فضيلي جماع: حَسِبْـناكَ تَخْـدَعُـنا!! (إلى روح الخاتم عدلان..أفزعت الطغاة حياً وميتاً)!

فــضــيــلـــي جـــمـــاع

حَـسِــبْـنـاكَ تَـخْــدَعُــنـا !!

(إلى روح الخاتم عدلان..أفزعت الطغاة حياً وميتاً)!

** ** **

ما لقلبي يحدِّثـني أنَّ ضوء أبتسامِك..
منـْــشـطِـرٌ .. غـيْـر ما كنْتُ أعْـهـدُهُ فيكَ؟
هل في ابتسامِكَ معنىً ومبنىَ ..
وسـرٌّ تخبئه بين جنبيك..
غير المعاني.. وغير الحديثِ
عن الوطن المستريحِ بقلبي وقـلبكْ؟
قلبي يحدِّثـني أنَّ صوتـكَ
يا صاحبي غيرُ صوتِـكْ!
يأتي برغـم ابتسامـِكَ
محتـقـناً بالدموعِ
وشجْـوِ الرّحيلْ!
لم نصدِّقْ رحـيـلَ النيازكِ
في عَـتمـةِ الـلّيـل!
أنَّ الكواكبَ ميّالةٌٌ للعُلا

آهِ من جَهْـلِـنا !!
حسبناكَ تخدعُـنا..
مثـلما كنتَ تـفـْــعـلُ
مخـتـبـئـاً مرّةً في القلوب..
ومندفعاً تارةً في زحامِ الملايينِ
من فـقراءِ الوطنْ!
طليقاً تضمّـك أكـواخُهم
ضاحكاً من غباءِ الطّـغاةِ
ومن عادياتِ المِـحـنْ!
حسبناك أسرجت في غـفـلةٍ..
صهوة الحُـلُم الأبديِّ
كما كنتَ تفعلُ..
أن يصْبحَ المعدَمون الجِياعُ
ملوكاً على الأرضِ..
أن يملأوا بالرغيفْ السِـلالْ
وأن يهزموا الزمن المتـنكّـر..
في جـبّـة الدّينِ..
والمال.. والبندقـيّـهْ!!
وأنْ يعلنوا أنهم
سادةٌ .. لا رعِــيّـهْ !!

حسبناك - يا آه من جهـلنا –
تـتأهّـبُ للنومِ من رهَـق عابـرٍ
بَـيْـدَ أنـك في غـمضةِ العينِ
أسلمت لله دَيْـناً عليكْ
وعدت إلى حـيْـثُ
أعطيْتَ بستانَ عمرِِك
عُـدْتَ إلى وطنِ الحبِّ
للـسادةِ المعدمينْ!
طليقاً كما كنتَ..
يا أيها الطفل من بلدي..
من "ام دكّتْ الجعليين"!


فضيلي جماع
لندن- المملكة المتحدة
27/أبريل/2005

اسماعيل شكرا

الاخ فضيلى جماع

شكرا وانت ترسخ معانى الوفاء

ولتظل قيم الخاتم التى دافع عنها

حية بيننا

تقديرى.

تراجى.

UP

تراجي مصطفى

شكراً على المرور. ستظل تضحيات الخاتم من أجل شعبه ووطنه صورة حية للنبل والوفاء .

بكى على نفسه يوم بكى على أمه... فأبكى زغب الحواصل فيه.... لفقدهم ماء حنانه... وعشب حبه وعطفه الخرافى...الممزوج بوعى وإدراك... فى تشكيلهم وفقا لطموحاتهم وتطلعاتهم وإمكانياتهم التى يدريها... ويتلمس كنهها كتلمس ملمس قطائف الحرير.... تداعب الأنامل بوثبها المفرح...هكذا خرج بلا عودة ليقرع جرس الباب...أوليستقبل حامل البيتزا فى بجامته البلدية الفضفاضة البيضاء الناصعه كسريرته....ليستلم البيتزا بيسراه ويغمس يمناه ليفرح من أفرح بنيه باكشيشا يؤرخ له فى مهنته تلك... مستغربا فى الإنسان الذى يبدو فقيرا ويبز فى عطاياه....أو يجلس معهم على طاولة العشاء.... يتناول طعام مزاجه ويزجى ويزجل لهم روائع الأدب الشعبي الشيق....بأسلوب التشويق والإثاره.....أو يذهب معهم الى المكتبه فيطالع كل منهم ما يود مطالعته.... ويروغ هو الى مراجع الفلسفه والفكر العصى....حيث يتسمر من النشوه والأستغراق الذى يجيده.... لابل سوف لا ولن تتكرر أمسية فى السينما والبوب كورن والمزات المختلفه....لأختلاف الأمزجه والرغبات....لابل أمهم مفطورة الفؤاد....تتوقف قاطرة مستقبلها فى نصف الطريق بحزمة من أطفال وبأرتال من خيالات غامضه....وزاد لا يرجعها للمحطه الأولى.... ولا يأخذها الى نهايه الرحلة.... فالخاتم يكرر مأساته وملهاته سرا وهو مسرور.... لأنه رسم لهم الطريق الذى مشاه والطريق الذى يسوقهم الى نهاية الرحلة


منصور عبدالله

أخي منصور..أحسنت القول. جال بخاطري وأنا أقرأ كلماتك أنني أقرأ قصيدة أخرى شديدة الإنسياب والتوهج عن خاتم. كان هذا الرجل - لمن التقاه وعرفه كما عرفنا- أنموذج وحده. غلبني أن أكتب عنه حرفاًطيلة الأيام الخمسة الماضية التي تلت رحيله الفاجع، وإذا بهذه المحاولة الشعرية تهبط صباح اليوم لاذعة كالجمر دفعة واحدة. بكيت إذ أتيت على ختامها.

الأستاذ فضيلي،
لك التحية وللخاتم المجد والخلود في قلب الشعب الطيب والرحمة الواسعة من رب رحيم.. ولنا حسن العزاء.

وغدا تشرق الشمس، بلا ريب..

ياسر

الدكتور ياسر الشريف

صدقت أخي الأديب.. وأنت تعيد للذاكرة أرنست هيمنجواي في رائعته "غداً تشرق الشمس The Sun Almost Rises فالحياة لا تتوقف ما دام على البسيطة إنسان لأن الإنسان هو صانع أحداثها. وأمثال الخاتم عدلان محطات هامة في تاريخ أمتنا..لذا وجب التوقف في تلك المحاط.

استاذي فضيلي جماع
اخي اسماعين التاج
اعزيكم واعزي نفسي وكل اهل السودان في هذا الفقد الكبير

نسال الله ان يتغمده برحمته ويلهمنا الصبر الجميل

الأستاذ فضيلي ،
أسمح لى بإضافة مناحة " يمانى ياريا "
http://www.shimagle.com/musicfolder/Men%20kab%20men.mp3

Quote: وعدت إلى حيْثُ أعطيْتَ بستانَ عمرِِك عُدْتَ إلى وطنِ الحبِّ للسادةِ المعدمينْ! طليقاً كما كنتَ.. يا أيها الطفل من بلدي.. من "ام دكّتْ الجعليين"!

الأخ الأستاذ فضيلي جماع

لك العزاء
و لنا...

كوستاوي

أحسن الله عزاءنا أجمعين وجعل مقبل أيامنا خيراً من مدبرها.

أخي منصور علي

على الرغم من أن بعض التعقيدات الفنية حالت دون سماعي المناحة إلا إنني أشكرك على المرور والتكرم بربطها بالبوست .

أخي الأديب عجب الفيا

شكراً على المرور وأحسن الله عزاء أمتنا في فقيد جيلنا..الأخ المناضل الخاتم عدلان.

الاستاذ اسماعيل التاج

الاستاذ فضيلى جماع ..

احسن الله عزائكما وجعلها الله اخر الاحزان ...

قلبى معك استاذنا فضيلى فالحزن عندك يحتشد بكثافه ويسد عليك المنافذ ..

له الرحمه والمغفره وجعل الله قبره روضه من رياض الجنه ..

أخي محمد عبدالرحمن

وصفت حالي تماماً من حيث أن الحزن سد عليّ المنافذ. عزائي أنّ هناك من يعتصرهم الحزن الآن بضراوة أكثر مما يفعل بي:أبوه-أمد الله في عمره-وزوجته الصامدة الصابرة السيدة تيسير مصطفى وولداه اليافعان:حسام واحمد، وإخوته وأخواته. مصيبة مثلي تهون قياساً إلى هؤلاء. نعم..عرفت الخاتم عدلان أكثر من ربع قرن..سمونا فيها على ضيق أفق السياسي ، فكان الإحترام والمودة والتقدير وحسن الصلة الذي سقى جذور التواصل الإنساني الحميم بيننا على مستوى أسرتيناالصغيرتين، مما خفف برد المنافي. هل عرفت كيف أنني فقدت أخاً أكبر؟

وهل كان الخاتم الا فلذة من كبد الوطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

لك التحية أستاذنا فضيلي يارفيق الجرح في المنفى .

خضرعطا المنان

خضر عطاالمنان..أين كنت أيها الأخ الحبيب إلى النفس؟ نعم إفتقدنا الخاتم لكننا قطعاً لم نفقد البوصلة التي نتحسس بها الدرب إلى أشعة شمس بلادنا.

العزيز/ دائما و ابدا فضيلي جماع

لقد سطرت بدم قلبك ما تجيش به قلوبنا من محبة و معزة لراحلنا العزيز خاتم السودان ... و لانك منا و فينا يا فضيلي جماع ترانا كنا في انتظار ان تكتب انت لنا عن المصيبة التي ألمت بنا في صبيحة يوم السبت ... و لن يستطيع ان يعبر عن احزان البؤساء و افراحهم الا من كان من منهم و فيهم و انت منا و فينا يا فضيلي جماع.

ان رحيل الخاتم يا فضيلي كان بمثابة رحيل أمة لان الخاتم كان أمة و كان من العاكفين علي حمل هموم الوطن صباح مساء الي ان احترق كبد الخاتم من الغبينة .

و لكن السؤال الذي يؤرقنا يا فضيلي جماع هو سؤال من منا لم يشارك في احتراق كبد خاتم السودان؟ و علي من تقع مسئولية انفجار نيزك السودان و خاتمه؟

و لماذا لا يوحد الذين احترق كبد الخاتم بسببهم و اعني بهم البؤساء و المحرومين في السودان ... لماذا لا يوحدوا كفاحهم لتكملة المسيرة التي كان خاتم السودان حاملا للواءها؟

و في الختام لك المعزة و المودة و التقدير و تحايا كثر لاسرتك الصغيرة ... فقد شغلتنا الخربانة ام بناية قش عن الاتصال بكم لمعرفة اخبار الصحة و العافية فمعذرة يا حبرنا الاعظم فضيلي جماع.

أخي الأستاذ/برير إسماعيل

لا تلومن نفسك في التقصير عن التواصل أيها الأصيل فكلنا في الهم شرق. ويعلم الله أنك في البال على الدوام ‘ ووعدي بالحضور إلى كارديف الجميلة سأنجزه متى لاحت الفرصة قريباً بإذن الله. لك التجلة.

رحل خاتم في وقت أكثر ما تكون البلاد في حاجة لأمثاله..ولكنا نؤمن أن صاحب الوديعة استرد وديعته ولا اعتراض على حكم الله. الذي يعرف الخاتم عدلان-مثلما عرفت - في المعتقل حيث تتباطأ الليالي والشهور فتصهر معادن الرجال، وفي غربة طوينا منها أكثر من عشر سنين في صقيع شمال العالم‘ أزوره بأسرتي ويزورني بأسرته..نقضي أوقاتاً على الهاتف حتى نفرغ بعضاً من هموم الوطن. وأحياناً أطلب مشورته في شيء لا صلة له بالسياسة فأجد الرد الجاهز ‘ فلا شك يخالجني أنه بيت الحكمة وفصل الخطاب. كان أفضل من يقرأ محاولاتي الشعرية وأفضل من ينقدها دون ادعاء. من يعرف الخاتم إنساناً كما عرفت تنهشه بلا شك مرارة الأحزان هذه الأيام. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

التحية للأسرة وللأصحاب معك في ويلز.

UP

استاذنا فضيلى جماع..
مولانا اسماعيل التاج

اعود لك ثانية...فاحزمة سياج الحزن فى قصيدتك الرثاء قد زربت ارتعاش احساس الضياع فى قبضة الحزن المدى .الحزن المواجع والدموع..سكبت تلك الاحرف اعتصار الفجعة المذبوحة على نطع الفراق..وابنت ما ابنتت من لهيب حرقة الحشا..والخاتم قد اسرج خيله وامتطى افق الصباح...
يا وحيح الجرح فالنزف قد اباح للحزن ان يخترق كل المسامات المسافات ويسكن فى القلوب ..
وسيظل الدموع ينسكب ونحن نقرا فى حروف كلماتك ما ينكأ الجراح...


للوطن لاسرته لكم لاصدقائه وجماهيره ومحبيه ولنا العزاء..
لقد ادمى الفراق كل الخلايا .والدواخل والشعور ..وازمنة الحياة

ليرحمه الله ذالك الفارس ..ذالك السيف المرصع بالنجوم.

استاذنا فضيلي جماع ...
عظم الله اجركم واحسن الله عزاءكم ...وغفر الله لفقيد الامة الخاتم عدلان....
ولا نقول الا ما يرضي الله...

Quote: آهِ من جَهْـلِـنا !! حسبناكَ تخدعُـنا.. مثـلما كنتَ تـفـْــعـلُ مخـتـبـئـاً مرّةً في القلوب.. ومندفعاً تارةً في زحامِ الملايينِ من فـقراءِ الوطنْ! طليقاً تضمّـك أكـواخُهم ضاحكاً من غباءِ الطّـغاةِ ومن عادياتِ المِـحـنْ! حسبناك أسرجت في غـفـلةٍ.. صهوة الحُـلُم الأبديِّ كما كنتَ تفعلُ.. أن يصْبحَ المعدَمون الجِياعُ ملوكاً على الأرضِ.. أن يملأوا بالرغيفْ السِـلالْ وأن يهزموا الزمن المتـنكّـر.. في جـبّـة الدّينِ.. والمال.. والبندقـيّـهْ!! وأنْ يعلنوا أنهم سادةٌ .. لا رعِــيّـهْ !!

محمدين

شكراً أخي على المرور النبيل..وأحسن الله عزاء أمتنا.

الاستاذ فضيلى جماع:

البركة فيك وفينا وفى الجميع، فى رجل رحيله بهذا التأجج.
وارى ان الموت صار وحشا اعمى..ينطلق فى ممرات نضال الشعب السودانى ويلتهم .."من غير حساب"

كم بكينا هنا ..على مبدعين فى كل المنابر ..فى الفن والفكر والسياسة

التهمهم الوحش الضارى..

لكن ما لهذا الرجل يستوقفنا فقده..على نهر من الدمع لا يندمل؟


شكرا لكلماتك عنه..

واحسن الله مقامه والهم فيه الوطن صبرا..وقدرة على التغيير.

أختي الأديبة تماضر شيخ الدين

معك كل الحق وأنت تتسائلين:ما لهذا الرجل يستوقفنا فقده؟ وأحسب أنك تملكين الإجابة على سؤآلك الذكي. توقفنا برهة وتوحد مجرى الدمع فينا لأن صوته وهو ينبهنا إلى حجم الكارثة كان قوياً واضحًا. ألزم الله أمتنا الصبر الجميل.