في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها

في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها


03-05-2007, 08:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=235&msg=1189061304&rn=0


Post: #1
Title: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-05-2007, 08:24 PM

في 26 مارس كانت بداية انتفاضة مارس أبريل 1985
إحدى مآثر شعبنا العظيمة

فلنحيي ذكراها بالتوثيق لها
ولذكراها وقع خاص
بالذات هذه السنة

من سرنا في مظاهراتها
أصبحنا آباء وأجداد لجيل لم يشهدها

فلنرو لهم تفاصيلها
من واقع مشاركتنا الشخصية فيها

فلنرو لهم
كيف أسقطنا نظاما
كان يتبجح بأنه لن يسقط أبداً

ولشعبنا عاداته

الباقر موسى

Post: #2
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: فتحي البحيري
Date: 03-05-2007, 09:06 PM
Parent: #1




Quote: كيف أسقطنا نظاما
كان يتبجح بأنه لن يسقط أبداً
Quote: ولشعبنا عاداته

Post: #3
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-05-2007, 09:15 PM
Parent: #1

نعم فتحي

لشعبنا عاداته

التي لن يفهمها أبدا

أمثال الدكتور أبو ساق

الذي كان يهدد بأنهم سيسحقون المتظاهرين
كالعقارب

ولكن أبو ساق حالي

يقول محجوب شريف

يا ظالما في الغيب
أو حتى بيناتنا
لو في الحلم والنوم
أحذر ملاقاتنا
لو لسه ما ولدوك
أحذر وليداتنا

الباقر

Post: #4
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: عاطف عمر
Date: 03-05-2007, 09:40 PM
Parent: #3

الثقافة الشفاهية في حياتنا أو نظرتنا لأهمية التوثيق

ليتنا نوثق لكل المحكي ( شفاهة ) في تاريخنا
شكراً أستاذ الباقر

Post: #5
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-05-2007, 09:52 PM
Parent: #1

نعم عاطف

يتيح البورد فرصة عظيمة للتوثيق

لذا رأيت أن نبدأ برواية مشاركاتنا الفعلية

الباقر

Post: #6
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 03-05-2007, 10:09 PM
Parent: #5

Quote: فلنرو لهم

Quote: فلنرو لهم


ما اجمل الشموخ

Post: #7
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-05-2007, 11:06 PM
Parent: #1

شكرا شهاب

أنت من جيلنا
ولا من الجيل الحانروي ليهو

الباقر

Post: #8
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: فتحي البحيري
Date: 03-06-2007, 02:42 PM
Parent: #7

أقترح يا أستاذ الباقر إنك تقوم تستكتب حوالي 10 أشخاص
(قصة الثورة في 10 ايام)

لو كتب أي واحد حوالي 10 صفحات يكون البوست دا أدا غرضو


اقترح واحد : بورفيسور محمد الأمين التوم
2 : ناهد جبر الله
3 : الدقير

Post: #9
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-06-2007, 08:58 PM
Parent: #1

الأخ فتحي

اقتراح جيد
أوافق على الأسمين
فقد كانا في قيادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم
الذي كان مع نقابة أساتذة الخرطوم
هما نواة تجمع النقابات الست التي ابتدرت الحراك
مباشرة عقب اغتيال الأستاذ محمود محمد طه

وأضيف إليهم الأسماء التالية
راجيا ممن يتيسر له الآتصال بأحدههم
أن يستكتبهم تفاصيل مشاركتهم
وهم:

نعمات مالك
عبد العزيز دفع الله نقابة التأمينات حينها
د. عدلان الحردلو جامعة الخرطوم
د. جلال الطيب(؟) جغرافيا جامعة الخرطوم
د. أحمد جامعة الخرطوم )أرجو من الأخ النصري تذكير بأسمه ودوره(
د. امين مكي مدني
عزالدين اتحاد طلاب معهد الدراسات الإضافية
د. علي عبد الله عباس جامعة الخرطوم
د سليمان بلدو جامعة الخرطوم
د. خالد ياجي
د تيسير محمد أحمد

الباقر موسى

Post: #10
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-07-2007, 04:36 PM
Parent: #1

ولنجب على الأسئلة:

هل كانت الإنتفاضة إنقلاباً .. كما يزعم الإعلام العربي؟
هل كانت نتيجة لإبعاد نميري للأخوان المسلمين.. كما يزعم مؤرخوهم؟
هل كانت مؤامرة أمريكية.. حيث أبعدوا نميري وحركوا الإنتفاضة؟
وهل اندلعت ونميري خارج السودان؟
أم كانت انتفاضة شماشة عفوية؟
وهل حقا رفض قرنق التعامل مع الإنتفاضة؟

الباقر

Post: #11
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-09-2007, 05:32 AM
Parent: #1

كنت مفصولا من عملى بالمجلس القومي للآداب والفنون
لصالح نميري العام
ولكنني ظللت على صلة لصيقة بالهيئة النقابية لعامليه
التي كنت رئيسا لها

بعد اغتيال الأستاذ محمود محمد طه
علمنا أن ست نقابات قد تجمعت لتنسيق فعل ما

أولها كانت نقابة أساتذه جامعة الخرطوم
و أتحاد طلابها الذي فازت به تلك السنة القوى الديمقراطية
(أرجو أن يلقي من هو أقرب مني أليه ضوءا على تفاصيل التحالف الفائز)
اضيفت لهم نقابة التأمينات
ونقابة السسترات
واتحاد طلاب الدراسات العليا
ونقابة البصات الأهلية (أثيرت شبهات لاحقا عن دورها)

هذه كانت البداية

الباقر موسى

Post: #12
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-10-2007, 01:06 AM
Parent: #1

..ولشعبنا عاداته

Post: #13
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Azhari Nurelhuda
Date: 03-10-2007, 03:23 AM
Parent: #1

يوم الجمعة و التي أغتيل فيها الأستاذ محمود محمد طه و أثناء عملية الإغتيال كنا مجموعة من المعلمين عائدين من مدينة العلم الدويم عقب إنتهاء حفل أقامته المدينة تكريما للذين شاركوا في إحتفالات اليوبيل الذهبي للعملاق معهد التربية بخت الرضا....
و في الطريق أبدى الجميع ضيقهم بشكل عام ثم قام الأستاذ حسن عطية عليه الرحمة بوضع النقاط فوق الحروف مفسرا سبب الضيق قائلا بالحرف الواحد: فكروا يا أساتذة و واجهوا الموضوع عديل... بدون لف ودوران..في هذه اللحظة... يتم تنفيذ أقذر إغتيال سياسي في التاريخ و بإسم الدين و علي مفكر شيخ في سن السبعين...ثم قسم بالله أنه لم ينم ليلة البارحة و بات مفكرا إلى أين المأل بعد الإغتيال...
حينها تشجع الجميع و أدلوا بدلوهم في الحديث... و عندما أتى دوري ذكرت لهم أن أهلي في الدويم لديهم إعتقاد و نبؤة بأن عهد نميري قد شارف علي النهاية
لأنه و ما أن يزور طاغية بخت الرضا إلا و ينتهي عهده....و قد فعلوها في العام 1964 مع الفريق إبراهيم عبود....

مرت الأيام و لازالت الساحة تستنكر و تشجب الإعدام و كثير من السياسات الخرقاء للنظام و لوحظ أمر غريب في لغة قائد النظام إذ بدى عليه شئ من الإختلال أقرب منه للعبط إن لم يكن الجنون.... و أتفق الجميع علي أن الظلم مرتعه وخيم و خاصة في إعدام المفكر الشيخ.... ثم أن الساحة معدة للإخوة الجمهورين أكثر من غيرهم لتسيد الساحة... و تسديد رصاصة الرحمة للنظام.
و كنا مجموعة من كل ألوان الطيف السوداني نجتمع في مكتب المرحوم محمود عبدالعال شبيكة بعمارة الضرائب بالخرطوم.... و كان يحضر إلينا الصديق الأخ أمين لطفي و كنا نستفته في الأمر و نسأله متى و أين......
ثم تحركت أمدرمان الإسلامية يوم 26/3/1985...و كسرت حاجز الخوف و خرجت أمدرمان و أحرقت مخازن و مصانع ود نميري و أندلعت ثورة في كل الأحياءالشعبية
بالعاصمة المثلثة و سرعان ما ظهر الوهن و الضعف و الإضطراب الذي يعاني منه النظام و هرب قائده إلى أمريكا بذريعة الإستشفاء....
إلى أن إستفزت خطبة أبوساق الشهيرة أبناء حواء السودانية فخرجنا إلي الشارع صبيحة الأربعاء 3/4/1985 لنؤكد له أن الشعب السوداني لازال بخير و أن رحم حواء السودانية لا,لم و لن يتوقف عن الانجاب .... وما شهدته في صبيحة ذلك اليوم المشهود هو الذي دفعني للغناء لشعبي:
حبيبي الشعب
أنا داير أقول
إنك صامد و عنيد في القول
ما بتنغش ... و صمتك مابطول
و عندي مواقفك أكبر مدلول
يا حبيبي الشعب....

و كنت أقف مع الأخ أمين لطفي في تقاطع شارع السيد عبدالرحمن مع شارع القصر وكنا في طريقنا للإنضمام إلى أطباء مستشفى الخرطوم بسبب سريان توجيه في صباح ذلك اليوم بأنهم محاصرون و يجب الإنضمام إليهم لكسر ذلك الحصار حتى لاينفرد بهم الأمن القومي...و عند و صولنا التقاطع أمرنا أحد رجال الأمن القومي و هو في ثياب مدنبة بالرجوع غربا من حيث أتينا...ثم إلتفتنا يمنة لنرى أحد السدنة المشهورين و كان مسئولا في الإتحاد الإشتراكي عن الشباب و الطلاب يقف فوق عربة لاندروفر مليئة بالعصي الغليظة و السلاح يعطي أوامره يمنة و يسرة عند السور الشرقي لفندق المريديان..
ونحن في ذلك الجو المشحون بالتوتر و الخوف..... إذ يظهر موكب المصارف و البنوك من الناحية الغربية قادما من السوق العربي وخرج من لفة نادي العمال....ثم من الناحية الشرقية من ناحية رويال ظهر أساتذة جامعة الخرطوم
بأروابهم الملونة الجميلة ثم من الجنوب ناس السكة حديد و طلبة طب وصيدلة الخرطوم و من الشمال جاء كل الشعب السوداني عمال موظفين طلبة و إجتمع أجمل نساء و رجال السودان و في أبهى حللهم و دارت معركة بين البوليس والشعب
كان سلاح الشعب فيها ذلك الهتاف الشهير:
البوليس بوليس الشعب
البوليس يحمي الشعب
و ما بين جلوس و قيام حتى قام ذلك الضابط الوطني الهمام بسحب قوته غربا
بشارع كومبوني و كان أول الإنتصارات..... و هكذا.... إلى أن صدرت التوجيهات بالتجمع أمام القضائية لإعلان العصيان المدني العام....و إستمر النضال هكذا إلى أن وئد يوم السبت السادس من أبريل.......
و عييييك..... ومن ديييك ولي..... هنا.........
وأرحكم أنا راجييكم....

Post: #14
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-10-2007, 03:45 AM
Parent: #1

شكرا أزهري

نعم لشعبنا إحساسه الذي يجعله في لحظة واحدة
يجمع على أمر ما

أرجو الإهتمام بالتواريخ
لأن غرض هذا البوست هو التوثيق

إذا لم تذكر التاريخ
يمكنك أن تشير لأهم أحداث اليوم
مثلا
مظاهرة الإسلامية
مظاهرة الشماشة
موكب مستشفى الخرطوم
مظاهرة التلفزيون والإذاعة بأمدرمان
مظاهرات الأحياء الليلية
مسيرة الردع
الخ

عليه
أرجو العودة
وتوضيح الأمر
كأنك تحدثت عن موكبين بصورة متداخلة
موكب مستشفي الخرطوم في أول أيام الإنتفاضة
وموكب آخر في اخرها

مع تقدري

الباقر

Post: #15
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: محمد عادل
Date: 03-10-2007, 04:05 AM
Parent: #14

الحبيب الباقر
فكرة جميلة بان توثق لانتفاضة ابريل
للاجيال القادمة
حتى يعرفو بان الظلم لايدوان ابدا
ولقد اقترب الصبح ان يشرق
والديمقراطية عائدة وراجحا

Post: #16
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Azhari Nurelhuda
Date: 03-10-2007, 04:18 AM
Parent: #14

شكرا يا باقر

في مقدمة سريعة أنا سردت أجواء ما قبل 26/ 3/1985
ثم الباقي حدث أمامي يو م الأربعاء 3أبريل 1985
وأنا كنت في المنطقة أمام المريديان ومن خلف كلية الصيدلة في حالة
كر و فر.....و التواريخ واضحة أمامك....
حسب رأي و رؤيتي

مودتي و أحترامي

Post: #17
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-10-2007, 04:28 AM
Parent: #1

شكرا محمد
من الضروري التوثيق

من لم يحضر بنفسه
يمكنه أن يسأل من حوله ممن شاركوا
ويأتينا بشهاداتهم المدققة

الأخ أزهري
عفوا
الأنتقال من المقدمة للأبيات والعودة للحدث
شوشت متابعتي

أذكر مظاهرة منطقة الميريدان
وقد شاهدت لها توثيقا في فيديو
أرجو من من يعرف له طريقا
أن يتكرم برفعه

الباقر

Post: #18
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 03-10-2007, 05:53 AM
Parent: #1

جعفر نميري !!! متى سيُركل إلى متحف التاريخ الطبيعي !! ؟؟؟

سؤال للجميع اين كنتم في يوم السادس من ابريل ؟

Post: #19
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-10-2007, 06:56 AM
Parent: #1

شكرا ناذر

قرأت بوستيك سريعا

البوست الثاني يتفق مع هذا البوست
ربما فقط هنا على صيغة المتكلم
أين كنا أيام الأنتفاضة وماذا فعلنا

أما الأول
والذي تتهم فيه جيل الإنتفاضة
بأشياء كثيرة

أحب أن أوضح

أن هذا البوست هو أولا للتوثيق
وذلك لا يعني استبعاد التحليل
أقترح أن يكون التحليل هو المرحلة الثانية
التي تعقب التوثيق

أما أننا عدنا وهتفنا لنميري
فهذا غير صحيح مطلقا

لقد كان هنالك من ظل على ولائه لنظام نميري
حتي آخر يوم
مثل أبو ساق
والصحفيين الذين كانوا يصفوننا بالمخربين الخ
ولا يزال بعضهم يكتب حتى الآن
ويقدم نفس الخدمات للإنقاذ

وبعد الأنتفاضة مباشرة
كانت هنالك قوى مرتبطة بمايو
حاولت إنقاذ أكبر ما يمكن أنقاذه من مكونات مايو
ونجحوا لحد لا يستهان به

دعنا بعد التوثيق للأنتفاضة نتجه للتوثيق للفترة الأنتقالية
ويمكن أن نواصل للديمقراطية
ثم الإنقاذ

دعنا فقط الآن مواصلة التوثيق للإنتفاضة
ممن عاشها
حتى لا تتخيل أنها من خيالات الشعراء

الباقر موسى

Post: #20
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 03-10-2007, 09:37 AM
Parent: #1

باقر يا ايها الرجل ازيك كيفك ؟عساك طيب ، سالت عنك قالو لى فى عمان (مسقط)عموما فكرة جيدة ان نفعل ذلك التوثيق خاصة من كان حاضراالبنبان الذى كانت الصديقة امنه امين احد علماء درءه بقليل من البصل والفحم، كنا فى يوم من ايام مارس قد بدانا مشوارنا لفعاليات يوم المسرح لعالمى حتى قبل اغتيال الاستاذ محمود محمد طه،وكنا على خشبة المسرح نتدرب لمسرحية ما ، فى تلك الايام كنا نخرج على القانون كثيرا، ما زلت اذكر يوم اعدام الاستاذ وكيف انى كنت ضمن المجموعة التى ستقرا شغرا فى كلية الطب جامعة الخرطوم، كان معنا فى تلك الامسية محمد طه القدال ومحمد محى الدين ومحمد الحسن سالم هؤلاء على الاقل اتذكرهم جيدا ، قرات قصيدة عنوانها( محمود قم ) لم اكن بطبيعة الحال جمهورية ولكن هذا ما حدث ، ليلة اعدام الاستاذ كان زواج الراحل ود البشير لزميلتنا مريم على التوم ، كنا نبكى ونبارك زواجهما ، لكن تلك الليلة لم تكن ككل الليالى فى السودان ، المهم، كان صباح يوم السادس والعشرين من مارس وكنا بصدد كرنفال استعدادا لليلة السابع والعشرين يوم المسرح العالمى ، حينها سمعنا هتافا امام مجلس الشعب ، فى ذلك الصباح من مارس لم نملك سوى ان خرجنا بازيائنا المسرحية الى الشارع ضمن المتظاهرين الذين كانوا طلاب الجامعة الاسلامية واز عم ان تلك كانت شرارة انتفاضة ابريل ،كنا نجئ المعهد كل يوم لكن بنا حافز اخر ،فلقد كنامن منكوبى نميرى الذى قرر ان (نطلع من قصر الشباب والاطفال )وبنا حنق باتجاهه، وكل ما كان قائما من فساد ازكم انوفنا ، ومن مقولات كان يطلقها نميرى ومن نفايات تم دفنها وفلاشا تم ترحيلهم عبر المطارات وامام الملا وعسس منطلق بلا كابح ، كل ذلك قاد خطونا الى الهتاف والتظاهر ضد ما كان وسنتظاهر ضد كل ظالم

Post: #21
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-10-2007, 02:42 PM
Parent: #1

المبدعة سلمى

تحياتي لك وللأسرة

مساهمتك قيمة

هل من مزيد حول مظاهرة الإسلامية
هل سرتم معهم؟ إذا تذكرت أي تفاصيل إضافية أرجو كتابتها

ثانيا

هل لديك معلومات عن مظاهرة التلفزيون والمسرح
التي سارت الخميس أظنه 4 أبريل بأمدرمان
وتحديدا دور عميري في التلفزيون

أتمنى أن تطل مريم محمد الطيب وتعطي تفاصيل الحدث
وزيارة أبو القاسم محمد ابراهيم للإذاعة


الباقر

بالمناسبة
طفرت من عمان

Post: #22
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-11-2007, 11:49 AM
Parent: #1

ولشعبنا عاداته

نواصل

الباقر

Post: #23
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-25-2007, 04:00 AM
Parent: #1

في ذكرى الإنتفاضة

ومع ظهور بعاتي مايو بالبورد

فلنواصل التوثيق

لتلك الاحد عشر يوما

التي قبرنا فيها نظام السفاح

نهائيا وبلا عودة


الباقر موسى

Post: #24
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-25-2007, 02:39 PM
Parent: #1

في مثل هذا اليوم

25 مارس سمعنا بمظاهرات قام بها طلاب الجامعة الإسلامية

غرب مدينة أمدرمان

وأن البوليس قمعها بعد أن سارت في بعض الشوارع


الباقر موسى

Post: #25
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-26-2007, 11:55 PM
Parent: #1

هذا هو اليوم الأول للإنتفاضة

ما عرف بمظاهرة الشماسة


كنت أعمل في مديرا فنيا ومصمما في وكالة رغيم

للإعلان والديكور ببحري

وهي إحدى مواقع عملي بعد فصلي بواسطة نظام نميري



وكنت بالمكتب من الصبح كالعادة

ولم يكن بالجو شئ غير عادي

سوى أخبار تظاهرة طلاب الإسلامية

التي تناقلها الجميع مثل غيرها من الإحتجاجات

ضد نظام نميري حينها


دخل علي رغيم - ولم أعرف عنه اهتماما بالسياسة-

قائلا هنالك مظاهرات في الشارع

كانت في صوته نغمة يعرفها السودانيون جيدا

في لحظات إجماعهم التي تخفي إسرارها على الطغاة


إلتقطتنا ذلك الإشعاع في كلامه

نزلنا للشارع - حرفيا من الطابق الثاني

وفعلا كانت المظاهرات تسير


ماأذكره أنني تحركت ضمنها

من سوق بحري حتي السوق العربي بالخرطوم


نعم كان هناك شماشة

ولكن سرعانما سيطرنا على الوضع

منعنا الشماشة من التخريب

التزمنا بهتافات إيجابية

لن تحكمن عصابة مايو

لن تحكمنا حكومة الجوع

لا لا للغلاء

عائد عائد يا أكتوبر


عندما أقول سيطرنا على الموقف

أعني أشخاصا محددين

كان من أول من قابلت في المظاهرة

إسماعيل الراسخ وحسن الجزولي (د.)


المهم في نهاية اليوم عندما عدنا للبيوت

عرفنا أن المظاهرات كانت في المدن الثلاثة


ونواصل

..ولشعبنا عاداته


الباقر موسى

Post: #26
Title: نميري كان بالخرطوم عند بدء المظاهرات
Author: Elbagir Osman
Date: 03-28-2007, 03:19 AM
Parent: #1

يذهب بعض المتذاكين من المحللين

إلى أن لأمريكا يد في الإنتفاضة

وأنها أبعدت نميري ثم حركت الإنتفاضة

في غيابه

ولكن ماأذكره بوضوح شديد

أنه في ثاني أيام التظاهرات

عندما كنا نشارك فيما وصف بمظاهرة الشماشة

قال البعض :"لنذهب للمطار لنمنع نميري من السفر"


لقد كان موجودا عند بدء المظاهرات

وفي ذلك اليوم الثاني غادر البلد

وترك لنائبه ورئيس جهاز الإمن عمر محمد الطيب

وقائد جيشه سوار الدهب

حماية النظام


الباقر موسى

Post: #27
Title: الإنتفاضة .. يوما بيوم
Author: Elbagir Osman
Date: 03-28-2007, 03:24 PM
Parent: #1

الثلاثاء 26 مارس مظاهرة الإسلامية

الأربعـاء 27مارس 1985
مظاهرة الشماشة

الخميس 28 مارس 1985 :
إضراب أطباء الخرطوم

الجمعة 29 مارس تظاهرات مدن نهارا وأحياء ليلا

السبت 30 مارس تظاهرات مدن نهارا وأحياء ليلا

الأحد 31 مارس تظاهرات مدن نهارا وأحياء ليلا

الأثنين 1 أبريل تظاهرات مدن نهارا وأحياء ليلا

الثلاثاء 2 أبريل تظاهرات مدن نهارا وأحياء ليلا

الأربعاء 3 أبريل تظاهرات مدن نهارا وأحياء ليلا

الخميس 4 أبريل مظاهرة أمدرمان (التلفزيون) نهارا وأحياء ليلا

الجمعة 5 أبريل مفاوضات التجمع والأحزاب

السبت 6 أبريل اليوم المعلن لمظاهرة مواجهة شاملة
بيان سوار الدهب


لا أزال أرجو المساهمة في ملء هذا الإطار الزمني بتفاصيل
مشاركة من حضروا

ولشعبنا عاداته


الباقر موسى

Post: #28
Title: موكب الردع
Author: Elbagir Osman
Date: 03-30-2007, 07:21 AM
Parent: #1

مع احتدام التظاهرات

قررت حكومة مايو وتنظيماتها تسيير موكب

أسموه موكب الردع

حيث تنزل جماهير مايو للشارع

وتردعنا نحن المخربين المندسين الخ

(لا أدري لماذا يرد في خاطري صلاح غريبة؟)

المهم

تم الحشد بكل الوسائل

الإعلام بكل وسائله

وحشدت البصات وكل ما يلزم من حوافز


وكان الموكب فضيحة

أخجلت المسئولين الذين جاءوا لمخاطبته

وقوات حراسته التي كانت أكثر من المشاركين فيه

كان ممن خاطب الموكب الدكتور أبو ساق

الذي قال:

"سنطاردهم كالإرانب ونسحقهم كالعقارب"


يومها تأكد للجميع أن مايو قد انتهت

وبلا رجعة - يا دكتورة فاطمة عبد المحمود -

وعادت أمواجنا تكتسح الشوارع

آناء النهار وأطراف الليل

حتي النصر المبين


الباقر موسى

Post: #29
Title: Re: موكب الردع
Author: abdelrahim abayazid
Date: 03-30-2007, 01:04 PM
Parent: #28

الاستاذ الباقر لك التحية
سوف اكتب هنا بعض ما شاهدت في فترة الانتفاضةفى مواقع مختلفه في الخرطوم- ونحن نتاهب استعداد لامتحانات الشهادة المتوسطة حينها اى ننتقل الي العالي وقتها كانت المظاهرات متفرقة في انحاء الخرطوم اتكلم هنا عن الاسبوع الثاني من مارس ندخل الفصول دقايق تجينا ليك الحجار نروح طالعين وكل يوم المظاهرات زيادة وكنت حينها ادرس في مدرسة الخرطوم جنوب 1 جوار مقابر فاروق كنا نقف في محطة الغالي وننتظر المظاهرات القادمة من السوق الشعبي التى هي بدورها تنتظر مظاهرات الصحافة وطبعا مع الحراك السياسي الذي كان دائرا وقتها كنا نحن في المدارس نخرج الي الشارع وكان من الملاحظ لنا ان المسالة كل يوم في ازدياد من حيث العدد المشارك والفئات المشاركة ايضا وتعامل قوات الشرطة والامن معنا في اماكن كان العراك شديدا والبومبان قاتل والاهالي اي الشعب مشاركاحيث لم نجد اعتراضا من الاهالي في المشاركة في المظاهرات كما كان في السابق.

كان العدد يزداد يوما تلو الاخر ونتقدم شوية شوية والتقطع في المظاهرات يكاد يختفي يعني مظاهرة بدايتها في اخر الصحافة ظلط متجهة نحو القصر علي امتداد شارع القصر.

هنا خرج الجميع خرجن نساء وامهات زغردن لمن كان يلاحقه البوليس دخلنا نحن بيوت لم نكن نعرف اهلها واحتضنتنا كابطال كانت هذه المشاهد في احياء الديم والامتداد حيث المقاومة الشرسة والصراع الجسور.
وفي زخم تلك الايام وامام معمل استاك ونحن راجعين من بوابة السكةحديد حيث تمثال الجندي المجهول
علي ما اعتقد يوم3 اب ريل يوم موكب الردع شاهدت حمارا يسير في وسط المظاهرة تقوده امراة عادية تهتف يابثينة حمارك عينة يابثينة حمارك عينة
ونواصل

Post: #30
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 03-30-2007, 08:51 PM
Parent: #1

شكرا عبد الرحيم


فليحك كل منا ما عاشه

أو شاهده

أو سمعه من ثقة

فهذا البوست للتاريخ



الباقر موسى

Post: #31
Title: جبهة عريضة شمال وجنوب
Author: Elbagir Osman
Date: 03-30-2007, 09:10 PM
Parent: #1

توضح قصة هذا الهتاف

آليات المظاهرات ووعيها

رددنا هذا الهتاف طوال أيام الإنتفاضة


حكى لي صديقي محمد المهدي عبد الوهاب

- الشاعر والكاتب - كيف تمت صياغة ذلك الشعار

قال أنهم كانوا مجموعة من الأصدقاء يسيرون معا ضمن مظاهرة

قال الدكتور محمد عوض كبلو أنهم يجب أن يصوغوا شعارا

يشير إلى الجنوب


فتم تشاور المجموعة

وفجأة

علا الهتاف

"جبهة عريضة .. شمال وجنوب"

رددته الملايين بعد ذلك

كأحد أهم شعارات الإنتفاضة

وأشار إليه الشهيد قرنق لاحقا


الباقر موسى

Post: #32
Title: Re: جبهة عريضة شمال وجنوب
Author: abdelrahim abayazid
Date: 03-31-2007, 10:52 AM
Parent: #31

كناوفي موقع ثاني والمظاهرة في اوجها نردد الهتافات الرصاص لن يثنينا والنصر النصر حتي القصروتوت توت نميرى عتود ولن يحكمنا طيش حنتوب وىا بوليس ماهيتك كم ورطل السكر بقى بكم وفجاة هتف احدهم الكيزان جهاز وسخان ولا اخوان بعد اليوم بعد ترديدن لهذا الهتاف وقف احدهم وقال ياجماعة الاخوان ديل ما معانا وحصل بعض من الارتباك في الهتاف الي ان صاح احدهم الوحدة الوحدة ياثوار وسرنا نحو القصر

Post: #33
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-01-2007, 04:42 AM
Parent: #1

نعم

لم يكونوا معنا

سمعت واحدا فقط

ردد هتاف ديني أمام عمارة المحامين الخرطوم

شكله عامل أو فني

إذكره حتى الآن

لم يردد معه أحد

ولم يكرر هتافه


لكن عندما ذهب ممثلو التجمع لأول مرة للقيادة العامة

وجدوا علي عثمان قد وصل قبلهم

وقال على عثمان إن الله قد هيأ لهم دخول القيادة

واحتج قادة التجمع

وطلب منهم أعضاء المجلس العسكري البقاء

بحجة أنهم لا يعزلوا أحدا


الباقر
الباقر

Post: #34
Title: توثيق مشارك .. كمال الجزولي
Author: Elbagir Osman
Date: 04-03-2007, 04:44 AM
Parent: #1

إنتَهَت اللَّعْبَة!

THE GAME IS OVER!



كمال الجزولي
[email protected]

(1)

ضحى الثاني من أبريل 1985م.

سيَّارة مسرعة تعبُر جسر النيل الأبيض باتجاه أم درمان ، ومنصَّة منصوبة قبالة الواجهة الجنوبيَّة للقصر الجمهوري بالخرطوم. خلف مقود السيَّارة رجل يسابق الزمن ، متمنيَّاً لو أن ساعات اليوم تطول أكثر من مجرَّد أربع وعشرين ، وفوق المنصَّة ثلة من كولونيلات النميري ودكاترته وموظفي اتحاده الاشتراكي ، يتناوبون الهدير بكلام لا يدركون ، بينما يدرك الآخرون أجمعهم ، أن نصفه محتشد حتى أسنانه بالمفارقات ، ونصفه الآخر فارغ تماماً من أيِّ معنى! فأبو ساق يُهَسْتِر محرِّضاً: "أضربوهم ضرب العقارب" ، دون أن تكون لديه أدنى قدرة ليعرف مَن سيضرب مَن خلال الأيام القليلة القادمة! وأبو القاسم يبتدئ كلَّ جملة بحرف التوكيد والنصب (إنَّ) ، دون أن يفكر حتى في ما سينتهي إليه من (خبر) لتلك الـ (إنَّ)!

وفي الحقيقة كان يلفهم أجمعين شعور عميق باليُتم ، جراء التوقيت غير الموفق الذي اختاره (رئيسهم القائد) كي يغيب عنهم ، يومها ، في أمريكا ، ويتركهم يواجهون وحدهم جماهير المستضعفين ، بعد أن هيَّجها عليهم بقوله ، في آخر خطبه ، ما لم تقله ماري أنطوانيت في زمانها عن .. (البقلاوة)! وإلى ذلك كان ثمَّة إحساس عارم بالغبن يعتمل في صدورهم ، يطيلون ، تحت وطأته ، التحديق ، بأعين واجفة وشفاه طبشوريَّة ، في جمع هزيل وقف أمامهم يصطلي ، مغلوباً على أمره ، بشواظٍ شمس آخذة في التلهُّب ، بينما غالبيَّته ما تنفكُّ تتضجَّر من الطريقة التي جرجروها بها ، حتف أنفها ، إلى ذلك المكان ، حيث لم يفلح سماسِرة المواكب في اصطياد عدد أكبر ، برغم المال السائب الذي جرى تبديده ، كالعادة ، ولكن للمرَّة الأخيرة ، في تحشيد ما أسموه ، يوم ذاك ، ويا كَم كانوا فالِحين ، فقط ، في اصطناع التسميات ، بـ .. (موكب الرَّدع)!

......................

......................

كان المُستهدَف بذلك (الرَّدع) الحِراك النقابي والسياسي الذي علت هِمَّته ، أيامها ، أكثر من أيِّ وقت مضى ، وإلى الحدِّ الذي زرع ، ربما لأوَّل مرَّة ، خوفاً حقيقيَّاً في نفوس أولئك السادة الذين ما كانوا يتقنون غير التبضُّع بالشعارات الخاوية ، والتلهِّي بالكلام الساكت ، فإذا التبضُّع والتلهِّي لا يورثانهم ، في ذينك الزمان والمكان ، سوى الإحساس المرعب ببداية النهاية يسرى في دواخلهم مسرى الدَّم ، تماماً كجرذان السفينة المشرفة على الغرق!

ومن عجب أن الرجل الذي كانت معلوماتهم الأمنيَّة تشير ، ساعتها ، إلى أنه هو المُنسِّق الأساسي للحراك/المؤامرة ، هو أمين مكي مدني الذي كان جالساً ، في تلك اللحظات نفسها ، خلف مقود سيَّارته ، وهي تنهب الأرض نهباً ، في وضح النهار ، وتمرق ، كما السهم ، من جسر النيل الأبيض باتجاه بيت الصادق المهدي في أم درمان!



(2)

مساء الثامن عشر من يناير 1985م.

غداة إعدام الشهيد محمود محمد طه في السابع عشر من يناير ، إجتمع ، سِرَّاً ، ممثلو ثلاثة عشر نقابة ، على رأسها المحامون والأطباء والمهندسون والتأمينات وأساتذة الجامعات ، ليؤسِّسوا (التجمُّع النقابي) ، وليتداولوا خيارَي الاضراب أو تسيير موكب يسلم رئيس الجمهوريَّة مذكرة تطالب بإطلاق الحريات والحقوق ، وبالأخصِّ حريَّة العمل النقابي ، وإلغاء قانون النقابات ، وضمان استقلال القضاء ، والجامعات ، وحريَّة البحث العلمي ، واعتماد الحلِّ السلمي لما كان يُسمَّى ، حينها ، بـ (مشكلة الجنوب) ، فضلاً عن رفع المعاناة عن كاهل الجماهير ، وما إلى ذلك. وبدا الرأي الغالب أميَلَ للمزاوجة بين الخيارين.

من جهتها ، كانت أحزاب الأمَّة والاتحادي والشيوعي قد عكفت ، أصلاً ، ومنذ العام 1984م ، على بلورة (ميثاق) يوحِّد العمل الوطني الديموقراطي للاطاحة بالنظام بين أطراف جبهة المعارضة ، بما فيها الكتلة السياسيَّة التي كانت قد ائتلفت ، قبل سنوات من ذلك ، مع حزب البعث ، في ما عُرف بـ (تجمُّع الشعب السوداني).



(3)

صباح السادس والعشرين من مارس 1985م.

بادر طلاب جامعة أم درمان الاسلاميَّة بالضربة الأولى على رأس المسمار ، حيث سيَّر اتحادهم موكباً جسوراً جاب وسط المدينة ، لتلتحم معه أعداد غفيرة من الكادحين في منطقة السوق. وإن هيَ إلا ساعات حتى كانت أصداء الحدث تتمايح ، رويداً رويداً ، وتنداح إلى كل مواقع العمل والسكن في العاصمة المثلثة. وبدأت الجماهير تتدفق إلى الشوارع تدخل في صدام مكشوف مع ما عُرف ، آنذاك ، بـ (نظام الجوع والارهاب). فإذا بعطر أكتوبر يضوع ، بسرعة البرق ، وإذا بالشعب يغدو واضحاً أنه على أتمِّ الاستعداد للفداء في سبيل الاطاحة بالنظام ، وإذا بذلك كله يطرح من المهام ، أمام القوى النقابيَّة والسياسيَّة ، ما استوجب الاسراع بالتصدِّي له!



(4)

صباح الثامن والعشرين من مارس 1985م.

حدث مفاجئ كاد يربك حسابات التجمُّع النقابي! إجتمعت الجمعيَّة العموميَّة للهيئة النقابيَّة الفرعيَّة لأطباء مستشفى الخرطوم بقيادة نقيبها أحمد التيجاني الطاهر ، وقرَّرت الاضراب ، منفردة ، حتى الثلاثين من مارس ، إحتجاجاً على القمع الوحشيِّ الذي واجه به النظام المتظاهرين في الشوارع طوال اليومين الماضيين ، وكان من نتائجه اكتظاظ المشرحة والعنابر وعيادات الطوارئ بالشهداء والجرحى. أصدرت الفرعيَّة بياناً أعلنت فيه قرارها ، ودعت فيه مركزيَّتها ، بقيادة نقيب الأطباء الجزولي دفع الله ، وسائر النقابات الأخرى ، للدخول في إضراب سياسي لإسقاط النظام!

صار لا بُدَّ من عقد اجتماع عاجل للتجمُّع النقابي لاتخاذ قرار حاسم بشأن تلك الخطوة ، إما بالاستمرار في التحضير للموكب والمذكرة ، أو بالدخول ، فوراً ، في إضراب يؤازر تلك الفرعيَّة. واستقرَّ الرأي ، عبر اتصالات سريعة ومضنية ، على عقد ذلك الاجتماع مساء نفس اليوم ، بدار نقابة المحامين القديمة بشارع كلوزيوم بالخرطوم.



(5)

مساء الثامن والعشرين من مارس 1985م.

في الموعد المحدَّد للاجتماع ، وقع حدث آخر كاد يربك ، أيضاً ، حسابات الجميع! تقاطرت ، فجأة ، إلى دار النقابة ، ومن كل أنحاء العاصمة المثلثة ، جموع غفيرة من المحامين الذين اتضح أن تسريباً مغلوطاً قد وصل إليهم يدعوهم للاحتشاد هناك! أيَّاً كان الأمر ، فقد أمسى مناخ الدار غير مناسب لعقد الاجتماع! بل لقد تعذرت تماماً ، وسط ذلك الحشد الذي كان في أعلى درجات التعبئة ، حتى مواصلة التشاور الموسَّع حول ما يمكن عمله لإنقاذ الوضع ، والذي بدأ ، تلقائيَّاً ، بين العدد القليل من الحاضرين من مجلس النقابة وبين بعض المحامين الناشطين في معاونة المجلس من خارجه ، وكنت واحداً منهم. فاقترح النقيب ميرغني النصري الدخول إلى مكتبه لإتمام التشاور بهدوء وسرعة!

......................

......................

داخل مكتب النقيب كنا ما بين 12 ـ 15 شخصاً ، وكان وكيل النقابة ، حينها ، عمر عبد العاطي ، واقفاً على الباب يسدُّ مصراعيه بجسمه من الداخل. لكن ما أن بدأنا الحديث ، حتى سمعنا طرقاً على الباب ، وحركة دفع وجلبة غير عاديَّتين. قطعنا الحديث ، واضطر عمر لفتح الباب ، فكان بمستطاع كل منا أن يرى ، بوضوح ، أن وريقة قد سُلمت لعمر ، وأنه بدأ يطالعها وهو ما يزال واقفاً بالباب من الداخل ، وأن أربعة غرباء يقفون بالباب من الخارج ، على حين كان مشهد المكتب مكشوفاً لأربعتهم بالكامل!

لحظات ، ثمَّ التفت إلينا عمر قائلاً بصوت جهوري:

ـ "يا أساتذة .. الجماعة ديل من الأمن ، ومعاهم أمر قبض على بعض الأسماء ، فرجاءً البسمع إسمو يطلع ليهم: عمر عبد العاطي ، سليم عيسى ، أمين مكي مدني ، مصطفى عبد القادر ، كمال الجزولي ، و .."!

أسماء أخرى أنستنيها الذاكرة الضعيفة. غير أنني أذكر جيِّداً أن أمين مكي كان غائباً بلندن ، وقتها ، ولم يعُد إلا في الثلاثين من مارس ، وأن أفراد الأمن لم يتعرَّفوا ، في ما بدا واضحاً ، على أغلب المطلوبين ، بما فيهم عمر نفسه ، علاوة على أن إيماءات ندَّت عنهم أوحت بأنهم قد تعرَّفوا علينا ، مصطفى وشخصي ، فلم يكن ثمَّة مناص من إنهاء المسألة بخروجنا معهم .. وفوراً!



(6)

صباح التاسع والعشرين من مارس 1985م.

بتنا ليلتنا تلك في زنازين الجهاز. وفجر اليوم أخرجونا إلى حيث كان بانتظارنا ميني بص صعدنا إليه فوجدنا بداخله كلاً من بكري عديل والجزولي دفع الله ومحمد الأمين التوم وحسين أبو صالح ومروان حامد الرشيد ومامون محمد حسين ، فضلاً عن البطلين: محمد احمد سلامة رئيس اتحاد جامعة أم درمان الاسلاميَّة ، ومحي الدين محمد عبد الله سكرتير الاتحاد. فعلمنا منهم أنهم اعتقلوا جميعاً مساء البارحة ، وأنهم باتوا ، مثلنا ، في زنازين الجهاز.

إتخذ الميني بص طريقه باتجاه الشمال ، وغشي سجن كوبر ، حيث أنزلوا مروان ، ثم واصل سيره ، طاوياً بحري وريفها الشمالي ، حتى بلغ بنا إلى سجن دبك على الضفة الشرقيَّة للنيل!

......................

......................

أودعونا عنبراً تفوح منه رائحة الخفافيش النافقة ، في قِسم به عنبر آخر مشابه فتحوه ، في اليوم التالي ، لاستقبال منسوبي حركة الترابي المعتقلين ، والمُرحَّلين إلى هناك من سجن سواكن. وكانوا ، إلى ما قبل أسابيع من بداية الانتفاضة ، حلفاء للنميري الذي ما لبث أن شنَّ عليهم جردة اعتقالات وملاحقة في إطار (نكبة البرامكة) التي حلت بهم آنذاك!

بدا واضحاً أن القِسم ظلَّ مغلقاً لسنوات ، وأنه جرى تجهيزه ، على عجل ، لاستقبالنا ، لكن بيئته كانت ما تزال رديئة ، حتى أن بكري عديل فضل أن يسحب سريره من داخل العنبر ليستقرَّ به تحت ظلِّ شجرة أمامه. وسرعان ما أصبح ذلك السرير ملتقى سحابات نهارنا ، نناقش ، ونحلل ، ونحاول ، في عزلتنا تلك ، حيث لا جرائد تصل ولا راديو يُسعِف ، استقراء ما قد تكون سارت عليه الأحداث منذ اعتقالنا!



(7)

مساء الأوَّل وضحى الثاني من أبريل 1985م.

علمنا ، لاحقاً ، أن التجمُّع النقابيَّ تمكن من تجاوز ارتباك أمسية الثامن والعشرين من مارس ، وأن مشاوراته تواصلت باتجاه تسيير موكب ، حدَّد له الثالث من أبريل موعداً ، لتسليم مذكرته إلى السلطة ، وأنه عقد ، مساء الأول من أبريل ، عشيَّة (موكب الرَّدع) ، أحد أهمِّ اجتماعاته ، على نجيل نادي الخريجين بالخرطوم بحري ، حيث خلص إلى وضع تصوُّره النهائيِّ للموكب ، وللمذكرة ، ولتصعيد المواجهة ، ثمَّ كلف أمين مكي بحمل تلك المقترحات إلى القوى السياسيَّة.

......................

......................

هكذا ، وعندما وصل أمين إلى منزل الصادق ، ضحى اليوم التالي ، الثاني من أبريل ، في سباق مع (موكب الرَّدع) ، كان الأخير يتأهَّب للاختفاء تفادياً لشلِّ حركته في تلك الظروف. هكذا ، وعلى عجل ، سلمه أمين تصوُّر النقابات ، واستلم منه الميثاق المقترح من القوى السياسيَّة ، مكتوباً بخط يده ، كما حصُل منه ، مثلما كان قد حصُل ، قبلها ، من القوى السياسيَّة الأخرى ، على دعم وتوجيه بالمشاركة في موكب الغد ، ثمَّ اتفق الرجلان على استمرار اتصالاتهما عن طريق المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام وآخرين.

......................

......................

خرج أمين من بيت الصادق ، ليلحق باجتماع سكرتاريَّة التجمُّع النقابي ، عند الظهر ، بمكتب عثمان عبد العاطي في وسط الخرطوم ، حيث استنسخت صور من بيان جماهيريٍّ أعِدَّ لأغراض الموكب ، يزاوج بين أعم مشتركات النقابات والأحزاب. وفي المساء انعقد اجتماع آخر للتجمُّع النقابي في منزل بمنطقة كوبر ببحري ، وُضِعت فيه اللمسات الأخيرة على جهود التحضير للموكب والمذكرة.



(8)

نهار الثالث من أبريل 1985م.

غير مسبوق ، بكل المعايير ، هذا الانفجار الجماهيريُّ الذي ظلَّ يشهده وسط الخرطوم ، منذ الصباح الباكر. فقد أخذت جموع المواطنين والعاملين تتقاطر ، على بكرة أبيها ، وتتجمَّع ، نساءً ورجالاً ، شيباً وشباباً ، حتى الكسيح جاء محمولاً على ظهر الأعمى ، لتتدفق أنهاراً ، ومن كلِّ فجٍّ عميق ، صوب شارع القصر ، تملأه حتى يفيض ، من السكة حديد إلى ساحة الشهداء ، وتتمركز ، بالأخصِّ ، في ما يشبه التحدِّي لموكب (ردع) البارحة ، في ذات الساحة! لكن .. شتان بين هذا الطوفان البشري الهادر ، وبين ذلك الجمع الهزيل الذي تمت جرجرته بالأمس إلى هنا ، ليستمع ، متضجِّراً ، إلى مبتدءات (إنَّ) التي لا (خبر) لها ، وليتلقى ، مستهزئاً ، تحريضات (ضرب العقارب) في الجحور! لقد كان أكتوبر آخر يتخلق في تلك اللحظة ، وساعة النظام قد أزفت لا ريب فيها!

......................

......................

في ما بعد حدَّثني عمر عبد العاطي ، قال:

ـ "رغم كل الجهد الذي بذلناه في صياغة بيان التجمُّع النقابي كي يجئ معبِّئاً للجماهير بقوَّة ، إلا أنني ، وأقسم بالله العظيم ، حين رفعوني بالقرب من سور مستشفى الخرطوم لألقيه ، وواجهت مئات الآلاف من العيون التي تقدح شرراً ، وغضباً ، ورفضاً ، وتصميماً ، أحسست بالقشعريرة تسري في أوصالي ، وتأكد لي أن كارثة ما ستحيق ، حتماً ، بنا ، نحن أنفسنا قادة ذلك الموكب المهيب ، إذا لم أتصرَّف أثناء الإلقاء ، على نحو ما ، باختزال بعض فقرات ذلك البيان وعباراته ، وبشحن الأخريات بشحنات إضافيَّة من مزاج تلك اللحظة الشعبيَّة المتفجِّرة بالسخط والثورة .. وقد كان"!



(9)

الرابع والخامس من أبريل 1985م.

أخذت في التصاعد ، أكثر فأكثر ، حركة النقابات والأحزاب ، واكتظت الشوارع بالهتافات الداوية ترفع شعارات الاضراب السياسي ، والعصيان المدني ، وتدعو لإسقاط النظام ، والقصاص من قادته ورموزه ، في ذات الوقت الذي راح يستعر فيه نشاط جهاز الأمن متجاوزاً لكلِّ الحدود ، حتى لقد ازداد تساقط الشهداء ، وعلى رأسهم الشهيد عبد الجليل طه ، والشهيد أزهري مصطفى ، والشهيدة الطفلة ذات العام الواحد مشاعر محمد عبد الله ، وغيرهم ، جرَّاء إطلاق زبانية النميري الذين اندسُّوا وسط المتظاهرين رصاصهم الحيَّ عليهم من مسافات قريبة لا تزيد على المترين! وضاقت الزنازين بالمعتقلين ، ما أنْ تفرغهم شاحنات الأجهزة بالمئات في السجون ، حتى تعود لتمتلئ بغيرهم! وإلى ذلك عاثت الهرَّاوات الغليظة ، والعصيُّ الكهربائيَّة ، تنكيلاً في جموع الثوار العُزَّل إلا من تصميمهم على إسقاط النظام البغيض. وانتشر الغاز المسيِّل للدموع في الشوارع والساحات يلوِّث هواء المدينة ، ويتسلل من فرجات الأبواب والنوافذ إلى غرف المستشفيات والبيوت. وصحف النظام ما تفتأ ، أثناء ذلك ، تلعب دورها المرسوم ، فتختزل الطوفان بأسره في محض "عناصر مخربة تحدث بعض الشغب!" ، و"غوغاء يخربون ممتلكات المواطنين!" ، و"فلول أحزاب عقائديَّة تطلُّ برأسها من جديد"! كل ذلك بأمل محاصرة وإيقاف المدِّ الشعبيِّ الزاحف بإصرار ، والذي لم يشهد النظام له مثيلاً من قبل .. ولكن هيهات!

......................

......................

ظلت بيانات ومنشورات القوى السياسيَّة والنقابيَّة تصدر ، أثناء ذلك ، ممجِّدة لانتفاضة الشعب الباسلة ، ومحرِّضة لجماهيرها على التمسُّك بأهدافها الباسلة ، وعلى الاستمرار في الاضراب وتوسيع قاعدته. وفي صلاة الجمعة ، بتاريخ الخامس من أبريل ، ظهر الصادق المهدي ، فجأة ، بين أنصاره ، يؤمهم بجامع السيد عبد الرحمن ، مفتتحاً الخطبة بقوله تعالى:

"حتى إذا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وظنُّوا أنَّهُم قد كُذِّبُوا جاءَهُم نصرُنا فَنُجِّيَ مَن نشاءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنا عن القوم المُجرمين" (110 ؛ يوسف)

وحيَّا حيويَّة الشعب وإقدامه ، ونبَّه إلى أن شعاعات الصبح قد أسفرت واتحدت الكلمة ، وحضَّ على مواصلة الانتفاضة حتى سقوط النظام ، ثم ما لبث أن نزل من المنبر ، ليعود للاختفاء ، متسللاً من باب خلفيٍّ!



(10)

مساء الخامس وفجر السادس من أبريل 1985م.

توالى حضور مندوبي التجمُّعين النقابي والحزبي إلى المنزل الذي جرى تأمينه ، بحيِّ العمارات بالخرطوم ، لعقد أوَّل اجتماع مشترك بين الطرفين بشكل مباشر ، بعد أن كان التنسيق غير المباشر يتمُّ بينهما ، حتى ذلك الوقت ، عن طريق أمين مكي الذي اختفى عقب موكب الثالث من أبريل مباشرة ، ثمَّ حضر مساء اليوم إلى مكان الاجتماع بصحبة عمر عبد العاطي ، مندوب المحامين الذي اختفى هو الآخر. وحضر عبد الرحمن إدريس عن الأطباء ، وعوض الكريم محمد احمد عن المهندسين ، وعبد العزيز دفع الله عن التأمينات ، وعلي عبد الله عباس عن أساتذة جامعة الخرطوم. كما حضر المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام عن حزب الأمة ، وسيد احمد الحسين والمرحوم ابراهيم حمد عن الاتحاديين ، ومحجوب عثمان عن الشيوعيين.

كان الاجتماع عاصفاً ، تخللته حِدَّة وملاسنات وعنفٌ لفظيٌّ متبادَل ، خاصة بين عبد الرحمن إدريس وعمر نور الدائم ، مِمَّا كاد يودي به إلى الفشل في أكثر من لحظة ، لولا تدخلات محجوب عثمان!

تركزت نقاط الخلاف ، أساساً ، حول رئاسة الوزراء الانتقاليَّة التي كان التجمُّع النقابي يطالب بها ، وإلى ذلك مطالبته بأن تخصَّص له نسبة 60% من مقاعد مجلس الوزراء الانتقالي ، علاوة على مطالبته بأن تكون الفترة الانتقاليَّة ثلاث سنوات ، مقابل مطالبة الأحزاب بألا تتجاوز الفترة سنة واحدة.

أخيراً ، وعند الثالثة من صباح السادس من أبريل ، تمكن الاجتماع من التوصُّل إلى صيغة توافقيَّة لما صار يُعرف بـ (ميثاق التجمع الوطني الديموقراطي) ، صاغها أمين مكي بخط يده ، وأرفق معها ، وفق ما قرَّر الاجتماع ، النقاط الخلافيَّة التي كانت ما تزال عالقة حتى ذلك الحين ، لكن لم يُعلن عنها مطلقاً في أيِّ وقت بعد ذلك! واستطراداً ، فقد تمَّ تجاوزها ، عمليَّاً ، في ما بعد ، وبالأخص الخلاف حول مدى الفترة الانتقاليَّة ، حيث تنازل التجمُّع النقابي عن مطلبه بشأنها حين قامت لديه استرابة جديَّة في الأسلوب الذي جرى به الاعلان عن تشكيل المجلس العسكري الانتقالي ، والمناورات التي انتهجها في أيامه الأولى ، فأوحت بتطلعه للعب دور سياسيٍّ أكبر في تقرير مصير الانتفاضة!

......................

......................

على حين كان اجتماع (التجمُّعين) ذاك ما يزال منعقداً ، كان ثمَّة حدثان آخران ، لا يقلان جسامة ، يجريان على جبهة النظام وما تبقى له من (فتافيت) السلطة!

فمن ناحية كان كبار قادة القوَّات المسلحة ، وقتها ، يعقدون اجتماعاً تاريخيَّاً آخر ، في القيادة العامَّة ، مع المشير سوار الدهب ، القائد العام ووزير الدفاع ، ويضغطون عليه ضغطاً مكثفاً كي يوافق على إعلان انحيازهم للانتفاضة بالاطاحة بالنظام ، ورئيسه ، وأجهزة حكمه. وقد نجحوا في ذلك ، بالفعل ، مع الساعات الأولى لفجر السادس من أبريل!

لكن ، من الناحية الأخرى ، وفي ذات تلك اللحظات العصيبة ، كان اللواء عمر محمد الطيِّب ، النائب الأوَّل لرئيس الجمهوريَّة ورئيس جهاز الأمن ، يحاول اللعب بآخر كرت توهَّم أنه ما زال في جيبه! فعندما أحسَّ ، على ما يبدو ، بتحرُّكات كبار القادة ، بعث ، مع اثنين من كبار ضباطه ، برسالة شفهيَّة تنضح بالسذاجة واليأس إلى ممثلين لجهاز الاستخبارات الأمريكى CIA ، كانا ناشطين ، بعلم الجهاز ، خلف قناع دبلوماسيٍّ من داخل سفارة بلادهم بالخرطوم ، طالباً تدخل قوات الانتشار السريع من القواعد المتوسِّطيَّة لحماية (البلاد!) ، بزعم اكتشاف مخططٍ ليبيٍّ لشن غزو داهم على السودان خلال الساعات القادمة! غير أن الردَّ الصاعق سرعان ما جاء ، شفاهة أيضاً ، من ذينك المندوبَين إلى رسولي اللواء عمر ، بأنه لم يعُد ثمة متسع من الوقت لمساعدة (النظام!) ، فقد انتهت اللعبة the game is over! ، على حدِّ تعبيرهما ، وليس بمستطاع أيَّة قوَّة على الأرض أن توقف الانقلاب الذي سيقع بعد قليل ، والذي ائتمر قادة الجيش على تنفيذه انحيازاً للانتفاضة الشعبيَّة!

الشاهد أن الاجتماع التاريخيَّ (الأوَّل) لـ (التجمُّع الوطني الديموقراطي) الذي انعقد وأنجز (ميثاقه) ، إنما كان يجري في سباق محموم مع قرار القوَّات المسلحة بالاطاحة بالنظام ، ومؤامرة جهاز الأمن لخنق الانتفاضة!

......................

......................

مع البيَّاح ، فجر السادس من أبريل ، إنفضَّ ذلك الاجتماع ، حيث قرَّر أمين مكي والمرحوم عمر نور الدائم قضاء ما تبقى من وقت حتى شروق الشمس في نفس المنزل ، بينما راح الآخرون يتسللون ، تحت جنح الظلام ، ليتفرَّقوا في شوارع حيِّ العمارات.

خرج عمر عبد العاطي بصحبة عبد العزيز دفع الله قاصِدَين سيَّارة عمر التي كان قد جاء بها مع أمين ، أوَّل المساء ، وأوقفها أمام منزل أحد أصدقائه ، على بُعد شارعين من مكان الاجتماع! وهو نفس المنزل الذي غشيه معظم ممثلي النقابات والأحزاب ، ومنه تحرَّكوا إلى مكان الاجتماع! لكن ما كاد عمر وعبد العزيز يقتربان من السيَّارة حتى اكتشفا أنها مفتوحة ، وأن (مجهولين) ينتظرون بداخلها مستغرقين في غفوة ، فأطلق الاثنان سيقانهم للريح! وعندما أحسَّ (أهل الكهف) بحركتهما ، أفاقوا ، لتشهد شوارع الحيِّ الهادئ مطاردة عنيفة ما كان عمر ليتصوَّر أنه يقدر عليها ، وهو الذي يشكو من آلام الظهر والمفاصل! في ما بعد اتضح أن شقيق زوجة صاحب المنزل ، والذي شارك في استقبال كل ضيوف صهره قبل أن يتوجَّهوا إلى اجتماعهم ، عضو بالجهاز! ولولا أنه انشغل أكثر شئ بالمسارعة للابلاغ عنهم ، قبل أن يعرف المكان الذي توجَّهوا إليه من منزل صهره ، لما قامت لذلك الاجتماع التاريخيِّ قائمة!

واستطراداً ، فإن الوحيد الذى عثروا عليه واعتقلوه ، ذلك المساء ، هو التيجاني الكارب الذي كان قد أوصل المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام بسيارته إلى ذلك المنزل ، ثمَّ عاد إلى بيته ، حتى قبل أن يبدأ المندوبون في التوجُّه إلي مكان الاجتماع! وهكذا قدِّر للكارب أن يكون آخر مواطن تعتقله سلطة نميري ، وهي في برزخ المنزلة بين المنزلتين ، تلفظ أنفاسها الأخيرة ، قبل سقوطها الداوي!



(11)

نهار السادس من أبريل 1985م.

لم يقيَّض لنا ، بطبيعة الحال ، إلا بعد عودتنا من دبك ، أن نعلم بكل تلك التفاصيل ، خاصة أحداث الثالث من أبريل والأيام الثلاثة التالية. ومع ذلك لم يخلُ ملتقانا حول (سرير بكري) من بعض (التسريبات) الشحيحة ، الله وحده يعلم بمصدرها! فهناك بلغتنا بعض أصداء الموكب. وهناك علمنا أن الأمور لم تنته بنهايته ، بل ما تزال ثمة أحداث تجري ، وما تزال الجماهير في الشوارع. وهناك رفعت من معنوياتنا ، بخاصَّة ، أخبارٌ لم تتأكد لنا ، إلا لاحقاً ، عن تغييرات ذات مغزى في مواقف القوَّات النظاميَّة والعاملين بجهازي الاذاعة والتلفزيون! لكن حصولنا على مصدر موثوق به لتلقي أخبار البي بي سي ومونتي كارلو ، أوَّلاً بأوَّل ، كان له أكبر الأثر على حياتنا في ما تبقى لنا من أيام هناك! وعلى أهميَّة كل أخبار السودان التي ارتقت ، فجأة ، إلى واجهة نشرات المحطتين ، إلا أن ثمَّة تقريرين خبريَّين كان لهما دويُّ الزلازل ، في نفوسنا ، ودمدمة البراكين: أولهما تمحور حول التصريح الجسور الذي أدلى به سفير السودان لدى باكستان ، وقتها ، صديقنا الحبيب محمد المكي ابراهيم ، عقب انقطاع أخبار الأحداث في إثر إضراب العاملين بالإذاعة والتلفزيون ، يؤكد فيه انتصار الانتفاضة وزوال النظام فعلياً! أما الآخر فقد اتصل سياقه ، بدءاً من تأكيد ملازمة الجماهير للشوارع ، ومبيتها الليالي فوق الجسور ، وانتقال الانتفاضة إلى أنحاء السودان الأخرى ، وانتهاءً ببيان المشير سوار الدهب يعلن ، صباح السادس من أبريل الأغر ، عن انحياز القوَّات المسلحة إلى الإرادة الشعبيَّة!

......................

......................

عند ذلك الحدِّ كانت قد انتفت ، بطبيعة الحال ، كل مبرِّرات وجودنا في ذلك المكان. ولكن .. من يقنع مدير سجن دبك؟! سمع بأذنيه البيان في نشرة السادسة صباحاً ، فسارع بإحضار خروف نحره تحت أقدامنا ، وهو ما ينفكُّ يهتف بأعلى صوته ، في وسط السجن ، والدموع الصادقة تنهمر مدرارة من عينيه: "جيش واحد .. شعب واحد" ، "عاش نضال الشعب السوداني" ، ونحن نردِّد الهتافات من ورائه ، ولا يكاد يكفُّ عن رفع ساعديه يهزُّهما فوق رءوسنا على أنغام الأغنيات والأناشيد الوطنيَّة يصدح بها جهاز الترانزيستور الصغير الذي أخرجناه للعلن ، وأدرناه بأعلى صوت أيضاً ، دون أن يبدي اهتماماً بمعرفة الطريقة التي تسرب بها إلينا!

كل ذلك كان ، بالطبع ، وتحت تلك الظروف ، طيِّباً جداً ، ومدعاة لسعادة حقيقيَّة ، إلا شئ واحد .. أن سيادته لم يُبدِ أيَّ استعداد كي يفتح أبواب السجن ليدعنا نخرج! كان ، كلما أثرنا معه هذا الموضوع ، يصيح آمراً المساجين الذين أحضرهم لإعداد الطعام:

ـ "يا آدم استعجل المرارة .. يا هارون سِيب الفِي إيدَّك ده ونضِّف الكَمُّونيَّة كويِّس .. وانت يا كوكو لِحَدِّي دِلوَكت ما جهَّزتَ البصل والشطة"؟!

و .. لم يستطع أيٌّ منا أن يقنعه ، في تلك اللحظات ، بأننا لا نريد كَمُّونيَّة ولا مرارة ، بقدر ما نريد أن نخرج .. أن نذهب إلى بيوتنا!

تهامسنا بأن نصبر عليه ، فقد كان رجلاً طيِّباً ولطيفاً بحق. وبعد أن أكلنا سويِّاً الملح والمُلاح ، توجَّه إلى مكتبه ، فاجتمعنا وقرَّرنا أن نرسل إليه وفداً يناقشه هناك بهدوء. تم اختيار الوفد من حسين أبو صالح ومصطفى عبد القادر وشخصي. وفي المكتب تحدثنا ، وسقنا الحُجَّة تلو الحُجَّة ، حتى بحَّت أصواتنا ، وقلنا له إننا سمعنا من العساكر أن الناس زحفوا إلى سجن كوبر الأسود ، وتسلقوا أسواره المنيعة ، وحطموا بوَّاباته الغليظة ، وحرَّروا المعتقلين! لكن .. هل أجدى ذلك فتيلا؟! كلا .. مطلقاً ، فقد استعصم بمنطقه الذي أبى أن يتزحزح عنه قيد أنملة:

ـ "الشغل شغل يا أساتذة .. أيْ نعم نميري انتهى ، لكن برضو لازم ننتظر التعليمات من الرئاسة ، فـ .. ساعدونا من فضلكم بالصبُر"!

هكذا عدنا إلى من انتدبونا نجُرُّ أذيال الخيبة ، حيث اجتمعنا ، مرَّة أخرى ، وقرَّرنا ، احتراماً للرجل الذي أحسن معاملتنا طوال الأيام التي قضيناها بين ظهرانيه ، أن "نساعده من فضلنا بالصبُر" ، وأن نسلم أمرنا لعزيز مقتدر ، وأن نواصل الاستماع إلى الراديو ، عسى تتنزل علينا ، فجأة ، رحمة من عند الله وفرج قريب!

......................

......................

قبيل المغرب بقليل جاء الفرج ، من جهتين لا جهة! فقد عاد أهالي قرية دبك من الخرطوم ، بعد أن قضوا سحابة نهارهم هناك يؤدون واجب الوطن ، ولمَّا علموا بأننا ما زلنا رهن الحبس ، هبُّوا لنجدتنا ، وأحضروا كل ما لديهم من وسائل توصيل ، حتى لواري التراب! تلازم ذلك ، في وقت واحد ، مع وصول عدد من سيارات ذوي وأصدقاء وزملاء بعضنا ، حيث كانوا قد قضوا اليوم بأكمله يبحثون عنا ، ولم يعرفوا بمكان اعتقالنا إلا متأخراً جداً! إكتظ الموقع بالرجال والنساء والأطفال وأبواق السيارات والهتافات والأناشيد المنطلقة من مكبِّرات الصوت ، فتنازل سيادة المدير عن موقفه ، بعد أن ظلَّ مرابضاً في مكتبه طوال اليوم يحاول الاتصال بـ (الرئاسة) ، حتى أصابه الإعياء واليأس من وصول (التعليمات)!

هكذا عُدنا إلى بيوتنا ، ومنها إلى نادي أساتذة جامعة الخرطوم.

......................

......................

حدَّثني أمين مكي ، لاحقاً ، بأنه حرص ، بعد إذاعة بيان سوار الدهب ، على استساخ صورة من (الميثاق) والنقاط الخلافيَّة بتوقيعات المندوبين ، وسلمها لعوض الكريم. ثمَّ قام ، في ما بعد ، بوضع أصل تلك الوثيقة في إطار زجاجيٍّ وسلمها للصادق المهدي. وأرجو أن تكون محفوظة ، الآن ، بدار الوثائق المركزيَّة ، فما أضرَّ بتاريخنا الوطني الحديث غير ضياع الكثير من مصادر وقائعه ، دُفن بعضها مع شهودها الموتى ، وترك ما تبقى منها لمشافهات الأحياء وذواكرهم الخربة!


--------------------------------------------------------------------------------


http://sudanile.com/sudanile30.html

Post: #35
Title: Re: توثيق مشارك .. كمال الجزولي
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-03-2007, 09:20 AM
Parent: #34

سلامات يا عزيزي الباقر..

لقد استمتعت بقراءة سرد الأستاذ كمال الجزولي التوثيقي البديع وكنت قد قرأته في سودانايل ونويت أن أنقله إلى بوستك هذا ولكنك سبقتني إلى ذلك، فلك الشكر ولأستاذنا كمال الشكر والتحايا..

للأسف انتفاضة أبريل تمت سرقتها بأسرع مما تمت سرقة ثورة أكتوبر..

للأسف لم تعد هناك فرصة يكون فيها مثل ذلك الإتفاق بين النقابات والأحزاب والجيش قادرا على توحيد الناس بانتفاضة شبيهة.. قد تكون أكثر السيناريوهات واقعية في ظل هذه الظروف هي وضع السودان تحت الإنتداب الدولي بواسطة الأمم المتحدة ثم إحلال سيادة حكم القانون بعد إزالة القوانين الشائهة وحل ونزع فتيل الثورة في أطراف السودان..



ياسر


هذا الكتاب لمؤلفه صلاح عبد اللطيف الصحفي المصري من الكتب القيمة في التوثيق للإنتفاضة..


Post: #36
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-03-2007, 06:14 PM
Parent: #1

شكرا ياسر

نحن الآن بصدد التوثيق للإنتفاضة

لحظة بلحظة

أما التقييم فيمكن أن يأتي لاحقا

لا أوافقك أن الإتفاق الذي تم يصعب أن يتكرر

كما أسلفت

لشعبنا عاداته

ومفاجآته


الباقر

Post: #37
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-03-2007, 09:51 PM
Parent: #1

أعفاني مقال كمال الجزولي عن فقرة كنت أريد إيرادها عن دور د. أمين مكي مدني في الميثاق
وأن الميثاق وقع فجر 6 أبريل

وأكد ما أوردته عن تجمع النقابات عقب اغتيال محمود محمد طه
معلومتي أن النقابات بدأت ستة
ثم طفقت النقابات الأخرى تنضم إليها
ويبدو أن في تجمع النقابات السته
كان لبعض الأفراد والتنظيمات دورا حاسما في بدء ذلك الجهد

أمثال
نعمات مالك في نقابة التمريض العالي
عبد العزيز دفع الله في التأمينات

كما ذكر كمال
توافدت النقابات منضمة للتجمع
أذكر أن من هيئتنا النقابية بالمجلس القومي للآداب والفنون
حضر إجتماعات التجمع السرية كل من:
محمد المهدي عبد الوهاب
إيمان عبد الغفور
ولست متأكدا إذا كانت خالدة عبد الحفيظ قد حضرت معهم
ولكن المهم أن السرية كانت طابع تلك الإجتماعات
فقد ضمن د. على عبد الله عباس من حضروا منا
باعتبارهم طلاب سابقين له

لا أظن عدد النقابات قبل بيان سوار الدهب
قد تجاوز العشرات

أما بعد إذاعة البيان
فقد جاء كل السودان لدار أساتذة جامعة الخرطوم للتوقيع على الميثاق
أحزاب
نقابات
تنظيمات أقاليم
روابط من كل نوع
تنظيمات فناين وكتاب

كانت التجمع قيادة كل ما يحدث
مثلا كان يأتي ممثلون من الهيئة المركزية للكهرباء والمياه
ليسألوا قيادة التجمع: هل يعيدوا الكهرباء أم لا
يأتي آخرون من المطار ليبلغوا
أن المدارج قد أقفلت بالشاحنات الثقيلة حتى تمنع طائرة نميري في حال عودتها

ثم يعودوا ليوضحوا أن طائرته لم تتحرك من مصر

وأنه لم يكن مصرا على العودة
عندما أبلغ بالوضع في السودان والمطار بالذات

الكل كان يسأل هل نرفع الإضراب أم نستمر

عندما أعلن المجلس العسكري في تلك اللحظات

كان رأي البعض أن لا يرفع الإضراب

كانت القيادة تناقش ليلا ونهارا

أتي الجزولي دفع الله ومن كانوا معتقلين في كوبر
وكان مطلب الجزولي أن يفوضهم التجمع
وكان يقدم مطالبه بصورة عاطفية
كم يوم ما شفنا أولادنا .. الخ

ولا يزال بعض الأصدقاء يحمل محمد عبد الحميد من سونا مسئولية كونه من أوائل من وافقوا على ذلك التفويض


الباقر موسى

Post: #38
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 04-03-2007, 10:42 PM
Parent: #37

شكرا باقر
شكرا باقر





ولكم نحتاج لانتفاضة
صديقى باقر !!!!




فلم نعد كالهوام !!!

Post: #39
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-04-2007, 07:05 AM
Parent: #1

أهلا عصام

أنا قلت تكون عندك صورة صورتين

أو تحكي تجربتك مع الـ 11 يوم

على أي حال

لشعبنا عاداته

وواهم من يظنه يتخلى عنها

مع تحياتي للأسرة

الباقر

Post: #40
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-06-2007, 05:41 PM
Parent: #1

زمنا تجي وبتمر

عبر النشيد المر

خلف الغنا المهجور

تنده تنادي الشعب

الصامد المقهور

هب من ظلامك هب

الشمس جوا الجب

والحكمة خلف السور

ضمد جراح الحب

والخاطر المكسور

\\\

كنا بنسنك سن

في خندق الإصرار

ياما ادخرنا غناك

ومسكنا في يمناك

في ذلك التيار

\\\

حبل الغنا الممدود مستني جياتنا

وطنا عظيم الشان عمدانو قاماتنا

يا ظالما في الغيب

أو حتى بيناتنا

لو في الحلم والنوم

أحذر ملاقاتنا

لو لسه ما ولدوك

أحذر وليداتنا


\\\

نحن انكسار العيب

ما بغشى هاماتنا

صاعين نكيل الصاع

والسلم راياتنا


محجوب شريف

غناها محمد الأمين

Post: #41
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: حسام يوسف
Date: 04-07-2007, 10:48 AM
Parent: #40

اخي الباقر لك الشكر

علي فتح هذه النافذة لي توثيق تلك الفترة الرائعة

من تاريخ بلدنا الملئ بالتضحيات والبطولات التي اصبحت

دروس علي مر السنين وكل ابرايل وسودانا بالف خير

وعاش الشعب السوداني مفجر الثورات

ومعا من اجل سودان خالي من الظلم والطغيان

ومعامن اجل اعادة انتفاضة مارس ابريل

Post: #44
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-07-2007, 02:51 PM
Parent: #41

شكرا أخ حسام

في انتظار إضافاتك


الباقر

Post: #42
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: فدوى الشريف
Date: 04-07-2007, 12:58 PM
Parent: #1

الاخ الاستاذ الباقر
بوست جميل
ورائع جدا
الي الامام

Post: #43
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 04-07-2007, 02:09 PM
Parent: #1

الأستاذ الباقر ..

تحياتي ..

أذكر أن لقاء بعض الفتية الذين جرى لهم غسيل دماغ مع (توأم الرئيس) أبوالقاسم محمد إبراهيم قد تم إذا أسعفتني الذاكرة في الأول أو الثاني من أبريل. وقد أسموهو موكب الردع، وأمرهم أبوالقاسم وسدنة النظام بالتصدي لموكب الشرفاء. وفعلاً رأيناهم بالموكب متسلحين بالعصي والدهشة تملأ وجوههم، فقد كانوا يظنون أن سادتهم هم أصحاب الحق، ومن سيسير في المظاهرة حفنة من المارقين (هكذا صوروا لهم الوضع). هم البعض بالبطش بهم، ولكن أصواتاً عاقلة صرخت بأن دعوهم فما هم إلاّ مخدوعين. وقد أطلق عليهم المتظاهرين (أولاد أبوالقاسم)، وفعلاً لم يمسهم أحد بسوء، فقط أبعدوهم عن طريق الموكب كالحشرات.

Post: #45
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-07-2007, 03:58 PM
Parent: #1

شكرا فدوى

أبو العزائم

يلا كمان حرك لنا ذاكرتك شوية

غالبية الشعب السوداني الآن

أما لم يولدوا أنذاك

أو لم يكونوا في سن التمييز

ويسمعون الكثير من الأكاذيب

أو التغييب

فلنحك لهم ونوثق


ننتظر ما تذكره

قبل مسيرة (الردع)

وما بعدها حتى بيان سوار الدهب

وما بعده

الباقر

Post: #46
Title: في إعلام التجمع
Author: Elbagir Osman
Date: 04-07-2007, 05:00 PM
Parent: #1

في نادي الإساتذة

كنا نقوم بخط اللافتات

أذكر أن أولاها كانت على عمة أو ثوب تبرعوا به

تبرع المهندس حسن حمد بجهاز الترانزستر الخاص به

وصلت المهندسة إنعام رحمة خطا تلفونيا حيا للنادي

ثم أنضمت مجموعة صغيرة من الإعلاميين والصحفيين

لمساعدة قيادة التجمع في الجوانب الإعلامية

بإشراف أحد أعضاء قيادة التجمع

أذكر ممن شاركوا : صالحة أبكر التلفزيون
لسان الدين الخطيب
معاوية جمال الدين
وغيرهم

طبعنا بيانات التجمع ولفيناها بالرونيو
أصدرنا نشرة يومية
رتبنا اللقاءات مع اجهزة الإعلام

جعلنا ذلك لصيقين بأهم أحداث الإنتفاضة

ما ينشر

وما لا ينشر

وسأستعرض بعضا هنا


الباقر موسى

Post: #48
Title: Re: في إعلام التجمع
Author: Mohamed Elgadi
Date: 04-07-2007, 08:45 PM
Parent: #46

Quote: في إعلام التجمع (Re: Elbagir Osman)

في نادي الإساتذة كنا نقوم بخط اللافتات أذكر أن أولاها كانت على عمة أو ثوب تبرعوا به تبرع المهندس حسن حمد بجهاز الترانزستر الخاص به وصلت المهندسة إنعام رحمة خطا تلفونيا حيا للنادي ثم أنضمت مجموعة صغيرة من الإعلاميين والصحفيين لمساعدة قيادة التجمع في الجوانب الإعلامية بإشراف أحد أعضاء قيادة التجمع أذكر ممن شاركوا :
صالحة أبكر التلفزيون
لسان الدين الخطيب
معاوية جمال الدين
وغيرهم

طبعنا بيانات التجمع ولفيناها بالرونيو صدرنا نشرة يومية تبنا اللقاءات مع اجهزة الإعلام

جعلنا ذلك لصيقين بأهم أحداث الإنتفاضة ما ينشر وما لا ينشر وسأستعرض بعضا هنا
الباقر موسى QUOTE]

Post: #47
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: الجندرية
Date: 04-07-2007, 06:42 PM
Parent: #1

الأستاذ الباقر

سلام واحترام
وشكر لسعيك لإبقاء ذكرى الانتفاضة حاضرة بالاقل هنا في المنبر


كل عام وشعبنا بالف خير .
نتمنى ان يحل العام القادم ونكون قد انجزنا ما نحلم به من حريات وحقوق

Post: #49
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: محمد أبوالعزائم أبوالريش
Date: 04-08-2007, 05:38 AM
Parent: #1

Quote: طبعنا بيانات التجمع ولفيناها بالرونيو


أدهشتني حقاً ... فقد شاركت في هذه الجزئية تحديداً، وأظن عضو التجمع المشرف كان د. بلدو

Post: #50
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-08-2007, 05:42 AM
Parent: #1

نعم

كان د. سليمان بلدو


الباقر

Post: #51
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: tariq
Date: 04-08-2007, 11:37 AM
Parent: #1


جذوة الحق والحرية لا تموت وان تراكم عليها الرماد ... فلتبقى ذكرى الانتفاضة نبراسا لطلاب الحرية والعدل والكرامة ..

عمر الدقير 6/4/2007

Post: #52
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-08-2007, 04:34 PM
Parent: #1

are you the Digair of the student union then?
If so, you have a lot to tell here.
and if you are not him but you have the ability to contact him,
we hope that you do to ask him to write about those days.
He was one of the makers of the Intifada.

Elbagir Musa

Post: #53
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Mohamed Elgadi
Date: 04-08-2007, 08:40 PM
Parent: #52

Shokran Katir, ustaz/Elbagir for initiating this post to document the ordinary people's contribution to the Intifada..
Dr. Slueiman Baldo has collected a huge records of the Intifada and spoke with many people who has done the same, i.e. Siddiq Abdelhadi, to start an online documentation project.
During these great days many things happened and need to be told:

· The Communist Party chapters of Khartoum in Burri, Naser, and Riyadh played major role in igniting the demonstrations in their neighborhoods. They actually led one of the first rebellions against the leadership committee of the Party in Khartoum City when it'd ordered the members to be cautious and limit their leadership and open activities. Later, the Party leadership committee corrected its position and yielded to the pressure from its base and issued the famous Bayan of 3/30/1985.
· The Youth Committee of Riyadh Public Library led the daily demonstrations in that neighborhood, which were planned during night under the protection of the power outage. Some of the houses that were considered the Intifada Centers in Riyadh in which witnessed many planning meetings: Al al-Shewayah; Akram/Salwa; Mohamed/Magda; Al al-Mahasi; etc.
· The House of Abderlsalm hassan and Wafaa mahmoud Hussein in Imtidad naser was one of the main hubs of the Intifada. Most of the banners and posters of the April 5th rally were done by Wafaa.
· There were many meetings between political forces in Burri/Nasser that led to the April 5th Rally, which included Umma Party, DUP, Communist Party, and Naseri Party. The Baath Party representative, Hussein Hamid, declined to participate in the preparatory meeting because “we are part of another forum” as he told me. He was referring to the alliance that included them beside the Umma and DUP in the 1970s.
· One of the famous slogans that were coined in Riyadh famous night rallies was this one:
ستاشر عام….. عشناها ظلام

Thank you again, Elbagir, and I hope that you get in touch with Dr. Baldo and Siddiq to continue this documentation…

Mohamed elgadi

Post: #54
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-09-2007, 02:43 AM
Parent: #1

شكرا محمد القاضي

بعض معلوماتك جديد علي تماما

لقد واجهتنى ظاهرة استخفاف البعض

بالإنتفاضة أثناء إندلاعها

وكنت أحسب أن ذلك كان جراء سوء تقديرهم الفردي

ولم أعلم أن الخطأ كان خطأ هيئات


المهم أن من لم ينتظروا توجيها من أعلى

قد أسهموا منذ اللحظات الإولى في إنجاح المظاهرات

وتوجيهها الوجهة الصحيحة وأظنك لاحظت معظم الإسماء

التي أوردت يمكن أن تندرج تحت ذلك التوصيف


أرجو ان تفصل بخصوص مظاهرات الأحياء

بالذات في المناطق التي كنت بها

سأحاول الإتصال ببلدو ود. أمين مكي

أما صديق فهو عضو في هذا البورد

ما داير ليه عزومة


الباقر موسى

Post: #55
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: عبدالوهاب همت
Date: 04-09-2007, 07:27 PM
Parent: #1



أصحاب «الحلاقيم الكبيرة» نسوا أن وثائق «عملاء الامن» كانت بحوزتي ..!



فاجأ اللواء الدكتور عمر محمد الطيب ، النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز امن الدولة إبان الحكم المايوي .. فاجــــأ «الوطن» ، وقبل بحوار ساخن وملتهب وشــفاف وجديد .. اتفقنا معه على تسميته بحـــــوار «الاعترافـــات» .. للفترة الاخيرة من عمر مايو والانتفاضة.
حيث قال «عمر الطيب » ، البالغ من العمر «71» عاماً .. وهو يتمتع بصحة جيدة .. ان سوار الذهب ، والذي كان وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للجيش «قد خالف اليمين، وصام ثلاثة ايام» .. مضيفاً:« أنا صُدمت .. لقد خدعني ، ولكن ..!».
وكشف الرجل الثاني ، في نظام مايو معلومات جديدة حول رسالة تحذيرية ، مثيرة وخطيرة ، بعث بها عبر السفير الامريكي بالخرطوم الى الرئيس نميري بواشنطن في 3 ابريل .. والرسالة تقول :« الاوضاع خطيرة جداً .. لذلك ، ارجع فوراً .. اكرر .. ارجع ، فان الاوضاع حرجة جداً».. ولكن ، اللواء عمر قال بأســف شديد :« سفيرنا في واشنطن لم يوصل الرسالة مطلقاً لنميري».
اضرب .. واقتل..!
وهاجم اللواء عمر الطيب ، مدير فرع العمليات بالقيادة العامة للجيش اللواء عثمان عبد الله ، والذي اصبح فيما بعد وزيراً لدفاع الانتفاضة .. هاجمه بالقول :« في اجتماع شهير يوم 3 ابريل ضم الامن والجيش ووزارة الداخلية ، كان عبارة عثمان عبد الله حول احداث الشارع Shoot & kill«اضرب واقتل»..!.
مضيفاً ان اللواء عباس مدني ، وزير الداخلية وقتها ، رفض مقترح عثمان عبد الله ، حيث علق عليه :«لا .. نحن لن نفعل ذلك .. بامكانكم ان تفعلوا انتم ذلك ، ان شئتم».
حكاية الراحل محمود
واجتر اللواء عمر محمد الطيب الذكريات السياسية الابرز في ايام مايو الاخيرة ، حيث تحدث ، في معرض اجاباته على اسئلة «الوطن» حول محمود محمد طه .. فقال :« هذا الرجل لم يكن يصلي.. ولكن كنت ضد اعدامه .. وهذا ما فعلته لايقاف التنفيذ ، ولكن».
وحول ملفات جهاز الامن والوثائق ، قال :« في صبيحة 6 ابريل ، رجعت لمكتبي ، وتصرفـــت في الملفات والوثائق ، واصحــاب الحلاقيم الكبيرة تحدثوا حولها ، وانا كنت الممسك بكل كبيرة وصغيرة .. واعرف كل عملاء الجهاز»..!.

Post: #56
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-09-2007, 09:47 PM
Parent: #1

وكشف الرجل الثاني ، في نظام مايو معلومات جديدة حول رسالة تحذيرية ، مثيرة وخطيرة ، بعث بها عبر السفير الامريكي بالخرطوم الى الرئيس نميري بواشنطن في 3 ابريل .. والرسالة تقول :« الاوضاع خطيرة جداً .. لذلك ، ارجع فوراً .. اكرر .. ارجع ، فان الاوضاع حرجة جداً»..


شكرا للرجل

فقد دحض إلى الأبد

أسطورة أن أمريكا صنعت الإنتفاضة


الباقر موسى

Post: #57
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-10-2007, 07:20 PM
Parent: #1




العدد رقم: 507 2007-04-10

شاهد عيان من المؤسسة العسكرية يكشف أسرار ودور المؤسسة العسكرية في الإنتفاضة

الفريق تاج الدين عالج موقفاً عصيباً لمنع المدرعات من القيام بإنقلاب عسكري!!



لم أوجه بإطلاق النار ضد المتظاهرين وهذه فرية!!



قادة وضباط القوات المسلحة كانوا على قناعة بأن النظام قد فقد مقوماته!!



لم تكن هناك مقايضة بقبول المجلس العسكري وحل جهاز الامن!!



حوار: سعاد عبدالله



حينها كان مديراً لفرع العمليات العسكرية بالقيادة العامة في فترة عصيبة كانت القوات المسلحة تعاني فيها ضعف التمويل ونقص الإمداد، في ذلك الوقت أحكم جهاز الامن قبضته وبلغت المعاناة والتذمر لدى المواطن مداه، ولم يسلم افراد القوات المسلحة من هذه المعاناة، واندلعت المظاهرات ليلاً ونهاراً، ووحدت المعاناة الجميع لتعلن القوات المسلحة انحيازها للشعب في إنتفاضة ابريل الفريدة.. السوداني حاورت احد رموزها المشاركين في صنعها اللواء (م) عثمان عبدالله محمد عضو المجلس العسكري الانتقالي وزير الدفاع في الفترة الإنتقالية، وكاتب البيان الأول.



* ماهي الأسباب والدوافع التي ادت لاندلاع الانتفاضة من وجهة نظركم؟



- لم تكن إنتفاضة ابريل حدثاً مفاجئاً، وإنما جاءت نتيجة لإحتقان سياسي إستطال امده، ومحاولات إنقلابية وإضرابات فئوية وعمل معارض مكثف من الخارج والداخل ضد النظام، ولكن شهدت الأيام الأولى من مارس 1985م بداية التململ وسط الطلاب والنقابات المهنية والتي اصدرت العديد من المنشورات التي تستنهض فيها الجماهير للعصيان المدني، وعلى الرغم من نجاح سلطات الامن في إلقاء القبض على العديد من الطابعات التي كانت تروج هذه المنشورات الا ان المنشورات ظلت تصدر بنفس الكثافة، وإنتقلت إلى مدن أخرى كودمدني، وعطبرة،كسلا وبورتسودان.



* بوصفكم مديراً لفرع العمليات العسكرية كيف كان تقييمكم للوضع آنذاك؟



- نعم كنت وقتها مديراً لفرع العمليات العسكرية بالقيادة العامة، وبحكم العلاقة العضوية الوطيدة بين فرعي العمليات والاستخبارات، كان الاخ الراحل اللواء فارس عبدالله حسني مدير الاستخبارات العسكرية وشخصي كنا نقوم بتقييم تقارير الامن الواردة إلينا، وكنا نشعر ان جهاز أمن الدولة يتعامل مع التقارير بشئ من الإستخفاف وهذا مالمسناه خلال لجنة الأمن العليا وكنا عضوين بها بحكم مناصبنا، اتفقنا فارس وأنا على ان تتصف تقاريرنا لهيئة القيادة بالوضوح ومحاولة الربط بين الاحداث وتقييمها على هذا الأساس، ثم محاولة التنبؤ بتداعياتها المحتملة على الوضع السياسي والامني.



* وهل كنتم ترفعون هذا التقييم لرئاسة جهاز الامن ؟؟



- اللواء عمر محمد الطيب نائب الرئيس ورئيس جهاز أمن الدولة كان يترأس اجتماعات لجنة الامن العليا، وكان حريصاً على الاستماع لرأي استخباراتنا وتقييمنا للاحداث، فالرجل تربطنا به أواصر الصداقة فقد كان معلماً لنا وقائداً نكن له الكثير من المودة، تعامل اللواء عمر مع الاحداث بهدوء رغم قناعته بأن إيقاعها كان سريعاً.



* وماذا عن الموقف داخل قواعد القوات المسلحة وهل تم جس النبض قبل تبلور إتخاذ القرار الحاسم؟؟



- الموقف على وجه العموم داخل قواعد القوات المسلحة كان مشابها لموقف الشارع، فأفراد القوات المسلحة بالطبع كانوا جزءاً من مجتمعهم يعانون من شظف العيش، فضلاً عن إبتلائهم بتطورات القتال في الجنوب وإرتفاع الخسائر في العمليات, الا ان للقادة والضباط وجهة نظر سياسية كان فحواها ان النظام فقد مقوماته واصبح نظاماً لنخبة لم يعد في مقدورها تقديم الكثير.



في النصف الثاني من مارس أشارت التقارير الامنية إلى ان هناك تنسيقاً يتم بين النقابات الكبرى الاطباء اساتذة الجامعات والمصارف والطلاب، وأن هنالك ترويجاً لإضراب سياسي في كل من عطبرة وبورتسودان، وهو ما أكدته قياداتنا في العاصمتين، وفي ذلك الاسبوع تم الإعلان رسمياً بأن الرئيس نميري سوف يغادر مستشفياً للولايات المتحدة الامريكية.



* وهل كنتم تتوقعون سفره في ظل تلك الظروف؟



- كان انطباعنا داخل القيادة العامة ان الرئيس لن يغادر إذا استمرت وتيرة الاحداث على ذلك النحو.



* هل تعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية لعبت دوراً في إسقاط نظام نميري؟



- لا الولايات المتحدة لم يكن لها دور في سفر نميري، ويقيني ان الامريكيين انفسهم لم يكونوا متحسبين لسرعة تداعي الاحداث بتلك الصورة، كما ان الحالة الصحية للرئيس كانت فعلاً حرجة وتستدعي سفره، ولكن الذين يعرفون طبيعة الشخصية المتحدية لنميري كانوا يستبعدون ذلك السفر والموقف يتداعى بتلك الصورة غير المسبوقة في تاريخ حكم مايو!!



* هل تعتقد أن الرئيس نميري كان مغيباً عن تلك التطورات المتسارعة ؟



- احداث 26 مارس بالجامعة الإسلامية بأم درمان كسرت حاجز الخوف لدى الجماهير، وكانت الخسائر فيها فادحة كما إنها إستهدفت مؤسسة لها علاقة مباشرة مع الرئيس وهي جمعية ودنميري التعاونية، وكنا في القيادة العامة في ذات اليوم حتى المساء وحينها إتصل بي المقدم عبدالسلام صالح فرح مدير مكتب الرئيس في التاسعة مساء من القصر الجمهوري، وطلب مني تقرير عمليات وتقديراً للخسائر المادية التي حدثت.



ولحسن الطالع كان المطلوب جاهزاً بمكتبي ضمن مهام الرصد اليومي للاحداث والذي يوافيني به اللواء فارس مدير الاستخبارات، وكان أن قمت بتمرير التقرير المطلوب للقصر عبر مكتب السيد وزير الدفاع الفريق عبدالرحمن محمد حسن سوارالذهب، الا انني وقتها شعرت بأن الرئيس لن يغادر الى امريكا في مثل هذه الظروف بعد إطلاعه على التقارير وهو ماهمست به للاخ فارس وإتفقنا عليه!



* ولكن رغم ذلك سافر الرئيس إلى امريكا؟



- نعم، قبل ظهر 27مارس غادر الرئيس نميري من المطار الحربي بدون مراسم عسكرية، وكان في وداعه عدد محدود من المسؤولين والقادة العسكريين بينهم الراحل فارس، وعند عودته من المطار مباشرة كان بمكتبي وكان معي اركاني العميد هاشم محمد حجازي والعقيد عثمان محمد الحسن والعقيد محمد عبدالله والمقدم عبدالعزيز خالد وكنا نتابع عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية عدداً من المظاهرات في امدرمان والخرطوم والخرطوم بحري، سألت اللواء فارس ما إذا كان الرئيس قد اقلع ؟ فاجابني بنعم وقتها قلت للجميع ان الرئيس لن يعود للسودان، ولم يعلق منهم أحد!



* وهل كان لسفر الرئيس أثر في الانزلاق نحو الهاوية؟؟



- كان إحساسي ان الرئيس اما ان يكون مريضاً جداً، أو أنه فقد الامل في قدرة مؤسسة الدولة في كبح الفرامل لمنع الانزلاق نحو الهاوية، وكان سفر الرئيس من العوامل التي شجعت الجماهير لاحقاً على كسر الطوق بجسارة.



* ثم ماذا حدث بعد مغادرة الرئيس واتساع رقعة المقاومة والمظاهرات؟



- في الأيام التالية للسابع والعشرين من مارس كانت تقارير الموقف تشير لاتساع رقعة المقاومة وتفشي التظاهرات والإضرابات، وفي تلك الايام القت سلطات الامن القبض على العديد من القيادات النقابية والتي بدأت مرحلة التنسيق فيما بينها لاعلان قيام التجمع الوطني الديمقراطي، كنت وقتها قد طلبت من المقدمين عبدالعزيز خالد وعصام ميرغني إجراء استكشاف لمعرفة هوية القيادة السرية للتنظيم السياسي الناشط وما إذا كان ممكنا معرفة أهدافه ورسائله، إلا ان جهود الرجلين لم تؤت أكلها الا صباح الجمعة وبعد ان احكم الاضراب السياسي طوقه حول النظام وكان عبدالعزيز خالد أول من جلب لي ليلة السبت صورة من ميثاق التجمع بخط اليد وبدعم ست نقابات رئيسية لم يكن من بينها حزب سياسي واحد.



* وماذا كانت تقول التقارير الواردة إليكم وكيف تقيمونها؟



- نعم إستمرت اجتماعات لجنة الامن بمعدل يومي وكانت التقارير الواردة من الأقاليم تشير إلى ان عجلة القيادة افلتت من الحكام، وان المظاهرات في عطبرة ودمدني وكسلا وبورتسودان كانت تنظم على مدار النهار والليل وان قوات الامن والشرطة تواجه صعوبة في تتبعها وتفريقها، إزدادت المظاهرات أيضاً في العاصمة الخرطوم، ورغم انها إتسمت بقدر كبير من الانضباط الا انه سقط عدد من القتلى بينهم طفلة رضيعة توفيت بسبب التدافع، وقوات الشرطة حسبما جاء في التقارير المرفوعة للجنة الامن لم تطلق النار على مظاهرات الخرطوم التي خرجت في 3 ابريل، وكان الفريق عباس مدني مدير عام الشرطة وقتها ووزير الداخلية فيما بعد قد حرص على عدم المواجهة الا اذا تعرض مرفق استراتيجي للخطر ولم يحدث ذلك خلال التظاهرات ابداً.



* ولكن اطلق الرصاص على المتظاهرين وسقط شهداء؟



- لا علم لي بمن اطلق النار على الشهداء الذين سقطوا في مظاهرات الخرطوم ولكن قطعاً ليست الشرطة، إذ ان الشرطة كما أعلن تتقيد بقواعد دقيقة للإشتباك تكون مصحوبة بقرار قضائي إذا نحت المظاهرة منحى ينطوي على التخريب وتعريض ارواح الابرياء، وهذا بالضبط ماقاله السيد مدير عام الشرطة عضو لجنة الامن والرجل عندي لسان صدق..



* أنت شخصياً متهم بأنك مزدوج الولاء ويقال انه خلال أحد اجتماعات لجنة الأمن قلت لهم ((shoot & kill أي طالبت بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرين والمدهش انك عقب نجاح الانتفاضة اصبحت وزيراً للدفاع بماذا تدافع؟؟



- هذه فرية.. القوات المسلحة لم تتدخل قطعاً في عمليات مكافحة الشغب التي حدثت في مارس وحتى 6 ابريل، بل لم تعلن حالة الطوارئ اصلا وهي المسوغ القانوني لتدخلها في معاونة اجهزة الامن، كنت يومها برتبة العميد ومديراً للعمليات الحربية وكان قائد الشرطة برتبة الفريق وعضواً اصيلاً في لجنة الامن العليا فكيف يجوز لي ان أوجهه بإطلاق النار من أجل القتل؟



أنا أعلنت هيئة قيادة القوات المسلحة بمقاومة إعلان حالة الطوارئ، لان معناها ان تكون مهمتنا في مكافحة الشغب هي مهمة اصيلة إلى جانب الشرطة، وقلت في اجتماع اللجنة ان رجالي ليسوا مدربين على اعمال مكافحة الشغب، وان تدريبهم العسكري يقوم على إطلاق النار للقتل وليس للتفريق وهذا ماحدث ويقف كل اعضاء اللجنة شهداء عليه.



* متى تم إتخاذ قرار إنضمام القوات المسلحة للشعب؟



- كنا قد اعددنا تقرير موقف سياسي عسكري يوم السبت 30مارس اللواء فارس وشخصي وإستخلصنا منه أن النظام السياسي يتعرض لمحنة وان السيناريو يشبه لحد كبير سيناريو اكتوبر 1964م واننا نوصي بأن تعلن القوات المسلحة وقوفها إلى جانب الشعب حقناً للدماء.



وضماناً لتحول ديمقراطي سلس، ولكننا تركنا تحديد اليوم لهيئة قيادة القوات المسلحة، وكان الفريق تاج الدين عبدالله فضل نائب القائد العام قد أمن على قبوله للتقرير بصفة مبدئية.



وعلمنا فيما بعد ان التقرير تم تسريبه لسلطات جهاز أمن الدولة بواسطة احد الضباط، إلا ان الجهاز لم يبد رغبة التفكير في محاسبة البعض على آرائهم.



* كيف نجحت هيئة القيادة في التماسك؟



- الفريق سوار الذهب كان وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة ورغم ذلك لم يفرض رأيه على احد، فهو شوري بطبعه، وكان يدرك ماوصلت إليه الأحوال من تعقيدات، لذلك سادت روح الفريق في مهامنا في مواجهة تلك الأزمة، سوار الذهب خاطب كل وحدات القوات المسلحة وسعى بتأثير منصبه وشخصيته لضمان تماسكها ووحدتها وكان له ذلك.



الفريق تاج الدين عالج موقفاً عصيباً فقد كان ضباط ذلك السلاح يرون ضرورة القيام بإنقلاب عسكري ضد النظام ولصالح الجماهير ولكن لم يحددوا الآلية لذلك فلا أحد كان قد أجرى أي إتصال بالتجمع النقابي والذي كان حادياً للركب، كما أن الاحزاب السياسية كانت من الناحية العضوية غائبة عن الساحة رغم تأثير الشيوعيين والبعثيين وبعض عناصر التيار الإسلامي وفقاً للتقارير.



* كيف تم إستباق المسيرة الكبرى التي كانت ستخرج صباح السادس من ابريل لاحتلال القصر الجمهوري ؟



- كان مقرراً حسبما وردنا من معلومات أن تقوم بعض القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بمسيرة كبرى صباح السبت 6 ابريل، وكان هدف المسيرة إحتلال القصر الجمهوري واعلان سقوط النظام، اجتمعت هيئة القيادة بعد صلاة الجمعة 5/4 والتي امها الفريق سوار الذهب بمسجد القوات المحمولة جواً داخل القيادة، عرضنا الفريق تاج الدين عبدالله فضل وشخصي تقدير الموقف الذي كان قد اعددناه في 30 مارس وافترضنا فيه انحياز القوات إلى جانب الشعب.



الفريق تاج الدين تساءل عن دور قوات الحرس الجمهوري صباح السبت، وقال إذا كانت مهمتها حماية رمز السلطة والجمهورية فهي سوف تقوم بمهمة الدفاع عن القصر عن الرمز، هل يمكن ان نوجهها لحصد الجماهير؟! وإذا امرناها بالانسحاب عن القصر لتفادي المواجهة مع الجمهور من منا يتحمل مسؤولية إسقاط هيبة الحرس الجمهوري للابد بحمله على التخلي عن مهمته، خلص اجتماع هيئة القيادة إلى ضرورة الا تقوم تلك المسيرة أبداً وبدأنا في لحظتها سباقاً مع الزمن..



* هل فكرتم بالاستعانة بقيادات التجمع لمنع المسيرة؟؟



- طلبت من المقدمين عبدالعزيز خالد وعصام ميرغني طه مهمة مستحيلة وهي إجراء إتصال مع التجمع النقابي وبعض قيادات الاحزاب السياسية لحملها على منع المسيرة تفادياً للكارثة، ورغم ثقتي في قدرات الرجلين، الا انني كنت اعلم سلفاً ان انقطاع الاتصالات وحساسية القوى السياسية تجاههما كعسكريين، لن تمكنهما من أداء المهمة، وحتى لو جاز لهما ذلك فسوف يكون متأخراً جداً، عقدت لجنة الأمن العليا في جو محبط اجتماعها الاخير بجهاز أمن الدولة،ولم يتخلف مولد مبنى الجهاز عن مشاركة الهيئة القومية للكهرباء اضرابها العام، اذ لم يتسن له تجاوز العطل الذي أصابه الا بعد التاسعة مساء حيث اجتمع بنا اللواء عمر محمد الطيب اجتماعاً قصيراً، ذكر لنا فيه انه دعا مجلس الوزراء للانعقاد صباح الغد وان الرئيس نميري سوف يقلع بعد قليل عائداً للخرطوم.



استدعاني الفريق تاج الدين إلى مكتبه عقب اجتماع لجنة الامن العليا وقبل خروجه إلى المدرعات، وقال لي إتخذ كل اجراءاتك لتشغيل الإذاعة والتلفزيون فجر السبت وعد بياناً عسكرياً يعلن إنحياز القوات المسلحة إلى جانب الشعب ويعده بتسليم السلطة بعد فترة وجيزة من إستتباب الامن.



سألت الفريق تاج الدين إذا كان على ان أخطر بقية هيئة القيادة بالقرار فقال لي (لا)..



عدت إلى مكتبي بالقيادة العامة فرع العمليات وابرقت كل قيادات القوات المسلحة بالخرطوم عبر جهاز الاتصال الاستراتيجي وبدرجة أسبقية (طوارئ) بعدم خروج الجنود والمركبات من معسكراتها في سعت 2400 الجمعة ولحين صدور أوامر أخرى،



استشف اركاني وربما كل قادة القوات المسلحة بالخرطوم ان هيئة القيادة قد إستجابت لضغط القواعد بضرورة الانحياز إلى جانب الشعب وانهاء النظام، وكانت المهمة العسيرة هي تشغيل الاذاعة والتلفزيون قبل بدء المسيرة، تشاورنا عبد العزيز محمد الأمين وفضل الله برمة وحمادة عبد العظيم حمادة وقررنا استخدام قدرات سلاح الإشارة لأداء المهمة.



اتصلت بالعقيد ابراهيم سليمان حسن (الفريق اول وزير الدفاع والي دارفور لاحقاً) بسلاح المهندسين واوكلت له مهمة تشغيل الاذاعة والتلفزيون والاعلان عن ان بياناً من القوات المسلحة سوف يصدر فترقبوه لم احدد له كيف، ولم يسألني! وبعد ان عاد الفريق تاج الدين بعد مهمة عصيبة ابلغته بما فعلت، وتوجهنا الى مكتب الفريق سوار الذهب قبيل آذان الفجر وكانت هيئة القيادة في حالة اجتماع.



* كيف تم ابلاغ النائب الأول؟ وكيف تلقى النبأ؟



- عقب الاجتماع تم الاتفاق على كيفية ابلاغ السيد النائب الأول وتم ذلك بحضور هيئة القيادة، قبل شروق شمس السبت 6 أبريل كان اللواء عمر محمد الطيب هادئاً جداً وهو يستمع لقرار القوات المسلحة فهو رجل مشهود له بالشجاعة، أنبنا على اسماه تآمراً على السلطة، واكد لنا ان مهمة الحكم التي سوف نضطلع بها لن تكون نزهة، وان حكم السودان يتطلب عدلاً وامانة واوصانا ان لا نقع فريسة في يد اليسار او اليمين!



* من صاغ البيان الأول؟



- لم تنم هيئة القيادة العامة ليلة 6 أبريل ولا وحداتها العسكرية بالخرطوم، وبعد ان غادر السيد النائب الأول من القيادة، دخلت الى مكتب الفريق تاج الدين وكتبت البيان الاول بصيغة وازنت فيها بين الافراط والتفريط وقدرت موضع كل كلمة ومبلغ اثرها وتاثيرها على الجمهور.



* هل توليت صياغة البيانات كلها ؟



- نعم كلها، باستثناء البيانات ذات الصيغة القانونية والتي كتبها ضباط فرع القضاء العسكري الدكتور محمد الحسن احمد الحاج واحمد محمود حسن وحمو وكانوا حولنا خلال الفترة الانتقالية بحالها..



* لماذا أعلنتم حالة الطوارئ عقب استلامكم السلطة؟



- نعم لم تكن حالة الطوارئ معلنة قبل 6 أبريل ولكننا اعلناها بعد الانحياز لضمان امن المؤسسات، وهي لم تمارس قط فيما يتصل بالعمل الجماهيري.



فالتظاهرات استمرت وكذلك الاضرابات والتجمعات والليالي السياسية والمنتديات، فقط اغلقنا الاجواء والمطارات لفترة محدودة لتأمين الانتفاضة ومنع عودة الرئيس نميري.



وقد انتهت رحلة الرئيس في القاهرة رغم عودة روح التحدي إليه، إلا ان قرار قادة الطائرة السودانية بعدم الطيران اعادته الى حالة الهدوء وبعدها بقي بالقاهرة.



* ماذا لو عاد نميري للخرطوم نهار6 أبريل؟



- لو عاد الرئيس نهار 6 أبريل، فلا اعتقد انه كان سيسأل نفسه عمن يقتل؟ بل عمن يبقى على قيد الحياة!! كنا جميعاً قادة تحت امرته وكان سوف يفسر ذلك كله بالتآمر، السلطة أمر تقل فيه المساومة وغالباً ما يكون الموت دونها.



* الا تعتقد ان تشكيل المجلس العسكري كان خروجاً على ميثاق التجمع؟



- تشكيل المجلس العسكري كان مطلباً لقواعد القوات المسلحة، صحيح انه اول خروج على ميثاق التجمع ولكن للضرورة احكامها! والتجمع قبل في نهاية الامر بالتفسيرات التي سقناها وتجاوزنا ذلك تماماً..



* حل جهاز الامن كان خطأ فادحاً ويقال ان مقايضة تمت بقبول المجلس العسكري مقابل حل الجهاز؟



- لم تكن هنالك مقايضة بقبول المجلس العسكري وحل جهاز الامن!! الجماهير هي التي اقتحمت سجن كوبر واوشكت على اقتحام جهاز الأمن، ولذلك كان علينا حماية ما بالجهاز من وثائق وحماية رجاله فكان القرار بالحل، ولكن اوكلت المهمة لضباط مميزين احتفظوا بالعناصر المدربة بالجهاز والكفاءات الكبيرة ومازال بعض ضباط ذلك الجهاز يعملون حتى الآن وهم موضع تقدير شعبهم.



* لجان التحقيقات التي انبثقت لمحاكمة عهد مايو لم توجه ادانة لنميري بالفساد؟



- لم نجد اثراً يذكر لفساد، التحقيقات التي تمت والمحاكمات كانت حول قضايا معينة هي ترحيل الفلاشا وانقلاب مايو، انا لا أقول لك قولاً لم يسبق لي ان قلته من قبل، الرئيس نميري هو افضل من استخدم الاكاديميين والعسكريين والتكنوقراط في دولته – دون اي اعتبار الا الكفاءة ونقاء الكف، والرئيس نميري لم تسجل في عهده حالة محسوبية واحدة، وانتهى به المطاف في منزل متواضع في ودنوباوي وبدار متواضعة اكرمته بها الحكومة واشهر وزرائه اليوم اغلبهم دون مأوى!!



* لماذا ابتعد عثمان عبد الله عن السياسة وفضل الانزواء بعيداً؟



- تعلمت الكثير من تلكم الفترة، ولم أشأ بعدها ان ادخل المعترك السياسي. ذلك محيط لا أصلح له كثيراً، انا راض عن ادائي في القوات المسلحة طالما ارضى ذلك الأداء قادتي الذين تعلمت منهم كثيرا ثم انني بحكم تلك التجربة تعلمت ان لكل زمان دولة ورجالاً, وان الرجال الذين يحاولون التسلق لما بعد دولتهم يسقطون)!!



حوار: سعاد عبدالله


http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147518356&bk=1

Post: #58
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-10-2007, 07:43 PM
Parent: #1

عن الرأي العام
السبت7ابريل2007م


ذاكرة الملف

22 عاماً على ذكراها:

.. من وراء الإطاحة بالنظام المايوي القوي؟

م. سعيد م. الحسن

يصعب ان يدعي حزب أو طائفة أو نقابة، أو منظمة أو جهة ما، أنه وراء النجاح المذهل للإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بأقوى نظام شمولي في أبريل 1985م، الشعب السوداني بعبقريته ووعيه الوطني الفريد صنع الانتفاضة الشعبية أبريل 1985م مثلما فعل ذلك تماماً في اكتوبر 1964م بإزاحة النظام النوفمبري 1958م القوي.

بعد اثنين وعشرين عاماً نحتاج لاسترجاع جانب من مواقفها ولقطاتها لنظل على ثقة ويقين بوطنية وعبقرية السودانيين عندما يتحدون ويتخذون ما يرون انه الصواب، وبشكل حضاري يعكس الإرث والقيم والتسامح والأصالة بلا عنف، ولا حقد ولا مرارة.

وأنقل عن يومياتي:

الجمعة 5 أبريل 1985م-14رجب 1405هـ:

* الإذاعة بثت إرسالها في الموعد المحدد.. السادسة صباحاً بتلاوة من آي الذكر الحكيم.. حديث ديني، نشرة الأخبار، قرأها المذيع بصعوبة.. فالأخبار والصياغة لا علاقة لها بما حدث ويحدث في العاصمة أو السودان.

* الشوارع.. شبه فارغة.. السيارات قليلة.. المشاة أقل.. المحلات، المتاجر مغلقة.

* التلفزيون هامد.. بلا إرسال، قطعت الكهرباء.

* البيوت.. كل بيت يلتف بعض أفراده حول راديو للاستماع لإذاعات خارجية ربما يسمعون نبأً جديداً.

* حان وقت صلاة الجمعة، وارتفعت الأصوات في العديد من المساجد بالدعاء ورفع البلاء عن البلد.

* تبادل المصلون المعلومات، وعرفوا أن العاملين في الطيران المدني ومطار الخرطوم قدموا إضرابهم يوماً كاملاً، وآخر طائرة أقلعت مساء الخميس، وكان المقصود عدم إتاحة فرصة سفر لمن يكونوا من المطلوبين.

* جرى تناقل لخطبة السيد الصادق المهدي في مسجد الهجرة بودنوباوي بأمدرمان «كل واحد مطالب بالمشاركة في إنقاذ الوطن، وفي مولد السودان الجديد» و«أن ثورة السودان ماضية في سبيلها بعون الله وتوفيقه وعلينا جميعاً تفادي المزالق، فلا تحزب، ولا شقاق، وفوق الأغراض الشخصية والحزبية .. السودان أولاً».

* تبودلت أيضاً المنشورات للهيئات النقابية وإعلان الاضراب السياسي والمشاركة في المسيرة الشعبية من أمام مبنى القضائية في العاشرة من صباح السبت 6 أبريل 1985م.

* تم إيقاف الاتصال الهاتفي والتلكس والبرق وجميع وسائل الاتصال الاخرى.

* نفذ الأطباء إضرابهم بالمستشفيات مع وضع برنامج تطوعي لمواجهة الحالات المرضية العاجلة والطارئة.

* القيادة العامة تدارست «تقريراً أمنياً» في العاصمة والأقاليم وردود الفعل العالمية من الإذاعات، وتناول التقرير الأمني الموقف السياسي وتطورات الإضراب السياسي وردود الفعل واحتكاكات رجال الأمن بالمتظاهرين ونتائجها ونشاط النائب الأول وارتفاع درجة نقد النظام السياسي في أوساط الضباط.

* وبالنسبة للتطورات المحتملة قال التقرير: إنه تم إحكام حلقات الإضراب السياسي واحتمال طلب النائب الاول لرئيس الجمهورية فرض حالة الطواريء وعودة رئيس الجمهورية من واشنطون وما يترتب عليها من ردود فعل في الخرطوم.

* ووصف التقرير الأمني ان الأزمة الحالية سياسية وليست أمنية، وأنه ليس هنالك احتمال لاستقرار النظام إلا فوق بحر من الدم وشرخ في صفوف القوات المسلحة.

* حدد التقرير الأمني للقيادة العامة طريق الحل المفتوح: وهو ان تستولي القوات المسلحة على زمام الامور لادارة شؤون البلاد حقناً للدماء وتشرف سلطة مدنية مؤقتة من رجال مشهود لهم بالقدرة ريثما تقرر القوى السياسية ماهية النظام المطلوب لإدارة البلاد، ولتقوم القوات المسلحة بهذا الدور، يجب ان تبتعد عن أية محاولة لإقحامها في الأزمة الأمنية الحالية حتى لا تفقد حيدتها.

* رفضت توصيات التقرير الأمني أية محاولة لإعلان حالة الطواريء مع الإعداد لمجابهة موقف سياسي مستجد، أي بعد يوم السبت 6 أبريل 1985م حيث المسيرة والإضراب العام.

* تم إرسال إشارات بالشفرة للحاميات في الأقاليم وإطلاعها على الموقف الأمني والسياسي، وتفويض ممثلين من القيادة العامة للتفاوض مع التجمع الوطني الذي كان قد وقع ميثاق التجمع مساء الجمعة 5 أبريل 1985م بشارع «55» العمارات بالخرطوم.

* صباح السبت 6 أبريل 1985م جاء على لسان القائد العام الفريق عبدالرحمن سوار الذهب انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب في استرداد الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون وحكم الشعب.

* واندفع الفيضان البشري في الشوارع والميادين والطرق والجسور، لقد أخلت الأسر بيوتها وتركتها مفتوحة لتكون جزءاً من مشهد تاريخي عارم بالفرح والتفاؤل وكرنفالاً بشرياً امتد على مدى اربع وعشرين ساعة بالمدن الثلاث وسُمّي «بالإنتفاضة الشعبية»، وقالت وكالات الأنباء العالمية: «إنه مشهد يصعب رؤية نظير له في أي بلد باستثناء السودان، وهؤلاء الذين خرجوا فرحين مستبشرين أطاحوا بنظام استمر لست عشرة سنة.

* وفي الصباح الباكر من يوم السبت 6 أبريل، انعقدت جلسة طارئة لمجلس الوزراء برئاسة النائب الأول، ونقلت مضابطه بأن عليهم أي الوزراء الذهاب لمكاتبهم لمواصلة مهامهم، ولكنهم عندما خرجوا من مبنى مجلس الوزراء كان الأمر قد تبدل تماماً.


http://rayaam.net/syasia/syasa5.htm

Post: #59
Title: About the April 5th, 1985 rally in Burri
Author: Mohamed Elgadi
Date: 04-11-2007, 05:23 AM
Parent: #1

Elbagir wrote:
Quote: لقد واجهتنى ظاهرة استخفاف البعض بالإنتفاضة أثناء إندلاعها

وكنت أحسب أن ذلك كان جراء سوء تقديرهم الفردي ولم أعلم أن الخطأ كان خطأ هيئات


I believe part of this was because of the rough beginning of the intifada where the riots and indiscriminate destruction made some circles to be very cautious and pessimistic.
The communist party's reasons were different. There was already many of the Party cadre in prison or hiding out. The Khartoum City leadership was very cautious and wanted to protect the new established chapters, over 20, and made sure that not to be picked up by the Security thugs.
On the other hand, these new leaderships were closely working with people in the neighborhoods and there was no way that they could abandon them. It became very natural to overlook these directives and the Communist Party chapters in Burri, Nasser, and Riyadh had already had their own rallies for at least three nights when the Party issued the 3/30/'85 Bayan.

The famous rally of April 5th took a lot of planning and meetings. I recall the planning committee of Riyadh included many young activists, men and women, who had went in groups door to door the night before to mobilize people to come to the rally on the following day. We benefited of the Communist party ‘political map’ that helped us to avoid specific houses that included Muslim Brothers or suspected security elements. We did not want to be arrested while planning the big day (we deep in our hearts felt that we had already defeated the regime by the 7th day).

We decided that early on the day of the rally, the leaders should go first and check the place because we were worried that the word may had gotten to the security. The Imtidad Nasser Communists surveyed the area and sent the word to us that the place was clear. The meeting place was Mahatat 3shara (Bus Stop #10) in Souk Nasser.
Among the first people from Riyadh to arrive and start the rally were: Dr. Salwa and ustaza/ Salma Elshiwaya, Dr. Nahid Osman; Mohamed Almustafa, NaserEldin (whom actually coind our famous slogan I mentioned before) ; Shadia Makki, Haja Anhar Abu Akker, Magda and Hiba Mohamed Ali, Khalid, Kamel, Mugtaba al-Mahasi, and many other young and old ordinary people.
The rally took the same route of the bus to Burri Bridge roundabout where melted into another one and headed to Khartoum. The riot police at the enternace of ‘Burri’s tunnel’ confronted the rally and stopped it from joining another big one led by Khartoum university students.

Many of our active youth groups were among the first who brought down the gate of Kober. It was a very emotional moment where happiness and fear mixed together. I’d remembered the 10th day of October Revolution 1964 where number of people were killed that day. I had had that feeling that I will be shot or something tragic will happen to me but fortunately it didn’t (apparently I was spared for another tragic incident later in 1992 inside Citibank Ghost House).

Thanks again for the documentation..

mohamed elgadi

Post: #60
Title: Re: في ذكرى الإنتفاضة.. فلنوثق لها
Author: Elbagir Osman
Date: 04-11-2007, 07:01 PM
Parent: #1

شكرا محمد القاضي

على التوثيق المفصل


الباقر

Post: #61
Title: The ongoing Intifada in Sudan
Author: Mohamed Elgadi
Date: 04-13-2007, 00:29 AM
Parent: #1

Quote:
عن الرأي العام
السبت7ابريل2007م


ذاكرة الملف

22 عاماً على ذكراها:

.. من وراء الإطاحة بالنظام المايوي القوي؟

م. سعيد م. الحسن

يصعب ان يدعي حزب أو طائفة أو نقابة، أو منظمة أو جهة ما، أنه وراء النجاح المذهل للإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بأقوى نظام شمولي في أبريل 1985م، الشعب السوداني بعبقريته ووعيه الوطني الفريد صنع الانتفاضة الشعبية أبريل 1985م مثلما فعل ذلك تماماً في اكتوبر 1964م بإزاحة النظام النوفمبري 1958م القوي.

http://rayaam.net/syasia/syasa5.htm[/QUOTE]


The NIF tried to be smart and studied how the Sudanese people succeeded in toppling down 2 of the most powerful dictatorships. They decided to avoid another intifada or revolution by crushing down any potential leaders. They orchestrated one of the massive job terminations in the history, and put in prison/ghost houses any potential Trade Union leader. Then followed by another wicked step: the mass exodus of the Sudanese people that resulted of more than 3 millions in Diaspora.
They forgot one important thing: the people change their tactic every time and never repeat the same one.
The 3 million refugees played a major role in the ongoing revolution in Sudan that is leading to the destruction of the regime. The exposure of the regime in the international community was done mainly by these refugees. The ICC depended mostly on the refugees in making their case against the GOS.
The Intifada/Revolution is happening in Sudan in spite of all precautious steps of the NIF...

Mohamed Elgadi