اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless

اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless


06-15-2003, 09:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=24&msg=1134385305&rn=0


Post: #1
Title: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-15-2003, 09:39 AM

اشكالية العقلية السودانية بين الذات و الاخر



لقد عانى انسان السودان و ما زال يعانى من مشكلات فى مختلف جوانب حياته الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و هى مشكلات يجعله فى وضعية اغترابية بالغة العمق و اسعة الشمول. و قد ترتب على بعض اهل السودان ازاء هذة المعاناة الوجودية الشاملة ان يسعوا و يجتهدوا و يناضلوا من اجل اثبات الذات فى مواجهة الاستلاب الحضارى و احيانا نحو تجاوز حدود التجزئة و الجهل و التخلف. و قد اقتضى ذلك الاجتهادات و لادة قيم و عقائد اجتماعية و ثقافية و سياسية كثيرا منها استهدفت اعادة بناء السودان و انسانه، و تجاوز مشكلات التفرقة فى مختلف صوره و تجلياته.

لقد طرح بعض المهتمين بشؤن السودان شعار الوحدة فى مواجهة التجزئة و شعار المواطنة الكاملة , والتى تتمثل فى العدالة الاجتماعية و كرامة الانسان، و محاربة الظلم الذى يجسم على صدر الانسان السودانى المغلوب على امره. و فى غمرة هذه الوضعية يشهد السودان غضون هذه الايام اندفاعات المد القومى و الوحدوى و تجلى ذلك بوضوح فى الحراك الفكرى لبعض الكتاب و الادباء المهتمين بشؤن السودان و اهلة. و ايضا تجلى ذلك بوضوح فى التغيرات السياسية التى تشهدها السودان اليوم فى مشاكوس و الاقليم الشرقى و دارفور و بقية الاقاليم التى تدور معظمها حول مشكلة التهميش الاقتصادى و الاجتماعى و الثقافى و السياسى. و من بين كل هذا, مشكلة الهوية و التى تتمثل فى(عربى\ زنجى, عبد\ سيد, مسلم\ مسيحى او ديانات اخرى، غرابى\ود بلد\جنوبى... الخ).

فى هذا العصر الذى يعج فيه السودان بصراعاته و تحولااته الجارفة, تتعرض فية القيم للتصدع و الاهتزاز و تعانى فيه الاتجاهات من التحول و التبدل. و فى حماة هذه التحولات التاريخية تتبدد بعض القيم و تولد قيم جديدة تعمل على تغطية هذه التحولات الاقتصادية والاجتماعية و لا سيما السياسية منها. و فى غمرة هذه التحولات ايضا سرعان ما ينهض وعى متقدم يلحق بالحدث و يعبر عن مقتضى حركته. و لكن رغم هذا و ذاك, هنالك اشكالية متمحورة حول بعض العقلية السودانية و التى تكمن فى الاشكالية بين الذات و الاخر. اشكالية تمخر فى عباب الاستعلاء العرقى و تحقيرالاخر.


و فى خضم احداث هذه المرحلة ايضا اتضح الوزن الفعال تجاه النعوت العنصرية و الاستعلائية تجاه بعض الافكار و احيانا تصل الى مرحلة الشخصنة الذاتية. و يبدو اليوم واضحا فى الافق النعوت العنصرية اصبحت ملاذا لكل من عجز عن مقارعة الراى بالراى. و على مبدا الذات المستعلى و الاخر الدونى يقوم بعض الشخصيات باظهار استعلائم العنصرى فى مقارعتهم لمن يخالفهم الراى حتى تصل احيانا ما هو فردى او شخصى الى تعميم العرق باكمله, و ما برح بعضهم يستخدم نعوت مبهمة و فى الواقع نعوت عنصرية لا جدال فيه. فعلى سبيل المثال لا للحصر, و رد فى رد عضو المنبر شيرى الى مقال رودا و التى كان بعنوان " الرجل السودانى و فقه الحيض و النفاس" بتاريخ2003\06\12
بالاتى:
ان المرأة لا اعتقد انها المشكلة التي جعلتك تكتبين كل هذه "الافتراءات
ولا حقوقها الضائعة هي التي نكدت عليك عيشتك
انما مشكلتك هي هذه المرارة التي تحسينها
بسبب بيئتك التي احاطت بك
واحساس (الزنجنة) الذي يتلبدك
ومشكلتك هي نيران الحقد التي تضمرينها للاسلام"

و فى مكان اخر، رد عضو المنبر هوب لس الى مقال رودا و التى بعنوان " الرجل السودانى فى كامل حياته و قد تقمصته(المروة) و المرؤة, بتاريخ 2003\06\14
بالاتى:
" ان العبيد لانجاس مناكيد و لو فى امريكا و اروبا" و كما رد فى نفس المقال(الرجل السودانى, فى كامل حليته وفد تقمصته( المروة) المرؤة) لدينق بالاتى:
"تسلم على الاطراء. يا (نيقرو.. ولا بسموكم شنو...؟؟؟"

و من هذا السياق( النعوت التى اتى بها كل من شيرى و هوب لس) لابد لنا ان نقف وقفة تامل فى مفهوم اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر. و قبل ان ابدا مداخلاتى عن هذا الموضوع, اود ان اوضح نقطة مهمة و هى: انى فى هذا المقام لا ادافع عن افكار او اراء رودا, و لكن ما اصبو اليه هو رصد بعض اشكالية العقلية السودانية ما بين الذات و الاخر و التى كثيرا ما تتمثل فى خطابهم المستعلى تجاه الاخر. و يكون صفة التعميم جليا عندما يعجزون عن مقارعة الحجة بالحجة. و من هذه الكيفية يمكن ان نقول ان العلل التى صاحبت ابستملوجية هؤلاء النفر و كيفية خلق ثقافة الاستعلاء العرقى و عدم احترام انسانية الانسان هى التى اوصلت السودان الى ما هو فيه اليوم( فقر, حروب...الخ).
السؤال الذى يطرح نفسه: الى متى تظل اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر مشبعة بروح الاستعلاء العرقى هكذا؟ لماذا لا ينتج اهل السودان وعى جمعى مطابق و مستقل ينقل السودان من دائرة الصراع الايديولوجى و الاستعلاء العرقى الى دائرة الابداع, و من التقليد الاعمى للماضى الى خلق المستقبل و التجدد و احترام الاخر. خلق سودان تحترم فيه التعددية بكافة اشكالها؟
ان المرحلة الحالية هى احدى الفرص التاريخية امام انسان السودان ليعيد حساباته\ها الفكرية على اسس نابعة من احترامه\ها للتعددية و التى بها يمكن ان تحدد الهوية السودانية. فالسودان بلد التعددية. و الكل له تاريخه و حضارته, فالى المستقبل لنواكب الحضارات الانسانية, و ذلك لا يتم الا بعد ان يعى الانسان السودانى ذاته,(خصوصا اصحاب النظرات العرقية المستعلية) و ان يتحاور مع بنى\نات وطنه\ها و ان يتعامل مع الواقع الموضوعى بالياتة, ليتسنى لنا جميعا بناء مجتمع تسود فية احتارم الانسان مهما كان اختلافنا معه فى التفكير، او اللون او العرق. لا يتم هذا الا اذا وقفنا مع انفسنا و الاخر وقفة الناقض و المصحح للذات و الاخر. و بعبارة اخرى، لا يتم هذا الا بوضع افكارنا فى ميزان ذى كفتين: الاولى منهج التفكير( التناول الابستمولوجى لافكارنا) و الثانية فهم الواقع و تجاوزه (نقد الافكار من حيث علاقتها بالواقع).

و دمتم
احمد محمدين

Post: #2
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: atbarawi
Date: 06-15-2003, 02:47 PM
Parent: #1

الاخ احمد سلامات
شكرا لهذا الطرح القيم
اتذكر وانا صغير ان كثيرا ما كان يستوقفني بيت من طين او زبالة كما هي غالبية بيوت السودان عندما اجده مطلي بجير، وكان ذلك يسبب دهشة عظيمة لي لم اكن اجد لها تفسيرا وقتها، ولكن بمرور الايام بدأت اكتشف ان السودانيين مغرمين بتاعطي الاشياء من ظاهرها وابسط صورها، وبدات العلاقة الجدلية بين المثقف السوداني وبيت الزبالة المطلي طين تتكشف لي في اوضح صورها، وتتكاثف تجلياتها في بيت الطين الذي لا يصمد جيره عن اول بادرة مطر، كما يتكشف لك وهن المثقف السوداني عند اول محك فكري 00 هكذا نحن للاسف نجيد الكلام الطيب والمرتب في المناسبات اللطيفة والمجاملات الصديقة، ولكن ان ينقلب الامر الى معركة فكرية تتطلب أعلى قدر من السمو الانساني، فهذا دونه خرط القتاد كما يبدو حتى اللحظة على الاقل0
لقد سبق وان اشرت الى ذلك في مقال سابق ان العلة الحقيقية تكمن في عدم حسم الصراع المبكر بين القوى التقليدية والمجتمع المدني الحديث في بواكير القرن الماضي، وانتج هذا التزواج القسري مثقفا مشوها لا هو كامل التقليدية ولا هو معاصر0

Post: #3
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: اساسي
Date: 06-15-2003, 03:33 PM
Parent: #2

الاخ محمدين
الاخ عطبراوي
تناولتم الامر بطريقة جزئية ومن اتجاه واحد وكانه ضرب تفرد فيه السودانين وحدهم لا احد يختلف (كما اعتقد) في زم مثل هذا المنحي المتطرف النابع من جاهلية ليس الا ولكن وكما اعتقد ايضا ان هذا الامر ليس فرية تنطلي علينا كسودانين فقط بل تكاد تكون عندنا متدارية او مختفية نوعا ما ولكن واقع الامر يقول غير ذلك فنحن كشعب سوداني ينظر الينا بتلك النظرة التي استنكرتموها ومن اقرب الدول المجاورة لنا او قل الممتدة اليها عروقنا العربية كما ندعي وبصورة اظتها اشد وضوحا في العالم الغربي المتثقف ثقافة الاسمنت وليس مثل ما مثلت مثقفينا اخ عطبراوي بجير الجالوص .اذا الامر ليس دمغة توصفنا كسودانين فقط بل تكاد تكون مارة انسانية مسجلة لكل الشعوب فالمعلوم ان كل عرق يري في نفسه الافضل وهذا من ابجديات الكائن الحيواني المسمي انسان اينما عاش في مجتمعات
حتي داخل السودان وبين القبائل التي تحس بالضيم من مثل هذه النعوت نجدها تستعلي علي بعضها فسطوة الدينكا علي القبائل الزنجية في الجنوب واضحة للعيان وكاذب من ينكرها
ولكن بالرغم من كل هذا استمرت الشعوب في التقدم والاذدهار ولم يكن هذا الامر هو العائق الاساسي حتي امريكا بلد الحريات واللاعرقيات الي عهد قريب لا يتجاوز الاربعة عقود وفي قمة اذدهارها والعالم من حولها يدور في فلكها كانت تضج بمشاكل الحقوق المدنية واضطهاد الزنج علي حساب البيض ولكن في النهاية يظل الامر غير مستحب

Post: #4
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: atbarawi
Date: 06-15-2003, 03:58 PM
Parent: #1

الاخ اساسي سلامات
اتفق معك فيما سقته بان القضية ليست خاصة بنا، ولكن ما نحن بصدد هنا ليس الظاهرة في حد زاتها او مقدار تفردنا بها، بقدر ما هو الفمهوم الارتدادي للمفاهيم0 افهم ان يترسب الاستعلاء العرقي في لا وعي الانسان البسيط ويستخدمه متى ما تراى له ان يثبت ذاته في واقعة ما، او حتى من قبيل الاستهجان والاستفزاز غير المبرر0 ولكن ما بال شخص يدعي الفكر والثقافة ويتعارك في معترك فكري هو بعيدا عن المبارزة العرقية، فاذا به وفي لحظة احساس بالعجز يستل نصل استعلائه العرقي ويغمده بلا رحمة0
ان الموضوع اخي اساسي مقحم كما ترى، ولم يكن اس الحوار، ولذلك يتبدى لك هذا العجز المخيف في الترفع عن هذه النقائص، بل الانكى استخدامها في محاولة لقمع فكري ليس الا0
سلامي وودي

Post: #8
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: HOPELESS
Date: 06-16-2003, 03:07 AM
Parent: #4

اسف عزيزي احمدين لنا لقاء في موقع اخر وشكرا علي جمال الطرح .. وعفوا لسؤ بعض المداخلات

Post: #54
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-08-2003, 06:02 PM
Parent: #8

up

Post: #5
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أحمد أمين
Date: 06-15-2003, 05:05 PM
Parent: #1




شكرا أخي أحمد

يبدو أن الكثيريين لايهمه أيذاء الناس بالكلام العنصري المقذذ عندما يفشل في مواجهة الافكار بالافكار.
لماذا العنصرية بغيضة وكريهة ؟لا نها ترتكز في الاساس علي أيدولوجية أقصائية بالنسبة للضحية وتركيبتها الفكرية بسيطة وخطير وفي أغلب الاحوال مؤدية الي التهلكة والموت.
علي الاقل المفاهيم الدينية الفلسفية والايدولوجية بها نوع من التجريد وبأ عتبارها في النهاية منظومة فكرية فلسفية مقدسة أو خلافه يمكن نقاشها والاختلاف حولها، ويمكن لحاملها تركها او الحفاظ عليها أو تغيرها في نهاية الامر هو أمر فكري خاص به وبطريقة تفكيره/ها.
لكن في المفاهيم العنصرية فالتنظير يبسط كالاتي: لو كان شخص يعتقد أنه من أصل عرقي أفضل من أكس أو واي ، ويعتقد أن أكس أدني منه لأنه من ذلك العرق، فليس هنالك تنظير مابعد المفهوم العنصري علي الاقل من وجهة نظر الضحية فعرقه الدوني هذا ليس مسألة فكرية يمكنه تغيرها أو تعديلها أو البحث عن سبل لتفسيرها. فالعنصرية كأيدولوجية تشكل أكثر درجات الايدولجية الانسانية تخلفا وسذاجة وهي في نهاية الامر تشكل نهاية التفكير أو موته.

لذلك ركزت المادة 1 و المادة 2 و الماد ة 4 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان http://www.un.org/arabic/aboutun/humanr.htm

علي هذا الامر لخطورته وللتجربة القاسية اتي مرت بها أوربا نتيجة لانتشار الافكار العنصرية وملايين الناس الذين راحوا ضحية لذلك النوع من التفكير في الحرب العالمية الثانية.

Post: #6
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-16-2003, 02:53 AM
Parent: #1

up

Post: #7
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-16-2003, 03:05 AM
Parent: #1

From my reading of Roada's post, I did not find any indication of her ethnic origin. Yet Shiry failed to establish a logical dialogue with her, therefore, she jumped to here back mind.

Hopeless,, you have inferiority complex and you need to see a psychiatric. In the Sudan, you can call yourself arab or anything you want (Where there is no Crocadile), but when you go to the ARAB world, you are Khal, and when come to America, you are just another neger around the corner. Get to know that fact.

Post: #11
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: عاطف عبدالله
Date: 06-16-2003, 07:17 AM
Parent: #7

الأستاذ أحمد محمدين
شكرا لهذا الطرح المتماسك
كثيرين قد تناولواهذا الموضوع ، موضوع التنوع والتعدد بكل أشكاله وإشكالاته في السودان . وكل ما تفرع عنه من نتائج . ما كتب قد أسهم كثيرا في تقريب وجهات النظر خصوصا وسط قطاع المثقفين الذين لا هدف لهم إلا مصلحة البلاد والعباد ولا ينشدوا سوى ماقصدته بقولك "
Quote: لماذا لا ينتج اهل السودان وعى جمعى مطابق و مستقل ينقل السودان من دائرة الصراع الايديولوجى و الاستعلاء العرقى الى دائرة الابداع, و من التقليد الاعمى للماضى الى خلق المستقبل و التجدد و احترام الاخر. خلق سودان تحترم فيه التعددية بكافة اشكالها؟
" ومن خلال هذا المنبر طرحت عدة دراسات وإسهامات ضيقت مساحة الاختلاف بين الكثيرين من الأعضاء ذوي الاتجاهات والميول السياسية والحزبية المختلفة، ولكن يبقى سؤال هام ما زال على مائدة البحث مطروح وهو هل يعاني السودان من أزمة هوية؟ وهل هذا التنوع في الرؤى والتعدد اللغوي والأثني هو مصدر هذه الأزمة. وهل هذا الاستعلاء العرقي من نتائجه.
من وجهة نظري أن الأزمة ليست في الهوية ولا في التعدد بل هي أزمة التنمية غير المتوازنة والتخلف الاقتصادي للبلاد هما السبب الرئيسي للأزمة التي كانت تتوارى خلال الأنظمة الديمقراطية وتطل بوجهها القبيح خلال الأنظمة الديكتاتورية وقد بلغت أوج عنفوانها خلال حكم الجبهة اليميني المتطرف الحالي

ماذا لو

" اختصرت المسافة للمواطن السوداني البسيط بين بورسودان في أقصى الشرق ومدينة الفاشر في أقصى الغرب بحيث تكون المسافة بينهم أقرب من المسافة بين مدينتي بورسودان وجدة اللتان لا يفصل بينهما سوى البحر الأحمر ، وكذلك المسافة بين وادي حلفا في أقصى الشمال ونمولي في أقصى الجنوب يجب أن تصير أقرب من حلفا إلى أسوان المصرية وذلك بتوفير سبل المواصلات الرخيصة والنقل التجاري الأقل تكلفة والاتصال ، يجب أن يتكامل السودان تجاريا واقتصاديا بحيث أن السلع التي تنتج في نمولي وجوبا تباع بنفس السعر في الخرطوم وكسلا والفاشر وفي وادي حلفا وهذا الأمر لا يحتاج لسحر ساحر بل قرار حكومي بسيط بحيث أن رسوم الإنتاج المقررة على السلع يجب أن يراعى فيها تكلفة النقل مما يجعل السوق المحلية في متناول كل أصحاب العمل والإنتاج بدون أي معوقات من الناحية الاقتصادية ونكون قد حققنا بذلك إحدى ركائز وحدة الهوية أي "تبادل المصالح" وهناك سياسات أخرى يمكن أن تساهم في خلق الروابط الاجتماعية والتزاوج وتقوية ركيزة أخرى وهي "رابطة الدم" وذلك بتشجيع الزواج بين الأعراق المختلفة ويمكن أن تسن تشريعات مثال أنه في حالة زواج أي جنوبي من بنت شمالية او شمالي من بنت جنوبية بأن يمنح الزوجين قطعة أرض سكنية أو مزرعة أو ورشة صغيرة أو قيام صندوق تكافلي لتشجيع مثل هذه الزيجات وأن يمنح هؤلاء الأزواج أولوية في التعيينات للوظائف الحكومية وفي الترقي الوظيفي حتى يستقر تكوينهم الأسري ويصمد في مواجهة أعاصير الرفض الاجتماعى من القوى المتخلفة. كما أن هناك مسألة رعاية الثقافات المتنوعة في السودان يمكن أن يتم ذلك بتدريس اللغات المحلية في مناطقها كجزء من المقررات المدرسية وأن تدرس بشكل اختياري في بقية أرجاء الوطن بحيث من حق الطالب في حلفا أن يتعلم لغة الدينكا لو أراد ، كما أن من حق الشلكاوي أن يتعلم اللغة النوبية وهكذا حتى نثبت لغاتنا التي تعبر عنا من نمولي إلى حلفا.. ثم فوق كل هذا وذاك يجب أن ننشأ دولة المواطنة التي لا يحس فيها أي مواطن بالاضطهاد بسبب دينه أو عرقه أو لونه أو ثقافته أو لغته .

" جزء من دراسة سابقة نشرتها في جريدة الإتحاد الإماراتية والصحافي الدولي والمنبر الحر "

Post: #9
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Outcast
Date: 06-16-2003, 07:05 AM
Parent: #1

" ان العبيد لانجاس مناكيد و لو فى امريكا و اروبا" و كما رد فى نفس المقال(الرجل السودانى, فى كامل حليته وفد تقمصته( المروة) المرؤة) لدينق بالاتى:
"تسلم على الاطراء. يا (نيقرو.. ولا بسموكم شنو...؟؟؟"

Doesn't he know that we are all "Negros" in the Western Hemsphere??

I think these kind of Sudanese are either ignorants or they opted to live in denial. Please come to America and hear what you will be called, you think you are white?? HA..HA..HA..HA..HA

Post: #10
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: wadazza
Date: 06-16-2003, 07:16 AM
Parent: #9

عزيزى أحمد

تحليل منطقى...واظهار جلى لحجم الكارثة...وأضيف الى بوستك عبئا آخر عبر هذا اللنك
هوبليس وجريمة يعاقب عليها القانون!!!!


تحياتى
ولى عودة



ودعزة

Post: #12
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: HOPELESS
Date: 06-16-2003, 07:17 AM
Parent: #9

up

Post: #13
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Outcast
Date: 06-16-2003, 07:29 AM
Parent: #1

Dear Hopeless,

To be a white and call a black man a "Nigger" is a big contempt, but to be a black man and call someone else a "Nigger"?? This is a disaster; because you have insulted not him, but yourself, your heritage, and your race, that means you look down upon your identity and who you are; this is self-hatred and it's much more lethal than discrimination or racism that is inflicted by other races upon the black man (and the definition of black by the way_according to the slavery rules_ is anyone with a drop of a black blood, so it's a huge umbrella, and it shelters anyone who has an African blood. So be carefull about what you say.

Post: #14
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: maia
Date: 06-16-2003, 09:50 AM
Parent: #1

فعلا العقلية السودانية تعاني من الكثير من العنصرية ، ومفهوم الوحدة يظل شعار فقط ! ومن المؤسف انه حتى بين فئة المثقفين نجد ترسخ هذا المفهوم ومن المؤكد انه بتدخل عوامل كثيرة ادت الى وجود العنصرية في عقلية السودانيين
وساروي لكم قصة عايشتها في الخرطوم وما زالت محفورة بالم في ذهني تجسد هذه العنصرية بكل معانيها فقد كنت ادرس في معهد جوتة للغة الالمانيةومعنا في الفصل احدى الاخوة من جنوب السودان شاب مكافح يتسم بالتهذيب في التعامل مع زملائه داخل المعهد ، الاستاذ الذي كان يقوم بتدريسنا شاب سوداني من الشمال ، ما جعلني احس بالاستياء هو معاملة هذا الاستاذ للطالب الجنوبي ، فكان يمارس عليه ما ترسخ في ذهنه من عنصرية يتعمد احراجه امامنا ويقلل من شانه!! وذلك الاخ الجنوبي كنا نرى علامات الحزن والاحراج في عينيه وهو يعامل بهذه الدونية وهذا المدرس وهو المثقف الذي يجب عليه ان يتحرر من تلك المفاهيم القديمة لم يتوقف لحظة عن تلك الممارسات العنصرية!!
فاقول لك اخي احمدين اكيد هناك الكثير من النماذج والقصص المؤلمة ففي اعتقادي انه مشكلتنا كبيرة وعميقة فلكي تتوقف هذه الحروب وينشر السلام علينا ان نزرع السلام واحترام اختلاف الاعراق والاجناس اولا في انفسنا

Post: #15
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-16-2003, 02:15 PM
Parent: #1

up

Post: #16
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-16-2003, 03:51 PM
Parent: #1

الاعزاء,
عطبراووى\اتبراوى
اساسى
احمد امين
عاطف عبدالله
Hopeless
Shao Dorsheed
Outeast
Wadazza
Maia

و جميع المشاركين،

شكرا لحسن مداخلاتكم القيمة، و سوف ارد اليها بالتفصيل قريبا.
لكم جزيل احترامى
احمد

Post: #17
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-16-2003, 05:40 PM
Parent: #1

up

Post: #18
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: wadazza
Date: 06-16-2003, 07:48 PM
Parent: #17

فلنتعلم من هذا البوست وأنا أولكم....ففى ما كتبه أحمد وما تداخل به المتداخلون...وضع مبضع على جرح لا جرح على جرح...


و
UP

Post: #19
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-16-2003, 11:11 PM
Parent: #1

up

Post: #20
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-17-2003, 02:12 PM
Parent: #1

up

Post: #68
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-21-2003, 04:43 PM
Parent: #20

up

Post: #21
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-18-2003, 00:06 AM
Parent: #1

الى كل الاخوات و الاخوة،
تحية طيبة
و بعد،
حقا لقد تعلمت كثيرا من مداخلاتم هذه، فبها عرفت نفسى قبل ان اعرفكم، فلكم جميعا منى التحية و الاحترام.

الاخ عطبراوى،

قد شبهت( بيت الطين المطلى بالجير) فاصبت، و اتيت بالحلول فكنت خير راشد الى بناء مجتمع تسود فيه القيم الانسانية. فياليتك ان تستمر على هذا النهج لان السودان فى حوجة لمثل هذا العطاء القيم.

الاخ احمد امين،

لك التقدير على هذه المشاركة الثرة, و ياليتنا تمسكناجميعا بما اورته من فكرة، و امتثلنا بما جاء فى قرارات الامم المتحدة.

العزيز عاطف عبدالله،

انا من احد قراء مداخلاتك و مقالاتك الجميلة. كنت و ما برحت اتابع عن كثب مداخلاتك المفيدة و خصوصا الاكاديمية منها و التى معظمها تتعلق بمشاكل السودان الشائكة.
انى اوافقك الرأى، و دعنى اضيف قليلا على ما قدمته من طرح. يكون جميلا اذا اضفنا برامج او منهج تعليمى للنشئ و الكبار لغرز قيم احترام الذات و الاخر, و ثقافة التسامح الانسانى و البيئى و التى بها تتحقق العيشة الكريمة للجميع.
فالى الام اخى عاطف و لا تحرمنا من مساهماتك القيمة.

الاخ ود عزة،

انى من قرأء كتاباتك على هذا المنبر الحر منذ زمن. فشكرا للطلة و المساهمة، كما اشكرك على انشغالك الدائم بهموم هذا السودان و اهلة. فالى الامام و جود لنا بما فيه الخير للوطن.

,Outcast المقدرة اوت كاست

شكرا للمداخلة القيمة، و ليتنا تعلمنا من تجاربنا و تجارب الاخرين.


,Maiaالاخت مايا

الشكر اجزلة لمداخلتك و لايرادك لهذه القصة الواقعية.و يقينى التام، بان يمكن يمكن للانسان ان يحل معظم مشاكله اذا كان هناك شفافية فى اظهار مثل هذا الحقائق التى اورتيها من خلال تجربتك الواقعية. فياليتنا تعلمنا جميعا من هذه الشجاعة و تحديدا فى اظهار مثل هذه الملاحظات و التجارب الشخصية و التى دونها تصعب و ان لم يكن مستحيلا حل مشاكلنا.

الاخ اساسى،

لك التحية و شكرا على المساهمة، و اظن الاخ عطبراوى ادلى بما فية الكفاية على بعض ما ذهبت اليه. حيث انى اضيف الى شرح الاخ عطبراوى الاتى:
اولا: انى لم اتناول الامر بجذئية أو من اتجاه واحد كما اشرت. حيث انى حددت فى طرحى اشكالية بعض و ليس كل العقلية السودانية. فاذا كنت ترى هذا جذئية، فانى ارى خلاف ذلك. وفى تقديرى ليس كل السودانيين فيهم هذه الاشكالية(الاستعلاء العرقى)، لذا من الاجدى ان ناخذا الجذء الذى يتصف بهذه الصفة فقط. واماعن استشاهدى بمداخلات الاخت شيرى و الاخ هوب لس، لا لشيئ و انما فقط للايضاح و ليس للتعميم او نعت جهة بعينها دون الاخر.
ثانية: انى لم احدد عرق بعينة و اصفه بالاستعلاء العرقى، و انما رميت لبعض العقلية السودانية. و اعنى بهذا كل سودانية او سودانى تنطبق فيه\ها هذه الصفة( الاستعلاء العرقى) و ذلك بغض النظر عن لونه\ها او عرقة\ها او موقعه\ها الجغرافى او لالغة...الخ)
ثالثا: انى اتفق معك ان ظاهرة الاستعلاء العرقى هذه موجود فى معظم بلاد العالم و لكن بدرجات متفاوتة و ربما تكون السودان واحدة من اسوأ الدول فى هذا المضمار(الاستعلاء العرقى). وبالنسبة لتركيزى على السودان دون سائر الدول الاخرى، او بالاحرى اخترت السودان دون سائر الدول لثالث اسباب
(أ) وددت ان اظهر نظرتى فيما يدور من مشاكل شائكة فى بلدى السودان
(ب) مشاركة الرأى مع من يهمهم الامر من بنى وطنى(السودان) و خصوصا الذين يهمهم امر هذا السودان المتعدد الاعراق و الاجناس.
(ج) نقد الذات لتصحيح الذات. و من ثم نقد الذات و الاخر لتصحيح الذات الاكبر(الذات السودانى)، و من بعدها يمكن مقارنتها بالدول الاخرى. و بعبارة اخرى اود ان انقد ذاتى السودانى اولا و من ثم انقد الاخر(الدول الاخرى).
كلمة اخيرة:
اذا كانت الشعوب او الدول الاخرى تسير على نهج التعالى العرقى، لماذا نقتدى بهم؟ و قبل كل شيء، كيف ان يتثنى لنا ان ننقد الاخر قبل ان ننقد او نصصح أنفسنا؟؟ و دونك المثل البيقول: فاقد الشى لا يعطيه.
اخى اساسى، هذه هى بعض الاسباب التى جعلتنى اركز على السودان دون غيره\ها من الدول و الشعوب. اتمنى قد ابان لك قصدى.
لك احترامى


Shao Dorsheedالمفاضل شاو دورشيد

شكرا على الطلة و المساهمة. و بالمناسبة الشاو دورشيد هذا اسم لاحد سلاطين و مؤسسى دولة التنجور بغرب السودان. فبالله افيدونا عن سيرة هذا الدورشيد، و ذلك ليكون اسهاما لمعرفة تاريخ سوداننا الحبيب.
و نحن فى انتظار المزيد من مداخلاتك ايها الدورشيد.


،Hopeless اخى هوبلس

شكرا على الطلة. و انا ايضا اسف اذا ما مسك شيئى فيما كتبت. و ما اقصده فى هذا المقام هو اظهار بعض جوانب حياتنا و معاملاتنا العفوية و التى غالبا ما تكون محفورة فى عقلنا الاشعورى، و بقدر من انها مشكلة لبعض هذا الجيل، الا ان اللوم ايضا للتاريخ و البيئة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التى أوجدنا القدر فية\ها. و لكن هذا لا يمنع ان نواجهه هذه الظاهرة ( الاستعلاء العرقى) بشجاعة و ايقاظ ضمير لا لشيئى اخر فقط من اجل عيشة كريمة لجميع اهل السودان.
و بالمناسبة: يا ليتنا تعلمنا من جدلية الذات و الاخر و التى تتمثل فى شخصية السنيح , الذى لا يستطيع فيه تحقيق ذاته الا بوجود الاخر (الاسرة + اطفال القرية) رغم اختاف الرؤى و المعضلات الحياتية. وياليتنا تعلمنا من ام السنيح فضيلة الحلم عند الغضب و العفو عند المقدرة.

ولكم جميعا احترامى و تقديرى

احمد محمدين ضوالبيت

Post: #22
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-19-2003, 01:59 AM
Parent: #1

up

Post: #24
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-19-2003, 04:14 AM
Parent: #22


الأخ أحمد محمدين
لك التحية
ربما لم تترك لنا أنت وعطبراوي وبقية الأخوة المداخلين شيئا نضيفه
ولكن هناك مسألة مهمة متعلقة
بالعقل الاستعلائي في صيغته السودانية
هو أنه (عقل) غير برهاني يحصر نفسه غالبا في صيغ (البيان والعرفان) التي حللها الجابري في الجزء الثاني من رباعية نقد العقل العربي
والبيان معنيٌّّّ بالبلاغة والإنشاء في المقام الأول؛
والعرفان معنيٌّّ بالإلهام أو الخواطر؛ ففلان تقول له خواطره أو إلهاماته العقلية، أن عدوه يصدر من (حقد) أو (عقدة) تجاه كذا وكذا دون أن يكلف نفسه الإتيان بأي أسباب، بل ويعتبر أن خواطره في حد ذاتها برهان!!؛

وهو مهجس بما هو (أخلاقي) بالمعنى (غير العلمي) لكلمة (أخلاق)؛ وهو لذلك يحب القفز إلى أحكام القيمة (صواب/خطأ، مؤمن/كافر، صديق/عدو ..إلخ)؛
وهو في نفس الوقت محاصر بأحاديته التي صنعها بإقصاء الآخرين، وبنفاقيته العالية (فهو لم يربي نفسه على تقبل النقد)، ولذلك فهو حساس جدا تجاه التعرية
مثله مثل ممارس العادة السرية عندما يكتشفه أحد ما
فأول ما يتجه إليه للدفاع عن نفسه هو التشكيك في (أخلاق/قيمة) كاشفه (الشاهد) وإلصاق كل التهم الممكنة بهذا (الشاهد) ويظل ـ في نفس الوقت ـ يمارس التذكير؛ بالتغنى بـ"فضائله" التي ربما لا تكون محل إنكار؛
وتبقى آلية (منطقه) ـ هنا ـ في المعادلة التالية: بما أن الشاهد غير عدل، إذن هو كاذب، وتبطل شهادته، وبالتالي، ليس هناك داعي لمناقشة تفاصيل دعواه، بل والإنتقال جزافا إلى إدانته وإلحاق أكبر قدر من الأذى به!!؛
هذه مجرد واحدة من آليات عمل هذا العقل؛
وبالإضافة لذلك، فهناك طبعا آليات لا نستطيع حصرها هنا، ولكن من بينها آليات(المنطق)السلبي (أو المعوج)؛
أليست هذه (الممارسة) يمارسها آخرون؟
ألم أقم (أو يقم الطب) بشجبها في مكان ما وفي زمان ما؟
أليس؟
ألم؟
إلخ...؛
ولكن لسوء حظ هذا (العقل) السوداني؛ أنه وهو نائم في عسل ماضيه وهيمنته (المفروضة)، قد جرت في النهر مياه كثيره، وتم اكتشاف آلات كثيرة و(إشعةتحت حمراء) تستطيع أن تخترق جميع أنواع الجدران لتكشف ما يدور ورائها

أرجو أن تواصلوا

لكم المودة

Post: #23
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: kofi
Date: 06-19-2003, 03:37 AM
Parent: #1

الاخوة الاعزاء
هم العنصرية اصبح اكبر مركب نقص فى سوداننا الحبيب
اعترفنا جميعا باننا نمارسها بصورة او باخرى وانها بشعة بل كارثة على مستقبلنا الوحدوى
تلا تعتقدون انناندين اولا الاعتذار باسم كل السودانيين لكل الذين مارسنا فى حقهم العنصرية لكى نفتح صفحة نقية بيضاء مع الاخر ثم يكون لنا معهم حوار مكشوف وصريح عن ما لنا وما علينا
وبعد ذلك نحاول ان نطبق ما نفكر به على واقعنا والبداية نربى اولادنا بطريقة سليمة عشان ما يكون عندهم ازدواج شخصية
اختكم محظوظة

Post: #25
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: HOPELESS
Date: 06-19-2003, 07:37 AM
Parent: #23

الأخ العزيز أحمدين
الأخوه المتداخلين

سلام واحترام


أولا وللتوضيح ومنعا للبس
اود أن اوضح بأن ما تم بتره من حديثي في أحدي المداخلات في الرد علي احد البوستات التي تضررنا فيها كمسلمين وعرب وسودانيين من سب واحتقار وتشويه لمعتقدات .. اصبح كمن تعامل مع الأمر من باب ولا تقربوا الصلاة...) لغرض في نفس يعقوب
وكان الأحري والأفيد من باب المنفعه في التطرق لمثل هذه المواضيع(الحساسه) أن يتم التعامل معها بحيادية تامه دون اللجو الي قص اطراف الحديث وعدم تحويل مجراها (كما فعل احدهم) لما يترتب عليه من مفهوم خاطئ لمدلول الحديث لدى المتلقي .. أو اهداء ضاله لمن يبحث عن مثل هذه المواضيع .

اخي

ما كنت أود أن أخوض ولا أن ازج بنفسي في مثل هذه المواضيع لما تحدثه من مشكلات والدخول في متاهات انا عن نفسي في غناً تام عنها

وما دعاني للكتابه اليوم في هذا الأمر هو اللبس الواضح في مفهوم العباره التي أتلقطها للتذكير بأن العبودية والعنصريه قد عانى منها جميع من علي البسيطه ولم تقتصر علي فئه أول لون او ديانه وعلي مر العصور

مما ترسب في ذهنية البعض منها كل حسب موقع اسلافه من موقع العبودية
استعلا في الجانب الأيمن ..... حقد في الجانب الأيسر
وهذا هو ميراس الأمم من اسلافهم في جميع انحاء العالم


دعونا نتأمل في هتين العبارتين
1/ العبد عبد ولو في أمريكا وأوربا
2/ تشكر علي الأطراء...يانيقرو ولا بسموكم شنو


1/ لماذا في أمريكا وأوربا؟؟؟
2/لماذا نيقروز؟؟؟

ما ودت قوله ايها الساده وعنيته في هذه الجمل المغتضبه والتي أؤلت لغير ما اريد لها أن العبوديه كانت تسود كل العالم ومورست في جميع انحاء العالم ومن جميع الفئات وأن رواسبها في جميع المناطق حتي أمريكا واوربا وبدليل اطلاقهم لكلمه نيقروز الي الآن علي كل أسود يجوب بلادهم ليل نهار... وهذا أن ربط مع حديث المدعيه علي الدين والسودان ورجل السودان لعرف واسنتبط معناه الحقيقي لمرمي القول

....
ولو تذكر اخي احمدين
حين سألتني في البوست السابق عن معني حديثي

كان ردي عليك بقولي
بأمكانك استنباط معني الحديث

لا أبري نفسي من تهمة انا أعلم تماااما بأني برئ منها .. ولكني احببت التوضيح منعا للخلط ولكم القبول أو الرفض

وللتأكيد علي صحة ما ذهبت اليه من شمول الرق جميع المناطق وبمختلف الطرق أورد هنا بحثاً لاحدهم يؤكد ما اشرت له

------------



نريد هنا أن نوضح موقف الإسلام من الرق ، ولكن يجدر بنا قبل ذلك أن نعطي فكرة عن موقف الأمم المختلفة منه ، فقد كان موقف الإسلام من الرق متأثرا باتجاهات الأمم المختلفة عند ظهور السلام ، كما كان مأثرا في هذه الاتجاهات ، كان الإسلام متأثرا بمعنى أنه وجه الرق - كما سيأتي - نظاما شائعا ، من أهم موارده الأسر في الحروب ، فأجاز الإسلام للمسلمين أن يأسروا من أعدائهم ما استطاعوا حتى تتحقق المعاملة بالمثل ، وبهذا أجل الإسلام إلى حين هدفه الأسمى وهو الحرية ، أو قل وصل إلى الهدف خطوة بعد خطوة .



وكان الإسلام مؤثرا في اتجاهات هذه الأمم لأنه بالتشريع الذي أجراه للرق أبان أنه مشكلة ، ولم يكن أحد قبل السلام يدرك أن الرق مشكلة ، بل كان عملا طبيعيا ، ووضع الإسلام الطرق لحل هذه المشكلة ، وكان ما رسمه الإسلام خطوة واسعة ، ففتح الأعين لتحرير الأرقاء ، حتى تم ذلك في القرنين الأخيرين .



ما اتجاهات الأمم تجاه الرق ؟ هذا ما سنتكلم عنه فيما بلى : الرق في الحضارة الشرقية القديمة : لا يعرف التاريخ بداية لاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان ، ومنذ عرفت الحضارات ودون التاريخ نجد الرق موجودا ونجده قاسيا .

ففي مصر القديمة وجدت العبودية ، وعلى أكتاف رقيق الأرض بنيت الأهرام وأقيمت المعابد ونحتت المسلات .

وفي الصين كان الرق منتشرا ، وكان من أسبابه الفقر الذي كثيرا ما كان يدفع بصاحبه إلى أن يبيع نفسه أو أولاده تخلصا من العوز الذي كان واسع الانتشار ( 1 ) . وفي الهند - حيث نظام الطبقات - كان الشودرا ( ) Sudra والمنبوذون ( ) Outcasts يمثلان الغالبية العظمى بين السكان الأصليين للبلاد ، وكانت هاتان الطبقتان تكونان طبقة العبيد ، وكان للبراهمة ( الكهنة ) Brahman الحق في أن يأخذوا من مال الشودرا ما يشاءون ، فهذه الطبقة وأفرادها ملك خالص للبراهمة ، أما طبقة المنبوذين فلم يكن لها حق أن تملك شيئا ، وكان من التفضل على أي من أفرادها أن يمتلكه أحد ، وأن يخرجه من طبقة المنبوذين إلى المجتمع. أما عند الفرس فقد انتشرت نظرية الحق الإلهي وأصبحت عقيدة مرعية عند الجميع ، وبمقتضى هذه النظرية اعتقد الملوك - واعتقد الناس معهم - أن دما من دماء الآلهة تجري في عروقهم ، وأنهم لذلك طبقة أخرى غير طبقة البشر ، أو من سواهم عبيد لهم ، ولا ينال الشعب الرحمة من الآلهة إلا إذا رضى عنه الملوك ، وعلى هذا يمكن القول إن سكان فارس كانوا آلهة وعبيدا .



الرق عند اليونان : وكان استعباد البشر للبشر مطلقا وبكثرة في حضارة اليونان ، وكان قراصنتهم يتخطفون أبناء الأمم الأخرى في مختلف السواحل ويبيعونهم في أسواق أنينا وغيرها ، ولما صارت لليونان مستعمرات في آسيا الصغرى ، صارت لهم فيها أسواق للاتجار بالرقيق ، حتى امتلأت بيوت الإغريق بالإماء والعبيد يستعبدهم اليونان جميعا ، لا فرق بين غني وفقير ، ولم تؤثر في تاريخهم كلمة * ( هامش ) * ( 1 ) أنظر كتاب تاريخ الصين القديم لمؤلفه . ) * ( M . olive واحدة عن أي حكيم من حكمائهم باستنكار استعباد الإنسان لأخيه الإنسان أو للترغيب في تحريره ( 1 ) . وقسم الفلاسفة اليونان الجنس البشري قسمين : حر بالطبع ورقيق بالطبع ، وقالوا إن الثاني ما خلق إلا لخدمة الأول ، وإن عليه أن يقوم بالأعمال الجسمانية ويقوم الجنس اليوناني وهو الحر بالطبع بالأعمال الفكرية والإدارية والمناصب الهامة ( 2 ) .



وبناء على هذه القاعدة التي وضعها فلاسفة اليونان استباح اليونان لأنفسهم أن يتلصصوا في البحار فيخطفوا من يصادفهم ممن يكونون على الشواطئ والسواحل ، فيصبح هؤلاء المخطوفون أرقاء مستعبدين للجنس اليوناني ( 3 ) . ويرى أفلاطون في الجمهورية الفاضلة حرمان العبيد حق المواطنة ، وإجبارهم على الطاعة والخضوع للأحرار من سادتهم ( 4 ) . ويوافقه تلميذه أرسطو على ذلك فهو يجعل كلمة ( المواطن ) مرادفة لكلمة ( حر ) ويرى أن وظيفة العبيد تحصيل الثروة الضرورية للأسرة والقيام على خدمتها ، ذلك لأن ( المواطن ) حبته الطبيعة ذكاء وشجاعة ، فبنى لنفسه مدينة وتفرغ لسياستها وخصص حياته لخدمتها في السلم والحرب ، فلا يتسع وقته للعناية بشئون معاشه ، وتأبى عليه كرامته أن يتنزل للأعمال اليدوية يزاولها فيشوه يديه وخلقته ، ويظهر وضيعا ، فكان لا بد له أن يجد من يتكفل بذلك دونه ، وقد أوجدت الطبيعة شعوبا قليلة الذكاء أقوياء البنية ، فقدمت له منها آلات للحياة ، هي آلات حية ، وأولئك هم العبيد ( 5 ) . * ( هامش ) * ( 1 ) الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر سابقا : مجلة الأزهر صفر سنة 1373 . ( ) أنظر النظم الإسلامية للدكتورين حسن إبراهيم وعلي إبراهيم ص 359 . ( 3 ) أنظر كتاب الرق في الإسلام لشفيق باشا ص 19 . ( 4 ) عباس العقاد : حقائق الإسلام ص 216 . ( 5 ) دكتور إبراهيم مدكور : تاريخ الفلسفة ص 56 . ( * )



الرق عند الرومان : أما عند الرومان فإن النخاسين كانوا يتخذون الحروب الكثيرة التي اعتاد الرومان أن يشعلوها مواسم لتجارتهم ، وكانوا يصحبون الجيوش لا للاصطدام بالعدو ، بل ليشتروا الأسرى والمغلوبين من صبيان وبنات ورجال ونساء بأبخس الأثمان ، حتى لقد كان الغني من النخاسين يشتري ألف إنسان صفقة واحدة عقب نصر كبير تعده الإنسانية خزيا ، ويعده تاريخ الاستعمار الروماني عظمة ومجدا ، وفي مدينة روما كانت للرقيق سوق تعرض فيها هذه البضائع للمزاد العلني على رابية مرتفعة : فيكون الرقيق عريانا من كل ما يستره ، ذكرا كان أو أنثى ، كبيرا أو حدثا ، ولمن شاء من الناس أن يدنو من هذا اللحم الحي المعروض للبيع فيجسه بيده ، ويقلبه كيف يشاء ولو لم يشتره في النهاية ، والقانون الروماني لم يكن يعتبر الرقيق انسانا له شخصية ذات حقوق على الإنسانية ، بل كان يعتبره شيئا من الأشياء كسائر السلع التي يباح الاتجار بها ( 1 ) .



ومن وسائل الرق عند الرومان - بالإضافة إلى الحرب التي سبق ذكرناها - أنهم كانوا يسترقون المدين الذي لم يتيسر له الوفاء بدينه ، فيصبح المدين رقيقا للدائن ( 2 ) . الرق عند اليهود : أما عند بني إسرائيل فقد أباحت التوراة الاسترقاق بطريق الشراء أو سبيا في الحرب ، فجعلت للعبري أن يستعبد العبري إذا افتقر ، فيبيع الفقير نفسه لغني ، أو يقدم المدين نفسه للدائن حتى يوفي له الثمن ، ويبقى عبدا له ست سنين * ( هامش ) * ( 1 ) الشيخ الخضر في المرجع السابق . ( 2 ) أنظر الرق في الإسلام لشفيق باشا ص 23 . ( * ) ثم يتحرر .

ففي سفر الخروج : إذا اشتريت عبدا عبريا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا ( 1 ) ، وإذا سرق العبري ماشية وذبحها ، أو أي شئ استهلكه ، ولم يكن في يده ما يعوض به صاحبه يباع السارق بسرقته ، وأباحت التوراة للعبري أي يبيع بنته فتكون أمة للعبري الذي يشتريها . أما الاسترقاق سبيا في الحروب فهو أيسر ما ينزله اليهود بأعدائهم ، وقد نص العهد القديم على ما يلي : " حين تقرب من مدينة لكي تحل بها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك ، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك ، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة ، كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك ( 2 ) " .



الرق عند المسيحين : ولما جاءت المسيحية كانت عبودية الإنسان شائعة في كل العالم ، نقل الدكتور جوزيف بوست ، أحد رجال الجامعة الأمريكية الأولين في بيروت ( 3 ) ، أن المسيحية لم تعترض على العبودية من وجهها السياسي ، ولا من وجهها الاقتصادي ، ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم في آدابهم من جهة العبودية ، حتى ولا على المباحثة فيها ، ولم تقل شيئا ضد حقوق أصحاب العبيد ، ولا حركت العبيد إلى طلب التحرر ، ولا بخثت عن مضار العبودية ، ولا عن قسوتها ، * ( هامش ) * ( 1 ) سفر الخروج : 21 - 2 . ( 2 ) سفر التثنية ، الأصحاح العشرون : 10 - 14 . ( 3 ) قاموس الكتاب المقدس المجلد الثاني ص 60 - 61 طبع المطبعة الأمريكية في بيروت سنة 1901 . ( * ) ولم تأمر بإطلاق العبيد أصلا ، وبالاجمال لم تغير النسبة الشرعية بين الولي والعبد بشئ ، بل على عكس ذلك أثبتت حقوق السادة وواجبات العبيد .



وأمر بولس الرسول العبيد بإطاعة سادتهم كما يطيعون السيد المسيح ، فقال في رسالته إلى أهل إفسس ( 1 ) . " أيها العبيد ، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح ، لا بخدمة العين كمن يرضى الناس ، بل كعبيد المسيح ، عاملين مشيئة الله من القلب ، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس ، عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أو حرا " .

وأوصى بطرس الرسول بمثل هذه الوصية ، وأوجبها آباء الكنيسة لأن الرق كفارة عن ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوه من غضب السيد الأعظم . وأضاف القديس الفيلسوف توماس الأكويني رأي الفلسفة إلى رأي الرؤساء الدينيين ، فلم يعترض على الرق بل زكاة لأنه - على رأي أستاذه أرسطو - حال من الحالات التي خلق عليها بعض الناس بالفطرة الطبيعية ، وليس مما يناقض الإيمان أن يقنع الإنسان من الدنيا بأهون نصيب ( 2 ) .



الرق في أوربا : فيما عدا اليونان والرومان - وقد سبق الكلام عنهما - ليس لأوربا تاريخ قديم يذكر سوى تاريخ الجرمان ، ويقول الأستاذ شفيق ( باشا ) عن موقف الجرمان من الرق ما يلي : وكانت المقامرة تخرج بالمولعين بها إلى حد أنهم يقامرون على نسائهم وأولادهم ، بل وعلى حرياتهم الشخصية ، فكان ذلك عند الجرمان مصدرا من مصادر الرق ( 3 ) . * ( هامش ) * ( 1 ) الأصحاح السادس : 5 - 9 . ( 2 ) الأستاذ العقاد : حقائق الإسلام ص 215 . ( 3 ) الرق في الإسلام : ص 31 . ( * ) ولما بدأ تاريخ أوربا العام يظهر في العصور الوسطى ، ظهر معه نظام الأمراء والاقطاع ، أي نظام السادة من جانب والأرض ورقيق الأرض من جانب آخر ، فقد كان المزارعون عبيدا للملاك يباعون مع الأرض إذا بيعت الأرض ، وليس لواحد منهم الحق في الخروج من أرض إلى أرض أخرى ، لأنه كان كالآلة تابعا للأرض مملوكا لصاحبها ، ولم يلغ الرق في أوربا إلا في القرن التاسع عشر ، وكان في الحقيقة إلغاء لاسترقاق الأوربيين فقط ، وتحويلا لنشاط التسلط تجاه آسيا وإفريقية ، وقد كان الاسترقاق في آسيا منتشرا باسم الاستعمار، أما في إفريقية فكان استرقاقا سافرا وكانت أسواق النخاسين التي فتحها الأوربيون تتمتع برواج عظيم وتفيض بربح وافر على تجارها ، وفي القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر تحالف تجار الرقيق البيض مع بعض زعماء القبائل الإفريقين وأخذوا يهجمون على مساكن الإفريقيين ويخطفون أطفالهم ويعرضونهم للبيع في أسواق العبيد .



الرق عند العرب : انتشر الرق عند العرب قبل الإسلام انتشارا كبيرا ، وكانت وسيلته الحروب التي لا تنقطع في الجزيرة العربية ، وكان الغالب يأسر من المغلوبين من يستطيع ليصبحوا عبيدا ، ومن وسائل الرق عند العرب القوة فإذا قابلت قبيلة قوية قبيلة ضعيفة استسلمت القبيلة الضعيفة للقوية وخضعت لها وأصبح أفرادها عبيدا . ومن وسائل الرق عند العرب الهجوم السريع ، فالشخص الذي يمشي وحده ، أو الجماعة من الناس التي تمشي دون أن تستطيع حماية نفسها كانت عرضة للخطف نتيجة هجوم سريع ، فيصبحون بذلك عبيدا .



وننتقل الآن إلى نقطة مهمة جديرة بالايضاح ، هي أن الرق عند هذه الأجناس جميعا يشمل الجسم والعقل ، فالرقيق يتبع سيده في دينه وتفكيره كما يعمل له بجسمه ، ولا حق للرقيق أن يفكر أو أن يتبع تفكيرا آخر غير تفكير سيده وللسيد أن ينزل برقيقه من العقاب ما يشاء لأنه يملكه ملكا كاملا . تلك المقدمة القصيرة عن الرق في الدول المختلفة نستطيع بها أن نعرف بوضوح مكانة التفكير الإسلامي في مسألة الرق .



الإسلام والرق : نبدأ حديثنا عن الإسلام والرق بأن نسأل سؤالا هاما هو : ما موقف الإسلام من الرق ؟

وهل ألغاه ؟ أما موقف الإسلام من الرق فيلخصه قوله عليه السلام " شر الناس من باع الناس ( 1 ) " . وأما من ناحية إلغائه فنقرر أن الإسلام - إن كان لم بلغ الرق إلغاء صريحا مباشرا - قد وضع نظاما يكفل إلغاء الرق ، فيمكن القول بأن الإسلام ألغى الرق بطريق غير مباشر .

لماذا لم يلغ الإسلام الرق بطريق مباشر ؟ وما هو هذا النظام الذي وضعه الإسلام ليلغي الرق بطريق غير مباشر ؟

هذا ما سنتكلم عنه فيما بل بتفصيل كاف . أما الإجابة عن السؤال الأول ، وهو لماذا لم يلغ الإسلام الرق بطريق مباشر ، فإنها تنحصر في سببين .

1 - التكافؤ في المعاملة ، فقد كانت هناك حروب بين المسلمين وغير المسلمين وكان غير المسلمين يستحلون استرقاق المسلمين ، فكان لا بد أن يعاملهم المسلمون بالمثل كما سبق القول . * ( هامش ) * ( 1 ) كتاب العلل مخطوط ببرلين رقم 8327 ورقة 206 ج‍ نقلا عن آدم متز : الحضارة الإسلامية ح‍ 1 ص 277 . ( * )

2 - الإسلام فلسفة في معالجة كل مسألة ليست أساسا من أسسه : ففي معالجة هذه الشئون ، تقضي فلسفة الإسلام ، أن تعالج برفق وأناة ، حتى يصل الإسلام إلى هدفه بدون أن يحدث اضطرابا بين معتنقيه ، فشرب الخمر ، والرق ، وتعدد الزوجات ، الإسلام تجاهها هدف ، ولكنه يعمل لكي يصل إلى هدفه بيسر ، وبعدة خطوات أحيانا بدلا من خطوة واحدة ، أما الأمور الرئيسية في الإسلام كتوحيد الله وترك عبادة الأصنام ، فإن الإسلام يواجهها مواجهة صريحة مباشرة ، ليقطع دابرها من أول الشوط . ونجئ بعد ذلك للسؤال الثاني وهو : ما النظام الذي وضعه الإسلام ليلغي الرق بطريق غير مباشر ؟ في الإجابة عن هذا السؤال نقرر أن ذلك النظام ينحصر في مبدأين مهمين : 1 - تضييق المدخل . 2 - توسيع المخرج . وسنشرح فيما بلى كلا من هذين المبدأين : 1 - تضييق المدخل : جاء الإسلام وللرق وسائل أو مداخل كثيرة سبق أن ذكرناها ، ومنها البيع ، والمقامرة ، والنهب ، والسطو ، ووفاء الديون ، والحروب مهما كانت أنواعها وأسبابها ، والقرصنة ، والطبقية ، . . .

فألغى الإسلام جميع هذه المداخل ، ولم يبق منها إلا مدخلا واحدا ، وضيقه الإسلام حتى لم يعد ينفذ منه إلى الرق إلا القليل النادر أشد الندرة ، وذلك المدخل هو الحرب الدينية ، أي التي يقصد بها الجهاد في سبيل الله لرد اعتداء يقوم به غير المسلمين على المسلمين ، بشرط ألا يكون الأسير وقت أسره مسلما ولو كان في جيش الأعداء ، وأن يضرب الإمام عليه الرق .

يقول الشيخ عبد العزيز جلويش إن الشرع لا ببيح أن يسترق مسلم أصلا ، ثم إنه لا يبيح بعد ذلك إلا استرقاق أسرى حرب شرعية قامت لإعلاء كلمة الله ، مراعى فيها أن تكون مسبوقة باعتداء غير المسلمين عليهم ، وقد سد الإسلام بذلك ، تلك الأبواب التي ذكرناها والتي كانت مصادر للرق في الأمم المختلفة قبل الإسلام وبعده . ومن الأدلة الواضحة على أن الإسلام يضيق مدخل الرق ويميل للتحرير ما ذكره الفقهاء من أنه إذا وجد طفل ادعى رجل نصراني أنه ابنه ، وادعى مسلم أنه عبده ، فإنه يقضى به للنصراني حتى لا يدخل الطفل باب الرق ولو كان في رقه إسلامه ( 1 ) .



ومن تضييق المدخل أن الإسلام وضع تنظيما لأسرى الحرب لم يكن معروفا قبل الإسلام ، فقد كان الأسرى في الأمم المختلفة يعتبرون أرقاء بمجرد وقوعهم في الأسر ، ولكن الإسلام اشترط لاعتبارهم أرقاء أن يضرب الإمام عليهم الرق كما سبق القول ، أما قبل أن يضرب الإمام الرق على الأسرى فيمكن أن تتم نحوهم التصرفات الآتية :

1 - تبادل الأسرى ، وذلك بأن يرد المسلمون من أسراهم عددا إلى الأعداء نظير إطلاق عدد مقابل من أسرى المسلمين الذين وقعوا في أيدي الأعداء .

2 - المن على الأسرى أو على بعضهم وذلك بإطلاقهم من غير مقابل لسبب من الأسباب .

3 - قبول الفداء منهم ، وذلك بإطلاقهم نظير مقابل مادي أو أدبى ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر ، فقد أطلق بعضهم نظير مقابل مالي ، وجعل للقارئين منهم أن يفتدوا أنفسهم بتعليم القراءة والكتابة * ( هامش ) * ( 1 ) دكتور محمد يوسف موسى . مجلة " المسلمين " العدد الأول ص 8 . ( * ) لعدد بن أبناء المسلمين ( 1 ) وفي المن والفداء جاءت الآية الكريمة : " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ، حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق ، فإما منا بعد وإما فداء ( 2 ) " .

ومن الممكن أن يفهم من الآية السابقة أن الأسر شئ مؤقت يزول بطريق المن أو الفداء بعد انتهاء الحرب ، ومقتضى هذا أن عددا كبيرا من أسرى الحرب أو كلهم لن يصلون إطلاقا إلى ساحة الرق ويقرر ابن القيم ( 3 ) أن الرسول لم يسترق رجلا حرا بالغا قط مع جواز ذلك ، وكان استرقاق الرجال مقصورا على الأرقاء الذين يؤثرون البقاء تحت ظل الإسلام على عودتهم لسادتهم . وينبغي أن نذكر أن نصا قرآنيا واحدا تحدث عن حكم الأسرى ، هو الآية السابقة " فإما منا بعد وإما فداء " ويميل أكثر المفكرين إلى اتخاذ هذا النص أساسا للحكم في الأسرى ، وأنه هو الأصل الدائم لهذه القضية ، ويعدون ما وقع بالفعل من قتل بعض الأسرى أو استرقاقهم أحداثا حصلت لمواجهة حالات خاصة ، وهذا نميل إليه ، وبناء على ذلك يكون الرق لا أصل له في الظروف العادية في التفكير الإسلامي. وقد ذكرت لنا المراجع التاريخية صورة جميلة لتبادل الأسرى وافتدائهم مع الروم ، ونحن يوردها فيما بلى : كانت عملية الفداء تتم بصورة منتظمة تقليدية ذات روعة خاصة ، فيقف المسلمون على الضفة الشرقية لنهر اللامس وتقف الروم على ضفته الغربية .



واللامس نهر صغير ضيق كأنه ترعة ويمد جسران من القوارب بين * ( هامش ) * ( 1 ) المبرد : الكامل ص 17 . ( 2 ) سورة محمد الآية الرابعة . ( 3 ) زاد المعاد ج‍ 3 ص 290 وانظر ( الجهاد في التفكير الإسلامي للمؤلف ) . ( * ) الضفتين ، وكلما أطلق الروم أسيرا مسلما أطلق المسلمون أسيرا روميا معادلا له من حيث المكانة والسن وسلامة البدن ، وكلما وصل إلى المسلمين أسير من أسراهم صاحوا : الله أكبر ، وعند ما يصل إلى الروم أحد أسراهم يصيحون صياحا مماثلا ، فإذا بقيت لأحد الجانبين بقية من الأسرى افتديت بالمال ( 1 ) .

وتوضح لنا المراجع التاريخية كذلك أن المسلمين كانوا يتقربون إلى الله بإطلاق الأسرى تبرعا ، وفي الحروب الصليبية نجد صلاح الدين الأيوبي ورجاله يتبارون في هذا المجال ( 2 ) . 2 - توسيع المخرج : أما أولئك الذين يصبحون أرقاء بطريق أو بآخر ، فإن الإسلام يفتح لهم الأبواب ليعيد الحرية لهم أن ليعيدهم إلى الحرية ، إذ أن الإسلام يعتبر الرق عارضا ويعمل على إزالته ، وفيما يلي ذكر لهذه الأبواب : 1 - جعل الإسلام العتق مرغوبا فيه ووعد الثواب العظيم من الله لمن يعتق رقبة ، قال تعالى : " ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة ( 3 ) " . وقال : " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ( 4 ) " . * ( هامش ) * ( 1 ) أنظر تاريخ التمدن الإسلامي لجورجي زيدان ج‍ 1 ص 216 ( تعليق الناشر ) . ( 2 ) أنظر سورا من ذلك في الحديث عن الحروب الصليبية في الجزء الخامس من " موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية " للمؤلف . ( 3 ) سورة البلد الآية 8 - 14 . ( 4 ) سورة البقرة الآية 172 . ( * ) وقال : " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة . . . " ( 1 ) . وقال في نفس الآية : " وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة " . وقال : " والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا " ( 2 ) . 3 - مكاتبة العبد ليتحرر بدفع مال يقدمه لسيده ، ويرى بعض الفقهاء أن المكاتبة واجبة إذا طلبها العبد وكان هناك أمل في أن يوفي بما وعد .



والمكاتبة عقد بين السيد والعبد لإعادة الحرية لذلك العبد نظير دفعة ما لا للسيد . وقد اعتمد الفقهاء الذين قالوا بالوجوب ، على قوله تعالى : " والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا " ( 3 ) ، وبعد المكاتبة يعطى العبد حق التجارة والعمل ، كما يعطى حق التملك والحرية ليعمل لنفسه ، فلا يعمل لسيده ، بل يتحرر للكسب لسداد النجوم ( الأقساط ) ، وبالإضافة إلى عمل المكاتب ليحصل على المال اللازم للسداد نجد الإسلام يجعل من حقه نصيبا من الزكاة ليساعده على السداد ، قال تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب ( 4 ) .



كما يلزم الإسلام السيد أن يحط عنه بعض النجوم ، أو أن يساعده بمال ليوفي بما وعد به ، قال تعالى : " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " . 4 - التدبير : وهو أن يوصي السيد بأن يكون عبده حرا بعده موته ، وسمي كذلك لأن السيد تدبر أمر دنياه فأبقى العبد ليعاونه في الدنيا ، وتدبر أمر آخرته فأوصى بعتق العبد عقب موته ليساعده ذلك في الآخرة بتكثير * ( هامش ) * ( 1 ) سورة المجادلة الآية الثالثة . ( 2 ) سورة التوبة الآية السادسة . ( 3 ) سورة النور الآية 58 . ( 4 ) سورة المائدة الآية 89 . ( * ) حسناته ، والتدبير موصى به ويحث الشرع عليه ، ولا يجوز بيع المدبر ولا هبته ولا رهنه في أصح القولين لقوله عليه السلام : " إن المدبر لا يباع ولا يورث ولا يوهب وهو حر من الثلث " . 5 - إذا أصاب السيد أمته فحملت منه ووضعت ما تبين منه شئ من خلق آدمي حرم عليه بيعها وهبتها وعتقت بموته ، وكان ولده منها حرا ، وهذا بخلاف النظام الذي كان متبعا عند العرب قبل الإسلام والذي كان يقضي أن تظل الأمة أمة وإن ولدت لسيدها ، وأن يكون ابنها منه عبدا ، وقد كان عنترة العبسي ابن أمة وكان عبدا لأبيه ، وحدث أو هوجمت عبس ولم يهتم عنترة بالدفاع عنها ، فقال له أبوه : كر يا عنترة ، فأجاب : إن العبد لا يعرف الكر ، وإنما يعرف الحلاب والصر ( الشذ على الناقة ) فقال له أبوه : كر وأنت حر . وهكذا لم ينل عنترة الحرية إلا عندما احتاجت القبيلة إلى كفاحه ، وقبل ذلك كان عبدا لأبيه . 6 - إن من أعتق بعض عبد يملكه ، عتق كله ، فإن كان يملك بعض البعد وله شريك يملك باقيه فأعتق نصيبه عتق العبد كله وقوم عليه ما يملكه الشركاء إن كان موسرا ودع لهم ثمنه ، قال عليه السلام : " من اعتق شركا له في عبد وكان موسرا قوم عليه ثم يعتق كله " .



فإن كان معسرا سعى العبد في قيمة الباقي لأنه هو الذي انتفع بالحرية ، ويرى بعض الفقهاء في هذه الحالة عدم عتق الباقي . 7 - إن ملك واحدا من ولديه أو والديه عتق عليه في الحال . ويتضح من ذلك تمام الوضوح أن الإسلام أنهى الرق من الناحية العملية فالمرأة ينتهي رقها إذا أصابها سيدها وحملت منه ، وهذا يجعل عنصر النساء قريبا جدا من الحرية ، أما الرجال فقد فتحت لهم الأبواب المتعددة التي ذكرناها ، وأبرزها يا - المكاتبة الذي يلتزم السيد أن يقبله وأن يساعد عبده على الوفاء بما التزم .



معاملة الرقيق في الإسلام : على أن الرق إن بقي بعد ذلك فإن الإسلام كفل زوال أثره عمليا ، وذلك بمحو الفوارق والتوصية بالأرقاء حتى وجد من يؤثر الرق على الحرية كما سيأتي عند الحديث عن الرق الصناعي ، وأبرز ألوان المعاملة التي أتاحها الإسلام للأرقاء ، هي أن الرق يتصل بالعمل الجسماني ولا يتصل بالعقل ، فالرقيق يعمل لسيده ويطيعه في حدود هذا العمل ، ولكنه حر في تفكيره يعتنق الدين الذي يرضيه ، وليس ملزما أن يتبع سيده في أفكاره وليس للسيد أن يطلب من عبده أن يرتكب إثما أو يقتل نفسا بغير حق ، وللعبد أن يعارض ذلك وأن يقف في وجه سيده قائلا : لا ، هذا لا يجوز . وقد عد العرب في مطلع الإسلام هذا التفكير الذي يقضي بتحرير عقل الأرقاء ثورة عارمة ، وقتلوا عبيدهم وعذبوهم حينما صاح هؤلاء العبيد في وجوه سادتهم قائلين : لقد اعتنقنا الإسلام وليس لكم سلطان على عقولنا ، وسلطانكم محدود بالأعمال الجسمانية التي لا تنافي الأديان أو الأخلاق ، وفي ذلك يقول ابن القيم ( 1 ) والسيد لا حق له في ذمة العبد ولا في انسانيته ، وإنما حقه في بدنه .

وخطوة أخرى خطاها الإسلام في معاملة الرقيق هي مساواته بالأحرار في أكثر الشئون ، وقد روى الشيخان قوله عليه السلام : من قتل عبده قتلناه ، ومن جوع عبده جوعناه ، ونقل الإسلام التفاضل إلى مقياس جديد هو التقوى ، قال تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " وبناء على هذا المقياس الجديد زوج الرسول ابنة عمته زينب بنت جحش من مولاه زيد ، وولى زيدا هذا قيادة جيش المسلمين الذاهب لمحاربة الروم في موقعة مؤنة وكان بين * ( هامش ) * ( 1 ) أعلام الموقعين ج‍ 1 ص 351 . ( * ) جنوده كثير من عظماء الإسلام ، وولى بعد ذلك أسامة بن زيد قيادة جيش المسلمين لحرب الروم أيضا وبين جنوده شيوخ المسلمين وعظماؤهم . وقد قرر الإسلام للأرقاء ألا يطلب منهم أن يعملوا ما فوق طاقتهم ، وأن يكون من حقهم أن يأكلوا مما يأكل سادتهم منه ، بل أن يلبسوا من لباسهم ، ولعل هذا أرقى درجات المساواة ، وقد ورد في الحديث : إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم .

وقال : من لاءمكم من خولكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مما تلبسون ، ومن لا يلائمكم فبيعوه ، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل . وقال تعالى : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ( 1 ) . ورأى رسول الله عبد الله بن مسعود وهو يضرب عبده فصاح به ، يا ابن مسعود ! إن الله أقدر عليك ، منك على هذا . ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى . قال : من أكل وحده ، ومنع رفده ، وضرب عبده ( 2 ) .



ورأى رسول الله رجلا يركب دابة وخلفه عبده يجري فصاح به : يا عبد الله ، احمله خلفك ، إنما هو أخوك ، روحه مثل روحك . ومن نتائج هذه التعليمات ما حصل لابن عمير فقد روي عنه أنه قال : * ( هامش ) * ( 1 ) سورة النساء الآية 35 . ( 2 ) الكامل ج‍ 1 ص 59 . ( * ) كنت في رهط من أسرى بدر ، فكان المسلمون إذا قدموا غذاءهم أو عشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر ، لوصية رسول الله إياهم بنا . ويحدثنا التاريخ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى بيت المقدس ومعه غلامه ، ولم يكن معهما إلا ناقة واحدة ، فكانا يركبانها على التناوب إلى أن اقتربا من تلك المدينة ، وكانت النوبة للغلام ، فأركبه عمر وسعى خلفه ماشيا حتى وصلا ، ولما لأمه أبو عبيدة على ذلك قائلا : إني أراك تصنع أمرا لا يليق ، فالأنظار متجهة إليك .



أجاب ابن الخطاب في قوة وإيمان بالله وبنفسه قائلا : قد كنا أذل الناس ، وأقل الناس ، فأعزنا الله بالاسلام ، ومهما نطلب العزة بغيره يذلنا الله . ومن نتائج هذه التعليمات وتلك الوصايا كذلك أن أصبح الرقيق صديقا لمالكه في كثير من الأحيان ومزاملا له في الدراسة ، بل أحله بعضهم محل الابن يقول سعد بن هاشم الخالدي في وصف غلام له : ما هو عبد لكنه ولد * خولنية المهيمن الصمد شد أزري بحسن خدمته * فهو يدي والذراع والعضد ويرثي كشاجم غلامه مبشرا بقوله : يا ناصحي إذ ليس لي ناصح * ويا أميني إذ يخون الأمين ( 1 ) ولم تكن معاملة الرقيق فضائل يتخلق بها مالك الرقيق بل جعلها الشرع الإسلامي واجبا يلتزم المالك أن يقوم به ، فإذا جار مالك على عبده * ( هامش ) * ( 1 ) أنظر آدم متز : الحضارة الإسلامية ج‍ 1 ص 291 - 292 . ( * ) أو ظلمه ظلما بينا كان جزاؤه أن يعتق الحاكم عليه ذلك العبد ، وقد روى ابن عمر عن الرسول قوله : من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته عتقه .



ويروي ابن سعد في الطبقات ( 1 ) أن عبدا روميا اسمه الأزرق خرج مع عبيد آخرين إلى الرسول يوم الطائف وشكوا ظلم سادتهم فأعتقهم رسول الله . وسار المسلمون على هذا في عصور مختلفة ، فقد روي أن زنباغا أبا روح ابن زنباغ الشهير ، عاقب عبدا له على خطأ ارتكبه العبد ، فقسا عليه ، فشكا العبد للرسول فأعتقه الرسول . وأنزل رجل عقابا قاسيا على أمة فأعتقها عمر وأوجعه ضربا ( 2 ) . وعمل بذلك أيضا باي تونس سنة 1262 ه‍ ( 1845 م ) وكان جريئا فيما عمل ، فقد رأى أغلب المالكين لا يحسنون معاملة الأرقاء ، فاتخذ قرارا بتحرير الأرقاء جميعا ووافق رئيس الفتوى في تونس على ذلك ( 3 ) . ونختم هذا البحث بجملة لباحث مسلم تحدث قليلا عن معاملة الإسلام للرقيق ثم قال : على هذا المنوال عالج الإسلام قضية الرق من ناحيتها العملية إلى أن يجد لها حلا من ناحيتها الدولية ، وفي هذا الجانب وحده كانت مراعاة الإسلام لواقع الأمر في البشرية يوم جاءها ، وبعد أن جاءها لم يعد لعهد الرق وجود في الوطن الإسلامي لأن معالم عهد الرق وخصائصه قد بهتت في الحياة الاجتماعية الواقعية بحكم تعاليم الإسلام في معاملة الأرقاء الذين قضت الضرورة * ( هامش ) * ( 1 ) الطبقات الكبرى ج‍ 3 ص 176 . ( 2 ) ابن القيم : أعلام الموقعين عن رب العالمين ج‍ 2 ص 26 والطيب النجار : الموالي في العصر الأموي ص 158 . ( 3 ) الشيخ الخضر : مجلة الأزهر سفر سنة 1373 . ( * ) أن يبقوا على الرق فترة من الوقت حتى يتهيأ عقد ميثاق دولي عام لتحريرهم وللقضاء على الرق قضاء تاما ( 1 ) .

وقريب من هذا ما ذكره ) 2 ( Stanley Laue Poole وهو يتحدث عن الأرقاء بإسبانيا عقب الفتح الإسلامي للأندلس ، قال : أما فرح العبيد بما طرأ على نظام الحكم من التغيير فقد كان عظيما حقا ، بعد أن لاقوا من ضروب العسف والقسوة من القوط والرومان ما تقشعر له الأبدان ، فإن الرق في رأي المسلمين نظام انساني رقيق ، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما لم يجد بدا من الابقاء على هذا النظام العتيق الذي يعارض مبادئ الإسلام بذل كل جهد لتخفيف ويلاته في كثير من الوصايا والأحاديث . ويقول الأستاذ العقاد ( 3 ) : إن العتق هو الذي شرعه الإسلام في أمر الرق ، وأما نظام الرق بأنواعه فقد وجده الإسلام مشروعا فحرمه ، ولم يبح منه إلا ما هو مباح إلى اليوم في نظام الأسرى وتسخيرهم في أعمال من يأسرونهم من المتقاتلين ، وسبق الإسلام القوانين الدولية بتقريره إلزام الدولة واجب السعي في إطلاق أسراها وإعتاقهم بالفداء ، وشفع ذلك بالوسائل الفردية فيما تنتقل به الذمة إلى الأفراد من مالكي الأرقاء بعد وفاء الدولة بذمتها . ولا يقال هنا إنه عمل كثير أو قليل ، بل يقال إنه العمل الوحيد الذي كان ممكنا في محاربة نظام الرق ، ولم تستطع أمم الإنسانية ما هو خير منه في علاج هذه المسألة إلى الآن . الرق الصناعي أو رق لا يقره الإسلام : هناك نوع يسمى الرق وليس في الحقيقة رقا ، وقد انتشر هذا النوع في العالم الإسلامي في فترة من الفترات ، وحسبه الناس رقا إسلاميا والإسلام * ( هامش ) * ( 1 ) أنظر ص 26 - مجلة المسلمون - السنة الثالثة - العدد الخامس . ( 2 )

العرب في إسبانيا ص 40 . ( 3 ) حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص 221 . ( * ) في الحقيقة منه براء ، وهذا النوع من الرق هو انتكاس وعود للهوة التي انتشل الإسلام العالم منها ، إذ وجد من الناس من يستعذبون الرق ويفضلونه على الحرية ، فزجوا بأنفسهم أو بذويهم إلى هذا الرق من باب غير الباب الذي فتحه الإسلام ، واختاروا لذلك وقتا ضعف فيه الوازع الديني فأتيح لهم أن يضمنوا بعض النجاح فيما قصدوا إليه ، فكان ذلك الذي نسميه : " الرق الصناعي " .



وقصة ذلك أن اصطناع الرق أو التظاهر به كان وسيلة لكسب السلطة ، ورغد العيش والنفوذ للرقيق ، وقصور الخلفاء والعظماء هي بطبيعة الحال البيوت المفتوحة لتحقيق ذلك للأرقاء والرقيقات ، فلهؤلاء في هذه القصور سلطان وجاه واستمتاع بنعيم الحياة في ظل ما ضمنه الإسلام للرقيق من حقوق ، وكل هذا جعل بعض الأحرار والحرائر يتوقون لدخول هذه القصور ولو باسم الرق وفي ستر منه ، وكانت هذه القصور ترحب بالعبد الكف ء والقينة الجميلة الماهرة ، ولهذا عمد بعض الآباء إلى تدريب أبنائهم وبناتهم على الحرف التي تعجب أصحاب هذه القصور ، كالموسيقى والغناء والرقص والشعر وغيرها ، وعرض هؤلاء أولادهم للبيع على أنهم أرقاء ورقيقات ، عرضوهم مباشرة أو بواسطة النخاسين الذين تخصصوا في الاتجار بالأرقاء ، ووصل كثيرون من هؤلاء إلى القصور من هذا الطريق ، وهذا هو السر في انتشار هذا النوع في بعض الفترات التي لا حروب فيها ، يقول الأستاذ جميل نخله مدور : إن بيع الرقيقات لم يكن مظهرا من مظاهر العبودية والاسترقاق بالمعنى المألوف ، بل إن كثيرا من الفتيات كن يأتين السوق مختارات ليبعن حتى يتمتعن بحياة الترف والنعيم في بيوت الخلفاء والأمراء ( 1 ) . * ( هامش ) * ( 1 ) حضارة الإسلام في دار السلام ص 98 . ( * ) وطبيعي أن كثيرات من هؤلاء الرقيقات كن يفضلن الرق على الحرية ، ومما يروى في ذلك أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة ، وزهد في متاع الدنيا ، واتجه للقيام بمسؤولياته الكبيرة جمع جواريه وقال لهن : إنه قد نزل بي أمر شغلني عنكن ، فمن اختارت منكن العتق أعتقتها ، ومن أمسكتها لم يكن لها على شئ .



فبكين بكاء شديدا يأسا منه ( 2 ) . ولعل الرق القليل الذي لا يزال موجودا في بعض القصور هو من بقايا هذا النوع من الرق الصناعي . وكان إقبال الشبان على الرقيقات عظيما مما جعل أثمانهن ترتفع ارتفاعا كبيرا فأصبح ثمن الواحدة يعادل مهر عدة من الحرائر ، والسبب في هذا الاقبال أن الشاب يختار الجارية بعد خبرة ، فيرى جسمها ويسمع صوتها ويختبر تجاربها وعلمها وذكائها ، ولكنه حين يختار زوجة لم يكن يتاح له أن يتعرف عليها ، وغاية ما يستطيعه أن يرى وجهها ويديها إن استطاع أن يقابلها مقابلة قصيرة : ومن الرق الصناعي الذي لا يقره الإسلام ما يوجد في بعض القصور من بقايا النخاسة الأوربية التي كانت تلتقط الأطفال والشبان من إفريقية وتدفع بهم إلى مزارع أمريكا ومصانعها ، وتنحرف ببعضهم أحيانا فتلقى بهم في قصور الشرق للخدمة أو الحراسة . وبعد ، لقد وضع الإسلام منذ جاء الأساس المتين لإلغاء الرق وتحرير الأرقاء ، وقد ظل صوت الإسلام يزمجر حتى استجاب له العالم بعد عدة قرون من تشريعه الحكيم ، إن زوال الرق هو أحد الهدايا التي قدمها الإسلام الإنسانية . * ( هامش ) * ( 2 ) ابن عيد الحكم : سيرة عمر بن عبد العزيز ص 147 . ( * )
---------


وفي الختام تبقي جميعها ممارسات خاطئه لا نقرها ولا مفاهيم جاهله لا نودها ولا نود الخوض فيها

ولكن أن تأتي احداهم وتلصق هذه التهمة بفئه معينه او عقيده معينه .. هذا ما نرفضه .. ونذكر دائما بأن الأمر عام ولا يقتصر علي أحد ولا نقره .. وليس علي أحد أن يحاسب عليه وأعني بأحد نحن الورثه لهذا التاريخ البغيض

وصلي الله علي نبينا محمد
ولكم الود

Post: #26
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: wadazza
Date: 06-19-2003, 07:56 AM
Parent: #25

هوبليس
فقط تنبيه...عليك الاشارةالى مصدر النقل...للموضوع بالفونت الأزرق!!!
الأمانة تقتضى ذلك...

لزم التنويه فقط


تحياتى
ودعزة

Post: #27
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: HOPELESS
Date: 06-19-2003, 08:01 AM
Parent: #26

كتبت يا ود عازه بحث لاحدهم
ولم اقل غير ذلك

ولك الود إن شئت

Post: #28
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-19-2003, 03:31 PM
Parent: #1

الكرام\كريمات،
ابكر ادم اسماعيل
شاو دورشيد
Kofi
Hopeless
Wadazza

صباح\مساء الخير مكلل بالصحة و العافية.
شكرا للمساهمات المفيدة ، و سوف ارد على ما اورتموه بشى من التفصيل قريبا.
و لكم تقديرى
احمد محمدين ضوالبيت

Post: #29
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Deng
Date: 06-19-2003, 03:53 PM
Parent: #1

Hopless.

Quote: ما دعاني للكتابه اليوم في هذا الأمر هو اللبس الواضح في مفهوم العباره التي أتلقطها للتذكير بأن العبودية والعنصريه قد عانى منها جميع من علي البسيطه ولم تقتصر علي فئه أول لون او ديانه وعلي مر العصور

مما ترسب في ذهنية البعض منها كل حسب موقع اسلافه من موقع العبودية
استعلا في الجانب الأيمن ..... حقد في الجانب الأيسر
وهذا هو ميراس الأمم من اسلافهم في جميع انحاء العالم


حديثك ملئ بمغالطات ومبررات لا تفيدني بشيء فأنت ما ذلت عنصري وتريد أن تمارس هويتك في هذا البورد. الشيء الخطير في تحليل شخصيتك فأنت نفسك لا تدري بأنك عنصري أم لا فأنت لديك قناعة بأن عندما تصف شخص بتلك الصفة العنصرية فأن ذلك حق بالنسبة لك.

Deng.

Post: #32
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: HOPELESS
Date: 06-20-2003, 03:50 AM
Parent: #29

Quote:
Hopeless.

أنت رجل متخلف بمعني الكلمة.


Deng



هل عرفت سبب أختلافنا عزيزي

طالما هذا هو الأسلوب فلا تطالب بحسن العباره

وهذه مشكله من المشكلات التي نعاني منها جميعا

ومنك من هم كثر

لاترفع في وجهي بندقية وتطالبني بقصن زيتون

Post: #30
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-19-2003, 06:13 PM
Parent: #1

Mr Hopeless,

We do not have to read behind the lines to interpret what you meant to say... Most of us will take the title. If you failed to deliver your message in the title, then do not try to put much effort to fix it. It happened and you shoud continue from here.

To post a four page document to prove what you meant, " it won't work like that." or to bring those relgious text to prove it to us "it won't work like that either".

Most of us know what religions said about it, yet after 2000 year & 1400 years, it is in the mind of many Arab Muslims than any other ethnic or religious group.

Safe your time for your self and try to educate your self into the logic of opinions and dialogue rather than what you try to prove...

Best Regards,

Shao

Post: #31
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-20-2003, 03:05 AM
Parent: #1

up

Post: #33
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-21-2003, 03:18 PM
Parent: #1

Apology:

Dear all,
I am extremely busy these days. As a result, I will response to your voluble thoughts and comments about the fundamental epistemic perceptions of racial superiority/inferiority in Sudan shortly.
I am intensely sorry for the inconvenience, and your understanding is highly appreciated.
Ahmed

Post: #34
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-22-2003, 06:19 PM
Parent: #1

تحية احترام و تقدير الى كل مساهم\ة فى هذا الحوار.
وبعد،
الاخ شاو دورشيد:

شكرا للمسامة، و نحن فى انتظار المزيد. كما لا تنسى ان تاتينا بالخلفية التاريخية لهذا الفذ دورشيد(الاكبر) مؤسس سلطنة التنجور بغرب السودان، و يستحسن ان يكون هذا فى(بوست)مكان منفصل و ذلك حتى نتعرف علي خلفيتة التاريخية باستفاضة.

العزيز ودعزة:

شكرا على الزيارة الخفيفة فى هذه المرة، و كمان حبابك عشرة وما تنقطع من العطاء و الذى نحن فى حوجة اليه.

الاخ دنق:

شكرا للزيارة الخفيفة و نتمنى المرة الجاية تكون اطول شوية.

الاخت المفاضة محظوظة:

جيدا(جدا) جيتى
ما قلتية هو عين الحقيقة. و كما اشرت انفا فى احدى مداخلاتى فى هذا البوست، نحن فى حوجة لايجاد منهج تعلمى لارثاء ثقافة احترام الذات والاخر.
شكرا لمداخلتك القيمة و عشمنا فيك اكبر بان تواصلى فى هذا المشوار و الاتجاه و ذلك حتى نخرج بسودان تسود فية احترام الذات و الاخر.
لك المودة

:الاخ هوب لس

الشكر اجزلة على جهدك الجهيد من اجل اظهار مقصدك تجاه ما كتبتة.
أخى هوبلس: دفاعك عن الاسلام، العروبة و السودنة، فى تقديرى الضعيف هو حق مشرع و شريف. فلك الحق كل الحق بان تدافع عن ما تؤمن به\ها. و لكن يستحسن ان نقارع الحجة بمثلها. و حتى اذا تحتم عليناالظرف فى مواجهة من اساء الينا والى معتقداتنابالمثل، يجب علينا ان نوجههم فى ذاتهم فضلا عن التعميم و شمول جميع من ينتمى الية\ها الفرد المعنى(الذى اشاء الينا)
و نحن فى انتظار المزيد منك.

الاخ ابكر:

شكرا على الزيارة و المداخلة الثرة.و سوف اجيب على بعض الاسئلة التى اورتها بعد قليل.

لكم جميعاالمودة

احمد محمدين

Post: #35
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-23-2003, 08:46 PM
Parent: #1

الاخ ابكر ادم ،
تحية ود و احترام
أولا معذرة للتأخير. و ذلك لظروف اتت دون سابق ميعاد أو استأذان.


أخى أبكر:
أننا احوج ما نكون الى كشف زيف (العقل السودانى، و الذى أنه هونائم على عسل ماضيه و هيمنته المفروضة) و ابراز الجوانب السلبية فى بنية الشخصية الاستعلائية و السلطوية التى تفرزها، وهى مهمة تقع على الواعين الذين يؤرقهم هاجس تغير مجتمعنا السودانى الى مجتمع تسوده قيم العدالة و الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان.

يطفو الان على السطح لدى شرائح عديدة فى مجتمعنا السودانى، لا سيما شرائح المهتمين بقضاية السودان و اهلها خطاب يطرح عدة اشكاليات تتعلق بالحداثة و الديمقراطية وحقوق الانسان ...الى غير ذلك من الاشكاليات التى تثير احيانا نقاشات حادة و ساخنة. و قد يحدت النقاش الى درجة توحى و كأننا قطعنا كل علاقة لنا بواقع مجتمعنا التى تعانى من التخلف بكل مظاهره الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية، مما يجعل بعضنا يظن و كأن التغيير المنشود المنشود أصبح قاب قوسين أو ادنى من التحقيق. و تتكرر مؤتمراتنا و لقاءاتنا و ندواتنا و مهرجاناتنا...رافعين اصواتا منادين بضرورة التغير. ولكن عندما نعود الى واقعنا المعاش(ذاتنا) نكشف المفارقة الكبيرة بين ما نرفعه من شعارات و بين واقع هو ابعد ما يكون عن هذه الشعارات، واقع يهان فيه الانسان و تنتهك أبسط حقوقه و يهدد فى رزقه و لقمة عيشه. ونقف مقف المتفرج من هذا متنصلين من كل مسؤلية عما يحدث ونكتفى باستنكاره لفظيا و ذلك من اكثر الايمان. ويستمر الواقع كما هو و احيانا بدرجة عالية من القسوة حيث يتم انتهاك كل القيم الانسانية دون أن نبدى أى رد فعل يترجم استنكارنا و رفضنا لما يشهده الواقع من ممارسات لا انسانية ولا أخلاقية.
كيف نفسر هذا التخاذل و الاستسلام، وهذا التناقض بين القول و الفعل، و بين ما نظهر و ما نبطن؟
فى تقديرى، تكمن الاجابة فى ثلاثة محاور من مجمل القول التى أورتها فى مداخلاتك هنا، و هى:
1-العقل الاستعلائى فى صيغته السودانية هو أنه(عقل) غير برهانى يحصر نفسه نفسه غالبا فى صيغ (البيان و العرفان)
2- يعتبر أن خواطره فى حد ذاتها برهان!!
3- أنه نائم فى عسل ماضيه و هيمنته(المفروضة)

لماذا العقل الاستعلائى السودانى هو انه عقل غير برهانى و يحصر نفسه غالبا فى صيغ البيان و العرفان؟ و لماذا يعتبر خواطره فى حد ذاتها برهانا؟ و فوق كل هذا و ذاك، لماذا العقل السودانى(المستعلى) ، أنه وهونائم فى عسل ماضية و هيمنتة (المفروضة)؟

سوف نحاول فك رموز بعض هذه الاسئلة قريبا.

Post: #36
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-24-2003, 00:01 AM
Parent: #35

فهم هذا الاسئلة أو بلاحرى فهم طبيعة بعض العقلية الاستعلائية السودانية، أو كماورد فى رواية عطبراوى اعلاه( العقلية الجالوصية ذات الطلاء السطحى النقى الجذاب)، لابد من العودة الى نشأة(الجالوص) العقلية نفسة و النظر فى الظروف التى نما فيها هذه العقلية.
و فى محاولاتنا للأجابة على هذه الاسئلة فاننا ننطلق من قولة شبه رئسية و هى: أن معظم مجتمعنا السودانى( و خصوصا المستعلى) مجتمع أبوى سلطوى استبدادى، أفرغت فيه العلاقات الاجتماعية من محتواها الانسانى، و تحولت الى علاقات بين اقوياء و ضعفاء، مما جعل الكثير من هذه الفئة يفقد القدرة على التعامل الأفقى أو الانسانى الذى يقوم على الاعتراف بالاخر على أساس الحرية و المساواة. و لترسيخ الشخصية السلطوية لدى الافراد يلجأ بعض مجتمعنا السودانى و خصوصا أصحاب النظرات الاستعلائية و السلطوية الى أسلوب التمويه، على اعتبار أن التمويه ليس فقط مجرد حجب للحقيقة و انما هو أكثر من ذلك، انه احلام للوهوم محل الحقيقة بحيث يصل الأمر بالفرد الى درجة يتعامل فيها مع الأوهام كما لو كانت هى الحقيقة.
ان المجتمع الأستعلائى السلطوى ينتج شخصية ذات طبيعة مزدوجة، فهى من ناحية تبدى استعدادا كبيرا فى التعامل مع الاخر على مبدأ احترام الذات و الاخر، و من ناحية أخرى تبدى ميلا استعلائيا وعدوانيا واضحا و خصوصا عندما تتعرى هذه الشخصية ذات( الطابع الجالوصى ذات الطلاء السطحى الجميل) ببعض الضغوط المحيطة حوله. و فى كلتا الحالتين فان موقف هذا النوع من الشخصية المزدوجة لايتسم بالمعقولية. و كى تخفى هذه الشخصية الميل الأستعلائى العدوانى ، و كما أورده عطبراوى فى مداخلته اعلاه، فانها( الشخصية المستعلية)" تكبته فى اللاشعور و تعبر عنه فى الشعور". فمثلا تعبر عنه فى الشعور على شكل اعجاب شدشد بنفسه، و حب أعمى لها وكثيرا ما نجد هذا فى معاملاتنا اليومية،( و هذا المنبر الحر خير مكان لمثل هذه الأمثلة). و بهذه الطريقة تكون الشخصية قد أبعدت الميل الأستعلائى العدوانى من ساحة الشعور و حققت نوعا من التوازن الظاهرى بحيث يخف الشعور الاستعلائى لكون الشخص الاخر يجد تبريرا له على اعتبار أنه يحترم الاخر و يعجب بانسانيته.


و لنا عودة
احمد محمدين

Post: #37
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-24-2003, 05:21 AM
Parent: #36

فالأنسان الصغير فى بعض المجتمع السودانى المستعلى يروض منذ الصغر على نبذ ادميه الاخر و الاستعلاء عليهم، و غالبا ما تكون هذه التنشئة مشبعة بتقبل استعلاء و الديه و بصفة خاصة استعلاء الاب، و يطلب منه ان لا يثور عليها أو يعارضها. لذا فان الطفل يجد نفسه مضرا ما دام لا يستطيع مواجهة هذا الاستعلاء، و من هنا يكبت عداءه\ها لها و يبدى حبه و أعجابه بها. و الاعجاب التلقائى الشديد والتى فى احترام الاخر يصبح فيما بعد احدى الصفات الظاهرية التى تتميز بها شخصية الانسان السودانى المستعلى. فاين ما مررت بمثل هذه الشخصية يتكلم باعجاب و مبالغة لا عقلية عن أجداده و نسبه العرقى، و احيانا على استاذه أو مديره أو رئيسه أو زعيم حزبه....أو أى شخص يمارس عليه سلطة ظاهرة أو خفية\مباشرة أو غير مباشرة. و ليس من باب الصدفة أن يكون المدح و الهجاء من أبرز أغراض بعض كتابات هذه الفئة الأستعلائية. و لكى تحافظ الشخصية على حد من التوازن فان الشخص الذى يعانى من هذا الأزدواج(الشخصية المستعلية) يشعر بأن أعجابه\ها بالسلطة و الاخر احيانا هو أعجاب صادق و برىء و له ما يبرره من الناحية المنطقية. و بهذه الطريقة يجد تبريرا مقنعا لقبوله بوضعية الأذلال التى يعيشها، و ذلك أن السلطة التى تقمعه لن تعود موضع كره و انما موضع حب و اعجاب. و بذلك يقنع نفسه بأنه يقبل بهذه السلطة لا لشىء الا لأنه يحبها. و من هذا المقام( السلطة التى ينتمى اليها) يبدأ فى تصنيف ذاته و الأخر فى صورة استعلائية أعمى.
و العقلية المزدوجة التى ينتجها الفئة الأستعلائية، و ان كانت تخفى ميلها الأستعلائى العدوانى من هم أقوى منها، الا أنها تظهر و بكيفية واضحة ميلا استعلائيا و عدوانيا ازاء من تعتبرهم فى مستواها أو أضعف منها. بل ان مجرد وجود هذه الشخصية أمام انسان اخر يبدو ضعيفا يثيرها و يشعرها بالقوة و برغبة فى السيطرة عليه. و بعض ما يردده الأنسان السودانى المستعلى من أمثال و حكم يؤكد الطابع المميز لبعض الشخصية السودانية كشخصية مستعلية و استبدادية معا. بل اننا لا نستغرب أن يعلق البعض عند جلسات الصفاء مع الاصدقاء، أو فى منزله أو فى مكان عمله مثل هذه العبارات " العبد عبد و لو طالت عمامته.." " لا تشترى العبد الا و العصا معه، ان العبيد لا نجاس مناكيد..." " نحن الفى رقاب الناس مجرب سيفنا..." "نحن قوم لنا الصدر دون العالمين أو القبر.." , " اتق شر من أحسنت اليه"...الخ. و هذا الجانب من الشخصية الأستعلائية يتجلى على الخصوص عندما يتعامل مع الاخر. فالأستعلاء الذى يتعرض له الفرد المستعلى داخل محيطه الاسرى أو الطبقى أو الأثنى أو الحزبى السياسى، يحدث لديه توترا نفسيا لا يستطيع أن يتخلص منه بتوجيهه الى مصدر التوتر و انما يسقطه على الاخرين لأتفه الأسباب و فى كثير من الأحيان بعنف لا يتناسب مع الأسباب الظاهرية و المباشرة. و هكذا يتحد الطابع الأستعلائى العدائى فى بعض الشخصية السودانية المستعلية: فمن ناحية يبدى هذه الشخصية حبا تلقائيا للجهة التى ينتمى اليها و من ناحية أخرى يبدى نزعة استعلائية عدوانية صريحة ازاء الأخر.

و البقية تأتى
أحمد محمدين ضوالبيت

Post: #38
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-24-2003, 02:43 PM
Parent: #1

تبدأ ممارسة الأستعلاء فى بعض الشخصيات السودانية المستعلية على مستوى الأسرة و تنتقل هذه الممارسة تدريجيا الى المستويات الأخرى: مستوى المدرسة ثم الجامعة ثم العمل( ادرة، مصنع، سياسة...الخ)، و على مستوى الأسرة تتحول المعاملة الاستعلائية دون تحقيق الطفل لاستقلاله الذاتى و ينتج عن ذلك شخصية قلقة تعانى من عدم الثقة بالنفس و عدم الشعور بالمسؤلية و بالجبن و الأتكالية. كما ينتج عن ذلك أن الطفل لا يكون صورة حقيقية عن ذاته، اذا أن هذه الصورة تظل رهينة بموقف الاخرين منها. و هنا و عندما يجد نفسه مجبورا ان يتعامل مع الاخر، تجده فى معظم الاحيان فى مغالطة بين ذاته و الاخر الذى يتعامل معه.
و نفس الصورة تتكرر على مستوى علاقة هذا الفرد المستعلى بالدولة، اذ ينتهز هذا الشخص المستعلى كل فرصة ممكنة ليكيل الثناء و المدح لحزبه و الدولة التى منت عليه بكل ما يتمتع به لا باعتبار ذلك حقا من حقوقه و اما باعتباره هبه من السلطة، و ما على المواطن الا أن يخضع خضوعا تاما للسلطة رغم أن ولاءه لها يظل دائما مشكوكا فيه. فمثل هذه الشخصية نجده كثيرا يمارس استعلائه على من هم معه على نفس الرتبة أو من هم دونه فى الهيكل الوظيفى، و احيانا لمن هو اعلى منه فى نفس الهيكل الادارى و لكنهم من خلفيات اثنية او ثقافية أخرى. و كثيرا ما يتم الاستعلاء مع هذا النوع فى الخفاء أو بعيدا عنهم عن طريق النميمة و الكذب.
هذا الجو الاستعلائى لايساعد على نضج المواطن و شعوره بحقوق الاخرين الطبيعية و بواجباتهم ازاء المجتمع، و على تمثلهم لفكرتى القانون و العدالة و ممارستهما فى الواقع. و بذلك تشوه العلاقة بين المواطن و الدولة و بين المواطنين فيما بينهم، لتصبح علاقة تقوم على التبعية و الطاعة لجهة الانتماء، و الأستعلاء و العنف تجاه الاخر، و بهذا يغيب مفهوم العقد الأجتماعى الذى يجعل من الدولة أداة لضمان حقوق ألافراد و ممارستهم لحرياتهم المدنية.
عندما تسود فى السودان مثل هذه الشخصية استعلائية، ينشأ جو نفسى و أجتماعى و ثقافى لا يسمح انتشار الموضوعية فى التفكير و التوازن فى السلوك كما اشار اليه ابكر ادم اسماعيل فى مداخلاته اعلاه ب(عقل غير برهانى يحصر نفسه غالبا فى صنع البيان و العرفان، أو انه نائم فى عسل ماضيه و هيمنته المفروضة). فعلى صعيد الفكر تنتشر الاحكام المسبقة و القوالب الفكرية الجاهزة التى تعفى الفرد من المواجهة الموضوعية و المعقولية، وتتيح له فرصة تجريح الاخرين و التعبير عن ميله الأستعلائى العدوانى ازاءهم.

و على صعيد السلوك تنتشر أساليب الخداع و التمويه و النفاق و كل ما من شأنه أن يبعد الانسان السودانى المستعلى عن مواجهة موضوعية و معقولة. و تؤطر هذا النوع من التفكير و هذا النوع من السلوك الاستعلائى مجموعة من المفاهيم التى تصبح بمثابة قيم، فيصبح النفاق أدبا و مراعاة...، و تصبح الرشوة تعويضا عن الأتعاب،... و يصبح التزلق مسايرة للظروف، و الأساءة الى عرق او جهة مزاح و نكات فكاهية، و بذلك تختلط الأوراق اختلاطا كبيرا بحيث تعطى معانى مختلفة لكلمة واحدة(مثلا " العبد" و "العبد لله",سود الله وجهك...الخ) و يعبر بكلمات متناقضة عن معنى واحد ، كما فعل هوب لس و فى مبرراته فى مقول
ته( العبد عبد و لو فى اروبا أو أمريكا+ النيقرو...الخ)... و بهذا يسود المجتمع السودانى لغو من الكلام لا يساعد على نمو الفكر الموضوعى و العلمى و الذى السودان فى أمس الحوجة اليه.

و لنا عودة
احمد محمدين

Post: #39
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-25-2003, 02:30 AM
Parent: #38


الأخ محمدين
هذا جهد مقدر
ونرجو أن تواصل
كما أن تسمح لنا ظروفنا بأن نعينك في هذا البر

لك الود وأمنياتنا بالتوفيق

Post: #40
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-25-2003, 08:29 AM
Parent: #38

ألأخ أبكر:
شكرا على الزيارة و حسن التشجيع.
و منكم نستفيد.



مواصلة:

ان بعض الأسر الأستعلائية فى المجتمع السودانى تلعب دورا رئسيا فى تكوين الشخصية الأستعلائية لهذا اليوم. و ذلك لكى ينشأ الطفل نشأه تجعلة قابلا للتكيف بسرعة مع المجتمع الأستعلائى المحيط به. و غالبا ما تبدو العلاقات بين أفراد الأسرة فى المجتمع السودانى المستعلى و كأنها قائمة على أساس الاحترام و الحب و التعاون المتبادل... الا ان هذه العلاقات تقوم فى الواقع على اساس استعلائى تتجلى فى المسميات و الالقاب المبالغة فيها باستعمال الأساليب الخطابية ذات الأجراس الرنانة مثل( يا برف\بروف أو بروفسر، دكتور, يا ريس, ست، سيد، أستاذ...الخ). و احيانا تكون العلاقات عدوانية تتجلى فى مواقف الغيرة و الحسد و الخلاف، فرغم طابع الوئام الذى قد يسود بين أفراد الأسرة المستعلية الا أن هذا الوئام سرعان ما يزول، و لأسباب بسيطة و تافهة، ليظهر الميل الأستعلائى العدوانى و اضحا و جليا، و الخلافات التى تقع بين الاخوة و الاقارب و حتى على مستوى الدولة احيانا أصدق مثال على ذلك.
و الأنسان السودانى المستعلى يعود منذ صغره أن يضمر نزعة استعلائية ازاء اخيه، و ذلك بسبب التميز الذى يمارسه الأباء فى معاملاتهم لأبنائهم سواء عن قصد أو بدون قصد. و فى نفس الوقت الذى تغرس الاسر السودانية المستعلية الميل الأستعلائى العدوانى فى نفس الطفل فانها تفرض عليه أن يتظاهر بحب و أحترام الأشخاص الذين ينتمى اليهم، و الأستعلاء على الاخرين و حتى لو بالكذب أو بالنميمة عليهم. فمثلا الخرافات التى تنسب الى الاخر مثل البعث بعد الموت لمزاولت الحياة مرة ثانية، أو بالتغير من انسان الى حيوان متوحش أو أليفة مثلا: ( البعاتى، الأسد، الذئب أو المرفعين و القطط...الخ) كل هذا يعد نعوعا من الاستعلاء على الاخر سوى أكان عن قصد او بدون قصد. و هذا الاستعلاء و لو عن طريق الكذب و النميمة يتعوده الطفل منذ الصغر و يكشف عن التناقض الذى ينشأ عليه الطفل: تناقض بين الظاهر و الباطن، بين القول و الفعل، بين موقفه من الاخرين و موقفه من نفسه (بين الذات و الاخر) بين ما يبديه من حب لانتمائه و ما يضمر من استعلاء وعداء تجاه الاخرين.

و لنا عودة

أحمد محمدين ضوالبيت

Post: #41
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-25-2003, 05:04 PM
Parent: #1

و اذا كانت الفئة المستعلية تحول دونها ونمو الموضوعية فى التفكير و العقلانية فى السلوك فأنها تشكل العقبة الرئسية أمام كل تغير نطمح اليه والتى تتمثل فى مبادئى احترام الذات و الاخر، و التى منها تسود الديمقراطية و حقوق الأنسان، وبها يتاح لجميع اهل السودان الفرص المتكافئة للتعبير عن قدراتهم و امكانياتهم، و بذلك يزول التناقض بين الفرد و المجتمع، بين المصلحة الفردية و المصلحة العامة، و قبل كل شيئ بين الذات و الاخر.
و يجب أن لا يغيب عن بالنا بأن بعض هذه الفئة المستعلية، نتيجة خبرتها الطويلة فى الاستعلاء أكتسب قدرة كبيرة على تغلف أهدافه و مراميه بمظاهر الحداثة، بحيث لا يتورع عن الحديث عن الديمقراطية و حقوق الأنسان فى نفس الوقت لا يتخلى فى الواقع عن نزعته الأستعلائية و عن انتهاكاته لكرامة الأنسان و حقوقه. و بذلك يصبح حديث هذه
الفئة المستعلية عن الديمقراطية و حقوق الأنسان و سيلة لترسيخ الواقع الأستعلائى و الحيلولة دون احداث تغير جذرى فيه، بل نجدهم يوهمون عبثا أو سهوا بصحة ما يزعمون (العقل السودانى و هو نائم فى عسل ماضيه و هيمنته المفروضة). أو بعبارة أخرى، انه(العقل السودانى النائم على أثر ماضيه) لم يخرج الى الواقع بل انه ماكث تحت ابط الأستعلاء و النفاق مقتنعا بما أقتنع به أهل الكهف أنهم لم يلبثوا فى نومهم الا يوما أو بعض يوم، و لو لا أن دلت مفردات المكان على الزمان الذى كانوا فيه مقطوعين عن أعمارهم، لما تيقنوا أنهم ناموا ثلاثمئة سنة و نيف داخل ذاك الكهف المظلم. و الحال هى الحال فى الزمان الغابر و الراهن، و على مدى نصف قرن و نيف، ظل الشخصية السودانية المستعلية نائمة فى عسل ماضيه نومة أهل الكهف دون ان يوغظهم اى طرق أو عويل الاخرين.

من الملاحظ أن بعض المجتمع السودانى المستعلى ينوم فى عسل ماضية و هيمنته المفروضة نومة اهل الكهف، لا لشيئى و انما لفرضيات و اهمة، أو لأيديولوجيتة أو لأنتمائه العرقى أو الطائفى التقليدى السابق، و التى عاش عليها منذ بدء تبلور طفولتة و الى ان صار يافعا ثم شيخا هرم. و بعدها ليعيد الكرة فى تعليم النشئى فنون و مراوغة الاستعلاء التى نهل منها حتى الثمالة.
السؤال الذى يطرح نفسه الان: ما السبيل الى تغيير هذه العقلية الى عقلية تسود فيه أحترام الذات و الاخر، عقلية تسود فيه قيم الحرية و العدالة و حقوق الأنسان ؟ لقد أثبتت التجارب التى شهدناها فى تاريخنا الحديث أن محاولة التغيير بالقوة و العنف أدت الى تغيير فى من يمارسون الأستعلاء و ظل الواقع كما هو دون حدوث تغيير حقيقى على مستوى ممارسة أحترام الذات و الاخر و ممارسة حقوق الانسان أجمع. و اذا كانت عملية التغيير تتداخل فيها مجموعة من العوامل الأقتصادية و الأجتماعية و الثقافية و السياسية. الا أن القضايا التى يجب أن تتمحور عليها عملية التغير و كما أشرنا انفا فى أحدى ردودنا لبعض الاخوة و الاخوات أعلاه، هى اعادة النظر، على أسس موضوعية و اعتماد المنهج النقدى فى مجتمعنا السودانى المتمثل فى موقفنا من الذات و الاخر و أيضا المتمثلة فى النشئ و الكبار. و اذا استطعنا دفع الانسان السودانى المستعلى الى تبنى موقف عقلانى يقوم على مبادئ أحترام الذات و الاخر، مبادئ العدل و أحترام الكرامة الأنسانية فاننا نكون وفرنا قسط و ان لم يكن كل الشروط الرئسية لتفكيك الفئة الاستعلائية و انهيارة و ليحل محله فئة تؤمن باحترام الذات و الاخر، فئة تؤمن بالحرية و العدالة و حقوق الأنسان و الذى نحن أحوج ما نكون اليه اليوم.
لذا أننا أحوج ما نكون الى كشف زيف العقل السودانى المستعلى ( و الذى أنه هو نائم على عسل ماضيه و هيمنته المفروضة نومة أهل الكهف ) و أبراز الجوانب السلبية فى بنية هذه الشخصية المستعلية. و هى مهمة تقع على الواعين الذين يؤرقهم هاجز تغيير مجتمع "هذا السودان" الحبيب الى مجتمع تسود فيه قيم احترام الذات و الاخر، مجتمع تسود فيه قيم العدالة و الحرية و الديمقراطية و حقوق الأنسان. فهل اننا قادرون على مثل هذا المطلب الطموح؟


و دمتم

أحمد محمدين ضوالبيت

Post: #42
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-25-2003, 11:25 PM
Parent: #1

up

Post: #43
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 06-26-2003, 03:04 PM
Parent: #42

Thanks Shao Dorsheed.
Ahmed

Post: #44
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-28-2003, 06:12 AM
Parent: #43


الأخ أحمد محمدين
تحياتي

في البدء؛ لك شكري العميق، لما قدمته لنا من معرفة، وما منحتنا من طمأنينة على المستقبل بتحليلك العميق، وما يحمل من إضاءات كثيرة ، لتضيف بذلك آلاف الهكتارات إلى (مشروع محاصرة الأوهام)؛ فلنسميه هكذا، فقد خطرت لي هذه التسمية أثناء قراءتي لتحليلك هذا

وأرجو أن تواصل رصدك
كما نرجو أن تسمح لنا الظروف بمعاونتك


Post: #45
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Yasir Elsharif
Date: 06-28-2003, 07:00 AM
Parent: #1


الأخ الأستاذ أحمد وكل المشاركين

لكم سلامي وعميق الاحترام

قرأت المساهمة المتميزة لك يا أحمد محمدين وبعض المساهمات ولم يسعفني الوقت الآن بقراءة بقية المداخلات.. ولا أشك بأن هذا البورد وسيلة كبرى لخلق ثقافة التوافق والعدل والمساواة ـ لغة العصر..

وسأواصل القراءة خاصة بعد أن ألحقت إسمي بهذا الخيط حيث تسهل متابعته بواسطة زر البحث..

ما أثلج صدري حقيقة هو تعليق الأخ جمال "هوبليس"ـ

Quote: اسف عزيزي احمدين لنا لقاء في موقع اخر وشكرا علي جمال الطرح .. وعفوا لسؤ بعض المداخلات


وهو ما أكّد لي انطباع في نفسي عنه .. وله الشكر فإن الشجاع وحده هو الذي يستطيع أن يعتذر..

وسلامي للجميع

ياسر


Post: #46
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-28-2003, 05:26 PM
Parent: #45


***
up
***

Post: #47
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 06-29-2003, 06:38 PM
Parent: #46


الأخ محمدين
تحياتي مرة أخرى

أود، هنا، إبداء بعض الملاحظات متعلقة ببعض تكنيكات/آليات عمل (العقل المعني)؛ أرجو أن تفكر فيها وتحاول رصدها، على الأقل، من خلال البورد؛

أ/ يحاول (العقل المعني)، دائما، أن يتحرك ويعمل تحت مظلة الإلتباس؛ لاحظ (مصطلحاته)؛ أو في الحقيقة، الكلمات التي يستعملها على أساس أنها مصطلحات؟
ب/ النزعة الإستنفارية؛ إذ يتم التعبير في كثير من الأحيان من خلال تناسل المواقف، أكثر من كونه نتاج تفكير الأفراد؛ والابتعاد بقدر الإمكان من الأماكن الملغومة بـ"المنطق"؛
يبدو لي أن ذلك له علاقة بالوعي القرابي(؟)؛

ج/ Subjectification
الإنطلاق من (مسلمة) تشييء الآخر؛ أي أنه لا يتعامل مع الآخر (ثقافته/تراثه/دينه/ملته/لغته إلخ) على أساس أنه (ذات) مستقلة لها قيمها الذاتية ـ التي تستحق التحاور على أساس الأخذ والعطاء، إنما مجرد مادة للاستعمال وفي أحسن الأحوال، كائنات معدة للاحسان/الإنقاذ إلخ!!؛ الأمر الذي يجعل مفهوم المساواة، وبالتالي، الحوار، لا معنى له، إذ أنه، في هذه الحالة، لا يستند إلا إلى ما يقرره (هو)، الذي يفترض مسبقا أنه المبتدأ والمنتهى ـ وهذا هو جوهر وأساس مفهوم الاستعلاء. وإذا راجعت ما يدور في البورد هذه الأيام، يمكنك استخلاص ذلك بوضوح، أرجو أن يسعفك الوقت لمواصلة هذا المشروع؛



Post: #48
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 06-30-2003, 05:53 PM
Parent: #1

up

Post: #49
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-01-2003, 02:45 PM
Parent: #1

up

Post: #50
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-01-2003, 08:06 PM
Parent: #1

التحيات الطيبات لكل الاخوات و الاخوة،

الاخ شاو دوشيد الشكر كل الشكر على زياراتك المتواصلة و أرجول أن تواصل.


ألاخ ياسر الشريف:
الشكر أجزله على الزيارة و حسن التعليق و التشجيع، و املنا أن تواصل. و ما ذكرته عن الاخ جمال عبدالرحمن(هوبلس)، حقيقة خطوة شجاعة منه. فشكرا للاخ هوبلس على هذه المبادرة الفعالة و التى نحن فى أمس الحوجة اليهالبناء سودان ألأخاء و المحبة.



أخى أبكر ادم:

لك التحية و حسن الأخاء.
أسميت(مشروع محاصرة الأوهام) فاصبت التسمية، فهلا تبنيناه على التو!!.

لقد ألفت انتباهى على ( التفكير فى تكنيات\اليات عمل العقل المعنى)و التى كنت أجهلها أواعيرها قليل من الأهتمام. فشكرا لك أخى أبكر على هذه اللفتة البارعة، و نسألك بحق الأخوة أن لا تحرمنا الزيارة و ألفات انتباهنا على ما كنا نجهله أو نتجاهله( المرء مرأة أخيه)، وبدورى سوف أبذل جهدى فى مواصلة الرصد.

و لكم المحبة.
أحمد محمدين ضوالبيت

Post: #51
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-04-2003, 03:40 AM
Parent: #50


***
up
***

Post: #52
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-05-2003, 04:57 PM
Parent: #1

شكرا أخى أبكر و بقية الحضور على الصبر و المثابرة، و لنا عودة

أحمد محمدين

Post: #53
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-05-2003, 04:58 PM
Parent: #1

شكرا أخى أبكر و بقية الحضور على الصبر و المثابرة، و لنا عودة

أحمد محمدين

Post: #55
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-10-2003, 08:14 AM
Parent: #1

الاخ ابكر و بقية المشاركين:

مساء\صباح الخير.

كان و ما زال تكنيكات العقل المعنى( المستعلى) الخطر الدائم و سرطان السودان العضال الذى يفتك بكل المعانى الأخلاقية و الأنسانية. وفى تقديرنا، يشكل مبحث تكنيكات\اليات عمل ( العقل المعنى) حقلا معرفيا يتوجسه كثير من الباحثون السودانيون، و ذلك لما ينطوى عليه هذا الموضوع(اليات العقل المعنى) من حساسية و خصوصية، فقضية تكنيكات العقل المعنى ما زال يسجل نفسه فى عمق الحياة الفكرية السودانية "تابو" مدجنا بكل أنواع الحذر، المنع و القمع و الخوف، و هى فى هذا المدار المفعم بكل هذه الهواجز، القضية التى تشكل واحدة من أهم القضايا التى يغلفها الغموض و الضبابية فى مجتمع السودان الحالى. و هذا البور( السودان المصغر) خير دليل على هذه الأشكالية.
الكشف عن حقائق هذا العقل المعنى الذى( يعمل تحت مظلة الألتباس) و فهم واقعه و كل ما ينطوى عليه من أمراض و نقائض و عيوب، أمر منطقيا و موضوعيا. كشف مكامن الخطر الفكرى لهذا العقل المعنى يشكل منطقا لمواجهة التحديات التى تواجه سودان اليوم و الغد. و كما يمكننا بهذا الكشف تشخيص الداء السودانى و خصوصا امراضها المزمنة، ومن ثم التفكير فى علاجها مبكرا. حقا، كان و ما زال تكنيكات\اليات (العقل المعنى) انه الخطر الدائم و سرطان السودان، و من هنا تاتى أهمية الكشف المبكر عن دواهى هذا الورم الخبيث من أجل استئصاله و حماية جسد السودان من اثاره المدمرة. و تأسيسا على هذا يمكن القول بأن تشخيص هذه المعضلة و الكشف عن مجملها يشكلان نوعا من الأختبارات الوقائية التى يمكنها ان تكشف عن بدايات هذه الظاهرة و استشراف ما تشكله من حضور و خطر على مستقبل هذا السودان.وفى تقديرنا، ان الأخ ابكر و بعض الأخوات و الأخوة، اوضحوا فى كتاباتهم الكثير من هذه الأشكاليات. و اضافة لأسهامات الاخ أبكر و بقية الأخوات و الأخوة ، نود أن نساهم فى هذا المقام بفك بعض رموز هذه المعضلة(تكنيكات\اليات\عمل العقل المعنى) و التى تتمثل فى النقاط التى ألفت انتباهنا اليها الاخ ابكر فى مداخلاته أعلاه. و تتمثل النقاط فى الأتى:
أ- العقل المعنى دائما يتحرك و يعمل تحت مظلة الألتباس، و خصوصا فى مصطلحاته\ها أو فى الكلمات التى يستعملها على أساس أنها مصطلحات
ب- النزعة الأستنفارية
ج_Subjectification

و لنا عودة

أحمد محمدين ضوالبيت

Post: #56
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-10-2003, 03:12 PM
Parent: #1

up

Post: #57
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Dr_Bringy
Date: 07-10-2003, 03:18 PM
Parent: #56

حوار علمي ومؤسس

Post: #58
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-11-2003, 03:32 PM
Parent: #1

الأعزاء شاو دورشيد و د.برينجى:
لكما التحية و شكرا على التشجيع.
و لنا عوده
احمد محمدين ضوالبيت

Post: #59
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-11-2003, 06:31 PM
Parent: #1

up

Post: #60
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-12-2003, 02:27 AM
Parent: #1

مواصلة:

يعد مفهوم العقل المعنى من المفاهيم الأشكالية التى تنسج حضورها الكبير فى واقعنا السودانى. و يمكن لنا فى هذا السياق أن نميز فى العقل المعنى أشكالا مختلفة و متباينة، فهناك دائما يتحرك و يعمل هذا العقل(المعنى) تحت مظلة الألتباس و خصوصا فى مصطلحاته أو فى الكلمات التى يستعملها على أساس اها مصطلحات...الخ. و مع ذلك كله فان هذا العقل المعنى فى مختلف صوره و تجلياته يؤكد على جوهر واحد قوامه الأنقياد العاطفى لأفكار و تصورات تتعارض مع الحقيقة و الموضوعية. فهذا العقل، قد يأخذ صورة عقيدة دينية أو سياسية متطرفة تتميز بدرجة عالية من الأنغلاق و التصلب ، التى دائما تحتل ارادة التغلب، و المنطق أو ارادة الاقناع. و قد يظهر هذا الأشكال جليا فى هذا السودان و بدرجات متفاوتة. فمثلا تجد نفر يسئى على الأخرين أو يكذب جزافا فى حقهم الأنسانى دون أن ت\ يستند الى مرجعية أو مبرر مقنع لما انتهجه\ها من فعل و قول. و الأكثر من ذلك تجده\ها ت\يتهرب من مكان الى اخرن حيث تجده\ها متدثر بثوب العفة و أحترام الأخرتارة و تارة أخرى بالهترشة و الغوغائية دون ان يعير نفسه\ها كبير أو صغير اهتمام فى مراجعة(محاسبة) نفسه\ها. لذا نجد هذا العقل المعنى لا يعرف كلمة الأعتذار الى من اساء اليهم، أو حتى الوقوف مع ذاته لمراجعة ما ابداه من أراء غير حميدة تجاه الأخرين أو حتى الأستماع الى وجهات نظر من يحاورهم أو ا يخالفهم الرأى حتى و لو بأضعف الأيمان. و اذا جادت له الأقدار بقليل من بصيرة الأهتمام بالأخر، تجده يعير جل اهتمامه الى كل ما هو مشين و مهين للأنسان و الأنسانية.
و من طبيعة هذا العقل المعنى، أنه يشكل و يعتقد فى رأى ما دون أخذ وقت كاف أو عناية للحكم عليه بانصاف، و قد لا يهمه\ها أن يكون هذا الرأى ايجابا أو سلبيان، بل يتم اعتناقه دون اعتبار للدلائل المتاحة امامه. و أيضا من سمات هذا العقل (المعنى) تبنى الرأى السلبى تجاه فرد أو افراد ينتمون الى مجموعة عرقية أو جغرافية أو سياسية أو اجتماعية معينة، حيث ينحو ذو العقل المعنى الى تحريف و تشويه و اساءه و تفسير، بل وتجاهل الواقائع التى تتعارض مع ارائهم المحددة سلفا، فقد يعتقد الفرد (العقل المعنى) مثلا بأن جميع الأفراد المنتمين الى جهة معينة، أو اصل قومى أو عرق أو دين أو جنس أو منطقة جغرافية معينة، غير مستقرين نفسيا أو كسالى أو جشعون عنفون أو أغبياء. و يمكن أن نعرف هذا السلوك بأنه حماسة عمياء لعقيدة أو رأى أو مشاعر جارفة نحو شعور ما يكبته هذا العل فى محسوسه الجمعى. و فى هذا الصدد يتبين لنا ان الأشخاص ذو العقول المعنية لديهم أحكام مسبقة تجاه الأخرين، كما جدهم يصدرون مثل هذه الأحكام(المسبقة) تجاه اى جماعة أخرى تخالفهم ألرأى أو الجنس أو العرق أو النوع، و يعبرون(العقول المعنية) عن هذه الأحكام بعداوة ضد مختلف الفئات التى يتباينون عنها. و يلاحظ ايضا أن اصحاب العقول المعنية غالبا ما تكون لديهم احكام مسبقة عن الاخرين، مصحوبة بسوء طوية، و تتميز بأنها كارهة، و ذات رؤية كونية(ذاتية) عنيفة، عدوانية يصعب ان تجد له منطق يبرره غير التعصب الأعمى.

و لنا عودة
أحمد محمدين

Post: #61
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-13-2003, 00:10 AM
Parent: #1

مواصلة:

العقل المعنى تصحبه حالة من التصلب الفكرى أو الجمود العقائدى أو السياسى. و يكشف هذاالعقل(المعنى) عن خضوع كبير للجماعة أو السلطة الجماعية التى ينتمى اليها، مع نبذ الجماعات الأخرى، و يرتبط بذلك رؤيتة للاخر و العالم من حوله فى اطار جامد وفقا لفكرته المسبقة تجاه الاخر، مع ميل الى استخدام العنف فى معظم تعاملاته مع الاخرين و لو حتى عن طريق اللفظ أو الكتابة. و دائما يكون هذا العقل ذو غلو فى التعلق بشخص أو فكرة أو مبدأ أو عقيدة، بحيث لا يدع مكانا للتسامح، و تجده فى معظم الأحيان مستعد لفعل العنف و بأستماتة دن أدنى مبرر. و من مميزات هذا العقل أيضا، انه يشكل موقفا أو اتجاها بحكم مسبق، ينطوى على التهيؤ الفردى أو الجماعى للتفكير أو الادراك أو الشعور و السلوك بشكل سلبى تجاه الاخر. و فى هذا السياق، العقل المعنى هو نابع من موقف عاطفى و صارم تجاه الاخر، و بالتالى فانه(العقل المعنى) لا ينطوى على حكم مسبق فحسب، و انما ينطوى أيضا على سوء هذا الحكم. فمثلا يصل هذا العقل الى درجة من التزمت و الغلو فى الحماس و التمسك الضيق الأفق بعرق أو جنس أو لون أو بعقيدة دينية أو فكرة سياسية، مما يؤدى الى الاستخفاف باراء و معتقدات الاخرين، و عدم محاورتها و الصراع ضدها و ضد الذين يحملونها، و هى فى تقديرنا حالة مرضية على المستوى الفردى و الجماعى تدفع الى سلوكية تتصف بالرعونة و التطرف و البعد عن العقل و الاستهانة بالاخرين و معتقداتهم. و كثيرا ما يؤدى هذا العقل(المعنى) الى شق وحدة الجماعة و انكار الحقوق الاجتماعية و السياسية و الثقافية للفئات الاخرى، و ما يبدر من بعض التصرفات فى هذا المنبر الحر خير دليل لهذا العقل المعنى. و يمكن ان تسهم عدة عناصر فى تشكيل مشاعر هذا العقل المعنى، و تشمل هذه العناصر: الغبن الاعمى وغالبا ما تكون لمرجعيات تاريخية ، أو التنافس، الأفكار الدينية، الخوف من الغرباء، التشدد فى القومية...اخ. و أيضا قد ينشاء هذا العقل عندما تخشى مجموعة ما أن يحرمها تنافس مجموعة أخرى من الهيبة و المزايا و القوة السياسية، أو الفرص الأقتصادية. لذا كثير ما تتسم الافكار التى ترد من هذا العقل(المعنى) فى عدم التسامح مع من يخالفهم الفكر، الثقافة، الدين، السياسة، أو أى جهة انتمائية أخرى.

و لنا عودة
أحمد محمدين

Post: #62
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-13-2003, 05:43 PM
Parent: #61



الأخ أحمد محمدين
تحية طيبة
إلتزاما بوعد سابق، بأن نحاول أن نعينك في هذا العمل الجاد، ودعما لـ(مشروع محاصرة الأوهام)، فقد قمت برصد ميكانيزم آخر من ميكانيزمات (العقل المعني)؛ ألا وهو "نفي الممكن والاحتمال" في مجابهة (الآخر) ـ نفي شخصية المرأة الكاتبة باتهامها بأنها رجل، ونفي الرجل الكاتب بأنه ناقل، ونفي منفستو المعارض بأنه عميل ونفي اعتقاد المعتقد في ما يعتقده إلخ؛ وأريد أن أنبه إلى أن ما تقوم به يمكن أن يكون مدخلا ممتازا لدراسة موسعة رائدة في هذا المجال؛ مدخلا يمكن أن يؤسس لقاعدة صلبة من الفرضيات التي؛ بكل تأكيد ستقود إلى استكشافات أخرى كثيرة؛

مصادرة الممكن والاحتمال!!؛
في مداخلة لي، في بوست الأخ تاج السر، مساجلات البنت رودا والبقاري، ذكرت أن واحدة من آليات عمل هذه العقلية مصادرة الممكن والاحتمال، وهي آلية أكثر وقاحة من إنكار الحقائق والوقائع والإجتراء على المنطق؛
ففي بوسته؛ المعنون بـ (آلاف العبيد في السودان)، أورد الأخ ساين تقريرا عن عمليات الاستعباد في السودان، التي تسمى ـ تلطيفا ـ (اختطاف)، فبدأ الهجوم على الأخ ساين من الجبهات التقليدية، بحججها التقليدية عن سمعة (الأمة) والوطن وما أدراك ما الوطن. وما كان من الأخ الشاعر إلا أن أورد التعليق التالي في مداخلته؛
Quote: يا أخوانا بالراحة ، الراجل جاب موضوع من حتة عشان تعرفوا الناس
دي بتفكر كيف ، يعني مش ده رأيه هو ،، وبعدين الحكاية دي منتشرة شديد
وبيسوق ليها السودانيون المسيحيون ، والمسيحيون مثلهم مثل المسلمين
فيهم القلبو على البلد وفيهم الإنتهازيين وهؤلاء هم من يعملون للكسب من وراء
هذا الكلام ، وأعملوا بحث صغير في النت ، وشوفوا في كم موقع على الإنترنت يروج لأمثال
هذه الإشاعات...؛

فهو هنا لا يمارس المغالطة وإنكار الظاهرة فحسب، وإنما يقوم بالقرصنة، والدخول في (نوايا) كاتب البوست ويصادر منه إمكانية واحتمال اعتقاده في وجود الظاهرة، وفي اعتماده صحة التقارير التي أوردها، ثم يعود لنفي وجود الضحية، ليجلس في مكانها، ويبدأ في تلفيق الاتهامات لجهات كثيرة، ويسمي الحقيقة، التي أثبتتها لجنة الحكومة السودانية نفسها المسماة (سيواك)، فيما أظهرته المداخلات فيما بعد، يسميها (إشاعات)!!؛
ويبدو واضحا؛ أن وظيفة هذا الميكانيزم، ليس الدفاع فحسب، وإنما خلق قاعدة للهجوم على الآخر/الآخرين، من جهة، وخلق طمأنينة النفس؛ مع نفسها، لردم التناقض بين المعلن من الأفكار والمستتر من المعتقدات الكامنة في (العقل المعني)؛
وإليك بعض النماذج الأخرى ـ بدون ترتيب؛ وهي بالطبع قليل من كثير، ولم استطع رصد المزيد لضيق الوقت؛ وأنبه إلى أن الضمائر الواردة في الأمثلة أدناه، مقصود بها (رودا)؛
Quote:
كيف توصفوا هذه السيدة (ويقصد رودا) بانها جنوبية او نوبية او شكل قبلي وبهذا ابرهن لكم انها من جهة سياسية معينة تجيد اللغة العربية جيدا وهذا ليس من بني جلدتها

اقول للمرة الالف ان هذه السيدة لم تعش مآسي ولا يحزنون هي تنفذ مخطط اصحوا يا امة

مهاجر؛ بوست رودا؛ الواحدة تكون مخفوضة فرعونيا، تاريخ المداخلة؛ 23-06-2003, 10:08 AM

Quote:
Just a question please
R U a male OR female?

Elhilayla; 18-06-2003, 00:54 AM
بوست؛ رودا؛ بنت الأحفاد والكورس

Quote: يا جماعة ما تحرقوا دمكم ساكت
دي ما بتكتب. هي دي بتستلم و تنزل الموضوع زي ما هو يعني مناقشة ما حا تقدر

تدخل فيها تاخد و تدي طوالي ما حا تقدر دي بتنزل شئ جاهز مكتوب ليها

و هي قبيل كانت بتتعذر بي إنها عندها مشكلة في العربي و هي بتكتب بالعربي أهي

أبوحسين؛ بوست رودا؛ الرجل السوداني؛
14-06-2003, 11:30 PM

Quote: تبلدينا الشئ الوحيد الاقدر اقوله ليك
انك راجل طيب ومثالى
بس المثالية لاتنفع مع هذه
الناقلة
ارجو ان تفهم ما اشير اليه

Cola
نفس الوست؛
14-06-2003, 11:45 PM


Quote: كما ذكرت لكم أن هذا الرجل المتأنث سيأتي ببوست جديد
ولن يرد تحت ظل بوست شخص آخر للمناقشه
فمثل هذا الفكر المستنير لا يناقش
بل يشكك و يذهب و كله أملا أن يتأثر القارئ حين يركن في سريره وحيدا يفكر
العملية واضحة الآن

Obay uk
بوست رودا؛ طرزان؛
14-06-2003, 01:50 AM

هذا، وقد أفرد الأخ الساحر، بوستا أسماه (أبكر آدم إسماعيل هو رودا)؛

وهناك ملاحظة أخرى، عامة؛ وهي العلاقة الوظيفية بين هذا الميكانيزم والعنف الخطابي الذي يستعمل بكثافة ضد معارضي السلطة في كل العهود؛ فكل معارض (عميل) ابتداءا من قرنق، ومرورا بحركة العدالة والمساواة وانتهاءا بالميرغني ـ في الراهن، وينسحب ذلك على معارضي الماضي، ومن ضمنهم نفس الذين يستعملون هذا الميكانيزم الآن ضد من يعارضهم! فأي معارض؛ معرض لأن يكون متهما بحمل أجندة الآخرين؛ الأعداء المتوهمين، وليس هناك فرصة للمعارض لحيازة أجندة ذاتية؛ ونحسب أن هناك علاقة تربوية تجسّر المسافة بين المصدر والمتلقي، وتهي المتلقي للتقبل، وقد تكون هي أسطورة (الأعداء المتوهمين)، التي ترسخها أجهزة التربية ـ المدرسة والإعلام؛ ثم، وفي نفس الإطار، ملاحظة، تكرار السؤال "لمصلحة من يعمل فلان" لمجرد أن فلانا هذا اختلف مع الجهة المتسائلة!؛

وعلى كل حال؛ نرجو أن يساعدك ذلك في مواصلة هذه الدراسة؛ ونتمنى لك التوفيق، وما زلنا عند الالتزام، باعانتك، بأقصى ما نستطيع

ولك الود




Post: #63
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-14-2003, 04:18 PM
Parent: #1

الأخ أبكر:

شكرا على الزيارة، و مثلها ضعفين على الوفاء بالوعد، و دعمك السخى لنا بما رصدته من ميكانيزمات (العقل المعنى). وهذاالدعم سوف يقلل علينا الجهد و العناء فى مواصلة رصدنا(للعقل المعنى)

لك منا جميل التقدير

أحمد محمدين

Post: #64
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-15-2003, 09:02 PM
Parent: #1

مواصلة:

ما زالت مشكلات العقل المعنى بأشكاله المختلفة تشهد نموا كبيرا، و تعاظما مستمرا فى المستوى السودانى، فهنال الاف ان لم يكن ملايين الأفراد الذين يجدون هتفهم تحت تأثير الغارات و الأبادة الجماعية و الحرب و الطائفية و المجازر السياسية و العنف الغوى و النفسى. و يمكن لنا فى هذا المقام أن نشير الى و ضعية الحروب الأهلية و الطائفية و العرقية و الحزبية فى كثير من أقاليم السودان: مثل حرب الجنوب و الشرق و كردفان و دارفور، فالحروب التى تأخذ من حيث المظهر أشكالية دينية طائفية و عرقية و سياسية تتنتشر فى بقاع واسع و ان لم يكن كله من السودان، و تشكل تهديدا متواصلا لحياة انسان السودان، و يضاف الى ذلك موجة العقل المعنى و عنفه اللغوى التى تجد لها مكانا فى هذا المنبر الحر، أيضا تهدد الملايين من أهل السودان.
فالمفكر و السلطات المتعاقبة فى مجتمعنا السودانى، لم توفق فى خلق الاندماج الأجتماعى بين فئات أهل السودان، بل كانت تساعد أحيانا فى خلق العزلة والتعصب و التباعد بين الجماعات. و المأزق يتجسد فى عدم قدرة بعض المفكرين و السلطة على خلق نموزج وطنى يوحد بين كافة الجماعات الفرعية(القبيلة، العرق، الطائفة، الفكر ، السياسة...الخ)، التى أصبحت تحقق أمنا للفرد الذى ينتمى اليها فى ظل غياب أمن المجتمع و الدولة، فاعضاء الجماعات الفرعية تمتاز بقوة روابطها و درجة عالية من الأنغلاق بحيث تقود الى درجة عالية من النرجسية. و فى هذا المسار يمكننا استعراض مجمعة من المحاور التى تجسد الأشكالية المسببة فى وجود العقل المعنى فى السودان.
أولا: البنية العائلية للعقل المعنى: بالرغم من حدوث كثير من التغيرات فى السودان، الا أن هذه التغيرات لم تؤثر بشكل فعال فى البنية الأسرية للعقل المعنى. فأصبحت أسرة العقل المعنى تحتوى على عناصر ثقافية مضادة للتغير و مناهضة له.
ثانيا: البنية الدينية: استطاعت البنية الدينية التقليدية المحافظة على استمراريتها السيطرة على معالم الحياة عند العقل المعنى، و الحالات التى سوف نوردها لاحقا تشكف لنا الكثير و المثير لهذا العقل المعنى.
ُالثا البنية السياسية: بالرغم من حدوث بعض التغيرات فى البنية السياسية السودانية، حيث أدخل كثير من الأحزاب أفكار حديثة، الا ان جوهر السلطة السياسية ما زالت تقليديا، فالأبوية و العائلية تمثلان سمة أساسية فى بنيتنا السيلسية السودانية.
رابعا: البنية الأقتصادية: لم تعجز السياسات الأقتصادية السودانية عن حماية اقتصادياتها التقليدية فحسب، بل عملت على تحطيمها، و يضاف الى ذلك سوء توزيع الدخل بين فئات اهل السودان، مما أدى الى ترسيخ و تثبيت البنية التقليدية لأهل السودان. فالدولة بممارساتها، المبنية على التوازنات و الولاءات لا على الكفاءات، تعيد، و بشكل ضمنى، تأكيد ممارسات العقل المعنى عبر ما يسمى(توزيع الوظائف الحساسة أو الوظائف السيادية\سياسية). و ليس من الضرورى أن يكون ممارسة العقل المعنى معلنا كما هو فى الحياة العامة، و انما نلاحظ أدق التفاصيل، عندما يشكل، مثلا وزارة، أو حينما يعين أفرادا فى مناصب معينة حساسة، مثل: الخارجية، الداخلية، الأمن، الدفاع، الاعلام...الخ. فهى تستشعرها اذا كان فى هذا التعين تكافؤ، أو تجاوز، أو تحيز، و هذه مسألة لا يتحدث عنها العقل المعنى علانية.

هناك دلائل عديدة، و ان كانت غير موثقة بدراسات علمية بعد، تشير الى أن المدرسة(المؤسسسة التربوية) قد التقطت جرثومة العقل المعنى، و هذا معناه بداية النفاق و الشقاق فى السودان لعدة أجيال قادمة من خلال الية اعادة الأنتاج الثقافى و الاجتماعى و النفسى و السياسى. و الكارثة هى أن المدرسة بدلا من ان تساعد أهل السودان على المواجهة العقلانية مع مشكلاته و تحدياته، فأنها تضيف مشكلات و تحديات جديدة، أى أنها أصبحت بحد ذاتها مشكلة جديدة.
فأشكالية العقل المعنى ينقل من جيل الى جيل، و من الكبار الى الصغار، اذ يتعلم كثيرا من شاكلة هذا العقل المعنى من اسرهم و أساتذتهم. و قد يكون هناك اختلافا فى العقل المعنى من حيث الدرجة حسب الاختلاف على التباينات فى خلفية العقل نفسه و تجاربه و لكن فى الأصل سواء.

فالعقل المعنى ينتقل فى أعم أحواله من تصورات مسبقة تأخذ طابع نمذجة، يصنف فيها الاخر دون تحقيق أو مرجعية. و تعود تصورات العقل المعنى الى التركيبة الثقافية يكتسبها الطفل من محيطه الأجتماعى خلال تنشئتة المبكرة(كما أوردناه سبقا فى هذا الرصد). فالتصورات التى يشب عليها العقل المعنى هى تصورات مشوهة و لا تعبر عن واقع، حيث هناك دائما فجوة قد تكون صغيرة أو كبيرة بين الحقيقة الموضوعية من ناحية، و ما يذهب اليه تصور العقل المعنى من ناحية ثانية، و مع ذلك فان العقل المعنى يتمادى فى غيه، لأن مثل هذه التصورات تعفيه من مشقة التعامل مع تفصيلات لا حصر لها فى الواقع الأنسانى.

و لنا عودة
أحمد محمدين ضوالبيت

Post: #65
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Shao Dorsheed
Date: 07-16-2003, 06:40 PM
Parent: #1

What is up!!!! or wasap!!!!

Post: #66
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-17-2003, 11:38 PM
Parent: #1

It is alright and nothing much Shao.
Ahmed

Post: #67
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-18-2003, 11:05 PM
Parent: #1

مواصلة:

و يشكل أكتساب التصورات المسبقة منطلقا اساسيا للعقل المعنى، و هى توجد فى أصوله، و قد تتنوع تصورات العقل المعنى من تعميم التصور و نسبها الى جماعات قومية أو دينية أو طائفية أو سياسية أو عرقية. وقديكون هذا العقل المعنى مهيأ للحكم على الاخريين، بحيث انه مجرد مصادفة أى فرد منها، يقوم هذاالعقل المعنى حامل التصور المسبق بتعميم الصفات المضمنة فى هذه النصورات فى شكل عفوى أو غير عفوى. و يتضح هذا جليا فى تعليق الشاعر على مقال ساين و التى بعنوان(الاف العبيد فى السودان). فمثلا نجد الشاعر بادر بالتعليق دون ادنى اهتمام للتحرى و الدقة بالاتى:
" يا أخوانا بالراحة، الراجل جاب موضوع من حتة عشان تعرفوا الناس دى بتفكر كيف. يعنى مش ده رأيه هو، و بعدين الحكاية دى منتشرة شديد و يسوق ليها السودانيون المسيحيون، و المسيحيون مثلهم مثل المسلمين فيهم القلبو على البلد و فيهم الأنتهازيين و هؤلاء هم من يعملون للكسب من وراء هذا الكلام، و أعملوا بحث صغير فى النت، و شوفوا فى كم موقع على الأنترنت يروج لأمثال هذه الاشاعات...،".
هنا نجد التسرع الى الحكم دون مرجعية. نجد العقل المعنى استرجع من حاسوبه اللاشعورى كل الصفات الغير محسوسة ليبنى فرضيته على كل سودانى مسيحى و من يخالفه الرأى من المسلمين بالأنتهازية و الترويج لمثل هذه الأفكار(الرق فى السودان). فالعقل المعنى و ما يسبقه من تصورات و احكام، هو شيئى مكتسب يتعلمه صاحب العقل من خلال اليات التنشئة الاسرية، و لاسيما فى مرحلة الطفولة. و تشتد او تضعف حد العقل المعنى وفقا لمجموعة من الفعاليات الثقافية و الفردية التى تنمى العقل و ترعاه.
و تأخذ العوامل الثقافية أهمية كبيرة فى تغذية هذا العقل (المعنى)، فبعض الأفكار الصريحة أو الضمنية تعمل على بناء العقل المعنى ضد بعض الجماعات الأنسانسة(كما ورد فى رد الشاعر أعلاه)، فكثير من الافكار التى ينتمى اليها صاحب هذا العقل المعنى تستند الى ادعاءات مبهمة مما تؤدى الى تشوه الواقع الانسانى بمختلف تجلياته التاريخية و المعاصرة.

و لنا عودة
أحمد محمدين ضوالبيت

Post: #69
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-23-2003, 10:35 PM
Parent: #1

up

Post: #70
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 07-27-2003, 05:59 PM
Parent: #69


الأخ محمدين
تحياتي

أرجو أن تسعفك الظروف في أن تواصل

Post: #71
Title: Re: اشكالية بعض العقلية السودانية بين الذات و الاخر :Shiry and Hopeless
Author: Ahmedain
Date: 07-31-2003, 06:55 PM
Parent: #70

الأخ أبكر:
شكرا على حسن التشجيع. و سوف أعود قريبا عندما تسمح لى الظروف.
أحمد