بكلمات جسدت معانى الرجوله والوفاء... نعى نجم الدين المحامى صديقه عدلان بجريدة الصحافه!!

بكلمات جسدت معانى الرجوله والوفاء... نعى نجم الدين المحامى صديقه عدلان بجريدة الصحافه!!


04-27-2005, 06:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=25&msg=1116158828&rn=0


Post: #1
Title: بكلمات جسدت معانى الرجوله والوفاء... نعى نجم الدين المحامى صديقه عدلان بجريدة الصحافه!!
Author: هميمة
Date: 04-27-2005, 06:46 AM

الخاتم عدلان ......الهرم الخاتم
بقلم/ نجم الدين محمد نصر الدين

أطارت إلينا الأنباء أشأمها وأشقها علي النفس وهو انتقال الروح " النسمة" للأستاذ الخاتم عدلان إلي باري "النسم" تزامن ورود ذلك مع ظهيرة حامية الغيظ – وشمس تكاد تفور ..وسماء توشك ان تمور , وهكذا الدهر غرسان طعمه الأخيار، وعطشان شربه الأحرار – كما قال ابن المقفع ..وهو ليس من أولئك الذين هم أحرار عصبه أو قبيله – بل أحرار العالم بأسره كان علماً مفرداً.. وعلامة وعالماً كاملاً...حمل لواء الاستنصار للضعفاء والمنافحة عن حقهم ...واحد ممن أوقدوا شموع و مشاعل وأضواء الاستنارة – والتفوا حوله – باذلين النفس والنفيس – خرجوا من الدنيا كما دخلوها خفافا إلا من إيمانهم بما دافعوا عنه ووقفوا حياتهم عليه – وافنوا في سبيله عمراً.
كان صميماً... هميماً... عليماً.... بصيراً وقف علي المحجة البيضاء وخط الاستقامة – حتي أضحي عموديا في وقفته تلك....يرعى الاختلاف مع الأخر ويحترمه ويوفر له كافة سبل تأكيد ذلك وتأطيره لم يضن علي أحد بمثل هذه الرعاية ....ان ضن عليه البعض بها حد نفيه – لم يجمعنا حزب أو تنظيم أو خلية ولكن قبل كل ذلك إخاء الانسانية ورعاية وتقاسم الحلم بمجئ زمن المستضعفين . وعصرهم وإنجازو إقامة الاشتراكية – ألكبري – والتي حتماً ستسود العالم بسائر جنباته ذات يوم ... وتنتشر ألويتها رغم احتدام الصراع..لتسكن اثر ذلك روحه الحّوامة ويستريح جسده في مرقده الأبدي ...فبفقده فقد الادب وكذلك الثقافة وحتي حسن الإدارة السياسية, والوطنية الحقة والإنسانية النبيلة احد دعاتها وحدأة ركبها ... ولا عزاء لأي من هولاء فيه ..ان تأتي لنا عنه صبرٌ و سلوان و بعض عزاء بالسير في دربه وركابه وإثره ، كان مثالاً ونموذجاً للالتزام حين كان ملتزماً – حالة كاملة من العمل الدؤوب والنشاط والأفكار المرتبة والمجادلة عن معرفة تامة وبالحسني ، يُوقد تقابة اركان النقاش في أوائل السبعينيات ومنتصفها في الجامعة بكل أقسامها – فيتدافع الناس بالمناكب ويلتفون حوله ويحيطون إحاطة السولر بالمعصم ، سعياً لإيقاظ وتنمية المدارك والاغتراف من المعين المبذولة فيه المعارف...كان التزامه صادقاً أمينا قوياً غير ذي ريب وكذلك اعتزاله واختلافه واستقالته ...إذ بيّن وأفاض في أسبابها موكداً كامل احترامه لما ترك والذى كان قد اختط من طريق للسير فيه، اكتشف بعد ثلاثة عقود من المسير غير المنقطع والأكلاف العالية التي سدد......انه ليس هو المفضي لما سعي لتحقيقه فأعلن ذلك بالشجاعة نفسها التي كانت تغذي سيره ......دون متاجرة أو تفريط في الوطنية التي وسمته ....طوال عمره فان اختلف البعض في هذا او قبوله ، فهو من مؤكدات الصيرورة والحيوية والحراك الجيد – والتحسس المتصل للإجابة علي الأسئلة ألكبري ....كان يصدح برأيه بعد ذلك في أمهات القضايا وهموم الأمة ...سعياً لتوطين الشفافية والطهارة وعفة اليد وإرساء قيم كل ذلك حد التطرف واللجاج وعدم المساومة في أى مستوي من مستوياتها – كما أورد في مقاله الذي اختط للإمام الصادق الصديق- عقب الملاسنة الحامضة التي أثارها السيد رئيس حزب الأمة "الإصلاح والتجديد" واتهامه الغليظ لابن عمه بأنه نال من مائدة النظام الإنقاذي المسمومة مأكلها والمشارب، طبقاً وصمت "الإمام الذي إثره وقتها علي الحديث تقية أو لعله إن أحسنا الظن إطفاء لنيران لا يريد لها تأجيجا ..إلا ان المقال قد عبر تعبيراً كاملاً علي الإصرار والمضي في درب التحقق من درء مثل هذا حتى ولو كان شبهة . كان قلماً رشيقاً وكاتباً مغنية كتاباته عامرة بالإشباع الروحي وحسن العبارة والارتفاع عن السوقية في العرض ...والكتابة والنأي بالنفس عن الابتذال في الطرح أو الأفكار، حين إرسالها بالقلم السيّال الذي كان له، تقرأ فيسري ما كتب إلي نفسك سريان البيانو إلي الروح وتنثال الأفكار أليك في ترتيبها حاملة كل ما يود إيصاله فتظفر عند فراغك من قرأته بالحسنيين – إمتاع وإفادة.. هذا علماً بان جل ما يسطّر لهو من السهل الممتنع _ تلك السهولة التي تغريك بالتقليد فتصطدم بالامتناع "ظنين النسب" _ وهذا هو سر الإبداع الذي ما انفكينا نبحث عن مفتاحه. كنت اقرا ما يكتب بشغف ونهم شديدين واتسقط كتاباته حد البحث عن الشظايا واعيد قرآتها مثنى وثلاث ورباع واجتر كل ذلك اغوص فيه اتامله وأُبحر .......انه كان حرباً متصلة وبلا هوادة علي الشمولية أمايوية –كانت ام إنقاذية ....إيمانه بالديمقراطية كان عميقاً عمق إيمانه بدكتاتورية الطبقة العاملة وقت ان كانت هي ما يملا جوانحه بلا انقسام ... وهكذا دوما ً كان بعيد عن السطحية فيما يؤمن به أو يقله أعماراً " للغبينة المُبررة للدواس" كما يقول أهلنا الفور ولقد كان له من هذا نصيباً وافراً كبيراً..ان القلب ليوجف والعين تدمع وأنا حقاً للفراق لمحزونون فالفقد جلل والكسر لا يجبر – إذ انه فقد الأبناء في شرخ الشباب – وهذا فقد وطنه له ، فلقد كان ابناً باراً به من البر فى غاية ...وانه كما قال الإمام الصادق الصديق في نعي الدكتور أبو سليم "ندعو ان يمتع الله الأستاذ الخاتم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر " وذلك عند رثائه له وفى معرض دعوته للمنادة بأدعية أُخرى غير الدعاء التقليدي بإبدال الأهل بخير منهم والدار بغيرها ، فهولاء هم الأهل الذين أحب وسعي لإسعادهم ، وهذه هي الدار التي عمل علي أعمارها ونمائها وتقدمها ...آملين ان نكون قد فدنا من تجربته وما ترك بيننا فلقد كان "شريفاً أوقد ناراً ثم مضي" ...فلعلنا نأنس ناره هذه ونأتي منها بقبس.....