مصائر .. (قصة قصيرة)؛

مصائر .. (قصة قصيرة)؛


04-06-2003, 08:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=24&msg=1134385041&rn=0


Post: #1
Title: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 04-06-2003, 08:04 AM


إهداء
إلى الأخ رحمابي

***


الفتاة.
الشابة الخارجة من نهر الصبا إلى بحر نساء فيها سيتعاقبن، تعبر ظل شجرة اللالوب، ويتشجر ـ بالظل المخلل بخطوط ضوء شمس الضحى ـ بنطالها التريفيرا السماوي، وفستانها القصير المحزق. ساعداها عاريان، وشعرها الممشط كحقل، معفي من طرحتها المدرسية "البيضاء المكوية" التي ترقد بجوار أصدقائها الآخرين استعدادا لصباح قادم
وتحت شجرة السوق الكبيرة، يراقب النشال جيب الرجل الذي على وشك أن يشتري بطيخة، وتاجر البطيخ يفصّل في تواريخ بطيخه ويحلف بالطلاق وببركة الجمعة المجموعة

ربما يقصد المغني الفتاة، الشابة، وهو يغني للورد والنجوم. وهي، الفتاة الشابة، اشتمت رائحة المحلب من مضارب الريح ولم تسمع "حسيس الناقة" ولكنها تذكرت الولد الشاب، الذي نظر إلى عينيها قبل أن يعيد الكرة إلى الميدان الذي كانوا فيه يلعبون في عشية اليوم الذي مضى، اليوم الذي "تبيع فيه قيمصك"! فأصابتها الرجفة وسكنتها هواجس الأسرار. وتذكرت أنها نسيت أن تبتاع لوازمها الأنثوية التي كانت من فرط جدتها عليها أنها تقف ـ هكذا ـ على بوابة النسيان؛

صحي؟!؛
إتغيرت إنت خلاص؟!؛
نسيت العشرة يا سيد قلبي والإخلاص؟!؛

وغنَّى المدرِّس، معاضدا صوت المغني. والولد الشاب، الذي كان قطف النبقة من أمها الشجرة قد تذكر عيني الفتاة الشابة؛
قالت الفتاة الشابة لنفسها: "يا لهذه الأشياء اللعينة، إذن سأعود مرة أخرى إلى السوق، سأقطع ثلاثة أرباع المسافة مرة أخرى جيئة وذهابا..."؛ ولكن حدسها قال لها أن هذا النهار سيسكن أجمل دفاتر ذكرياتها، فعادت

ترك الرجل أشياءه وبطيخته التي ابتاعها عند تاجر البطيخ وعاد إلى الدكان ليشتري النفثالينة التي أوصته بها زوجته

وفي طريق عودة الفتاة الشابة إلى السوق، حياها بائع النبق: "نبق يا نبق" وتبرع لها بخمشة، فتبسمت، وابتسم الطائر الذي كان يجلس على حافة سقف المبنى المجاور! كان الطائر قد رأى لحظة لم تحدث بعد!
قال الأستاذ، المشرف على الرحلة المدرسية، في تلك الغابة المدارية، التي ترقد وراء المدينة، للولد الشاب؛
ـ بتحب أغاني زيدان؟
ـ أيوة!؛
ـ أكتر واحدة فيهم؟
ابتسم الولد الشاب ورد؛
ـ عشان خاطر عيون حلوين..؛
ـ الله عليك!!؛
وضحكا وتصافحا أمام الشمس

كان صاحب الدكان يبحث عن النفثالينة في ركام الكائنات الكنتينية، والنشال يبحث عن حافظة الرجل والفتاة الشابة تنتظر دورها؛
نظرت الفتاة بعينيها البريئتين ورأت يد النشال
صرخت مفجوعة؛
ـ الحراميييي!!؛

نادى المدرس الطلاب للإنتظام لبدء برنامج الرحلة فتجمهروا، ولكن لم يكن بينهم الولد الشاب، الذي كان لحظتها يمر من خلف المباني الحكومية الصامتة، صوب وجهة ساقه إليها حدسه؛
في طريق الفرار، تعثر النشال وسقط، فألقى مساعد الجزار (ذو الفأس الكبير) القبض عليه!!!؛
وقفت الفتاة، بعد أن اشترت أشيائها الأنثوية، تنظر إلى مآل النشال بعينيها البريئتين نفسهما، فشتلت براءتهما أزهار الإشفاق عليه، وأحس قلب الفتاة النظيف بالندم! ؛
وكان تاجر البطيخ قد قام باستبدال البطيخة التي باعها للرجل بأخرى!؛

إقترب الولد الشاب من الطاحونة التي يجاورها دكان العجلاتي..؛
وكانت الفتاة ـ وهي في طريق عودتها ـ قد اقتربت من المبنى الذي يجلس على حافته الطائر ويراقب أنواع الحبوب الشهية (التي تدخل إلى الطاحونة وتلقى حفتها هناك)، وأفاعيل العجلاتي ويغني: " يا أذان الجمعة ما تسرع" ـ وكانت تستعيد في ذهنها قصة النشال، لتحكيها لأمها تجنبا لأسئلة التأخير وترتب في فمها طعم النبقات؛
عند المنعطف، وهي تتجاوز النصب الأسمنتي داهمها الحنين إلى شيء ما، وكانت في يدها آخر نبقة
تلعثمت خطى الولد الشاب وارتبكت تفاصيل الحنين في خاطر الفتاة الشابة؛
كرر الطائر إبتسامته القديمة، فصارت ثالثة الأشياء الجميلة في ذلك الطقس الضحوي!؛
ـ إزيك
ـ أهلا
ـ ..........؛
ـ .........؛
تبرعت بالمضي باللحظة إلى الأمام؛
ـ إسمك (......) مش كدة؟
ـ أيوة! لكن القال ليك منو؟
ردت وهي تعلن اعتزازها بصدرها؛
ـ صاحبتي؛
ـ كويس، وإنتي إسمك (.......) مش كدة؟
ـ أيوة، لكن إنت القال ليك منو؟
ـ عرفتو براي
أعجبها الرد فابتسمت وأغمضت عينيها وهزت رأسها معلنة بديهة الفرح؛
ـ ............؛
ـ ............؛
هاك/هاكي =
في لحظة واحدة مد كل منهم يده إلى الآخر ليمنحه النبقة التي كانت معه!!؛
فضحك الطائر وضرب بجناحيه في الفضاء وطار وتحولت ضحكته إلى سيمفونية في مشرع نهار آخر!!!؛






أبكر آدم إسماعيل
6 /1/2003

Post: #2
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: tariq
Date: 04-06-2003, 04:36 PM
Parent: #1

شكرا ليك يا ابكر ادم اسماعيل

Post: #3
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: Abdalla Gaafar
Date: 04-06-2003, 07:11 PM
Parent: #1

الاستاذ ابكر
لك السلام والتقدير والود

ولا تزال المدن الستحيلة تمثل اجمل ماكتب من الروايات والقصص علي هذا المنبر
الست معي في انها لم تجد حظها من النقاش

وبذات اللغة البسيطة الرائعة تعبر الان بنا الي مصائر والتي استمتعت بهاطويلاً رغم قصر لحظاتها
لك الشكر علي هذا الابداع
عبدالله جعفر

Post: #4
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: tariq
Date: 04-06-2003, 08:20 PM
Parent: #1

والله انا اضم صوتى للاخ عبدالله جعفر

Post: #5
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: omdurmani
Date: 04-06-2003, 08:52 PM
Parent: #1

الاستاذ القدير ابكر:
لحظات ممتعة قضيتها في اتون مصائر....تصوير مختزل وكاف......وجميل.....مشاهد حية واقعية...اقسم انها حدثت في احدي حواري وشوارع امدرمان.....ولا عجب ان توافق خيالك مع الواقع....فانت كما يبدو مغرق في المحلية.......
انظر لكل عمل فنى كلوحة ابداعية....واجد عظمة الخالق وقدرته.....واياته.....اليس الله هو القائل سنريهم اياتنا في الافاق حتى يتبين لهم انه الحق...
ذلك ان المستويات التى تناولتها وكل شخصية كائنة بذاتها ....تتحرك وتتفاعل انيا....لتنتج واقعا جديدا غزير التفاصيل.....فاتامل الكون فكيف بمن يتحكم بمصائر البشر والجماد وغيرها....
................
with best wishes,
shereef shereef

Post: #6
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: بت قضيم
Date: 04-07-2003, 12:53 PM
Parent: #1

شكرا لكل هذا الجمال

Post: #7
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: الزومـــــــه
Date: 04-07-2003, 01:05 PM
Parent: #6

فتبسمت، وابتسم الطائر الذي كان يجلس على حافة سقف المبنى المجاور

لعمري انها صورة أشمل للمكان و أدق قي التفاصيل رغم شموليته
فلو جئنا بأبرع مصور لما استطاع تصوير تلك الاحداث

أثريت المنبر بابداعاتك يا استاذنا أبكر

Post: #10
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: dreams
Date: 04-07-2003, 02:00 PM
Parent: #7

الان تداهمنى نفس المتعة التى ختمت بها احلام فى بلاد الشمس

رغم اختلاف القصتين

لكن احساسى ربط بينهما

ولا ادرى لماذا

تسلم يا استاذنا

Post: #8
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: ود عقاب
Date: 04-07-2003, 01:43 PM
Parent: #1

الاخ ابكر
واصل الابداع
لافرق بين قصه واخرى فكل عمل للمبدع ابكر يشكل له احد ابنانه لذالك الابناء لايوجد فرق بينهم
معزره اخ ابكر ان رديت عنك
ودعقاب

Post: #9
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: AlRa7mabi
Date: 04-07-2003, 01:43 PM
Parent: #1

في موضع ما ، أهداني أستاذي د. أبكر هدية قال عنها ..

ولا أملك إلا أن أهديك (مصائر .. (قصة قصيرة)؛) علها تقوم مقام الأشياء الصغيرة
التي يتبادلها الأحباب، التي يقال أنها لا تشترى

وكانت هذه أغلى هدية تصلني .. فكانت حروفها تنثر على عبق الورود – والبارفامات – الباريسية العبقة ، وبمقدار سعادتي يتملكني حرج الرهبة ، لأنني أسائل نفسي هل أنا جدير بهذه الهدية ، وهي فعلا تقوم مقام الأشياء التي تيبادلها الأحباب .. والتي فعلا لا تشترى ..

أنظروا لهذا الحوار الذي – سلخته – من جسد القصة ، تلك الثمرة المحورية ، هل أستمتع أحد منكم مثلي بدلالات واشارات هذه ( النبقة ) وقد تلاعب د. ابكر وحركها كما حركتها تلك الفتاه في جميع أرجاء فمها العذب ، ثم أحتفظت بواحدة … علها تقوم مقام الأشياء الصغيرة
التي يتبادلها الأحباب، التي يقال أنها لا تشترى

هذا هو د. أبكر يحكي لكم ..

حياها بائع النبق: "نبق يا نبق" وتبرع لها بخمشة، فتبسمت، وابتسم الطائر الذي كان يجلس على حافة سقف المبنى المجاور! كان الطائر قد رأى لحظة لم تحدث بعد!

وكانت تستعيد في ذهنها قصة النشال، لتحكيها لأمها تجنبا لأسئلة التأخير وترتب في فمها طعم النبقات؛

وهي تتجاوز النصب الأسمنتي داهمها الحنين إلى شيء ما، وكانت في يدها آخر نبقة

هاك/هاكي

في لحظة واحدة مد كل منهم يده إلى الآخر ليمنحه النبقة التي كانت معه!!؛
فضحك الطائر وضرب بجناحيه في الفضاء وطار وتحولت ضحكته إلى سيمفونية في مشرع نهار آخر!!!؛

ألم تلاحظوا حتى بائع النبق لم يبع لها نبقاً بل أهداها .. تبرع لها بخمشة ..

د. أبكر كنت دوما مغرماً بكتابات الكاتب يحي الطاهر عبدالله ، لأنه يغوص في تفاصيل التفاصيل حتى يبرز لك ما يبدو صغيرة كأنه بحجم الجبل ، كم استمتعت بي .. ثلاث شجرات كبيرة ، الدف والصندوق ، أنا وهي وزهور العالم ، الرقصة المباحة ، حكايات للأمير حتى ينام ، وبالطبع كذلك العمل الرائع الطوق والأسورة .. وأعمال أخرى .. هل أنت تتماهى معه أستاذي أبكر ، وأنا ابن القرية أعرف ماذا تعنى لنا حتى التفاصيل الصغيرة ..

د. أبكر لا أملك غير الصمت والشكر الجميل ،،

عبدالرحمن رحمابي

Post: #11
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: Yassir Mahgoub
Date: 04-07-2003, 04:05 PM
Parent: #1

أصابتني بالمرح أثناء قراءتها..... ثم تداعت بهدوء و رشاقه و حميميه في ختامها.... لذيذه ....

Post: #12
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: ahmad almalik
Date: 04-07-2003, 10:13 PM
Parent: #1

مدهش يا دكتور .. كلام يتقطر عذبا مثل الشهد، ننتظر المزيد

Post: #13
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: Eima
Date: 04-08-2003, 11:08 AM
Parent: #12

كم هذا جميـــل

ها نحن نتقاسم " النبقة " -اعنى القصة مع رحمابى
فلهما -ولكم تحية بطعم النبق المتراتب فى فم تلك اليافعة
ومسألة عصير النبق هذة دعونا نسأل فيها "شـيرى "إن أفتت بالصلاحية فهو لكم مع محبـتى-حق خالص علَى َََ-دون إبتقاء لفكرة " اجر المناولة

" نبق يا نبق "
ليت الطائر _يا اصدقاء _كان "اولاد الحلـة " فى ناصية الشارع ليباركوا كل دفق انسانى ويتبسموا !!! كنا استرحنا جميعا من فكرة " بوليس النظام العام "
المتجول بيننا تارة مسلحاً وأخرى بلا سلاح وهنا وهنال فى عقولنا الباطنة وانا أكيدة من انه وليد تلك العقول واللملمات

(تبرعت بالمضي باللحظة إلى الأمام؛)"

كم احسد فتاة القصة وطاقتها للفعل فانا عند ما كنت فى سنها وقابلنى الشاب خاصتى-وعندما كانت الطرحة ليس غير لوازم مدرسية فقط ومعفيين منها فيما عداه!!!ه
جل ما تمنيته أن يغير البول الذى احتبسته خوفاً مساره فى اتجاه حلقى الذى جف دفعةً واصبت "بنشاف الريق " حتى صوتى خرج داويا ومسننا وكل ما ازكره انى غمغمت بان مديرة المدرسة والتى تعبر بنفس الطريق _قد تكون خلفنا الان
اليست هى المربية ؟؟؟ لماذا لم تربى فى لحظة التبسم تلك و " بديهة الفرح "
لماذا لم اجرؤ ان اقول له حينها انه وسيم بلا لحية؟؟؟؟!! و اؤكد له انى اكره "صراع الديكة بينه وصديقه ذاك المعجب بى؟؟
لا شىء سوى اننى احسست بالدوار !! والبقية تعرفونها الخلسة وسرقة الفرح

....

تبسمت هى حتى لصاحب النبق !!يا للروعة وانا التى قبل سنها بقليل رشقت زاك الذى غازلنى بالطوب !!انا ليست عنيفة او عدوانية وما تبرعوا لشحذى به "قلة الادب " لتكون الفكرة الوحيدة فى ملفى الخاص بالامر
وللمفارقة قابلت صديق لى مع ابنه طفل جميل دنوت" لابوسه" رد على بوجهة ملائكى خليط من النقاء والتصالح مع الفكرة والبراءة :لا بوسى بابا اول
حاولت ان استرجع كيف كنا نفكر فى امور كهذى
وتاريخ اول صور جميلة احتفظ بها

وللكل محبتـى
إيمـا

Post: #14
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 04-12-2003, 08:27 PM
Parent: #13


أخ طارق
شكرا ليك إنت على الطلة

الأخ عبدالله جعفر
لك أيضا ودي وتقديري
فيما يخص نقاش المدن المستحيلة، فهي حتى الآن وجدت قدرا معقولا من النقاش
والأشياء هكذا، تبدأ صغيرة، ويوما بعد يوم تكبر
وتجد حظها في الحياة، طالما هي جديرة بذلك
وأشكرك على الإطلالة في هذه الأيام المزحومة

الأخ أمدرماني
شكرا لاهتمامك بكتابتي
ولله في خلقه شئون

بت قضيم
إنت الإجمل

الزومـــة
أما زلت مشرورا في المسطبة الجنوبية؟
الحقيقة أن الأخ الملا عمر قد قام برفع كم كورنر
ولكني كنت خارج الفورمة في الأيام التي مضت
وجلّت الكورة
وانتهت المباراة
وتم تشميع الاستادـ أقصد البوست إياه

العزيزة دريمز
ربما لأن العشاق من طينة واحدة
هكذا يبدو لي
أو ربما تناسخت الأرواح
فحل الفتى السابق في الفتي اللاحق
وحلت الفتاة السابقة في الفتاة اللاحقة
من يدري؟

الأخ ودعقاب
لا اعتذارات بيننا
ولك السلام

أخ رحمابي
أظن أن التفاصيل الصغيرة هذه هي ما نملك؛
وأحسبها عادة جميلة
ودي

أخ ياسر محجوب
أهلا يا رجل
ولك المودة

أخ أحمد الملك
شكرا لإطلالتك
وأنت سيد هذا الفن

الأخت إيما
كما يقول المثل؛ الفقرا اتقاسموا النبقة
ورحمابي من الفقرا المؤثرين على أنفسهم

وها أنت تنشدين النشيد المؤكد
أن في الحياة ما هو أجمل من فكرة النظام العام
والذوق العام
والشارع العام
والـ(...) العام
يسعدني ويشجعني ما تكتبين من قراءات مضيئة لكتاباتي
لك المودة




أبكر آدم إسماعيل

Post: #15
Title: Re: مصائر .. (قصة قصيرة)؛
Author: الوليد محمد الامين
Date: 04-15-2003, 03:57 PM
Parent: #14




العزيز ابكر
الاعزاء المشاركون بالنقاش

تظل احدي مصادر الدهشة في كتابات ابكر تلك التعابير الجميلة الخارقة , اعني الخارقة لمألوف ما اعتادته الذائقة في لغة القص . من ذلك هنا ذلك التعبير - الفكرة : الخارجة من نهر الصبا إلى بحر نساء فيها سيتعاقبن،
هل تأملتم ذلك ؟ يقول ابكر ذلك في بساطة لا تجعلك حتي تنتبه الي ان شيئا مختلفا قد تم التعبير عنه , لكن ذلك ما حدث .
من ذلك ايضا :

وشعرها الممشط كحقل،
كان الطائر قد رأى لحظة لم تحدث بعد
وتحولت ضحكته إلى سيمفونية في مشرع نهار آخر

وغير ذلك .
ثم هنالك ذلك النبع الذي يمنح كتابات ابكر خصوصيتها اللذيذة , اعني ذلك التماهي في تفاصيل الحياة السودانية , فلهؤلاء السودانيون طريقتهم الخاصة لفعل الاشياء :
ـ إزيك
ـ أهلا
ـ ..........؛
ـ .........؛
تبرعت بالمضي باللحظة إلى الأمام؛
ـ إسمك (......) مش كدة؟
ـ أيوة! لكن القال ليك منو؟
ردت وهي تعلن اعتزازها بصدرها؛
ـ صاحبتي؛
ـ كويس، وإنتي إسمك (.......) مش كدة؟
ـ أيوة، لكن إنت القال ليك منو؟
ـ عرفتو براي
أعجبها الرد فابتسمت وأغمضت عينيها وهزت رأسها معلنة بديهة الفرح؛
ـ ............؛
ـ ............؛
هاك/هاكي
وعفوا للاقتباس الطويل , لكن هذا الحوار بطريقته هذه لا يحدث الا في شوارع الغبار والكتاحة .

ثم تامل تلك التعابير :
"تبيع فيه قيمصك
حياها بائع النبق: "نبق يا نبق
ويحلف بالطلاق وببركة الجمعة المجموعة

ابكر ايها الاصدقاء يعيد اكتشافنا مرة اخري .



وليد