابتها وركائزها وقوانينها و مؤسساتها وأهدافها. نعم، حدثت بعض التطورات والمتغيرات، ولكنها في رأينا تغيرات ثانوية وعابرة ولا يمكن اعتبارها تحولات جذرية في طبيعة النظام.

بالتالي فإن استنتاجاتنا الرئيسية التي تضمنتها الوثيقة التأسيسية، وأقرها وأكد عليها المؤتمر الأول العام للحركة، والتي تنص على أن الجبهة اِلإسلامية قد خططت ونفذت برنامجاً متكاملاً للحيلولة دون إسقاطها بالوسائل السلمية وحدها، وعلى أن المواجهة المسلحة ليست أمراً اختيارياً، بل واقع اختارته وفرضته فرضاً الجبهة الإسلامية القومية، تظل استنتاجات سليمة وصائبة. الجبهة الإسلامية القومية لن تتنازل سلماً إلا عما توقن بأنه سيؤخذ منها بالقوة. ولذلك فإن للحل السلمي الحقيقي الذي يحقق مطالب المعارضة كافة، سواءً عن طريق الانتفاضة أو التفاوض، له فرصة واحدة للنجاح، وهي أن يتم في سياق المواجهة المسلحة الشاملة، مستنداً إليها ومرتبطاً بها.

رأينا هذا ليس منزلاً، بل ولا أي من وثائقنا أو قراراتنا. إنها بمجملها خاضعة للنقاش والتعديل والحذف والإضافة والإلغاء، كما تقتضي التطورات، ولكن وفق القواعد التنظيمية الديمقراطية. وأمام من يرى ضرورة تعديل خط الحركة، أن يسعى داخل الحركة وبكل السبل الديمقراطية، بما في ذلك تكوين التكتلات والتيارات، لإقناع العضوية بصواب وجهة نظره. وأن يستخدم كل منابر الحركة الداخلية لنشر رأيه وحشد الآخرين حوله. ولكن إلى يتمكن من ذلك، و يستطيع من خلال مؤتمر عام للحركة تغيير مواثيقها ومنطلقاتها الأساسية، فعليه الالتزام جماهيرياً بها. بل إن أراد التعبير عن وجهة نظره خارج الأطر التنظيمية، فيمكنه ذلك، شريطة أن يوضح أنه يعبر عن وجهة نظره هو أو عن وجهة نظر تيار داخل الحركة، لا عن الحركة ككل. أما بالنسبة للقياديين على مستوى العمل الجماهيري، والذين يصعب على "ضميرهم الحي" أن يجدوا أنفسهم مضطرين للدفاع عن رؤية سياسية لم يعودوا يؤمنون بها، فإن واجبهم، إن اختاروا البقاء داخل الحركة، هو التخلي عن مواقعهم تلك والتحول إلى مواقع أخرى يستطيعون من خلالها العمل لنشر أفكارهم. ذلك هو التقليد السائد في كل التنظيمات الديمقراطية.

لقد تخلى السيد وراق و نكص على أعقابه عن كل منطلقات الحركة وخطها. لقد تخلى عن هدف إسقاط السلطة عبر أي وسيلة، وقبل بالتسوية السياسية معها وقبل بتنازلات تقدمها كما تشاء ومتى تشاء، وأدبر عن المواجهة المسلحة و أدانها. واستخدم موقعه القيادي لتزييف موقف الحركة ورؤيتها، وتلك ممارسة لا علاقة لها بالديمقراطية ولا بالأخلاق، إنها عملية اختطاف في وضح النهار، لا أكثر ولا أقل.

يصر السيد وراق في بيانه الأخير على أن ما نقوله محض افتراءات وأكاذيب وتضليل متعمد، و يستند في ذلك إلى فقرات منتقاة من وثيقته الجديدة. نحن لم نطلع على النص الكامل لوثيقته التي أجازها مؤتمره الأخير، ولكن ذلك ليس مهماً، لسبب واضح وبسيط، وهو معرفتنا التامة بمدى احترام والتزام السيد وراق بالوثائق، لا وثائق الآخرين فقط، وإنما وثائقه التي يخطها بيده أيضاً. ولذلك سنعتمد في تناولنا تلك الوثيقة على ما استند إليه هو من فقرات، وهي فقرات، رغم أنه انتقاها بدقة لتعبر بأوضح وأفضل ما يكون التعبير عن موقفه، إلا أن المرء يحتاج إلى بوصلة ومايكروسكوب حتى يهتدي إلى ذلك الموقف.

منهج المقاومة أم اجتهاد المساومة؟

يقول السيد وراق أن وثيقته تنص على أن "تسعى (حق) كأولوية سياسية مطلقة إلي استعادة الديمقراطية التعددية كاملة غير منقوصة وفق المعايير الدولية المعتمدة لحقوق الإنسان والتي تشمل ضمن ما تشمل ضرورة حل سلمي ديمقراطي عادل لقضايا القوميات في البلاد، ويتحقق ذلك باحتمالين، إما بإسقاط سلطة الإنقاذ، أو عبر تسوية سياسية شاملة." ثم يقفز مباشرة إلى فقرة أخرى تتحدث عن وسائل إسقاط النظام، و يقول أنه "من بين حزمة هذه الوسائل فإن (حق) تتبنى المقاومة المدنية." وفي النهاية يورد السيد وراق هذه الفقرة ليدحض نهائياً اتهامنا له بإدانة المواجهة المسلحة، "وما لم تتوفر آليات وضمانات التداول السلمي الديمقراطي للسلطة فإن العنف المعارض يظل مشروعاً، وإذ تفضل (حق) آليات المقاومة المدنية كاجتهاد سياسي، فإنها لا تنسخ اجتهادات الآخرين، ولا تدين العمل المسلح المعارض."

نلاحظ أولاً، أن السيد وراق لم يذكر في الفقرة الأولى أي الاحتمالين لاستعادة الديمقراطية، إسقاط النظام أم التسوية السياسية، هو الأرجح. ثانياً، هو يريدنا أن نفهم من سياق الفقرة الثانية، ومن السياق فقط، أن (حق) تتبنى إسقاط السلطة. قد يكون الأمر كذلك، ولكن طالما أن إسقاط السلطة مطروح كاحتمال فقط، كما ورد في الفقرة الأولى، فإنه يمكن للسيد وراق ولأي شخص آخر، بل وللنظام نفسه، أن يتحدث عن إسقاط النظام كما يشاء، وأن يختار ما يريد من العدة والأدوات المناسبة "تحسباً له"، فليس هناك من جهة يمكنها أن تحاسب أو تسائل الناس عن "الاحتمالات". أما في الفقرة الثالثة، فهو يربط مشروعية العنف المعارض ب "افتراض" عدم توفر آليات وضمانات التداول السلمي للسلطة. ولكن الأمر لا يتعلق بسلطة في رحم الغيب أو في بلاد واق الواق، وإنما بسلطة موجودة وماثلة أمام ناظرينا بسياساتها وممارساتها التي تطبقها علينا آناء الليل وأطراف النهار. لذلك فإن مشروعية العمل المسلح لا تتحدد بالهروب إلى افتراضات نظرية والاختباء خلفها، وإنما بناءً على واقع محدد معروف ومعلوم، وراهن. هل آليات وضمانات التداول السلمي والديمقراطي في ظل هذه السلطة الراهنة، موجـودة أو حتى واردة أم لا ؟ ذلك هو السؤال . وعلى ذلك الأساس يتخذ الناس موقفهم من العمل المسلح. إن كان مشروعاً، فدور (حق) لن يكون الاكتفاء بعدم إدانته. وإن كان غير ذلك فإن واجبنا لن يكون الاكتفاء بإدانته، وإنما محاربته وهزيمته. لسنا متفرجين، والقضية ليست "اجتهادات" ينسخ بعضها بعضا.

إن الفقرات التي أوردهما السيد وراق تثير أسئلة تحير المرء وتؤرقه. إذا كان من الممكن فعلاً استعادة الديمقراطية، بشروطها تلك التي نص عليها السيد وراق، عبر التسوية السياسية الشاملة، فلماذا يقول في وثيقته الجديدة أنه "لا يدين العمل المسلح"؟ لماذا كل هذا الحياد "السويسري" ؟ أليس من الواجب عليه كقائد مسئول أن يجنب الناس والبلاد شرور الحروب وويلات المواجهات طالما أنه من الممكن تحقيق نفس الأهداف سلماً؟ وإذا كان من الممكن، حقيقة، استعادة الديمقراطية كاملة غير منقوصة وحل كل قضايا الوطن عبر التسوية، فلا بد أن الذين يطرحون احتمال إسقاط النظام هم مجموعة من الاقصائيين والاستئصاليين. ولو اختار السيد وراق ذلك الموقف لكان اختياراً مفهوماً، لكنه لا يفعل ذلك وإنما يختار ل (حق) المقاومة المدنية الواردة ضمن أدوات المواجهة الشاملة لإسقاط نظام الإنقاذ! هل يهوى إسقاط الأنظمة "لله فالله" ؟ هل يحب المواجهات وإشعال الحروب دون سبب ؟

من الملحوظ أن السيد وراق عدد آليات استعادة الديمقراطية "الكاملة غير المنقوصة" عبر احتمال إسقاط النظام وحدد الآلية التي يفضلها ل(حق) في إطار ذلك الاحتمال. ولكنه لم يوضح الآليات الواردة ضمن احتمال "التسوية السياسية الشاملة"، كما لم يحدد الطبق الذي يفضله ل (حق) من ضمن "قائمة الأطعمة" التي يعدها ويقدمها طهاة هذه التسوية السياسية الشاملة. ذلك من جانب، أما من الجانب الآخر، فهو لم يشرح ماهية هذه التسوية وقواعدها وأركانها. إن الحل المسمى ب "التسوية السياسية الشاملة" هو من قبيل الغول والعنقاء والخل الوفي، فالعبارة في حد ذاتها، وابتداءً، تحوي تناقضاً ينفيها ويلغيها من الوجود تماماً. إن "التسوية" في القاموس السياسي تعني التنازلات المتبادلة، وبهذا المعني فهي لا يمكن أن تكون "شاملة" وأي حلول تأتي عبرها لن تكون شاملة، بل ناقصة وجزئية. تلك التنازلات، لا تقدمها الأطراف، أي أطراف دع عنك الجبهة الإسلامية، بمحض اختيارها، وإنما تحددها وتفرضها موازين القوى. هذه الموازين ليست في مصلحة المعارضة حالياً، ولكن حتى إذا افترضنا جدلاً تعادل ميزان القوى بين الطرفين أو رجحانه لصالح المعارضة، فإن مبدأ التسوية سيفرض على المعارضة أن تتنازل عن قدر ما من "الديمقراطية الكاملة غير المنقوصة".

لا نعتقد أنه يمكن لحركة سياسية جادة "ترى في نفسها مستقبل السودان"، أن تطرح مسائل التصدي للسلطة واستعادة النظام الديمقراطي التعددي القائم على فصل الدين عن الدولة واحترام حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون، وحل قضايا الهوية والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة، في شكل احتمالات. فمستقبل السودان وشعبه ليس مطروحاً للرهان. بوضوح، ودون لف أو دوران، ليس هناك احتمالان لاستعادة النظام الديمقراطي وحل القضايا التي أشرنا إليها حلاً حاسماً وجذرياً يفتح الباب أمام الشعب السوداني للتقدم و اللحاق بركب العصر. هناك احتمال واحد فقط، وهو إسقاط النظام الحالي. أما "التسـوية السياسية الشاملة" و "الحـل السياسي الشامل" و " تفكيك النظام أو دولة الحزب لصالح دولة الوطن" فهي أسماء شتي لشيطان واحد هو التصالح مع الجبهة القومية الإسلامية وإعفاؤها من المساءلة عما ارتكبت في حـق الوطن والشعب من جرائم وآثام منذ 30 يونيو 1989 ، واقتسام السلطة معها وفق شروط متفق عليها، وهي شروط لن تكون إلا لمصلحتها في ظل توازن القوى الحالي. وذلك ليس حلاً، وإنما أزمة جديدة.

يتحدث السيد وراق عن "اجتهاد" المقاومة المدنية. لا اعتراض لدينا على ذلك، وإن كنت شخصياً أتحفظ على منهج "الاجتهاد" هذا وما ينطوي عليه من إيحاءات، وأرى أن المسائل السياسية يجب أن تحسم وفقاً للدراسة العلمية المنهجية القابلة للتمحيص والفحص، لا اجتهادات الشيوخ والسادة بمنطقها الباطني غير المتاح للعامة من أمثالنا. ولكن وراق لا يذكر ماهية تلك المقاومة المدنية ولا يحدد أشكالها وأهدافها الآنية أو البعيدة. عموماً، نحن لا نحتاج أن يطلعنا على ذلك أحد، فجملة ممارساته قبل وبعد المذكرة المليونية تفضح تماماً ما يعنيه هو بالمقاومة المدنية.

Post: #147
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: abdelrahim abayazid
Date: 01-03-2004, 03:41 AM
Parent: #146

ياناس حق كل سنة وانتم طيبيين وشكرا علي الورقة المقدمة من الاستاذ محمد سليمان .

ذكرتم في الورقة ان وراق فيما معناه متقارب مع الصادق المهدي الم تروا ان الخاتم في الكلام اعلاه متقارب ايضا الي الصادق ومبارك الفاضل؟

Post: #148
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: Amjad ibrahim
Date: 01-03-2004, 03:48 AM
Parent: #1

بقية ورقة محمد سليمان

بصورة عامة، هناك منهجان، وليس احتمالان، للتعامل مع السلطة الراهنة، منهج المقاومة ويستهدف إسقاط السلطة، ومنهج المساومة ويستهدف مصالحتها، وتندرج تحت كل منهما درزينة من الآليات والوسائل. الأمر المهم، والذي يميز بين المنهجين، هو الهدف النهائي ثم الهدف المباشر والمحدد للوسيلة أو الآلية المستخدمة. العمل المسلح حينما يكون هدفه إسقاط النظام يندرج تحت المنهج الأول، وحينما يكون هدفه الضغط على النظام للحصول على بعض التنازلات يندرج تحت منهج المساومة. المقاومة المدنية حينما ترد ضمن منهج المقاومة، تمارس في تعاضد مع المواجهة المسلحة وأشكال المقاومة الأخرى وفي ترادف معها ويكون هدفها تحريض الجماهير ولفها حول شعار إسقاط النظام، أما حينما تمارس باللجوء إلى محافظ أم درمان أو إلى رئيس لجنة حقوق الإنسان في المجلس الوطني المنحل فإنها تندرج تحت منهج المساومة. وعلى ذلك النهج تعجم أعواد بقية الآليات بما فيها الانتفاضة الشعبية والتفاوض.

التوزيع العادل (للثورة) وأدوات المواجهة:

إذا كان السيد وراق قد فضح في عبارة واحدة من ثلاث كلمات هي "التسوية السياسية الشاملة"، مدى التلفيق الذي يتميز به خطه الجديد، فإنه في فقرة واحدة من وثيقته الجديدة يزيف، لا خط الحركة وحده وإنما طبيعتها ككل. يقول وهو يوزع مهام المواجهة الشاملة على القوى السياسية والاجتماعية ويعطي كل ذي حق حقه "إسقاط الإنقاذ يتم عبر آلية المواجهة الشاملة وهي جماع المقاومة العسكرية لجميع الأقليات المهمشة والأحزاب المعارضة، والمقاومة المدنية للجماهير خصوصاً تنظيمات وتكوينات القوى الحديثة. إضافة إلى الضغط الديبلوماسي السياسي والمعنوي للمجتمع الدولي. وتتكامل هذه الوسائل وتتصاعد حتى تصل ذروتها وتتوج بالانتفاضة الشعبية والإزاحة النهائية للسلطة. ومن بين حزمة هذه الوسائل فإن (حق) تتبنى المقاومة المدنية."

أولاً، هكذا وفجأة يطرد السيد وراق (حق) من زمرة (الأحزاب المعارضة) مرة واحدة، ليضمها إلى مجموعة (عدم الانحياز) هذه المسماة بتنظيمات وتكوينات القوى الحديثة. ثانياً، إذا لم يكن مفهوم "القوى الحديثة" هذا قد عفا عليه الزمن، فقد هجرناه نحن عند إنشـاء الحركة، ولم يكن اختيار اسم "حركة القوى الجديدة" بدلاً من "الحديثة" اعتباطاً، وإنما كان تعبيراً واضحاً عن تلك الهجرة، أو على الأقل عن الرغبة فيها. وتأكيداً لذلك، حدد المؤتمر العام الأول في صياغته لاستراتيجية نمو الحركة أن "تترافق مع بناء الحركة في الداخل، مهمة لا تقل عنها أهمية، وهي الانتقال من الصفوية إلى الشعبية، ومن مواقع الفئات المثقفة والمتعلمة، إلى صفوف الشعب بكل طبقاته وفئاته وثقافاته وأعراقه، ومن المدينة إلى الريف." ولكن لنترك وثائق الحركة ومؤتمراتها، فالسيد وراق لا يعير ذلك اهتماماً، ولنرجع إلى وثائق قيادة الداخل التي خطها هو بيده، لنقرأ في وثيقة "قضايا وأسبقيات ما بعد المؤتمر" هذا التعريف ل(حق) "إنها حركة ترى في نفسها مستقبل السودان ونهضته وحداثته على أساس ديمقراطي اجتماعي واسع وجارف وغالب. وسيظل ذلك هو الهدف الأساسي للحركة في مستقبلها المنظور، وذلك هو ما يحدد قضاياها وأسبقياتها." كيف يتسنى لحركة تصنف نفسها ضمن "القوى الحديثة" أن تتحول إلى تيار اجتماعي جارف في مجتمع تبلغ نسبة الأمية فيه أكتر من 85% ؟

حينما تحدد (حق) أن أسبقيتها الأولى هي المواجهة المسلحة مع السلطة والعمل لإسقاطها، يهرب السيد وراق من ذلك قائلاً أن الأسبقية الأولى هي البناء والتحول إلى تيار اجتماعي جارف. وحينما يواجه بمتطلبات البناء وفق الأهداف التي وضعها هو بنفسه، ينتقل ب (حق) من صفوف الفئات الشعبية والجماهير الواسعة إلى صالونات القوى الحديثة، وهكذا… السيد وراق في حقيقة الأمر لا يريد ل (حق) أن تواجه ولا يريد لها أن تبني ( هذا بافتراض أن هناك تناقضاً بين الاثنين، وذلك في منظورنا غير وارد)، وهو لا يريدها وسط القوى الجديدة، أو بين القوى الحديثة، بل ولا أينما كان "النفير". إنه يريدها فقط حيثما كان هو، بتناقضاته كلها، "قدم في الماء وقدم في السماء"، وحيثما كان هو تشرق الشمس!

نعود الآن إلى ذلك التوزيع العادل "للثورة"، والذي قسم فيه السيد وراق الأدوار بين "الأقليات المهمشة"، والتي يأبى حظها التعيس دائماً إلا أن يرميها في المحظورات، فيبتليها بالمقاومة العسكرية، و بين "الجماهير" و تكوينات وتنظيمات القوى الحديثة "بنت الناس" التي ينعم عليها بالمقاومة المدنية. لقد تطرقت الوثيقة التأسيسية ل (حق) لتفاوت أساليب وأدوات النضال بين جماهير المدن وجماهير المناطق المهمشة باعتباره أمراً سلبياً، وانطلقت من ذلك لتستشف فرص الوحدة الكاملة للشعب في كل بقاع الوطن بقولها "وفرت الجبهة الإسلامية لهذه القوى فرصة تاريخية لتضيف إلى وحدة برنامجها السياسي، ورؤيتها للسودان الجديد، وحدة أساليبها النضالية وأدواتها القتالية". ولكن الناس بالنسبة للسيد وراق ، ورغم كل ما يقال، ليسوا سواسية. وطالما أن الحرب وأهوالها تدور بعيداً فلتدر، وطالما أن وقودها المهمشون والحجارة فلتستعر. و الغريب أن السيد وراق، في وثيقته التي أجازها مؤتمره الأخير، ينتقد الحركة الشعبية لتحرير السودان لأنها "تختزل الثقافة إلى الجينات العرقية". إنه هنا لا يختزل الثقـافة فقط وإنما حق الحياة ذاته في الجينات العرقية. وبعد، فإلى أي قاع سحيق، بل إلى أي هاوية بلا قرار يدفعنا السيد وراق؟

إدانة المواجهة والمراهنة على التيار الإسلامي:

تخلي السيد وراق عن المواجهة المسلحة أكده بنفسه، وفي هذا لا نحتاج إلى قول الكثير. أما إدانته لها، وتبنيه المساومة مع النظام فهي ليست قصراً على وثيقته الجديدة فحسب، وإنما وردت في مواقع ومواقف شتى، وما نورده هنا ليس إلا غيضاً من فيض.

في بيانه عن عملية تفجير خط أنابيب البترول أكد السيد وراق رفضه واستنكاره لأي تغيير عن طريق القوة سواء من الداخل أو الخارج. هل هناك من إدانة أوضح من ذلك ؟ وفي رسالته إلى رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس الوطني المنحل، عقب إهانته وإذلاله خلال حملة "المليون" توقيع، يصف السيد وراق العمل المسلح "بالتطرف والعبط السياسي" ويصف جيوش المقاومة المسلحة بالبربرية والجهل وعـدم التمدن. أنظر قوله في رسالته تلك "وبكل صدق، إننا لو لم نكن قد تخيرنا أسـاليب الاحتجـاج المدني عن بينة وبصيرة، وبعد طول تأمل، فإن تلك المعاملة الهمجية كانت ستدفعنا حتماً إلى الخروج من المعتقل للالتحاق بالعمل المسلح، لكننا كنا وسنظل أناسـاً متمدنين في مواجهة أوباش وهمجيين."

أما عن قبوله التسوية السياسية واعتماده على تنازلات النظام وعلاقته بتياراته المتصارعة، فالبيان الجماهيري عن نظام "التوالي" ثم كلمة السيد وراق عند خروجه"المعلن" للعلن يتحدثان عن "تنازلات .. ولكنها تنازلات غير كافية وغير مأمونة" . إذن هناك تنازلات كافية ومأمونة يمكن أن يقدمها النظام وتحقق مطالب الشعب! وفي كلمة الخروج العلني للعلن يطرح السيد وراق احتمال "أن تنجح ضغوط المطالب الديمقراطية في تجاوز سقف التوالي فتؤسس لانفراج سياسي حقيقي، وتطلق ديناميات التحول الديمقراطي السليم" . بمعنى أن النظام، ونتيجة لضغوط غير محددة الأداة ومبهمة القوة، يمكن أن يتحول سلمياً نحو الديمقراطية .

في بيان جماهيري بعنوان "تحول هام في تركيبة السلطة"في أغسطس 1997 ، رأى السيد وراق أن هناك "عدداً من الإسلاميين الذين استخلصوا الدروس الصحيحة من تجربة الإنقاذ فقطعوا بهذا القدر أو ذاك مع التفكير الشمولي .. ولم يشكلوا تياراً واضحاً بعد" ، وطالبهم "بالتكفير عن خطاياهم السابقة، وتبرئة ذمتهم أمام الشعب بالانتظام وتخطي حالة الترقب والنصح والاستجداء، إلى الإسـهام الفاعل في كفاح الشعب لأجل الحرية ." على علاقة بهذا الأمر، محاولة السيد وراق تفنيد اتهامنا له بالتحالف مع (تيار التوبة) حيث يذكر أن الحديث عن التوبة ورد في وثيقته الجديدة في إطار تناول تنازلات الإنقاذ وأنها لم تشكل (توبة نصوحة) بعد. نحن لم نكن نتحدث عن نظام الإنقاذ بل عن تحالف معين يجمعه بذلك التيار وبالصادق المهدي، وهو تحالف تدل عليه شواهد واضحة أوردنا ونورد بعضها في هذا المقال. أما مسألة التوبة فهي نفسها تحتاج لبعض التوضيح، ترى هل هي "الاجتهاد" الذي يقدمه السيد وراق كبديل للمحاسبة والمساءلة عن جرائم هذا التيار؟

في مقابلة مع مجلة "الشـاهد الدولي" يصف السيد وراق المصالحة المبنية على لقاء جنيف بين الصادق والترابي، بأنها إيجابية جداً وأنها وضعت إطار التسوية على الخط. ليس ذلك فحسب، بل يرى ضرورة أن تجري الحركة الإسلامية تسوية داخلها بأن يتصالح الترابي، الذي يصفه بأنه "بلور هموم الانفتاح المحلي سواء في صياغة الدستور أو إيمانه بحرية الضمير" وأنه "مؤسس لحرية الضمير"، مع تيار القصر أو مذكرة العشرة والذي بلور تيار الانفتاح الخارجي. ذلك إذن هو موقفه من صراعات وانقسامات الجبهة الإسلامية. ويؤكد ذلك الموقف في تصريح آخر لصحيفة "الوفاق" فيقول في شأن صراعات الجبهة الإسلامية محذراً إياها من الاستمرار في سياسة الإقصاء والإقصاء المضاد (المقصود إقصاء الجبهويين بعضهم بعضا) "إنني ما زلت حريصاً على وحدة قوى التسوية السياسية داخل الحركة (الإسلامية) ولابد من إزاحة التيار الانغلاقي والإنكفائي أو تهميشه لأننا لا يمكن أن نتسامح مع عدم التسامح."

أليس مدهشاً كل ذلك الحرص على وحدة قوى التسوية داخل الحركة الإسلامية، مقارنة بحرص السيد وراق على وحدة حركة أخرى كان، حينما أدلي بذلك التصريح، أمينها العام. قد يكون مدهشاً أيضاً أن المتحدث أعلاه ليس عضواً في الجبهة الإسلامية! ولكن الأكثر إثارة للدهشة بالطبع هو تسامح الجبهة الإسلامية مع هذا التدخل السافر في شئونها الداخلية. ولكن انتساب السيد وراق للجبهة الإسلامية ليس بالضرورة انتساباً تنظيمياً، والجبهة نفسها وبثوبها الفضفاض الذي فصله دكتور الترابي "بذكائه الخارق وبرؤيته الاستراتيجية" (هذا الغزل ليس منا وإنما ورد على لسان السيد وراق) لا تطلب ذلك، وإنما تقبل في معظم الأحيان، وخاصة من المثقفين "…بالذي لو رآه الواشي لقرت بلابله…بلا، وبلا أستطيع وبالمنى… وبالأمل المرجو قد خاب آمله"! إن انتسابه السياسي والذي يؤكده، ضمن المواقف التي تعرضنا أو سنتعرض لها، هذا الموقف من انقساماتها يكفي الجبهة، وكذلك يكفيها انتماؤه الفكري والآيديولوجي الذي تفضحه، ضمن ظواهر أخرى، هذه التناقضات التي يحتشد بها خطابه.

أجرت صحيفة "الراية" القطرية حواراً مع عدد من السياسيين السودانيين من بينهم السيد وراق، وكان وقتها لا يزال أميناً عاماً لحركة (حق) بالسودان، والأستاذ صادق عبد الله عبد الماجد زعيم الإخوان المسلمين، والأستاذ سيد أحمد الحسين القطب الاتحادي المعارض المعروف. دار الحوار حول الدور المصري في السودان بعد أحداث رمضان ونشرته الصحيفة بتاريخ 19/2/2000 ، ونحن ننقل هنا فقرات من آراء القادة الثلاثة دون تعليق منا، وليقارن القارئ ويحدد بنفسه موقف كل من القادة الثلاثة من الحركة الإسلامية، انتماءً أو عداءً، ومدى التطابق أو الاختلاف بين المنطلقات والآراء:
• يقول السيد وراق "أرى أن التصور الذي رسمته مصر للمستقبل السياسي القريب في السودان والذي يمكن استنتاجه من الاندفاع في تأييدها للرئيس البشير بعد خلافه مع دكتور الترابي – هو تصور مشغول ومهموم بالتخلص من التيار الإسلامي لدرجة انصرفت معها عن التحسب للنتائج الجديدة وشغلتها عن عوامل وقوى أخرى غير التيار الإسلامي."
• بينما يقول الأستاذ صادق عبد الله عبد الماجد أنه "لا يرحب بالدور المصري الذي نشط بعد هذه القرارات" ويرى أن هدف مصر الأساسي هو إقصاء الإسلام السياسي."
• أما الأستاذ سيد أحمد الحسين فيقول "مصر تسعى لإجبار المعارضة على الدخول في مصالحة مع نظام الإنقاذ وبالتالي تنقذه من سقوط مؤكد ومن المحاسبة التي تنتظره والمعارضة بمصالحتها الإنقاذ تدخل في نظام أصولي متطرف عذب الناس وسجنهم وقتلهم وألغى مكتسباتهم وبذلك تتلوث المعارضة بممارسات هذا النظام."
لا تعليق.

تقرير المصير وصحوة الضميرالثقافي:

يدعي السيد وراق أننا كذبنا في اتهامنا له بالتخلي عن حق تقرير المصير الذي أجمعت عليه القوى السودانية، وبأنه صدر في تحليلاته عن مفهوم قديم هو الهوية الإسلامية والعربية للسودان التي يجب حمايتها أمام الطوفان الزنجي بكل الوسائل السبل، ويحيلنا إلى فقرة في وثيقته تنص على أنه في أسس "التسوية"! "في نهاية فترة الانتقال يستفتى جنوب البلاد بحدود 1956 ليختار بين وحدة طوعية بسلطات لامركزية يتفق عليها أو الاستقلال"، وهي فقرة دامغة حقاً. ولكن السيد وراق يفصل الاتهام الذي يريده لنفسه حسب قدرته على الدفاع عنها. إنه لا يكتفي بتزييف مواقف الحركة، وإنما يريد أن يزيف اتهاماتنا ذاتها.

نحن لم نتهم وراق بأنه "تخلى عن حق تقرير المصير الذي أجمعت عليه القوى السودانية"، كما ذكر هو في بيانه، ولكننا اتهمـناه بأنه " تخلى عن حق تقرير المصير الذي أجمعت عليه القوى السودانية، باعتباره فرصة أخيرة للوحدة الطوعية للشعب والبلاد". بقية الجملة لم تسقط سهواً، ولم يحذفها السيد وراق لدواعي الاختصار فقد نقل الاتهام الثاني الوارد في نفس الفقرة "بضبانته". ولكنه أسقطها عمداً لأنها تمثل جوهر الاتهام الذي لا يستطيع أن ينكره أو يفنده. السيد وراق لا يرغب في تقرير مصير يفضي إلى الوحدة الطوعية، لأن مثل هذه الوحدة تنسف مشروعه القائم على السيادة العربية والإسلامية على السودان، من أساسه. إن ما يريده هو، مثله في ذلك مثل الجبهة الإسلامية وبقية قوى المشروع المشترك التي يسعى للتحالف معها الآن، وهذا ما سيؤكده السيد وراق بنفسه كما سنورد لاحقاً، أولاً، فترة (انتقال) ترسخ فيها سيادة المشروع العربي الإسلامي، ثم بعد ذلك إما وحدة قهرية مفروضة بقوة السلاح، كما تدل على ذلك وثائقه بما فيها وثيقة مؤتمره الأخير، أو تقرير مصير يفضي لانفصال الجنوب.

كيف يتأتى لمدافع عن أو راغب في الوحدة الطوعية أن يقول عن القوات المسلحة أنها "تظل الضامن الضروري لعدم انزلاق البلاد إلى الفوضى والتفتت الأهلي." كما ورد في وثيقته الأخيرة، أو كما جاء في أعمال القيادة الوطنية في أبريل 1997 والتي تنوه "وإذ يشكل انفراط القوات النظامية خسارة شخصية لكل فرد من أفرادها، فإنه وفي المقام الأول يشكل خسارة ماحقة للوطن الذي تمثل القوات النظامية صمام أمان وحدته واستقراره وضامن عدم انزلاقه إلى الفوضى والاقتتال العرقي والطائفي." لا يمكن اعتبار القوات المسلحة صمام أمان وحـدة البلاد، إلا إذا كانت تلك الوحدة قائمة على القهر وقوة السلاح. أما الوحدة الطوعية فتحميها الإرادة الحرة والخيار الحر لشعب السودان في الشمال والجنوب معاً.

أما عن اتهامنا له بأنه انطلق من مفهوم بال للهوية العربية الإسلامية للسودان، فهو لا ينفيه و لكنه يذكر انه "ورد في مجرى نقد رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان". ثم يورد فقرة مطولة يطالب فيها الحركة الشعبية باتخاذ موقف فكري وسياسي من وحدة السودان، ويتهمها بأن الوزن الانفصالي قد زاد داخلها وينزلق بها إلى تبني مركزية أفريقانية وإنكار عروبة السودان وهو موقف يصادم حقوق الإنسان، ثم يعطيها درساً في كفاح الضحايا الحق ضد الجلاد، وأنه لا يتم بالتماهي مع الجلاد واستلاف نماذجه في التفكير والممارسة.

أولاً، قد يكون من المفيد للسيد وراق أن يتواضع قليلاً قبل أن يلقن الآخرين دروساً عن كفاح الضحايا ضد الجلاد وعن التماهي مع الجلاد واستلاف نماذجه في التفكير والممارسة، كان أولى به أن يوجهها لنفسه. إن خير مثال للتماهى، وليس التماهي المضاد كما يتهم هو الحركة الشعبية، وإنما التماهي "الإنصياعي والإلتحاقي" الكامل، مع الجلاد، واستلاف، ليس نماذج تفكيره وممارسته فحسب، وإنما مضامينها ومشاريعها أيضاً، هو السيد وراق ذاته. وإذا كان ما ذكرناه حتى الآن عن علاقته بالنظام وموقفه منه لا يكفي كدليل، فهذه الفقرات المنقولة من حديثه إلى صحيفة "الراية" الذي أشرنا إليه من قبل، أفصح من جهيزة التي قطعت قول كل خطيب:

"هذا الاندفاع أوقع مصر في مشكلة القراءة الخاطئة للتطورات السياسية الأخيرة في السودان وبدا لها أن الحل الأمثل هو فرض مصالحة بين البشير الذي تخلص من الإسلاميين وقوى المعارضة بما فيها الجيش الشعبي لتحرير السودان، هذا الحل في رأيي يستبق خطوة ضرورية تتيح لقوى الثقافة العربية الإسلامية في الشمال التنسيق ووضع برنامج مشترك يحمي القاعدة الثقافية التي تستند إليها هذه القوى. وفي حالة الإقصاء القسري للحركة الإسلامية وإلغاء خطوة التنسيق بين قوى الثقافة العربية والإسلامية في الشمال فإن حركة التمرد سوف تملأ هذا الفراغ وتهز قاعدة راسخة لاستقرار قوى سياسية في الشمال."

لا نحتاج أن نضيف شيئاً لما قال السيد وراق، ولكن فقط نشير إلى أن "الخطوة الضرورية" أو "خطوة التنسيق بين قوى الثقافة العربية والإسلامية" والتي ستمنع "حركة التمرد" من ملء الفراغ، هي "الفترة الانتقالية" التي سيصوت أهل الجنوب بعدها على الوحدة أو الانفصال!

لسـنا بصدد الدفاع عن الحركة الشعبية لتحرير السودان، أو توضيح رؤيتها للوحدة أو مناهجها في تربية مقاتليها أو غير ذلك مما يهرف به وراق دون علم، فهي أقدر على ذلك، وبوسع السيد وراق أن يسأل حلفاءه الجدد عن ذلك. ولكن الذي سيؤدي إلى زيادة وزن الانفصاليين سواء داخل الحركة الشعبية، إن كانوا موجودين، أو خارجها، هو هذا النمط من "التفكير" والطرح السياسي، إذ يصدر ليس من النظام أو الأحزاب التقليدية، بل من أدعياء الحداثة المحدثين من "المثقفين". وهو أيضاً ذلك الخط الداعي لتركها وحيـدة في ميـدان المعركة، والذي يريد للجنوب وحده أن يكون مسرح الحرب والأرض المحروقة، وللجنوبيين والأقليات المهمشة وحدهم أن يكونوا ضحايا القتل والمعارك، وسيكون مناسباً هنا للسيد وراق أن يعيد قراءة تقسيمه "الاجتماعي" لمهام المواجهة المسلحة، والذي تطرقنا إليه من قبل. إن معالجة مسائل المركزية الثقافية "أفريقانية أم عربسلامية" تتم من خلال التواصل والحوار الذي يبدد الشكوك التاريخية، لا من خلال القطيعة والتجني الذي يرسخ المظالم والأحقاد. أما الحوار الديمقراطي بين مكونات الهوية السودانية الذي يشير إليه السيد وراق، فهو لا يتم بعد تقرير المصير "الانفصالي"، وبعد أن تتفتت تلك المكونات وتذروها الرياح، وإنما يتم الآن من خلال النضال المشترك لكل مكونات هذه الهوية ضد عدو واحد.

حينما نقول أن السيد وراق ينطلق من مفهوم الاستعلاء العروبوي الإسلامي الذي لا يرى في الجنوب إلا أرضا قابلة للفتح و الضم، لا مواطنين لهم حقوق في الحياة وفي السلام، فأننا لا نتجنى عليه. و حينما قلنا ذلك الكلام لم نكن قد قرأنا وثيقته الأخيرة، ولكننا كنا قد توصلنا إلى تلك الحقيقة من مجمل مواقفه وتصريحاته قبل ذلك. في كلمة خروجه العلني للعلن، عدد السيد وراق أسماء أكثر من عشرين شخصاً باعتبارهم معالم بارزة في جغرافية البلاد السياسية. وكان ملفتاً تماماً للنظر أن تلك القائمة التي شملت حتى النكرات من أمثالي، غاب عنها أي وجه جنوبي. كان وراق آنذاك يقدم أوراق اعتماده لحلفائه الجدد ويثبت لهم أنه أكثر جرأة وشجاعة من الأحزاب التقليدية والجبهة الإسلامية ذاتها التي تعودت إضافة بعض الأسماء الجنوبية لهيئاتها وحكوماتها "لزوم التحلية"!

وكم كان قاسياً على الضمير أن يطالب السيد وراق في كلمته تلك، ضمن ثمانية مطالب، بالصراع لأجل السلم الأهلي في البلاد رابطاً ذلك مباشرة "بأحداث غرب دارفور الأخيـرة التي راح ضحيتها عشرات الأرواح" و"بالصدامات القبليـة"، متجاهلاً تماماً مئات الآلاف من القتلى و ملايين الجوعى والمشردين، وعشرات المدن التي دمرت ومئات القرى التي أحرقت، وأبيد أهلها عن بكرة أبيهم في الحرب البشعة التي تدور ليس بعيداً عن دارفور، في الجنوب. لكن السيد وراق الذي يستطيع أن يغمض عينيه عن كل تلك الأهوال، لا يستطيع بضميره الثقافي الحي أن يسمح حتى لطرفه أن يرف خوفاً من هجمة المركزية الأفريقانية القادمة.

تحالف السيدين الحديث:

ذكرنا أن مقررات مؤتمر وراق دشنت تحالفاً عملياً مع السيد الصادق المهدي. وقد وصف السيد وراق ذلك بأنه ادعاء، قائلاً أن الحديث عن الصادق المهدي ورد في "مجرى التقويم النقدي للرؤى السياسية المختلفة". لقد تهنا في متابعة السيد وراق ووثيقة مؤتمره. كل ما ذكرنا له موقفاً، يدعي هو أن الحديث عن ذلك الموضوع ورد في سياق كذا أو إطار كذا أو مجرى كذا، فأي موقف إذن حددت وثيقة (الجن) هذه! المهم يذكر وراق بعد ذلك عدداً من نقاط الالتقاء مع حزب الأمة والتي تجعله "حليفاً موضوعياً" ل (حق) السيد وراق، ثم عدداً آخر من التبريرات لتحالف السيدين وراق والصادق المهدي.

لم نكن نحن مصدر خبر التحالف، أو التحالف المزمع، بين السيدين وراق والصادق المهدي. كل الصحف التي تناولت مؤتمر السيد وراق نشرت ذلك، وقبل أن نصدر نحن بياننا نفسه. فإن كانت كل تلك الصحف قرأت وثيقة مؤتمره قراءة خاطئة، فلابد أن هناك مشكلة في الوصول إلى قراءة صحيحة لوثائق السيد وراق. وفي هذه الحالة فإن الأولى بالتصحيح هم إما مراسلو الصحف التي نشرت الخبر، أو وثائق السيد وراق، لا نحن.

إن تحالف السيدين الجديد قد بلغ من العمق حد دعوة السيد الصادق لصياغة المذكرة "المليونية" التي لم تطلع عليها قيادة (حق) ذاتها في الخارج إلا من خلال الصحف. إنه التحالف الذي قصده السيد وراق ب "نقطة المسـاومة بين القوى الحديثة والقوى التقليدية" ! في حديثه المشار إليه آنفاً لمجلة "الشاهد الدولي". إنه المظلة التي من تحتها يواصل السيد وراق علاقته الحميمة مع تيار التوبة وغيره من تيارات الجبهة الإسلامية، ومجهوداته واجتهاداته القيمة في سبيل توحيدها والتوحد معها. ذلك التحالف قائم، ولكنه لا يقوم على أي قناعات راسخة أو غير ذلك بالديمقراطية التعددية ولا على أي من قسمات الحداثة أو تطلعاتها وهمومها كما يدعي وراق. إنما يقوم على أعمدة مشروع الاستعلاء العربي الإسلامي، ويؤسس على قاعدة الممارسات السياسية المرذولة للقوى التقليدية التي وضعت الشعب على حافة الهلاك والبلاد على حافة الهاوية، بالتنصل عن الاتفاقات، والنكوص عن الالتـزامات، والتنكر للعهود، وغير ذلك مما برهن السيد وراق للجميع أن لا أحد يبزه فيه.

مؤتمر التوصيات

هناك نقاط أخرى أشار إليها بيان اللجنة التنفيذية، وكذبها السيد وراق في بيانه، مثل تخلي السيد وراق عن فصل الدين عن الدولة، أو انحيازه للجيش رافع البندقية (الوطنية)، أو مهزلة المذكرة المليونية التي انتهت باستجداء رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس الوطني المنحل أن يسعى لتعيين وزير للأمن (ليكون مسئولاً عن شئون المناضلين)، ولكننا إما تصدينا لها ضمناً فيما أوردناه سلفاً، أو وجدنا في بيان السيد وراق عنها ما يكفينا شر القتال. فقط، هناك نقطتان "تنظيميتان" صغيرتان لابد من التعرض إليهما قبل مغادرة هذا المقام وأود لو يعطيني السيد وراق تفسيراً لهما:

• ذكر السيد وراق أن العدد المفترض لحضور المؤتمر كان 45 مندوباً حضر منهم 27 وتغيب الباقون لأسباب مختلفة. ذلك يعني أن أكثر من ثلث المندوبين (خمسي المندوبين على وجه الدقة) لم يحضروا. سؤالنا هو كم النصاب القانوني المطلوب لانعقاد مؤتمر يغير طبيعة الحركة من أولها إلى آخرها؟

• كما ذكر أنهم أرجأوا التوصيات التي كان من المقرر عرضها على الاجتماع المشترك بين الداخل والخارج، ومن بينها تغيير اسم الحركة، إلى التشاور والتنسيق مع فروع الحركة في الخارج وإلى الأشكال المؤسسية والديمقراطية التي تعززها. سؤالنا هو هل يتخذ المؤتمر، وهو السلطة العليا في كل التنظيمات الديمقراطية، توصيات أم قرارات ملزمة؟ وإن اتخذ توصيات فما هي هذه الأشكال المؤسسية الديمقراطية الأعلى سلطة من المؤتمر والتي ستجيز توصياته أو ترفضها؟ على كل، طالما أن تغيير اسم الحركة الخاصة بالسيد وراق مطروح ضمن تلك التوصيات، فأنا أؤيده وأشد من أزره وسأصوت بنعم من أي موقع كنت فيه، حتى ولو كان ذلك وسط العلامات البارزة في جغرافية السودان السياسية التي "حشرني" فيها السيد وراق ذات يوم دون سبب، لو لم يكن قد شطب اسمي من تلك القائمة بعد، كما أظنه قد فعل بالكثيرين.

انتهى

Post: #149
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: أحمد أمين
Date: 01-03-2004, 01:08 PM
Parent: #148

تصحبك السلامة يا خاتم ونتمني لك إقامة سعيدة وسط أهلك واصدقائك
وكل الناس الذين يشتاقون لقياك
وشكرا علي هذه المساهمة المميزة التي وضحت الكثير من الغموض الذي صاحب
نشأت حركة حق
وتحياتي للاهل

Post: #150
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: yumna guta
Date: 01-03-2004, 06:51 PM
Parent: #149

استاذ الخاتم مرحبا بك بيننا
سعيدة انا بكل الحوارات التى دارت بينك و بين اخوانى بالبورد و التى تنم عن عميق الخبرة و الحكمة لكل منكم
دار ت مناقشات كثيرة فيما يخص العلاقة بينكم و بين حق الاخرى و لدى كثير من التوضيحات اتمنى ان يسعفنى الزمن للحديث عنهاو اتمنى ان يسعفك انت ايضا لمناقشتها معى علها تزيل بعض الالتباسات و سوء الفهم الذى صاحب تلك الفترة سواء لاعضاء الحركة
أواصدقائها و المهتمين بالشأن العام واتمنى ان تكون زيارتك القادمة للسودان فرصة لتلمس بعض الحقائق على ارض الواقع و التى اعتقد انها غابت عنكم بسبب البعد الجغرافى , امنياتى باقامة سعيدة وسط الاهل و الاحباب و اتمنى ان تجد منهم فرقة تمدنا فيها باخبارك و الا تقطع طلاتك على البورد اثناء هذه الاجازة السعيدة بأذن الله
ساعود لاحقا انشاء الله

Post: #151
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: ابو نور
Date: 01-05-2004, 08:52 AM
Parent: #1

UP

Post: #152
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: yumna guta
Date: 01-07-2004, 09:38 AM
Parent: #151

الاخ الخاتم.....الاخوة و الاخوات الكرام.......التحيات الطيبات
كانت الحوارات الدايرة خلال الفترة السابقة _ و التى لم تسعفنى ظروفى الشخصية من متابعتها و المشاركة فيها _اضاءات هامة حول كثير من قضايا السياسة السودانية بكل الوانها و اتجاهاتها المختلفة القديم منها و الحديث و لعله من المفيد جدا الاستماع الى خبرات و تجارب سياسيين قدامى ذوى خبرة طويلة و عميقة فى المجال السياسي امثال الاستاذ الخاتم حيث تمدنا تجاربهم الشخصية بكثير من الدروس و العبر خصوصا حول تجارب سياسية كبيرة مثل تجربة الحزب الشيوعى او احزاب القوميين سواء تجربة البعث او التجربة الناصرية و كذلك تجارب الجماعات الاسلامية بكل اجنحتها.......الخ و لعلها تجارب استفادت منها (حق) منذ نشأتها و هى تستشرف طريقها نحو الساحة السياسية السودانية وهى ذات التجارب التى شكلت قناعاتى الشخصية بضرورة قيام حركة سياسية جديدة تلبى طموحاتنا و تطلعاتنا نحو سودان ديمقراطى حديث و مستنير , سودان خالى من الفقر و الجوع و الجهل و الامراض , سودان تتجاوز فيه اخطاء التجارب السياسية السابقة و يستفاد فى نفس الوقت من الجوانب الايجابية و المشرقة لذات التجارب. و لهذا الهدف جاءت ( حق) و ستبقى , بنا او بغيرنا , لان الفكرة الخلاقة و التى يأتى اوانها كالقطار تمضى الى الامام لا ترجع للوراء و لا تنتظر المتخلفين عن مسيرتها مهما كانت اسبابهم المنطقية لهذا التخلف و لذا فان ( حق) الافكار و الرؤى و التوجهات لا تعبأ بالافراد لذاتهم سواء كانت اسماء لامعة مثل الخاتم عدلان او الحاج وراق او الباقر العفيف او هشام عمر النور او هادية حسب الله......الخ او كانوا من من عضويتها التى تعمل بصمت بعيدا عن الاضواء و لم يكن يهمنا نحن اعضاء الحركة سوى سلامة خطها الفكرى و السياسي و ديمقراطيتها و مدى التزامها فى الجانب الادارى و التنظيمى وللامانة لم يكن هذا بالامر الهين او المكتمل منذ نشأة الحركة و حتى الان لان مهمة بناء حركة ديمقراطية فاعلة ليست بالمهمة السهلة وسط التعقيدات السياسية و الثقافية و الاجتماعية لبلد مثل السودان.
الاخ الخاتم دعنى امسك بنقاط مقالك و نتحدث عنها بهدوء و موضوعية , تحدثت عن نقاط الاختلاف بينك و بين حق الاخرى و التى قد اوردتموها فى كتابكم (حق الى اين تتجه) و الذى ساعود الي مقتطفات منه لاحقا.
اولا تحدثت عن التنكر للعهود و المواثيق بينكم و بين الداخل فيما اتفقتم عليه فى مؤتمر اسمرا و الذى شارك فيه وفد من الداخل مكون من سبعة اشخاص برئاسة الاستاذ الحاج وراق , و لعله من المفيد ذكر ان هذا الوفد جاء مكلفا من قبل القيادة الوطنية و المكتب التنفيذى لحركة القوى الجديدة الديمقراطية_ و هو الاسم الذى اطلقته الحركة على نفسها داخل السودان فى ذاك الوقت_ المنتخبين من قبل مؤتمرها التأسيسى فى 8/5/ 1996بالخرطوم و الذى اجازت فيه ميثاق الحركة و نظامها الداخلى و شرعت بموجبه فى بناء اسرها و مكاتبها المتخصصة و بقية الوحدات التنظيمية و الادارية للحركة , ثم التقى اعضاء هذا الوفد مع الوفد القادم من دول عدة خارج السودان تربط بينهم علاقة توحيد لعدد من الحركات السياسية و التى توج توحيدها فى المؤتمر الثانى للقوى السودانية الحديثة و الذى انعقد بواشنطون فى 6 اغسطس1995 و الذى تم التوقيع فيه على وثيقة توحيد لهذه التنظيمات فى حركة واحدة باسم( حركة القوى السودانية الجديدة- حق) و قد وقع كل من الاستاذ بشير بكار عن حركة القوى السودانية الحديثة بالولايات المتحدة , و الاستاذ ثروت سوار الدهب عن حركة القوى الديمقراطية السودانية بكندا و الاستاذ الخاتم عدلان عن حركة القوى السودانية الجديدة – حق بالمملكة المتحدة و قد ورد فى نص البيان المشترك ما يلى " ان خطوتنا التالية هى مواصلة الحوار مع المجموعات الاخرى داخل السودان و خارجه ,و ذلك لعقد المؤتمر الجامع لكل هذه القوى فى مقر ملائم و فى وقت قريب , لنكونها بمجهودنا الجماعى , و نشهد ميلادها معا , و نتجه بها الى السودان نخاطب بها العقول و الافئدة و نرفع سواعدها القوية لنصرة الشعب و سحق جلاديه".ثم لاحقا التحق فصيل اخر من القاهرة فى نوفمبر من نفس العام و هو ملتقى الحوار الديموقراطى ,
و لا احسب ان مؤتمر اسمرا كان خارجا عن هذ ا الاتفاقات الذى يدعو للاتصال مع حركات و اجسام سياسية اخرى لضمها لهذا التحالف العريض الذى ستتكون بموجبه ( حق) و لعله ليس من المستغرب ان عضوية الحركة داخل السودان جاءت الى اسمرا تحمل اسما مغايرا لعضوية الحركة خارج السودان كما انها جاءت بعد مؤتمر تأسيسى و اجازة ميثاق و نظام داخلى لها بل اكثر من ذلك جاءت فى وقت فيه الحركة فى السودان بدأت نشاطها التنظيمى فعليا , و لا يخفى عليك ان الحركتين لم تتسميا باسم واحد و هو حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) سوى بعد هذا المؤتمر كما انه من المفهوم جدا فى هذا ظل الوضع الخاص ان تكون لكل من ا لداخل و الخارج سلطات ادارية منفصلة و لكل قيادة مسئوليتها فيما يليها من مهام و كذلك ميثاق و نظام داخلى مختلفين و حسب ما اعلمه ان الخارج لم يكن له نظام او لائحة ,الداخل فقط هو من اجيز له نظام داخلى فى مؤتمره التأسيسى . هذا فيما يخص العلاقة الادارية بين رافدى الحركة انذاك , اما فيما يخص العهود و المواثيق ذاتها فقد تحدثت عن تعهد مندوبى الداخل بإرسال أعداد كبيرة من المناضلين للإنضمام إلى عمل الحركة بالخارج وحددت الأعداد المتوقعة ووضع الجدول الزمني. ولم يكن ذلك يعبر عن إملاء من قبل الخارج، بل جاء بعد إلحاح شديد وحماس للعمل العسكري من قبل الداخل، ربما فاق، في بعض الأحيان، حماس الموجودين بالخارج. كان هذا هو ديدن الحركة داخل السودان بعد مؤتمر اسمرا و لم تتوانى الحركة عن تنفيذ هذه العهود و قد اتخذت الحركة خطوات جدية تجاه هذا الامر ليس المكان ولا الزمان مناسبين للحديث عنها ,و بدأت الحركة تبشر وسط عضويتها بهذا الاتجاه و كنت انا شخصيا من المتحمسين للسفر الى ارتيريا واخرون و لكن هل تعتقد ان قيادة الحركة امتلكت عصا موسى غيرت بها مزاجنا و مواقفنا , و لكنها السياسة ليس فيها من ثابت سوى القناعات و الاهداف و التى رأينا نحن داخل السودان قيادة و قواعد انها يمكن ان تؤديها الحركة دون العمل العسكرى بمعنى ان النضال ضد السلطة له اشكال عدة منها العمل العسكرى و الذى شرعت فيه فعليا تنظيمات تمتلك الامكانيات الكافية للاستمرار فيه , و منها المقاومة المدنية عبر منظمات المجتمع المدنى بكافة اشكالها و هو ما اخفقت فيه لحد ما القوى السياسية , و بذلك صارت معادلة النضال غير موزونة ما حدا بنا للتفكير لملء هذا الفراغ خصوصا و ان هذا الجانب يتلائم مع طبيعة الحركة و اسسها النظرية هذا بالاضافة للصعوبات و المعوقات الفعلية التى واجهتها الحركة فى الخارج لتوفير مقومات العمل العسكرى و الذى احسب ان ابسطها توفير معسكرات و عتاد و اموال. و لم يأتى ذلك اعتباطا بل لجملة اسباب و التى اوردناه من قبل فى ورقة قضايا و اسبقيات ما بعد المؤتمرفى 98 و التى تنص " يرى المؤتمر ان الدور الاساسى للحركة الذى يمكن ان تلعبه و تسد به حاجة شعبنا الاساسية لقيادة تتمتع بالمعرفة و البصيرة و لها برنامج واضح للنهضة الشاملة الى قيادة تتقدم شعبها و تلهمه , هذا الدور ستلعبه الحركة بانتقال جل نشاطها الى العلن خاصة امينها العام لتنظيم الحركة الجماهيرية و المقاومة السلمية.............هذا بالاضافة الى ان العمل العسكرى لابد ان يسبقه بناء حركة سياسية قوية و فاعلة و متسعة و هو ما نعتبره المهمة الاساسية من مهام ما بعد المؤتمر , هذا لايعنى تنازلا عن العمل العسكرى لا ن النشاط العلنى ايضا يحتاج اليه فنحن نحتاج حماية منابرنا و حماية التحركات الجماهيرية و حماية نشاطها المقاوم متى ما استطعنا ذلك. "و قد ورد ايضا من الاسباب بورقة الحركة السياسية فى مؤتمرها الاستثنائ 2000 ما يلى نصه " انها تسعى كاولوية سياسية مطلقة لاستعادة الديمقراطية التعددية كاملة غير منقوصة ووفق المعايير الدولية المعتمدة لحقوق الانسان و التى تشمل ضرورة حل سلمى ديمقراطى عادل لقضايا القوميات فى البلاد و يتحقق ذلك باحتمالين : اما اسقاط الانقاذ عبر تسوية سياسية شاملة او عبر الية المواجهة الشاملة و هى جماع المقاومة العسكرية للقوميات المهمشة و الاحزاب المعارضة و المقاومة المدنية للجماهير خصوصا تكوينات و تنظيمات القوى الحديثة اضافة للضغط الدبلوماسي السياسي و المعنوى للمجتمع الدولى و تتكامل هذه الوسائل و تتصاعد و تصل ذروتها و تتوج بالانتفاضة الشعبية و الازاحة النهائية للسلطة و من بين حزمة هذه الوسائل تتبنى حق المقاومة المدنية." .و عليه فان التحولا ت التى جرت فى الساحة السياسية فى حينها املت ضرورة تبنى هذا الخط السياسي و الذى ينادى بتكامل وسائل المقاومة و ليس الفصل بينها كما يفهم من حديثك , كما تجدر الاشارة الى ان هذه التحولات كانت تمثل تيارا فكريا لعضوية الحركة و اجازته فى مؤتمر عام و من هنا يكتسب الزاميته للحركة و لم يكن من الممكن الوقوف دون تبنيها هذا الخط امينها العام ذات نفسه.و تبقى هنا نقطة اخيرة لابد من الاشارة اليها ان توجهنا نحو المقاومة المدنية لم يكن شذوذ على قواعد ثابتة او مبادئ و افكار و انما هى تاكتياكات سياسية يمكن ان تحدث لاى تنظيم سياسي كما حادث الان معكم اذ ان رؤيتكم للحل السياسي الان تختلف عنها سابقا كما يستشف من ثنايا خطابكم الذى القيتموه فى مؤتمركم الصحفى بالخرطوم و الذى ورد فيه " القوة الوحيدة التي صمدت في وجه النظام، كانت هي الحركة الشعبية لتحرير السودان، وعن طريقها مارس المجتمع الإقليمي، ممثلا في منظمة الإيقاد، والمجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة، ثم في الولايات المتحدة، وبريطانيا والإتحاد الأوروبي، ضغوطه على النظام ليتراجع عن طموحاته غير العقلانية في الغزو والإرهاب، وليتجه صوب الديمقراطية والتغيير. وقد بدأت هذه العملية بداية جدية بتوقيع بروتوكول مشاكوس في يوليو 2002 وما تزال مستمرة حتى الآن في محادثات نيفاشا الهادفة إلى الوصول إلى حل متكامل لمشاكل البلاد عن طريق التفاوض." ثم ينتقل خطابكم حتى يصل الى " بالتوقيع النهائي على أتفاقية للسلام، في وقت قريب من هذا العام، نريد لبلادنا أن تنتقل من مرحلة إلى اخرى. نريد لها أن تنتقل من مرحلة المواجهات العسكرية والحروب الأهلية إلى أساليب العمل الديمقراطية واساليب الضغوط الجماهيرية المشروعة" و الذى يتعارض على سبيل المثال مع تاكتيكاتكم السابقة و التى اوردتموها فى وثيقتكم ( حق الى انت تتجه ) التى أجيزت فى مؤتمركم بالقاهرة عام 2000 فقد ورد على صفحات هذه الوثيقة ما نصه " وإذا كانت هناك من رسالة ترسلها هذه الأحداث الأخيرة لباعة الوهم من دعاة الوفاق الوطني والحالمين باقتسام السلطة ، فهي أن يتبصروا في كيف فعل تلامذة الترابي بشيخهم ، وأن ينظروا في كيف ضاقت السلطة حتى بأهل الدار ، وأن يتأملوا في مدى احترام السلطة لدستورها ومواثيقها وأن يروا كيف يتعامل النظام مع أي مظهر من مظاهر المعارضة حتى ولو جاءت من داخل صفوفه . إن الحديث عن الوفاق الوطني في مثل هذه الظروف لا يعني سوى الخداع المؤسف للذات ، والاندفاع إلى أحضان العدو ، والاستظلال بسيوفه .
نلخص فنقول أن السلطة قد تنازلت تنازلاً حقيقياً فيما يتعلق بالإرهاب الدولي وذلك لأنها وجهت بحزم واقتدار وهَددت في وجودها نفسه . وأنها تنازلت على الجبهات الأخرى تنازلات محسوبة وقابلة للمراجعة ، بفعل المقاومة التي وجدتها من الحركة الشعبية لتحرير السودان ، ومن المعارضة الشمالية بفصائلها المسلحة ، ومن حركة الجماهير التي لجأت لمختلف وسائل المقاومة السلمية ، كما أنها أجرت تغييرات أخرى لإضفاء شرعية جماهيرية على ما أخذته بالقوة ، وحافظت عليه بالقمع والإرهاب .
وهذا يعني أن السلطة لم يحدث لها - على المستوى الوطني - أي تغيير جوهري يسمح لنا بالقول أننا نواجه سلطة جديدة ، يتوجب علينا أن نعتمد إزاءها تكتيكات مختلفة عما صغناه قبل خمس سنوات أو يزيد . ونستدل على ذلك بفحص "ثوابت" النظام سواء من حيث السياسات أو المؤسسات أو الأيديولوجية الرسمية." . كما ان رؤيتكم السابقة هذه تتعارض حتى مع توجهات حليفكم الموضوعى و الحامل الاول للسلاح فى وجه السلطة و هو الحركة الشعبية و الذى هو الان على طاولات المفاوضات فى تسوية سياسية مع الحكومة تم بموجبها وضع السلاح بعد استنفذ اغراضه فى الضغط., ما اود ان اخلص اليه من حديثى انه لايمكن محاكمة قيادة سياسية باتخاذها تاكتيكات سياسية بعينها بل العبرة بالرؤى و البرامج.

اما حديثك عن المجازر التنظيمية التى قامت بها قيادة الحركة فهو حديث يحتاج لقليل من المراجعة , اولا كانت بالحركة عناصر تخريبة و امنية و هناك عضوية ارتكبت اخطاء تتعارض مع احكام النظام الداخلى و قد اتخذت الحركة ضدها الاجراءات التنظيمية عبر هئياتها الرسمية ووفق احكام نظامها الداخلى و هذا امر طبيعى يحدث داخل اى منظومة سياسية و لا ادرى ما الغريب فيه؟؟, ثم ان اجراءات الفصل هذه فقد تمت لعدد محدود جدا لا يتجاوز اصابع اليد وحتى هذه الاعداد كان يمكنها ان تلجأ تظلما الى محكمة التحكيم العليا التى من البديهى ان عضويتها ليست لها اى علاقة بقيادة الحركة و لا يمكن لها تقلد اى مناصب قيادية بحكم احكام النظام الداخلى للحركة او ان يتقدموا بشكواهم للمؤتمر العام للحركة و لم يحدث هذا ولا ذاك, وما الكلام عن هذه الاجراءات و تصويرها على انها تمت لعشرات من عضوية الحركة الا فريات تدخل فى باب الاشاعات الامنية التى كانت تروج انذاك ووصلت اليكم بقصد او دونه ,و الاسماء التى اوردتها انت فى معرض التمثيل للتدليل على عدم منطقية هذا الاجراءات او التدليل على انها كانت اجراءات قمعية بقصد اسكات البعض كما ذكرت فى حديثك " والغريب أن أكثر من عشرين فصلوا من جامعة واحدة، بدعوى أنهم عملاء للأمن! ونذكر من هؤلاء، على سبيل المثال لا الحصر،نايل الطيب، وعصمت الدسيس ووائل خلف الله ومعروف سند، وآخرين يضر بهم ذكر أسمائهم فهنا المعلومة تصلح نفسها بنفسها اذ ان اعداد المفصولين من الحركة بأثرها لم يصل الى عشرين عضوا فكيف يكون عددهم كذلك فى جامعة واحدة ؟؟؟ ناهيك عن ان كل الذين ذكرتهم لم يتم فصل احد منهم سوى عصمت الدسيس ( طالب بالجامعة الاهلية ) ووائل خلف الله ( طالب بجامعة الجزيرة ) اما نايل الطيب ( قطاع مهنيين) فقد تقدم باستقالة مسببة من الحركة حتى قبل ان يتغير خطها السياسي اما معروف سند ( طالب بالجامعة الاهلية) فلم يفصله احد من الحركة وقد استنكر لى تمام علمه انه قد فصل من الحركة فى حديث لى معه بالامس اذا تربطنى معه علاقة معرفة اسرية , و على هذا النسق يمكننى ان اواصل حديثى و لكن كما ذكرت انت المقام ليس مقام ذكر اسماء انما توضيح حقائق .اما كلامك عن اجراءات الفصل هذه على انها مجازر تمت لعضوية اعترضت على هذا الانحراف فى الخط السياسي للحركة فتكذبه وقائع الحال اذ ان اجراءات الفصل قد تمت فى فترة زمنية بعيدة تمام عن اجازة هذا الخط السياسي فى مؤتمر 98. ليس لدى الكثير اضيفه فى هذه النقطة لانها تدخل فى باب العمل التنظيمى الداخلى للحركة ولا يمكن الحديث عنها اكثر من ذلك و هى تقبل كثير من المغالطة و الجدل و لكن ما اود فقط توضيحه هنا انه لا احد يملك امكانية اثبات صحة او خطأ هذا الاجراءات سوى الجهات التظيمية المختصة و اذا كنا لا نثق فى امانتها التى يمكن ضبطها و التحقق منها حسب اللوائح و القوانين فما جدوى اختيارنا لها لقيادة عملنا السياسي؟؟؟؟؟؟؟؟
اما حديثك عن ان قيادة الداخل بدأت ودون علمنا وقتها، عقد لقاءات مع المؤتمر الشعبي ( الموحد ) أي قبل سقوط الترابي عن السلطة، مؤسسة لموقف عروبي إسلامي، فالمعلومة فى حد ذاتها غريبة اذ لا يوجد اى مبررات لقيادة الحركة لعقد مثل هذه اللقاءات و لا يوجد اى اراء وسط عضوية الحركة تتماشى مع هذا الموقف و لم يدور اى حديث داخل الحركة عن تعامل من اى نوع مع المؤتمر الشعبى ما لم يقدم انتقادات واضحة لتجربة انقلاب يونيو و يقدم كل منسوبيه الذين ارتكبوا جرائم جنائية لمحاكمات عادلة ,و ظل هذا توجهنا منذ انشقاق الحركة الاسلامية بعد قرارات الرابع من رمضان الشهيرة و حتى الان,اما الحديث عن تبنى الحركة لموقف اسلامى عروبى معادى للتوجه الافريقانى الذى تتبناه عدة جهات على رأسها الحركة الشعبية فهو فهم خاطئ لمقولاتنا حول رفض استبدال الموقف المتطرف للتيار الاسلاموى عروبى بتار اخر وهو الافريقانية بل ظلننا نبشر دائما بأن تجاوز ازمة الهوية لابد ان يتمثل فى تجاوز هذه الثنائية البغيضة و قد عبرت ورقة د. هشام عمر النور الامين العام المناوب للحركة (التفكير نقدياً فى نزاع الهويات فرانسيس دينق نموذجاً) و التى قد نشرت من قبل بالبورد تعبيرا مستفيضا عن رؤية الحركة فى هذا الشأن فقد حوت ثنايا الورقة " وفى محاولتى للتفكير نقدياً فى هذه الرؤية سأعمل على تفكيك وتجاوز المقدمات النظرية والفكرية والسياسية للمركزيتين المتضادتين، اللتين تبدوان قائمتين على ذات المقدمات على الرغم من تضادهما ( او بسببه فى الحقيقة ). ولأن التضاد بين هاتين المركزيتين هو تضاد تماثل فإنهما تنزعان إلى التماهى فى رؤية واحدة ذات وجهين، يسعى كل وجه إلى تأكيد الآخر، بل إن وجود أحدهما يقتضى ويلزم عنه وجود الآخر. والتفكير النقدى فى هذه الرؤية يسعى إلى تجاوز مقدماتها بالتضاد معها بالاختلاف لا بالتماثل، مما يفتح أفق البلاد على وحدتها الوطنية وتكاملها القومى بالانتصاف للمظالم، وفى ذات الوقت تأسيس حق كل فرد فى النمو فى سياق القيم الرمزية التى نشأ وتربى عليها وتطويرها أو التخلى عنها إذا شاء ".
اما الحديث عن علاقة لنا بحزب الامة او السيد الصادق المهدى فقد روج لهذا الحديث اعداء الحركة بابرازه كعلاقة خفية او اتفاقات السرية او ماشابه ذلك , وفى واقع الامر تربطنا بحزب الامة علاقات طبيعية تكاد تتساوى مع علاقاتنا مع كل التنظيمات التى تدعو لقيام نظام ديمقراطى سليم و معافى , بكل السبل و الوسائل المتاحة و ابتداع اشكال عمل مبتكرة و التى كان منها حملة جمع مليون توقيع من اجل التسوية السياسية و التى تكبدت فيها الحركة خسائر مالية جمة و اقتيد عدد من كوادرها الى مكاتب الامن و اقبية التعذيب تعرضوا خلالها لكل اشكال التعذيب النفسى و البدنى , تلك التسوية التى بشرنا فيها بضرورة جلوس الحكومة لمفاوضات مع كافة القوى و التنظيمات السياسية لوضع حل للازمة الراهنة و ايقاف الحرب و احلال السلام و هى مطالب لا احسبها تبعد كثيرا عن رؤية التنظيمات السياسية الان وعلى رأسها الحركة الشعبية الحامل الاول للسلاح لحل الازمة الراهنة ناهيك عن ( حق) التى لم تطلق الى الان رصاصة واحدة !!! , كما انه لا تمنعنا اختلافاتنا الفكرية و السياسية و التى يعلمها كل ذو بصيرة من ان نعطى الصادق المهدى حقه كمفكر ناجح غض النظر عن فشله كسياسي.
اما الحديث عن مؤتمر الحركة الاستثنائ و تصويره على انه استباق للاحداث فهو تصوير خاطئ لان المؤتمر قام بالاساس لبلورة رؤى و اراء واضحة تمكن وفد الحركة من المناقشة اثناء المؤتمر المشترك لا ان يناقش اعضاء الوفد رؤاهم الشخصية و قد عبر المؤتمر عن تفويضه لوفد الحركة لتبنى اى رؤى اخرى مغايرة اذا اقتضت المصلحة العامة ذلك. ثم ان الحديث عن مقترح تغيير اسم الحركة او اى توصيات اخرى وردت بأوراق المؤتمر و كأنه رغبة مبيتة للمفاصلة غير صحيح بل كان مقترحا له مبرراته الفكرية و النظرية و التى كان من المفترض عرضها على المؤتمر المشترك و الذى لم يتم بل وصلت بدله رسالة الى الصحف السودانية صبيحة يوم 8 فبراير 2000 اى بعد يومين فقط من انعقاد المؤتمر الاستثنائ فى 6 فبراير 2000 تحتوى على بيان تم بموجبه ابعاد المجموعة التى حضرت المؤتمر و على رأسها الحاج وراق عن الحركة - سأقوم بعرضه و عرض رد القيادة الوطنية داخل السودان عليه - فمن الذى استبق هنا؟؟؟
عموما ظلت هناك اختلافات كثيرة بين الحركتين و هناك اخطاء كثيرة من قيادة الحركة داخل السودان و خارجه نتجت عن حداثة التجربة و عدم نضجها و اكتمال نموها فى بداياتها الغضة وربما لن يتسع المجال لذكرها و لكن ما يجب التنويه اليه ان طريقة التفكير او الذهنية المتشككة تجاه الاخر التى اتبعتها قيادة الحركة خارج السودان مع قيادة الحركة داخل السودان لم تهيئ مناخ ملائما للاندماج الكلى و النهايئ ل( حق) خارج السودان و داخله و لم تكن لتتماشى مطلقا مع منطلقات الحركة و ركائزها الفكرية و لذا حدثت هذه المفاصلة و التى كنا نتمنى عدم حدوثها باعتبار اننا نبشر بتوحيد لتيارات عريضة للقوى الحديثة فى السودان و ليس فقط ( حق ) و لذلك كنا نتمنى ان تكتمل تجربتنا الذاتية فى قبول المغايرة و الاختلاف بنموذج اكثر صلابة مما هو عليه الان , علها تضئ الطريق امام تجارب اخرى لتنظيمات القوى الحديثة و التى تمثل لنا تجربة الحركة الديمقراطية الاجتماعية الان احد اشكالها المشرقة و المبشرة.
لا يتبقى لى فى ختام حديثى سوى ان اتمنى لحركة القوى الديمقراطية الجديدة ( حق) التقدم و الازدهار علها ترفد الساحة السياسية السودانية بمزيد من الفاعلية و الكفاءات السياسية و الفكرية التى نحن احوج ما نكون اليها فى هذه اللحظات الحرجة من تاريخ بلادنا , لا تحملنا اى ضغائن شخصية تجاه عضويتها بل تربطنا بهم علاقة الاخوة السودانية و الهموم المشتركة فى المقام الاول ثم المنطلقات الفكرية القائمة على الديموقراطية و الاستنارة و الحداثة.





Post: #153
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: yumna guta
Date: 01-07-2004, 06:37 PM
Parent: #152

ثم اليك نص البيان الصادر من اللجنة التنفيذية فى الخارج عقب المؤتمر الاستثنائ فى فبراير2000
*****************************************************************************************
بيان من حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)

عقدت مجموعه من أعضاء (حق) بقيادة الحاج وراق لقاء مفتوحا حضره 27من أعضاء الحركة ومائه من الضيوف,تبنت فيه وثيقة جديدة واسما جديدا لحركتهم ,وبنية قيادية جديدة.
- تخلت هذه المجموعة عن كل المنطلقات الفكرية وركائز البرنامج السياسي الذي تأسست عليه حركة (حق) والتزمت به هذه المجموعة نفسها في مؤتمر اسمرا 1997.
- تخلت عن هدف إسقاط السلطة, سواء عن طريق الانتفاضة , محمية أو عزلاء أو عن طريق المواجهة المسلحة التي أدانتها في كل مظاهرها وبكل درجاتها. وأعلنت تمسكها بما أسمته الحل السلمي الشامل الذي يقنع بتنازلات تقدمها السلطة بمحض اختيارها وتتراجع عنها وقتما تريد.
تخلت عن فصل الدين عن الدولة, واستغلال الدين في السياسة وقيام الأحزاب على أسس دينيه. واعترفت للجبهويين بالحق في جني ثمار انقلابهم على الديمقراطية , ومواصلة طغيانهم الديني والسياسي المنفلت مع مسوح وبراقع لا تضفي زينه ولا تستر عورة.
- تخلت عن مبدأ تقرير المصير الذي أجمعت عليه كل القوى السياسية السودانية, باعتباره فرصه أخيرة للوحدة الطوعية للشعب والبلاد - وصدرت في تحليلاتها عن مفهوم قديم هو الهوية الإسلامية العربية للسودان التي يجب حمايتها أمام الطوفان الزنجي بكل الوسائل والسبل.
- دشنت تحالفا علنيا مع يمين حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وما تسميه بالتيار الديمقراطي (تيار التوبة) داخل الجبهة الإسلامية بقيادة حسن الترابي – وقد باركت من قبل البرنامج المشترك لهذه القوى ممثلا في لقاء الصادق– الترابي في جنيف مايو 1999 , ولقاء الصادق – البشير في جيبوتي ,بل دخلت في أعمال مشتركه مع الجناحين تمثلت في ما أسمته ( الوثيقة المليونية) الموجهة للبشير والتي كتبها لها الصادق المهدي بخط يده , كما ظلت تدعو لوحدة ( الحركة الإسلامية) حماية لجناح الترابي وطمعا فيه .
- أعلنت انحيازها للجيش, و القوات النظامية ,باعتبارها حماية الوطن ورافعة البندقية (الوطنية) في وجه المتمردين في الحركة الشعبية, و الأوباش في الحركات الأخرى, متجاهله أن الجيش والقوات النظامية ليست سوى الأذرع الباطشة للجبهة الإسلامية التي نكلت بكل العناصر الوطنية داخل هذه المؤسسات وما تزال .
اتخذت هذه المجموعة اسما جديدا للحركة وبنية تنظيميه لا تعترف بوجود الحركة في الخارج ,ولا بالمعارضين لخطها بالداخل .

كيف حدث كل ذلك- وما هي اسبابه؟
نستطيع أن نجيب على الشق الأول من السؤال بيقين مدعوم بالحقائق . فقد استطاعت مجموعة الحاج وراق أن تفعل بحركتنا ما فعلت مستنده إلى خطه من شقين :
أ– خداع الحركة في الخارج بأن ما يتم هو في إطار ما اتفقنا عليه من مبادئ وبرامج , وأنهم يتصرفون في حدود الصلاحيات المتفق عليها وان كل الخطوات التي يقومون بها تتم بعد التشاور الواسع مع كل عضوية الحركة, وأنها تجاز بما يشبه الإجماع .
ب– تكميم أفواه المعارضين لخطهم , وإنزال مجازر تنظيميه بهم, بفصلهم من الحركة بدعوى العمالة للأمن أو الجبهة الإسلامية أو العضوية في أحزاب أخرى.
إن لدينا الآن المئات من الأسماء ممن تم فصلهم بهذه التهم والدعاوى, دون التحقيق معهم أو السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم , بل دون إبلاغهم حتى بالعقوبات التي اتخذت بحقهم , والتي يسمعونها مثلهم مثل غيرهم كإشاعات يسعى بها قاذفون.
لقد أشاع كل ذلك جوا مريضا في أوساط الحركة بالداخل جعل الناس يفرون منها بنفس درجة الاندفاع التي جاءوا بها إلى صفوفها, وجعل نشاطها يتدهور وبريقها يخبو مع أنها سجلت خلال ثلاثة أعوام اكبر وتائر للنمو حققها تنظيم سياسي في الشمال.
ومن الحقائق الدامغة على حدوث هذه المجازر التنظيمية إن لقاء الأحد الذي سمي مؤتمرا حضره 27 شخصا هم كل العضوية الباقية تحت قيادة وراق, مع أن المؤتمر التأسيسي للحركة بالداخل عام 1996 حضره ثلاثون عضوا. و بالإضافة إلى الفصل الجماعي وسط الطلاب من أعضاء الحركة الذين عرفوا باستقامتهم و صداميتهم وعدائهم للطغيان ورفضهم للاستسلام , حدث تجميد لعضوية مدن بكاملها كانت رافضة لمناهج القيادة ولخروج الحركة للعلن باعتبارها خطوه متعجلة تعرض كيان الحركة الطري لضغوط من قبل السلطة لن تستطيع تحملها فضلا عن أنها ليست ضرورية في تلك المرحلة من تطور نضالات الحركة الجماهيرية.
- أما الشق الثاني من السؤال حول الأسباب فالإجابة اجتهادية ومفتوحة.
هناك القراءة الخاطئة لمؤشرات الساحة السياسية, وموقف القوى المختلفة, هناك صعوبات المواجهة مع نظام باطش شرس لا يتردد في الاغتيال والاغتصاب والتشويه. وهناك الإغراءات التي يقدمها هذا النظام نفسه لمن يصالح ويستسلم ويرضى. هناك إخفاقات المعارضة وعدوانها تحديدا لحركتنا. وهناك نوازع النفس البشرية وأوهامها. هذا كله كتاب مفتوح لمن يحب أن يبحر فيه, ولكن الذي يهمنا هو الحقائق التالية :
- هذه المجموعة أخرجت نفسها من حركة (حق) وتبنت موقفا سياسيا سينتهي بها نهاية مؤسفة وهي حرة في خياراتها, ولكن يجب ألا تفعل ذلك باسم (حق).
- إننا منذ اليوم نعلن باسم (حق) براءتنا الكاملة من مجموعة الحاج وراق ويجب أن نقول في نفس الوقت إننا لسنا مدفوعين نحوهم بأية ثارات, فليذهبوا في طريقهم ولنذهب في طريقنا.
إن (حق) باقية بالداخل تجمع صفوفها, وتضمد جراحها وتستعيد بناءها من جديد مثلما فعلنا في البداية بالعزيمة والإصرار, وبالغالي والنفيس, بالجرأة والإقدام وبالحيلة والبصيرة وبالتضحيات الجسام , وستكون (حق) واضحة للعيان ومقدامة في المعارك ساعية وسط الناس , ومعتمدة لكل أشكال النضال لإسقاط الجبروت الديني والطغيان السياسي للجبهة الإسلامية مع كل جماهير الشعب وقواه الحية ومن اجل بناء السودان الجديد وإنجاز النهضة الوطنية الشاملة.

اللجنة التفيذية لحركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق)
فبراير2000

Post: #154
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: yumna guta
Date: 01-07-2004, 06:50 PM
Parent: #153


و قد اصدرت القيادة الوطنية داخل السودان ردا عليه فى مؤتمر صحفى عقب هذا البيان بيومين واليك نص البيان الذى اصدرته القيادة الوطنية
******************************************************************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة تنفى خبثها

اصدر الخاتم عدلان و محمد سليمان بيانا من لندن بيانا يهاجم مقررات وتوصيات المؤتمر العام للحركة فى الداخل يحتشد بالافتراءات و الاكاذيب و التضليل المتعمد :
1/ يدعى بيان لندن بان مقررات المؤتمر العام"تخلت عن هدف اسقاط السلطة , سواء عن طريق الانتفاضة محمية او عزلاء ,او عن طريق المواجهة المسلحة التى ادانتها فى كل مظاهرها و بكل درجاتها"
بينما تنص الورقة السياسية للمؤتمر على : "تسعى (حق) كأولوية سياسية مطلقة الى استعادة الديمقراطية التعددية الكاملة غير منقوصة ووفق المعايير الدولية المعتمدة لحقوق الانسان و التى تشمل ضمن ما تشمل ضرورة حل سلمى ديمقراطى عادل لقضية القوميات فى البلاد و يتحقق ذلك باحتمالين : اما اسقاط سلطة الانقاذ او عبر تسوية سياسية شاملة" لتصل الوثيقة الى ان اسقاط سلطة الانقاذ "يتم عبر الية المواجهة الشاملة و هى جماع المقاومة العسكرية للقوميات المهمشة و الاحزاب المعارضة , و المقاومة المدنية للجماهير خصوصا تكوينات و تنظيمات القوى الحديثة , اضافة للضغط الدبلوماسي السياسي و المعنوى للمجتمع الدولى , وتتكامل هذه الوسائل و تتصاعد حنى تصل ذروتها و تتوج بالانتفاضة الشعبية و الازاحة النهائية للسلطة ومن بين حزمة هذه الوسائل فان ( حق) تتبنى المقاومة المدنية (ص22).و تنص الوثيقة كذلك " مالم تتوفر آليات و ضمانات التداول السلمى الديمقراطى للسلطة فان العنف المعارض يظل مشروعا واذ تفضل ( حق) آليات المقاومة المدنية كاجتهاد سياسي فأنها لاتنسخ الاجتهادات الاخرى ولا تدين العمل المسلح المعارض " (ص23)
2/ يدعى بيان لندن بان مقررات المؤتمر العام "تخلت عن فصل الدين عن الدولة" فى حين ان الحركة صكت باكرا مفهوم ( العلمانية المتواضعة ) و هى علمانية غير شمولية و غير اقصائية واذ تسعى للتميز بين السياسة و القداسة و بين شئون الدنيا و شئون الدين فانها علمانية ذات محتوى ايجابى تجاه الدين , ترى فيه مصدرا لتكامل و غنى و اصحاح الوجدان و مستودعا للقيم الاخلاقية و رابط للنسيج الاجتماعى .... و قد انتقلت الورقة السياسية للمؤتمر العام من التبشير العام و المجرد بالعلمانية المتواضعة الى صياغتها فى شكل مطالب دستورية و قانونية محددة فتنص الورقة فى اسس التسوية الشاملة على
- النص دستوريا على الزامية المواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان
- الاقرار بالتعددية الدينية و الثقافية و الاثنية فى البلاد و ان تكون المواطنة هى اساس الحقوق و الواجبات الدستورية و حظر التميز على اساس الدين او الثقافة او العرق او النوع
- النص دستوريا على عدم جواز سن اى قوانيين او تشريعات تضر بحرية الضمير او بحرية العبادة و التبشير او بحرية البحث العلمى , و على عدم جواز سن اى قوانيين ضد غير المسلمين او ضد النساء (ص25)
3/ يدعى بيان لندن بان الحركة" تخلت عن مبدأ تقرير المصير الذى اجمعت عليه كل القوى السياسية السودانية.......و صدرت فى تحليلاتها عن مفهوم قديم هو الهوية الاسلامية العربية للسودان التى يجب حمايتها امام الطوفان الزنجى بكل الوسائل و السبل ". فى حين ان وثيقة المؤتمر العام تنص فى اسس التسوية "فى نهاية فترة الانتقال يستفتى جنوب البلاد بحدود1956 ليختار بين وحدة طوعية بسلطات لا مركزية يتفق عليها او الاستقلال "(ص26). اما الحديث عن الهوية فقد ورد فى مجرى نقد رؤية الحركة الشعبيى لتحرير السودان و قد ورد فيه بالنص "ان اقرار حق تقرير المصير لا يعفى الحركة الشعبية من اتخاذ موقف فكرى و سياسي من وحدة السودان و جعله احد اركان خطتها السياسية و عملها التربوى وسط مؤيديها فى غياب ذلك فقد زاد الوزن النسبى لتيار انفصالى داخل الحركة الشعبية , و هو ينزلق بها لتبنى مركزية أفريقانية مضادة فى مواجهة المركزية العربية الاسلامية الى انكار مجرد وجود عروبة فى السودان , و هو موقف يختزل الثقافة الى الجينات العرقية , و يصادم ليس فقط الحقائق السسيولوجية و انما كذلك و فى المقام الاول احد اهم حقوق الانسان- الحقوق الثقافية و الرمزية .ان بديل المركزية العربية الاسلامية هو منطق الحوار الديمقراطى بين مكونات الهوية السودانية و ليس مركزية مضادة , و ان كفاح الضحايا الحق لا يتم بالتماهى مع الجلاد و استلاف نماذجه فى التفكير و الممارسة "
4/ يدعى بيان لندن بان مقررات المؤتمر العام "اعلنت انحيازها للجيش و القوى النظامية باعتبارها حامية الوطن و رافعة البندقية (الوطنية) فى وجه المتمردين الحركة الشعبية و الاوباش فى الحركات المسلحة الاخرى ,متجاهلة ان الجيش و القوات النظامية ليست سوى الاذرع الباطشة للجبهة الاسلامية " . و هى قراءة مبتسرة و غير امينة لوثيقة المؤتمر العام التى تنص :"تبالغ الحركة الشعبية و القوى المتعاطفة معها فى تقدير حجم الخراب الذى جرته الحركة الاسلامية على القوات المسلحة و قوات الشرطة النظامية و هو خراب لا يمكن التقليل من شأنه بأى حال و يتطلب اعادة بناء حقيقية من حيث العقيدة القتالية و القوانين و اللوائح و الكادر القيادى , و لكن الاعتراف بهذا الواقع و السعى الى تغيره يختلف جذريا عن الدعوة الى كسر عظم القوات النظامية او تحطيمها و احلال جيوش التحرير مكانها فالقوات المسلحة برغم عمليات الاحلال الواسعة التى تمت فيها و حجم الفظائع التى جندت سياسيا لارتكابها , ما زالت تعج بالعناصر الوطنية و الديمقراطية و ما زالت هى الافضل تمثيلا لواقع التعدد الثقافى و الاثنى فى البلاد و تظل هى الضامن الضرورى لعدم انزلاق البلاد الى الفوضى و التفتت الاهلى "(ص20)
5/ يدعى بيان لندن بان مقررات المؤتمر "دشنت تحالفا علنيا مع يمين حزب الامة بقيادة الصادق المهدى و ما تسميه (تيار التوبة) داخل الجبهة الاسلامية بقيادة حسن الترابى ....بل دخلت فى اعمال مشتركة مع الجناحين تمثلت فيما اسمته ( الوثيقة المليونية) الموجهة للبشير و التى كتبها لها الصادق المهدى بخط يده" !. ورد الحديث عن الصادق المهدى فى مجرى التقويم النقدى للرؤى السياسية المختلفة و فد سمت الوثيقة ( رؤية الديمقراطية و الاصلاحات) باعتبارها رؤية الحزبيين الكبيرين ( الامة و الاتحادى) و نصت على ان هذه الرؤية " تنطلق من ضرورة استعادة الديمقراطية التعددية بالبلاد....و برغم مقاربة هذه الرؤية – خصوصا عند السيد الصادق المهدى لتطلعات و هموم الحداثة , الا انها تنوه اليها دون ان تضع يدها عليها و ما تزال تغفل دواعى التحولات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية الجذرية , كما تغفل مطالب و احتياجات العاملين و تتعامل بذات الحذر القديم مع تكوينات القوى الحديثة خصوصا النقابية.....و لكن قناعة هذه الاحزاب بالديمقراطية التعددية- بحكم قاعدتها الشعبية,حزب الامة تحديدا هو الاكثر تماسكا ووحدة و الاكثر تأهيلا للاختيار الديمقراطي- و استفادتها الواضحة من الديمقراطية كنظام حكم تجعل منها حليفا موضوعيا لحق التى يقوم كامل بنائها النظرى على الديمقراطية و التى تسعى الى تغيير جذرى عبر وسائل ديمقراطية متتدرجة "( ص21)
و هكذا و بالرغم من اختلافات النظرية و العملية مع السيد الصادق المهدى و هى كثيرة , لا نتعامى كذلك عن نقاط الالتقاء , و هى عديدة , و على رأسها الديمقراطية التعددية و البحث عن حل سياسي شامل يجنب البلاد احتمالات الفوضى و التمزق الاهلى و يوفر على البلاد المزيد من الالام و مخاضات الدم. ثم ان العلاقة مع السيد الصادق المهدى ليست معرة نخجل منها او نتوارى فالصادق المهدى مفكر و زعيم سياسي , و رئيس الوزراء المنتخب شرعيا و رئيس اكبر حزب سياسي فى البلاد.
اما الحديث عن( التوبة) فقد ورد فى وثيقة المؤتمر العام فى سياق الحديث عن تنازلات النظام الانقاذ و دلالاتها و حدودها فنصت الوثيقة " ما زالت ركائز النظام الشمولى قائمة فى المؤسسات و الاجهزة و العناصر , و هكذا فان التنازلات لم تشكل ( توبة نصوحة ) بعد ,و انما تدور على ذات منهج اللصوصية الماكرة( رأس المال و التوبة!"( ص18 )
اما تصوير البيان لحملة المليون توقيع لاجل التسوية السياسية الشاملة كأعمال( مشتركة) معالجناحين) فأنما يشكل نكتة سمجة ! فالقاصى و الدانى يعرف مقدار التكلفة التى بذلتها الحركة فى مجرى تلك الحملة , فقد واجهت ارهابا وحشيا و بطشا ذميما من النظام , و اقتيد17 من قيادات الحركة و اعضائها الى اقبية الاعتقال و تعرضوا لاصناف قاسية من التعذيب البدنى و الاذلال المعنوى , و لم تنكسر الحملة ابدأ فى وجه الارهاب و انما تكفكفت عندما واجهت لجلجة ( الخارج) و عرقلته.
و يثير بيان لندن الهزء و السخرية عندما يتحدث عن انحسار عضوية الحركة الى 27 شخص! فالبيان لايفرق بين مناديب المؤتمر و عضوية الحركة , فقد رأت القيادة ان تمثل كل هيئة منتظمة بمندوبين , و تمثل الهئيات غير المستقرة بمندوب واحد , و من ثم كان العدد الكلى المفترض لعضوية المؤتمر45 مندوبا حضر منهم 27 و تغيب الاخرون لاسباب مختلفة ,و قد حضر المؤتمر العديد من عضوية الحركة- يقارب عددهم المائة- كمراقبين ساهموا فى المناقشات و التداول دون ان يكون لهم حق التصويت و هذا بالطبع اضافة الى اصدقاء الحركة و ممثلى المجال السياسى كله و المثقفين و الصحفيين.
و كذلك يثير الهزء و السخرية وعظ البيان الفطير عن مصاعب النضال ضد نظام شمولى . فقد شدنا بناء ( حق) بالعزائم و التضحيات , و روينا نبتتها الغضة بالعرق و نزف الاعصاب و باشرنا المهمة العظيمة , و هى عظيمة لان الكل كان يراها مستحيلة – مهمة بناء حركة ديمقراطية مقاومة و فاعلة فى ظل نظام فاشى , فتعرضنا للتخريب و الدسائس و المؤامرات و لكننا صمدنا بموراد شحيحة فى ظروف قاسية بالغة التعقيد , و انتصرنا برغم كل شئ فحافظنا على راية الحركة من ان تسقط او تشوه او تبتذل.
ان ازمة بيان لندن المحشو بالاكاذيب و الافتراءات ان وثيقة المؤتمر مبذولة لعضوية الحركة و على صفحات الصحف و عند المجال السياسي كله كما ان فعاليات المؤتمر تمت فى شفافية بحضور اعداد من عضوية الحركة و اصدقائها و مراقبين و صحفيين , و لذلك فان ادعاءات البيان الكاذبة لا تصمد امام اى فحص جدى.
اننا فى القيادة الوطنية و المكتب التنفيذى لحق نرى فى هذا البيان جملة مؤشرات و شواهد:-
أ‌- لا يعبر هذا البيان عن الاتجاه العام وسط قيادات و قواعد الحركة فى الخارج , فقد اتصلت قبله و بعده قيادات مناطق كندا و الولايات المتحدة الامريكية و السعودية و عناصر من الامارات و قطر و لندن لتبدى اختلافها مع الرؤية السياسية التى يعبر عنها البيان.... و لذلك فهو يعبر عن الخاتم عدلان و محمد سليمان و عن ارتباطاتهما و تعهداتهما الى لم تستشر فيها ( حق) و ليست طرفا فيها.
ب‌- البيان محاولة استباقية لقطع الطريق على الاجتماع المشترك بين الداخل و الخارج و المفوض لحسم اختلافات التقدير السياسي و لذلك فالبيان انقلاب على اليات الحوار الديمقراطى و انقلاب على الشرعية الديمقراطية , و على مؤسسات الحركة و قياداتها المنتخبة.
ج- انحدر البيان بخلافات فى الرؤية السياسية الى الشتائم و السباب , فأضر بصورة الحركة و سمعتها و قدم خدمة ممتازة لاعدائها و الشامتين عليها.
و لكل هذه الاسباب فان القيادة الوطنية و المكتب التنفيذى تريان الأتى:-
1- الى حين استعادة مؤسسات الحركة فى الخارج و اصحاح العلاقة بينها و بين الداخل فان الحركة تفك ارتباطها مع اللجنة التنفيذية للخارج.
2-و لا ن نظم اللامركزية المعتمدة فى العلاقة بين رافدى الحركة فى الداخل و الخارج تعيقنا من اتخاذ اى اجراءات انضباطية فى حق الخاتم عدلان و محمد سليمان فاننا نوصى مناطق الحركة بالخارج بمواصلة عقد مؤتمراتها و عقد مؤتمرها العام للنظر فى تجاوزات المذكوريين و السعى بجدية و حزم لاقتلاع مضغة القديم التى تنقض على صدر الحركة والى غسل طابعها الديمقراطى المتواضع و المتسامح بالماء و البرد , فالخاتم عدلان بخصائصه النفسية و مزاجه و عوائده ظل عائقا من عوائق نماء الحركة لم يوفر احدا فى التجريح , و استعدى على الحركة المجال السياسي كله بالهتر و فجور الخصومة.
3- اننا نرجى التوصيات التى كان من المقرر عرضها على الاجتماع المشترك بين الداخل و الخارج – و من بينها تغيير اسم الحركة- الى التشاور و التنسيق مع فروع الحركة فى الخارج والى الاشكال المؤسسية و الديمقراطية التى تفرزها.


القيادة الوطنية – المكتب التنفيذى
حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
الخرطوم 10 فبراير 2000م

Post: #155
Title: Re: السبت 20 ديسمبر نقاش مفتوح مع الاستاذ الخاتم عدلان في المنبر الحر
Author: yumna guta
Date: 01-12-2004, 04:51 AM
Parent: #154

هناك بعض الوثائق ردت بها القيادة الوطنية داخل السودان على خطاب الاخ محمد سليمان اعلاه لبيان نقاط الخلل فيه ساعمل على ايرادها لاحقا