الخاتم عدلان ... عِمْ صباحا

"الفاتو من النيل
عُقُب صادين .... صادين وآه
بالله يا لطير المهاجر للوطن
زمن الشجن
قول للوطن
لمتين يعود لك أجمل العاشقين
موشح بي كفَن ...؟!"

آه يا خاتم الراحلين ولو إلى حين، تعرف وأعرف، أنه لا ولن يطول .....

لم يشأ ختامك إذاً أن يشهد العدل ..... لا عدل .... أجل، لا عدل .....

"ويا شِعْرُ
هَلْ قُلتَ للناسِ يأتي زمانُ النشيد
الزمانِ المُضَرَّجِ بالشعْرِ
يَقسِمُ بينَ البيوتِ مَشِيئتَها
يُولِمُ ثَمَرَ العدل
ما أسقَمتْهُ الطواغيتُ بالقَضمَةِ الفاسِدة
يأتي زمانُ النشيد
فلا تكسِرُ الريحُ بُحّته
ولا تزدَريهِ المياه
إذا احتمَلتْ زبَداً رابياً كالهُلام...
فما صَدَّقُوك
فجاءَ زمانُ الجُنود"


شدَّ ما يوجع القلب هو أن تروح السنوات، سنوات عمرك، وأعمارنا جميعاً أهل المنفى (لا الملكوت)، تأكلُ أيامنا غيلانُ المنافي ويقصف بها عصفُ التشرُّد ..... ألا بؤساً إلى يومِ القيامة لهؤلاء الذين خيرونا بين المنفى والمنفى

"وها ألفُُ خوف
يمُرُُّّ على نجمِنا في المَدار
وما مِنْ نِهار
نُُحَمِِّّلُهُ وِزْرَ هِجرَتِنا والفرار
نُحَمِِّّلُهُ عِبءََ هذي الطغاة
وهيَ تُفَرِِّّقُُ مِلءَ الفضاءاتِ خُضْرَتَنا
مِلءَ العويل
فهَلْ......؟!!!
...........
...........
كأنَّا طيورُُ الأزَل
نُرَاوِِحُُ عَدََّّ غبارِِ السنين
بينَ الترابِِ.....وبينَ الجَبل..."


وها أنت تعود، تماماً مثلما عاد "مصطفى سيد أحمد"، أو مثلما لم يعد "معتصم الفاضل جلابي" فــ ..../

"عِمْ صباحا
أيها الصقرُ المجنح
عِمْ صباحا
سنةٌ تمضي
وأخرى سوف تأتي
فمتى يُقبلُ موتي
قبلَ أن أصبح مثل الصقر
صقراً مستباحا" أمل دنقل ....

ونلتقيك ..... حتماً وختماً نلتقيك ......

الاستاذ الشاعر عصام عيسى رجب..


وهذا هو الفارس يعود وهو مسجى فى كفن..ليتك رايته عندما رايته قبل اسبوع اسد هصور مرابط بكل قوةالشكيمة والثبات.وانا اعلم ان السم الزعاف قد هرى وانتشر..ارسل بعينيه اشارة قدوم الرحيل..وتحسست كفاى كفه وتلك الذبذبة.التى اوحت بقرب موعد الرحيل..زمن من صمت فاجعة الحزن..خنجر يسكن الكبد ويقتلع التزيف..كذبت كل الاشارات لاننى كنت اامن برحمة السماء..لكن حين اذن للرحيل رحل فى معراج ذلك الغياب...الابدى.. الغياب الذى نحسه نحن فى المنافى كسياط تلهب ظهورنا بكل جنون ذلك الهلع ..فترتجف منا كل انفاس الشهيق.. فنسقط فى تجاويف اخاديد الحزن النزيف ..ونحن نبكىفى رحيل من نعرف ونصادق ونحتك بهم خيالاتنا وهى ترحل فى زمن ووقت لا يختلف..
الخاتم فقد جلل..سيضمه غدا اديم تلك الارض التى عشقها وهام بها..اتاها فى كفن على صندوق ليسكنها الى الابد..

يا وحيح الفجعة الوجع...

حين ..سدّ الموت فوهات الرجاء

كانت الاحلام شتى

والعصافير استمدت موسما من دفتر اللقيا

ومن وعى الحقول

كانت الاحزان شتى..

بغتة تأتى المنية..

دائما تأتى بلاموعد..

الموت يأتى دائما من خارج الموعد

"على عجل كأن الريح تحمله..."

بغتة يأتى ..

وتذهب خلفه الاشياء والافراح والأمال والذكرى


على قلق..رحلت..بغير ما موعد

كانت الاحلام شتى

كانت الاحزان شتى


ورغما عننا قسرا رحلت..


وداعا ايها "الخاتم"..!!







العزاء موصول لكم ..

الأحباب عصمت وتماضر

العزاء لكما ولك من هزّه هذا الرحيل المر ....

وأرجو صادقاً أن نتمكن في بورداب الرياض من عمل ولو القليل نفي به لهذا الفارس النبيل

"كلُّ الأحبةِ يرتحلون
فترحلُ شيئاً فشيئاً من العين
أُلفةُ هذا الوطن
نتغرَّبُ في الأرض
نصبِحُ أغربةً في التآبين
ننعي زهورَ البساتين
لا نتوقف في صحفِ اليوم
إلا أمامَ العناوين
نقرؤها دونَ أنْ يطرفَ الجفن
سرعان ما نفتحُ الصفحاتِ قبيل الأخيرة
ندخلُ فيها... نجالسُ أحرفها
فتعودُ لنا أُلفةُ الأصدقاء، ذكرى الوجوه
تعودُ لنا الحيويةُ، والدهشةُ العرَضيةُ
واللونُ، والأمنُ، والحزنُ
هذا هو العالمُ المتبقي لنا:
إنهُ الصمتُ
والذكرياتُ، والسوادُ هو الأهلُ والبيتُ
إنَّ البياضَ الوحيدَ الذي نرتجيه
البياضَ الوحيدَ الذي نتوحَّدُ فيه:
بياضُ الكفن ...."

أمل دنقل