مداخلة حول موضوع الأخ رحمابي: هدنة. أين العنصرية هنا؟؟

مداخلة حول موضوع الأخ رحمابي: هدنة. أين العنصرية هنا؟؟


12-26-2002, 09:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=24&msg=1078874309&rn=0


Post: #1
Title: مداخلة حول موضوع الأخ رحمابي: هدنة. أين العنصرية هنا؟؟
Author: أبكر آدم إسماعيل
Date: 12-26-2002, 09:57 AM

عذرا، فهذا الموضوع مكرر
ولكني آثرت أن أضعه هكذا منفصلا حتى لا يضيع في الزحمة

الأخ الرحمابي، والإخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله
في البدء أقول: الموضوع في غاية الأهمية

ويتكون تعليقي هذا من شقين؛
شق أول؛ متعلق بفنيات بالقصة القصيرة: هدنة
أما الشق الثاني فمتعلق بالقراءة والتعليقات

فيما يخص القصة القصيرة للأخ الكاتب معاذ عبد الرحمن، ففي رأيي أنها قصة جيدة البناء الفني، وهذا يتجلى في وضوح الشخصيات، واستعمال اللغة.
ماذا نعني بوضح الشخصيات: بمعيار إنطباعي بسيط أنك بعد قراءة القصة يمكنك أن تعيد حكايتها باستحضار جل، إن لم يكن كل ملامح هذه الشخصيات. أما من ناحية أخرى، فالسرد يقدم لنا الشخصيات من خلال بعدين؛ البعد المورفولوجي ـ الظاهري؛ لون، طول، إيحاء بالمكون العمري، إلخ. أما البعد الثاني، فهو النفسي و الخلفية الاجتماعية
أيضا، في التقرير حول علاقة شمال جنوب، وهنا يبدأ طرح الإشكالية، بالرغم من وجود مقولات توحي بالتقريرية: مثل ما ورد في التوصيف: "أن الشماليين" .. "أن الجنوبيين" .. "أن الجفاء التاريخي" إلا إن ذلك بسيط ـ في رأيي ـ ويمكن تجاوزه إذا عاينا القصة ككل؛ أما استعمال اللغة السردية والحوارية فهو جيد للغاية، فمن الجانب السردي تظهر بوضوح الجماليات في "المدخل: التقيا في زحمة الحياة... بنزوع مبهم... بلون الأبنوس... بلون الصحراء، إلخ إلخ.. أما اللغة الحوارية فأظن الكثيرين استمتعوا مثلي بجماليات الحوار، الذي هو عملية بناء العلاقة بين الشخصيات وفي نفس الوقت تم بلغة الدينكا التي هي بعدا جديدا بالنسبة للكثيرين منا إن لم أقل جلنا، ذلك الرنين الآخر الذي نفتقده، وبذلك اضاف الكاتب بطريقة غير مباشرة بعدا جديدا لإحدى شخصياته، وهذا موضوع ربما يحتاج لمجال آخر أكثر رحابة.
هذا ما يختص برأيي في القصة من الناحية الفنية

أما الشق الثاني، المتعلق بالقراءات، أي مغزى القصة بالنسبة لكل قارئ، فهذا يسوقنا إلى الخلفيات الأيديولوجية للقراء، فالأخ الرحمابي حدد بعضا من قراءته في عنوان البوست، في صيغة السؤال: أين العنصرية في هذا؟؟ وهذا في الواقع ليس سؤالا ـ حسب فهمي، وإنما تقرير مضاعف لنفي وجود العنصرية في العلاقة بين شخوص القصة، وقد يكون هذا صحيحا لحد ما ولكن بالطبع ليست هذه نهاية الحكاية، لأننا سنرى فيما بعد مد هذه الحالة لاتخاذها طاقة للتعميم، لإيجاد أدلة على إمكانيات إنتفاء العنصرية في علاقة شمال جنوب ـ بالحد الأدنى، استنادا إلى رمزية الشخصيات، وربما ذهب البعض أكثر ليصل إلى اعتبار العنصرية في علاقة شمال جنوب من صنع المستعمر أو من صنع المثقفين أو جهات أخرى؛ وهذا بالطبع يكشف لنا بشكل أو آخر، الخلفيات الأيديولوجية للقراء من جانب، وربما درجات مواقف هؤلاء في البناء الأيديولوجي الواحد؛ تقليدي، متشدد، حداثوي، حداثي، إلخ إلخ

سأحاول أن أدخل مباشرة وأحاول أن أجمل
القناع الأيديولوجي لثقافة ما
بالطبع لكل ثقافة، باعتبارها محتوى معنوي ومادي لجماعة ما، قدرتها على إنتاج أقنعتها الأيديولوجية التي تجعل منها قادرة على تحريك فاعلها، فإذا نظرنا إلى الثقافة الغربية مثلا، أن فاعلها هو تقسيم العمل، لذلك فهي تشدد على التركيز على المؤهلات، وبذلك تخفي أسس التأهيل نفسها التي تؤدي في النهاية إلى التراتبية في هذا التقسيم، وبالتالي التراتبية الاجتماعية، أو ما يسمى ـ في أماكن أخرى ـ بالطبقية، أما في الثقافة العربيةالإسلامية، ثقافة المركز في السودان، فمن أهم فواعلها، فاعل الدم، فإنها تخفي ذلك في اقتراحها لمعادلة التزاوج، التي في رأيي الذي يسنده الواقع، أحادية، وهذا هو جوهر المسألة؛ أي ما أسميه بميكانيزم النفي البيلوجي للرجل الآخر: " ويقوم ميكانيزم النفي البيولوجي للرجل الآخر (الاستعراب العرقي/الثقافي) على تزوج الرجال العرب بنساء (الآخرين)، وتكون الذرية وفق البطريركية الأبوية (عربية) ولا يعترف بمكونها الآخر. البنات يتزوجن حصريا في الكيان العروبي، أما الأبناء الذكور فيواصلون طريق الأسلاف، وهكذا بمرور الزمن ينمو الكيان العربي على حساب الكيانات الأخرى التي تتآكل في نهاية المطاف" هذه هي الزاوية الأخرى، وسواء كان ذلك يمارس بطريقة واعيةـ من قبل المثقفين، أو لا واعية ـ من قبل من يطلق عليهم البسطاء، فليس هذا بكبير أهمية في هذا المقام، إنما المهم هو أنه على هذا الأساس ينتج كاتب القصة ما يريد له أن يكون خطاب التسامح، وهو بذلك، وربما بحسن نية، يكرس لشكل من أشكال العنف الأيديولوجي، ويستقي القراء في قراءاتهم أدلة لنفي العنصرية!! التي يخفيها خطاب التسامح في إبداع الكاتب!!؛
ولقد ظللت أسأل في مواقع كثيرة، منتديات صحف ومواقع أخرى، لماذا دائما البطل شمالي والبطلة جنوبية، في القصص وفي الشعر ؟؟ لماذا لا يحدث العكس؟ وهذا ايضا ليس سؤالا، في الواقع، وإنما تقرير مضاعف للإشارة إلى تكريس ميكانيزم النفي البيلوجي من قبل ثقافة المركز وكتابها عبر أقنعة أيديولوجية هكذا، فلاوعي جل الكتاب ـ أبناء الثقافة المركزية، حتى في حداثتهم، مسكون بهكذا لاوعي، بل ويمارسون ذلك وبأقصى درجات حسن النية في الكثير من الحالات، وهذا يدلل على مدى المكر الأيديلوجي لتلك الثقافة، ففي اللحظة التي تظن نفسك تخالفها، أو تجازف بتقليم أظافرها، تكون لاعبا يخدمها بشكل أكثر عمقا!!.؛
وإذا تم فهمي جيدا في هذا النقطة، بغض النظر عن الإختلاف أو الإتفاق في التوجهات، فيمكن أن نمضي خطوة أخرى إلى الأمام لمناقشة وضعيتنا السودانية المتأزمة.

حسنا؛
هناك نقطة ذكرها الأخ ماندينقو ورد عليه رحمابي، متعلقة بنزوح الجنوبيين إلى الشمال، واتخاذه ذلك دليلا لنفي الإضطهاد، وقرر مستنكرا بصيغة السؤال: "وهل يمشي عاقل برجليه إلى من يضطهدونه؟؟"
هنا، أنا اتفق مع الأخر رحمابي في رده، وأضيف مسألة في غاية الأهمية، لأن ما ردده الأخ ماندنقو هو من الحجج التي ظلت تلقننا لها أجهزة الإعلام الرسمية، وهي ايضا قناع يخفي شيئا آخر أكثر أهمية في إشكالية التنمية في السودان، وهو باختصار: الهيمنة المركزية، وضمن ذلك مركزية الطرق ووسائل الإنتقال؛ فأي طريق معبد يبدأ من الخرطم، السكة حديد تبدأ من الخرطوم، المطارات في المدن الكبيرة، البواخر النيلية ـ وهذه بالطبع تحددها الطبيعة ـ ولكنها لا توصل إلى مكان آخر غير المركز. وأرجو أن يسمح لي بالـ"التخريم" هنا لأسأل: لماذا لا يوجد طريق معبد أو سكة حديد بين واو ونيالا مثلا؟ لما لا يوجد مثل هكذا طريق بين واو وجوبا؟؟ لماذا يا ترى؟
وحسبي بالأخ ماندنقو أنه يعلم أن الطريق خيار أول، إن كان هناك اختيار، فهذه واحدة في قمة الأسباب التي تجعل الجنوبيين ينزحون إلى الشمال سواء كان يضطهدهم أم لا. ولسبب آخر بسيط هو أن الإضطهاد أقل أهمية من الموت ـ بالنسبة لغالبية البشر، وأظن الأخ يعلم أن هناك نازحين كثر في بلاد الجوار، لكن يتم تجاهلهم عمدا من قبل بعض الجهات التي تتخذ من مسألة النزوح إلى الشمال قناعا لها، وربما بغير عمد من قبل بعض الناس ربما بسبب التعتيم على أؤلئك النازحين إلى دول الجوار.
وقبل كل ذلك، هناك نظرية العنز الجرباء: فالإنسان لا يكون محل خيار، وإنما يذهب إلى إي مكان يخرجه من مرمى قعقعة السلاح، تماما كالعنز الجرباء، التي تجرى باتجاه الخور، دون أن تفكر في إحتمال وجود المزيد من الذئاب.
على كل حال، أرجو أن يكون كلامي واضحا في هذه النقطة أيضا

الأخ عادل أمين
نعم، اتفق معك في بعض ما ذكرت في أن هناك مشكلة من طرف الجنوبيين، ولكن الموضوع بدا لي بعيدا عن النقطة التي أحسبها محور ما أردت مناقشته، ثم أن (الحوار) بينك ودينق بدا لي أقرب إلى المساجلة، ولكن مهما يكن من أمر فلكم فضيلة الاستعداد للمناقشة والحوار ومطارحة الافكار
أخيرا، بالطبع هناك أفكار كثيرة طرحت، وهي جديرة بالمناقشة، ولكني لا استطيع الإطالة هنا، خوفا من أن نفقد التركيز كما هي عادتنا انحن السودانيون. ولذلك أكتفي بهذا القدر
[\blue]

Post: #2
Title: Re: مداخلة حول موضوع الأخ رحمابي: هدنة. أين العنصرية هنا؟؟
Author: adil amin
Date: 12-26-2002, 01:05 PM
Parent: #1

الشكر موصول لك ياخى ابكر على اثرءك البورد بهذ التحليل العلمى الجميل للقصة القصيرة

Post: #3
Title: Re: مداخلة حول موضوع الأخ رحمابي: هدنة. أين العنصرية هنا؟؟
Author: أحمد أمين
Date: 12-26-2002, 06:00 PM
Parent: #1

شكرا أخي أبكر

هذه أضافة حقيقية وراقية لموضوع العنصرية في السودان
,اتمني أن تكون مدخلا لتناول هذه الظاهرة بقدر عالي من المسؤلية الفكرية والاخلاقية كما بينت في طرحك

Post: #4
Title: Re: مداخلة حول موضوع الأخ رحمابي: هدنة. أين العنصرية هنا؟؟
Author: Zaki
Date: 12-26-2002, 10:32 PM
Parent: #1

Dear Abakar
Many thanks for an excellent response. I hope that many of us northerners wake up and understand the domineering effect of the culture that makes them racists despite their best efforts not to be!
Regards
Zaki

Post: #5
Title: Re: مداخلة حول موضوع الأخ رحمابي: هدنة. أين العنصرية هنا؟؟
Author: omdurmani
Date: 12-27-2002, 06:31 AM
Parent: #1

اخي ابكر ...السلام عليكم..
بخصوص كلمة فاعلها ....لم اعي معناها...لو امكن شرحها..وبمكن ان تضع مايقابلها بالانجليزية....حتى يستقيم لي الفهم...
........وكذلك كلمة قناع فهى توحى بالزيف ..فماذا اردت بها مثلا....
............
ثانيا تحدثت عن النفي البيولوجى للرجل الاخر...وحسب علمى..النفي انكار....فهل تعنى انكار...وهذا له دلالات وايحاءات شتى...بمعنى..هل هذا نوع من التمييز الجندري...نسبة الي الجندر الانجلبزية....ام هو نوع من التعالى السبيريور..نسبة الي سبريوريتى الانجليزية...
..............
ثالثا كذلك استخدام مكر الايدولوجيا...واستخدام المثال اعلاه....اختلف معاه تماما ....فالمكر هو احتيال
ولاادري عن احتيال ايديولجى في مثالنا اعلاه..حتى لو سلمنا بالرفض المتعمد بتزويج النساء من الاخرين.....
..........................
استخدام قناع ونفي ومكر....يضفى صفات منفرة من اى ثقافة تلف بها..او تنعت بها...فحتى التحليل العلمى يرفض صبغة المفاهبم والتحاليل..لانها لاتخدم القارئ بقدر ما ترسب فيه عداء او غيظ او خوف من المنعوت...
........................
رابعا...ناقشت الثقافة العربية الاسلامية.......لم تتحدث عن عامل مهم جدا ...وهو اثر الاسلام في هذا..الذي قد بجيب عن تساؤلاتك...فالاسلام يببح التعدد..وكذلك يرفض زواج المسلمة من المسبحى.....لذا تجد بعض المسلمون يتزوجون من اهليهم...ثم يثنون ويثلثون ويربعون من اجناس وديانات اخري.......كذلك تجد بعضهم يرضي اهله بالزواج من بنت عمه ..ثم يرضي نفسه بالزواج من اخري اي كانت...........
...........
ايضا اثر الانساب في الاسلام...لايهمل دوره...ويحمله الرجل.....
................
التزاوج من الاخرين كان دائما لكسب قوة...فالمصطفي ص تزوج من خارج قريش.ومن مصر وكان ذلك قوة وفخر ......
................
الزواج في الاسلام فضيلة...لذا تجدهم في الخارج....يتعففون بالزواج..بينما يسلك اصحاب الثقافات الاخري ما طاب لهم.
..............
المسلمة لا تتزوج غير مسلم......لذا لايقترب منها الاخرين لخلاف المسلمين.
...................
حتى اذا رفضت مسلمة اخر مسلم لاي سبب كان ..لون..شكل ..علم...فهذا حقها..وليس عيب..ولاتعنصر...لان الزواج عقد محبة....وهو امر حساس
لايجب تناوله باسقاط ايدولوجي....
.................
احببت ان اذكرك بان مقالك يوحى بالدعوة للتخندق الثقافي...وذلك لاستخدامك بعض الكلمات المنفرة.
..................
بخصوص الجزء الاول من المقال ..بخصوص القصة...اود ان اشكرك علي اضاءاتك القبمة .
...................
لك ودى وانت تنحو بنا نحو الموضوعية الهادفة.
اخوك شريف